رواية اسير العشق ادم واسير للكاتبة نور الهادي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية اسير العشق، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية اسير العشق من الفصل الاول للاخير بقلم نور الهادي
-عريسها هرب يوم فرحها
-داخله بعريس خرجت متجوزه اخوه
كانت سامعه الكلام الى بيتقال عليها وساكته، مكنتش بتنطق بسبب دموعها الى متحجره ف عينها
وصلو على بيتهم المكون من ٣ طوابق، بتجر فستانها الأبيض وعينها مليانه حزن
دخلت مع جوزها البيت
قالت حماتها عبير - اطلعي يا أسير وآدم جاي وراكى.. نا عايزاه فى كلمتين
مرديتش وطلعت من سكات قال ادم - نعم
- براحه عليها، اديها فرصه تستوعب انك جوزها
استغرب منها قالت- اقصد هى مراتك وكل حاجه بس...
-انا عملت إلى قولتيلى عليه اى حاجه تانيه فهى ترجعلى
- بس...
مشي منغير ميتكلم قالت عبير - لى كده بس يا عاصم، لى تعمل فى البنت كده
طلع ادم لقاها واقفه على الباب قال - مدخلتيش لى
-معيش المفتاح
خرج المفاتيح الى معاه بضيق انه نسي فتح الباب بس فضلت واقفه سابها ومشي دخلت وبصيت على الشقه
قال ادم - اوضتك هنا عشان لو عايزه تنامى
دخل وقلع جاكت البدله وخرج لبسه من الدولاب مع بطانيه، خد مخده ومشي
قالت اسير- ادم
نظر إليها سكتت كانت مبترفعش عينها ولا بنبصله قال
-عايزه تقولى حاجه
متكلمتش تنهد منها قال- خدى راحتك البيت بيتك انتى مش غريبه يا اسيل
نزلت دمعه من عينها قدر يشوفها دخلت الاوضه وقفلت الباب اتنهد ومشي
دخلت أسير الحمام بفستانها الى عامل زى الكفن، بصيت على شكلها الجميل وازاى ابتسامتها الصلح كانت لاخر اتساعها انها هتتجوز حبيب عمرها
F
-مشاءالله العروسه قمر اوى
ضحكت أسير قالت - شكرا اوى، نا وعاصم مختارين اللوك ده.. هيفرح بيه اوى، قالى هيليق عليا جدا
قالت صحبتها روان- ايوه يعم وبيختارلك اللوك كمان، ده عاصم ده رومانسي اوووى.. لا وبيفهم ف الميكاب.. خلى بالك بقا ليكون فهم من ناس غيرك
قالت أسير بغضب- اسكتى
ضحكو عليها كانت باصه لنفسها بابتسامه قالت
-يلا ننزل عشان منتتاخرش عليه ويضايق
قالت روان- ننزل لمين، مفيش حد جه اصلا
قالت اسير- مفيش حد جه ازاى
قالت روان-ايوه والله مفيش غيرنا انا والبنات وعمتك عبير
سكتت باستغراب بصيت ف الساعه قالت- بس ده المفروض يكون هنا من ساعتين
-رنى عليه
فتحت تليفونها بس كان مغلق وده حلاها تسكت شويه، شالت فستانها قالت
-هنزل اشوف
اتفتح الباب ودخلت عبير عمتها قالت- أسير
-فين عاصم يا عمتو
-ع..عاصم، اتأخر شويه بس ادم بيشوفه فين
-اتأخر ازاى، وآدم مش معاه ليه
-قال يكون جنبك عشان ميسبكسش والمفروض ان كان معاه صحابه بس.. رنينا عليهم قالو انهم وصلو القاعه عشان لقوه مشي وسابهم منغير ميقولهم حاجه
-مشي وسابهم ازاى
بصت روان لاسير، قالت عبير- خليكى هنا لحد ما نعرف هو فين
قالت روان- المفروض ان ف ساعتين دول هنعمل سيشن ونلف وطل ده
مرديتش أسير فهى معاها حق، قامت الميكب وخرجت وفضلت أسير قاعده لوحدها بالفستان، بتمر الدقيقه تليها ساعه تليها الاخرى، جه الليل ومكنتش نزلت ولا ورت حد وشها، كانت قلقانه وخايفه، متعرفش الى بيحصل ولا ان وقت فرحها عدى نصه وهى قاعد فى اوضه لوحدها
اتفتح الباب نظرت بأمل بس كانت عبير الى رجعت بايدها فارغه
قالت اسير- عمتو، الى بيحصل.. الفرح؟! عاصم... هو فين
-هتنزل الفرح ومفيش حاجه حصلت
-عاصم جه
شالت فستانها عشان تنزل بس قالت عبير
-هتتجوزى ادم
وقفت وحسيت ان رجليها مشليتهاش
قالت عبير- انزلى ورايا هنكتب ونمشي
-ادم مين الى يتجوزنى، قصدك عاصم
-ادم يا أسير، ادم اخووووه
-انتى بتقولى اى، انا وعاصم....
-عاصم مجاش اصلا، عاصم مشيييي
سكتت عند الى قالته
قالت عبير- اسمعى الكلام يا اسير، أنا عارفه انا بعمل اى... ده الحل الوحيد لوضعنا
-تقصدى اى بوضعنا
-المأذون مستنى يلا يا اسير
-وعاصم
-مش هيجى، هتفضل تستنى لحد امتى
لم ترد وظلت صامته بس فعلا هتفضل تستنى لحد امتى، الساعه بقيت عشره
عروسه لوحدها ف ليلة فرحها عريسها مجاش وسابها، سابها؟!!! لقد هجرها
B
نزلت دموعها وساح الكحل بتعها نتشت الفستان وقطعته
-لى، لى عملت كده فيا
افتكرت جملة عمتها "عاصم مشي افهمى مش جاي"
قعدت على الارض قالت - خليت الناس تتكلم عليا يا عاصم.. خليتهم يقولو المعيوبه الى اتسابت يوم فرحها... لى تعمل فيا انا كده
بهدلت فساتنها قطع وهى بتعيط وانكمشت على نفسها بحزن
غير ادم لبسه وقعد على الكنبه بص على الاوضه الى فيها أسير
فرد ضهره بتعب سمع صوت قال
-اسيير، محتاجه حاجه
مرديتش عليه راحلها ودخل ملقهاش ف الاوضه رسمي صوت من الحمام كان هيخبط بس سمع صوت شهقات عرف انها بتعيط
رجع لورا وخرج من الاوضه كلها وسابها منغير ما يدخل
كان عارف انها بتعيط بسبب اخوه وهو، الشخص الى اتغصبت عليه بسبب الظروف، الظروف الى حطيتهم هنا وحطتيه هو كمان
-مكنتش اعرف ان يوم لما تبقى مراتى هكون مضايق كده
افتكر امه وهى بتجرى تستنجد بيه
"ادم، عملت اى.. عرفت مكان اخوك"
" لااا، هو راحح فين.. يعنى اى يسيب صحابه وياخد عربيه ويمشي منغير ميقول هو رايح فين، ده بيستهبل"
"الناس مش سيبانا"
" أسير فين"
"قاعده فوق لوحدها مستنيه عاصم ع امل انه هيجى متعرفش انه مشي"
"مشي؟! "
"ادم، عاصم هرب من الفرح، عاصم مش جاي"
"انتى بتقولى اى يماما ازاى يعمل حاجه زى كده، واسير"'
"معرفش معرفش عمل كده لى بس لازم نقفل الموضوع ده... اتجوز اسير"
اتصدم وقال" انتو كلكو اتجننتو النهاردع"
"ادم،ده الحل الوحيد عشان تكتم الكلام الى هيتقال"
"كلام اى، نا هرن عليه تانى اشوفه"'
"بقولك مش جااااي، المسكينه الى قاعده فوق ذنبها اى تتسابق يوم فرحها عارف الناس هتقول عليها اى.. عارف كلامهم هيوصل لايه"
" الى يتكلم اقطعله لسانه"
"اتجوزها...
مسكت ايده قالت "عشانها مش عشانا، كفايه الى عمله اخوك.. صلح الموقف يا ادم ارجوك"
كان باصصلها بصمت وشايف المعازيم جوه كل ودن ماسك بوق بتتكلم فيه غير المأذون الى قاعد يستعجلهم كل شويه
قال ادم " ازاى اعمل كده، المفروض انها ابقى مرات اخويا"
قالت عبير"هتبقى مراتك، دى كانت رغبتك ولا غيرت رايك... اعمل كده عشانى، مفيش غيرك اعتمد عليه اكيد مش هجوزها لحد غريب، هما شهرين او شهر كمان وطلقها"
"بتقولى اى يا امممى، ولما يقولو جوزها كلقها بعد شهر مش هيتكلمو عليها"
"خلاص ٣شهور ونقول مفيش نصيب، ٣ شهنر بس يا ادم استحملهم عشانى وعشان بنت خالك.. الناس مش هتسيبها، قولى بسرعه هتعمل اى"
"أسير موافقه؟!"
"قولتلها ومعترضتش انت بس وافق"
انصاع لرغبة امه خوفا على بنت خاله الى الكل كان ماسك سيرتها لبانه، اختفائها واختفاء اخوه خلاهم يعرفو الحقيقه وأنهم سابها، جوازه منها سكتهم بس حطها ف خانه العروسه الى خرجت بعريس تانى
جمع قبضته بسبب فعلت أخاه الى طان عاوز يكسر جمجمته
دموعها وهى بتتقدم مع أمه عشان تعقد على الكرسي، ارتعاشها وهى بتمضي،فاكر كل لحظه ازاى.. لما شافها منزله عينها مغلوب أمرها
"أمضى هنا يا عروسه"
مضيت أسير ودمعه بتسيل على خدها وهى منزله وشها بس ادم كان شايفها بوضوح، كانت ساكته بس ورا السكوت ده صجيج... لقد تزوجت من شخص آخر، حد محبتوش حد مش عايزاه عشان تلاقيه جوزها غصب عنها
الاحساس ده مس رجولته اوى، حزين عليها وحزين على نفسه، عمره مكان عاوز بكون هنا
طلع الصبح فاق ادم برغم انه منمش كويس
قام وشاف الباب لسا مقفول معقول مخرجتش من ساعتها
دخل عليها شافها نايمه على السرير بالفستان استغرب
راحلها شاف الدنيا مكركبه شال الهدوم من ع الارض وحطها ف الدولاب لقى قطع فستان بص لاسير لقا فستانها مقطع
فتحت أسير عينها شافته اتعدلت قالت
-ادم، بتعمل اى
-قلقتك
-لا نا كنت صاحيه، انا اسفه على الكركبه
-عادى، لى عملتى كده ف الفستان
مرديتش مشي ادم قامت أسير وراه قالت
-عايزه اتكلم معاك
رن الجرس راح يفتح بس وقف بص لاسير قال
-ادخلى غيرى
بصيت لهدومها فهمت قصده ومشي فتح الباب قالت عبير
-صباح الخير يا ادم
،خلت بصنية اكل حطتها ع السفره قالت - الفطار يا حبيبى
-اى ده كله يماما انا كنت هنزل اكل معاكى
-مينفعش انت متجوز دلوقتى
-ده ع اساس ان اسير مكنتش بتفطر معانا هى كمان
-دلوقتى لازم يبقى اكلكو ثنائي ولو حبيتو انزلو اعقدو معايا، بس راعو الفتره دى
سكت قربت منه قالت - عرفت اى حاجه عن عاصم
-متتكلميش معايا عنه
-ده اخوك المفروض تقلق عليه
-والى جوه، مقلقش عليها من الى عمله
سكتت بحزن قال ادم - بعد اذنك يماما لما اهدى نتكلم
-حاضر يا ادم حاضر، امال فين أسير
دخلت ع الاوضه علطول نظر لها ادم فتحت الباب كان هيوقفها
قالت عبير- صباح الخير يا أسير، عامله اى يا حببتى
كانت لابسه قميص ادم نظر لها ادم اتحاشي النظر ليها ونظرت عبير لادم
دخلت وربتت على كتفها كانت مسيبه شعرها الجميل، قالت عبير
-عارفه انى بحبك صح
مرديتش أسير بس اومات لها حضنتها عبير قالت
-هتعدى، خليها تعدى ع خير
مرديت بعدت عنها ومشيت قالت
-مع السلامه يا ادم
خرجت وسابتهم لوحدهم مشي ادم بس وقفته أسير قالت
-نقدر نتكلم دلوقتى
استغرب دخل وقال دون أن ينظر لها - ف حاجه يا اسير
- مكنش ليك دخل بالى حصل امبارح ايا كان انت بقيت جوزى وعارفه حقوقك عليا، اسفه انك نمت بعيد بسببى
نظر لها من الى بتقوله فكت ازرار القميص قالت
-تقدر تاخد حقك دلوقتى
بتقرب منه وبيسحبها ليه و.....
↚
- احنا اتجوزها وانت مكنش ليك دخل بالى حصل امبارح ايا كان انت بقيت جوزى وعارفه حقوقك عليا، اسفه انك نمت بعيد بسببى
فكت ازرار القميص من عليها قالت-تقدر تاخد حقك دلوقتى
بتقرب منه وبيسحبها ليه وبيقفل القميص عليها قبل ما يقع، نظرت له وهو مش باصصلها
قالت اسير بغصه-ادم
-اتغصبنا على بعض مفيش داعى نعمل حاجه احنا مش عايزينها.... جوازنا مش حقيقى، ماما مقالتلكيش يا اسير
-قالتلى اى
-هنتجوز ٣ شهور وهطلقك، هنفضل زى مكنا.. اخوات وكأن مفيش حاجه حصلت، بلاش توطى راسك كانك غلطتى، انتى معملتيش حاجه تخليكى خايفه تبصيلى
دمعت عينها، قال ادم - بصيلى يا اسير
نزلت دمعه من عينها قالت - انا اسفه على الوضع الى حطيتك فيه بسببى
-انا وافقت بارادتى
-عشانى
-عشان مقبلش ان حد يجيب سيرتك بكلمه، اتجوزنا قدامهم بس ف الحقيقه احنا زى محنا... أنا لسا ادم اخوكى الى رباكى من وانتى صغيره، وبمناسبة الحقوق انا مليش حق عليكى
نظر له قال - ده مش جواز ونا مش هطالبك بحاجه، بلاش تجبرى نفسك ع حاجه انتى مش هتسحمليها تانى، ده بيضايقنى انا
-انا..انا اسفه
مسح دمعتها وقفل القميص عليها قال
-كفايه اعتذارات بطاله، مبطقش اشوفك كده
ضمت جسمها بايدها وكأنه بتستره بعد اما كشفته غصب عنها وكان نفسها تداريه بكل رغبتها الحقيقيه
قالت ادم- البسي عشان نفطر سوه
اومات له خرج وسابها اتنهد بضيق وسند على الباب بجبهته سمع صوت عياطها، قال ف نفسه
-لى كده يماما لى اوهمتيها انه جواز حقيقى وتجبريها علي... أنا اتكسرت اكتر منها
خلصت أسير وخرجت لابسه بيجامه بس ملقتش حد ف الشقه لمحت صنيه وكان فيها اكل ورساله
-كلى انتى عشان هتأخر
قعدت بتساؤل من رحيله سكتت برغم انها مكسوفه من الى عملته غصب عنها بس عارفه انه مش عايز يعقد عشان هى موجوده، عاشت مع ادم سنين وعارفه انه بيتكسف منها برغم انهم اخوات لكن تظل محلله له
سمعت صوت من تحت
قالت عبير- خارج فين يا آدم شغل اى بس إلى النهارده
- اسيب شغلى يعنى
- محبكتش اليومين دول، الورشه تتفتح بعدين من كتر الزبائن إلى عليها
- والقعده هنا مش هتنفعنى بحاجه
- ولا الخروج، انت عايز تخرج ازاى وانت متجوز امبارح
- ريحينى اعملك اى يعنى اتجوزتها وخلصنا
- ادم
- مش فاتح المحل هخرج اشم هو
- بس...
نزلت اسير بيقف ادم ونظر إليها من وجودها قالت
- خليك ف شقتك أنا هعقد تحت لو مضايق من وجودى
نزلت وهى بتجمع غصتها قالت
- لو عايز تخرج أخرج كفايه إلى عملته معايا وجوازك منى إلى مكنتش مطالب بيه
مرديش عليها بس خد المفاتيح وخرج فعلا مسكته عبير قالت
-ادم
مرديش وطلع من البيت بحاله
قالت عبير-اى إلى قولتيه ده، يعنى اى يخرج
-عايزه تحبسيه يعمتو، كفايه محبش اشوف ادم مضايق كده ومتقيد بسببى
-دى مسؤوليه ونا متفقه معاه، مينفعش يخرج
-لو هنفرض مينفعش فكل ده مش غلطه ده كان غلطة حد تانى وادم استحملها
-اسير، رنى على آدم خليه يرجع
-مليش انى أقوله حاجه زى دى
-يعنى اى ملكيش ده جوزك
-مقتنعه بالكلمه دى يعمتو
-ابن عمتك واخوكى وولى امرك، استريحتى كده... كلميه قوليله يرجع هو بيسمع كلامك
مرديتش أسير جابت عبير تليفونها رنيت عليه مرديش قالت
-اسير، جربى من عندك
-ياعمتو ارجوكى سيبينى ف حالى انا فيا الى مكفينى
نزلت دموعها وطلعت بتسكت عبير لما تشوفها بتعيط
بتطلع أسير بس مش شقة ادم كانت شقه تانيه التوضيب باين عليها من الباب
نزلت دموعها شافت سجاده قدام الباب على شكل رمز غريب الشكل
F
-اى رايك ف السجاده دى يعاصم
- هى حلوه بس ملناش ف دجل والله
- دجل اى بس، انت تعرف عنى كده
- -اه مكفايه سحرك ليا، هنتجوز خلاص مفيش داعى لامتداد السحر
ضربته بالمخده قالت- مش ناوى تبطل التناحه دى.... ياحبيبى افهم
-هفهم ياحبى
ابتسمت وبعدت وشه عنها قالت- الرمز ده يوناني بيدل ع الحب والدوام بسعاده
-كل ده الرمز ده
-اه، انت جاهل ع فكره... ها اى رايك
-جميله، هاتيها عشان يكون فال لجوازنا حلو انا بقيت عايزها
ابتسمت قالت- هنحطها ع الباب عشان يقولو عليا ساحره
-مكفايا ماما
-عمتو بتقول عليا ساحره
-الحما بقا، انتى هتاخدى ابنها الدلوع
-ع نفسك
-هدلعينى انتى كمان، بتعرفي ولااا
-عاااصم
ضحك الاثنان وضربته هو
B
كان ادم بيتمشي واقف على كورنيش النيل لوحده كان مخنوق وحاسس بضيق كبير
افتكرها وهى بتقوله يمشي تانى وافتكر كلمته الى اكيد سمعتها
مسح وشهه بضيق رن تليفونه كانت امه قفل ومرديش
بيفتح معرض الصور وبيفتح صورة كانت أسير وهى ف الثانويه وخدت تليفونه غصب عنه عشان تصورهم سوا
F
-تصدق يا ادم احنا قليل اوى لما بنتصور، عكسي انا وعاصم كل تليفونا مليان صور لدرجة انهم بيقولو اننا مرتبطين
نظر الي عيناها المليئه بالحب قال- ده ع اساس انكم مش مرتبطين
-طب غير الموضوع وع فكره مفيش حاجه من دى حقيقه
مرديش عليها خدت تليفونه قالت-خلينا نتصور
-اسير
-متبقاش رخم، يلا ده حتى صحابى بيكرشو عليك اما تشوف الاستورى هتطلب رقمك
-هتغر انا كده
-والله انا شاكه انك مرتبط اساس بالبرود ده
مرديش مسكت ايده نظر إليه خدتلهم صوره بصتله وقالت
-بص للكاميره واضحك ممكن
ابتسم عليها خدت صوره لهم وهم يبتسمان الاثنان وكانت أجمل صوره جمعته مع محبوبة قلبه
-اسير
-جايه يعمتو... همشي انا بقا
اديته التليفون ومشيت بيبص ادم على صورتهم بل عليها هى بس ليضم تلك الصوره الى صورها العديده من عشقه الشديد لها
B
مسك راسه وازاح شعره قال بصوت حزين
-يارب... حكمتك بالى حصل ده اى يارب... المفروض افرح انها اتغصبت عليا.. المفروض انا وضعى اى.... ادينى اى اجابه.. بدور ع اجابه من زمان ومش لقيها بسرنا كنت خلاص.. كنت خلاص أدركت انها مستحيل تكون ليا... لى فجأه تتكتب على اسمى
نزل راسه بدمع قال- مش ليك يا ادم.. متتوهمش.. عمرها مكانت ليك
لطالما كان ادم بيحب اسير منقبل حتى. ما تننقل تعيش معاهم بسبب وفاة ابوها وامها، كان يحب يعقد معاها يفرحها، يحسسها انه بيتها ومش اغراب
بس بحكم انه اكبر منها استريحت لعاصم اكتر، كان بيلعب معاها وقريب من سنها عكسه هو، لحد ما شاف حبها وإعجاب لاخوه بيزيد وبقيت شابه والإعجاب بقا حب حقيقى... أما ادم فكان فى خانة الأخ فقط وان مرحو سويا فهو صديق وان اشتكيت له فهو ولي أمرها
محاولش ادم قبل كده يعترف بمشاعره بل دفنها جوه قلبه وفكر انها هتنتهى بس معرفش انه مرض الحب مبيزولش
بس دايما كان مقتنع بجمله واحطه -سيبها للى يستاهلها، انت مش هتوفرلها حياه كريمه
كان ادم من تعليم متوسط خريج تجاره، أمة ملقاش شغل كويس كمل ف طريقه وهو ورشة ابوه الميكانيكى الى كان بيساعده من وهو صغير واتعلم حرفته، عكس عاصم
عاصم كان مترفهه عنه، كان مبيحطش ايظه ف الأوساخ، كان بتذاكر بس وفعلا دخل كلية اقتصاد وحصل على وظيفه مرموقه عكسه
قدر يجهز نفسه من كل شيء لذلك كان شايف انه ف مستوى اسير خريجة اعلام، انهم يليقان ببعضهم اما هو فلا مكان له... ماذا هو لتفكر فيه
كانت عينها بتلمع ديما لاخوه، اى نجاح واى حاجه بيجبها كنظرة افتخار وإعجاب.. كان ادم ديما مهمش لم يفعل شيء لتفتخر بيه كان مجرد شاب بسيط حتى اخوه فلهعلاقات بالبنات وبيتكلم كلام معسول يخليهم يحبوه.. ادم كان معروف بجديه وهدوئه، متردديتش بنات عليه خوفا انه يرفضهم وده كان هيحصل فعلا عشان قلبه مقفول
-اى الى منزلك يا عريس
فاق على الصوت وكان شاب لابء بالطو اسود، قال ادم
- اى الى انت لابسه ده
- بالطو المحاماه
- انت عبيط يا فؤاد، ده تلبسو ب قاعة المحكمه مش تمشي بيه لى الشارع.. ثم من كتر القضايا الى بتجيلك مش ملاحق تقلعه
قلعه بضيق قال- انت ديما كده تكسر مقاديفى
-البيه خلى الناس تضحك عليك، متكسفناش بقا
-خلاص يا ادم قلعناه، وانا الى فكره عاملى هيبه
-هيبه اى بقا
-طب خلينا فيك، مالك ياصحبى مهموم من اي
-مليش
-لاااا، وجودك هنا يبقى ليك وليك... عيب اما تخبى عليا
-مقولتلك مفيش يا فؤاد، انت اى الى مشاك من هنا
-كنت عند موكلتى ف العماره دى
-موكلتك؟! انت رايح لوحده شقتها ف وقت زى ده
-طلبتني وكنا بتناقش ف قضيتها ثم بنتها معاها، لو تشوفها جميله ازاى وهى على المشايا
-طفله يعنى، لا محرم فعلا وبتحطهالى كعذر
-ف حاجه
-لا انت كويس فخلاص
-لا انا خرجت سليم الحمدلله
-طب حرص بها من مقبلاتك من الستات الكتير ده وخليت ف مكان عام عشان متقعش وتجيلك مصيبه
-عيب يابنى انت بتكلم سيادة المستشار، بصباع بس اخرج منها
-بامارة الولا سرنجه ف الحاره الى ورانا الى خد ٤٦ سنه سجن
-متفكرنيش بقا، كل ما افتكر اضايق ربنا يفك ضيقته ويموت قبل انتهاء المده عشان ميموتنيش انا لما يخرج
ضحك ادم عليه قال - كمل كمل مستقبلك باهر
ضحك فؤاد قال- ع الحلوه والمره يصحبى.. شكلك مهموم تعالى نعقد ع القهوه شويه
-مش قادر والله يا فؤاد
-هنلعب دومينو، أنا عندى طار.. لا ده مجموعة طار، الا ياخى سبتنى اكسب
-امشي
-الا عم صالح عامل اى
بيرجع ادم ع البيت والكل كان نام لما طلع على شقته ودخل اول حاجه راحها هو اوضة نومه بس ملقاش حد استغرب معقول نفذت إلى قالتهوله
نزل ع تحت فتح بالمفتاح إلى معاه ودخل راح ع أوضتها إلى عارفها كويس بس كان متردد يدخل عليها
-ادم
لف لقاها عبير قالت- رجعت امتى
-اسير فين
-هى مش فوق
-لا، هى خرجت طيب.. بس ف ساعه زى دى ازاى
-منزلتش هنا من ساعة منتا خرجت، طلعت ع فوق فبحسبها رجعت شقتك
-طلعت فوق؟!
خرج ادم من هناك وطلع الدور التانى بيقف اما يشوف اسير قاعده عند الباب
كانت نايمه ع نفسها قدام باب الشقه إلى المفروض تكون شقتها وفيها الان
اضايق ادم لما شافها كده طلعت عبير وشافتها زعلت عليها وبصيت لادم قالت
-معلش يا ادم لسا أسير ا...
-مش صعبانه عليكى، ازاى وصلت لهنا بعد ما كانت حياتها مترتبه ورسمتها بعيالها لقت كل ده اختفى
-نا ذننبى اى، بتتكلمى كأنى الى هربت عاصم
-اتمنى ميكنش ليكى ذنب يا امى
قرب من أسير ربت عليها -أسير
-عاصم
اضايق من نطقها لاسمه بصيت عبير لابنها بقلق قرب منها وشالها مره واحده وسعتله مشي بيها ودخلها شقته
حطها على سريره وجه يقوم مكنتش عايزه تفك ايدها من عليه
-لى عملت كده
شقهت وكأنها لسا بتعيط، قالت-لى سبتنى لوحدى
-اسير، فوقى انا ادم
-اتكلمو عليا، شفت السخريه اكتر من كسرتى.. لى جت منك
صعبت عليه وهى لفه دراعها حوالينه عشان ميمشيش، قرب منها وحضنها قال
-حقك عليا
جت عبير وشافته وهو بيضمها لصدره ونايم جنبها واسير حضناه، كان قريبين من بعض جدا واعين ادم العاشقه وهو بيحضنها وكأن اتمنى لحظه زى دى، لحظه يضمها فيها من غير ضوابط وحدود
اضايقت عبير قالت-ادم
لم يلتفت اليها كان مهتم بحبيبته بس، مشيت عبير وسابتهم ربت عليها بحنان قال
-انا اسف ليكي
-متسبنيش
كانت جملتها النعسان قربتها منه اكتر قال بحب
-انا جنبك دايما
كانت حاسس ان مشاعره ناحيتها هتخليه يغلط لكنه عاقل الآن، عاوز بس يخليها جواه لاكتر وقت
فى اليوم التانى مكنش ادم نام بسبب قعاده جنب أسير واحتضانه ليها، كان بيتأملها
-ادم
بص على الصوت لقاها عبير قالت- خلصت ولا تقدر تيجى
بعد شويه عنها وراج لأمه قال- نعم
-ف حاجه حصلت بينك انت واسير
-بتسالى لى
-عشان لما شفتها امبارح بقميصك كان هاين عليا اطربق الدنيا بس بدرك انك متعملش كده
-انتى مش قايله اننا متجوزين
-وهتتطلقو
-انتى عابزه اى، انتى الى مفهماها انى جوزها
-انا قولتلها كده عشان تكسر أملها، انت مش شايف عينها
سكت ادم بصيتله بشده قالت- ادم، انت.. انت دخلت عليها
-ده يهمك ف حاجه اظنها حاجه ترجعلى انا وهي
-انت اتجننت، ازاى تعمل حاجه زى كده دى مرات اخوك
وقف ادم شويه قال- مرات مين
-انت ازاى تعمل غلط زى ده
-غلط اى أسير بقت مراتى
-انت صدقت نفسك، لسير عمرها مكانت مراتك يا ادم.. دى لعاصم وانت عارف كده، انت ازاى تعمل كده وعارف أن اخوك
-اخويا اييه، سابها يوم فرحها
-دى حاجه متخصكش، فكرت ف رجوعه.. فكرت ف عذره.. انت عذرك هيكون ايييه... لو رجعو وطلقتها موقفك انت اى بعد اما استغليت الوضع وخدت مراته مننه
كان ادم صامتا وينظر الى والدته ويجمع قبضته
قالت عبير- انا مدياك امانه، اى مصدددقت.. بمجرد يوم بس قعدت معاك ف شقتك
-مفيش حاجه حصلت
نظرت له قال ادم- انا واسير اخوات، انت عارفه دم كويس يا امى
-بجد يا ادم، مفيش حاجه ا...
-اطمنى، معملتش غباوه تخسرني اخويا وتاذى أسير وتأذينى.. نا مش كلب بيجرى ورا اى رغبه ف استغلالها
-ادم انا مقصدش
-انا عارفرقصدك ويطمنك ان حبيبت ابنك ف امان جسديا اما قلبها.. أشك ف سلامته مت افعاله الى داايما كانت بتسبب فى عيالها والمره دى قت،لتها
-عاصم بيحبها، اكيد ف حاجه كبيره خليته يعمل كده
-مفيش عذر التمسهوله، الى بيحب مبيجرحش.. وهو جرحها كتير اوى وانتى عارفه ده كويس
-عايز اى يا ادم
-مش عايز حاجه انا قولت الى عندى يا امى
لف بيلاقى أسير واقفه عند الباب بصيتله وبصيت لعنتها قالت
-اد.م ف فحاجه
مرديش مشي قربت عبير منها قالت
-اى الى طلعك فوق يا أسير
-مين نزلنى
-ادم اكيد، كان خايف تكونى خرجتى... انتى كويسه دلوقتى
-نا كويسه يا عمتو، بس ادم كان ماله شكله مضايق.... ده..ده بسببى
قالتها بحزن قالت عبير- لا نا وهو شدينا شويه وانتى عارفه ادم كبريائه رقم واحد ولو كانت امه
-انتى مقلتلوش حاجه زعلته
-لا يا أسير مقولتش
قربت منها قالت- لو عايزه تنزلي تعقدى معايا هستناكى
-حاضر
مشيت بتروح أسير الصاله لقته بيدخن مبتطقش ريحة السجاير قالت
-ادم، اسفه تعبتك امبارح
-مكنش قصدى حاجه امبارح يا اسير، عمرك مكنتى عائق ليا ولا مغصوب عليكى.. الكلمه الى طلعت منى خانى التعبير فيها
-انت مش زعلان منى يا ادم، أنا فعلا مش سبب تعاسه ليك..
-اسير،.. كلامك ده هو الى بيضايقنى
-بدام كده مشيت لى
-كنت مخنوق شويه
-منى
-عشانك
نظرت له من قوله ذلك اقترب منها قال
-متطلعيش فوق تانى، ابعدى عن الى يضايقك
كانت صامته خفضت رأسها قالت
-عرفت حاجه عنه
-لا
اومات بتفهم قال ادم- هتواصل ما صحابه تانى ممكن كلمهم بعدها ا..
اترمت أسير عليه بصلها بقلق- اسير مالك
مكنتش قادره تشيل نفسها شالها على دراعه وهى مسالمه حطها على الكنبه وخد كوبايه ميا
-اشربي
شربت من ايده، قال ادم- مالك، انتى كويسه
-كويسه هبوط بس
-كلتى
سكتت بصلها جامد قال- اسير، كلتى من امبارح ولا لا
-مش عايزه اكل يا ادم مش عايزه
-من ساعة الفرح
مرديتش بعدت عنه ولسا بتقوم داخت وقعدت الى رجله، نظر ادم إليها وهى أدركت وضعها لفت وبصتله قابلت عيونه ابتسم قال
-عرفتى لازم تاكلي لى، على الاقل تكونى قادره كفايه تقومى مش تعقدى على رجل...
لسا هتقوم مسكها وقرب منها وقفت متصنمه وحسيت بانفاسه
قال ادم بصوته الرجولى- هتاكلى
-ادم
احمر وشها ضعف ادم جدا من ريحتها الناعمه سابها بعدت عنه بحرج، حم حمم وقال
-هجبلك اكل خليكى قاعده
راح المطبخ فتح التلاجه شاف الاكل الى رجعته مكانه تانى وبقى بايت، قفل الباب لف وخرج
قالت اسير-رايح فين
-هجيب اكل
-مفيش اكل ف التلاجه؟.
-فى بس.. نا مبعرفش اطبخ
-نا بعرف
-خليكى انتى تعبانه اصلا
بيقف قبل ما ينزل لف ليها قال- تيجى معايا
-اجى فين
-قومى البسي يلا، هناكل برا
-انا مش عايزه اخرج
-نا عايزك تخرجى
-ادم ارجوك
نظر لها نظره صامته قعد جنبها قال- مش عايزه تخرجى ولا مش عايزه حد يشوفك
-ولا حاجه من دى
-اسالك سؤال تانى، القعده هنا أفضل ولا تخرجى تغيرى جو
-ادم
-برحتك بس فكرى ف مصلحتك، شايف الجو بين أربع حيطان بيضرك
كان هيمشي قالت اسير-ثانيه، هلبس.. ممكن تستنى
- ممكن خمس دقايق
اومات له بابتسامه قالت-خمس دقايق
[١٦/٥, ١:٢٠ م] ✨: نزل ادم مع اسير إلى كانت متردظه قابلتهم عبير قالت
-رايحين فين
ادم-خارجين ناكل برا
-كنت تقولى اطلعلك الاكل
-مفيش داعى، يماما احنا عايزين نشم شوية هوا يلا يا اسير
- تمم ربنا معاكو
خدها ومشي بتمسك اسير ف ايده نظر إليها سحبها جنبه وقبل ما يخرج من عتبة البيت
-ارفعى راسك، خلى الكل يشوفك
نظرا له خرج وهى وراه ورافعه وشها بص بتاع القهوه قال
-مساء الخير يا بشمهندس آدم
-مساء النور يعم صالح
نظرو إلى اسير لكن ادم جعلها تسير جنبا لجنب، كانت ماسكه ايده جامد وهو معاها يبتسم حينما يشعر بيدها تقبض عليه
قال ادم- عايزه تاكلى اى
- اى حاجه
- مفيش مطعم ف دماغك
- لا
- اى رأيك فى اسكتلاندا
- لا
- لا ليه مش انتى بتحبى السوشي
- مش عايزه اكله، خلينا ف اى حاجه هنا غالى ونا مش عايزه...
- حد قالك انى معيش فلوس
- ادم
- شوفى عايزه تاكلى فين يا اسير
- صدقنى مليش نفس ف السوشي خلينا ف حاجه خفيفه....
نظرت له قالت- تعالى نروح لعم احمد
-نعم؟!!
-نا عايزه اكل تلوث
-يعنى ف عرسان ياكلو تلوث
-هتأكلنى ولا
-تعالى
سحبها ع هناك وصلو لمطعم مفتوح بسيط شافهم راجل لابس جلبيه بيضه
-اهلا اهلا ونا اقول المطعم نور ليه.. ليك وحشه يا هندسه
-تسلم ياعم احمد، شوف اسير تاكل اى
-عنينا للدكتوره
قالت اسير- اى حاجه
نظر عم احمد لادم ومن بهتتها قال ادم
-ظبط الطرابيزه اكل
-احلى طرابيزه لاحلى عروسين
نظرت اسير على المسمى إلى أطلق عليهم قال ادم
-عامله اى يمراتى
نظرت له من نبرته ابتسمت قالت
-فعلا، بيوت الناس اسرار
-المهم أن أنا وانتى عارفين احنا اى.. ميهمكيش الناس، يهمك نفسك
جه الاكل اشتهيت اسير من الريحه إلى كانت بتجوعها ف ثانيه وهى ميته من الجوع قطعت الفيس وغمصته فى الكبده المشويه واكلت لتبتلع اللقمه التانيه وتملى بوقها
كان ادم ينظر إليها اتكسفت قالت
-الاكل حلو
-واضح
ابتسمت ورجعت تاكل مسح إلى على بقها وقفت بحرح مسح ايده ونظر لها لقى خدها محمر قال بحرج
-كان ف حاجه ع بقك
جه عم احمد قال- حاجه سقعه لزوم الحبس يا هندسه
قال ادم-حبيبى شكرا
مشي قالت اسير- ليك شعبيه كبيره فى الحته عكس عاصم....
سكتت لما افتكرته، قال ادم -عشان بعقد معاهم اكتر منكم،كنت بروح الفجر
-عارفه، بس لى، الورشه بتتقفل المغرب
-بعقد غ القهوه
-اقتصد ف فلوسك افضل، ووقتك.. الشخص الناجح بيعرف يستغل وقته صح
سكت فهل تعنى أنه ليس سوى فاشل لا طموح له
-ادم،مبتاكلش لى
رجع كل معاها وهو بيفكر ف كلامها، كان حاسس بنغزه ومش قادر يبلع كأنها جت ع جرحه
خلصو اكل وخرجت أسير وهى تبتسم وعم احمد بيقول
-نورتو متنسوش الزياره التانيه
ادم-ده لو كان ف
مسك ايدها ومشيو من هناك قالت - الأجواء هنا جميله
-أجواء اى، ده كرسي وشارع
-الهوا يا ادم، الناس الطيبه.. كنت مش عايزه اخرج بس فرق فعلا.. لو كنت قعدت اكتر من كده كان حصلى حاجه
حس انها هتفتكر بص حواليه قال-استنى هنا
-ف اى
مشي وسابها نظرت إليه باستغراب بتدور ع تليفونها بتفتكر انها سابته ف البيت
بتسند ع سور الكوبرى بيجى ادم وبتتفجأ لما بتلاقى معاه عصير قالت
-ادم
-لسا بتحبيه
خدته منه قالت- اكيد مش هتنازل ف حب القصب
ابتسم ونظر إليها وهى بتشرب بسعاده ف ذاك افضل مشروب لها
قالت اسير-كنت رايح تجيبه
-اه، تحبى تحلى بايه
-كفايه حاسه انى حامل ف التامن
نظر إليها من مقالته ابتسم قالت- ف اى
قال- بتخيلك انك حامل فعلا... بتحبى الأطفال انى يا أسير
-مفيش حد بيحب الاطفال
-نا مكنتش بحبهم بس لما جيتى الوضع اتغير
ابتسمت قالت- لى، عرفتك انهم مش ضوضاء
-ملاك
نظرت له من نبرته اتكسفت قليلا
قالت اسير- الجو هنا حلو اوى
نزلت دمعه من عينها قال اظم- اسير
نسجت وكانها بتكتم دموعها قال اظم-اسير، ف اى
مسك ايدها ولفها ليه كانت محروحه جدا، صغبت عليه وعرف السبب، حضنها برفق قلل
-دموعك لعنه بالنسبالى، وقفيها
حضنته وقربته منها جامد، دق قلب ادم جامد من وشها المدفون جوه صدره ورائحتها الرقيقه، هل هى داخل احضانه بالفعل
كان قلبه بيرفرف، مش عاوز اللحظه دى تنتهى
قالت اسبر- ادم
-نعم
-شكرا، ع كل حاجه.. لحد وجودك دلوقتى معايا، شكرا
-معملتش حاجه تشكرينى عليها
-بيتهيألك، بس انت عملت كتير
بعدت عنه وحس بانتزاع قلبه معاها نظرو فى اعين بعضهم قال ادم-العفو
رجعو بعد نزهتهم ودخلو الشقه راحت ع الاوضه لكن ادم مدخلش قال
-لو عوزتي حاجه ناديلى
اومات له وقفت وبصيت لادم قالت بنبره ناعمه
-تصبح ع خير
-وانتى من اهله
لما قفلت الباب راح ع الاوضه تانيه نام فيها ابتسم من ريحتها الى لسا عالقه فيه، هل يمكن أن يفكر هل يمكن أن يترك قلبه بالنبض من جديد.. هل مسموح، انها زوجته.. امام ربه وأمام العالم، انها زوجته هو فقط
فى اليوم التانى صحى ادم خرج لقى ازضتها مفتوحه ومكنتش فيها
-أسير
خرج دور عليها بس ملقهاش، استغرب ونزل على تحت بيلاقى الباب مفتوح، دخل باستغراب وقف فجأه
شاف أسير فى حضن شاب وبيحضنو بعض بمشهد حميم
قالت اسير بعشق- عاصم
-وحشتينى
↚
لما نزل شاف مراته فى حضن اخوه عاصم وبيقربها منه بمشهد حميميى وهى بتحضنه بعشق -وحشتينى
"قبل ساعه"
كانت عبير صاحيه بتعمل الاكل رن الجرس فتحت وكانت اسير قالت
-ازيك ياعمتو
-الحمدلله ادخلى يا اسير، اى إلى مصحيكى بدرى كده
-معرفتش انام قولت انزل أعقد معاكى
-ادم
-لسا نايم، نا نزلت بدرى عنه عشان اساعدك ف الفطار عقبال ما يصحى
-طب فرصه بدل اليومين إلى كلت فيهم لوحدى وعرفانى مبحبش الوحده.. تعالى نخلص بدرى بدرى
راحت اسير معاها وخدت بطاطس تقشرها بصتلها عبير من وقت لتانى قالت
-انتو رجعتو امبارح امتى
-١
-ياه، ع كده الخروجه كانت حلوه اوى.. اتبسطى المهم
-ا..اه
افتكرت احتضان ادم ليها واحتوائه لعياطها سمعت صوت البوابه بيتفتح قالت عبير
-هو خرج ولا اى، هروح اشوفه
خرجت عبير بس لقت الباب بيتفتح وبيدخل شاب مهندم وسيم لافف ايده من اصابه اتفجات جدا لما شافته
-عصام، انت.....
جريت عليه بخوف قالت- اى إلى حصلك، مال ايدك
-انا كويس
-كويس اى واى اللزقه إلى ع دماغك دى
لسا هيتكلم بيسكت لما اسير خرجت من المطبخ وبتشوفه بتدمع عينها إلى بتتملى بدموع اول ما بتشوفه وبترجع لنقطه تحت الصفر
قال عاصم- اسير..
اتقدم منها رجعت لورا قالت
-ا..اى إلى رجعك
-انتى
نظرت له مسك أيدها وسحبها لحضنه قال
-هفهمك كل حاجه بس احضنينى
-عاصم
-وحشتينى اوى
نزلت دمعه من عينها وحضنته ابتسم وقربها اكتر منه قالت اسير
-لى عملت كده
-حقك عليا، مكنش بايدى.. مش هبعد تانى
-مش هتبعد؟!! ا...
لسا هتبعده بتقف لما بتشوف ادم على الباب وباصصلها بشده لأخوه
بعدته اسير عنها نظر عاصم إليها قرب منها قال
-اسير عارف انك زعلانه
-خليك بعيد
قالت عبير - ادم، اخوك رجع
بيلف عاصم إلى أدم إلى متابع إلى حاصل من اول ما حضن اسير بحميم
قال ادم- كنت فين
قال عاصم-دى مقابله تقابلنى بيها
بص لايده بقلق قال- مين عمل فيك كده
-متقلقش جت خفيفه، المهم انى واقف قدامك سليم
-سليم ازاى متفهمنى حصلك اى
بص عاصم لاسير قال- مش عايزه تعرفى أنا حصلى اى
مشيت اسير مسك أيدها قال- متمشيش يا أسير
زقته قالت- أنا مش قولتلك ابععد.. ابعدد عنننى
-اسير، عارف انك واخده ع خطرك
-واخده ع خطرى؟! انت عارف عملت اى... انت سيبتنى يوم الفرح.. سيبتنى وخلتنى سخريه للكل
-انا اسف
-اسف ع اى، انت معملتش خاطر ليا حتى.. طب.. كنت اعمل للقرابه إلى بنا... انا عملتلك اى عشان تعمل فيا كده... ازاى جالك قلب تمشي وتسيبنى لما انت مش عايز مقولتليش ليييه
-انتى إلى بتقولى كده يا اسير
قرب منها غير مراعى وقوف ادم وأنها مراته كأنها مراته هو ونسي التغيير إلى حصل
فلتت ايده قالت- قولتلك متلمسنيش
-حقك عليا، غصب عنى إلى حصل.. كان غصب عنى نا كنت محجوز ف المستشفى
اتخضت عبير قالت- محجوز ازاى
سكت بس شاف الاهتمام ف عين اسير
قال ادم -اتكلم يعاصم، انت بترمى الكلمه وتسكت
قال عاصم- جالى مكالمه ف الشغل أن ف ملفات مهمه مش لقينها، فهمتهم ان النهارده فرحى قالو أن الشركه هتكون ف ازمه لو محضرتش فورا... خدت العربيه بتاعتى وروحت علكول وقولت هرجع بسرعه بس...
قال عبير- حصل اى
-سرعتى كانت زياده شويه وعملت حادثه
نظرو إليه بشده قال عاصم- كنت محجوز ولما قدرت امشي جيت ع هنا
حضنته عبير واتفحصت جسمه بقلق قالت
- انت كويس، حصلك حاجه ياحبيبى.. الدكتور قالك اى
- أنا كويس يماما أهدى
قال ادم- تعالى نكشف نطمن، دراعك تمم طيب
قال عاصم- كويس ف ادويه همشي عليها وهبقى تمم
بص على اسير إلى كانت ساكته قرب منها قال
-اسير، مش عايزه تقولى حاجه
-حمدالله ع سلامتك
مشيت ع اوضه كانت اوضتها وقفلت الباب بيروح عاصم وراها نظر ادم إليه لقاه بيدخل وبيقفل الباب عليهم نظر إليهم وجمع قبضته
نظرت عبير إليه كان هيروح مسكت ايده قالت
-ادم، خليهم يتكلمو لوحدهم
-عاصم مش مراعى كنيتها الجديده يا امى
-او ميعرفش اصلا
نظر إليها باستغراب
كانت قاعده دموعها ع خدها قرب عاصم منها
اسير- أخرج لو سمحت
-بتعيطى لى يا اسير، نا اعتذرتلك.. غصب عنى.. إلى حصل مكنش بايدى... صدقتى التافهات إلى سمعتيها
رفع وشها ليه قال - بعد حبنا السنين دى كلها اهرب واسيبك يوم الفرح.. تتوقعى اعمل كده
-لى سبتنى، لى مقولتليش
-كنت مستعجل ، حقك عليا عارف انك استحملتى سخافات كتير
سكتت مرديتش قعد جنبها وكان قريب منها جدا قال
-اسير، موحشتكيش
نزلت دمعه من عينها ولفت وشها
-اسسييير
-كنت قلقانه عليك اوى، كنت واثقه انك فيك حاجه ومستحيل تعمل فيا كده
-طب لى زعلانه
-كلامهم خلانى اصدق انك هربت منى.. كل ده كان كدب معقول
-مش حقيقه وانتى عارفه ده
مرديتش مسك وشها قال- انتى حبيبتى، نسيتى
-منستش يعاصم منستش، لو تعرف عيطت قد اى من ساعتها أنا.. أنا بسببك
-متزعليش، أنا هحل كل ده.. مش نا حلول مشاكلك ولا الكلام اتغير
قربها منه وبص ف عينها قال- خلاص بقا
سكتت نظر إليها بحب قرب منها اتوترت اسير بعدت عنه قال عاصم
-ف اى
-مينفعش
-مينفعش اى
تنهدت بضيق قالت- مينفعش وجودنا مع بعض يا علصم، الفوارق دلوقتى بقت كبيره
ابتسم باستغراب قال-مينفغش اى، عشان مكتبناش يعنى.. ظنا المفروض اكون جوزك بس بسبب إلى حصل بقا.. باين هصبر كتير
نظرت له باستغراب فهل لا يفهم كلامها قالت
-عاصم
-نعم
-انت متعرفش إلى حصل يومها
-الفرح اتلغى؟! بلاش تفتحتى الموضوع هعملك غيره وهحط ايدى ف عين كل إلى فتح بقه عليكى.. شايفه الشارع كله هخليكى انتى تضحكى عليه
أنه لا يعرف انها متزوجه، ميعرفش اى حاجه وبيتعامل ف طبيعته العاديه معاها
اتفتح الباب وكانت عبير قالت
-انا لقيت هدوء قولت اجى اطمن
قال علصم- لا تمام متقلقيش يماما
ابتسمت قالت- طب يلا عشان نفطر سوا برجوعك ياحبيبى
-انا اسير توافق الاول
-ع اى
-انها متزعلش منى
كانت ساكته بصيت شافت ادم إلى واقفه بره
قال عاصم-اسير
قال عبير- مش زعلانه يا عاصم انت عارف اسير مبتعرفش تزعل منك
ع السفره بيعقدو وبتيجى اسيل تعقد بيشاورلها عاصم ع مكانها المعتاد جنبه
بيجمع ادم ايده وليحاول يكون ع طبيعته، قعدو وبدأو ياكلو
قالت عبير- مرنتش علينا لى
-تليفونى ااكسر وسيبته يتصلح زى العربيه.. هضطر اقضيها مواصلات للشغل عقبال ما اخدها
قال ادم- انت هتعرف تنزل شغل وانت كده
قال عصام- مليش أن اخد اجازه اكتر من كده، عارف نظامنا ميستناش والمكتب سال عليا لولا المستشفى كان خصمولى
قالت عبير- طب كل ياحبيبى انت تعبان
قال عاصم- والله كويس يماما، بلاش تقلقى اسير بقا مش هستحمل عقاب الصمت ده اكتر من كده
حط ايده ع كتفها وقربها منه نظرت اسير إليه ابتسم قال
-خلاص بقا، اسبوع بس اكون سليم فيه ونعمل فرح... بدل ما تاخدينى متجبس كده مفيش حاجه ترجى منى
نظرت عبير إليه بل الجميع من ما يقوله
قال عاصم- ولا انتى بالنسبالك عادى
جمع ادم يداه وهو يحرك فكيه من الامل الى مش راضى يبلعه من متر غضبه إلى ماسكه
رفع عينه الصقريه ونظرت اسير إليه
قالت عبير- ط..طب كلو يلا وكفايه كلام
قام ادم ومشي قال عاصم- رايح فين
تنهد من ضيقه نظر إليه قال- شبعت
-انت مكلتش
ربت على كتفه قال- كمل اكل انت، ملكش دعوه بيا
مشي نظرت له عبير قامت هى كمان وراه بيفضل عاصم وأسير إلى كانت بتتسائل عن نظرات ادم ليها ولعاصم، عارفه أنه اضايق بسبب تصرفاته وبحكم أنها مراته لكن عاصم حبيبها زوجها الحقيقى.. ماذا حدث له
راحت عبير ورا ادم الى طلع شقته من غضبه
قال عبير- ادم، اى إلى انت عملته ده
نظر لها بشده قال- إلى أنا عملته أنا
-ايوه، اخوك شك أن ف حاجه
-المفروض ميشكش.. انتى مش شايفه تصرفاته
-مالها تصرفات اخوك، عشان اسير يعنى
-ظه عادى بالنسبالك؟! أنه يحضن ويلمس ويقرب من مراتى ده عادى
-مراتك؟! انت صدقت المعنى ده
نظر لها تنهدت قالت- ادم، عارفه انك عندك مشاعر من زمان لاسير بس انا قولتلك وقفها
-اى دخل كلامك بالى بقوله
-انك اقتنعت أنها مراتك وده إلى حذرتك منه.. قولتلك ماقربش منها لحد منعرف عاصم فين، لأن اسير بتاعته.. هما الاتنين لبعض انت مخلى نفسك طرف تالت منغير متدرى
-طرف تالت؟! انا.. أنا نسيتها عشانه، أنا بعدت وحطيتها ف خانة الاخت عشان مكنش خاين وابص لمرات اخويا بنظره.. بنظره فيها مشاعر غير الاخوه.. انتى عارفه صعوبه الأمر بس انا عملت كده عشانهم وتقوليلى طرف تالت
-يبقى استمر ف إلى بتعمله ومتفكرش فيها لانها لسا خطيبة اخوك وحبيبته
نظر لها من ما تقوله قال- انتى كنتى حاضره وقت العقد
-قولتلك اكتب عليها عشان إلى حصل، كتب كتاب عادى يا آدم.. عشان اسير كانت هتتكسر
-فخلتينى أنا اسد مكانه، سد خانه يعنى
-انت عايز اى يا آدم.. عايز اسير يعنى، روح شوفها مصدقت شافت عصام ازاى.. برغم زعلها منه بس خوفها عليه اكبر
متكلمش قربت منه بحزن قالت- متزعلش منى بس انا مبطقش اشوفك بتحبها لأنها مش ليك.. انت ابنى والى ياذيك ياذينى... انساها عشانى، اسير بس كانت مراتك قدام الناس عشان قطع اللسان عليها يعنى مساعده
-خلاص يماما، خلاصص
-قولى اعمل اى.. أنا المفروض اعمل اى ده مش ءنبى بس انا بفهمك الواقع.. انت كبير كفايه انك تفهمنى كويس
مرديش عليها وهو مجمع قبضته وكابح غصته لانه لسا امبارح اتأمل أن ممكن اسير تحبه، ممكن تكون ليه بس اتقلب الحلم وصحى منه ع وجود عاصم، بطل الروايه الحقيقى
[قالت عبير-ادم
-لو عاصم ميعرفش أسير اى فأنا اعرفه
كان هيمشي مسكته قالت- لا
-لا اى
-متقلش لاخوك، هيزعل
-يزعل لى؟! احنا اضطرينا نعمل كده
-ملهوش لزوم يا ادم، لما يتعافى ويتفقو ع رجوعهم تطلق ع أسير ويرجعو
-عايزاه ميعرفش انها بقيت مراتى
-ورق بس يا ادم، يعنى مش هنستفيد حاجه لما نعرف
مرديش عليها، ربتت على كتفه قالت-عشانى ياحبيبى
مشيت وسابته اول ما تقفل باب شقته ضرب الطرابيزه بقبضته
-غببى.. غبييى
مسك راسه وتذكرها وهى بين أحضان اخوه وهى الى كانت ف حضنه امبارح بس قلبها كان مع عاصم، ده مكانها الحقيقى مش معاه هو
نزلت عبير قابلت أسير ف وشها كانت طالعه
قالت عبير-راحه فين
-هشوف ادم، حساه مضايق
-ادم مش مضايق ولا حاجه خليكى تحت عشان عاصم مش عارف علاقتكم
-اكتشفت ده وكنت هقوله بس لما اكلم ادم الاول
-نا كلمته وفهمته ان عاصم مش هيعرف
-ازاى وهو بيفكر ف اعاده الفرح تانى
-منتى وآدم هتطلقو، قبل فرحك هيكون ادم ناهى كل ده متقلقيش يا أسير
سكتت ربتت عليها قالت- انزلى اعقدى معاه بدل البكا الى بكتير اليومين دول
-حاسه انى فرحانه
-فرحانه؟!
-زعلانه من الى معاه بس، فرحانه انه مسبنيش وان الل حصل غصب عنه.. ميهمنيش الناس والى هيقولوا كان يهمنى اعرف هو فين وسبنى فعلا او لا بس.. بس انا ظلمته
-الحمدلله انه رجعلنا بسلامه، يلا
فى المساء كانت أسير قاعده مع عاصم الى كان ماسك ايدها جت عبير قالت
-عملتلك كوباية لبن
قال عاصم-كفايه يماما انا حاسس انى ف ولاده وبتغذينى
ضحكت أسير قالت عبير- بس واشرب من سكات انتو كده دايما تغلبونى
-متنكريش انى بسمع الكلام وآدم اعند منى ومبتقدريش عليه
-يمرااارى، اشرب متجلطنيش
-حاااضر
سمعو صوت بصو لقو ادم نازل من فوق بعد اما مشفهوش من ساعة الفطار كان خارج منغير ما يتكلم حتى
قال عاصم-رايح فين
نظر اليهم والى أسير الى قاعده جنبه
قال ادم- هقابل صحبى ع القهوه
-مكانك المقدس ازاى نسيت
مرديش ادم وخرج وسابهم ف قعدتهم المليئه بالضحك، حتى ضحكت أسير الى سعى عشان تضحكها عاصم عملها ف ثانيه
رن تليفون وسط قعدتهم قالت اسير- تليفون مين الى بيرن
قالت عبير- تقريبا تليفونى، هقوم لشوف
قامت ساب عاصم الكوبايه قال- هدخل اريح شويه
-انت مكملتش الكوبايه
-شبعت
مسكته قالت-عايزنى اقول لعمته ولا اى
قال بحده-اسيير
نظرت له باستغراب تنهد قال- تعبان هريح جوه شوبه وخارج
-مالك
-كويس انا هبطت فجأه، ماشي باى يا حبيبتى
اومات له دخل ع اوضته وقفل الباب راح فتح شنطته بضيق قال
-مش وقتك
رجعت عبير قالت- تليفون عجيب
شافت الكوبايه قالت- اي ده هو راح فبن
قالت اسير- قال هيريح شويه
-فجأه كده، ليكون تعبان
مرديتش أسير بس بصتلها وقالت- مين الى كان بيرن
-بيرن اى، اه ع التليفون.. محدش
-ازاى
-مطلعش الرنه من عندى ممكن تليفون تانى
استغربت أسير فتحت تليفونها بتتاكد بس مكنش هى بردو وآدم خرج
ع القهوه كان ادم قاعده لوحده جه ولد وحطله كوبايه الشاى قال
-ازيك يا هندسه
-ازيك يا عامر، ف حاجه ولا اى
-الف مبروك ع جوازك نا كنت عايز منك خدمه
-خدمة اى؟!
-انا بس
-قول يعامر
-انت عارف ان امى تعبانه والمستشفى طلبو مننا ادويه وكشوفات ده غير تقارير ونا.. بصراحه الحاله الماديه
خرج ادم محفظته نظر له عامر قال- لا يا هندسه انا مش قصدى حاجه
-خد يعامر ده إلى معايا دلوقتى
-نا كنت عايز بس اى شغل جنب القهوه عارف انى صغير بس ممكن اعمل اىىحاجه ابقى صبى حتى مع اى حد عادى
مسك ايده وحطله ال٣٠٠ ج قال- خلى دول معاك الاول ومتخليش ايدى ممدوه كتير
نظر له الولد بامتنان
ادم-هسالك معارفى لو ف اى حاجه هقدر اساعدك فيها هعاملها.. أنت معاك رقمى رن عليا
-انا مش عارف اقولك اى.. انا لحد دلوقتى شايل جميلك ف اختى الى دخلت المدرسه بسببك
مسك كتفه وكان هيعيط قال ادم- اى الى بتعمله ده يلا، ف راجل بيعيط.. انشف كده الدنيا هتوريك كتير
- اكتر من كده، أنا تعبت منها ومن المسؤوليه.. أنا باكل حلال عشان معملش الحرام
- اباك تلجأله، الحرام مش دايم
- عارف انك اكتر من اخ
-عارف يابنى خلاص بقا، امال لو كنت اديتك اكتر كنت عملت اى.. طمنى ع والدتك وف اى حاجه تعوزها اخوك موجود
-شكرا اوى
-يلا روح كمل شغلك
مشي وسابه اتنهد ادم تنهيده عميقه وهو بيريح ضهره
-مسا مسا يا رؤوف
منغير ما يفتح عينه كان عارف صاحب الصوت قال
-اى الى جابك
-اى الى جابنى نا ساكن ف الشارع الى جنبكو، عديت من ع القهوه شوفتك قوات بة محاسن الصدف لسا كنت هرن عليك ننزل نشرب شاى
سحب كرسي وقعد جنبه قال-واحد شاااي براا ياعم صالح
-عنينا يامحاماه
-حبيبى
رجع لصاحبه قال- اى يادم مالك
-انا مش فايقلك يافؤاد
-اخس عليك ياصحبى، طب مراتك مضايقاك افرفشك انا
قرب منه قال- ف واحده واحده موكلتى كانت عندها حفله ف نايت كلب جامده ونسوان بقا وا...
-متخرس يلا، نسوان اي.. مهو ده إلى جابلنا وجع الدماغ
-والله انت مبتفهمش، دول أرق الكائنات حاجه كده..
-اسكت يبابا، انت مبتمسكش قضايا رجاله
-صعبه عليا
-ازاى
-مخدر.ات، قت.ل، سف.ك، تهر.يب...أما الستات اكبرهم خلع
-خراب بيوت يعنى
-حبيب قلبى
نظرو لبعض وضحك الاثنان وضربه ادم قال
-كنت فين اى العفره الى ع كتفك دى
-لا دنا ادألجت ع السلم بس.. المهم قولى مالك... اسير ولا...
-مالها أسير
-مقصدش كويسه يعنى
-اه نمم، انت عايز اى
-انت غبى اوى يا ادم، أنا اهبل بس كش لدرجادى.. حبك لبنت خالك مكشوف من واحنا ف المدرسه فبلاش جو الهبل ده
-حب اى يبنى انت عبيط
-أنت مقتنع بكلامك ده، يعنى مس ناوى تصارحني
-انت كده ابتديت تهبل ف الكلام
-خلاص ياعم، دارى دارى المهم انا وانت عارفين الحقيقه اى
رجع ادم بليل خالص لما البيت كله كان نايم طلع ع فوق ولما دخل كان البيت هادى دخل اوضته ملقاش حد
-اسير
مكنتش ف الشقه عمتا، افتكر عاصم عرف انها رجعت لموضعها الحقيقى ومش هتطلع شقته تانى فلقد عادت المياه لمجاريها
دخل الاوضه بتاعته ونام ع سريره كان مكان مضجعها شم ريحتها الجميله، قرب من المخده ليتنهد بعمق بس بعد بضيق ومسك دماغه من مشاعر الى فاض بيها
رمى المخده وفتح دولابه جاب مخده تانيه ونام وهو باصص فى السقف... اخذ نفسا واغمض اعينه فلقد فاق ع حلمه من جديد
الصبح اليوم التانى صحى على صوت خبط ع الباب، اتنهد وقام بنعاس مسح ع شعره وقام
كان الخبط رقيق فتح الباب ولقاها ف وشه،أسير الى بتمنى كل يوم يصبح بوشها
نظرت اسير إليه قليلا قالت- انا قولت اطلع اناديلك عشان تفطر معانا
-هاخد دش وجاي
-انت رجعت متأخر امبارح
نظر لها من سؤالها قالت- نا نمت متأخر وانت مكنتش لسا جيت
-رجعت الفجر كده
اومات بتفهم جه صوت من وراهم- كنت مع مين يدومى
كان عاصم اتخطى اسير ودخل لاخوه قال
-مش ناوى تبطل سهرك بره، نا بقيت اشك انك متجوز ومخبيها علينا
نظر ادم لاسير الى بصتله ايضا
قال ادم- انت عارف حدود اخوك
-والله يا ادم نا عارفها بس يعالم ممكن واحده وقعتك.. قولى مش هقول لماما
قال اسير- عن اذنكم
مشيت وسابتهم ضربه ادن برحل اتالم عاصم
قال ادم- جاي تتكلم كده قدامها
-انا قولت اى غلط دلوقتى ياغشيم.. راعى انى متكسر
-لولا كسورك كنت كسرتك نا
-كداب.. ده انت كان هاين عليك تروح الشركه تدغدها من الى حصلى
مرديش ادن ابتسم عاصم بخبث وهو باصه سحبه ادم بابتسامه قال
-يلا ع تحت بلاش امك تعملنا محضر
-امك؟! ده انت سوقى
-امشي يالا
-هستناك تحت
نزل وسابه اتنهد منه بابتسامه ودخل
نزل ادم شاف عاصم خارج من اوضته شاف اتوتر شويه ولاحظ ادم لانه عارف اخوه، قال
-مالك
-ماليش خضتنى بس
-خضيتك لى، انت كنت بتعمل حاجه غلط
-حاجه غلط؟! تعرف عن اخوك كده
قالت عبير-يلا الاكل جاهز
مشي عاصم صدر صوت رنين وقف واتصلبت رجله بص ادم للاوضه قال
-مش ده صوت تليفونك
جت عبير قالت-واقفين لى
عاصم- جايين اهو يلا يا ادم
رن تليفون تانى تأكيد ع وجوده بعد ادم ايد عاصم وفتح الباب
قال عاصم-بتعمل اى؟!
بيقف عند التليفون ويمسكه باستغراب
ادم- تليفون اسير؟! اى الى جابه عندك
-نسيته هنا
بصله من المعنى فهل كانت ف اوضته
جت اسير من وراهم قالت- لقيته اخيرا
خدته من ايده قالت-شكرا كنت بدور عليه من امبارح
قالت عبير-تليفونك ده
-اه
كان ادم بيبصلها قالت اسير-ف حاجه؟!
ادم-مفيش
خرج ومعاه امه استغربت أسير بس خرجت هى كمان فضل عاصم الى قفل الباب ع نفسه وراح عند دولابه كان ف تليفون شغال رن قفله بضيق
فتحه قال- انا مش قولتلك متتكرش
-انت فين
-فى البيت، خلى الايام تعدى ع خير، أسير وآدم حسو ان معابا التليفون
-اى الجريمه فكده
-انى فولت انه مكسور وف صيانه
-المفروض انى اهدى بكلامك ده
-اعمل اييه
-تعالى، هستناك
-اجى؟! قولتلك شويه وهكون عندك بس اثبت وجودى واجى
-لا، تعالى النهارده.... هستناك
سمع صوت اسير- عاصم، انت دخلت تانى
-جاى.. هقفل دلوقتى
-بتناديلك
- اكلمك بعدين، باي
قفل عاصم تليفونه وخرج رجعلهم بس نسي يرجع تليفونه مكانه
خلص ادم اكل وخرج وقفته اسير قالت
-ادم، رابح فين
-الورشه
- ممكن تجبلي فايل وانت جاى من المكتبه
- احتمال اتاخر، عرفانى
- اممم... خلاص ماشي
مشيت نظر لها قليلا خرج راح عند الورشه الى كانت مقفوله فتحها بكامل قوته سلم عليه احد جيرانه رد عليه السلام
نفض ايده ودخل شغل النور قلع القميص بتاعه ولبس تيشرت الاسود المتشحم ف جميع حالاته، برز عضلاته وقوامه جسده الرائعه ذات الشكل المثلثى
خرج كانت ف بنتين ماشيين تنحولو وابتسمو تنهد ادم وفتح باب السياره
جت ست كبيره قالت- ونا اقول النور ده كله منين
-ازيك ياشاديه عامله اى
-شاديه حاف كده، دنا قد امك
-متكبريش نفسك انتى صغيره والا عم صالح مش هيكون عاوز القرب
-اختشي يولا
ابتسم عليها اديته قهوه قالت- خد قهوتك الى بتحبها عشان تعرف تشتغل حلو
-تسلمى
بيشرب القهوه بمزاج لف شاف واحده خارجه من البلكونه لف طرحه عشوائيه وظاهره شعرها ولابسه ملابس مبهره ومبتنشر بتمايل
قالت شاديه بقرف-نسوان تعر، ما صدقت لقتك فتحت.. خلى بالك يلا اوعى توقعك التعبانة دى
-انتى بتكلمى ادم
-انا مطمنه عليك عشان كده... اوقات بيصعب عليا جوزها الغلبان الى بيسعى عشان يأكلها وهى بتحاول تلاغى شاب من وراه.. ربنا موقعك ف واحده منهم وتاخد واحده بنت حلال
-يارب، ادعيلى
-نت ابن حلال وتستاهل كل خير... اسيبك عشان شغلك بقا
مشيت وسابته اتجاهل تلك المرأه وركز على شغله فقط كعادته
فى المساء كانت اسير قاعده ف صاله قالت
-انزل اجيب انا.. ولا اخلى عيل من الشارع يجبلى
عبير- قولتلك نادى لأي حد
اسير- عارفه انهم مبيسمعوش ياعمتو ومش هيجيبو حاجه
-طب انزلى انتى بدل منتى محتاسه كده
-هعمل كده فعلا
قامت ساعة صوت الباب استغربوا قالت عبير- مين ده
دخل ادم نظرو اليه كان راجع بدرى عن عادته
عبير-خلصت بدرى وجيت ع البيت فيها اى تعمل كده
مرديش مد ايده لاسير نظرت له شاغت الفايل الى كانت عايزاه نظرت لادم خدته بابتسامه قالت
-شكرا يا ادم كنت لسا بقول هنزل
قالت عبير-انت جيت بدرى عشان اسير
نظرت اسير لادم فهل تلك الحقيقه
ادم-لو عوزتى حاجه تانى متتردديش
-شكرا اوى
كانت ممتنه كثيرا له نظرت عبير الى ابنها وابتسامة اسير تنهدت بقلة حيله
فى الليل خرج عاصم والبيت كله نايم، مشي على الطريق وقف تاكسي ركبه ومشي بيه قال
-المعادى
بياخد السواق لمكانه المقصود بينزل بعد اما حاسبه، كان واقف قدام عماره مجهوله
أتقدم موقفوش البواب كأنه عارف هو مين، ركب الاسانسير وطلع عند شقه معينه
رن الجرس فتحتله واحده واول ما شافته ابتسمت وحضنته وهى تعبث بشعره
-اتاخرت ليه.. مش عارف انك وحشتنى اليومين دول
-وانتى كمان
-نا كمان اى
دخل وحضنها وقفل الباب قال
-وحشتينى
↚
فتحت الباب بنت جميله لابسه برمودا جضنته وبتلمس شعره بحب قالت-اتاخرت ليه يبيبى
بعدت عنه قالت بدلع- مش عارف انك وحشتنى اليومين دول
-وانتى كمان
-نا كمان اى
دخل وحضنها ابتسمت وقفلت الباب عليهم قالت
-وحشتنى، كل ده قاعد مع خطيبتك وسايبنى
-ادينى جيت اهو
-عملت اى معاها، قولتلهم علينا ولا الموضوع هيطول
-لا ازاى هقول بس ف الوقت المناسب
-الى هو امتى
-بعدين بقا يا ريتاج
- ماشي يعاصم المهم منتكولش اكتر من كده ونفض علاقتك بيها الى ملهاش اساس دى... والا انا إلى هعرفها انك كنت عندى ده كله وهربت منها عشان تجيلى انا
-ده تهديد بقا ولا اى
-مستحيل اهددك، أنا بعرفك عشان متتخضش من تصرفاتى بعدين زى ما خضيتك عليا قبل كده
بعد عنها ودخل قعد على الكنبه وكأنه متعود على المكان قال
-اسير مش هتعرف الى حصل يومها
-لى، مش قولتلى انك هتسيبها
-مسيبهاش وهى مجروحه منى، لو عرفت هتكون مستحيل ترجعلى
نظرت له بشده قالت-ترجعلك ازاى
-عارفه انها بنت خالى والى يضرها يضرنى
ابتسمت وقالت- بتضحك ع مين يعاصم، ده انت مفهمها انك بتحبها من هنا ومرتبط بسته من وراها
-وبدام انتى عارفه كده اى الى مخليكم متمسكه بيا كده
-عشان عدلتك
قربت منه قالت-ولا تنكر انك من ساعة معرفتنى وانت مبتكلمش غيرى
-واسير.. كنت بكلمها ونا معاكى
-ف الاخر هتكون ليا انا... ولا انت عندك رأي تانى
مسكت دقنه وخليته يبصلها سحبها ليه قال
-لا انا عايزك انتى يا ريتاج
ابتسمت وحضنته بحب وبادلها
عاصم- السفير عامل اى
-بابا؟! كويس الحمدلله مش ناوى تيجى تقابله بقى.. بس غير مقابلات الشغل
-قريب ياحبيبتى
-عاصم
رفعت عينها بجديه قالت- اياك تضحك عليا زى المره إلى فاتت.. المره دى مش هعرفك بتهديدى دنا هقلبها د.م... وانت عارفنى فبلاش تتذاكى عليا
-ريتاج الى حصل ميتكررش تانى
ابتسمت باسته من خده نظر إليها قالت
-طول منتا معايا ف اكيد مش هيتكرر.. طول منتا معايا يعاصم
بصيت ف اعينه ابتسم واومأ إليها نامت على صدره بارتياح وهى بتحضنه على انه ملكها ويبادلها
قالت ريتاج- اعمل حسابك انك مش هتروح دلوقتى.. هتعقد معايا اليوم كله
-مش هعرف لازم ارجع الصبح
-الصبح بس انا...
-هجيلك تانى
-خلينا فينا دلوقتى
كانت أسير صاحيه بتعمل عصير بحماس جت عبير قالت
-اى ده كله، عصير أناناس
-قولت اعمل اى حاجه ف الجو الحر ده
صيبته ومشيت قالت عبير- راحه فين
-هدى لعاصم
-يبقى انتى عاملاه لعاصم بقا مش للجو
ابتسمت ومشيت راحت اوضته قالت-عاصم نا عملتلك...
بتفتح الباب ملقتهوش، دخلت وحطيت العصير ع المكتب وراحت عند الحمام مكنش فيه حد
بتلف اتخبطت ف جسد كانت هتقع مسكها من وسطها وبتقع عينها ف عين ادم
ادم-انتى كويسه
اتوترت اتعدلت وسابها بحرج
اسير- اتخضيت بس
-امم نا اسف كان لازم اعمل صوت
-عادى، انت بتعمل اى هنا
-كنت عايز عاصم هو مش هنا
-لا... أنا كنت هاجى اسالك عليه ممكن يكون طلعلك
-نا نازل من الضهر يا اسير اصلا
-ازاى يعنى.. ممكن ف شقته فوق
مشيت اسير نظر لها ادم خرج بس سمع صوت البوابه خرج وشاف عاصم وهو بيدخل لينظر إليه قال
-انت كنت فين
-خ.رجت اتمشي شويه
جت اسير لما شافته حضنته قالت- عاصم، كنت فين
باظلها بابتسامه قال- مالك كده اهدى متخطفتش نا كنت بتمشي شويه
كان ادم ينظر اليهم من حضنهم وحاسس بنار ف قلبه، بعدت اسير قالت
-خرجت فين وامتى
سكت قليلا قال- من شويه
اومات بتفهم قال ادم- من شويه ازاى ونا صاحى بقالى كتير مشوفتكش خارج
جت عبير قالت-اى الى موقفكو هنا، اى كه انت كنت برا ولا اى يعاصم
قال ادم- اه كان بيتمشي والمفروض انه تعبان، مشي اى ده إلى يتمشاه ف حالته دى
عاصم- ف حاجه يا ادم، كنت بشم هوا بظل القعده هنا
ادم- نا بطمن عليك اصلك خارج من حادثه مو.ت مش خبطه بسيطه يعنى ع الاقل كسور داخليه يعاصم
قالت عبير- ادم ف اى، نازل ع اخوك أسأله
عاصم-سيبيه بماما نا عارف ان ادم خايف عليا.. عالعموم نا كنت بنفذ كلام الدكتور وقالى اتمشي نص ساعدونا فعلا خارج من بكرى قبل ما انت تصحى بس اكيد مش كل ده بتمشي.. قعدت ف النادى بريح وكمل مشي.. ده علاج طبيعى يا ادم أظنك سمعت عنه
سكت ادم ومرديش قالت عبير- خلاص يعاصم النهم ان مودك اتحسن
عاصم-افضل، عايز بس اريح عشان مجهد شويه
اسير- مالك
- ماليش ياحبيبتى هنام شويه بس عشان مش قادر
سندته ودخلت بيه نظر ادم اليهم كانت ايد اخوه على كتفها شعر بالضيق وبص لعبير امه
عبير- ف حاجه يا ادم
-مفيش.. مفييييش
مشي وسابها استغربت منه قالت- ادم
قعد عاصم على السرير اديته اسير العصير قالت
-عملتلك العصير الى بتحبه
-تسلمى بس نا مش قادر دلوقتى
سكتت قالت- انت كويس يعاصم
-اه انا...
قربت منه نظر إليها قالت-اى الريحه دى... د..دى منك؟!
مسكه التوتر الى احتل وشه بصتله اسير ومسكت هدومه وقربتها من وشها
عاصم-اسير ف اى
-اى الريحه دى يعاصم.. دى ريحه برفان نسائي ومش بتاعى
بعدها عنه قال بضيق- اسير مالك رجعتى لكلامك التافهه دى تانى.. قولتلك مبحبش الطريقه دى
-طريقة اى؟! البركان مغرقك كأنك كنت ف حضن واحده
-حضن واحده؟!! انتى بجد بتقوليلى نا الكلام ده
-طب قولى الريحه دى جتلك منيين
-عايزه تعرفى،.. ماشي يا اسير كنت معدى من قدام محل البرفانات وافتكرت ان عيد ميلادك قرب فدخلت اشوف هديه ليكى..
نظرت له اسير وسكتت بعد الى قاله
عاصم- مش عايز الريحه تطبع عليا ونا ف المحل وعمال اشوف ريحه الى تليق بيكى... عيب الى بتقوليه ده، عيب
-عاصم نا...
-انا عايز انام، لما اصحى نتكلم
سكتت وعرفت انه زعل منها قامت وف ايدها العصير وخرجت بيه وهى زعلانه
بيتنهد عاصم ويقلع التيشرت الى لبسه بضيق ويطلع الحبل الى رابطه على كتفه وكان مزيف
-يخربيتك
بتخرج اسير وهى مضايقه خبطت ف عمتها
عبير-اسير
سابتها وقفلت باب اوضتها منغير ما تتكلم استغربت جدا منها قالت
-مالها ع الصبح مكانت حلوه.. انتو ل اى كلكو البيت ده عايز يتبخر
رن جرس الباب خرجت عبير تفتح وقفت فجأه لما شافت واحده لابسه عبايه ضيقه وكانت فاتن الى نظرت اليها من فوق لتحت قالت
-ده بيت ادم
-اه ده بيت ادم انتى مين
-زبونه عنده
-زبونه؟!! انتى يفاتن زبونه عند ابنى
-اهاا
جت اسير قالت- ف اى ياعمتو
بصتلها فاتن واتفجات اسير من وجود المرأه دى
قالت اسير-افندم عايزه اى
قالت فاتن- هو ادم قدامه كتير ولا اى عايزاه ف كلمتين
نزل ادم وشاف فاتن من على السلم نفسها الى بيتها قدام ورشته وبتخرجله كل شويه
قالت عبير-اتفضل يا ادم المدام عايزاك
نزلها وأمه واسير بتبصله بشده قال
-نعم
-كنت عايزاك ف خدمه
-اتفضلى
-مش هنا
استغرب خرجت وقفت عند الباب بص لأمه الى شاورلته بضيق قالت
-روح روح الحاله طارئه
خرج قالت اسير- هى دى اى شغلها مع ادم
عبير-نا عارفه اى الأشكال دى
خرج الملفات الى كانت مستنيه
ادم بتنهيده-افندم
فاتن- معلش جيتلك مخصوص بس اضطريت
-مش شايف اى اضطرار انك تيجى لهنا
-عملتلك مشاكل ولا اى
-عايزه اى يمدام فاتن
-طب هنتكلم هنا
-نعم؟!
-لو موركش حاجه ف كافيه ع الطريق نروح نتكلم فيه والمكان هادى بدل العين الى علينا دى
وكانت قصدها اسير وأمه، قال ادم
-لا والله مبروحش كافيهات وبما انك جيتى فقولى سبب مجيتك
ابتسمت من جديته قالت عبير- دى بتبسم وهو بيقولها اى
كانت أسير تنظر اليهم وهل ممكن ادم ليه كلام مع الست دى
فاتن-تمم يا هندسه، كنت عايزا احط عربيتى للصيانه اصل حصل فيها عطل امبارح ف الطريق وكنت لوحدى معيش راجل ومش عايزه الموقف ده يتكرر
-سيبهالى قدام الورشه ونا لما افتح اشوفها
-تسلملى عن اذنك بقا
مشيت اخيرا وحلت عنه ميعرفش وقعت عليه منين وازاى وافق لف لقى امه بص لاسير الى بصاله باستفهام وكان عايز يبرر موقفه ليها برغم انه عارف انه ميهمهاش
لف ومشي قالت عبير-ادم
وقف راحتله قالت-كانت عايزه منك اى، انت ف حاجه بينك وبينها
بصلها بشده قال-حاجه اى بس يا امى، كانت عيزانى ف شغل
-ششغغغل، اى هو بقا
-عربيته فيها عطل هشوفهالها
-مش بعيد هى الى خرباها عشان تعملها حجتها وانت...
كان ساكت ادم من كلامها ونظر لها نظره تملاها الجديه قال
-سلام عشان ورايا شغل
مشي وسابها اضايقت عبير ودخلت قالت اسير
-عمتو
-نعم
-ادم مفطرش، هيفطر ف شغله ولا اى
-اكيد بدام راح بدرى كده يبقى مدبر أموره
بيوصل ادم ويلاقى عربيه فاتن ركناها مسح شعر وهو باصصلها شويه
جت شاديه قالت- انت تعرف حاجه عنها
-اه، بتقولى محتاجه صيانه
-اقطع دراعى اما كانت عامله حوار
-بتقولى زى ماما
-امك كلامها مظبوط وعارفين شغل الستات ده
فتح الورشه وقال- هنشوف دلوقتى
-انت هتعملها
-اما اخلص الشغل الى ف ايدى الاول ف ناس عايزه تستلم قبلها
ابتسمت من قصده قالت- قهوه يا ادم
ابتسم قال -قهوه
نزلت فاتن العصر وهى راشه برفان كامل عليها راحت الورشه ملقتش ادم بصيت حواليها ودخلت جوه لمحته من بعيد وهو قالع قميصه وعضلاته باينه قدامها
لف واتفجأ لما شافها قالت- انتى بتعملى اى هنا
-ملقتش بره قولت ادخل اشوفك
سحب التيشرت بتاعه ولبسه قال-اتفضلى برا
-بتطردنى
-اخرجى حالا
خرجت وتضايقت من طريقته خرج ادم قال
-اى الى جابك
-انا عندى عربيه
-وعربيتك مخلصتش عشان تجيلى
-هتخلص امتى
-معرفش
نظرت له وقفت قدامه قالت- هديك الى انت عايزه بس تخلصها بدرى، هكون زبونه عندك دايمه
بصلها من فوق لتحت قرب منها قال ببرود- فكرك انى محتاج فلوسك.. دى تديها لحد تانى مش ليا
-اى ده انت زعلت نا كنت بهزر مالك بتقفش كده لى
كانت هتلمسه نظر إليها نظره خلاها تتثبت ف مكانها من الحرج
قال ادم- خدى عربيتك يلا مش هعرف اشتغل فيها
-اي
مشي راحت وراه قالت- مش هتعرف لى
-عندى شغل كتير
-نعم انت هتضحك عليا
نظر إليها قالت- انت ف اى مالك بتكلمنى كده لى كأنى زباله
مرديش عليها خرج تليفونه قال- ده رقم واحد خديها عنده هيصلحلهالك
-وانت لا
-اه
-انا تفقت معاك وانت ملزم تنفذ، اعمل حساب حتى اننا جيران ولا اى يابن حتتى
مردش عليها بس قال - جوزك يعرف انك جتيلى
نظرت له قالت- مال محمد بكلامنا
-نا بسالك بس مش الجار للجار بردو
-ادم
-اتفضلى..
مسكت ايده بصلها وبعدها عنه قال- عايزه اى
-نت بتتعامل معايا دده لل
قال بجديه-نا مليش ف شغل الحريم ده... بلاش تهزقى نفسك اكتر من كده
سكتت من بروده وجديته الى وقفتها عند حدها قالت
-اهزق نفسي؟! ماشي يا ادم.. سلام
مشيت على بيتها بيخرج سيجارته بزهق وياخد نفس عميق
كانت شاديه قاعده على القهوه شايفه الى بيحصل وبتضحك-راجل وابن راجل
جه صبى قال- الشاى يمعلمه
-خد يلا، شوف ادم لو يلزمله اى حاجه تمزجه
-عيونى
راح الصبر لادم بص لشاديه الى شاورلته ابتسم برغم ضيقه بس بتضحكه لانها ست فرفشه وجدعه برغم وفاة جوزها الا انها فضلت لوحدها مع ابنها تربيه بس اتوفى هو كمان وبقيت لوحدها هى والقهوه الى سبهالها المرحوم وفتحاها تصرف منها، علاقتها بادم قويه كأنهم صحاب واكتر
رجع ادم البيت سمع صوت خبط ف حلل، دخل شاف امه واقف وباصه لاسبر الى كانت بتغسل المواعين وباين عليها الضيق
خد كوبايه ميا يشرب قال-ف اى مالها
عبير-مش عارفه مالها ف اى
-اسير مبتكنش كده غير وهى مضايقه
-منا بسالها من الصبح مالها مبتردش
قرب ادم منها قال-اسير مالك
-ماليش
-عاصم عملك حاجه
وقفت وكان ادم استنتاجه صح،دخل عصام قاطعهم قال
- قوليله ان عاصم معملش حاجه
بصتله اسير اتخطى اخوه وقف جنبها قال
-مش ناويه تسيبى المواعين ف حالها نا واقف قدامك اهو.. اى إلى معصبك كده المفروض ان انا إلى مضايق
--نا زعلانه عشان نت زعلان منى
مسك ايدها قالت اسير- عارف انى مقصدش بس..
-بتغيرى عليا موت نا عارف.. بس الحركه ضايقتني
-نا اسفه
نظر ادم اليهم والى ايد اخوه إلى بتلمس ايدها ضغط على الكوبايه بضيق
عاصم-نا مش زعلان
-بجد
-ايوه ممكن اخد موقف بس مش ازعل منك.. هعاقبك بعدين بطريقتى
قالها بخبث وحضنها بملكيه غضب ادم بشده من قربهم وفجأه طقت الكوبايه وهى ف ايده نظرو إليه بشده
عبير بقلق- ادم
نزل الد.م من ايده بيقرب منه عاصم قال
-اى الى حصل
زقه بغضب ومشي نظرو إليه راحت عبير علطول وراه
-ادم
طلعت على شقته وقبل ما يقفل الباب دخلت قالت
-ادم.. ورينى ايدك
مسكته قال بغضب- عاااايزه اييييه
نظرت له من صوته قالت- بتعلى صوتك عليا يا ادم
-انتى ازاى بارده كده... معقول بتحاول تمثلى ان مفيش حاجه
-ف اى يا ادم فهمنى
-انا مش قادر استحمل.. مش قادر استحمل ابنك وخطيبته الى المفروض انها مرررراتى
-انت عارف انه مش حقيقه
-لا حقيقققه وبمأذون وشهود ومعازيم... دى اتكتبت على اسمى قدام الناس وربنا
-ادم بس عاصم
-عارف انهم بيحبو بعض،عارف انى مجرد طرف تالت ف العلاقه... أنا مبتكلمش ع مشاعرى ليها لان مبقاش منها رجااا... نا بس مش قادر استحمل الوضع مش قادر استمر واخليها ع زمتى واخويا كل شويت يحضنها ويقربها منه ولا كأنها مراته هو... عارف انهم هيتجوزو وان ده كان العادى بس انا.. نا دلوقتى جوزها... نا الى جوزها وبيعملو كده قدامممى
-وطى صوتك يادام
-خايفه يعرف.. خايفه ع مشاعره... كب ونا، مفكرتيش فيا... نا مش هقدر استحمل الوضع ده مش قااادر.. خلينى أطلقها.. خلينا أطلقها وتعمل الى هى عايزاه بس ان حد يجرح رجولتى مش هسمحله
قربت منه قالت-طب اهدى
-دم الى بيمشي ف عروقى ولا ميااا، نا راجل يا أمى...راجل ميقبلش يشوف مراته بتتحضن وتتلمس من اخوه ويسكت لان جوازه سورى... لما ابقا طلقها تعنل الى هى عايزاه بس انتو مش محترمينى والمفروض انى اسكت عشان اخويييا ميضايقش منننى... المفروض اكون ديو.ث عشان ارضيكو
-راجل يا ادم انت راجل وسيد الرجاله بس اهدى
-نا تعبت، خلاص كفايه بقا خليهم يوقفو الى بيعملوه
-انت عايز اى ونا هعملهولك والله.. لو ع الطلاق هتطلقو.. وبكره فورا
جه صوت من وراهم - مخبين عليا كل ده
اتصدمت عبير ولفت للصوت شافت عاصم وراهم وسمع كل حاجه
↚
-نا راجل ميقبلش يشوف مراته بتتحضن وتتلمس من اخوه، المفروض اكون ديو.ث عشان ارضيكو
امه بقلق-راجل يا ادم انت راجل وسيد الرجاله بس اهدى
-نا تعبت، خلاص كفايه بقا خليهم يوقفو الى بيعملوه
-انت عايز اى ونا هعملهولك والله.. لو ع الطلاق هتطلقو.. وبكره فورا
جه صوت من وراهم - مخبين عليا كل ده
اتصدمت عبير ولفت للصوت شافت عاصم وراهم وسمع كل حاجه
بيقرب ويقف قدام ادم قال
-نا مش زعلان منك يا اظم ع قد ما مضايق انك بتخبى عليا
عبير- عاصم احنا عملنا كدت عشان اسير
-مالها أسير
نظر. إليه قال اسير-هو ضيقك ليه علاقه باسير
عرفو انه مسمعش حاجه من كلامهم قالت عبير
-لا اصل ادم نسي اوراق لاسير ومضايق عشان كده
عاثم-اوراق اى الى يعملها لاسير منا موجود.. ثم انا وظيفتى مع الحكومه اخلص كل حاجه اى علاقة ادم بالموضوع
-منتا تعبان ومكنتش عايزه احملك ضغط
عاصم- ادم، انت فعلا ده إلى مضايقك.. حاسس ان ليه علاقه بيا انا
مردش ادم ومشي وسابهم بضيق
عاصم- ف اى يماما ادم مش طبيعى
عبير-مفيش حاجه نزل دلوقتى وسيبنى معاه
-انتو ف اى مالكو من ساعة. مجيت ف حاجه غريبه
-مفيش حاجه يعاصم
بصيت على الدم الى ع الارض قالت- هروح اشوف اخوك
دخلت الاوضه بص عاصم ليهم واتبدلت ملامحه بص الد.م الى ع الارض وافتكر اخوه ازاى كسر الكوبايه ف ايده والغضب الى ظهر عليه
دخلت عبير شافت ادم قاعد على كنبه مسكت ايده قالت
-د.مك اتصفى، ازاى تجر.ح ايدك كده
مرديش عليها قالت-خلينا نروح صيدلية اكيد شكلها أعمق وممكن حاجه دخلت ف ايدك
-لو كان يهمك كنتى رجعتى فى جرحى الحقيقى... سيبينى لوحدى
سحب ايده نظرت له مشي بعيد عنها مسكت فيه قالت
-طب انا اعمل اى يا ادم.. افرقهم عن بعض، ده إلى انت عايزه... حذرتك من زمان تنساها... انسي اسير بس انت.. انت مسمعتش
-انتى مش حاسه بيا
نظر لها بألم قال- نا حاولت وفشلت.. نا مش عايز حاجه منها انا شايفها مرات اخويا بس عايز احترام واطلقها... ان حك يجى عليا ادوس على قلبى وهتشوفو وش تااانى... رجولتى لاااا.. لا عشان اخويا ولا عشان حبيبتى
مشي مسكت فيه قالت-حقك غليا يا ادم.. نا اسفه ليك.. خلاص هقولهم.. والله ما هبتكررر وهتطلقها فورا... اهدى بقا ارجوك
بصيت على ايده قالت- خلينا نشوف ايدك عشان خاطرى.. كا متوجعش قلبى عليك انت مش شايف بتنز.ف قد اى
مردش حضنته بحزن وربتت عليه قالت
-هتعدى.. ثق ف كلام امك، صدقنى دى هواجس شباب
كانت ف الاول تقوله مشاعر مراهقه وطمنته بس لما بقى حب بتقوله هواجس مبقاش يثق ف تطمينها ليه لانها لا تقول الحقيقه
كانت أسير ده كله مستنيه تحت اول ما نزل عاصم قربت منه قالت
-ادم عامل اى، ايده.. نز.ف كتير، حصل...
-ف اى يا اسير اهدى
كان باين القلق عليها قالت- انا عايزه اطمن عليه
-مش عايز حد يكون معاه حتى لما طلعتلهم كانو بيزعقو وبيرفض وجوده مع حد.. اتاكدت انه كويس لأن دى عادته مبيحبش حد يقلق عليه ويكتفى بنفسه
-يعنى هو عامل ايه
-كويس يا اسير مالك
-هطلع اشوفه كفايه انك منعتني ف الاول
مشيت مسك ايدها قال- مش قولتلك متطلعيش
نظرت له قال عاصم-بقولك مضايق هتضايقيه اكتر، سيبوه شويه ادم اول مره اشوفه مخنوق كده
-ماله
-معرفش مقاليش بس انا عارف اخويا...ومتاكد ان فيه حاجه كبيره بس مش قادر يقولى عليها
اتوترت لانه اكيد جوازهم الى عامله ازمه، افتكرت ضيق ادم ف كل لحظه بتبقى مع عاصم ولما حضنها قدامه وكسر الكوبايه.. هل غضب بسببهم!!
عاصم-نتى تعرفى حاجه يا اسير
-حاجه اى
-اى حاجه حصلت هنا ف اليومين إلى غيبتهم،أو يوم الفرح مثلا
-لا مفيش حاجه ومتفكرنيش بيومها لانك مش هتشوف اسير معاك
نظر لها من نبرتها قال- لسا زعلانه منى.. معاكى حق جرحك مش هيتشفى الا لما نعيد الفرح واكون معاكى يومها علطول
نظرت له بالت- هتصدق لو قولتلك اخاف اعيده
سكت عاصم فهى بقيت عندها فوبيا من الأفراح بسببه وخايفه يسيبها تانى
قالت اسير- المهم انك بخير يعاصم،فستين داهيه الفرخ.. لو كان حصلك حاجه مكنتش هسامح نفسي
مرديش وكان سرحان ف كلامها وتوتر مليه
اسير- علصم مالك
-لا ماليش
قاعد ف اوضته وسط خيراته الى اتركمت
الفجر اسن وهو لسا قاعد ف مكانه متحركش معانه سبب تأخيره ف كل يوم وسهره بره انه يصلى ويرجع بيته وينام مطمن
رفه ايده المضمده بشاش الى عبير عافرت تكتم بيه جرحه بسبب رفضه انه يروح الصيدليه
كان لا يهتم بنفسه ولا بجروحه بيفتكر لما اتعور قبل كده ف ورشه ابوه اول مره كانت بدايه جروح كتير... شغلانته قاسيه وهى المخاطر اعتاد ع جسمه يكون ف جرح او كدمات
افتكر اسير مسك راسه بضيق قام اتوضلى وفرد المصليه وصلى وهو بيسجد بيقول حاجه واحده بس
-يارب اشفينى منها
اتعود ان حبه بقا مرض، مرض بيوجع بس، الرجل ان احب لا ينسي ولا يتعافى من قلبه الذى احب واحده... بل يبحث عنها ف نساء اخريات بحثا عنها... لذلك غبيه الأنثى التى تظن انها ستنسي الرجل من احبها قبلا
كانو قاعدين بيفطروا فى اليوم التانى سوا بصيت اسير على ايد ادم الى كان نازل بالعافيه عشان ميزعلش امه الى مكنتش هتاكل من غيره
كان قليل الاكل وعاصم ملاحظ ده قال
-ادم، ف حاجه ضايقتك انهارده ف الشغل
-لا
سكت عاصم من رد اخوه قال
-طب نا عايز افرحكم واقولك انى هرجع شغل بكره
عبير-هترجع ازاى انت لسا تعبان
-لازم انزل وكمان احتمال تجيلى سفريه كده
نظرت له اسير قال- متقلقيش هنتجوز قبل اما امشي من هنا
بصيت اسير لادم بتوتر
عبير- طب متاخدها معاك
سكت عاصم قال- اخدها ازاى ده شغل
-مش مراتك، لو هتطول تروح معاك
اسير- ف حاجه يعاصم، ممنوع ولا اى
-هشوف كده وهبقا اقولك عشان ف اسياسيات
-امممم
كان ادم باصص لتعبيرات اخوه لمجرد انه ممكن ياخد اسير معاه ف السفر كأنه رايح لمكان تانى مش شغل
قاطعهم صوت رنين عبير-تليفون ده تليفوناته كتير متعملوه صامت
قالت أسير -بس ده مش تليفونه
رفعت تليفونها الى كان ف جيبها بصيت لادم الى بص لعاصم وقام قال
-الصوت جاي من عندك
كان عاصم متوتر ولما شاف اخوه رايح اوضته قال
-ادم، استنى
قام فورا نظرت له اسير وهو بلحقه بصيت ع رجله لقيت بيضغط عليها بالكامل وليست فيه اى عرج ولو قليل
دخل عاصم لقى تليفونه بيت أسد ادم الى لقاه ف دولابه فارتبك من ما سيحدث
قالت اسير من وراه- مش ده تليفون عاصم
ادم- المفروض انه كان ف صيانه من الخرشمه الى حصتله بسبب الحادثه.. ولا اى يعاصم
عاصم- نا قولتلك استنى بتدخل تقلب ف حاجتى ليه
استغرب ادم من نبرة اخوه قال- حاجتك اى يابنى هونا فتحته دنا بشوف التليفون المجهول الى بيرن وطلع تليفونك ومفتتش فيه يعنى نا بسالك جه ازاى
كان ساكت قالت اسير- عاصم؟!
قال عاصم- هيكون جه ازاى يعنى جبته لما اتصلح
ادم- ده امتى؟!!
-لما خرجت اتمشي يا ادم... نا كنت طالع عشان التليفون لان عليه شغل مهم اوى وانت عارف ضرورة شغلى للحكومه يعنى ميستناش
حس انه ف كلامه نبرة تريقه عليه وانه بيظهرله أهميته ف دوله
اسير-ولى قولت انك خارج تتمشي
-عشان نزلت اتمشي بدرى وف اخر روحت جيبته وجيت... ممكن التليفون يا آدم
كتن هيديهله خدته اسير قالت- مين كان بيرن ده كله
ارتبك عاصم نظرت اسير وبصيت لعاصم قالت
-رقم مجهول
-يبقى الشغل هاتى اشوفهم عايزين اى
ادته تليفونه خده خرج ادم وسابهم
عبير-يلا عشان تكملو اكل
ركن عاصم تليفونه بصتله اسير انه مش هيرد قالت
-مش هتكلمهم
-بعدين
-لا يكون حاجه مهمه
-انتى الاهم
سكتت بخجل ابتسمت عليه بقلة عليه باملها الابتسامه وقفل اوضته عشان محدش يدخلها تانى
قالت عبير- ادم لما تخلص اكل عايزاك ف كلمه
بصو للكم الى قال-ف حاجه
-ضيف هتعقد معاه
نظرو لبعضهم باستغراب رن الجرس ابتسمت عبير قالت
-جت
قامت وفتحت الباب كانت ست ومعاها بنت شابه جميله
عبير- اتاخرتو لى
قالت نوال- معلش بقا عقبال الحج ما رضى
عبير-هو كان معترضد ده احنا بقالنا كتير مقعدناش مع بعض،.. تعالى يا فتون واقفه بعيد لى
قربت منها سلمت عبير عليها بحراره قالت
-عامله اى يا حبيبتى وحشانى اوى
-الحمدلله ياطنط
قال عاصم- ماما مقلتلكيش يا أسير ع الضيوف دول
اسير-لا ممكن تكون جارتنا ولا حاجه
قالت عبير- ادخلى ينوال، تعالى يفتون
نظر ادم بشده ابتسم عاصم قال- حبيبت قلبك جت
دخلت نوال قالت-احنا جينا ف وقت غير مناسب
عبير-ابدا ده احنا مستنينكم
نظرت فتون الى ادم قامت أسير سلمت عليها بابتسامه
-عامله اى يفتون، كويس انك جيتى كنا متفقين نخرج سوا
عبير-طب ناكل الاول بعدين نتكلم
اتكسفت فطون كانت من النوع الى يمتلك حياء يليق بيها
قربت عشان تعقد سحبتلها عبير المرسي كان الى جنب ادم
قالت عبير-اعقدى ده ادم
قالت نوال-متكسفهاش بقا ياعبير
قعدت فطون نظرت لهم اسير والى ادم وكانها فهمت عبير بتعمل اى
عبير- اوعو عشان كبرتو تنسو صحبيتكم زمان
قال عاصم-ده احنا جوزناهم ف دماغنا
اتكسفت وبص ادم لاخوه بضيق الى شمتان فيه
عبير-قوليلى يفتون هتخلصى دراستك امتى
-انا اتخرجت وبحضر الماجستير
-هايل، وناويه تشتغلي ولا تتجوزى انشاءالله
نوال-مش لما يجى العريس الاول
عبير-عريسها عندى
قام ادم قال-عن اذنكم انا شبعت
ابتسم عاصم ضربته اسير ف كتفه قالت بصوت واطى
-بطل سخافه
-صدقينى ده متجوز ف سر ومخبى
-يخربيتك اى الى بتقوله ده لا طبعا
-نراهن
كانت نوال قاعده مع عبير فى صالون وفتون قاعده معاهم جت اسير قالت
-العصير ياعمتو
-عملتى قهوة ادم
-اه هدخلهاله
-لا
وقفتها وخدتها منها قالت- فتون هتوديها
نظرت فتون اليهم، ادتها عبير قالت
-هتلاقيه قاعد ف البلكونه ادهاله
بصيت لأمها الى قالت-روحى متكسفيش خالتك
خدتها منها ومشيت واسير تنظر إليها ومشيت هى كمان
قالت نوال-عبير...انتى عارفه انى معترضه والسبب واضح
-مش ده ادم الى كلمتينى عنه من سنه
-ده كان قبل ما يكتب على اسير، عايزه بنتى تبقى زوجه تانيه
-ومين قالك هتكون زوجه تانيه، فتون بنتى ومرات ادم المستقبليه
-واسير؟!
-اخوات
-اخوات ازاى، هو حصل اى اصلا.. نش المفروض انها خطيبت عاصم
-ملكيش دعوه، كان حوار وخلص
كان ادم قاعد لوحده بيدخن عملت فتون صوت لف وشافها
قالت فتون-القهوه
خدها منها قال-شكرا يافتون، تعبتك
-لا عادى تعبك راحه
نظر إليها قليلا قال- ماما قاعده مع والدتك
-اه، عايز حاجه
-لا بسأل عادى، اكون عارف مجرى نقاش
نظرت له ابتسمت استغرب قال- ف اى
-نت طويل... زى عادتك بتفوق سنك
-ممكن عشان انتى الى قصيره مثلا
-انا ١٦٢
-طب متقوليش كده قدام حد عشان ميضحكش عليكى
ابتسمت قالت- اتغيرت اوى.. اتغيرنا عمتا، كنت اقدر اتكلم معاك ونروح سوا بعد كده ف فوارق اتحطت ولقتنا قليل لما نتكلم غير السلام
-فتون
-نعم
نظرت له تنهد قال- انتى جميله، بنت مفكيش غلطه واى راجل يتمناكى لانه مش هيلاقى زيك
-الحد ده مش انت
سكت شويه قال-ياريتنى كنت انا
قربت منه قالت-لى ياريت؟! انا قدامك
كانت اسير ماشيه شافت فتون مع ادم وقفت وشافتها وهى بتقربله
قال ادم-انتى قدامى بس نا مش شايفك
نظرت له بشده، قال-متفهمنيش غلط انا اقصد..
كانت هتمشي مسك ايدها قال
- اسمعينى
- نعم يا ادم
- قلبى مع واحده... من زمان اوى ومش مخلياني أشوف اى واحده غيرها
سمعت اسير الكلام الى بيقوله ادم معقول مخبى حبيبته عليهم
قالت فتون- بتحبها اوى كده
قال ادم- حاولت انساها وفشلت
-مكنتش اعرف ان ممكن واحده تأثر فيك كده يا ادم.. بنات حارتنا كلهم حاولو وفشلو، خلينى اخمن انى اعرفها.... اسير
نظرت اسير اليهما وازاى فتون نطقت اسمها
ادم-اسير؟!
-كتبت كتابك عليها، اعتقد مفيش غيرها مراتك
-جوازى من اسيل كان لظروف وانتهيت.. احنا زى محنا
-ظروف اى
سكت تنهدت فتون قالت- فهماك يا ادم، شكرا انك وضحت كل حاجه
مشيت وهو موقفهاش
قالت غبير-شكلهم منسجمين اوى
نوال-فعلا ربنا يهديهم
جت فتون قاطعتهم قالت
-يلا يماما
قالت نوال-ف اى
-هتعقدى ولا هتمشي عشان همشي انا
نوال-ماشيين اهو
عبير-حصل حاحه يا فتون
فتون-معلش ياطنط بس اتاخرنا وبابا رن، اجيلك وقت تانى
-تمم ياحبيبتى
ودعوهم وخرجو كان ادم ف البلكونه لفت فتون ونظرت له واتقابلت عينهم وافتكرت كل كلامه بصيت قدامها ومشيت مع امها
جت عبير قالت-ادم، انت قولتلها اى
قال ادم- مقولتش حاجه
-انت مش هتكلم تصرفاتك دة
-انتى الى مش هتبطلى تحاولى، قولتلك انى يوم ما اتجوزك هختارها انا
-سيبتك الاختيار واخرتها منولتش حاجه والى قدك معاه عيل
اضايق منها قربت منه بحزن قالت-يابنى ارحمنى، انت ال واجع قلبى.. انت مش ملاحظ ده
-كفايه أن عاصم بيريحك
-وانت تهمنى زيه، أنا...
وطيت صوتها قالت- انا بحاول اياعدك، أدى فرصه لغيرها تدخل قلبك.. خلينى احاول
-يبقى تبططططلى تحااااولى
قالها بغضب نظرت له مسك دماغه بصيق قال- سبينى
-واخرتها يا ادم
-سبينى لوحدى
-اخرتها ايييه، مترد عليا
مش ادم جه عاصم قال- ف اى
مردش عليه وخرج من البيت ورزع الباب وراه
عبير- روح الورشه، بتعقد فيها اكتر من بيتك لدرجه اننا مبقاش نشوفك
عاصم-متحكيلى يماما ف اى
-مضايق انى جبت فتون تعقد معاه يفهمو دماغ بعض نا غلطانه
اسير- اكيد غلطانه يمعتو
-نعمم
-اه ادم بيضايق من كده وانتى بتعملى الى بيضليقه يعنى بتقوليله زعلك ميفرقش
-انتى بتقولى يا اسير
-بقول وجهه نظرى نا عارفه انك متقصديش بس
عاصم- ماما عايزه تجوزه ودى رغبه اى ام ملهاش داعى لعصبيته دى..ده كله عشان فتون يروج مزعق لأمه كده
بصتله اسير قالت-عاصم مش وقت حط زيت ع النار
عاصم- نا مبوعلهمش بس ماما متقصدش فبلاش تقولى حاجه تزعليها هي
سكتت ربت عاصم على كتف والدته الى حضنته بحب قالت
-صدقنى كانت غرضى مصلحته... انتو الاهم عندى بس هو شايفنى بضيقه
-عارف يماما، انتى عارفه ادم ففكك
بيكون ادم شغال بعنف ف عربيه متجاهل ايد المصابه
عمل مغك جامد اتجرحت ايده رمى المفك أرضا بضيق وقعد على الارض ساند ضهره على العربيه
كان عرقان من التعب والحر مسك ايده ولفها بايه حته جنبه على اساس انه هتسد د،مه الى مش مهتم بيه
تنهد ومسح شعره قال-الله يسامحك يا امى
-دخلت أسير أوضة عاصم كان ف الحمام بياخد دش قالت
-اوضتك متبهدله كده لبه
-نعععم
-خليك ف حمامممك
-متيجى
-اتلم يقليل الادب بدل ما عمتو تجيلك
-حااااضر
ابتسمت عليه بياخد دش لقيت هدومه مرميه اتنهدت منه قالت
-مش ناوى تبقى منتظم شويه
لمت هدومه وخدتها عشان تغسلها بس وهى بتشيلهم لفت نظرها حاجه قويه اوى بتشيل شعره من على تيشرت بتاعه وتبصلها بشده
لفت للمرايا وتفك شعرها وتلاقى حجم الشعرايه اقصر من شعرها ولونه مصبوغ مش بنى
قلبها بينبض بخوف واحتراق قلبها بيخرج عاصم خبيت الشعريه ف ايدها
بيشوفها صفر بغزل قال- اى التحفه دى
لمت شعرها وقالت-ورايا شغل
مشيت وسابته نظر إليها استغرب من تحولها
بتروح اسير ع اوضتها وتعقد والحريقه فقلبها، بتفتكر الريحه الى شمتها فيه لما رجع من برا
"انتى الشك ده مبيخلصش من عندك حتى ف حالتى دى... ريحة حريم اى يا اسير إلى تيجى فياا.. عارفه كويس انى بكره كدهه"
تفتكر التوتر الى كان فيه قالت
-طول عمرك مبدع ف قلب الطرابيزات
افتكرت الشعريه إلى كانت ع نفس التيشيرت إلى كان خارج بيه
ادم"انت كنت بتتمشي ف حالتك دى.. محبتكش تخرج واظن انك خارج من حادثه يعنى كسور داخليه"
كانت مقتنعه جدا بكلامه وقتها بس حجج عاصم كانت أضعف
تاكدت دلوقتى انه كان بيكدب ومع بنت، بس لى عمل كده، لى يخرج بدرى كده ويروح عندها... هل يخونها
حسيت بالم من الفكره أنها تكون حقيقه
-عاصم مستحيل يعمل كده.. وهتاكد بنفسي
رجع ادم الفجر وسط ما الكل نايم ف غفوه
وهو طالع ولسا بيقفل الباب وراه رن الجرس استغرب وراح فتح اتفجأ لما لقى اسير
اسير- استنيتك لما ترجع
-استنيتنى؟!! ف حاجه تجيبك الساعه دى
-عمتو قالتلى اننا هنطلق بعد بكره
-اممم وبعدين
-ادم انت زعلان منى
-هزعل منك لى
-عشان غلطت، عارفه انى اتغبيت ونسيت نفسي مع عاصم ونسيت اننا متجوزين
-جوازه غير معترف بيها
-عشان كده مش عيزاك تزعل منى او انى بقل منك..نا اسفه لو ضايقتك
سكت وهو باصصلها شويه قال- مفيش حاجه يا اسير
لقاها لسا واقفه ف مكانها مبتتحىكش قال
-عايزه تقولى حاجه تانيه
-حصل حاجه وعايزه احكيلك عليها
-حاجة اى
-ممكن ادخل
سكت شويه فتحلها دخلت وقفل الباب
قعدت اسير قالت- نا حاسه ان عاصم.... بيخونى
نظر لها بشده اومات له قالت- متأكده
-اسير، بطبيعتك بتشكى ف كتير و..
-مكنش من فراغ يا ادم، عارف ان عاصم ليه تصرفات تحسسني ان مش نا بس الى ف حياته من كتر كلامه مع صحابه كان طبيعة انى اشك بس دلوقتى...
-دلوقتى اى؟!
-بيكدب عليا ومخبى حاجه كبيره
-لى قولتى عنه كده
-لانه كان مع واحده لما خرج.. لما خرج بدرى يعالم كان خارج امتى وقعد معاها قد اى بس ريحته كانت مليانه ريحه كأنها كانت حضناه
جمعت قبضتها وشاف ادم انها بتمسك نفسها
اسير كملت- بعدها اخترعلى حجه وقال انه كدب بس نا لقيت شعريه على نفس التيشرت الى كان خارج بيه يومها ومن ناحيه تانيه تليفونه
-ماله
-مكنش مكسور كان معاه اول مرحع
-ازاى؟! قالنا انه متكسر وقتها صلحه وبتاع
-لا يا ادم هو جه هنا بيه، سمعت رنه قبل كده وكان من عنده هو.. لا انت كنت موجود ولا رن من تليفون عمتو او نا
- وعاصم هيكدب ليه
- مش عارفه بس اكيد بيعمل حاجه غلط او عمل حاجه غلط ومستمر فبها
- مجبرتيش تمسكى تليفونه
- عارف مبيحبش ده
- ملهاش بيحب ولا مبيحبش انتى واحده شاكه ف طبيعة ح.... حبيبك
كمل الجمله بخنقه وقال- لازم تريحى قلبك عشان تستريح او ع الاقل تواجهيه
-عاصم مبدع ف قلب الترابيزات، مش عايزه اواجهه او احسسه انى عارفه حاجه عشان ف حقيقه عايزه اعرفها...
-حقيقه؟!
-اه
-الشك الى عندك اقت.ليه يا اسير، يا بيخونك يا لا... انك تكونى مش عارفه الشخص الى قدامك هو مين هتتعبك انتى وتتعب اخويا كمان... بردو مستعجليش وفكري كويس واتاكدى ميه ف الميه من الحقيقه الى بتدورى عليها
اومات له قالت-هعمل كده، نا كنت مخنوقه اوى لو متكلمتش مع حد شكرا يا ادم
- ع اى
- كلامك بيريحنى وبتدينى افكار تشجعنى، كنت عارفه انى بحكى للشخص صح.. حتى عمتو مقدرتش اكلمها بس انت قدرت لأنى بستريحلك
ابتسمتله قالت-تصبح ع خير معلش طولت
-لا عادى
خرجت من عنده وعينه عليها اول مره يشوفها حيرانه كده اول مره يلاقى اسير مذبذبه من ثقتها بنفسها واحساسها
بتنزل اسير بعد اما خلصت نقاشها وهى راحه ع اوضتها بتشوف ضوء خفيف من عند عاصم
معقول بكون صاحى لحد دلوقتى راحت عند الباب وقبل ما تدخل سمعت صوت
-انا حذرتك من مكالمات الكتير دى، قولتلك لما اجيلك نتكلم بس اكون خرجت من هنا عشان اسير متحسش
بتدمع من الحقيقهةالى بتظهرلها
-مش هعرف اجى دلوقتى المره إلى فاتت ادم عاملى حوار وخرجت ازاى المره دى هيعرف انى كنت معاكى
عاصم كان مع امرأه بالفعل
عاصم- طب اهدى... اهدى خلاص يا ريتاج... هتعرف واجى بس مش النهارده بكره... لقيت حجه تخلينى اجيلك.. نكمل كلامنا بعدين... ريتاج خلاص اتفقنا متعمليش حوار....
صدر صوت من برا بص عاصم قال- سلام
خرج فورا بس مكنش فيه حد وده طمنه فرجع قفل الباب تانى ودخل
بتكون اسير ف الاوضه مش مصدقه ان عاصم خرج يومها عشانها ومن بليل، يعنى رايح لبنت بليل
بتفتح تليفونها وتكون عايزه تكلم ادم او تطلعله بس بتسكت وتتحمل
-مقابله؟!!! بيقابلها فين
افتكرت لما قال انه راح الشغل اتصدمت معقول بيخدعهم عشان يروحلها
لن تصمت ستمشف الحقيقه، اكيد ف غلط.. اكيد عاصم عاملها مفحاه زى ما بيقول لعيد ميلادها.. دايما يلاعبها ويخليها تغير بس... بس المره دى قلبها خايف
فى اليوم الموعود كانت عبير بتحط الفطار خرج عاصم نظرت له قالت
-اى ده لابس ورايح فين
-المكتب
-مكتب اى، ف حااالتك دييي
خرجت اسير ع الصوت-نعم يعمتو
-لا مفيش حاجه بس تعالى شوفي عاصم ده رايح المكتب بجد
نظرت له قالت- الشغل ميستناش
-انتى عارفه يا اسير الضغط عليهم صعب وكفايه الى شالوه ف غيابى لازم انزل
عبير- بس
-متقلقيش عليا هكون كويس..
قرب من اسير بابتسامه قال-باى ياحبيبتى
مسك ايدها بحب مزيف شيفاه بعينها وخرج
نظرت له اسير اول ما مشي لفت خدت جاكت ومشيت فورا
عبير- راحه فين
مرديتش وخرجت وراه طلعت برا ع شارع اول ما شوفته وقفت ع جنب بتلاقيه بياخد تاكسي ويمشي
بتوقف تاكسي فورا قالت
-خليك ورا العربيه دى
طلع وراه بتكون قاعده قلبها بيرتعش وتدعى
كان عاصم قدامها ف العربيه التانيه
اول ما وصل ولقيته بينزل من عربيته وقف الراجل عشان ميحسش ولما دخل نزل حاسبت ومشيت للعمارة
لما بتدخل وقفها البواب-راحه لمين
استغربت انه وقفها وسمح لعاصم يدخل قالت
-نا طالعه لعاصم
-عاصم بيه؟!!
استغربت قالت-هو ليه شقه هنا
بصلها من فوق لتحت قال- انتى مين
-انت مالك؟! قولى عنده شقه ولا لاا
-دى معلومات خاصه اتفضلى يا انسه
-الى طلع ده خطيبة يبنادم
نظر لها بشده قال- خطيبك منين؟!! امال ريتاج هانم تبقى مين... هو طي من وراه وهيتزوج
-ريتاج ؟!!!
افتكرت اسمها الى نطقه وحاسه انها سمعته قبل كده
قالت وقلبها بينبض بخفو- هز بيكى هنا لريتاج؟!
قال بحده- معرفش قولنا معععرفش هتوقعينى ف الغلط ليه... اتفضلى من هنا يلا
-ابعععد من وشي
زقته جامد وكعبلته ف الجلبيه وقع قال-يوقعه مربربه
طلعت متجهلاه وبتاخد الاسانسير علكول بس كان مسحوب بتدور علطول وتشوف الدور الى عنده تلاقيه الخامس
بينزل الاسانسير وتدخل وتدور الخامس وقبل ما البواب يوصلها اتقفل وطلعت، جسمها متلج وبتحرك رجليها اول ما توصل بتخرج فورا مشيت تشوف عاصم بس مكنش موجود ازاى هتهرف انى شقه فيهم
بتقف لما تلمح عاصم من بعيد عند باب
نظرت له بشده راحتله بسرعه بس بتقف رجليها لما تشوف الباب مفتوح وبنت جميله لابسه لبس قصير بتحضنه وهو بيبادلها والحامل الزراعه شايل وكأنه سليم تماما
حسيت ان رجليها اتصلب ونفسها اتقطع من الى شيفاه وبتدعى تكون بتحلم
بتبوسه من خده بحنين قالت-وحشتنى اوى ياحبيبى
-وانتى كمان
سحبته لجوه وقفلوا ع نفسهم الباب لخلوه كامله بينهم
بتقرب بخطوات ضعيفه من الباب
ريتاج-مش ناوى تكون معايا اليوم كله
-بمعنى
-نتجوز بقا، انت استحليت ارتبطنا الشفاف ده يعاصم... مش عايز علاقتنا تتطور شويه
-عارفه الظروف لسا مش ف أحسن حاجه، ثم انا اثبتلك حبى ليكى اى الى مقلقك
-بعدك مخليني خايفه اوى... مش كفايه انك هربت من فرحك عشانى نتجوز وهقتنع انى الحب الحقيقى... ومراتك انا بس
بتدمع عين اسير لما بتكتشف الحقيقه الى اتوضحتلها
عاصم- ادينى مهله يا ريتاج
-معنديش مانع بس اسير تكون مهمشه، اقولها انك عملت حادثه تانى واعقد جنبى يومين كمان
قربت منه بابتسامه بيرن الجرس ويقاطعهم راحت ريتاج تفتح وبتقف فجأه لما تشوف اسير واقفه قدامها الى باين انها عرفاها كويس
بص عاصم واتسعت عينه بصدمه كبيره لما شافها
نظرت اسير إليه وعينها مليانه دموع بتنزل على خدها وهى شيفاه حقيقه كامله قدامها
عاصم-اسير
كان مصدوم بس عينها بتقول انها شافت وعرفت كل حاجه قال
-اسير استنى، هفهمك
مشيت منغير ما تتكلم راح عاصم ومسك ايدها بس زقته فورا وصرخت
-ابععععد عننننى
نظر لها انهمرت دموعها فالت-اببببععععد عننننى
ريتاج-اتفضلى يا اسير واقفه برا لي
نظرت اسير ليها ورجعت بصيت لعاصم الى قرب منها قال
-ممكن تهدى، هفهمك كل حاجه
-تفهمنى اى، ها.. تغهمنى خداعك ليا.. ولا خيانتك.. ولا كدبك عليا طول الوقت ده انك هربت وسبتنى يوم الفرح لووووحدددى
شاورت على نفسها قالت-سبتنى لكلام الناس وهما بينقلونى لبعض انك هربت منى... هربت من عروستك كأنها غلطططه..... عارف الى بوجع اى، انى برغم الى سمعته وقهرتى، من حتى ببل ما سمع كدبك الى الفته عليا... نا كى ده كنت خايفه عليك... كل ده كنت خايفه يكون كصلك حاجه وفكرت فيك اننننت
قرب منها رجعت لورا قالت بانفعال
-وف وسط كللل دههه عارف اى الى كااان فارقلى.... اننننت
نزلت دموعها على خدها قالت بصوت ضعيف- ازاى.... ازاى قلبك طاوعك...تعمل... فيا... كده
-اسير اسمعينى ارجوكى نا اسف انا...
-انت حقيييير وخااااين... انت اكبرركداب وده من زمان اووووى.... من زمان يعاصم بس نا كنت مغفله وبستمر ف حبك... ف كل مره بحس بخيانتك كنت تنفيها زى عادتك لحد ما وصل بيك انك تعمل فيا كده.... أنا السبب الرئيسي مش انت... أنا إلى انخدعت فيك اكبر من الازم
-انتى فاهمه غلط والله انا عملت كده عشان
-عشان ايييه... انطققق عشان اييييه.... مش لاقى كلام صح.. لان مفيش كلام يبرر عملتك والى شوفته.... ياريتك نهيتها صح... نا حتى بنت خالك
-خلينا نتكلم، انتى متعرفيش حاجه
-نااا معرفككش...
عيطت بحزن قالت بصوت ضعيف- نا كنت مخدوعه فيك... كنت شيفاك اكتر رجل مثالى... ف الدنيا... دى،.. كلهاااا... لى طاوعت نفسك تعمل فيا كده... نا مكنتش بثق غير فيك... ثقتى كلها شيلتها من رجاله وحطتها فيك أنت وبببس
كان الناس ابتدت تتفرج من الزعيق
عاصم-ممكن نتكلم لما نروح.. اهدى
اتدخلت ريتاج قالت- معاها حق مفيش حاجه تتقال، خلاص يا عاصم واضح انها عرفت كل حاجه زده لصالحك
قال عاصم بغضب-اسكتتتى
قالت ريتاج-مش ساكته بظل المرمطه خليها تعرف اننا بنحب بعض وأنها عائق ف حياتنا
عاصم بغضب- بقولك استكككى، اخرسي خااالص
بصتلهم اسير قالت-سيبهولك، اشبعى بيه نا مباخدش حاجه مستعمله
مشيت مسكها عاصم قال- اسيير
زقته جامد ف صدره ومشيت فورا من قدامهم راح وراها مسكت ريتاج فيه
-رايح فين
زقها قال-ابعععدى، دى اسييير... سمعتيننى
مشي فورا وبصتله ريتاج من الى قاله، كان البواب واقف ورا الحيطه بيلطم -يامصيبتى، البيه هيطردنى.. اخر يوم ليك ياعوضين
بتنزل وهى بتبكى وعاصم وراها
-اسيير... استنى
مبتردش عليه وتاخد تاكسي فورا قالت
-امشي لو سمحت
طلع بيها نظر لها عاصم خد عربيه مركونه وطانةمعاه مفتاحها الى هى يعتبر عربيته الى خدها يوم فرحه عشان يجى هنا
طلع بيها وراها فورا
فى البيت كانت عبير قاعده مع شيخ قالت
-اتفضل الميا عقبال ما ادم ينزل
مشية عبير تطلع لادم تانى لقته نازل قال
-نعم
-المأذون هنا...
نظر لها قالت- هتطلق زى ما انت عايز.. أنا لقيت عاصم خرج قولت نخلص كل حاجه
-تمم
نزل قالت عبير- بس اسير مش هنا
-امال راحت فين
-خرجت فجأه ورا عاصم ولما ندتلها مرديتش
-يعنى متعرفيش هى فين
-مش مشكله ممكن تنسى انت وتكمل اجرائات وهى تمضى لما تيجى
سكت قليلا بس نزل بمعنى انه هيعمل كده
راحت عبير وراه
حاول عاصم يرن عليه بس لقاها بتقفل ف وشه، بص ع العربيه الى ركباها وهو وراها
وصلت اسير على البيت نزلت فورا وقف عاصم وراها قال-اسير
دخلت منغير ما ترد وجريت على جوه
كان عاصم قاعد مع المأذون الى قال
-أمضى هنا
بيمسك القلم بس رن تليفونه قام
-لحظه
اتفتح الباب جامدد عبير-اسيركويس انك جيتى
نظر إليها بيجى عاصم من وراها نظر ادم اليهما
ادم- اسير مالك؟!
راحتله لادم قالت
-خلينا نكمل جوازنا
نظر إليها قربته منه مسكت وشه وباسته من شفايفه نظر لها بشده واتسعت اعينهم جميعا من ما فعلته
↚
ادم-اسير مالك
راحتله وقفت عنده قالت-خلينا نكمل جوازنا
قربته منها فى لحظه وبتمسك وشه وباسته من شفايفه نظر لها بشده واتسعت اعينهم جميعا
انتفض الشيخ وحط العمامه على وشه، بيقف عاصم ف صدمه وهو شايف حبيبته واخوه فى الوضع ده
بعدت اسير عنه ونظرت فى اعين آدم الى كان مش شايف غيرها ولسا شفايفها معلمه عليه وساكن من صدمته فيها
عاصم-اى الى بيحصل
مبتدلوش اهتمام ولفيت قالت
-شكرا يا عاصم على هديه عيد ميلادى
نظر لها بشده قلعت الحاتم الى ف ايدها ورمته على الارض قالت
-كانت هديه مثاليه تستحق التقدير
قال عاصم بصوت مرتفع- اى الى عملتييييه دهههه
-اشك انك تعرف وبتخبى، انت صنفك مخادععع... بس هقولك انى حرم آدم، الى واقفه جنبه ده يبقى جوزى
قالت عبير- اسييير، حصل اييييه، متفهمينا
قال الشيخ- طب استأذن انا من المشاكل العائليه دى
عبير-استنى يا سيخ والطلاق
قال ادم- نا مش هطلق
نظرو إليه بشده وبصتله اسير بصلها هو كمان ومسك بايدها قال
-اسير هتفضل على ذمتى
مشي بيها فورا نظرت له عبير بصدمه قالت- آدم
بص عاصم ليهم بشده وهو طالع ع شقته واسير معاه وبيقفل الباب عليهم بدون اهتمام لحد
الشيخ- ربنا يهدى الجميع
مشي وقفته عبير قالت-استنى يا سيخ اكيد سوء تفاهم
- سوء تفاهم وجودى هنا فعلا، ده علاقتهم احسن منى انا ومراتى... الحب باين عليهم قوى، يلا مع دوام الحياه مبينهم انشاءالله..... السلام عليكم
مشي وبتكون عبير واقفه بتوتر بتبص فوق على شقة ادم رجعت لجوه وشافت عاصم الى كان واقف زى الصنم من الى حصل
عاصم- اتجوزو امتى وازاى
عبير-يوم الفرح لما مشيت
-آدم اتجوز اسير
-كتب كتاب بس
-والى حصل ده من كتب الكتاب ولا زواج فعلى
-انا معرفش الى حصل ده ازاى واسير عملت كده لى... نا مش فاهمه حاجه
-انا إلى مش قادر افهم ازاى يتجوزو اصلااا... اخويا اتجوز خطيبتى
-اسير بنتى، مكنتش هسيب الناس تنقلها لبعض با عاصم
-روحتى جوزتهاله
-مكنش قدامى حلل، انت مشوفتهاش كانت عامله ازاى... نا كنت حاسه ان هيغم عليها، آدم اتصرف وانقلها وقتها بحكم انها اخته
- اخته؟!!! هو ف اخوات بيبوسو بعض كدهههه
قالها بغضب سكتت عبير
عاصم - ادممم يماماااا، انتى عملتى غباوه كبيره
-الغباوه دى شكلك انت إلى عملها يا عاصم
نظر إليها قالت عبير- اسير رجعت كده لى وعينها مليانه عياط، فعلها ده كان سببه اى... واثقه إن مفيش سبب غيرك
-نا معملتش حاجه، انتو الى عملتو.. أنا مين وفين ف الى بيحصل... ده حتى طلعو ولا كانى موجود.... كأنهم زوجين بجججد
-متفهمنى حصل اى لكل دههه
-معرفششش يماما معررررفش
-متعرفش ازاااى، نا هعرف منها بنفففسي
مشي وسابته افتكر الى عملته اسير قدامه ومع اخوه إلى مضايقش بل كان مصدوم من فعلتها ومخكش رد فعلها.... ماذا يفعلون فوق
لما بتدخل معاه الشقه بيدق قلبها جامد لفها وخلاها تبصله قال
-اى الى انتى عملتيه ده
كان وشها محمد ومكسوفه قالت
-نا معملتش حاجه غلط انت جوزى
-جوزك؟!!! احنا المفروض طلاقنا كان يتم النهارده ودلوقتى
-بس نا مش عايزه اطلق
-مش بكيفك،دى حاجه ترجعلى نا
سكتت نظرت له قالت- نت عايز تطلقني يا ادم
ياريته قادر ينفى، قالت اسير
-خلينى معاك، متطلقنيش ارجوك
نظر لها قربت منه قالت- عشان خاطرى، على الاقل شهرين وطلقنى زى ما انت عايز
-المفروض أوافقك على كلامك ده
-يا ادم نا... اعتبرني زوجتك وهعملك كل حاجه بس نفذلى طلبى ده
-انتى عارفه بتقولى اييي
-عارفه ولما قولت تحت انى عايزه اكمل جوزانا ده مش كدب... دى الحقيقه انك جوزى على سنه الله ورسوله
-انتى كدابه
نظرت له قرب منها قال-قولتى كده عشان غرض والى عملتيه كان لغرض... عاصم وبس
سكتت من عبنه الى بتواجهها
اسير بارتباك- لا نا...
-لا؟!! تمم خلينى اتأكد
-تتأكد من اى
-انك بتقولى الحقيقه وبتعتبرينى جوزك فعلا، خلينى اشوف هنا زى تحت ولا الوضع هيختلف
-نا مش فاهمه حاجه
-بوستينى قدامهم، عملتى كده بكامل ارادتك... ونا هعملك الى انتى عايزاه يزوجتى، هنكمل ونشوف هتبادلينى قد اى
-ادم
رجعت لورا سحبها من وسطها وحط ايده وراه رقبتها ودفن وشه فيها بيبوسها
اتسعت اعين اسير بصدمه ودق قلبها جامد حطت ايدها على كتفه الصلب
كان مغمض عينه بعشق وبيبوسها ليتعمق فيها اكتر دمعت عين اسير وحاولت تزقه بعيد عنها
-ادم
فاق وسابها لما شاف دموعها نازله على خدها، بعد عنها بضع خطوات ونظر الى ما فعله غصب عنها لدرجة انه بكاها
ادم- عرفتى انك كدابه
مرديتش بحزن كان مش عايز يبص ف عينها فقلبه يقتله من دموعها وعدم مبادلتها ليه جرحته
-امشي من وشي
-لى عملت كده
-بقولك امشي
-ادم...
مشي هو بضيق مسكت ايده قالت
-رد عليا
-عايزه اى، نا كنت بثبتلك الحقيقه الى بتحاول توهمينى بيها
-انت عارف الحقيقه كويس فملهوش داعى الى عملتتتته..... ايوه انا عملت كده عشانه
نظر لها من الى قالته وحس بحرقه ف قلبه قال
-عشانه؟!
- حسيتنى برد شيء من كرامتى
-ع حسابى
-انا اسفه يا ادم، نا مكنش قصدى ازعلك منى انا كل الى كنت عايزاه اشفى غليلى... احطلى كبرياء ولو شويه
نزلت دموعها قالت- نا كنت عايزه اعرفه انى متكسرتش، بس انا كدابه.. لانه فعلا كسرنى.. كسرنى جامد اوى
نظر لها من بكائها قال- انتى كنتى فين
مرديتش بصلها بفضول شديد قال- حصل اى
ضغطت على شفايفها بحزن عشان متعيطش قالت
-خانى
نظر لها من جرحها وطيت رأسها قالت- شوفتهم سوا، شوفتهم وعرفت حقيقه انى مغفله... مكنتش هواجس، كانت حقيقه...
-حقيقة اى
-حقيقة هروبه من الفرح
-هروبه؟!!!
-اه هرب، هرب وراحلها عشان ميتجوزنيش... كان قاعد معاها ونا... نا كنت بعتنى لوحدى ومن الناس ومن قلبى
جمع قبضته بغضب وهو شايفها كده والى عمله اخوه فيها
اسير- ضحك عليا زى عادته... ونا زى الهبله بصدقه، لحد ما شوفتها ف حضنه... رايحلها الشقه والبواب عارفه ولا كأنهم متجوزين
استشاط ادم غضبا وعينه احمرت ومشي من قدامها نظرت له قالت
-ادم
خرج من الشقه مسكت ايده قالت- رايح فين
-رايحله
-لا يا ادم ارجوك
فلت ايدها ونزل بغضب قال- عااااااصم
كان عاصم قاعد مع عبير الى بتتكلم معاه
-هتفضل ساكت كتير
-عيزانى اقول اى
لسا هتتكلم قاطعهم صوت ادم بصو
-عااااصم
فتح الباب جامد وقفت عبير ونظرت له من غضبه قالت بقلق
-ف اى يا ادم
قال عاصم- نزلت، قولت القعده مطوله
ادم- اى الى انت عملته ده
عاصم -عملت اى
ادم- عملت اى؟!! امممم
قرب ادم منه قالت عبير- ادم اهدى وفهمتى ف اى
قال عبير- خليكى برا الموضوع يا امى، أنا ليا كلمتين لعاصم... ولازم يسمعهم كويس اوى
نمر عاصم إليه وقف ادم قدامه قال
-من اللحظه دى تنسي ان كان ف حاجه بينك وبين اسير.... لو كانت مشاعرها من طرف واحد فأنا عايز مشاعرك انت ثابته.... الاخوه وببببس
عاصم- عايز تقول اى يا ادم
-عايز اقولك انى موافقك والحب مش عيب بس العييييب يا اخويااا انك تخون.. وانت اتعديت جميع انواع الخيانه يعاصم... جرحتها وهينتها ومعملتش حساب لحد.... ولا حتى ان البنت دى بنت خالك
-اسير قالتلك اى
-قالتلى ع كل حاجه
-بس... الحقيقه مش دى
-اعتقد بعد الى شافته مفيش حقيقه تانيه
عبير- شافت اى
بص ادن لأمه ولعاصم قال- عاصم مش مكسور ولا عمل حادثه زى ما قالنا.... عاصم مشي من الفرح بارادته وراح لحبيبته الى خان اسير معاها طبعا
-انا مخونتهاش
-يارااااااجل، امال وجودك ف شقه لوحدك وكدبك ده كله اييييه... انك تحب ف واحطه وانت اصلا خاطب والمفروض هتتتجوز ده اييييه
قالها بغضب وقال بانفعال-طب اعترف وقول الى عملته ما كل بقا مكشوف
عاصم-انا بتزعقلى انا يا ادم
-اه ازعقلللللك لما تعمل ف اسييييير كده وتجرحها بالطريقه دى يبقا ازعقلك وزاعقلك..... لولا انك اخويا كان زمانى خدت حقها صح بس انا مش عارف... مش عارف لانك عاصم
عبير- انت عملت كده بجد يعاصم
مردش قال ادم-اتكلم ساكت لى
قال عاصم- اه عملت كده بس انا مهريبتش من الفرح بارادتى... أنا... أنا عملت كده عشان امنع كارثه كانت هتحصل
ادم-احب اسمع الكارثه
F
كان عاصم واقف مع صحابى بيهزورو معاه
-ايوه يعااااام اتجوزت الاول فينا اهووو
-ابقا قولنا الجواز حلو ولا رعب زى ما بيقولو
عاصم-ولاااا اخرس انت وهو
-طب المفروض نتحرك امتى
عاصم- المفروض بعد ربع ساعه بس نروح بدرى بما اننا خلصنا عشان اسير متعملش خوار
-هى مسيطره ولا اى
عاصم- يعم هنكد عليك
ضحكو ابتسم رن تليفونه رفعه ولما شاف الرقم اتبدلت ملامحه
-المدام ولا اى
مرديش عاصم وقفل التليفون خالص بيجى واحد من صحابى ويهمسله
-عاصم... ريتاج معايا ع التليفون
نظر إليه بشده قال- رنت عليا كتير وف مصيبه ومصره تكلمك
-قولها مش موجود
- قولتلها بس صوتها يخوف، رد عليها مصره انت بس
خد التليفون بتوتر وراح رد بعيد قال
-اى يا ريتاج
-مبروك يا عريس
-الله يبارك فيكى
-هتتجوز ونسيت حبنا... نسيت كل حاجه يعاصم ورايح تتجوزها بعد اما قولتلى انك مغصوب عليها دلوقتى بتخليها مراتك بدل خطيبتك
تنهد بضيق قال- يا ريتاج غصب عنى
-كان بايدك توقف كل ده وتفضها واكون انا مكانها
-عارفه انى مقدرش اعمل كده ف اسير
-بس تقدر تعملها فيا، نا حبيبتك يعاصم الر محدش قدر يوقعنى بكلمه بس انت قدرت وبرغم حبى الى ادتهولك ومرعيتش انك خاطب وعدتني انك هتسيبها... رايح تتجوزها وفكرنى مش هعرف
-ريتاج انا...
-انت بتحبها ونا هريحك منى، هربحك منى للأبد يعاصم
وقف لحظه من كلامها قال- عايزه اى يا ريتاج
-كنت بتصلي اطمنك وابارلك.... أنا بكلمك بعد اما نفذت تهديد ليك
-بتقولى اى
-قولتلك لو اتجوزت همو.ت نفسي
-انتى اتجنننتى صح... قولى انك بتكدبى
-تعالى اتأكد بنفسي بس هكون م،ت يا عاصم... ابقى عيش مرتاح مع مراتك، وافتكر الى عملته فيا... لان حتى مو.تى مش هيعدى بالساهل.... انت السبب الرئيسي
لف بسرعه وقفه صاحبه قال- اى مش هنمشي
زقه ومشي نظرو إليه باستغراب لقوه بياخد عربيته ويمشي
-عاصم
-رايح فين ده
بيسوق بسرعه قصوى قال-الوو... ريتاج انتى فين
-حاجه تخصك
-ردى علياااا انتى فين
-ف نفس البرج الى كان أول ديت لينا فيه
ساق بسرعه لقاها قفلت ف وشه رمى التليفون بضيق قال
-يامجننننونههه
وصل على العماره وطلع فورا اول ما وصل الشقه دخل ولقاها واقعه على الارض جري عليها قال
-ريتاج
شاف بقها منزل د.م وعلبة دوا فاضيه جنبها، اتصدم واترعب من المشهد حاول يفوقها بس بيشوف ورقه ع السرير فتحها وبيتصدم لما يلاقيها كاتبه بخط ايدها
-انا عملت كده بسببك يعاصم، خيانتك وجرحك ليا وصلونى للانتحار
ضاقت ملامحه انها كتبتها عشان ترمى تهمة قت،ل عليه
شالها بسرعه ونزل بيها
البواب- ريتاج هانم... يالهوي يابيه عملتلها اي
عاصم-اخرررس
ركب عربيته بيها وراح على أقرب مستشفى
حركت عينها بصعوبه قالت- قولتلك مش هخليك تتهنى بيها
نظر لها مسكت ايده قالت- شوفت انك خايف عليا ازاى
-لى عملتى كده
-عشان اشوف شكلك ده... واخرب فرحك
ارتحت على كتفه قال-ريتاج فوقى عشااانى
وصل واسعفها بسرعه على مستشفى
وقف برا الاوضه والممرضات بتبص عليه والبدله الى لابسها
بيجى الليل وهو لسا قاعد فى مكانه وهو المستشفى وكل شويه يبص ف الساعه المتعلقه ف الحيطه وافتكر فرحه الى سابه وراه
دكتوى-لو عايز تدخل تشوفها
-فاقت
-اه
دخل عاصم شافها نايمه على السرير راحلها ولما شافها كويسه خد نفس عميق قال
-اى الى انتى عملتيه ده
-خايف عليا ولا من بابا
نظر لها مسكت ايده بضعف قالت- كنت بتحسبنى بهزر
-انتى مجنونه، ازاى... ازاى توصل بيكى للانتحار
-فاكر لما قولت انى مجنونه.. نا فعلا اقدر اعمل اى حاجه عقلك ميتخيلهاش... وان حد ياخد حاجه بتاعتى ده مسمحش بيه
مرديش من زهوله فيها ومدى خوفه منها
ريتاج- انا حبيتك
عاصم-ونا كمان
-انت محبتنيش انت حبيتها هي
قعد جنبها قال- انا فهمتك قولتلك انك جيتى ف وقت غلط
-خليه صح عشانى، لو عايزنى اعمل اى حاجه... اثبتلى انك بتحبنى
-ازاى
-خليك جنبى
حضنته نظر لها قالت- اياك تمشي وتسيبنى، سيبها هى وخلينا نتجوز
رن تليفونه وشاف رقم اسير بصيت ريتاج حضنته جامد قالت
-بتحبنى انا صح
سكت عاصم بس بادلها العناق وحط تليفونه جنبا بغير اهتمام وقال
-مش هسيبك
ابتسمت هى ف حضنه بامتلاك وصورة اسير إلى ف ذهن عاصم وهى مستنياه ف عقله، اتلاشت وفكر ف ريتاج دونا عنها
B
قال عاصم-عارف انى غلطت بس انا معرفتش اعمل اى لان كنت هتحط ف مصيبه ونا عارف ريتاج كويس مبتهددش واي حاجه ممكن تعملها
-منين عارف ريتاج
سكت باستغراب قال ادم - حكيت الى حصل معاك بس محكيتش الى قبل كده... منين تعرفها ومنين تهددك، منين تعقد معاها يومين لوحدكو... ومنين بتروحلها الشقه وعارف مكانها
مرديش عاصم من أسألة اخوه فكيف نسي ان ادم ذكي
ادم- منين تكلمك كده اصلا وتهددك وخوفك عليها.... كل المعلومات دى تأكد انك كنت ع علاقه بيها وانت خاطب يا عاصم... يعنى خاين وده تأكيد لكلام اسير والى شافته
عبير-صحيح الكلام ده يا عاصم، انطق تعرف البنت دى مين
عاصم بضيق- اه اعرفها وكويس اوى وكان عندنا مشاعر لبعض بس ده كان غصب عندى.. انجذبتلها بسبب شغلى
ادم- واسير
-نا بحب اسير ب..
ادم بحده - اياااك تقول انك بتحبها
سكت عاصم قال ادم- انت عمرك محبيتها، ونا وانت عارفين الكلام ده كويس
عاصم- ادم، خليك بعيد عن الموضوع ده
ادم- مش بكيففففك، لما يكون لاسير علاقه بالموضوع يبقى الموضوع يخصني
لاحظ عاصم اهتمام اخوه الشديد بيها قال
-عايز تعادينى عشانها
-بس انا كده معديتكش يعاصم، أنا مش طايق عملتك بس وبرغم كده انت لسا أخويا الى انى مص هحطلك مبرر واحد على الى عملته... انت متعرفش انت سبتتلها ايه... متعرفش اسير حاسه بايه بسببك... مش فاهم ازاى تفضل الغريب عنها... على الاقل قدر رباط الدم
قال عاصم بانفعال-ريتاج دى تبقى بنت سفير يعنى لو كان حصلها حاجه
ادم بصراخ غاضب- انشاءالله تكون بنت رئيس الدووووووله ميفرقش معايا غير اسير
خافت عبير من غضب ادم الجمهور
شاور ادم بغضب قال- لا انت ولا غيرك ليه حق يكسرها او بس يجرحها بكلمممه وااااحده
بص عاصم لاخوه، قال أدم- ولا اى حد، ولحد هنا وكفااايه اوى.... كنت عايز تهرب ونا هخلصك من الى انت فيه... أنا بقولك اهو وبعرفك ان انت واسير علاقتكم انتهت.... مفيش اى حاجه لا دلوقتى ولا قبل كده... كانت علاقه غلط وهى اكتشفت ده بردو
قال عاصم-وده كلام اسير ولا كلامك انت
ادم- تحب تسالها... ولا انت معترض على كلامى، نا نهيتلك العلاقه... دلوقتى تقدر تروحلها وتتجوزها زى ما انت عايز، واسير فهى بنت خالك الى بقيت مراتى
-مراتك؟!
-صفحتها اتقفلت يعاصم... حياتك مفتوحه بعيد عنها
سكت وكأنه استريح بالى حصل وان كل حاجه انتهت فعلا زى ما كان عايز
لف ادم ومشي شاف اسير واقفه عند الباب عينها مليانه دموع، سمعت كل حاجه وعرفت انها مكنتش حاجه من البدايه للنهايه بل كانت تخان دائما
قرب ادم منها مسح دموعها قال
-حقك عليا انا
-انا...
داخت ووقعت مغمى عليها مسكها ادم فورا وجريت عليها عبير بقلق
-اسير... مالك، ردى عليا
عاصم-اسير
قرب منها بقلق قال-اسير فوقى...
كان هيمسكها قربها ادم منه وابعدها عنهم
نظرو له شالها قال- هطلعها شقتنا فوق تستريح
طلع بيها بصلهم عاصم باستغراب-فوق؟!
بص لعبير قال- شقتنا؟!! ده من امتى الكلام ده
بصتله عبير ومرديتش عليه ومشيت قال عاصم
-لى عاصم ممنعش اسير تقابله يماما
وقفت قال عاصم- نا حسيتهم زوجين قدامى فعلا ولولا انى عايش هنا كنت اتوهمت بقصة حب مزيفه... بس السؤال هنا فعل اسير وردة فعل ادم
-ماله فعل اخوك
-سلبى!
-بس مش سلبى قدك يعاصم
قالتها بانتقاد قالت- وع العموم نا هكلم اسير بس لما تفوق من الى هي فيه
دخلها الاوضه حطها على السرير براحه شاف دموع لسا بتنزل من عينها قال
-اسير
مرديتش قعد جنبها قال- كفايه
-نا مخذوله اوى
قرب ادم منها كانت بتنشج بعياط
حطت ايدها عند قلبها بوجع قالت
-قالت انهم بيحبو بعض، سمعته وهو بيقولها انه مش عارف ينهى علاقتنا ازاى... أنا العائق ف حياتهم.. أنا الغلطه الى عاصم مش عارف ينهيها فهرب من جوازه... هرب.... ودلوقتى ظهرت الحقيقه ومصدق
-انتى لسا عايزاه
-صعبان عليا نفسي
مسكها ادم قال-انتى غاليه اوى، هو الخسران مش انتى
-هو مكنش شايفنى حبيبته اصلا، هو حبها هي
-يبقى انسيه لانها مبتقفش ع حد
نزلت دموعها رفع وشها ولما شافها قلبه اتفتت من عيونها، حضنته اسير نظر لها بكت فى حضنه، نبض قلبه جامد ورفع ايده ضمها ليه
ادم- ممكن تهدى، مفيش حد هنا... نا وانتى بس... خدى راحتك بس متعيطيش، العياط ده بيضايقنى انا
-قلبى بيوجعنى
-انتى مش ضعيفه... انتى أقوى من كده
سكتت ربت على راسها قال -عارف ان عاصم مش ازمه بالنسبالك... بلاش تحسسيني انى غلط
مرديتش ربت عليها بحنان وهو بس بيقول حاجه واحده... ده فعلا الى كان عايزه
ديما كان يتمنى فراقهم وولابد، يتمنى انهم يرجعو اخوات وصحاب بس والآن عاصم لا يحب اسير من البدايه... بل كانت هى من تحبه... انها تعانى مثله الان... لكن صدقينى يا اسير، وجعى هو مثال لاضعاف اوجعاك
قدام الورشه كان واقف فؤاد باستغراب قال
-روح بدرى ليه النهارده
شاف القهوه مفتوحه راحلها قال- بقولك يا عمى، تعرف الورشه قفلت امتى
-المستشار هنا
بص لصوت ابتسم قال-مزمانزيل شاديه
دخل بابتسامه وسلم عليها بحراره قال
-شكلها مبسوطه النهارده
-ابدا دنا متعكنن عليا بس الأشكال الى بنشوفها
-حد ضايقك ولا اى... قوليلى اجيبه من قفاه
-تسلملى يغالى، قولى كنت بتسالهم ع اى
-ادم، هيكون مين
-دنا الى كنت هسالك عليه... متعرفش مفتحش النهارده لى
-هو مفتحش؟!
-اه، ولا حتى الصبح وقفل.. فكنت هسالك بما انك صحبه متعرفش حاجه
-هو ادم بيعرف حد عن حياته الشخصيه... حتى غريب اليومين دول بسبب حبه المجهول فبخدش عليه
-ربنا يهديه ويناوله الى ف باله... عارف يا فؤاد ادم نقصه اى
-عقل
-العقل ده تروح تاخده منه، ده ادم مفيش ف دماغه اتنين
-تسلمى يا ست شاديه خلينا ف ادم ناقصه اى
-الحب
-بقولك الحب هو الى جابله الكافيه
-لانه منالهوش فعليا، هو وقع فيه... لو ناله ادم هيستريح اوى
-لو بقى وده مستحيل
-مستحيل لى يفقرى
-انتى متعرفيش حاجه يطنط شاديه والله
-طنط اى يبغل انت
-منا لسا قايل مزمازيل،المهم يا انسه شاديه
-ايوه كده، كما ياحبيبى
-ادم وحبيبته السريه ميجتمعوش سوا لأنهم زى الزيت والميا
-طب نعمل اى ونجمعهم
-لا بلاش، نا مش عايز اخسر صحبى الى حيلتى
-انا بقول نساعده
-ما ف دى مفيهاش مساعده... بقولك محرص يعنى مش معرفنى اصلا
-وانت عرفتها منين
-لانه اخويا قبل ما يكون صحبى وكاشفه من زمان
سكتت شاديه ريح فؤاد ضهره قال
-قصه ماساويه
-معاك حق يا فؤاد يابنى
-ابنك؟!
ابتسمت قالت- نا مبعتبرش غيركو ولادى.. مكان عمر الله يرحمه
-الله يرحمه بس بلاش ولادى ده، دنا حتى معجب
رزعته ف كتفه بضحك قالت- بس يا ولا
-تيجى نلعب كوتشينه
بيكون ادم قاعد لوحده، جت صورة اسير وهى بتبوسه قدام الكل، مسك دماغه وافتكر لما باسها هو كمان لانها الى اشعلته نحوها
تنهد بعمق قام دخل المطبخ افتكر انه مكنش من الصبح ولا حتى هي
فتح التلاجه ومش مصدق انه ممكن يطبخ فعلا لانه مش كويس ف الاكل اوى زى اخوه
كانت اسير قاعده ف الاوضه لوحدها مبتتكلمش من ساعه ما سبها ادم تهدى مع نفسها
خبط عليها نظرت للباب
ادم-اسير
-ادخل يل ادم
-عملت اكل، اخرجى عشان تاكلي
سكتت ومرديتش مشي ادم وكان متردد تقبل دعوته وتتقرف من اكله
خرجت نظر لها قربت وقعدت معاه وكلت، حس انها بقت افضل من الصبح
كل وهى فضلت بصاله شويه
ادم- مبتاكليش لى... كلى عشان عايز اتكلم معاكى
-تكلم معايا ف اى
ساب الاكل وبصلها قال
-طلاقنا
نظرت له له اسير
ادم- بكره هننزل عند مكتب المأذون، مش هعرف اجيبه تانى بعد الى حصل.. هنروح نا وانتى نخلص الاوراق...
-ادم
قاطعته عن كلامه قالت- انت عايز تطلقني؟!
اللعنه على سؤالها الى اجابته مستحيل ومستحيل يقولها
ادم- انتى عارفه انى نا وانتى جوازنا كان بسبب إلى حصل وكنا متفقين ع ده وقتها
-واتفقنا نطلق بعد ٣شهور
استغرب من الى قالته
اسير- خلينا نكملهم
-مش فاهم ده ليه؟!
-مش عايزه نطلق، عايزه اكون معاك
لوهله قلبه نبض من كلامها
اسير- خوفت عليا من كلامهم يومها، مفكرتش دلوقتى لو اتطلقنا هيتكلمو عليا بل هيضيفو ادم بل عاصم
-انتى عايزه اسيبك ع زمتى لتلت شهور عشان كلام الناس؟!
قالها لوجع من الحقيقه بصلها قال- ولا عشان عاصم
-ادم الموضوع مش كده انا...
-قولى الحقيقه يا اسير، كلامك الحقيقة هو انك عايزه تستغلينى عشان...
-متكملش يا ادم ارجوك، نا مستحيل اعمل كده... أنا بس... مش هعرف اعقد تحت تانى، مش عايزه ومش هعرف... نا هنا مستريحه اكتر بعيد عن عاصم وعمتو
-ماما مستحيل تضايقك
-عارفه ان عمتو بتحبنى بس ايا كان هى بتحب عاصم اكتر ولو حصل بينى وبينه شد ممكن تقفله بس هتضايق منى بعدين زى منا عارفه انها مستنيه تشوفنى حاليا
-اسير
-نا مش هجبرك يا ادم، عارفه انك مش عايز ده ونا مليش أن اطلب منك كده... أنا بس كنت عايزه اكون معاك لانك بستريحله اكتر من اى حد هنا
سكت ادم من قولها رن الجرس قام وسابها منغير ما يديها رد
فتح الباب لقى عبير قالت
- اسير فين
-ف اى
-هشوفها اطمن عليها وعيزاها ف كلمتين
مسكها قال- ماما بعد اذنك اسير مش قادره تتكلم دلوقتى.نظرت له عبير قالت- انا استنيت لحد ما تكون قادره تتكلم
-القدره عندك سهله اوى كده،،. عارفه هرىفيها وقدمها قد اى عشان تكون قادره تفتح الموضوع تانى فبلاش تضايقيها بكلامك.. قوليلى ف اى
-ف اى؟! انت بجد بتسأل بعد الى عملته قدامنا
-عملت اى، نا مش شايف انها عملت حاجه غلط
بصتله بشده قالت- انت بتقول اى يا ادم
-بقول ان مراتى مغلطتش، مش اول واحده تبوس جوزها يعنى
كانت اسير واقفه عند الباب وسمعت الى قاله واتكسفت جدا
عبير- جوزها؟! ازاى بتقول كده يا ادم.. اسير اختك و..
-مراتى يا امى... أنا واسير هنكمل جوازنا، هى مكدبتش...دى حقيقه بلغتكم بيها
-ادم متتهورش الى بتعمله غلط
-غلط من حيث اى؟!
-نا عارف الى ف قلبك كويس والى مخليك أعمى
-انا بحبها
انصدمت اسير من الى سمعته
ادم- مش عايز اطلقها
-وهي... هي اى رأيها من كلامك ده، عايزها تستغلك انا مسمحش بده
اسير- نا عايزه ادم يعمتو
نظرو لها وقفت جنبه قالت- نا مبستغلوش، نا مراته ودى الحقيقه... نا مش عايزه اطلق من ادم، عايزه اكمل
سكتت عبير ونظرت لادم قالت
-واضح انكم اتفقتو ع كل حاجه.. ونا مش هدخل دى حياتكم وانتم حرين
قربت من ادم قالت- اعرف ان قرارك يا هيفرحك اوى يا هيوجعك اوى
بصيت عبير لاسير قالت-حقك عليا يا اسير.. أنا.. طلعت انتقدتك بس برضو طالعه اعتذرلك ع عاصم
مرظيتش اسير قالت عبير- والله مكنت اعرف حاحه عن الى بيعمله... أنا إلى اعرفه انكم بتحبوا بعض وهتتجوز
ادم -مامااا
سكتت لما أدركت انها اتكلمت قدامه
ادم-معدتش ليه داعى الكلام ده
-نا بس بعرفها
اسير- عارفه يعمتو امك مستحيل تعملى حاجه تأذيني او تزعلني
مرديتش عبير وهى بصالها قالت- تصبحو ع خير
نزلت وسابتهم بيمشي ادم بتمسك اسير ايده قالت
-لى قولت كده... كنا لسا بنتناقش بس انت قولت لعمتو...
-انا قولتلها كده وخلاص عشان مكسفكيش بس ده مش قرارى يا اسير
-هتفكر
-نا موافق بس بشرط
-شرط اى... نا معنديش مانع لاى حاجه تحطها
-مش هطلق
نظرت له وقف قدامها قال- هتفضلى مراتى، مفيش مده لان مفيش طلاق... لو حصلت مشاكل أو مكنتيش سعيده معايا وقتها وقبل ال٣شهور حتى هطلقك فورا...متقلقيش مش هنكون زوجين واقعين الا لو كنتى راضيه بده فعليا
-تقصد أن مفيش تواصل جسدى
اوما ايجابا قال- هنعيش مع يعض زى العادى بتعنا، كل واحد فينا يحترم التانى ويقدره.. سواء انة او انتى
سكتت وهى بتفكر ف كلامه
ادم-موافقه ولا لسا عند ال٣شهور
ابتسمت قالت-لا، نا موافقه ع شرطك
مدت ايدها قالت- اتفقنا يا ادم
نظر لها والى يدها مد ايده وشعر بلمسها الرقيق قال
-اتفقنا
فى الليل دخل ادم اوضته نظرت له اسير كانت بتنام السرير قالت
-هتنام
-اه
لقته بياخد اللحاف بتاعه ومخده قالت-انت رايح فين
-هنام ف الاوضه الى جنبك
-خليك يا ادم ف اوضتك مش كل اما اكون موجوده هنا يتنام ع الكنبه او ف اوضه تانيه... نا هخرج لو هسببلك ازعاج
-انا إلى سايبك هنا بمزاجى يا اسير، عشان تعرفى تنامى برحتك
-خليك نا هنام ف الاوضه التانيه
مسك ايدها قال- اتفقنا تسمعى الكلام... خلاص قولتلك مش هيضايقنى ف حاجه لو خرجتى من هنا أنا الى هضايق
سكتت سابها وخرج راح ع الاوضه الى جنبها بيفتكر كلامهم نام على السرير وحط دراعه على عينه بيكون عارف انها مش هتنام الليله دى وهتفضل تبكى او تسهر على حزنها عشان كده سابها لوحدها تفرغ طاقتها
افتكر جملة امه "القرار ده يا هيفرحك اوى يا زعلك او يا ادم وافتكر كلامى كويس"
-حكمتك يارب بالى حصل..لو برارى غلط خلينى انهيه لو هيوجعنى اكتر فوقنى.. كفايه وجعى الحقيقى
فى الصباح على الفطار كانت عبير قاعده بصمت
عاصم بص لفوق قال- هما مش هينزلو يفطرو
عبير- معرفش.. ثم انت بتسأل لى
-عادى اصل من ساعة ما طالعو ونا مشفتوهمش
-انت عايزاى يعنى.. غايزهن يتلز بعقدو معاك ولا اى... ادم بيحاول يبعد اسير عن اى حاجه تضايقها وانت عارف الحاجه دى انت
-ماما..
-انت بارد يعاصم، كانك معملتش حاجه وبتتصرف بطبيعه
-عملت ايييه، عشان مشاعرى اتحركت ناحية بنت
-مشاعر؟! امال مشاعرك ناحية اسير دى كانت اى
-انا مخدعتهاش يماما انا بحب اسير و...
عبير بحده-اباك اقول بحبها، انت قولت بكلامك انك حبيت غيرها واسير اختك وبس... اختك ومرات اخوك
-مرات اخويا، ده من امتى ده... يعنى وجوظهم فوق من امبارح ده عادى
-اه عادى وعلاقتكم غلطه وانتهت..هى دلوقتى مرات ادم، وانت ليك حريه تخطب من الى عايزاها
-واسير عايزه ادم
-انت شوفت ردها امبارح بنفسك
-ازاى، اسير وادم؟!!!
-زى الناس اول مره تشوف اتنين متجوزين.. خلاص يا عاصم.. خلصنا
سكت عاصم من رد امه قام ودخل اوضته كان تليفونه بيرن بتواصل ومبيسكتش بص لقاها ريتاج قفل
كان ادم صاحى واسير مخرجتش من اوضتها عرف انها لسا نايمه، لبس وقف عند الباب قال
-اسير
مرديتش عليه كان هيدخل بس رجع وخد بعضه ومشي، نزل قابلته عبير قالت
-مش هتفطر يا ادم
-لا
مشي استغربت منه قالت-ف اى
بعدها خرج عاصم هو كمان قالت-رايح فين
-الشغل
-شغل؟! ولا رايحلها
مرديش عاصم قال- هقولك لو رايحلها معدش ف حاجه مستخبيه
خد بعضه وخرج هو كمان بيبص شاف ادم ف اخر الشارع عرف أنه رايح شغله،بص لشقته فوق واتخيل اسير رن تليفونه رد
-الو يا عماد
-انت فين، اجازتك خلصت يا عاصم.. تعالىىعشان المدير بيسأل عليك مينفعش تاجز النهارده كمان
-جاي
قفل معاه خد عربيته ومشي
فتح ادم الورشه يشوف شغله فى نفس اللحظه كانت نازله فاتن لسا نازله لما شافته عدلت لبسها قالت
-صباح الخير
نظر لها لاحظ وجودها مردش
فاتن- كنت قافل امبارح ليه
-عايزه حاجه
-نا كنت بطمن بس
نظر لها تنهدت بضيق قالت- اشوفك بعدين
مشيت وسابته وهو مكنش ناقصها
بتصحى اسير ال كانت شبه نايمه بصيت للساعه الى عدت العصر قامت وراحت أوضة ادم لقتها مفتوحه دخلت ملقتهوش
-ادم
راحت عند الحمام مكنش جوه معقول يكون مشي
نزلت تحت شافت عبير قالت- ادم هنا
-راح الشغل، واقفه برا لى ادخلى مفيش حد.. عاصم خرج هو كمان
دخلت أسير قالت- نزل بدرى
-ايوه حتى ملحقش يفطر
-مفطرش؟!
قالتها بصوت واطى وافتكرت انها كانت نايمه
مشيت وقفتها عبير قالت-اسير، انتى وآدم امبارح اتفقتو ع اى
-زى مقولتلك يا عمتو، نا وآدم هنكمل جوازنا.. أنا مش عايزه اطلق ولا هو
-انتى مش عايزه؟!!.. يعنى عايزه ادم يكونلك زوج
سكتت اسير قربت منها عبير قالت- انا معنديش اى اعتراض ليكى ية اسير الا حاجه واحده... اياكى تزعلى ادم او تجرحيه باي شكل
-قصدك اى ياعمتو
-بالى عملتيه امبارح وجوازك من ادم بعد اما كنتى المفروض تكونى مرات عاصم
-عايزه تقولى اى
-انك هتكونى فى خلق مشاكل بين اخوات.. اتمنى اكون غلطانه اتمنى متخلقيش فرق بعد بينهم لانك عارف ادم وعاصم بيحبو بعض ازاى
-قصدك أنى هخرب علاقتهم ببعض لمجرد انى مرات ادم
-مش هكدب عليكى انا مش مقتنعه بفكرة انك وادم اتجوزتو... انتة ملكيش دعوه العقده ف علاقتك بعالم قبل كده الى كلنا عارفينها بل العيله كلها عارفه
-ونا وعاصم اتتهينا
-قروحتى لادم ف نفس اليوم
نظرت لها اسير من قول عمتها
قال عبير- انا مقصدش كده يا اسير انا بس..
اسير- كلامك وصل يعمتو
طلعت ع فوق اتنهدت عبير بضيق من نفسها
دخلت أسير وقبل ما تنزل دموعها مسحتها، راحت قعدت بس مقدرتش وعيطت
-كله بسببك... بسببك عملت كده
نزلت دموعها بحزن بس بتقع الكوبايه بتمسكها علطول قبل ما تتكسر وتتفجأ انا كانت على الحرف كأن حد حاططها مخصوص
بتبص وتلاقى فلوس استغربت بس عرفت انه ادم، حطهلها هنا عشان تشوفهم ولو عازت حاجه تجيب
: وصل عاصم على مقر شغله، دخل اول ما شافوه زملائه اتفجأو
-عاصم
-انت جيت اخيرا
مبصش ليهم ولا حتى رد كان صحابه قايمين يسلمو عليه اتجاهلهم
كان العامل بيحط القهوه قال - عاصم بيه حمدالله ع السلامه
مردش ودخل علطول على مكتب مكتوب عليه النائب العام
نظرو لبعضهم باستغراب قال- ف كارثه بدام دخل لرئيس
-ربنا معاه ده لو خرج سليم
دخل عاصم عند راجل قاعد على كرسي بيشرب سيجاره عملاقه
عاصم- طلبتني
-قولت هتاجز تانى محنا الشغل ده نسيناه... امال لو كنت اتجوزت
عاصم- مسمعتش الكلمتين دول لما خدت اجازه زياده او ذكرت ان كنت اتجوزت او لا.. ولا عشان الاجازه اطلبت من جهات عليا
-انا معرفش ازاى مساعد سفير يطلبلك اجازه زياده.. أنا قولت عملت مصيبه
-اطمن مفيش مصيبه ولا حاجه، أنا جيت الشغل وسليم قدامك... اقدر ابدا شغل عشان مخدش جزيه
لف ويمشي قال النائب- انت لسا بتكلم ريتاج
وقف عاصم بتنهيده لف قال- بكلمها ازاى
-كلنا عارفين ان فتره تدريبها انت إلى كنت ماسكها وكان ف استلطاف بينكو واضح اوى..هل ده سبب عدم حضورك ف فرحك
-مفيش علاقه كان حصلى ظروف خلتنى امشي مش اكتر
-وف فرحك امتى تانى، اعوضك عدم حضوري يومها
مردش عاصم قال - انا ورايا شغل، حضرتك عايز حاجه
-اه، ريتاج اتصلت بيا... بتسأل عليك
-سألت ف اى؟!
-ان كنت رجعت الشغل ونا قولتلها انك هتنزل لان اجازتك خلصت والشغل مش ماشي منغيرك.، انت ليك تاثير كبير هنا فاتمنى متخافيش كده تانى
-حاضر، عن اذنك
خرج وسابه شافهم متجمعين كأنو بيتصنتو عشان يعرفو بيتكلموا ف اى
-اطردت ولا لسا
نظر اليه قالت زميلته- هو يقصد الشغل تمام ولا ف حاجه
قال عاصم- اطمنو لسا مكانى ثابت
مشي ضربه صاحبه قال- حد يقول كده
-نا بهزر، هو قافش لى
قالت بنت-جدعااان انتو ملحظتوش حاااجه
-اى
-مفيش دبله فايده، شكله مفركش
-اكيد مكنوش هيكملو، معروفه انه سابها يوم فرح ومفيش بنت تكمل مع حد مش عايزها... واضحه اوى
- هو كان مجبور عليها
- شكله كده
خرج النائب طلعو جريو فورا نظر لهم بحنق قال
-مش عايزه كلام كتير، الكلام ده ف الشارع
سكتو بحرج دخل ورزع الباب بيبصو على مكتب عاصم
قعد بيبص على التليفون الخاص بمكتبه لقاه مكالمات
تنهد وسند راسه بارهاق قال- مالك.. مش نتيجة أفعالك.. حاسس بالذنب لى
افتكر دموع اسير وصدمتها فلقد رأتهم سويا رأته يعانقها اضايق قال
-مكنتش قاصد... مكنتش قاصد نبقى هنا.. غباء انى انهيها كده.. كنت ناوى حجه متوجعكيش بس باين ان ربنا فضحنى قدامك عشان تكرهيني ومتفكريش فيا تانى
سند راسه افتكر اخوه وقبلتهم سويا تنهد بضيق
حتى كلامه وغضبه عليه الشديد طان ادم شديد الحده بسبب حزن اسير بس ميعرفش ما نوع غضبه بالتحديد... خصوصا وهو بيعرفه انها مراته وكل حاجه غلط انتهت.. يقصد الغلط بيه هو
-هعرف الحقيقه يادم.. حقيقتكم
كان قاعد ف الورشه مهلك كان جعان اتنهد وسند بضهره
-هندسسه
بص لقاه عامر قال-ف اى
-ف حد بيسال عليك
نظر واتفجا لما لقا اسير وحس أنه بيحلم لانها مبتجيش هنا خالص
قام من مكانه ودخلت اسير بتردد قال عامر
-كانت ماشيه ف الشارع زى الغريبه بتسال عليك.. لقتها ودلتها ع الورشه
بصلها قال-تسلم يعامر
-عن اذنكم
مشي وسابهم بصلها شويه قال-بتعملى اى هما
-صحيت ملقتكش وعمتو قالتلى انك نزلت بدرى
-اه
[-ومفطرتش
-مكنتش جعان
-وفطرت ولا لسا
سكت لانه مبيحبش يكدب قال- مشغول
بصيت حواليها للورشة اضايق لانها جتله فمكان شغله وشافته بتلك الحاله، هل تنظر إلى قيمته البسيطه وليس كمكتب عاصم
قالت اسير- اخر مره كان عندى ١٠ سنين لما جيت مع عمو راشد الورشه عشان اخد حاجة عمته واروح البيت ساعتها انت روحت معايا وشيلتها بدالى
-كانت تقيله عليكى
-انت دايما بتشوفنى ضعيفه حتى كنت من معارض شغلى
- بشوف ان التعب ميلقش عليكى
نظرت له اسير من الى قاله
قال ادم بتغير الموضوع - اعقدى
سحبلها كرسي نضيف غير متسخ قعدت قالت
-بقالى كتير مجتش هنا لدرجت انى بحسب الورشه ف اول الشارع واتفجات لما لقيت محل مقفول بس عمو قالى انه محل عم شحاته قبل ما يتوفى
-المفجاه ليا اكبر بوجودك هنا
ابتسمت قالت-اه عارفه، حسيت بكده من تعبيراتك
بصلها شويه وسكتو، قال ادم- امم مقولتيش سبب مجيتك هنا بردو
فاقت واتكسفت قالت- اه
فتحت شنطتها لقاها بتخرج بوكس نظر لها باستغراب مدت ايدها خده وفتحه واتفجأ
قالت اسير-عملتلك سندوتشات جبنه رومى سايحه من الى بتحبها
نظر لها قالت - عارفه انك مش هتاكل ع بليل لما تفضى فقولت اجبلك الاكل انا
-جيتى عشان تديهولى
-ا..اه اكيد مش هبعت حد بيه
-عملتيهم عشانى
اومات له قالت- مش عجبينك، عايز تاكل حاجه تانيه
ابتسم من اسألتها، استغربت قالت- بتضحك ع اى
-لما شوفتك قولت ف مصيبه تجيبك هنا وكان شكلك كانك معيطه
اتبدلت ملامحها بس ماظهرتش بيمد ايده وقفته قالت
-استنى
سحب ايده من ايدها نظرت له قال- متمسكنيش، ايدى متوسخه
نظرت له من الى قاله قالت- عشان كده وقفتك
خرجت ازازه وبليت ايده وخرجت مناديل مبلله ورجعت مسكت ايده ومسحتها نظر لها ادم قالت
-اتمنى الاكل يعجبك
رفع عينها شفت سواد على رقبتها مسحته بالمنديل قشعر بدن ادم من فعلتها
مسكت وجهه قالت- فحم ع وشك.. انت بتدخل جوه العربيه نفسها
مرديش عليها بتمسك وجهه وهى بتقرب منه وسايبلها نفسه بتبص لشفايفه وتفتكر قبلتها ليه وقبلته لها
رفعت عينه واتقابلت بعينه الصقريه فنبض قلبها
كانت فاتن لسا راجعه ومعاها فرايد تشكين وبيبسي ومبتسمه بتبص ع ورشة أدم وان مفيش حد وبتروح بتلاقيه قاعد جوه بس بتقف بصدمه لما تلاقيه مع واحده وقريبين من بعض
اتوترت اسير منه قالت- ادم
لمس ادم وشها قال-كملى...
-خلاص مبقاش ف حاجه انا...
-انتى أى
مرديتش قرب منها بتبص فاتن بشده وكانهم هيبوسو بعض امتلت عينها بغضب ومشيت
قال ادم- متعمليش كده تانى، ممكن أضعف المره الجايه
اتوترت بعمت بس مسكها قال-
-ومفطرتش
-مكنتش جعان
-وفطرت ولا لسا
سكت لانه مبيحبش يكدب قال- مشغول
بصيت حواليها للورشة اضايق لانها جتله فمكان شغله وشافته بتلك الحاله، هل تنظر إلى قيمته البسيطه وليس كمكتب عاصم
قالت اسير- اخر مره كان عندى ١٠ سنين لما جيت مع عمو راشد الورشه عشان اخد حاجة عمته واروح البيت ساعتها انت روحت معايا وشيلتها بدالى
-كانت تقيله عليكى
-انت دايما بتشوفنى ضعيفه حتى كنت من معارض شغلى
- بشوف ان التعب ميلقش عليكى
نظرت له اسير من الى قاله
قال ادم بتغير الموضوع - اعقدى
سحبلها كرسي نضيف غير متسخ قعدت قالت
-بقالى كتير مجتش هنا لدرجت انى بحسب الورشه ف اول الشارع واتفجات لما لقيت محل مقفول بس عمو قالى انه محل عم شحاته قبل ما يتوفى
-المفجاه ليا اكبر بوجودك هنا
ابتسمت قالت-اه عارفه، حسيت بكده من تعبيراتك
بصلها شويه وسكتو، قال ادم- امم مقولتيش سبب مجيتك هنا بردو
فاقت واتكسفت قالت- اه
فتحت شنطتها لقاها بتخرج بوكس نظر لها باستغراب مدت ايدها خده وفتحه واتفجأ
قالت اسير-عملتلك سندوتشات جبنه رومى سايحه من الى بتحبها
نظر لها قالت - عارفه انك مش هتاكل ع بليل لما تفضى فقولت اجبلك الاكل انا
-جيتى عشان تديهولى
-ا..اه اكيد مش هبعت حد بيه
-عملتيهم عشانى
اومات له قالت- مش عجبينك، عايز تاكل حاجه تانيه
ابتسم من اسألتها، استغربت قالت- بتضحك ع اى
-لما شوفتك قولت ف مصيبه تجيبك هنا وكان شكلك كانك معيطه
اتبدلت ملامحها بس ماظهرتش بيمد ايده وقفته قالت
-استنى
سحب ايده من ايدها نظرت له قال- متمسكنيش، ايدى متوسخه
نظرت له من الى قاله قالت- عشان كده وقفتك
خرجت ازازه وبليت ايده وخرجت مناديل مبلله ورجعت مسكت ايده ومسحتها نظر لها ادم قالت
-اتمنى الاكل يعجبك
رفع عينها شفت سواد على رقبتها مسحته بالمنديل قشعر بدن ادم من فعلتها
مسكت وجهه قالت- فحم ع وشك.. انت بتدخل جوه العربيه نفسها
مرديش عليها بتمسك وجهه وهى بتقرب منه وسايبلها نفسه بتبص لشفايفه وتفتكر قبلتها ليه وقبلته لها
رفعت عينه واتقابلت بعينه الصقريه فنبض قلبها
كانت فاتن راجعه ومعاها تشيكن وبيبسي ساقع بتبص للورشه ادم وان مفيش دخلت عنده وهى بتعدل هدومها
بتدخل بابتسامه بس وقفت لما لقته واتصدمت لما شافت اسير معاه كانو قريبين من بعض
لمس ادم وشها قال- كملى
اتوترت منه قالت- معدتش ف حاجه تانى خلاص
قرب منها وانفاسهم بتتبادل وكانهم هيبوسو
غضبت فاتن وامتلت بالشر ومشيت فورا من هناك
بعدت اسير بس مسكها نظرت له قالت
-ادم
-تعبتى ادم معاكى، قوليل. يا اسير نظرتك ليا اى
نظرت له ضغط على رقبتها وقربها منه قال-شيفانى راجل ولا لا
-نا مش فاهمه قصدك
-هفهمك
قلبها وبقا فوقها و..
↚
قرب ادم من اسير وانفاسهم بتتبادل وكانهم هيبوسو
غضبت فاتن لما شافتهم ف وضعهم ده وامتلت عينها بالشر ومشيت فورا من هناك
بعدت اسير بس مسكها نظرت له قالت
-ادم.. ابعد
زنقها اكتر نظرت له بشده، قال -متعمليش كده تانى، المره الجايه هضعف
نظرت له من جملته سابها بعدت عنه وعدلت هدومها ووشها احمر قالت
-انا اسفه، نا بس
-خلاص
كان حاسس بضيق ان قلبه هيفضحه من قربها
خد الانش بوكس وكل نظرت له قعدت مكانها لقته وقف لحظه ورجع كمل اكل تانى كانت بتحسبه معجبهوش بس متعرف انه بيستوعب نبضه الى بيدق كأنه بياكل صنع من ايد حبيته لقد اعددته له بنفسها، ليه هو بس
كان الاكل بيدخل ف قلبه قبل معدته لاحظت اسير انه عاجبه ابتسمت قالت
-بيبقى شكلك لطيف عكس تعاملك مع الناس
-ممكن لأن اهل بيتى ليهم معامله خاصه
-تعرف، بتعجبنى شخصيتك
-ف اى
-ا...
حط سندوتش ف بقها نظرت له قال-كلى معايا واتكلمى
-ف حد يحط الاكل ف بوق حد كده
-اه
- انا بسحب جملتى، انت غشيم ومبتعرفش تتعامل مع بنت
نظر لها باستغراب قال- كل ده عشان بقولك كلى
-يبنادم هتتجوز ازاى وانت معندكش اى رومانسيه او بتعرف تتعامل برقه مع أنثى
-هتجوز ازاى؟! امال انتى أى
اتوترت قالت -اقصد لما تحب، تتجوزها عن حب
-ممكن احبك انتى
نظرت له بشده من الى قاله فهل يعي ما يقوله
قال ادم بتغير الموضع- عرفينى اتعامل ازاى، عشان لما اتجوز عليكى عن طريق الحبب... تعرف هى كمان تحبني
-تتجوز عليا، ومين قالك انى هكون لسا مراتك بقا
-محدش يعرف بكره ف اى
ضاقت تعبيراتها قالت- مش هيحصل
اوما لها ومتكلمش برغم استفزاها، سمع صوت من برا ساب الاكل قال
-كملى وانا جايلك
خرج بصت للراجل الى بيتكلم معاه هل يوجد مشكله معاه مشي الرجل ورجع ادم قالت
-مش هتاكل
-تسلم ايدك انا شبعت
مسك ايدها وباسها نظرت له قال- شكرا
اتكسفت كثيرا مشي وهى بصتله رايح عند سياره قالت
-مين ده
-زبون بيسأل عن عربيته عشان عنده مشوار
-النفروض يصبر لحد المعاد الى هتسلمهوله
-النهارده معاده بس بيستعبط وجايلى بدرى ع اساس يستعجلنى قولته قدامى ساعتين يعنى معاده مظبوط
-وراح قعد فين
-ميخصنيش المهم ان محدش يشغل دماغه عليا
قلع التيشرت وبقى عا.ري الصدر نظرت واتكسفت، رفع العربيه تعجبت من قوته، شغل جهاز ونزل اسفلها، انحنت اسير ونظرت إليه قالت
-انت مبتخفش وانت تحتها كده
-الجهاز ده بيعمل اى
-ولو الخوف من الحوا.دث كتير، مبفولش عليك.. بعد الش..ر
-لو هتخافى مش هتعملى حاجه، هتفضلى طول عمرك خايفه
سكتت مد ايده قال- ناوليني المفتاح قامت تدور جابتهمله كلهم خد الى عايزه ورجع يشوف شغله قام وفتح المقود، قعدت وهى شايفاه نظرت الى جسمه العرقان وعضلاته البارزه بشده بل رأت تفاصيل جسده،عاصم عنده عضلات ايضا بس بسبب الجيم الى كان بيروحه اما ادم فجسده نتج من مشقه حقيقيه.. تعب عمله القا.سي ويداه الخشنه المليئه بالجر.وح وتبرز منها عروق
كم يبدو مثيرا هكذا نظر إليها اتوترت وبصيت الناحيه التانيه
خلص ادم والقى بادواته وراح غسل وشه قال- مش ناويه تقوليلى سبب مجيتك هنا الحقيقى
نظرت له من الى قاله قالت- مجيتى هنا ازاى قولتلك عشان مشيت منغير اكل
-اسير
-نعم
-ف حد زعلك ف البيت
سكتت افتكرت كلام عبير قالت- لا، أنا بس اتخنقت من وجودى هناك
-عارف انك جايه معيطه.. كان باين ع عينك
سكتت شويه ازاى بيقدر يعرف الى فيها
قالت- ع..عمتو.. قالت انى..انى هعمل مشاكل بينك انت وعاصم
نظر إليها ساب الى ف ايده
قالت اسير- قالت انى بس بغلط وبستغل محبتك بس جوازنا انا وافقت بيه بسبب إلى حصل كأخد حق.. انى كنت مجروحه وروحتلك بداله عشان أسد حجم النقص الى سببهولى عاصم
غضب ادم قال- ماما قالتلك كده
مسكت نفسها قالت- عارفه انها مكنتش تقصد حاجه بس انا كنت عايزه اقولها ان دى مش حقيقه، هى الى ربيتنى وبنقول عليا كده امال الغريب يقول اى.. انا.. انا مستحيل اكون بفكر كده.. أنا مكملتش جوازنا عشا عاصم يا ادم زى ما انت فاكر
-خلاص
-لو حاسس بكده وكبريائك مجرو.ح وخايف تكسفنى فأنا بقولك خلينا نبعد نا معنديش مانع..
مسكها وقال- خلاااااص
سكتت بص ف عينها المدمعه قال
- انا واثق فيكى، قولتلك علاقتنا هتكون مبنيه ع الثقه والاحترام.. اعتقد اى كد تانى ملناش دعون بيه... لينا دعوه بينا بس.. اى حاجه تخصنا احنا تبقى بينا
اومات له مسكت ايده قالت - بس انت مقولتش ده امبارح
- يبقى حطتيه ف القايمه
ابتسمت باظلها ابتسامه خفيفه اتكسفت قالت
-ادم
-اممم
-ادمم.. البس التيشرت بتاعك يلا، بلاش حد يدخل ويشوفنا كده فيهم غلط
بعدت عنه تنهد منها لبس التيشرت
اسير- نا هروح عشان معطلكش
خدت شنطتها وبتخرج دخلت واحده قالت
-مين الضيفه دى الى عندك ومقولتليش عليها
بتبص لاسير الى قالت- طنط شاديه
-اسير، مش تقول
حضنتها بحراره قالت- اى الجمال ده كله
ادم- عرفتى منين انها هنا
-من عامر طبعا.... اى يا اسير مبتخرجيش ولا تعدى ترمى السلام حتى
اسير- نا جيت عشان اسلم ع ادم ومروحه
شاديه- تروحى اى، طب نشرب حاجه سوا الاول
-انا...
-ما تقول حاجه يا ادم دى شكلها هتعترض ونسيت مين شاديه
ادم-روحى يا اسير
اسير- وانت
نظر لها كأنها عايزاها يجى معاها وده كان جواه حاجه كبيره، قال
-هسلم الشغل وجاي
سكتت بصيت عبير ليهم خدت اسير قالت
-يلا يابت موحشتكيش ولا اى
-ولا والله ياطنط مقصدش
ابتسم ادم بيخرج شاف فاتن الى واقفه ف البلكونه لما شافها مهتمش وكلم الراجل قال
-العربيه خلصت، تقدر تاخدها
قفل واتجاهلها تمام كأنها ذبابه تحلق فوق راسه
كانت عبير قاعده مع شاديه ف القهوه حطتلها قهوه قالت
-دى كوبايه نضيفه دى، عشان انتى مش اى حد
قالت اسير- شكرا... القهوه شكلها اتغير
-اه، تجديدات كده وكده بس لسا فيها طراز المرحوم
-الله يرحمه
جه ادم بعد اما خلص شغله بصتله اسير كأنها كانت مستنياه
قالت شاديه- اهو جه اشربي بقا
خد الكوبايه منها قال- هخد نا القهوه دى
اسير- دى بتاعتى
ادم- وقولتلك من وانتى ف ثانوى القهوه غلط... هجبلك عصير
بصيت شاديه ليهم ولعينهم الاتنين بل لادم بالتحديد
سكتت اسير بتافف، قالت شاديه
-ها يا ولاد مفيش حاجه جايه كده
نظرو إليها من مقالته، بصتلهم شاديه من نظراتهم قالت
- ف اى، اقصد تنزلو سفريه ترفهو عن نفسكم
قالت اسير- اه لسا لما الاجازه تيجى عشان نطلع كلنا
جه العصير معرفتش تفتحه خده ادم فتحولها نظرت عبير إليه حطلها الشالموه منغير حتى متطلب واداها وكأنه لو كان بوده يشربها هو
ابتسمت شاديه وهى تنظر إليه والى أسير وهى برفقته
قامت أسير بعد متعه من الوقت قالت
-انا هرجع البيت عشان مقولتش لعمتو أتى خارجه
مشيت وقفها ادم لما خرج وراها قال- عايز اسالك سؤال
-اتفضل؟!
-انا لو مكلتش بكره بردو هتيجى تاكليني انتى
سكتت من سؤاله العجيب وكأن طفلا يسأل عن دلال امه
رفع حاجبيه من صمتها اومات له بابتسامه قالت
-اه
-هتعملى انتى الاكل
-متتاخرش
-خلى بالك من نفسك
سكتت اومات له وذهبت ليبتسم وهو يتاملها وهى تغادر كى لا يضايقها احد ف غيابه
شاديه وهى تبحلق به قالت
-مشيت والله خلاص
اتعدل ونظر لها قال- اه منا عارف بس بطمن
-تمام، وانت مروحتش معاها لى
-عندى شغل
-شغل اى منتا قافل الورشه اهو
مرظيش عليها بصلها لوهله قال-تعرفى حد عنده مشتل
-م..مشتل؟! اه تقريبا على الطريق ع....
مشي نظرت له قالت-مقولتش عايزه لى
-هبقا اقولك بكره
-تمم ابقاااا طمنننني
كمل سيره وابتسمت عليه فهى اول مره تشوف ادم بتلك الحيويه والسعاده الى باين ف اعينه قبل شفايفه
بترجع اسير البيت وقبل ما تدخل بتقف عربيه عندها نظرت وشافت عاصم من خلف الازاز
شعرت وقتها بقرحه كبيره ف معدتها،مشيت وكأنها مشفتوش نزل قال
-اسير
وقفو قرب منها قال-هتهربى منى كتير
مرديتش عليه بتمشي مسكها قال- اسير، خلينا نقف لحد هنا
-عايز اى
-بصيلى
لم تفعلها فلتت ايده قالت- عايزه اطلع
-لما نتكلمم.. مصيرنا نتكلم
-مفيش حاجه نتكلم فيها... انت نهيت كل حاجه ف ثانييه
-انا مهربتش، انا مشيت غصب عنى.. صدقينى يوم الفرح كان ممكن اتاخد محل جري.مه قت،ل وانا معاكى تانى يوم الصباحيه... كان ممكن متلاقنيش تانى
نظرت له وقف قدامها قال- الى حصل مكنتش متفق عليه.. أنا كنت قادر انهيها منغير الطريقه دييي
فى المشتل بيكون راجل بيشيل شوك من الورد قال
-حضرتك عايزه حالا
ادم-اه
-لحبيبتك
سكت ادم قبل ما يجاوب وقال-لمراتى
كانت ف بنت فى المكان ابتسمت بلطف
ضحك الرجل قال- يبقا عيونى ليك
لفهم بطريقه جميله وعمل باقه ورد ابيض ريحته جميله
قال الرجل-اشمعنا الياسمين
خده منه وشمهم بابتسامه قال-لانها بتحبه
مشي قال الرجل بصوت عالى- ان شاء الله تعجبهم
-يااارب
ابتسم قالت الفتاه- يبختها بيه...يارب اوعدنا
-كل واحد بياخد نصيبه
بيمشي ادم وهو ماسك البوكيه بيكون عايز يردلها أكلها النهارده ووجودها معاه، بل اليوم بأكمله لن ينساه.. يريد كتابته.. يريد تدوين ما حدث
اتخيل شكلها وهى فرحانه بالورد بعد اما كانت زعلانه النهارده.. يريد اسعادها.. حتى لو مكنش سبب فى حزنها هيكون سبب سعادتها
"انا بستريح معاك انت"
مشي وصل بيته دخل وقف لما شاف اسير واقفه مع عاصم، نظر إلى ايدهم المتشابكه وعاصم قريب منها
- انا كنت مغصوب.. مقصدتش كل ده.. اسير... نا مكدبتش عليكى قبل كده وكنت صادق معاكى
اسير- انت السبب ف كل حاجه... انا بسببك بقيت هنا
نظر لهم ادم من ما يقوله وهل تقصده هو شعر بحزن
بعدت اسير عنه قالت-انت كنت صادق فعلا.. انت كنت صادق بعدم حبك والى عملته.. أنا عمرى محطلك مبرر واحد للى عملته فبلاش تحط أعذار فارغه وتبرأ موقفك
-اسير...
-اهتمت بيها، محستش بيا ولا بموقفى سبتني للناس تنقلني هنا وهنا
-والله مكنتش قاصد
-امال لو كنت قاصد كنت عملت اى.... انت كبير كبير وعاقل وواعى افعالك.... قوى انك غلطت.. بس متبقاش بجح وتطلعنى غلطانه وظالمه وانك مغصوب..... نا كنت بتخان دايما وكنت بدعيلك بس حبى ليك
كان ادم يستمع بصمت لكن عينه خانته لما اكتشف الحقيقه الى نسيها
اسير- انت محبتنيش ونا اوعدك هنساك، ليك حياتك يا عاصم حياتك الى انا براها تماما
-اسير...
-كفايه اذيه لحد هنا، كل حاحه وضحة بلاش تشرح
-نا غلطت.. لعادل بغلطه ف حقك يا اسير... ح..حقك عليا
سكتت ونظرت له تنهد بندم قال- متزعليش منى ارجوكى، بلاش الى حصل يأثر على علاقتنا... أنا وانتى عايشين تحت سقف واحد... اننى كنتى صحبتى واختى قبل ما تكون خطيبتى
بعدت ايدها عن ايده قالت- حتى معملتش بالكلام الى بتقوله ده... ادم هو الى عمل مش انت
-علاقتك بادم اتطورت اوى
-اه، اتنين متجوزين بقا
نظر لها فهل تكيده
قال بضيق - اشمعنا معرفتونيش بجوازكم غير دلوقتى الا لو هدفك مش انا
مرديتش قال علصم بغضب-كنتى مخبيه زيهم وفكرانى مش هعرف ومهتمتيش لغضبه طول الوقت ده وانتى معاكى ودلوقتى تقوليلى جوزك
سكت لما أدركت الى قاله
اسير- كنت تعرف؟! تعرف اننا اتجوزنا مش كده
اضايق من نفسه، افتكرت اسير ازاى لما ايده اتجرح.ت منعها تطلع تشوفه
قالت اسير- انت أخبث مما توقعت
قال عاصم- نا سمعت كلامهم، سمعت ادم وماما بس عملت نفسي معرفش
-لى... عشان تكمل وتثبت انى خطبتك بس... ونا زى الغبيه خايفه تعرف فتتجر.ح.. حتى ادم كان خايف تتجر.ح منه
علصم- لو بتعملو بسببى فانهو المسرحيه السخيفه دة... مش لايقه عليكوا
-انت السخيف هنا يعاصم محدش غيرك
مشيت وقفها عاصم قال- مخلصناش كلامنا يا اسير
- عايز اى... قولتلك كل الى عندى
- متزعليش منى
نظرت لها قال - مش عايز اشوفك كده بسببى
- تشوغنى كده، نا حالتى مسيره للشفقه لدرجادى
مردش بس قالت - متقلقش يا عاصم...هنكون اتنين عاديين ومفيش اى خلاف.. لان ببساطه مش ناويه تكون علاقتى بيك قويه
-قصدك أنك شايله منى
-انت انتهيت... من امبارح وانت انتهيت فهشيل منك لى.... بينى. وبينك القرابه الى بينا وبس
بعدت عنه ومشيت نظر لها عاصم تنهد بضيق ولف لقى ادم نظر له من وجوده ومن امتى وهو هنا
أتقدم ادم منه اتوتر عاصم قليلا ان يكون اخوه سمع كلامه وفهمه غلط
قال عاصم- ازيك يا ادم... رجعت امتى
مرديش بس ربت على كتفه قال- لسا جاي
بص عاصم على الى ف ايده مشي ادم على فوق، اتنهد عاصم بضيق فكان عايز يحسن وضعه بس واضح ان الكل منتقدينه حتى امه الى دايما تدللله
بيطلع ادم وملامحه بهتانه، بيسمع صوت بكى، بيقرب من الاوضه ويعرف انه صوت اسير
بص على الورد الى ف ايده، راح عند الباسكت مهنش عليه يرميه فلقد اشتراه بكل حب واخر مدخراته
رماه جنب الكنبه ومشي بس مهنش عليه يسيبها بتعيط كده، دخل عليها شافها قاعده على السرير بتعيط
قرب ادم منها وقعد جنبها قال-اسير
-مش عارفه اتخطاه
سكت من جملتها
اسير- بمجرد ما كلمنى كان فضلى تكه واعيط... افتكرت كل حاجه، افتكرت أيامنا سوى.. افتكرتها بجرحه ليا
حس ادم بغصه من كلامها قال
-بتحبيه اوى كده
سكتت رفعت وشها وقابلت عين ادم
اسير- مش عارفه..مش عارف يا ادم.. نا مش قادره انساه
عيطت بحرقه قرب منها ومسك ايدها افتكر مسكت عاصم لنفس الايد فحس بنار فقلبه
مسكت اسير ايده قالت-ساعدنى... ساعدنى يا ادم... عايزه اطلعه من قلبى
-لو عايزه ده هتعمليه
نظرت له ميح دمعتها قال- بايدك تعملى كده.. بايدك تنهى كل البكا ده... بس يا اسير لازم تعرفى حاجه
-حاجة اى
-اياكى تنسيه بيا... بلاش تستخدمينى عشان اخويا
سكتت مسك وشها وسند جبهته على جبهتها وقال بهدوء حاد يملأه الانكسار
-متلمسيش كبريائى كراجل عشات لو جيتى عليه هتشوفى ادم تانى...
-ادم
- ارجوكى... لو لسا عاصم ف قلبك وده إلى أن متأكد منه لانك مستحيل تنسيه فخلينا نقف لحد هنا
- انت سمعتنا
مرديش قالت اسير ببكا - والله هو كان بيعتذرلى بس، مفيش حاجه حصلت... ادم انت كمان فكرنى فضلت معاك عشانه...
-اسييير
نظرت له تنهد بحزن جواه قال- اتمنا تكونى فهمتينى
بعد عنها وخرج سابها، راح اوضته وقعد فيها شايل همومه اكتر من همومها، لقد رأي وسمع اكثر من اى شيء، لا يستطيع السماع اكثر من ذلك
فى الفجر منامتش اسير وفضلت صاحيه من الزعل، كانت دموعها نشفت
قاعده لوحدها بس بتسمع صوت خرجت بتسائل ان يكون ادم لسا صاحى ف وقت زى ده
بتلاقى نور خفيف ف اوضته، سمعت صوت تلاوه قران استغربة جدا فمن اين هذا الصوت الجميل
راحت عند النور والصوت وفتحت الباب شويه لقت شيء دخل قلبها قبل عيناها
كان ادم بيصلى وبيتلو بطريقه جميله
لم تتخيل ان هذا ادم، كانو دايما بيظنوه باد بوي وعاصم هو الولد الصالح... مكنش حد يعرفله طريق ولا نوع مشيه بالظبط.. هل ممكن انه مصاحب او متزوج سريا
لكن مكنتش بتقنع بسخريات عاصم فهى واثقه ف تربيه ادم... باين ان عاصم هو الى باد بوى... ادم يصلى امامها
كانت تلاوته جميله وشكله احلى، وقف تستمع ليه وهو بيريحها فليته يقرأ عليها
لا تزال تسك ان هذا ادم، لقته بيسلم لف بس مكنش ف حد عند البال
لم المصليه وخرج بيسرر ميا، بس عل. أوضة اسير
دخل عندها كانت نايمه مسك البطانيه ورفعها عليها وهو بيغطيها كويس
وقف شويه نظر إليها وهو بيتاملها وهى نايمه
مشي وقفل الباب، بتبص اسير للبطانيه وتفتكر تنهيدته وباين عليه الحزن.. الحزن منها
بتصحى بدرى وتسمع صوت الباب عرفت ان ادم مشى.. مشي من غير ما ياكل ولا حتى يشوفها زى كل يوم
خرجت كانت هتنزل تحت تشوفه بس مش عايزه تشوف عاصم
بتفتكر كلام ادم ليها ولمح لطلاقهم تانى
-كلامك كان واضح يا ادم.. نا زودت عليك
دخلت غيرت هدومها وشالت شنطه حطت فيها بعض من لبسها وبتشيلها وتمشي بس بتقف فجأه لما شافت الى ورا الكنبه
راحت خدته وانفجات جدا من الورد ده
-مين جابه ورماه هنا
افتكرت ادم امبارح قالت"مش هتروح معايا"
"هجيب حاجه وجاى"
معقول جابه ليها، فهى تعشق ذلك الورد
قربته من انفها وشمت ريحته الجميله
عاصم فى اوضه لبس بدلته وخارج رن تليفونه رد
-نعم
-بتكمل عليا يا عاصم... بتتجاهلنى عشان مين
-بتتصلى من رقم غريب
-معلش اعذرني منتا لا بترد هنا ولا ف الشركه
-عايزه اى يا ريتاج
-انت ال. مالك لم اى، تفتكروا هتكلمنى تفرحنى عشان خلصت منها والعقده اتحلت... ولا هى لسة معاك زى اللزقة
قال بغضب-ريتاااج... اياكى تجيبى سيرة لسير غلط... مش هعيد عليكى كتير... لو بتشتميها فانتى بتشتمينى
-بنزعقلى يعاصم... أنا تزعقلى
-عن اذنك عشان ورايا شغل
-تمم يعاصم عالعموم كلامنا مخلصش.. وافتك. انك كده بتخسر ريتاج... ده لو تهمك اصلا
-ريتاج
قفلت تنهد بضيق وخرج شاف عبير قالت
-مش هتاكل
-هفطر ف الشغل
-مش ناويه ترجعى تعامليني زى الاول... لى بتكلمينى بجفاف
-مفيش حاجه يعاصم
-انا واسير اتكلمنا
-اتكلمتو ف اى
-حاول افض اى زعل بينا، اعتذرتلها... وهى قالتلى ان علاقة القرابه مش هتتأثر واى حاجه تانيه ع جنب
بتكون عبير عارفه ان اسير قالت كده من ورا احساسها الحقيقى
قال عاصم-انا حاسس انى خسرتها حتى كصاحبه
عبير-شيل الموضوع من دماغك لانك مش هتستفاد حاجه من إعادته... ال حصل حصل خلاص
-ماما
-روح شغلك يلا عشان معطلكش
ربتت عليه ابتسم وباس ايدها قال- مع السلامه يا حبيبتى
مشي وسابها اتنهدت عبير بصيت فوق
-مش ناويه تنزلي ولا اى يا اسير
طلعت على الشقه خلطت محدش رد قالت
-لسير، انزلى اعقدى معايا شويه انا قاعده لوحدى
محدش رد خبطت تانى قالت- اسير، انتى لسا نايمه
مرديتش استغربت قالت- اسير نومها خفيف اكيد زمانها سمعت... معقول مش جوه... امال فبن... خرجت؟!!
بتوصل اسير على بيت قديم واضح ان محدش دخله من زمن
رفعت تليفونها وشافت الصوره لبنت صغيره قدام نفس البيت بس كان أحدث
تنهدت قالت- الزمن كفيل ينسينى مكانك فعلا... مكنتش اعرف انى هلجألك وعيلتى الحقيقه موجوده
دخلت الباب كان مليان تراب لانها مجتش من وهى عندها ست سنين ومتعرفش المكان بس عندها العنوان من عمتها
كحت من التراب والدنيا كانت ضالمه، خرجت لانها بتخاف... ادت الكشاف ورجعت دخلت تانى ودورت على اى كوبس وانت الانوار فظهر المكان
اول ما دخلت شافت مرجحيه متعلقه فى السقف سمعت صوت طفله بتضحك بمرح وابوها بيزقها براحه ويلاعبها
بينما ريحة حساء الدافي الى امها واقفه ف المطبخ تعده وهى تضحك معهم
نزلت دمعه من عينهم،اللعنه.. انها لم تبكى يوما عليهم.. كانت بتحس بالزعل من احساس الفقد بس معيطتش الا وهى صغيره بتسأل عليهم
لانها ببساطه نسيتهم ولولا الصوره الى معاها ليهم من زمان اوى كان زمانها نسيت شكلهم، حتى ملامحهم ف ذاكرتها مش محفوظه.
بس من الصور عارفه شكلها الى قريبه من ابوها زى ما عمتها بتقول
اتنهدت بعمق من الحراره الى ف عينها
-لو كنتو عايشين...
كتمت غصه قويه قالت- لو كنت عايشين مكنش زمانى هنا.. ع الاقل كنت هستمد الطاقه منكم.. كنتو هتكونو الداعم ليا بس.. بس انا وحيده... دى الحقيقه الكامله الل بكتشفها ف كل مره
تنهدت ودخلت اتعدلت سندت ع الحيطه هدومها اتوسخت وكحت من العفره وصدرها وجعها
بصيت حواليها،ازاى هتعقد يوم واحد، حتى لو روقت البيت عايز شهر بحاله تعقد تنضف فيه
كانت هتعيط بس بتمسك دموعها فهى لن تبكى بسبب شيء تافهه.. لعلها تريد البكاء اشتياقا لمنزلها الحقيقى بجانب عمتها
كان ادم قاعد مع شاديه على القهوه قالت
-ساكت ليه يا ادم... قاعد من الصبح مبتتكلمش... نا قولت النهارده هتكون غير
مرديش عليها قالت- ادم، انت كويس
-قوليلى يشاديه
ضحكت قالت-شاديه حاف كده
-انتى حبيتى قبل كده
-حبيت
سرحت بخيالها بحزن قالت- نا عشقت محبتش، والا مكنش ده يكون حالى... بسبب الحب وانك مش قادر تشوف نفسك مع شخص غيره يخليك تعيش وحيد العمر كله وده الى حصلى من بعد موت حامد
بصتله وقالت- كنت انام على صوته واصحى على صوته يمكن معشليش كتير ولا حتى ابنى الى كان معوضنى بس الايام الى عشتها معاه سدت احتياجاتى... نا عايشه على ذكرياتهم وحبى ليه
-بس الحب ده بيوجع
نظرت له قال - ولو كان حبيبك عايش بس مش ليك، شايفه ف ايد غيرك ومش قادر توقف الحريق الى ف قلبك لأنه ببساطه مش حقك
-حب من طرف واحد
-عذاب.. دخلته برجلى ومش عارف اخرج منه
-محاولتش
-المحاوله مفهاش رجا، قلبها لراجل تانى.. ونا مستحيل اخدها منه لانه..
-اخوك
نظر لها حين قالت ذلك اتعمل قال
-اخويا؟!
-بتتكلم عن اسير...
قبل ما يتكلم قاطعته قالت- خليك صريح معايا الكلام ده مبينا يا ادم... عارفه من زمان انك مهجب بيها بس معرفش انك عشقان لدرجه دى
مرديش بس بص للسما قال
-كل ما احس بناحيتها بحاجه.. الوجع بيزيد
-ويفضل يزيد لان وجع الحب ملهوش دوى الا بالحبيب
-معنى كده هفضل اتعذب
-مين قال كده ممكن هى تعالجك بنفسها
ابتسم ساخرا قال- اسير قلبها لعاصم من وهى صغيره،حتى دلوقتى يمكن فى مشاكل وانهم مش هيرجع بس... بس يعالم لانها مش المره الاولى الى يتخانقون ويقولو سابو بعض.. ولو سابو فهى بتفضل تحبه
-القلوب قلابه، يا تحبك لا انت تحب غيرها
-حاولت وفشلت
-يبقا حاول تانى
-معاها، بس اخويا...
-حاول مع نفسك.. وهقولهالك يا ادم النصيب بأيد ربنا لو من نصيبك هتكون ليك غصب عند أقدار الظروف حتى
ربتت على كتفه قالت- كنت عارفه ان ورا الشاب الجامد ده قلب ف ايد واحده مخلياه بيرفض اى بنت تقربله... ده انت حتى الارتباط مجربتوش بسببها كان زمان بنات حصلهم فرصه يكلموك
ابتسم قال- كلام فاضي
-معاك حق، البنات ميجبوش غير وجع الدماغ
نظر إليها لانه انثى ايضا، قالت بتبرير -ف اى يا ولا انا ست مش بنت
ابتسمت وضحكت معاه بتفريغ طاقتهم السلبيه
رجع ادم بليل الساعه ١٢ والكل نايم، طلع على شقته دخل وكان ف هدوء عرف انها نايمه
راح الحمام يغسل وشه بيشوف غسول وش نسائي عرف أنه بتاع اسير
خرج ونشف وشه بيدخل الاوضه يجيب هدومه مبيلاقيش حد
استغرب قال-اسير
مييكنش ف غير صوته، مكنتش ف الشقه
افتكر كلامهم امبارح والى قاله
اضايق انها نزلت تحت فسوف تختلط هكذا باخيه ولا يريد ذلك
نزل تحت وخبط الباب صحيت عبير بنعاس وفتحت قالت
-ادم؟! انت مش معاك المفتاح
-ا..اه نسيت
دخل راح أوضة اسير فتحها ملقهاش استغرب
عبير- ف اى؟!
-اسير فين
-اسير، مهى فوق عندك
-اسير مش فوق
نظرت له باستغراب شديد قالت -ازاى
راح عند أوضة وفتح الباب قالت-رايح فين
راح عند عاصم ورقه قال- عاصم
فتح عينه بخضه شاف اخوه قال- ا..ادم ف اى
-تعرف اسير فين
نظر له باستغراب قال- فين ازاى يعنى.. هى مش عندك
-انا بسألك تعرف فين ولا لا
-لا انا هعرف منين
خرج ادم من عنده قام عاصم قال- هى مش هنا
قالت عبير- ادم، مترد ف اى
ادم-اسير مش ف البيت
استغربوا كثيرا قالت عاصم- ازاى.. مش ف البيت امال فين
ادم-انتو بتسالونى
عبير-انا كلمت الصبح اخبط عليها مرديتش
نظر لها قال- يعنى خرجت
-معرفش انا مشوفتهاش وهى خارجه وكنت بحسبها عايزه تعقد لوحدها فسيبتها
قال عاصم-لو خرجت مقلتلكيش لى ولا ليا
نظر ادم إليه قال عاصم بتعديل- اقصد مقالتش لادم لى
مكنش لسا متعود انها مرات اخوه وكانه هو بس الى كان الفرع الرئيسي ف حياتها
رن ادم عليها لقاها مبتردش اضايق قال- هتكوووون راحت فين لحد دلوقتتتى
قال عاصم- انا هكلم صحابها ممكن تكون عندهم
قال ادم- معاك أرقام صحابها
عاصم-اه، كنت بكلمهم عشان عيد ميلادها كصحاب مش اكتر
مرديش ادم على كلامه وقالت عبير -رن عليهم
اومأ اليها قربت منه بقلق قالت- هترد انشاءالله.. بترد عليا علطول
مشي ادم نظرو اليه قال عاصم-رايح
-مش هعقد هنا لحد معرف هى فين
عاصم-هتعمل اى بعنى لسا معدلش٢٤ ساعه لو بلغت.. ممكن تكون ف حته با ادم
ادم-هدور عليها انا.. مش هرجع الا وهى معايا
مشي زقفه عاصم قال-استنى هاجى معاك
وقبل ما يتحرك رفع ادم صباعه ف وشه قال-اياك.
نظر عاصم إليه قال-نا تهمنى اسير زيك يادم
ادم-لو كانت تهمك فعلا يبقا تبعد عنها، ولو كان اهتمام اخوى مش عايزهه... كفايه الل عملته
عاصم-عملت اييييه
ادم- عملت كللل حاااجه... انت السبب ف كل الى بيحصل ده
عبير وقفت مبينهم قالت-اهدر يا ادم خلينا نعرف هي فين وعاصم يقدر يساعدنا
مردش ادم بص لاخوه ومشي نظرو إليه لانه هيدور عليها فين
لكن عارفين انه لن يهدأ الا واسير امام اعينه وتعرف عبير هذا الأمر جيدا، ادم.. مريض العشق
كانت نايمه على الكنبه بتعب، خلصت الصاله تنضيفا واستريحت اخيرا... مسكت بطنها زمجر تنهدت بضيق من نفسها لان مفيش اكل هنا ومش هتعرف تخرج تجيب اكل
بتشوف الفلوس الى معاها مكنش معاها غير٢٠٠ج، اللعنه ازاى نسيت كيفية التعايش منغير فلوس... حتى فصروها مش هيكفيها للعيش لوحدها..كهربا وماء واكل
اتوجعت تانى حضنت بطنها وغمضت عينها قالت
-بكره.. مش هتموتى لو مكلتيش النهارده... كده كده الوضع مش هيسوء اكتر من كده
بتطفى الانوار فجأه وتتصدم اسير ان الوضع ساء لدرجه بعيده
قامت فورا تجرب تايد النور مرديش
لفت وهى خايفه دورت ع تليفونها وقع ع الارض جابته بسرعه وادت الكشاف
قعدت بخوف بتحضن رجليها بخوف قالت-ي...يارب
مستحيل تنام ف الضالمه دى، اتحجرت الدموع ف عينها... يا ليتها لم تغادر.. عايزه عيلتها
بتسمع صوت... رفعت وشها بخوف وبتتصدم لما تلاقى طيف بيتحرج من ورا ازاز الشباك
افتكرت جمله عاصم الى قالها مره وهما قاعدين سوا" ف فرقة عص.ابات بتشكل خط.ر ع المدنين فى الحى بتاعك يا اسير... اتقدمت بلا.غات كتير للمجلس ولسا البو.ليس بيتحرك"
قامت ورجلها ارتعشت فى بعضها لانها لوحدها... مش بعيد يقتلو.ها لانها معهاش حاجه
سمعت صوت من الباب نظرت بشده لانه بيحاول يفتحه
لقت مزهريه على الطرابيزه مسكتها بخوف وراحت عند الباب وهى بتترعش
بيتفتح واول ما تشوف ظله بتمسك الفازه جامد وتنزل بيها على دماغه بيقع ولسا هتضر.به تانى مسكها فورا ووقعها بتصر.خ وتضر.به ف ايده عشان يسيبها
-اسسير
وقفت فورا لما سمعت صوته بتبص بشده لذلك الشخص
-اهه.اهدى ده انا
كان صوته بالفعل بس صوت مخنو.ق، قرب منها لمس وشها انها لمسته بالفعل
-ادم
بتنزل دموعها قالت- ده انت
مبيردش بيترمى بجسمه عليها فجأه وتنقطع أنفاسه ومبقتش سامعه حاجه، لمسته بس بتحس بحاجه له على ايدها
اشتغلت الانوار فجأه بتبص اسير لايدها المرفوعه وعليها د.م
بتترعب وتبص على هدومها لترى ادم كج.ثه تهمد فوقها ملطخه بدما.ئه
↚
حضنها وهو بيهديها بحنان وصوت ضعيف-اهدى يا اسير، ده انا
-ادم
لمسته قالت- د..ده انت
بتهدأ بس بيترمى بجسمه عليها فجأه وتنقطع أنفاسه ومبقتش سامعه حاجه، لمسته بس بتحس بحاجه له على ايدها
اشتغلت الانوار فجأه بتبص اسير لايدها المرفوعه وعليها د.م
بتترعب وتبص على هدومها لترى ادم كج.ثه تهمد فوقها ملطخه بدما.ئه
جسدها ببتصلب وتهزه -ادم
لم يجيب عليها نزلت دموعها قالت-ادم.. رد علياا، عشان خاطرى... اددم
شافت الد.م الى نازل من على وشه، قطعت كم التيشرت وحطيته ع دماغه فورا وكتمت جرحه، قامت سريعا بخوف سندته وكان تقيل جدا بالنسبالها
جرته لحد الكنبه نتشت تليفونه فتحته بالبصمة ودخلت ع مكالمته شافت اسم فؤاد وكانت عارفه انه صاحبه
رنت عليه بتأخر فى الرد، لقيت مكالمه من عاصم نظرت وطتنت هترد اتفتح الخط مع فؤاد قال
-صاحبى الى نسينى ومش معبرنى، عايز اى يلا.. بتتصل عليا ف وقت زى ده لى.. جالك مزاج للسهر
سكتت اسير من كلامه بس قالت بتلعثم
-انا... أنا اسير
اتفجأ فؤاد جدا واتعدل ف نبرته قال-اسير، هو ادم الى رن ولا انتى
-اد..م.. اد.م بينز.ف
اتصدم قال- مس فاهم، بينز.ف ازاى يعنى
اسير- مش عارفه اعمل. اى.. ابعتلى اى دكتور ارجوك
-ادينى العنوان فورا
قفلت معاه ولعتتله العنوان قعدت جنب ادم ودموعها بتنزل من الخوف قالت
-ازاى.. ازاى عملت فيك كده.. اى إلى جابك يا ادم
خفضت رأسها وبتفتكره وهو بيتالم من الضربه وبرغم كده بيطمنها انه هو ويهدى خوفها انه معاها... بينما يحتضر ويفكر فيها... اللعنه على اهتمامك المريب.. اللعنه على حنانك الى تخطى عقلها
راحت ع المطبخ قلبت الاظراج لعلها تلاقى اى بن
رجعت ايدها خاليه قرب منه ونامت على صدره بخوف سمعت دقات قلبه خفيفه
قامت بخوف سندته بس مقدرتش وشالته على كتفها، راحت عند الباب تسأل ع اقرب مستشفى بس متفضلش قاعده فيمو.ت
مكنش ف اى حد والشارع ضالمه
اسير- ساعدوناااا
لم يجيب احد وهى تحمله على كتفها قالت
-حد هنا
-اسير
كان فؤاد جاي بتاكسي نزل فورا مع راجل بمعداته نظرت إليه جري عليها وشال ادم منها ال. مش قادره تتحرك بيه
قالت اسير- انا كاتمه جر.حه
فؤاد-حصله اى.. مين عمل فيه كده
مرديتش فتحتله البوابه قالت-دخله هنا.. بسرعه
دخل سريعا شاورلته قعده ع الكنبه وجه الدكتور خرج عدت بسرعه نظرت له اسير لقته بيشوف جرحه، خرج ابره وخيط طبى نظرت له بشده
ادا ورقه لفؤاد قال- لقيلى محلول ده حالا ف اى صيدليه فاتحه
مشي فؤاد فورا قال الدكتور- اعقدى عشان هتساعدينى.. مجبتش ممرضه لانة معرفش بوضعه ده
قعدت جنب ادم قالت- هو كويس مش كده
شاف خوفها عليه قال- اهدى هيكون كويس.. ركزى بس
اومات له دخل الابره اتالمت وغمضت عينها شاف دمعه بتنزل من عينها قال
-لو قلبك ضعيف امشي
نفيت له ومسكت ايد قالت- هساعدك، بس يكون كويس
كان بتخاف من الد.م فكيف لو كان الاذى ف ادم.. اتوجعتله وحسيت بالذنب
جه فؤاد بعد اما خلصه قال الدكتور-اتاخرت لى
-عقبال ما لقيته
ثبت الجهاز وعاقله المحلول ف الكانولا قال فؤاد بغضب
-لو عرف مين الى عمل فيه كده
ددتور-باين حد هاجمه
اسير-انا
نظر الطبيب لها بشده وفؤاد استوعب جملتها ولاحظ نظرات الدكتور المريبه
قال فؤاد-ب..بتهزر... المهم شكرا يا دكتور اتفضل معلش جبتك ع غفله
-متقولش كده المهم شوفلى القضيه الى كلمتك فيها
-متقلقش هتبقى من اولوياتى وهيلبسوها
مشيو وحاسبه بيرجع فؤاد لاسير قال
-اى الى حصل لادم
-معرفش انه هو.. كنت بحسبه حرامى
-حرامى، اى الشقه دى اصلا
-دى شقة بابا وماما الله يرحمهم وجيت قعدت فيها
-قعدت فيها ازاى، وآدم وافق
مرديتش قال فؤاد-ادم جالك وانتى بتحسبيه حرامى فعملتيه فيه كده... مبتعرفيش تميزى قدر ما.ت
-والله مكنت شايفه، اكيد مش هسستنى اتعرف عليه ويكون حرامى ويقت،لنى.. نا ملحقتش اشوفه... اكيد مش هعمل فيه كده قصد
سكت فؤاد بضيق قال- متقوليش لحد لنك السبب.. عشان ميحصلكيش حاجه
بصتله قالت-بس انا إلى عملت كده
فؤاد-عارف بس مكنش قصدك فبلاش تحكى نفسك فمشكله
-عايزنى اتخفى زى المجر.مين
-انا بقولك الى ادم كان هيطلبه منك حتى بعد الى عملتيه فيه... هو نفسه دى غايته فمالك حساها غدر لى
سكتت باستغراب قالت-ا،م كان هيطلب منى كده
-اعملى الى بقولك عليه.. مش عايزه يزعقلى بعدين
سكتت قال فؤاد- محدش يعرف طبعا من امه او عاصم
-لا
-نتى رنيتى عليا انا لى صحيح، ظتصلتيش بعاصم لى.. كتن اتصرف اسرع منى، عاصم شاءالله واسطه
-لقيت رقمك ف اول القايمه اتصلت بيك اكيد مش هعقد ادور وهو ف الحاله دى.. ثم انت متاخرتش وانشاءالله ادم هيفوق
-انشاءالله..
رن تليفون فؤاد قال-ربنا يستر
لما رد بتكون كارثه قال-قسم اى، تمام انا جايلك
بصتله اسير قال-انا هروح اشوف حاجه وجاي علطول
مشي فورا بتفضل لوحدها مع ادم
مر الوقت وهى قاعده جنبه ونور الصبح طلع
مسكت ايده بتنهيده بس بتلاقى ايده ساقعه اوى
نظرت له اسير بقلق شديد، حطت ايدها على رقبته لقيت ف جسمه رعشه غريبه
خافت ونظرت له بقلق فتحت تليفونها اتصلت بفؤاد مردش، مكنتش عارفه تعمل اى، فتحت النت لتلك الحاله
"ف طرق علاجيه للطوارئ ودى اسعافات لازم تتعمل، انتقال حراره الإنسان من إنسان لاخر هى وسيله ان كان شخص يحتضر امامه فلازم يسرع وينفذ اى طريقه يجعله حرارته الطبيعيه"
نظرت اسير لادم قعدت جنبه حاولت تفوقه-ادم
حكت ايده ترجعله شويه من حرارتها وهى مش قادره تنفذ الى سمعته
بتشوف حالته وتفتكر انها السبب فيها، غمضت عينها بضيق بعدت عنه
فكت قميصه من عليه وخليته عارى عدى نصفه السفلى
بتقلع التيشرت بتاعها وتجرد نفسها من هدومها وتكون لبسا فقط ملابسها الداخ.ليه
قربت منه غمضت عينها من ضيق الكنبه ع قد مساحتهم،جابت لحاف ورفعتها فوقه لتدخل بجانبه التصقت به وعانقته وهى تضمه إليها لتمنع وجود فجوه بينهم
كانت حاطه ايده عليها الى فيها محلول وشها احمر كأنه سينفجر
نظر إلى وجهه وعضلاته الضخمه ألقت براسها عند عنقه وسمعت صوت قلبها الذى تفاعل على وضعها ذلك
بتفتكر كلمته الجنينه وهووبيطنها انه هو لما دخل عشان عرف انها مرعوبه
لفت زراعيها حوالين عنقه بحنان وهى بتحضنه حقيقى-فوق ارجوك.. متقلقنيش عليك
فى العربيه قال عاصم ف التليفون-برن عليه مبيردش يماما، لا هو ولا اسير
-بقالك ساعتين بتلف يعاصم وموصلتش لحاجه
-مش مشكله المهم اعرف ادم اختفى فين هو كمان.. انتى مش قولتى اتصل بيكى لما مشي علطول
-اه
-قالك اى
-بيسألنى انى مفتاح من مفاتيحه بتاع بيت اخويا
-خالى... مقولتليش لى يماما اكيد راح ع هناك
-قصدك ان قصير ف البيت
-ممكن وده إلى فكر فيه ادم عشان كده سألك
-واتاخر لى، مجبهاش ورجع بيها بدام هى هناك لى..
- اكيد ملقهاش ولسا بيدور
-هروح اشوف، ع الاقل اعرف طريقه هو
-ابقى طمنى يعاصم قلبى قلقان
-حاضر انا ما وصل ليهم هكلمك، هقفل دلوقتى
أنهى مكالمته قعدت عبير بتنهيده من بزوغ الفجر وولادها كلهم برا البيت وهى لوحدها مستنياهم يرجعو سالمين، تكره المكوث لوحدها حتى لما ادم وعاصم مش بيكونو معاها بتكون اسير هى ونسها
-يارب، احميهم ورجعهملى سالمين
وصل عاصم على البيت نزل لقى البوابه مفتوحه، دخل سريعا ولسا بيرن الجرس وقف لما شاف مفاتيح اخوات عند باب الشقه
اتوتر وخاف يكون اخوه مأذى او ف حاجه، فتح الباب بالمفتاح ودخل بهدوء
مكنش ف حاجه مشبوهه بيلاقى نور من اوضه راح عندها وقبل ما يدخل بيقف فجأه وقدماه تصلبت
شاف اسير وادم وهما ف حضن بعض، كان كتف اسيل العارى يوضح ما تحت الغطاء
تصلبت قدماه من الى شايفه وهو حش مصدق ان اخوه ودى اسير إلى مفروض خطيبته... بل كانت
افتكر ادم قال "اسير مراتى افتكر ده كويس"
هل كان قاصد الكلام هل هم زوجان حقيقيين
احمرت عينه بغضب وكأنها خيانه، خيانه ع لا شيء، وضعهم ذلك جعله يحترق
خد بعضه وخرج فورا من هناك، بياخد نفسه بضيق قال
-كنت قلقان ع ولا حاجه... القلق عليك تنت يعاصم.. هما ف اسعد لحظاتك ولا ع بالهم لفك طول الليل
خد عربيته ومشي بضيق منغير ولا كلمه وسابهم ف نعيم حياتهم الزوجيه كما يعتقد هو
عبير قعده مستنيا اى مكالمه من عاصم او ادم بفارغ الصبر، بتسمع صوت الباب خرجت سريعا بتلاقى عاصم قربت منه قالت
-عملت اى، لقيت اخوك.. جهم معاك
مرديش ونظر لها ولقلقها قال- محسسانى ان ادم طفل ممكن يتخطف
نظرت من نبرته دخل بعدم اهتمام وسابها، قال عبير
-ف اى يعاصم
مرديش قالت بغضب-متتكلم عملت اى
-لقيتهم، واتمنى هما كويسين.. كويسين اوى
قالها بسخريه قالت- لقيتهم فين
-قاعدين ف بيت خالو، بيحبو ف بعض..واضح ان الأجواء كانت جميله وادم نسي نفسو هناك، لدرجه انه نسي يطمنا عليها
-يعنى انت شوفتهم
بيضايق مل مل يفتكر قال-اه يماما خلاص قولتلك كويسين
دخل اوضته بضيق مكنش عارف هو مضايق لى بس كأنه اتغدر بيه، ازاى قدرت تتجوز اخوه ف يوم وليله وهى من تلت ايام كانت بتحبه بل تعشقه..، مستحيل تكون نسيته، حبها كان ضعيف للدرجه دى.. بس اسير متتعودش ع حد بسرعه دى لدرجة تعتبره زوج... هل كانو ع علاقه سابقا
مسك دماغه بضيق لما افتكرها وهى بتعرفه انه مبقاش حاجه بالنسبالها وان ادم اهتم بيها ف وقت غدره
افتكر اخوه وهو ماشي وسابهم قلقانين اول ما لقاها نسيهم وقعد معاها كعصافير حب
ابتسم بسخريه من غبائه لانه كان قلقان عليه وهو مش ع باله وغرقان ف الحب... الحب؟! هل يحبان بعضهم
فى البيت كان لسا مسطح ف مكانه، فتح عينه قليلا
بيستوعب انه فاق اخيرا والمساء قرب يحل تانى، بص لسقف الاوضه الغريب
وحوالينه عرف انه ف بيت خاله
-ادم
بص لصوت كانت عند الباب راحتله بسرعه قالت
-الحمدلله انك فوقت
بصلها قليلا دمعت عينها قالت- كنت خايفه عليك اوى...
شاف خوفها بتمسك ايده قالت
-نا اسفه والله مكنتش اقصد، معرفش أن انت.. ا
-ممكن تهدى، أنا كويس قدامك اهو
كان هيقوم خس بألم ف دماغه نظرت له اسير تنهد قال
-هكون كويس متقلقيش
-متأكد
- شوفتك بخير تخلينى بخير العمر كله
نظرت له من ما قاله، قال
-اى الى حصل بعدها
-دكتور جه والحمدلله عدت ع خير، كنت بتواصل معاه عشان لقيتك اتاخرت عقبال ما فوقت فقالت انك هتفوق ع العصر كده
اتعدل منعته قالت-خليك نايم
-نا كويس يا اسير
اتعدل منعته جامد ورزعته مكانه بقوه، نظر لها بشده من عنفها قالت بتوتر
-متتحركش لحد ما تفوق كليا، لو عايز حاجه خلينى اجبهالك بس متعملش حاجه غلط
اومأ لها قال- تمم هاتى تليفونى
جابتهوله وفتحه ملقاش مكالمات من امه او اخوه قال
-اتصلتى بالبيت؟!
-لا
استغرب قال- هما ميعرفوش حاحه صح
اومات له قال- ولا حتى اننا هنا
نفيت له فتعجب ازاى اخوه متصلش عليه ولا حته امه
شمو ريحه قال ادم-انتى حاطه حاجه ع النار
-اه الاكل
قامت سريعا وقفت قالت- متتحركش، هعملك الاكل واجبهولك
مشيت من قدامه نظر لها وقلبه لا يتحدث سوى بالهدوء وابتسامه خافته، لقد اطمئن على حبيبته غير مهتم بذاته.. اى عشق هذا
اتنهد من وجع نومه اتعدل براحه بيلاقى نصفه العلوى عارى، استغرب جدا مسك البطانيه ورفع الغطا ونظر للاسفل واتصدم وستر نفسه مجددا... اللعنه، لما هو عارى؟!
-اسييييير
كانت اسير بتطبخ سمعت صوت ادم، راحت تشوفه ولما لقته واقف بيلبس بنطلونه نظر إليها لفيت فورا وجهها محمر قالت
-اى دهه؟!!
-انا الى مفروض أسألك.. فين هدومى
اللعنه عليها فلقد عانى من حمه بعد اما كان متلج واضطريت متلبسهوش هدومه منعا لتقلاباته الجسميه
ادم-اسييير، هتدينى ضهرك كتير
-دكتور
-دكتور؟! انا الاصابه ف دماغى مظنش ان ف حاجه ف جسمى
بص يتفحص نفسه قالت اسير
-وقع محلول علي القميص ف غيرتهولك
-وبالنسبه للبنطلون، ده عادى؟!
ارتبكت قرب منها قال-بتكدبى مش كده
-نا هكدب لى
-بصيلى
-الاكل هيتحرق، نكمل بعدين
بتمشي مسكها ادم وسحبها اصطدمت ف صدره وبصتله بشده
ادم- قلعت.ينى هدومى لى
ضاقت عينها -اكيد كنت مضطره يا ادم، مش فرحانه انى شيفا عضلاتك الظفتوله ولا جسمك...
لقيت عينه بتبتسم ابتسامه مريبه قبل شفايفه
اسير- ف اى يا ادم
-قولى عادى
-اقول اى
-انك استغليتى ضعفى وانى مش فايق و...
نظرت له قرب منها وهمس ف اذنها
-واتحرشتى بيا وخدتى الى عايزاه
نظرت له بشده قالت- اه خدت منك الى انا عايزاه، وصورتك كمان
حط ايده على صدره قال- ازاى تعملى كده، معندكيش اخوات صبيان
ضحكت رغما عنها قالت- شكلك بقيت كويس، بل احسن حالاتك وده طمنى
-طب ورينى
-اوريك اى
-الصور
زقته قالت- انت كده ابتديت تهلوث.. ارجع اللبس هدومك ومتتكلمش تانى... ومتسالنيش كنت كده لى لأنى مش هقولك أكتر من كده انك كنت تعبان واضطريت
شميت ريحه قالت بخضه -الاكل
جريت سريعا على المطبخ فتحت الحله وقلبت بسرعه جه على الباب لما لبس قميصه وشافها وهى. بتعمل الاكل قال
-جبتى الاكل منين
-اكيد معايا فلوس
-فلوس كام يعنى
-٢٠٠ج الى معايا يا ادم، نزلت جبت بيهم اكل عشان اكيد مش هتعقد كده والدكتور ماكد اسلقلك اى حاجه... وروح اعقد لانك استحليتها
-مكبره الموضوع والله
-يمكن عشان انا السبب
-لو مكنتش خرجتى من البيت مكنش ده حصل
-لو مكنتش اتكلمت معاية مكنتش خرجت
نظر لها من الى قالته حطت اكل على الصينيه وخرجت بيه تبعها ادم قال
-قصدك اى
-اعقد كل
كانت هتنشي ميك ايدها قال- فين اكلك
-واكله
-طب مش هتأكلينى
-الاصا.به ف دماغك يا ادم
-لسا قايله انك السبب فيها
مرديتش مسك المعلقه وكان هياكل خدتها منه وقعدت جنبه، اكلته فى بقه بينبض قلب ادم جامد فلقد صنعت له الاكل وها هي تأكله هذه المره
بيسرح ادم فيها وكان حاسس إنه بيتراقص علي حركه عينها،وقع حساء على دقنه مسحته باصبعها رفعت عينها لقيت عينه تثقبها فنبض قلبها بقوه
ادم- مشيتى لى يا اسير، اى الى خرجك من البيت وجابك هنا
-انت
-نا؟! نا مستحيل اكون قولت كده ولو بالغلط حتى
-قولت يا ادم، عن جوازنا الى انت مش حابه وفاكر انه مجرد صفقه فاشله... نا مش عايزاك تحس بكده وبالتالي مش انا كمان مش عايزه انزل تحت تانى
-عاصم
مرديتش تنهد قال- حتى وانتى مراتى مصيرك تحتكى بيه
مرديتش مسك ايدها جامد وخلاها تبصله اتوجعت
قال ادم-وبعدين يا اسير وبعدين.. ديما اسالك انت. عايزه ومترديش.. لو عيزانى اطلعهولك شقته وتعدى تحت.. امنعه ينزل يفطر معانا
-ادم، انت كده هتخلينى سبب مشاكل كبيره بلاش تعمل
-خلاص خرجتتتى ليييه، بتقولى انه بسببى وانا الى اقترحت ان لو جوازنا نجح هنكمل
نظرت له قال-اسير انا بقترح فرصه لعلاقتنا، تكون واقعيه... حكينا شروط وقبلها بيها.. ممكن يومها كنت مضايق وزعلان
-والله متكلمنيش بحاجه انا..
-وقوفك معاه ضايقني، حسيت ف عتابكم حب ميتنسيش.. لو زعلتك ف حقك عليا بس غلطت لما خرجتى منغير كا تقولى لحد ولا تقوليلى ونا المفروض.....
نظر لها قال- جوزك يعنى اى حاجه تعمليها ترجعيلى
-نا فضلت معاك عشان مش عايزه اختلط بيه فعمره ميطلع من دماغى، نا عايزه مشاعرى تتدفن ده لو مدفنتش اصلا... بس لو فكرنى انى بقل منك حسب كلامك فأنا هعتمد ع نفسي فعلا ومش هشيلك همى.. مشيو عشان اريحك ومعملش مشاكل بين اخوات زى ما عمتو قالت
-اسير
-كمل اكلك يا ادم
-نا عقبال ما اخلص تكونى غيرتي هدومك عشان نمشي من هنا
نظرت له قعدت وربعت ايدها قالت
-مش همشي
-ونا مبهزرش يا اسير
قالها وهو بيرفع عينه الحاده قال
-اتكلمنا بما فيت الملفات وبرغم غيابك ان البيت انا كده معملتش حاجه وهادى ، فبلاش تستغزينى اكتر من كده وادخلى تاتى حاجتك ويلا
-انا بتكلم جد نا كمان
-ونا مش بلعب قدامك
-تمم نا مش هتعرف من هنا
-تمم يا اسير
نظرت له فهى دايما تخشي من ذلك الهدوء لقيته بياخد تليفونه بصيتله من الى بيعمله رجع قعد مكانه تانى
رن الحرس استغرب فهل فعل شيء بتلك السرعه بس لقيته هو كمان استغرب
راحت فتحت كان فؤاد قال
-ازيك يا اسير.... ادم فاق
فضل وتقف بىا قال تدم- بتعمل اى هنا
سما صوت دخل وحضنه جتمظ لمة شافه قال
-ابو الصحاب الى كان غرقان ف دمه امبارح من خبطه
نظر ادم له بشده قال- انت عرفت منين
-عرفت منين اى منا الى شايلك
بص لاسير قالت- اتصلت بفؤاد من على تليفونك وهو جاب دكتور.. مكنتش عارفه اعمل اى ولا عارفه عنوان مستشفى الى هنا
قال فؤاد-خبطة انثى تعمل فيك كده..، أخيه ع رجاله
ضربه برجل جامد سند ع الحيطه قبل ما يقع بص ليه بضيق ابتسمت اسير
قال ادم-كلمه كمان وهطردك
-انت مبتقدرش الجميل ليى يلا، ده حتى اسأل اسير انا كنت قلقان عليك ازاى
مرديتش قال فؤاد- انتى خايفه منه ولا اى... طب اقوله انك كنتى بتعيطى من خوفك عليه وماسكه ف ايده والدكتور طمنها وهى متسكتش.. ع فكره كانت بتفول عليك بعيالها ده اوعى تحسبه محبه
قالت اسير-متسكت بقااا ده لى حق يضربك
فؤاد-جبتلنا الكلام
سمعو صوت من بره قام اسر قاا- وصل
-هو اى
-الاوبر
قرب من اسير قال-يلا
-يلا ع فين
وف لحظه شالها من ع الارض اتصدمت ونظر فؤاد لهم مشي بيها
رفضت قالت- رايح فين يادم
-ع البيت
-بيتى اهو اهو نزلنى
-ده إلى هو ازاى وجوزك عايش هناك... عايزه الناس تقول مراته عايشه ف حته وهو ف حتى
-محدش يعرف بجوازنا اصلا
-تحبه اخرج اعلنه قدام الكل
-ادم
-متقلقيش الشارع هيعرف ونا داخل بيكى كده انك مراتى
-ادم متتجنش، نزلنى يلا
مشي رفصت برجليها ظهر ألم ع وشه نظرت له بقلق وقفت قالت- ادم... انت كويس
فؤاد-فيك حاجه
اسير-نزلنى، فاكر نفسك جونسينا وشايلنى والكانولا لسا ف ايدك.. روح شوف الخياطه الى ف دماغك
ادم-ممكن تسكتتتى
سكتت قال- مش هزلك، نا كويس وحركتك هى ال وجعتني فياريت تهدى لأنى مش هسيبك
خدها وخرج قال-اقفل الباب وراك يا فؤاد
-ح..حاضر
قفله ببرجله وشافها بيركبو الاوبر قال
-استنى انا صرفت الى حليتر ع الدكتور، رجعونى بيتى حتى
جرى ع العربيه قبل ما تمشي وركب جنب السواق وغادرو
نزل عاصم من عربيته قدام البيت وهو راجع بليل من شغله كان منكد عليهم هناك
بيلاقى عربيه وقفت بينزل ادم بنفرزه وبيشوف اخوه قدامه
بص عاصم للعربيه بفضول فدخل اظم ايده ليها قال-يلا
-تمم نازله
-لا يلا اشيلك
-بس...
سحبها وشالها نظرت له بشده قالت-انا همشي خ...
سكتت لما شافت عاصم ف وشها نظر اليهما بشده
قال ادم بينهم-لما نطلع نتكلم
اومات له لفت دراعها حوالينه لم يفهم اظم لو كانت عملت كده مضايقه لاخوه، اللعنه.. ناره هتبدأ من جديد
مشي بهدوء لجوه بيبصله عاصم ويشاف ايده والكاونلا وبيلاحظ اخيرا الشاش الى ع دماغ اخوه
-ادم.. اى ده
مسكه ونظر الى حالته قال- حصلك اى
جت عبير نظرت اليهم قالت-اسير، انتو رجعتو اخيرا.... ا..اى ده
بتلمس دماغه بعد عنها ادم-مفيش حاجه
عاصم-مفيش حاجه ازاى متقولنا مين عمل فيك كده
عبير- نزل اسير بدل ما انت شايلها بالعافيه
-لا
نظرو إليه طلع الشقه بتاعته كأنهم متكلموش معاه واول ما دخلو قالت اسير
-انت بتعاند ف مين
-ملكيش دعوه
سكتت باستغراب رن الجرس فتحت اسير دخلت عبير سريعا قالت
-يعنى بكلمك تسيبني وتطلع
ادم-نا كويس
عاصم بغضب- متبقاش بارد يا ادم وقولنا علطول حصل اى..ةحتى فؤاد خد بعضه ومشي اما لقى ماما هتساله
كانا اسير هتتكلم قال -وقعت
-وقعت ازاى؟!
لما روحت لاسير النور كان قاطع وقعت على دماغى، جت خفيفه الحمدلله
مسك عاصم ايده من الكانولا قال-خفيفه؟!!
سحب ادم ايده
قال عاصم- ورينى الخبطه طيب الخفيفه الى تركبلك محاليل
ادم-نا عايز انام نكمل كلامنا بعدين
عبير- طمنا عليك يا ادم الاول
-نا كويس، سليم قدامكم الحمدلله
تنهدت منه ضربت عاصم فى كتفه قالت- امال قولت اك شوفتهم كويسين واخوك حالته كده
وقفت اسير لوهله وبصو لعاصم الى كان ينظر اليهم الاثنان
قالت اسير- عاصم جه البيت؟!
عبير-اه
اسير-امتى
عاصم-بعد الفجر
سكتت باستغراب فهى ف الوقت ده كانت بتحاول تساعد ادم قالت
-بس محدش جه ف الوقت ده
عاصم-مدخلتش
ادم-امال بتقول لماما اننا كويسين ازاى
مرديش عاصم وعبير كانت عايزه تفهم بردو رن تليفون ادم بص للرقم بصتله اسير قالت
-مين
قفل تليفونه قال-محدش
مشي وسابهم استغرب اسير مشي عاصم هو كمان
-عبير- ارتاحي يا اسير شكلك منمتيش من امبارح
نظرت لها ربتت عليها عبير وحضنتها قالت
-الحمدلله انك رجعتى
-عمتو
مشيت عبير واتقفل الباب عليها مع ادم، دخلت وقعدت ع السرير بتعب بس ف جماله شغلاها
"انت جيت البيت"
"اه"
فى الوقت ده كانت... هل شافها عاصم، لو كان شافها ازاى هى مشافتوش ولا هيدخل ازاى اصلا... عل كل لا تهتم بيه.. لكن اين ادم؟
قام لقته ف الصاله بيخرج سيجاره وبيشرب
اسير- مش هتنام
-نامى انتى، فعدتى معايا من الصبح
-عشان كنت السبب
-ولو مش انتى السبب كنتى سبتينى
-لا
-يبقى ادخلى نامي ومتعقديش تقولى السبب السبب خلاص مكنش قصدك
-نت متعصب؟! مين رن عليك
-محدش
شالت السيجاره من ايده قالت-استنى لما تبقى كويس ودخن برحتك
تنهد منها قربت منه بالت- انت بتصلي صح... عارف انها حرام
-عارف وبدعى ربنا يهدينى
تليفونه رن تانى بصيت اسير لقيته رقم غريب قفل ادم
اسير- مترد
-مش مهم
-حبيبتك ولا اي
نظر لها اتوترت قالت- نا مقصدش ادخل فيك مجرد فضول
تلك الفتاه انه يحب فضولها هذا هو حقها، انها زوجته لماذا تعطيه حريه وكأنه لا يزال اخاها وكلاهم حر.. لكنها لن تكون حره ابدا.. من البارحه وحتى اليوم لقد اتخذ قرار انه سيعيد المحاوله... سيجعل تقع ف عشق عشقه
فى الليل بترتب اسير السرير خرج ادم من الحمام اتخضت بصيت للباب قالت
-انت.. انت هنا من امتى
-من قبل ما تدخلى
قربت منه قالت -اوعى تكون جبت ميا ع راسك....
ابتسمت رفعت ايدها مشيره على دقنه قالت
-انت حلقت
-اه، ف حاجه
-بيبقى شكلك بيبى فيس لما تحلق
-لو ف حد بيبى هنا يا اسير يبقا انتى
-قصدك اى
مشي وسابها قعد على السرير بصتله قالت
-هتنام هنا
-اه
سكتت قالت-تمم لو عوزت حاجه ناديلى
وهى بتاخد مخده مسك ايدها قال- راحه فين
اتخضت منه قالت - هنام ف الاوضه التانيه
-منا كان ممكن انام فيها
-ممكن زهقت وعايز ترجع اوضتك
تنهد من غبائها معاه برغم فطنتها مع الكل
ادم- هنام احنا الاتنين هنا، معنقدش ف ضرر ع حد
-احنا الاتنين
اومأ لها سابها قال- لو مش مستريحه قوليلى اخرج
قام قالت- عادى يا ادم، مفرقتش كتير احنا متجوزين يعنى مش حرام ولا عيب.. صح؟!
قال بتأكيد بجديه-مش حرام ولا عيب يا اسير
قعدت جنبه كانت متوتره قالت- كويس بردو عشان لو عوزت حاجه اكون جنبك
لقيته بيبصلها نظرت له قالت- ف حاجه يا ادم
نفى ونام بهدوء تام بتنام اسير جنبه برغم توترها قفلت النور وكل منهم ع جانب لكن ادم اعينه عليها حيث مكان يتمنى ان تقفل اعينه وهى تراها ليحلم بها
فى اليوم التانى صحيت اسير نظرت الى ادم، انه وسيم بالفعل.. صديقاتها كانت محقه ف الإعجاب به
لو كان مثل عاصم كان هيكونو عنده ارتباطات كتير ببنات، أو عنده بس ف الخفاء.. دايما عاصم كان بيهزر معاه عن زوجاته السريه وكأنه بيرمى لحاجه
قامت دخلت المطبخ خرجه الخضروات وبقيت تعمل اكل عشان يفكرو سوا لما يصحو
-مفيش لمون
نزلت ع تحت ولسا هتدخل لقيت عاصم بيخرج ف وشها نظرت له. اتقابلت عينهم
عبير- ابقا عرف ادم الاول...
شافت اسير إلى قالت- عمتو عندك لمون
ابتسمت قالت- عندى، بتعملى فطار ولا اى
-اه
-مش هتنزلو تاكلو معانا
مشي عاصم مبصتلوش اسير
راحة معاها قالت-خدى الى عايزاه
اسير- انتى زعلانه منى يعمتو، كانك بتكلمينى منغير متبصيلى
-اكيد مش هكون صفيالك من بعد الى حصل
-لست مضايقه من الل عملته مع ادم ا..
-كده تمشي وتسيبى البيت، اهون عليكى يا اسير، تسبيني لوحدى كده
نظرت لها قالت عبير- مشكلتك مع عاصم مش معايا، اوعى تكونى فاكره انى كنت اعرف.. والله معرف عن الحربايه دى حاجه
-عاصم ملهوش دعوه
-امال مشيتى لى، أنا الى مزعلاكى.. متقوليش ادم
-لا، ادم هو الى ساندنى
-امال مشيتى لى... فراغ مش كده، قولتى تغيرى جوه ع حساب قلقنا
مرديتش ضربتها قالت- اياكى تعملى كده تانى
-حاضر
ابتسمت وحضنتها ربتت عليها خدت الليمون ومشيت
طلعت فتحلها ادم بالت- لسا صاحى
-كنتى فين
-بجيب حاجه من عند عمتو
-وسبتى البوتجاز شغاله
قلقت وراحت بسرعه ملقتش حاجه اطمنت قالت
-خضيتنى، منا موطيه اهو
-اسير، النار مش لعبه
-حاضر يا ادم انا كنت طالعه علطول اصلا
-تمم بتعملى اى
-زى منتا شايف، فطار
-اساعدك
وقف جنبها نظرت له فهل هذا لا يقل من رجولته، خد الخضروات قطعها ابتسمت قالت
-زوج متعاون
متعرفش ان كلمتها الى قالتها بهزار بمثابة تشجيع ليه، راحت تجيب ملح مطالتوش خبطتت على كتفه ولما نظر إلى ما تعنيه ابتسم وقف قدامها وهو يفوقها طولا
اتوترت اسير رفع ايده وجابهولها خدته قالت
-شكرا
ازاح شعرها الى نزل ع وشهل دق قلبها وبصيتله بضعف ادم، شفاها الورديه تضعفه، عينه مركزه عليها وسوف تسىء فهمه
نظرت اسير ليه بترجع لورا اتعدل ادم بحرج، رجعت اسير لموضعها قالت
-هحط الاكل
خرجت تنهد فهو حينما داق الخمر اصبح سكيرا به، افتكر قبلتهم
ع السفره كانو قاعدين بياكلو سوا
اسير- بلاش تروح الورشه انت تعبان
-بتقولى كده عشان اننى السبب
-بقول كده عشان خايفه عليك
نظر لها سكت ومردش فتح تليفونه فال
-مكنتش هروح... كفايه منظر الشمس النهارده ودماغه مش مستحمله
-باين موجه
فتح جوجل يشوف اخبار طقس بس وقف لما شاف حاجه ف السيرش قال
-حالات طوارىء للمساعده
وقفت اسير عن الاكل نظرت له لقيته ف جوجل قامت سريعا قالت- ادم، اجبلك اكل تانى.. شكل الاصابه واجعه دماغك
-نا كويس عايز اعرف مين الى بحث...
بصلها وقال- انتى الى كنتى ماسكه التليفون امبارح
-لا
دخل على السيرش قال- هشوف حكاية الطواريء دى
قعدت جنبه قالت- مفيش حاجه مهمه سيب التليفون وكل
بتنتش التليفون قام قبل ما تمسكه ودخل ع الى بتحاول تمنعه منه واستغرب قال
-تجمد الجسد
بيدخل لصوره استكشافيه وتظهر له صورة لجسدان ملتصاقان لنموذج طبى موضع كيفيه الحاله، افتكر نفسه لما صحى وكان بملابسه الد.اخليه فقط
بيتفجأ ادم نظر إلى اسير إلى كانت خافضه راسها وخدها احمر
ادم-انتى عملتى كده
-قولتلك كنت مضطره
رفع صوره ف وشها قال- يعنى ده كان وضعنا
اومات له سكت ادم ونظر الى الصوره مجددا
ادم-ياريتنى كنت صاحى
نظرت له اسير ضرب الطاوله فاللعنه على غفلته الى جعلته يفوت فرصه كهذه
بصتله اسير بقلق فهل اضايق منها قالت
-نا مكنتش اقصد حاجه يا ادم نا قلقت عليك وكنت بعمل اى حاجه عشان حالتك كانت خطيره
مسك ايدها نظرت تنهد قال
-حالتك انتى الى كانت هتكون خطيره لو فوقت
-اى؟!!
بعدت عنه بضيق قالت- انت بتتريق عليا
ابتسم قال- متفجأ منك
- لى بقا اسيبك تموت يعنى...ادم، ابتديت اضايق.. دى كانت حاله طارئه
-وكدبتى لى
-نا مكدبتش خبيت
-لييييه؟!!
اضايقت من بروده لانه عارف قالت- لانه حياء لو تسمع عنه
-شايفه قدامى
قالها بصوت جاد رجولى وكان يقصد حمرتها الطفيفه اللعنه انه يربكها وهى ليست ضعيفه امام اى رجل
رن الجرس راح ادم فتح لقاه اخوه قال
-عاصم
-عايز اتكلم معاك
نظر له ادم افسح له قال- ادخل
-خلينا نتكلم تحت.. هستناك
استغرب ادم منه قالت اسير- ف حاجه
-مش عارف
نزل تحت شاف والدته واخوه قال
-خير يا عاصم
عاصم-خير متقلقش، نا هعمل بنصيحتك بما أن الأمور اتصلحت
بصله ادم من الى بيرمى ليه قال
-عايز تقول اى
-انا هتجوز
اتفجات اسير إلى كانت لسا هتدخل بص عاصم ليها ونظر ادم إليها وشعر بالحمق وقال بهدوء
-مين
-ريتاج... حبيبتى
↚
-انا هتجوز
اتفجات اسير بص عاصم ليها ونظر ادم إليها وشعر بالحمق وقال بهدوء
-مين
-ريتاج... حبيبتى
-ريتاج؟!
-اه
استوعب اسمها ادم وافتكرها كويس قال
-هى نفسها.... حبيبتك زى ما بتقول
-خدنا وقت كتير بس هى فاض بيها ونا كمان
-وجاي تقولى انا لى
-انت اخويا وخطوه زى دى مخدهاش منغيرك
-عايزنى اروح اخطبهالك ولا اى يعاصم
-اه ده لو كنت موافق على جوازتى ومعندكش اعتراض
-دى حياتك انت وانت حر تختار الى انت عايزها
نظرت له اسير قال ادم - بس البنت دى انا مش هتقبلها وانت عارف كويس لى
-اظنك قولت الموضوع انتهى
-انت رجعت فتحته
-فتحته فأنا عايز اتجوز
-فاختيارك للبنت الى بسببها... حصل خلافات كبيره بينك وبين بنت خالك
- والخلافات دى انا وهي حليناها
مشيت اسير وهى بتكتم غصتها
-اسييير
قالها عاصم بيوقفها نظر له ادم لقا بيروحلها ويقف عندها قال
-انتى لسا عندك مشاعر تجاهي
نظرو إليه بصدمه من سؤاله
قال عاصم-قولى بصراحه
احتنقت عين ادم ان اخوه بيحاول يحننها او يعذبها من اسالته لكى تبكى امامه
قالت عبير- متخافيش يا اسير البنت دى لو متقبلتهاش مش هتدخل هنا
عاصم-بتقولى اى يماما
-الى سمعته، نا وافقت عليها لانك عايزها بس ده مش معناه مهنمش لاسير ،ه بيتها قبل الى هتيجى ولو هيجى مش حباه يبقا تعيش بره
-عايزانى اعيش بره انا ومراتى
مرديتش لانها انكلمت من نرا قلبها وكانها اتجبرت تقول كده عشان اسير بس هى متقدرش تستغنى عن عاصم
قال عاصم- تمم لو انتى عايزه كده انا هعملولك، اساسا اخترت اكون هنا عشانك لو نسيتى
مشي قالت اسير- خليك يعاصم ايتك تخرج من بيتك عشان خلاف تافهه
نظرو إليها تحدث اخيرا قالت بهدوء
- وبخصوص ريتاج انا معنديش مشكله معاها لان المشكله كانت انت ومبقتش للمشكله وجود عندى
بصلها عاصم وهى تقصد أن مبقاش فارقلها
تحدثت بقوه قالت- جوازك منها او من غيرها دى حياتك الشخصيه بس بلاش تخرج من هنا عشان عمتو، نا بقولكم ان مفيش حاجه وبلاش تكبرو الموضوع... لا عاصم ولا ريتاج عندى مشكله معاهم
راحت لادم وقفت قدامه مسكت ايده نظر لها قالت
-انا مش معترضه نهائى، أخطبهاله لانك اخوه الكبير وعاصم كلفك بده بنفسه
لم يفهم ما تعنيه ادم بس هل دى اسير فعلا، تلك القوه والبرود عكس ما تخيله، هل تظهر الكدب
قال ادم- تمم يعاصم شوفنى عايزنى معاك امتى ونا جاي
نظر عاصم لهما قال- كان لازم تسمع الكوكتيل دول منها بدالى
-معلش انت عارف ان اسير اهم عندى من ريتاج حبيبتك
مرديش عاصم ابتسمت عبير قالت- يعنى خلاص العقده اتحلت
ادم- بإذن الله يماما
ابتسمت قالت- هروح اعمل قهوه ونتكلم ع رواقه
مشيت نظر اظن الى اسير وهى ماسكه نظرت له ورات اسالته حول ما تفعله لكنها ابتسمت نظر لهم عاصم لم يهتم وذهب فلقد تيقن انهم لا يكذبون واسير اعترفت ان لم يعد هنالك اية مشاعر بل انها زوجة أخيه الآن... لقد كان شكه خاطئ
كان ادم قاعد مع عاصم قال
-انت ناوى ع اى
قالت عبير- هيقولنا نبذه عن عائلتها الاول ممكن منقتنعش بيها
عاصم- عيلتها كبيره اوى يماما، يعنى طلباتهم هى الى هتكون كتير
ادم- هتكوو كتير عليك؟!!
-ممكن
عبير- هما هيتنكو، مش كفايه ياخدو ابنى الى هيشتغل ف سفاره كمان سنتين
جت اسير حطتلهم العصير معدا ادم كانت عملاله قهوه لانه مبيحبش يشرب غيرها قالت بصوت منخفض
-مظبوطه زى ما بتحبها
-تسلم ايدك
وكانها زوجته تفعل له ما يريد دونا عن الجميع
قالت عبير- انتى رايك اى يا اسير، مش لو طلبو فوق حجمهم يسيبها
اسير- معرفش والله يعمتو بس اكيد باباها هيكون عايزلها الاحسن والى شارى هيجيب
-ماشي ابنى يجيب ف المعقول بس مش يضيع الى حيلته
مشيت اسير قالت عبير- اعرف ميتهم قبل ما ندخل وعرفها حدودك انت لسا موصلتش بس هتبقى اكبر من ابوها كمان اومال
عاصم بتنهيده-ربنا يسهل يماما
بيقوم ادم نظر له عاصم لقى رايح المطبخ مكان اسير
كانت واقفه بتعدل الكوبايات دخل ادم قالت
-عايز حاجه اجبهالك
قرب منها وزقها نظرت له قال- انتى كويسه
-كويسه؟! انا تمام قدامك اهو
-انتى غريبه مش تمام
-لى بتقول كده يا ادم
سكت ونظر لها فهى لا يبدو عليها الانكسار وقاعده وبتخرج وتطلع وتعمل وتشوف عاصم كأنه لا شيء برغم انها عرفت بجوازه
لسير- انت عايز تقول حاجه
-لا نكلم فوق يلا
-لسا هغيل الكوبايات لعمتو
-سبيه يلا
مشي نظرت له تبعته قالت عبير
-رايحين فين
-هنطلع يلا تصبحو ع خير
-وانتو من اهله
امسك ايد اسير وخرجو نظرت لهم عبير بل لادم بالتحديد كم اصبح يجلس هنا كثيرا مبقاش يغيب وبقا مرتاح البال، باين وكأنه سعيد... عارفه ان ورا السعاده دى اسير، تتمنى ينال ما يريد تتمنى الراحه تبقى فرحه قلبه
فوق كانت اسير بتاخد شاور بتمسح وشها من الميا وتفتكر الى قاله عاصم
"انا هتجوز، ريتاج حبيبتى"
اضايقت جدا من الى قاله بس اضايقت لكرامتها وانه عيدخل نفس البنت الى خانها وحبها وف نفس الوقت كانت بتحبه
اضايقت لنفسها جدا لدرجة كانت عايزه تضربه على اغاظته لها، لكن الغريب
انها لم تشعر قط بالغيرة بل شعرت بالغضب وعدم لامبالاه من بجاحته
قفلت الصنبور ولفت شعورها بفوطه بس ملقتش هدومها
-راحو فين
افتكرت انها سابتهم ع السرير اضايقت نظرت لنفسها قربت من الباب قالت
-ا..ادم
ملقتش حد رد عرفت انه مش ف الاوضه بصيت حواليها اى حاجه تستر بيها جسدها جابت فوطه ولفتها كويس فتحت الباب خرجت سريعا شافت هدومها خدتهم ولفت بسرعه بس وقفت لما لقت ادم عند الباب
نظرت له احمر وجهها قالت
-نا، نا نسيت هدومى
كان شكلها جذاب، شكلها يقتله ويثير مشاعره اجمع، ملامحها الطبيعيه وقطرات الماء وبشرتها البيضاء
ادار وجهه قال- لما تخلصي قوليلى
نظرت له خرج وسابها ف الاوضه كلها لوحدها بصيت اسير ع نفسها وافتكرت احراجه لما شافها ابتسمت
غيرت هدومها بارتياح وأمان فهى لا تقلق من ادم ابدا بس اوقات بتسأل عدم تحركه تجاهها كراجل هل بسبب حبيبته ام ان هناك من تفعل ذلك غيرها
"هكون صريح معاكى يا فتون، ف واحده ف حياتى"
لى حاسه بالضيق ان يكون جوزها وبيحب واحده فعلا، هل ستنجرح كرامتها مجددا.. بس جوازهم مش حقيقى
-حقيقى
قالتها وهى بتفتكر اتفاقهم- حقيقى واحنا زوجين مش معنى عدم التلامس انه مش جوزى.. انه يعرف حد عليا
قالتها بتعديل كانت من تجربتها مع عاصم تخليها تكره حد يعيد الكره و تتخان
خرجت شافت ادم بيدخن ف البلكونه
-ادم
نظر لها كانت لابسه بجامه قصيره زى إلى كانت بتلبسها ف اوضتها تحت وكأنها علامه على ارتياحها او اعتبرت شقته بيتها اخيرا
دخل الاوضه شافها بتسرح شعرها قال
-تحت كنتى غريبه شويه
-بالنسبالك بس
-بالنسبالنا كلنا عداكى
-نا كويسه يا ادم لى متخيل ان عاصم اتجوز او لا اما هعيط واتكسر كيت مره عليه
مردش نظرت له اسير قالت
-بس انا كنت حساك مضايق برغم انك المفروض تكون فرحان لاخوك
-لا عادى
-اضايقت عشان اتكلمنا
نظر لها وبصتله هى كمان قامت وقفت قدامه استغرب من عيونها القططيه الى بتضعفه قال
-هضايق من كلامهم لى هو كان ف حاجه غلط
-كان ف سؤال عن المشاعر... بقول يمكن غيرت مثلا
ليته يستكيع ان يخبرها انه احترق، ابتسمت قالت
-ف اى يا ادم نا بهزر مالك تنحتلى كده
-بالنشبه لسؤال عاصم، انتى جوابتى بصدق ولا لا
وقفت شويه بصلها لتعبيراتها قالت
-هتصدقنى يا ادم
-مبصدقش حد غيرك
-حسيت بضيق كبير من مدى غبائى حسيت ان عاصم قاصده يضايقني
-يضايقك؟!
-اه ولما قال ع ريتاج حبيبتى اكدلى ده، ده ضايقني جدا وكأن ف حد فاكر ان ممكن يخليني اغير من واحده او اصفر منها... نا الل البنات كانت بتغير منى
-اسير، عايزه تقولى اى
-عاصم ضايقني بس محستش بحاجه تجاهه زى زعل.... هو انتهى فعلا بالنسبالى وباين انه انتهى فقلبى
كم ان الجمل هذه جعلته مرتاحا جعلته سعيدا قال
-يعنى لو عاصم طلب منك السماح وانكم ترجعو ردك هيكون اى
نظرت له من سؤاله قالت- مينفعش ان تسأل كده
-انسي انى جوزك يا اسير، اتكلمى بصراحه... هترجعيله ونغترض ان عاصم نادم فعلا
-مستحيل
نظر إليها قالت بتأكيد وهدوء- الحاجه لما بتتكرر مبتتصلحش وعاصم هكسر حجات كتير فيا... أولهم ثقى ف نفسي الى طان بيسعى ليها زى اى نرجسي
افتكرت ايام حبهم ولما بيخرج وتشوفه بيسلم على صحابه البنات وبيهزرو معاه قالت
-مكنش يقدر يقل منى بس كانت علاقاته كتير لدرجة تخلينى احس بالخنقه لما يكون برا، احس انه ممكن يحب ف دى وف دى.. عاصم لغوى ممتاز وراجل كاريزما يعجب اى بنت بيعرف يتكلم.. كنت اتمنى يكون كده معايا بس
حس بالغضب فهل تسبه او تقول مميزاته وحب الفتيات لاخوه
اسير- لو عايزه اكون صريحه معاك فأنا حبيته بس هو كان بالنسبالى رعب... رعب انه هيكون جوزى ورعب انه يسيبني
ابتسمت وبصيت ع نفسها قالت- ونا اتسابت بس باحقر طريقه.. هرب من فرحك بعدين خدعنى بمرضه بعدين اكتشفت خيانته....ممكن ربنا عمل كده عشانى ووجودك جنبى يا ادم، ده عشان يخفف عنى
نظر لها انها اتكلمت عنه
اسير- انت حنين ولطيف وعندك شخصيه جديه مع الناس برا، برغم الجانب الخفى الى فيك
- اى جانب خفى
- حبيباتك السريه
نظر إليها قالت- غشان متتصدمش احنا كنا حاسين دايما بكده لحد ما سمعت كلامك مع فتون وعرفت ان ف بنت ف حياتك
-كنتى واقفه
-اه غصب عنى بس السؤال هنا، نوع علاقتك بيها اى
مردش عليها وهو مستغرب جدا منها ازاى يقولها انها هي حبيباته الى بتتكلم عنهم
اسير- مش عايز تقول
-مفيش منه يا اسير
-تمم اتمنى بس ميكنش ف اتصال أو علاقتكم تكون متطوره اكتر من الى ف خيالة
-اى الى ف خيالك
-انا كنت عازب ده كله لى يا ادم
تعجب كثيرا معقول فكراه ياخذ حاجته من الخارج، هل هو دنئ لهذه الدرجه
قربت منه مسكت ايده قالت- انا مراتك مش كده، وانت جوزى
لأول مره هى الى تاكدله كده وتعترف بيهم
اسير- لو عايز حاجه نا موجوده بس.. متعملش حاجه غلط وتجرحنى منك
-اسير
-ارجوك، متكسرنيش انت كمان وتكسر اخر حبة كرامه عندى
ميعرفش يضايق منها ولا قالت كده بسبب جرح اخوه وخوفها انه يخونها قال
-انا عمرى مغمر اعمل حاجه تجرحك، مجرد تفكير معملهاش يا اسير
نظرت له من ما قاله، ربت على كتفها فال
-اطمنى، ممكن تديني الثقه
اومات له قالت - واثقه فيك
كانت جملتها حاجه كبيره اوى بالنسبه لادم مشيت ولمت شعرها وهو بيبصلها اتعهد انه هيبنى ثقتها فيه، مبقاش حب بس الى عايزه بقا عايز ثقتها ويكون قدها ويبنى شخصيتها من تانى، اسير حبيبته ستصبح له فقط.. فتاته وعشق طفولته
راح عاصم شغله تانى يوم قابله صاحبه قال
-اتاخرت لة
- عايز اى
- ف حد جالك ف المكتب وعشان كلام زمايلنا دخلته علطول
- حد مين
راح عاصم على مكتبه ولما دخل لقى راجل شبه الحارس الشخصى قال
-انت داخل هنا واسطه يعاصم
-بمجهودى بس افهم سؤالك
-اصل مفيش جزيات ع تاخيرك.. باين أن الانسه ريتاج عليتك وده إلى كنت خايف منه
-عليتنى!؟ لا أنا عالى بنفسي وقول انت جاي لى
-اولا اسلوبك مش لطيف ثانيا نا جاي أسألك حول تطوراتك مش ريتاج
-هى إلى بعتاك
-اه، عارف انى مسؤول عنها بأمر من السفير ولولا تدريبها إلى أمرت يكون عندك انت مكنتش حبتك
-اممم حبتنى، انت إلى جمعتها بيا يعنى
-اه أنا وده للاسف لانى شايف معاملتك ليها وانك اتسليت بحد مش سهل.. ريتاج مش اى بنت سمعتنى
-لو قولت الكلمتين اتفضل
-انا هتفضل بس افتكر أن زعلها يساوى وظيفتك المستقبليه وقدعت علاقتك بالسفير نهائيا
سكت عاصم
-اكيد مش هيساعد الشخص إلى دمر قلب بنته
قرب منه وقال- نسيت ريتاج انسي السفاره... عن اذنك يا استاذ عصام
خرج وسابه اتنهد وقعد رن تليفونه بص على صاحبة الرقم رد
-بعتهولى لى يا ريتاج
-بعرفك أن تجاهلك ليا نتج بقطع العلاقه دى من أصلها لاخرها
-ومجتيش انتى قولتيلى لى مش قادره تقوليلى حاجه زى كده ف وشي
غضبت من سخريته قالت
-اقدر اقولهالك واضربك كمان
ابتسم قال- تمم تحبى تضربينى ف المكتب ولا ف بيتى
سكتت من معناه قال- هستناكى
أنهى مكالمته بصيت ريتاج لتليفونها
كانت اسير قاعده مع عمتها قالت
-علاقتك بادم عامله اى
-الحمدلله
-عامله اى يا اسير
نظرت لها من ما تعنيه اتكسفت قالت
-ك..كويسه
-مفيش مشاكل او اى حاجه قديمه
-لا يعمتو احنا مرتاحين سوا...
ابتسمت عبير نظرت اسير لها خجلت فهى لم تعنى شيئا، رن الجرس
عبير- ادم بقى يرجع بدرى اوى
اسيرـ بس قالى أنه شغله انهارده كتير ده اكيد مش ادم
-ولا عاصم ده لسا قدامه تلات ساعات... طب قومى افتحى أما نشوف مين
أومات لها قامت وراحت عند الباب بتفتح وبتقف ثوانى لما شافتها قدامها
كانت لابسه فستان شيك وقبعه سودا نظرت لها وكل منهم افتكر الآخر
ريتاج- هاي، فكرانى مش كده
جت عبير قالت-مين يا اسير
كانت اسير باصه لريتاج وعارفه انها بتفكرها بنفسها فلقد راتها منهاره من خيانتها رأت ضعفها عشان كده رجعت اسير لكل حاجه يومها وهى شايفه عاصم و وريتاج حاضنين بعض وبيدخلو الشقه سوا وتكلمه عند هروبه يوم فرحه الى كانت السبب فيه
ريتاج- مفاجأه انى جيت هنا مش كده، المقابله المره إلى فاتت مكنتش لطيفه من بعد الى حصل فقولت اجى اطمن عليكى
اسير- اطمنى نا قدامك اهو، سليمه ميه ف الميه ولو عايزه تتتاكده بنفسك
قربت منها قالت- اقدر اوريكى
نظرت لها ريتاج وكأنها تقصد هتضربها
عبير- مين يا اسير دى
دخلت ريتاج بتجاهل اسير قالت- انتى اكيد مامتك عاصم
-اه انتى صاحبته
-لا حبيبته
مدت ايدها قالت - انا ريتاج
بصيت عبير لاسير الى كانت ساكته ولا تنظر إليها
سلمت عليها بارتباك قالت- اهلا
دخلت بصيت على البيت قفلت اسير الباب
ريتاج-بيتكم لطيف اوى
عبير-لطيف اه، لا هو جميل اوفر
ريتاج بابتسامه- منا اقصد جميل يطنط انا حبيت هندسة البيت فبقول it is very Nice
قالت اسير- عايزه حاجه تانى يعمتو، نا طالعه
عبير- راحه فين يا اسير، انتى عندك ضيفه ف بيتك لازم تضيفها ولا اى
سكتت اسير ونظرت ريتاج لعبير انها بتقول ع البيت كله بيتها
عبير- اعقدى يا حبيبتى
ريتاج- فين عاصم
-عاصم مش هنا ف الشغل، مش انتو شغالين مع يعض بردو
-لا نا كنت متدربه هناك بس لما كلمته قالى اجى ع هنا عشان كنت عايزاه ف كلمتين
-هو لسا مبيرجعش دلوقتى
رن جرس الباب ابتسمت ريتاج قالت
-اعتقد هو
نظرت عبير ليها وازاى عرفت انه ابنها
راحت فتحت دخل عاصم قال-ريتاج هنا
عبير- انت رجعت بدرى لى
-هبقا اقولك يماما
ريتاج- لو مكنتش هنا كنت اقدر اجيلك الشغل
نظر إلى اسير وريتاج الواقفان سويا، قربت ريتاج منه وحضنته نظرت عبير لهما بشده
ريتاج بهمس- متفتكرش انى نسيا انا جايه لى
عاصم-ابعدى عشان ماما متكرهكيش
-لى بحضن ابنها حبيبها ولا عشان اسير واقفه
-بلاش ياخدو انطباع وحش عنك
نظرت له بعدها قال- اتعرفتى ع ريتاج يماما
اضايقت عبير من فعلتها قالت
-اتعرفت اه هي يدوبك دخلت سألت عليك
ريتاج- معلش يا طنط اصل الموضوع الى جايه فيه حساس شويه
عبير- موضوع اى
مسك عاصم ايد امه قال- عرفتى أن دى ست الكل الى كلمتك عنها
ابتسمت عبير قال عاصم- دى احن واحده علينا وهتحبك اوى لأمها مبتكرهش حد، وهتبقى بالنسبالها زى اسير
عبير- ربنا يخليك يا حبيبى
ريتاج- كلمنى كتير عنك كان يقول انك حبه الاول
ضحكت عبير ابتسم عاصم
نظرت اسير لهم وهما بيبتسمو وريتاج دخلت العيله فى ظرف ثوانى
دخلت المطبخ خدت نفس عميق وحاولت تبقى قويه والى حصل ميهزهاش
عبير- تشربى اى
-لا متشكره
عاصم-عصير يماما
-حاضر
مشيت وسابتهم بصيت ريتاج لعاصم ومن تصرفاته قالت
-ممكن افهم اى سر روقانك ورجوعك لطبيعتك من تانى
-ادينى قولتى طبيعتى، يعنى الفتره الى فاتت كنت مضغوط ومضايق
-مضغوط، انت كنت بتكلمنى بقرف كانى غلطه وبتهرب منها، نا عمر محد عاملنى كده يا عاصم غيرك وباين انك رجعتلها وعملت كده عشان تخلص منى زى عادتك
-ناواسير انتهينا هى دلوقتى اختى
-اختك؟! ده بسبب كدبها انها اتجوزت اخوك ولا لما شافتنا سوا
-ريتاج انا مش عايز تريقه
-انت جايبنى هنا لى، يوم اما قولتلك اجى بيتك اتعصبت ودلوقتى دخلتنى وبتعرفنى عن والدتك
-ولسا هعرفك ع ادم اخويا، عشان تكونى عارفه عيلتى لما نتجوز
نظرت له بشده قالت- مين، أنا وأنت.... ةنت مش رفضت وقولت نكون كده ف السر
-ده كان بسبب ظروفى ونا دلوقتى عايز اتجوزك
-بجد يعاصم، هنتجوز اخيرا.. يعنى هتكلم بابا
-اه
-بتحبنى انا ولا هي
سكت نظرت له ريتاج من سكوته قال
-لو مكنتش بحبك مكنتش طلبت ايدك
ابتسمت وحضنته قالت- نا مش مصدقه يعاصم، اخيرا العقده اتحلت.. افتكرت اننا انتهينا
بعدها عنها قال- متقربيش منى بدام ف البيت.. مش عايز ماما تضايق منك
-تضايق منى لى، نا بحبك
-عارف بس طالما مفيش رباط بينا لازم نكون بعاد، هتاخد عنك فكرة البنت العصريه وماما بتحب البنت الى بتتكسف بزياده
-بس نا مش كده معاك
-لما نكون لوحدنا خدى راحتك بس اعملى الى بقولك عليه ف الوقت الحالى
تنهدت اومات له بالت- حاضر، عشانك هكون اى حد
جت عبير قالت - اى يعاصم هتوقف الضيفه كتير كده
-مبقتش ضيفه خلاص هتبقى بنتك
عبير- مش لما تشوفنا وتعرف احنا اى عشان وقت الاتفاق نكون على نور
نظرت ريتاج الى عاصم
عاصم-ماما مش وقته ريتاج جايه عشان تعقد معانا
ريتاج- متقلقيش يا طنط نا طالما بحب عاصم يبقى مش عايزه غيره
نظرت عبير إليها قالت ريتاج- ومحدش يقدر يمنعنى عنه
خرجت اسير من المطبخ نظرت لها ريتاج ومسكت ايد عاصم، شافتهم اسير حطيت العصير بتجاهل
ريتاج-مش هتباركلنا يا اسير
بصيت لعاصم بحب وكملت- انا وعاصم هنتجوز اخيرا بعد عقد كتير
نظر عاصم لريتاج من كلامها الى بتلحق بيه ع اسير
اسير بكل برود وثقه -مبروك
نظر عاصم إليها قالت -نا طالعه يعمتو
ريتاج-مش هتعقدى معانا شويه، محتاجين نتعرف ع بعض
عاصم-ريتاج
ريتاج- نعم ياحبيبى
اسير- مفيش مانع هخلص الى عليا فوق وهنزل بس مش عشان نتعرف ع بعض، اصل انا عرفاكى كويس
ريتاج بضحكه-عرفانى انا، غنيت عن التعريف فعلا
اسير- جدا بس من منظور تانى
نظرت ريتاج لها من ما تعنيه
اسير- عن اذنكم
طلعت بتكون ريتاج مضايق بس بتعرف انها مضيقاها وتبتسم ان عاصم بقا ليها اخيرا
كان ادم شغال ع عربيه سمع صوت خبط جامد من برا
-يا ناس يالى هناااا
دخل فؤاد بضوضائه شاف رجل ادم خارجه من تحت العربيه جرى عليه قال
-ابو الصحاااب، عربيه وقعت فوقك ازاى
ضربه برجل اتألم قال- حتى وانت ميت فيك صحه
ادم- متعرفش تهجم عليا براحه لازم دوشه
-محبه ياخى، وبعدين اخرجلى كده
سحب الفراس على تحته وأخرجه نظر له ادم
فؤاد- مش شايف دماغك، لو اتخبطت خبطه واحده من شغلك ده هتبقى خلطبيطه بالصلصله
زقه وخرج من تحت العربيه قال- ده شغل يا فؤاد يعنى مفهوش قعاد
-طب ريح انت مصاب بقولك
-وحاجة الناس مين هيعملها، دى مش اول مره اتصاب
-لا اول مره تكون من اسير فعلى قلبك زى العسل
رفع ادم اعينه بحده قال- متدخلش اسير فهزارنا
-دى مرات اخويا واختى من زمان
-فؤاد، خلصنا... احنا صحاب بس اسير برانا تماما
سكت فؤاد من حدة ادم قال بجديه
-كنت عايزنى لى
-عايز اسالك ع حاجه، ومساعده بمعنى صح
-مساعده؟!! انت عملت جر.يمه وعايز استر عليك
-جريمة اى
-اخيرا سمعتلى وهتخلينى اترافعلك، ايوه كده خليك سفاح و
-ياخى اسكت بقا بدل مديك بالمفك ف دماغك اعمل جر.يمه بجد
-امال مساعده ايييه، منا مليش غير ف الجرايم والاستشارات القانونيه
-مساعده شخصيه
-عن اى
سكت قليلا بصله ف ادم قال- ها قول
-ازاى تفرح بنت وتخليها تحبك
نظر له فؤاد بشده وعرف لى قالها بصعوبه لان ادم مستحيل يقول كده الا بسبب بنت واحده وهى عشقه الى بتجبره يعمل اى حاجه
قال فؤاد- ده بجد
ادم- لو اتريقت فاتفضل منغير مطرود
ابتسم قال- هحاول اسكت، بس سؤال.. هى حبيبتك نفسها الى انت عايز تفرحها ولا اسير
استعبط زى ما صحبه بيستعبط ومخبى حبه عليه
ادم- جاوبنى وخلاص
-تمم بصى يا صديقى، النسوان..
ضربه وقال بغضب- حسن ملفظك يلا
-معلش مقصدش، البنات عمتا بيحبو الراجل الى يقف جنبهم وف نفس الوقت ميكنش لزقه وكاريزما ف نفسه... ويحبوه لما يرفضهم ويسلام لو عليه بنات كتير وعارفه انه مش دايم... تكون وراه العمر كله وشيفاه توم كروز
بص لصاحبه لقاه بيبصله ببرود
فؤاد-اسمع منى وقتها هتتلفتلك ولو مكنتش بتفكر فيك فهى هتحس بمشاعر ناحيتك
-بس انا مبقولكش اتجاهلها لان ببساطه انا بفشل
-مهو ده غلط ومش هتبصلك عشان كده، لازم يكونلك حياه غيرها وانك قامر تمحيها من حياتك ف ثانيه
-فؤاد، أنا عايز احببها فيا... بلاش تحبنى عايزها تكون فرحانه، اى الحاجه الى تخليها فرحانه منى... الى انت قولته ده حجات فارغه عشان اتعبها نفسيا وده نا مش عايزه، مستحيل افكر اضايقها او امس كرامتها واخلى بنات حواليا عشان تضايق
نظر له من حبه ليها، فؤاد -ادمم
ادم -قولى أسعدها ازاى وهى معايا منغير مجرحها او تزعل منى
ابتسم فؤاد قال-خليك حنين واظهر حبك ليها
قالها ببساطه نظر له ادم
فؤاد- انت مستصعب الموضوع لى وجايبنى، الاجابه عندك... اظهر حبك الى انت بتخفيه وهي لة اتغافلت عنه.. تبقى مستهلش انك تحاول عشانها يا ادم
سكت ادم رن تليفونه نظر إلى المكالمه كانت اسير حيث التمعت عيناه
فؤاد- هي مش كده، استأذن انا
-رايح فين
-مروح، استناك لما تقفل ونروح سوا
-خلاص ماشي
خرج وسابه رد ع المكالمه
-ادم
سمع صوتها الرقيق فنبض قلبه
ادم- نعم
- هتيجى امتى
سؤالها خلاه يبتسم قال-عايزه حاجه من برا
- لا كنت بسأل عليك... متتاخرش
- حاضر، جاي
قالها بطاعه وكأنه بيكلم والدته لا حبيبته بل زوجته
فى البيت اسير كانت قاعده لوحدها فى وسط ركنه هى مش حباها ومجبوره عليها
ريتاج قاعده جنب عاصم وبيتكلم باستمتاع
ريتاج- بس متنكرش انك ف بداية تدريب مكنتش طيقاك لانك كنت متعرفش ان مين عكس البقيه
عاصم- لو كنت عاملتك زيهم هيبقى تفضيل
-عشان كده حبيتك
عبير- عاصم كده معندوش حد اكبر منه
لم تعد تطيق اسير الجلسه قامت ع المطبخ تشوف الاكل وبتقلب بيرن جرس الباب بتعرف انه ادم
راحت سريعا نظرت لها عبير، فتحت اسير الباب لقيته هو بصلها من سرعتها ف فتح الباب
اسير وهى تنظر إليه وكأنه ملجأها
-اتاخرت لى
-الشغل، سيبته اول مكلمتينى.. ف حاجه ولا اى، ف عربيه غريبه عند الباب ف ضيف
اومات له ايجابا نظر لها ولتعبيراتها
جه عاصم قال-ازيك يا ادم، قاعد مستنيك من الصبح
ادم- خير
دخلو سويا شاف بنت راقيه صابغه شعرها وريحت برفانها ماليه الصاله
عاصم بتعريف- ريتاج الى كلمتك عنها امبارح
ابتسمت ريتاج قالت- هاي ازيك
مدت ايدها بس ادم عرف دلوقتى لى حبيبته مضايقه ومصدقت انه جه لانها كانت وحيده وسط القعده دى كلها، افتكر دموعها وبكاها وهى بتحكيله عن خيانة اخوه.. دى البنت الى اتسبب ببكائها برغم انه المفروض يشكرها لانها الى خليتهم ينفصلو بس هو ميطقش اى حد يسبب حزن لاسير
نظر عاصم لايد ريتاج قال- ادم
مد ايده وسلم عليها قال- عامله اى يا ريتاج
-انا كويسه بس انت مش شبه عاصم، البشره اغمق وعينك وملامحك
ادم- عاصم خد ملامح ماما اما انا..
ريتاج-خدت ملامح باباك صح
اومأ لها ابتسمت قالت- بس انت وسيم
نظرو إليها بصيت لعاصم قالت
-مش كده
عاصم-هتخلينى اغير من اخويا يعنى
-اه
ابتسمت عبير ادم بمقاطعه- فين اسير يماما
- ف المطبخ بتعمل الاكل
- لوحدها؟!
- لوحدها ازاى يا ادم
- يعنى محدش ساعدها
- نا كنت معاها هى الى بتقولى اخرج عشان مسبش ريتاج
سكت ادم قالت عاصم- ف حاجه يا ادم
مشي وسابهم بصتله ريتاج قالت
-اخوك مهتم باسير اوى
مردش عاصم وعبير قالت- اعقدو ع السفره عقبال ما نحط الاكل
فى المطبخ دخل ادم شافها قال
-سيبى الى ف ايدك يا اسير
-ف حاجه يا ادم
جت عبير قالت-اسمعى كلامه، ادم مش عايزك تساعديني
اسير- لا اكيد ادم ميقصدش
ادم- دى مش مساعده يماما اسير هى الى كانت واقفه لوحدها
اسير- ادم خلاص
ادم-اخرجى دلوقتى
اسير بضيق- ادم قولتلك خلاص نا الى كنت عايزه أعقد هنا عشان معقدش برا، نا بحب اساعد عمتو وهى مطالبتش منى حاجه
عبير- اطمنت يا ادم
اسير- انا اسفه يعمتو ادم اكيد ميقصدش
عبير- تمم يا اسير اعقدى معاهم بره كفايه وقفتك اكتر من كده
تنهدت وخرجت قال ادم- اتمنى تكونى فهمتى كلامى
- عارفه قصدك يا ادم، بس إنت بجد اتخيلت انى ممكن اعامل بنتى كخدامه
- نا مقولتش كده..بس لما تلاقى ريتاج هنا خليها تعقد فوق انا متأكد انها مرضيتش تسيبك عشان انتى
سكتت قرب منها وشال الأطباق بصتله بشده قال
-خلينى نا اشاعدك
-بتعمل اى يا ادم
-هنحط الاكل، يلا
خرج ابتسمت عليه فهو حانى برغم جديته
على السفره قالت ريتاج- واو الاكل حلو اوى
عبير- اسير هى الى عاملاه كله
نظرت ريتاج إليها قالت- ع كده ست بيت شطره
عبير-انتى مبتعرفيش تطبخي ولا اى
ريتاج-لا والله يا طنط نا اكلى من بره او شيف يعملهولى
نظرت عبير الى عاصم
ريتاج- مش هكون فاضيه اعمل اكل لان عندى شغل.... انتى خريجة اى يا اسير صحيح
نظر اسير إليها قالت-اعلام
سكتت ريتاج وكانها لم تتوقع ذلك قالت
-ومشتغلتيش لى
-تقدرى تقولى انا إلى رفضت الفرص
-لى القبض مكنش كويس، معلش يا اسير المبتدئين بيبقوا كده
-١٠٠٠
-اوه ميجاد ده قبض عيل صغير
-دولار
نظرت إليها حين قالت ذلك وتطلع عصام وادم اليهم
ريتاج- شركة اى
-مش فاكره بس عالميه
-ازاى وانتى رفضتيهم، مبيقبلوش لغات اقل من....
-Langues moins de cinqفرنسيه"بيقبلو خمس لغات"
I had five languages انجليزى" ونا عندى خمس لغات"
Pero no soy un adicto al trabajo.اسبانى "بس انا مش غاويه شغل"
Ich bleibe gerne zu Hause bei meinem Mann und meinen Kindernالمانى"احب اعقد مع جوزى وولادى"
واخترت ده يكون مستقبلى مش حاجه تبعدى عنهم"العربيه"
سكتت ريتاج من الى قاله بل عجزت عن ترجمة بعض اللغات الى اتكلمت اسير بيها لانها ف الحقيقه ليست متوفقه بل كانت تترقى بسبب ابوها
ابتسم ادم من رد اسير القوي واعجب عاصم بها ايضا
ريتاج- اخترتى زوج وأولاد بس دول لسا مبقوش عندك
اسير- عندى زوج
نظر ادم بصتله قالت- بكره يبقا فى اولاد
حس انه شرق وكح من نظرتها ومعانيها، جابتله ميا وادته قالت
-على مهلك
قالت ريتاج-انت..انتى؟! انتى وادم متجوزين... انتو متطلقتوش
اسير- مش هيحصل، لى بتقولى كده.. سمعتي من حد
سكتت نزل ادم ايد اسير قال- خلاص
اومات له واتعدلت ف قعدتها وهو فضل يبصلها نظرت له وابتسمت واكلته ليصبح الوضع أخطر من السابق
نظرت ريتاج لهم بصيت لعاصم ابتسمت فهى لم تكن تعرف حول علاقة ادم باسير، باين انهم بيحبو بعض وعاصم بقا مهمش يعنى مفيش صراع لكل الى بتعمله ده.. اسير لم تعد خطره... بل عاصم هو الخطر على علاقتها مع زوجها الذى يكون اخوه
فى الليل مشيت ريتاج وعاصم معاها عشان يوصلها
بيبص ادم حواليه مش بيلاقى اسير طلع وقفته عبير قالت
-ادم
-نعم يماما
-كلام اسير ده صح، انتو مركزين ع الخلفه
ارتبك لكن قال- ماما
-نعم
-ادعيلنا.. نا واسير سوى
طلع نظرت له من حماسه قالت- ربنا معاكم ويبعد عنكم الشر ويجبر بخاطرك يا ادم
طلع ادم شقته مسمعش صوت بيروح الاوضه ملقاش فيها حد قال
-اسير
مرديتش فتح الدولاب بيقع حاحه ق،امه ع الارض، كانت باقة الورد بتاعته لكن جت جوه الدولاب ازاى
مسكها باستغراب شديد
اسير من وراه- متلمسهاش سيبها ف مكانها
-لقتيها فين
-ورا الكنبه وخدتها، بس بما انك شوفتها اقدر اسالك كنت جايبها لمين
-انتى عامله نفسك متعصبه بدالى
-متوهش، انت فكرتنى.. كنت مخبيها منى بس نا شوفتها وعارف عشقى للورد ده فحطيتها عندى
-اسيييير
-كنت جايبها لمين
-ليكى
نظرت له حين قال ذلك قرب منها قال- خلاص هديتى، نرجع لموضوعنا الأساسي
-م..موضوع اى؟!
-يعنى مش عارفه عشان كده مستخبيه
-لا نا كنت بغسل وشي
سحبها وقفل الباب نظرت له قالت- ف اى با ادم
-قولتى حاجه مهمه تحت
-نا قولت حجات كتير
-وف حاجه استوقفتنى
-الساعه ١٢ انا لازم انام
بتمشي وتروح ع السرير وبتلاقي بتلاقى ادم ف وشها وقعت ع السرير بخضه
قرب اظم منها رجعت لورا وقلبها دق جامد قالت
-ادم مالك
قرب منها تانى رجعت لورا لحد ما لزقت ف الحيطه بتبص لقيته ف وشها وقريب منها، انكمشت على نفسها ونزلت تحته ولسا هتجرى مسكها قالت
-ادم اوعععي
-اولاد هاا
سكتت واتكسفت منه قرب منها قال- عندك زوج فعلا ناقص الولاد.... ممكن يجو بس لو كسرتى الكسوف ده
نظرت له بشده رفعت ايدها قالت- انت قليل الادب
مسك ايدها نظرت له لسا هتضربت بلايد التانيه مسكهم الاتنين بأيد واحده ورفعهم قالت بضيق
-أدم الهزار انا مبحبش سمعتنى هتلاقينى فتحتلك دماغك تانى ب..
نفضها مره فثبتت ف مكانها وعينها جت ف عينه اتخضت من قربهم
نظر لها ادم وحس بضعف نزلت عينه على شفايفها قرب منها دق قلب اسير جامد وكانه هيخرج من مكانه وكانت باصه لضعفه الى لاحظته
ادم بهيام وهو باصص لعيونها- جميله.. الجمال خلق ليكى
دابت فى غزله وارتخت بين ايده قرب ادم منها ولمس شفايفها بيرن الجرس
فاق وادرك ما كان سيفعله نظر إليها بعد عنها بحرج واتعدلت اسير فورا وعدلت هدومها
كان مش عارف ادم يبرر ضعفه بس رن الحرس تانى استغله وقام فتح
غبير- نسيت تليفونك تحت
-تمم شكرا يماما
نزلت بيتنهد ويرجع اوضته قالت اسير-عمتو كانت عايزه حاجه
-لا بتديلى التليفون، نسيته تحت
اومات بتفهم قعد ادم عل. الناحيه التانيه تنهد وكان خايف تزعل منه بس للحظه افتكر انها استسلمت له.. كانت ف ايده مستسلمه
اسير- ادم انت كنت بتقول الحقيقه
اظن بارتباك-بخصوص اى
اسير-الورد... انت كنت جايبهولى انا
-اه يا اسير هجيب لمين غيرك يعنى
لفت وقالت- ده كان يوم اى
-الى جتيلى ف الورشه
-ومتهدوليش لى
سكت افتكرت خناقتهم قربت منه قالت
-جبته من النوع الى بحبه صدفه ولا
مسكها قال- اسير مش عايز غباء، كان شكلك أذكى من كده تحت ولا بتعملى غبيه معايا انا بس
سكتت بس ابتسمت قالت- بتغابى معاك انت بس
حصنته نظر اليها بشده كانت محتاجه تحضنه حتى لما لقيته جه وهى مستنياه بس معرفتش
بعدت بخجل قالت- شكرا اوى يا ادم
نتشت البوكيه من ع الكمود قامت مليت فازه شويه ميا وحطت الورد فيه ورده ورده
ادم وهو قاعد بيتابعها قالت- تعرف يا ادم، عاصم مجبليش غير بوكيه واحد طول علاقتنا
اضايق من ذكرها حطتيهم جنبها قالت-هيدبلو صح
ادم-اجبلك غيرهم
نظرت له نبض قلبها قالت-غاليين
-مفيش حاج غاليه عليكى
ابتسمت قالت- كلامك معسول اهو اومال اى الخوف منك ده
-خوف
-جديتك متظهرش الجانب ده فيك
قفلت الانوار ونامو كل منهم ع جانب بص ادم ليها ياريته يقولها انه كده معاها هي بس
فى العربيه بيسوق عاصم
ريتاج- باين ان حبهم كبير اوى
عاصم-هما مين
-اخوك واسير.. علاقتهم كأنها من عشرين سنه
-ادم دايما حنين مع اسير
-لانه بيحبها
-صديقها وكان يعتبر وكيلها
-بس عينه بتقول غير كده وهى كمان.. شكلها مياله
بصلها عاصم قال- انتى عايزه اى
-عادى بنتكلم بدل ما الطريق ممل
-معندكيش كلام غير عن اسير
-انت مبتحبش تسمع عنها خلاص نقفل الموضوع.. نا بردو مقدره انها كانت حبيبتك السابقه
قربت منه قالت-بس انا الأولى والاخيره
-ريتاج، خرجت اسير من دماغك
-هى خرجت فعلا صدقنى مبقاش عندى مشكله معاها بدام رجعنا وهى مش نقطه ف علاقتنا
حضنته نظر لها ربت عليها بابتسامه
فى اليوم التانى بتصحى اسير بدرى وتكون بتعمل فطار وتحطه ف لانش بوكس
سمعت صوت الباب جريت قالت- ادم
وقف ادم قبل ما يخرج نظر لها قالت- نازل بدرى النهارده
-اه
-نا عملتلك اكل
ادته الانش بوكس ومج حرارى قالت-وهنا القهوه فرنساوي.. جربها هتعجبك اوى
بص للى ف ايده نظرت له اسير قالت- ف اى، مش عجبك..
-شكرا يا اسير
قالها بابتسامه قربها منه وباس دماغها نظرت له من تلك القبله اللطيفه اتكسفت خرج وسابها وهو فرحان من ما فعلته من اجله.. صحيت بدرى عشان متنزلوش منغير اكل
نزل علل الورشه وفتح بحماس بيحط الشنطه على الطاوله عشان متتوسخش واتأملهم لحظه
اتنهد بابتسامه منها وراح ع شغله
نزلت اسير قابلتها عبير قالت- انتى خارجه
-اه هشترى شويه حجات من السوبر ماركت
عبير- هاتيلى جبنه معاكى يا اسير
-حاضر يعمتو
-متتأخريش
-حاااضر
خرجت من البيت وهى ماشيه بتبص ف التليفون من الطلبات الى كتباها بتخبط واحده فيها جامد
قالت المرأه بزعقيق-مش تفتحى يعاميه
بتتفجأ اسير لانها الى خبطتها بصيت لقيتها فاتن نظرت لها بضيق قالت
-لا هو انتى الى خبطتى فيا اصلا لو هنتكلم ع العمى
-بتقولى اى يابت
نظرت لها قربت منها قالت- متقولى بتقولى اى كده تانى
اتجاهلتها اسير بضيق قالت- ابعدى عنى
مسكتها جامد قالت بصوت عالى-أنا عاميه... لى شيفانى برمش هنا وهنا للرجاله زيك
نظرت لها بشده قالت- اوعى سيبينى انتى مجنونه ولا اى
-مش عيب يا اسير يا حبيبتى تعملى كده.. تكونى خارجه من علاقه وتجرى ع اخوه.. ده انتى حتى تبقى خرابة بيوت
بص الناس ليهم، قالت فاتن- عماله تتسوهكى ع ادم لما ملقتيش رجا من عاصم.. قولى صحيح انتو فشكلتو لى... ولا...
شهقت قالت- تكونو بتلعبى ع الاتنين
زقتها اسير قالت- انتى مجنونه يست انتى، بلعب ع مين هونا زيك اسيب جوزى وابص لغيره
ضربتها بالقلم ع وشها اتصدم الكل قالت فاتن
-انا بجرى ع غير جوزى، لى ياحبيبتى فكرانى زيك بستخبى ف الورش ولا تحت كوبرى... متتكلمو ينسوان
اسير بغضب- اخرسي يزباله
مسكتها جامد بصيت لقيت ستات لبسين عبايات سوده وضخمين بيقربو منها
اسير- انتو مين
فاتن- عايزه اشكالك يتكرو هنا، مهى حركتم الو.سخه دى الى جابت للحاره الكلام.. طب اختشي يابت واسترى نفسك لا تيجى وتتنططى وجوه الورشه ولوحدكم
اسير بصراخ- بقولك اخرررسي
فاتن- محدش يرضى بالوضع ده، لو انتو ماشيين ف الحرام فاعملوه بره ياختى احنا حاره محترمه مش شبهكم
زقتها جامد ووقعتها ع الارض اتالمت اسير
كان عامر معدى شاف الى بيحصل اتصدم وبص لفاتن والستات حوالينها جري فورا
نظرت لها فاتن بشر قالت-اتفووو، شوفو شغلكم يستات
قربو من اسير نظر ستات الحاره بشده الى بيحصل
اسير- عايزين اى منى.. ابعدوا عنننى
مسكتها واحده من شعرها صرخت
فى الورشه كان ادم بيغسل وجهه وبيعقده يستريح
-ياهنددددسه
سمع صوت نظر جت ادم وهو بيجرى- يهوديه انت فييين
خرجله ادم قال- ف اى يعامر
خد أنفاسه بصعوبه قال- ان..انسه اسير
نظر إليه من طريقته الى تخوف قال
- مالها أسير
صرخ فيه قال- انطققق
-الستات متجمعين حواليها وفاتن بتضربها
اتصدم ادم من الى سمعه قال- مكانها فييين، اتكلم يلاا
-تعالى ورايا
جرى الولد ليسرعه ادم باتباع فورا كالفهد بصيت شاديه وشافت ادم اتخضت قالت
-ف اى
بيمسكو اسير من شعرها زقتهم جامد بعيد عنها بس مسكو دراعها وبتكون فاتن ماسكه مقص
وتقرب منها نظرت اسير لها لخوف وهى تبكى - ابعدى عنى، اوعووو سبوننى.... الحقنننى يا ادمممم
بتمسك فاتن جامد قالت بشر- متلعبيش مع حاجه مش بتعتك تانى... وخصوصا لو بتاعت فاتن
نظرت لها بتمسك شعرها صرخت اسير وقتها بتقطعلها هدومها وتشدها من شعرها وتقرب المقص منه بس بيمسك حد ايدها جامد
نظر الجميع الى تلك القويه الى عوجت ايد فاتن والمقص وقع من ايدها واتالمت بشده
-ا..اه ايدى
صرخت بتألم بتبص لادم الر واقف ادامها عروقه بارزه بشده
بيرفع اعينه الحمرا من الغضب الجحيمى
فاتن- اادم
وفى لحظه بينزل بقلم على وشها بتقع عند رجله من شدة قوته وتسكت الافواه اجمع من الخوف
↚
فاتن بصوت عالى-انتى فكرانى زيك بستخبى فى الورشه مع راجل لوحدى ولا تحت الكو..برى
اسير بغضب- اخرسي يزباله ق.طع لسانك
فاتن-انا الى ز.باله بردو... نس.وان علموها الادب
بيمسكو اسير إلى صر.خت جام.د بخو.ف لما لقته بيومها مق.ص
بتمسك شعر.ها صرخت اسير زقتها بتق.طعلها هدومها وتشد.ها من شعرها وتقرب المق.ص منه بس بيمسك حد ايدها جام.د
نظر الجميع الى تلك القو.يه الى عو.جت ايد فاتن والمق.ص وقع من ايدها واتا.لمت بشده
-ا..اه ايدى
صر.خت بتأل.م بتبص لادم الر واقف ادامها عروقه بارزه بشده
بيرفع اعينه الحمر.ا من الغضب الجح.يمى
فاتن- اادم
وفى لحظه بين.زل بق.لم على وشها بتقع عند رجله من شدة ق.وته وتسكت الافواه اجمع من الخو.ف
بيلف بغضب لنساء الى ماسكين اسير بيقرب منهم واحده بتقفله ضر.بها جامد وو.قعها أرضا دون اهتمام بأنها مرأه
بينتش اسير من على الارض ويضمها ويغطيها بهدومه
نظر الجميع اليه وازاى قربها منه بدون اهتمام ان الناس شيفاهم
فاتن بغضب- انت بتمد ايدك علياااا
قامت وصر.خت فيه قالت- انت اتجنننت ف عقلك بتم.د ايدك عليا عشان دي
بينز.ل بقل.م تانى اقو.ى من الى قبله لتنصدم
ادم- ضوفرها انضف منك، اياكى تجيبى سيرتها تانى
-ه.قتلهالك، شايفين يناس جاي يحب فيها قدامنا بدون كسوف.. مكنتش بتبلى انا شيفاهم بعينى ف وضع مقرف
مس.كها من شع.رها صر.خت وانصدم الجميع من ادم لانه مبيمد.ش ايده ع ست ولا حتى يشت.مها
فاتن- اوعي يا ادم، ةوعععى
-تق.تلى مين، سمعينى كده تانى
نمرت اسير له فهو يبدو مخيف وكأنه س.فاح
ادم- جربى تلمسيها، المسيها وانا اقط.ع نسلك كله
نظرت له بخوف من شكله ش.د شعرها أقو.ى صر.خت قال بشر
-شغل العص.ابات بتعك ده مار.سيه ع حد غيرها، بوسي رجليها انى جيت ف الوقت المناسب قبل ما تأذي.ها
بص للم.قص الى ع الارض قال- كان زمانى شو.هتك بيه، بس اعرفى ان الى حصل مش هيعدى.... وحياتها عندى لاخليكى تندمى انك فكرتى تعملى كده
رم.اها جا.مد أرضا وقع.ت عند رجل اسير زى الكلبه المرعوبه من تهد.يد سيدها جريت الستات بسرعه بيهر.بو من ادم قبل ما يمسكهم
نظر ادم الى ناس اجمع قال- عجبتكم الفرجه، شايفين واحده ز.باله بتهين فى شر.ف بنت وجايبلها سوابق يض.ربوها قدامكم وانتو زي الاصنااام
سكتو جميعا بخجل لكنهم يخاف.و من فاتن
ادم- خضتو ف شر.فها انتو كمان، شرف اسير انضف منكم كلكم والا هيتكلم عنها نص كلمها هقطع.له لسانه
جهم رجاله متجمعين فجأه وشافو فاتن وهى ع الارض واسير وادم
-بشمهندس ادم، حصل حاجه
نظر لهم فهؤلاء ازواج النساء الواقفه الى معرفوش يدخلو بس اتصلو بجرلتهم يجو فورا لكنهم اتو متأخرين
قالت مرأه- احنا اسفين يا اسير بس الست دى قا.دره ومف.تريه
لم تكن تنطق اسير قالت فاتن بغضب- اخر.سي، لو نا غلطت فشوفو الى بيعملو..،
نظر لها ادم فخرست بر.عب قال ادم - البنت الى بتتكلمى عنها دى تبقى مراتى
اتسعت اعينها واتصدم الكل، قال بغضب- مراتى ع سنة الله ورسوله، يعنى قبل ما تتكلمى عليها اعرفى كويس انتى بتتكلمى عن مين.... دى جزمتها أنضف منك يز.باله
مسك ايد اسير وقربها منه لتكن ف احضانه قال
-سمعتتو كلككو، اسير ادم احمد مسلم... مراتى
سكت الجميع ولن يقدرو ع النطق بعدما قاله او لن يتجرأ احد ع التكلم عليها فكتم اظن الافواه
خد اسير إلى كانت منزله وشها ومبترفعوش من البكا ومستخبيه فى حضنه من انظارهم وهو ضمها وذهب من ذلك المكان الذى يريد احر.اقه
بتكون عبير بتطبخ قالت
-نا كنت عارفه ان لو راحت فحته بتعقد سنه
واول ما بتسمع صوت قامت -اتاخرتى لى يا اسير ده كله عشان تروحى السوبر ماركت
سكتت لما لقت ادم قدامها واسير جنبه قالت
-اى الى رجعك بدرى، مش تقوليلى انك راحه لادم
لم ترد وذهبت اصدمت عبير قالت
-اى ده مين الى عمل فيكى كده، والتيشيرت اتقطع كده ازاى
-مفيش حاجه
-مفيش اى، متقولى الى حصل
اسير ببكا- قولت مفيش
نظرت لها جريت على فوق بتبص عبير لادم قالت
-ف اى با ادم، مالك مضايق انت كمان
مشي ورا اسير وقفته قالت- اسير حصلها حاجه.. انت إلى ضر.بتها كده
ادم-تتق.طع ايدى قبل ما اعملها
-امال حصلها اى، اى الى جرالها
-بعدين يماما
طلع فورا وراها وعبير مذهوله منهم
دخل شقته وراح اوضته لقاها قاعده ساكته هدوء مريب بس دموعها شغاله قرب منها وقلبه فى حر.يقه من حزنها والى حصلها
-اسير
قعد جنبها ربت على كتفها زقته قالت-ابعد عنى
نظر إليها وحس بوكزه فى قلبه قال
-اهدى ممكن
-اهدى، بعد الى حصلى اهدى... أنا اتهان.ت بسببك
نظر لها من ما تقوله قال-بسببى
-اه بسببك، الزباله دى عملت كده لى مش عشانك
بكيت بحزن قالت- حقير.ه مجر.مه وشر.شوحه فضلت تخو.ض فيا وبهدلتنى هى والر معاها
حس بحر.يقه فى قلبت قرب منهل قال
-مش هيعدى بالساهل اوعدك هخدلك حقك، نا مسكتش
انتفضت من جنبه قالت-قولتلك ابع، عنى، اخرج سبنى لوحدى
-اسير ممكن تهدى
ابتيمت ساخره قالا-مسكتش ها، ضر.بك ليها والى قولته مرجعليش كرامتى الى وقعت ف الارض بسبب الز.باله بتعتك
قامت بغضب من جنبه قالت
-انا إلى كل الحاره متقدرش تبصلى دلوقتى كانو بيقولو عليا الى ماشيه معاك ولولا انك قولتلها انى مراتك كانت زمان سمعتى ف طين
شعر بالغضب من كلامها لكن يعلم انها مجر.وحه لكنها تج.رحه، تجر.حه كثيرا قال
-بتتكلمى كانى السبب
صمتت وقف ادم قال- انا عملت اى عشان تقولى كده.. أنا مالى بالى حصل
-مش دى الست بتعتك، الى علاقتك بيها مسمعه
-بتعتى؟! ومسمعه؟! انا
لا يصدق ما تقوله هل تراه حقا هكذا، انها امرأه متزوجه وهى من تحاول معه وهو يرفض، هل تراه بتلك الحقاره.. تراه زا.نى
ادم- اسير انا وفاتن مفيش اى حاجه بينا، هى الى
-مليش دعوه بيكم انا ليا دعوه بنفسي
نظر لها من كا تقوله
-علاقاتك باى واحده بعيد عنى مش فارقلى لاكن ز.باله منهم تقربلى وتعمل فيا كده ده الى مش هسمح بيه
مشيت ودخلت الحمام ور.زعت الباب، فضل ادم واقف عالق فى كلامها، جر.ح قلبه الى مئه قطعه اكثر من ما هو مجر.وح من أجلها
انها غاضبه منه، لكن اكثر ما يؤ.لم هو نظرتها الحقيقه عنه
بتبكى اسير فى الحمام وتفك شعرها الى اتبهدل مع هدومها وكانت هيتقص انهارده
جملت فاتن "دى آخره اما تلعبي مع حاجه مش بتعتك"
جمعت قبضت بغضب وضر.بت الحوض بايدها
-زباله.. ازاى سكت.. ازاى خليتى الأشكال دى تهينك كده
افتكرت الستات الى اتجمعو حواليها وكانت لوحدها ومتعرفش كانو هيعملو فيها لو مكنش ادم وصل
"اسير تبقى مراتى على سنه الله ورسوله... الى يجيب سيرتها هقطعله لسانه"
نزلت دموعها بحزن ع كبريائها خبط الباب سمعت صوت ادم قال
-اسير، كفايه عياط
ألم يغضب منها على كلامها الا يزال واقفا بل أتى ليراها واطمئن عليها
تنهد ادم وقال - حقك عليا، دى غلطتى انى سمحت لحد يأ.ذيكى
مكنش قادر يسيبها تبكى كده لوحدها برغم قلبه المجر.وح لكنه فى جر.حه مبيفكرش غير فيها
فتح الباب وطلت اسير نظر. لها ادم قربت منه وقفت قدامها وارتمت فى حضنه، انفجأ ادم جدا حس بدموعها الدافيه حضنها فورا
بكيت اسير داخل عناقه ويحتر.ق من الحزن قال
-انا اسف يا اسير، اسف يا حبيبتى
ضمها بقوه لصدره لعلها تسمع صوت قلبه العاشق، ربت على شعرها بحنان قال
-اوعدك هخدلك حقك
بكيت وحضنته أقوى ليقول بغضب وشر
-وحياة دموعك الغاليه لاخليها تبوس رجلك عشان تسامحيها
بتكون عبير قاعده قلقانه جه عاصم ودخل سريعا قال
-الى حصل ده بجد، الى سمعته ده
-سمعت اى
-فاتن اتلمت على اسير هى وستات واتهج.مو عليها
بتتصدم وافتكرت شكلهم قالت-يعنى الى عمل فيها كده فاتن.. بس لى
عاصم- اكيد عشان ادم
- الزباله هى واو.ساخها ازاى تعمل كده
عاصم- الى حصل ده مش هيعدى دى اهانه لينا احنا
-انت شايفها اه.انه مش زعلان على اسير
-انا دمى محر.وق، فين اسير
-فوق
سمعو صوت شافو ادم نازل وعيونه فيها ش.ر
عبير- ادم الى حصل ده بجد
لم يرد عليها، قالت عبير- مترد يا ادم، طب انت رايح فين
عاصم-استنى جاي معاك
لسا بيخرج وقف ادم قال-لا
نظر له قال ادم- خليك هنا مع اسير وامك، مينفعش نخرج احنا الاتنين ونسيبهم لوحدهم
نظر له قال- بس
-خلصنا يعاصم
-طب انت رايح فين
-مش هيهدالى بالى الا ما اخد حقها
-وانت لسا مخدتوش، انت ضر.بت ست قدام الشارع كله
عبير بصدمه- ضر.ب فاتن
-اه و.رماها على الارض وها.نها
ادم بغضب-واقت.لها كمان
نظرو إليه من نبرته المخيفه، ادم
-انت مكنتش موجود ولا شوفت اسير كانت ازاى والز.باله دى هتعمل فيها اى
-ادم، احسنلك متخرجش وانت كده اعقد الاول ا...
لما لمسه زقه قال- متع.طلنيش
-ادم
مشي وسابهم نظرو إليه بقلق لكن عاصم كان غاضب ايضا مثله بس غضب اخوه يخو.ف
مشي ادم وعمل مكالمه قال- انت فين
-ف المكتب منتا عارف....
-تعالالي حالا
أنهى مكالمته ومشي
بيجى فؤاد فى مكان ما متعودين يتقابلو فيه قال
- ادم...
- عايزك تساعدنى، وحياة امها لاخليها تندم وهى بتمو.ت ف ايدى
نظر له من حالته -ممكن تهدى انا عرفت إلى حصل قبل ما اجى
قال بغضب-عرفت من مييين، هما مصدقو مسكوها سيره
فؤاد-محدش قالت انا إلى اتصلت بعاصم سألته عليك
-وانا بكلمك بتسأل عاصم لى
-منا كان لازم اعرف، انت مكنتش هتحكيلى ولا اى
سكت اقترب منه قال- خلينا نفكر بس بهدوء
-هق.تلها
نظر له فؤاد من ما يقوله ذهب اتصدم وجرى وراه قال
-انت رايح فين يا ادم اتجننت
مردش عليه وقف ف وشه قاا- متقف بقا
-ابعد من وشييي، بسببها اسير بتبكى، مد.ت ايدها عليها الزباله وهقط.عهالها... غلطت اوى
-ادم
-دى اسيير سمعتنى، لو حد لمسها اقت.له، امحيه سمعنى
كان صديقه باصص فى عينه الحمرا وتبدو مخيفه من كلامه كثيرا قال
-بدأت اقلق من حبك عليك
توقف ادم لبرهه وكأنه ليس ف وعيه لكن خرج شيط.انه الغاضب
فؤاد- انت كويس يا ادم، لازم تسيطر ع نفسك... حبك ليها بقا يخو.ف، وبيوصل للقت،ل كمان... لو مهديتش نفسك هتعمل غلط كبير تندم عليه
-المفروض اسكت بعد الى حصلها
-انت مش شايف بتفكر ف اى، اهدى الاول وفكر صح عندك ميت طريقه بس انت... انت ناوى ع ق.تل.. قت.ل يا ادم.. فوق
سكت وهو مجمع قبضته فصوت اسير وبكائها بيجعله يثور
مسكه فؤاد قال- تعالى نروح نعقد ع القهوه بدل كوبرى النيل ده.. نشرب شاى ونشوف حل
على القهوه بيتحطلهم الشاي
فؤاد- قولى بقا ناوى تعمل اى مع الزفته دى
-انت كنت عارف هعمل اى
-عايز تقت.ل معجبينك
نظر له خبطه ف كتفه قال- ده انت طلعت جامد اوى الست واقعه ف دباديبك ونسوان بتق.طع نفسها عليك
-ممكن تخرس
سكت بحرج، قال ادم- معندكش د.م، شايفنى مش طايق نفسي والل حصل مش سبيل لضحك وهزارك... اسير اتهانت من زب.اله فاكره نفسها ف حاجه بينى وبينى، أنا حاسس انى السبب
-وانت مالك
افتكر جملتها ليه وهى بتقولى ان فاتن عملت كده بسببه وهو مقتنع ان دى حقيقه
فؤاد- ناوى ع اى
-هروح القس.م اعملها مح.ضر
-ايوه هو ده الكلام، بص احنا نلبسها ق.ضيه تخدلها فوق ال٢٥سنه
نظر له كمل وقال-انا اعرف ناس يقدرو يدخلو البيت ع اساس انهم بتوع الغاز ويحطلها ممنو.عات
وطى صوته وشرح قال- نبل.غ عنها وتتقفش وبكده تكون لبست قضيه مخدر.ات فل...
-اسكت
-اسمع منى انت مش عايز تندمها اهو احسن من ألقت.ل..
قال بحده-بقولك اسكتت
سكت قال ادم بضيق- بتقولى اهدى وهعمل جر.يمه، امال الى هتعمله ده اى... طب انا ياخى كنت متعص.ب اما انت بجد بتفكر كده
-انا قولت حاجه غل.ط
-انا مش هلبس ست قض.يه زور مش حبا فيها لا انا مش هشيل ذ.نب ع دي، بس بردو الى عملته مش هيعدى.... هعمل قض.يه بالى حصل وهخلى كل عين شافت الى حصل تشهد والقانون يتصرف ومكنش اتبليت عليها وخدت جزاء الى عملته....
تنهد وقال- وحق اسير وكرامتها ترجعلها قدام الكل
ابتسم فؤاد قال- شوفت لما هديت فكرت صح ازاى... اهو ده ادم الى اعرفه، عشان كده اهدى قبل كل حاجه هتلاقى تفكيرك حكيم اكتر مننا... بس عصبيتك بتخليك شخص غريب.. غريب عن اى مره شوفتك فيها ولو كان الموضوع متعلق باسير
نظر له ادم من ذكرها فسكت فؤاد
قال- اقتنعت بكلامى يعنى
-وهكونلك محامى كمان سيبها عليا
-اقلق منك والله... مش تقولى نلبسها قض.يه ورجاله وممنو.عات
-الله، مش كنت بساعدك
-انت عقلك بقا ز.باله يفؤاد زى شغلك الحر.ام
-متقولش ح.رام بس
-ده تفكير محامى محترم، ده تفكير مجر.مين
حط دراعه ع كتفه قال بنصح
-البيت الى مفهوش صا.يع حقه ضايع
عبير كانت قاعده مع اسير قالت
-مقالكيش رايح فين، ده اتاخر اوى
نفيت اسير انه معرفهاش حاجه
جه عاصم بعد مكالماته قال- تمام شوف الوضع وقولى
عبير- عرفت حاجه
-محدش شافه، ولا فؤاد بيرد.. من ساعة مسالنى ع الى حصل عشان يعرف كلمه لى
-وهو كان عايز فؤاد لى
-شاكك انه يكون بل.غ ع فاتن
نظرت اسير إليه، قالت عبير- ما هيتاجو دلايل واقاويل وشهود
عاصم-هعرف اجبهم انا، ممكن اخليها قضيه كبيره عشان تحر.م الز.باله الى عملته وتعرف هانت مين
كانت اسير ساكته نظر لها قعد قدامها قال
-اسير، انتى كويسه
-اه انا بس عايزه انام
-هجبلك حقك، متحسبيش ان هسكت انا هعرفها مقامها كويس
نظرت له مسك ايدها قال- متزعليش نفسك، شيلى الى حصل من دماغك
كان دى اول مناقشه بينهم فيها موده وحنان كده، نظرت عبير لهما والى عاصم بتحديد وهو يربت على يدها
طلع ادم على شقته ولما دخل سمع صوت شاف عيلته قاعده مع اسير وعاصم بيبص لاسير ويمسك يديها
احترق قلبه شر احتراقا وحس بوجع فى بطنه اقترب منهم
نظرت له عبير اتفجات فالت- ادم
نظر عاصم الى أخيه نظر إلى يده وسحبها من ع اسير
عبير- كنت فين
عاصم- مبتردش ع تليفونك لى
ادم-مسمعتوش
راح قعد جنب اسير قال- كلتى
اسير-مش جعانه
ازاح شعرها خلف ودنها قال- يعنى مكلتيش، اطلبلك اكل اى
نظرت إليه، نظرت عبير وعاصم لهم من نظراتهم قالت
-لو عوزت حاجه ناديلى يا ادم
اومأ اليها بتفهم مشيت عبير وسابتهم ولحق بها عاصم وهو مستغرب من النظرات الى نبتت بسرعه، هل يحبون بعضهم بحق... متأكد أن نظرات أخيه مش عاديه.. دى نظرات عاشقه
قالت اسير- انت خرجت فين
-كان عندى شغل
نظرت له قال- هتاكلى اى يلا
-انا عايزه انام
قامت مسكت ايدها ورجع قعدها تانى قال-مفيش نوم قبل ما تاكلي
نظرت له رن تليفونه قال- وصلت.. تمام نا نازل
اسير-رايح فين
خرج وسابها استغربت راحت وقفت ف البلكونه لقيت دليفري واقف تحت
بيخرج ادم ويديله الفلوس
بيشوفه عاصم وهو طالع بيعرف انه طلب اكل لاسير بالفعل، ،دخل شقته ودور عليها لقاها جايه من البلكونه قالت
-ادم انت بتكلف نفسك لى
-اكيد مش هسيبك تنامى منغير اكل
-كنت هاكل اى حاجه مكنش ليه لازمه المصاريف دى
-ممكن تعقدى
تنهدت وقعدت فتحت العلبه لقتها فرايد تشيكين من المطعم الى بتحبه وشهير ف مصر نظرت له لأنه اكيد اتكلف اكتر من ما توقعت
قعدت معاه وكلت بهدوء فتحلها البطاطس المقليه نظرت له من اعتنائه بها قالت
-مبتاكلش لى، كل معايا
-انا شبعان المهم انتى، هروح اخد دش عقبال ما تخلصي
قام وسابها سكتت قليلا ونظرت إلى الاكل ابتسمت وكلت من اكلتها المفضله فلم تاكل من الصباح
شافها ادم فسعد كثيرا انه خلاها تبتسم
خرج وهو مبتل ملقهاش ف الاوضه راح ع الصاله شافها قاعده ف مكانها قرب منها لقاها راميه رأسها ع السفره ونايمه ع نفسها
كان شكلها برىء قرب منها قال-اسير
كانت نايمه ع نفسها هزها برفق مردتش بردو قرب منها ومره واحده شالها ع دراعه
حطها على السرير واتأملها لبرهه وهى ف حضنه، اتنهد ولف لقاها مسكاه من قميصه
نظر لها بتنام على صدره براحه اتوتر كثيرا من قربها منه، افتكر دموعها الليله حضنها قال
-انا اسف
فى الليل كانت فاتن قاعده حاطه تلج ع وشها من ساعت قلم ادم وخ.دها مت.ورم وجسمها متك.سر من زقته القويه
-يعينى عليكى يفاتن.. نا يتعمل فيا كده عشان بنت زى دى... ماشي يا ادم... أنا هوريك
بتفتكر عينه السخيفه وتحذيره ليها كان خو.فها مخليها زى الجبانه ومتعرفش لو عملت حاجه تانى هيعمل فيها اى
سمعت صوت سرينه إسعاف قالت- حبكت
بس بتلاقى صوتها وقف عندها وبقا عالى، بتخرج وتشوف عربيه كانت بو.ليس مش إسعاف والجيران خرجو من الصوت باستغراب
فاتن- جايين لمين دول
لقوها بيطلعوا ع بيتها تعجبت كثيرا قالت- اكيد غلطانين
سمعت صوت جرس اتخضت راحت فتحت لقت بوليس قدامها بصتلهم قالت
-ف اى
-انتى فاتن
-ا..اه انا
-اتفضلى معانا، عندنا امر بالق.بض عليكى
-بالق.بض عليا انا، لى انا عملت اى
-اتفضلى وانتى تعرفى
-نا مش هتحرك من هنا، نا جوزى مسافر ولوحدى
-لو سمحتى مش عايزين نعمل شوشره
- شوشرة اى اكتر من كده
- هاتوها
قربو متها قالت بغضب- اوعو خلاص جايه
سابوها مشي معاهم وهى خايفه بيشوفها الكل ويبصولها بشده وتكون بتحاول تخفى وشها بس كلهم عارفين انها فاتن
فاتن- هونا هطلع هنا زى المجرم.ين
-احتا هنهزر، اتفضلى يلا
بتركب البوكس وهى مصدومه وعايزه الارض تنشق وتبلعها وبينطلق البوكس بيها ويمشو
ابتسمت واحده قالت- ده اكيد من ورا اسير، كانت فاكره انها هتقدر تعدى من الى عملته ونسيت عاصم يبقى مين
-هو عاصم الى عمل كده
-اكيد لا ده ادم، قال إنها مراته ومش هيسيب حقا ثم انا عرفت ان جمع كل ناس الشارع إلى حصل ف الخنا.قة وراحو القسم
-يكونش خلاهم يعترفو عليها
-اكيد ده إلى حصل والا مكنتش فاتن اتاخدت فعز الليل زى اجدعها حرا.مى
-جدع والله اهى دى الرجاله ولا بلاش
-لا وداها قل.م جابها الارض
-الهندسه يعمل كده
-بيقولو انه اتحول وفاتن كنا هنقرا عليها الفاتحه لو مكنش حد موجود معاها
-يلا خلينا نستريح منها
قال رجل- بس كفايه كلام ع الناس
تنهدو وسكتو ودخل جل منهم لبيته
فى اليوم التانى بتصحى اسير من نومها وتشوف وش ادم، نظرت له بشم وبصيت على نفسها لقته نايم جنبها وهى ف حضنه
دق قلبها بتوتر وافتكرت ان امبارح نامت ع نفسها غصب عنها
اتحرك ادم غمضت عينها بارتباك وعملت نفسها نايمه
شافها ادم لا تزال قريبه منه، ازاح شعرها من ع وشها احمر وش اسير من الخجل، نظر لشفاها الى يريد تقبيلهم من شدة اشتياقه ليها
تنهد وقام بعيد عنها براحه، رن تليفونه رد قال
-امتى حصل الكلام ده.. امبارح بليل.. كويس... عايزين اقاويلها لى قولتلك انى مش عايز ادخلها أق.سام...تمم يا فؤاد لما اجيلك نتكلم.. سلام
قفل بتنهيده وقام من جمبها بتبصله اسير وتتسائل مين دى الى عايز يدخلها اق.سام، هل يقصد فاتن. معقول قلقان عليها ونسي حقها
سمعت صوت الباب خرجت قالت-انت رايح فين
-عندى مشوار هخلصه وراجع
-مشوار اى
سكت شويه قلل- هقولك لما ارجع
خرجت وسابها منغير حتى ما يفطر بتبص لقيت سايب فلوس زى عادته ع السفره عشان لو احتاجت حاجه
بعد شويه سمعت صوت من تحت نزلت تشوف لقيت ستات واقفين عند بيتها وكانو جيرانها وعبير معاهم
-مش كنتى تقولنا يا عبير اخص عليكى طب لى تخبو حاجه زى دى ده احنا نفرحلكم
عبير- حاجة اى
-جواز ادم من اسير... ولا عزمتونا حتى
عبير- لا دى كانت ع الضيق كتب كتاب وكده
-يعنى ف فرح، طب ابقى اعزمينا بقى
عبير- انشاءالله بس انتو عرفتو منين
-لا مكلنا عرفنا خلاص، ادم أعلن ان اسير مراته وحط ايده ف عين التخين وقال الى عنده حاجه يقولها وكلهم اتخرسو
عبير- ادم ابنى
-اه رن فاتن علقه وهزقها معانا كنا عايزينه يمرمطها بس يلا بقا
-انتى مشوفتيش اما اتجر.ت ف القسم بليل
-اه كان شكلها مهزق اوى انا شمتانه فيها
-اكيد ده عاصم مهو الحك.ومه بقا اومال
عبير- حكو.مة اى وبلو.يس اى
-انتى متعرفيش ان فاتن بوليس جه خدها امبارح بليل ومرجعتش لحد دلوقتى
عبير بدهشه- ده لى
-منعرفش بس اكيد من الى عملته، ده معداش يوم.. مشاءالله انتو واصلين اوى عشان تعرف هببت اى
-يلا عشان منطلوش عليكى وسلملينا على اسير
مشيو وبتقفل الباب باستغراب
اسير- بو.ليس؟!
عبير شافتها قالت- تعرفى حاجه عن الموضوع ده
-لا، بس ادم اتكلم جنبى وانا نايمه وذكر ان ف حوار ف الق.سم
عبير- ادم هو الى عمل كده... معتقدش
بتقف عربيه وتنزل ريتاج بينزل معاها حارسها ومديرها اسمه حسان
ريتاج-خليك هنا بلاش تدخل
-مينفعش اسيبك
-انا داخله لعاصم هو معايا يعنى يقدر يحمينا من اى مخلوق.. ثم هو مبيحبش يشوفك فبلاش تضايقه
طلعت السلالم اتنهد الراجل بضيق
دخلت المجلس بصلها الموظفين وهى داخله بكل ثقه وكأنها صاحبة المكان وهما عارفين جايه لمين كويس دخلت مكتبه
-هى علاقتهم رجعت ولا اى
-بابن من مشيت ريتاج ان عاصم مفرحها
-عاصم مش سهل بكره يتنقل نقله تانيه من ورا السفير
كان عاصم قاعد ف مكتبه مشغول دخلت ريتاج قالت
-حبيبى
نظر لها ابتسمتله وقف قال-اى الى جابك
-اى السؤال ده جايه عشانك طبعا
ابتسم قربت منه وحضنته قالت-وحشتنى
-وانتى كمان
كانت هتبوسه منعها قال- ريتاج احنا ف المكتب
-كنت بضايقك، شكلك مخنوق لى
-مفيش حصل حوارات ف البيت...
-حوارات اى.. مين الى فيها
-انتى لسا حاطه اسير ف دماغك
-شويه، لحد ما نتجوز ممكن اسيبها
-تسبيها
-اه انا هكره اى واحده تقربلك، اى ست يعاصم
-وقعتى مع الشخص الغلط
-عشان كده بحذرك لأنى عارفاك نسونجى
ابتسم ورجع قعد ع مكتبه قال- عايز اقابل والدك
التمعت عينها قالت-امتى
-ادينى رقمه الشخصى عشان ميحسبنيش بكلمه ف شغل
-حاضر، هتطلب ايدى
-اه
ابتسمت قالت- طب متيجى نسهر بقالنا كتير مروحناش النايت
-يوم تانى عشان تعبان
سكتت اومات له قالت- تمم يبقا بكره
نظر لها بشده قعدت معاه بثقه
فى القس.م فاتن قاعده فى الحجز مع ستات شكلها مخيف، اتفتح الباب جريت عليه قالت
-خرجنى من هنا
-انتى فاتن
-اه، اه انا
-اتفضلى معايا الظابط عايزك
خرجت معاه فورا وكأنها مصدقت واول ما وصلت عند المكتب وشافت الظابط قالت
-انتو سايبنى ف الحجز من امبارح لى.. أنا عملت اى عشان تحطونى هناك
-رحبى بالمهندس ادم
بتقف لحظه وبصيت ع الكرسي الى جنبها وشافته قاعد بصيت لفؤاد ايضا الى ابتسم وعملها باي باي
فاتن- ادم.. انت تعمل فيا كده
ادم-بس كده معملتش فيكى حاجه... لسا اما القاضي يقولك الحكم كام سنه
نظرت له بصدمه بالت- حكم اى، دنا الى هحكمك... يا حضرت القاضي الشخص ده ضربن.ي بالقلم واته.جم عليا
شورلته ع وشها قالت- حتى اسأل كل الحاره شاهده
خرج ورقه قال -اتفضلى
فاتن-اى دى
-دى اقاويل الحاره الى انتى عايزاها
ادم- مفيش داعى نجيب الناس تانى يا وليد
نظرت له وانه عارف اسم الظابط ابتسم قال
-متقلقش احنا عملنا تقرير كامل وهى مشرفانا هنا
نظرت لهم باستغراب قالت- انتو بتقولو اى.. انت اتفقوا عليا... رشي.تو مش كده....
مرديش عليها قربت منه قالت- انا هديك اكتر منه بس
قال وليد بغضب- بتقولى اى يا ست انتى بتهينى ظابط ف مكتبه وتتهمى بر.شوه... كلمه كمان وهحطك ف الحجز تانى
بصتله بصدمه وخوف قرب ادم منها قال
-وليد صاحبى من زمان، أنا مر.شيتهوش
نظرت له بتلاقى فؤاد قال
-معاكى رقم محامى ولا ابعتلك حد من معارفى... أنا كلمت جوزك عماد وهو زمانه هياخد طياره وجاي
فاتن بصدمه- عماد.. انت كلمته
-اه ملازم يشوف مراته الى هتتس.جن
-هتتس.جن مين دنا هوديكو ف ستين دا.هيه
قال ادم بغضب- صوتك يوطططى
نظرت له قالت- بتتكترو عليا وانت يا حضرت الظ.ابط فين دليلك ع الكلام ده، غين دليلك انك تحب.سنى ونا معملتش حاجه
ادم- معملتيش حاجه؟!
وليد- ادم بيتهمك انك ضر.بتى مراته وخوض.تى ف عرضها، يعنى ضرب وقذف وتشويه.. ده غير السل.اح الى كان معاكى والستات الرباطيه الى جمعتيهم
فاتن-كدب ده محصلش، هما بيتبلو عليا... صدقنى يا حضرت الظابط
شاورت ع ادم قالت- هو الى بيقول كده غشان عاوز يعمل مشاكل ويطلقنى من جوزى، عماد لو عرف بالمشكلة دى مش هيرحمه وانتو غلطتو اوى
وليد- عماد جوزك لما يجي نشوف الحوار ده
-يعنى اة
-يعنى انا معايا شهود بل شارع كامل سهد عليكى
-كدابين
-والستات الى جبتيهم كدابين برضو
نظرت لهم بشده قال وليد- هات الى مرمين من ال.حجز من امبارح
بيروح الشاويش ويرجع بلاربع ستات اتصدمت من رؤيتهم
F
وليد- هخدمك اخيرا يا ادم
ادم-عايزم تمسكلى قضيه
-قضية اى
-هعرفك دلوقتى بس دخل فؤاد لأنى محتاجه
-فؤاد مين، المحامى الى برا
-اه
-تمام دخله
دخل فؤاد قال- جبتهم
وليد- ف حد تانى ولا اى
فؤاد- شارع الواقعه، بي تقدر تستوجبهم واحد واحد ، بس ف حاجه مهمه يا ادم
بيلفلو ادم قال- اى
-جوزاتهم جهم وكانو بيسالو عليك ف الورشه لما شافونى جهم معايا ع هنا
-عايزين اى
دخل رجل غليظ قال- عايزين حق بتتنا من المقصوفه فاتن... لمغؤذه يا حضرت الظابط
ادم- بتعمل اى عم صالح
صالح- هنساعدك، امبارح الستات الى اتسلطو ع الانسه.. اقصد مدام اسير هر.بوا
ادم- انت جاي تعرفنى يعنى
-لا يهندسه انا جايبهملك، جبناهم من طقاطيق الارض
بيتفجأ ادم كثيرا قال-فين
-سلمتهم برا للكتيبه... سجلهم عندكوا حضرت الظابط
وقف وليد-ممكن افهم القضيه وستات اى اى دة ومين فاتن الى عامله القلق ده كله
B
فاتن بتكون مصدومه وهى شيفاهم
وليد-قوليلى منك ليها هى دى الى قالتلكم تعملو كده
-اه يافندم
-كانت عايزنا نشوه البت ونقط.علها شعرها
-ونعر.يها كمان
جمع ادم قبضته قالت فاتن بغضب- اه يز.باله منك ليها محصلش دول كدابين
-انتى الى كدابه ودفعت.يلنا عشان نعمل كده
ضرب وليد المكتب قال-بس.. اظن كده وضحت يا فاتن
بص وليد لازم قال- متقلقش كل حاجه همشيهالك صح
ادم-شوف شغلك
مشي قالت فاتن-ادم.. استنى انت رايح فين
خرج ورزع الباب وراه نظرت له قال
- كل ده كدب
زليد- يعنى كلهم بيكدبو وانتى الى صادقه
- انا
- انتى لابسه كده كده ولو عرفتى تتفاوضة ببقا ف مصلحتك، ده لو فىمجال للمفاوضه اصلا
بتسكت وبتجرى مره واحده نظرو لها بشده
وليد-امسكوها
بيخرج ادم من القسم بيلاقى الل قفشت فيه قالت
-استنى يا ادم ارجوك متمشيش
زقها جامد بعيد عنه قال- ابعظى من وشي لان حالتى دلوقتى مش لصالحك
-انا اسفه، اما عارفه انى غلطت... مكنش ينفع افكر اعمل كده
- كنتى هتندمى كده وقتها بردو ولا كنتى هتكملى خطتك الز.باله
- ادم
- من رحمة ربنا عليكى انى وصلت وقتها لان لو كنت عملتى الى ف دماغك مهينولك منى الا الم.وت
-انا اسفه، حقك عليا يا ادم.. حق اسير فوق راسي انة اتعميت لما لقيتها معاك، أنا غيرت عليك ومحستش بنفسي
-غيرتى عليا؟!
قالها وباستغراب ونظر لها من فوق لتحت -انتى مجنونه تطلعي مين انتى عشان تغيرى عليا... فكرينى اقول لجوزك يمكن يكون عنده علم بغيرتك ويفسرهالى
بيمشي مسكت ايده قالت- متقولش لعماد ارجوك... متسبنيش هيرمونى ف الحبس مع المجرمين
-ده مكانك فعلا
-ارجوك يا ادم، سامحنى
-اسير هى الى لازم تسامحك... فاكره قولتلك اى هخليكى تبوسي رجليها
نظرت له من ما قاله قرب منها وقف قدامها قال
-يمكن وقتها تسامحك
فصلت متثمره من كلامه مشي قالت بسرعه
-انا موافقه
وقف من الى قالته، قالت فاتن
-هعمل اى حاجه هخليها تسامحني
بتعقد اسير فى البلكونه وتبص على تاريخ اليوم اتنهدت
قامت بس رن الجرس فتحت بتحسبه ادم لقت عبير قالت
-قاعده هنا لى، تعالى انزلى اعقظى معايا
-تعبانه شويه يعمتو
-يلا بس
خدتها ونزلوا قالت اسير- يعمتو مش قادره، هنزل اعمل ا
بتسكت فجأه لما بتلاقى تورته نظرت لها والى عاصم
عبير-ف حد يتعب ف يوم عيد ميلاده
هل أتى ذلك اليوم المتعوس، مر شعر بسرعه، شهر منذ أن اخذت هديه عاصم بخيانته
عاصم بكل طبيعه قال
-كل سنه وانتى طيبه
خرج علبه قالت-اى ده
-هديتك
-ادتهالى من بدرى
استغربت عبير بس عاصم عرف انها بتفكره بيومها لما رميته الدبله "شكرا على هديتك لعيد ميلادى"
خدت اسير العلبه فتحتها كان هاتف جدبد أحدث اصدار
عبير- اى ده
عاصم- كان نفسك تليفون كاميرته حلوه
نظرت له اسير وانه لسا فاكر قالت-شكرا
عبير- اما انا عملتلك التورته... امال فين ادم
عاصم-رنيت عليه مبيردش، كش عارف تليفون معاه لى
عبير- ازاى اكيد فاكر عيد ميلاد اسير
-طب هنقطع احنا عقبال ما يجى
اسير- استنو
نظرو اليها قالت-زمانه جاي
عبير- هو قالك هيجى امتى
-مقاليش
استغربوا قالت عبير- اى الى انت عملته ده يعاصم
عاصم-عملت اى
-كده تبلغ ع فاتن وتخليهم يجروها ومتعرفناش طب هدى نارى حتى
-ده حصل امتى الكلام ده
-امبارح بليل، انت متعرفش ازاى
-انا لسا عارف منك
تستغربو قالت اسير- مش انت
سكت فهو يريظ ان ياخذ هذا الوسام لنفسه
رن الجرس راحت اسير فتحت لقته ادم نظرت له وأنها مغلطتش قالت
-رنيت عليك ا..
-اخرجى شويه
نظرت له باستغراب سمعت صوت ونور ودوشه برا
عبير-اى الى بيحصل ف اى برا
مسك ادم ايد اسير وخرج بيها ولما فتح باب البيت شافت عربيه بوليس وفاتن واقفه مع الجنود الى هيجروها ع القسم من تانى
اسير-اى الى جاب دى هنا
نظرت لهم واول ما شافتها جريت عليها بترجع اسير لورا بس لقتها بتعقد عند رجليها قالت
-حقك عليا يا اسير، أنا اسفه... اعملى فيا الى عايزاه بس سامحينى
نظرت لها بشده واتصدم الجيران من الى شايفينه، خرج عاصم وعبير
فاتن- ارجوك سامحينى نا غلطت غلطت غلط كبير اوى، مكنش لازم اعمل كده.. حقك عليا
بتتفجأ اسير جدا قالت- اى الى بيحصل
فاتن- بعتذرلك قدام الحاره كلها انى عملت كل ده وغلطت معاكى واستاهل اى حاجه
سكتت اسير وهى بصالها ولم تتحدث نظرت فاتن الى ادم من وراها ليشير باصبعه للاسفل وقبل اما تلتفت اسير مسكت رجليها باسها قالت
-ابوس رجلك سامحينى
بتتصدم اسير منها وبترجع لورا بتخبط فى صدر ادم الى بيمسكها قرب من ودنها قال
-كل سنه وانتى طيبه
نظرت له بشده لينظر لها وياكد لها على هديتها تحت صدمه الكل
↚
نز.لت فاتن فجأة على الأرض، صوتها خرج منخفض ومرتجف:
– أرجوكِ… سامحيني.
نظرت لأُسير بخوف، وعينيها متوسلة.
آدم كان واقف، بص بإشارة هادئة بإيده لفاتن توضح لها إنها تنزل أكتر.
الجميع كان مشدوه، وأُسير اتصدمت من اللي قدامها…
رجعت خطوات لورا، وعينيها مش مصدقة، وبدنها خبط في صدر آدم اللي كان واقف وراها،
مد إيده بسرعة وسندها بلطف، وقرب منها وهمس عند ودنها بصوت دافي:
– كل سنة وإنتِ طيبة.
نظرت له بشدة، مستغربة وقلبها بيرفّ، لقيته بيأكد لها بعينيه الهادية، وكأنه بيقول: "أنا معاكِ… دي هديتي".
كان المشهد كله صادم… فاتن، بكل كبريائها، كانت منحنية قدّام أُسير، بتطلب رضاها،
والناس كلها بتتفرج، في انتظار ردّ أُسير.
لكن أُسير ما قالتش ولا كلمة…
رجعت تاني بخطوة، وداست على صمتها، ودخلت من غير ما ترد.
عبير، اللي كانت شايفة كل حاجة، دخلت وراها، وملامحها متوترة.
فاتن رفعت وشها تبص لآدم، لقته بيبصلها ببرود غريب،
انحنى عندها وقال بصوت ثابت:
– برافو… عملتي المطلوب.
كلامه كان جامد كالصخر… وملامح فاتن كانت بتتغير من الرجاء للدهشة.
كأنها كانت بتتوسل لرضا سيد، مش شخص كانت بتحاول تسيطر عليه زمان.
البوليس قرب منها علشان ياخدوها، وهي صرخت:
– استنوا! مش خلاص؟! آدم… آدم!
آدم وقف قبل ما يدخل، لف وبص لها من بعيد، قال بنبرة ساكنة:
– في إيه؟
– مش هتيجي تلغي البلاغ؟! ماكانش ده اتفاقنا؟
– اتفاق؟! أنا ما افتكرش إن الاتفاق كان كده.
– أنا عملت اللي طلبته! ليه تعمل كده؟!
– قولتلك… لو سامحتك.
بصلها بعيونه الثابتة، وأضاف:
– وواضح جدًا إنها ما سامحتكيش.
انهارت نظرتها، والدهشة غلبت تعبير وشها.
البوليس بدأوا ياخدوها، وهي بتصرخ:
– محدش يلمسني!
ركبت العربية وهي مش مصدقة اللي بيحصل،
وانطلقت وسط نظرات الحضور اللي كانوا واقفين في صدمة…
المشهد كله كان أشبه بعرض مسرحي مهيب، محدش قدر يتجاهله.
الكل بص لآدم بخوف…
ماكانوش متعودين يشوفوه كده.
هو دايمًا شخص عاقل، وهادئ… لكن واضح إن لو الأمر ليه علاقة بأُسير،
بيبقى إنسان تاني خالص… حاسم، قوي، ومفيهوش ذرة تردد.
عاصم قرب منه وقال بابتسامة خفيفة:
– يلا بينا، في حفلة جوه مستنيانا.
آدم بص له، ثم حط إيده على كتفه:
– احتفلتوا من غيري؟
– أُسير قالت نستنى… أول مرة تتأخر يوم عيد ميلادها، بس واضح إن تأخيرك النهارده كان ليه معنى.
في اللحظة دي، عبير خرجت من الباب، وقالت بسرعة:
– واقفين برا ليه؟ ادخلوا.
بصوا لبعض، وابتسموا،
ثم دخلوا سوا، والمشهد حواليهم كله كان مليان بنبض مختلف… لحظة نضج، مواجهة، وانتصار هادئ للحق.
لقى آدم التورتة وعلبة التليفون، بص لعاصم وقال: – إنت اللي جبتهم؟ عاصم – آه.
آدم حس بالضيق، لأنه ما عرفش يجيب هدية بسبب انشغالاته الكتير.
قال: – أسير، قومي، لقيت قعدتي ليكي.
كانت قاعدة على الكنبة ساكتة، عبير قالت: – إنتِ لسه متضايقة؟
أسير – إنت اللي عملت كده يا آدم.
بصوا له، عبير قالت: – كنا فاكّرين عاصم، بس اتفاجئنا زيك، اللي حصل مش متوقعينه منك.
آدم – ليه؟ المفروض أسيب حقها يضيع؟
عاصم – إنت سلمتها وبلغت عنها، بس اللي حصل قدام الباب كان مسرحية غريبة.
آدم – أخذ الحق فن.
عاصم – إنت مش سهل، دايمًا هادي، بس ورا هدوءك انفجار... عرفتي جاذبية ابنك الحقيقية يا يمّا؟
عبير قالت – عرفتها ونص، ده هددها ولا كأنها في فيلم.
بصّ آدم لأسير، كانت ساكتة، قرب منها وقال: – مالك؟
ما ردّتش. نزل قدامها، بصّ لها وقال: – اللي حصل مفرحكيش؟
أسير – إزاي تسألني كده؟ المفروض أفرح؟!
بصّ لها مستغرب، بس ابتسمت وقالت: – أنا مبسوطة قوي.
ابتسموا هما كمان. عبير قالت: – طب وكل ده ليه وشّك كده؟
أسير – مشوفتوش نزلت عند رجلي إزاي؟! الناس كلها شافت إهانتها... اعترفت بغلطها وقالت إنها هتعمل أي حاجة عشان أسامحها، والشرطة كانت واقفة... أنا كنت نار عشان آخد حقي.
آدم – قلتلك خليكي قاعدة وحقك هيرجعلك.
بصّت له، ومن ابتسامته قالت: – الغلط إني سمحت لحد يعمل فيا كده.
آدم – ملكيش دعوة، لو ما كنتش وصلت في الوقت ده، الله أعلم كانت هتعمل إيه.
افتكر كلام الستات "عايزنا نشوهها ونقص شعرها"...
اتعصّب وقال: – أنا ما عملتش حاجة.
حضنته أسير، بصّ لها واتفاجأ، وعبير وعاصم كمان اتفاجئوا.
حضنته بحب وقالت: – إنت عملت كتير، من امبارح وانت برا، والنهارده نزلت بدري، ورجعت بالليل، كل ده عشان ترضيني... رجّعتلي كرامتي، أنا مش زعلانة تاني.
قلبه دق، حضنها وقال: – كنتِ مستنياني أقعد جنبك؟ لسه مش عارفة إن زعلك يهدّ الدنيا؟
ابتسمت وقالت: – عارفة من زمان إنك ممكن تعمل المستحيل عشاني.
عاصم كان شايف حضنهم، وعبير كانت بتبص لابنها وكأنه عايش أجمل لحظة.
قالت عبير: – احم احم... التورتة!
أسير فاقت، وبصّت لعمتها، وشافت عاصم بيبص لها، اتكسفت، وبعدت عن آدم.
بصّ لها، ابتسمتله وقامت.
عبير – هنقطع ولا إيه؟ آدم أهو جه.
قالت عبير توضح – قالت نستناك، وقالت إنك مش بتتأخر يوم عيد ميلادها.
أسير – فعلاً، مش من عادته يتأخر.
عاصم – قدر، بس اتأخر.
بصّت لآدم وقالت: – في اليوم ده بالذات لأ، غير كده تبقى كارثة.
عبير – طب بلاش تفويل.
وقفوا يحتفلوا، بس آدم كان حاسس إن في حاجة ناقصة... هديته.
مسكت إيده، بصّ لها، نزل قدامها، طفت الشمعة بعد ما تمنّت.
بدأت تقطع الكيك كالعادة، بس اللي اختلف إن أول حد راحت له كان آدم.
قالت عبير: – مش هتأكلي عمّتك الأول؟
أسير – بوريكي إني زوجة مطيعة!
آدم كان ساكت، بيبصلها وهي بتضحك له.
أسير – إيه يا آدم؟ إيدي وجعتني!
قرب منها، وكل من إيدها، كان نفسه يكون معاها لوحدهم، هو اللي بيحبها، واعترف.
عاصم شاف إيدها ماسكة آدم، والتانية بتأكله... الحواجز خلاص اتشالت.
عارف إنهم بقوا أكتر من أصدقاء، العلاقة اتغيرت.
عبير خرجت من المطبخ بالمشروبات، وصبّت لهم، وكملوا حفلتهم بفرح.
بعد ما كان يوم أسير تعيس، رجع لها الفرح... ذكريات اتحذفت، وذكريات جديدة بدأت، اسمها "آدم".
هتبدأ السنة الجديدة بيه، وهو معاها... اليوم ده عمرها ما هتنساه، ولا حتى الحارة كلها.
في الشقة، خرجت أسير من غرفتها ولقت آدم قاعد في الصالة، ملامحه فيها تفكير.
قالت وهي بتقرب منه:
– مش هتنام؟
– لا.
– مالك؟
(قربت أكتر وقعدت جنبه)
– في حاجة؟
– مفيش يا أسير، ادخلي نامي بس.
وقفت ومسكت إيده، حسّ بحركتها وبص لها وقال:
– أنا ما نسيتش أجيبلك هدية، بس اللي حصل النهارده شتّتني.
– هدية؟
– متزعليش.
– أزعل من إيه؟ أنت إدّتني النهارده أكبر هدية.
بص لها، وابتسمت له بهدوء وقالت:
– تصبح على خير.
دخلت غرفتها، وسابته واقف شوية، حاسس إن اللي عمله مش مجرد مناسبة، دي حاجة عملها عشانها... ابتسامتها ليه كانت كفيلة توصل له إنه نجح يوصل لقلبها، وإنه مستعد يعمل المستحيل علشان تكمل تحبه.
---
تاني يوم، أسير صحيت مفزوعة لما ملقتهوش جنبها... بصت حوالينها، لقت موبايله، فهمت إنه لسه جوه.
قامت وقالت وهي بتدور عليه:
– آدم؟
سمعت صوت خفيف من المطبخ، راحت ناحية الصوت وهي مستغربة، ولقت آدم بيحضّر فطار.
– صحيتِ؟
– إنت بتعمل إيه يا آدم؟
– فطار.
– أنا ما اتأخرتش أوي في النوم! المفروض أنا اللي أعمل.
قربت منه وقالت بمزاح:
– بلاش، أحسن عمتي لو عرفت، تفتكرها حاجة كبيرة!
ضحك وقال:
– طب ولو عرفت، في إيه؟ راجل بيعمل فطار ليه هو ومراته، عادي يعني!
قالت له بخجل:
– يعني... أنت الراجل؟
قال بجديّة:
– أنا ماعنديش قاموس الراجل المفروض مايعملش كذا. إحنا بنساعد بعض... النبي ﷺ كان بيساعد السيدة عائشة، وأنا شخص عادي، مش أكرم منه.
بصت له، وابتسمت وهي بتقول:
– وإنت بتحبني زي حب النبي للسيدة عائشة؟
رد وهو بيبص في عينيها:
– أنا متيم في حبك.
سكتت، واتسابت في نظرته، قلبها دق من كلمته، لكنه غير الموضوع وقال وهو بيشيل طبق:
– يلا نفطر.
مشت معاه للسفرة، لسه مش قادرة تخرج من اللي سمعته، وحطت الأطباق قدامه وقالت:
– إنت طوّرت مهاراتك! كنا بنقلق لما تمسك بيضة!
ضحك وقال:
– الفيديوهات ساعدتني.
قالت وهي بتضحك:
– يعني دورت مخصوص عشان تعمللي فطار؟
أومأ لها، وضحك مع ضحكتها، كان مستمتع بصوتها جدًا.
قالت:
– طب ليه الفرهدة دي كلها؟
قال بهدوء وهو بيبصلها:
– عشان أريحك... وإنتِ بتعمليلي أكل لشغلي كل يوم، عشان تتأكدي إني باكل. اعتبريها رد بسيط على تعبك، خصوصًا إنك خلتيني أبطل أكل من بره.
ابتسمت وقالت:
– بس ده واجبي، وإنت ما بتجبرنيش على حاجة.
بص لها وقال:
– واجب؟! يعني مش بتعملي كده حبًا فيّ؟
قالت بخجل:
– أكيد علشان بحبك، ومش عايزاك تخرج من البيت من غير فطار وتتعب، وأنا موجودة.
سكت فجأة وبصلها، نظرة طويلة.
– في إيه يا آدم؟
– عيدِي اللي قلتيه قبل شوية.
– مش عايزاك تتعب؟
– اللي قبلها.
– مش هتفطر من بره؟
– لأ... اللي قبل.
سكتت، وقلبها بيرجف، وقالت:
– عشان بحبك.
ابتسم، وقال بهدوء:
– كمّلي.
خجلت، لكن من عينيه فهمت إنه محتاج يسمع أكتر، وقالت:
– أقصد إني ما يرضينيش أكون مقصّرة في حقك.
سكت، كأن الكلام ما كفّاهش، كأنها كانت ممكن تسيبها "بحبك" من غير تبرير... لكنها حاولت تبرر، وهو حس بالإحباط الخفيف، لأن الكلمة دي بالنسباله كانت كل حاجة.
---
قالت وهي بتحاول تغيّر الموضوع:
– إنت هتتابع موضوع فاتن؟
– آه.
– لأ، سيبها لي. دي قضيتي، وعايزة أتابعها بنفسي.
قال بحزم:
– مش عايزك تتورطي في محاضر ومحاكم يا أسير.
ردّت:
– وأنا كمان مش عايزاك تتعامل معاها تاني.
بص لها باستغراب، فقالت:
– لو في أي تفاصيل تانية، قولي... بس تبقى بيني وبينك.
قال بهدوء:
– مفيش، غير الموضوع ده... ومش هيكون.
قام من على الأكل، فقالت:
– رايح فين؟
– شبعت.
خد تليفونه وخرج، وسابها في حالة تفكير.
هل أنا ضايقته؟ هل كنت غلطانة؟ هي كانت متضايقة من فكرة إن فاتن تعتبر آدم شخص مكها... يمكن أكتر من مجرد معرفة.
افتكرت لما قالتلها قبل كده "ما تلعبِيش في حاجة مش بتاعتك"، وشدت إيديها في بعضها وهي بتقول:
– إيه اللي يخلي واحدة تعمل كده إلا لو كانت حاسة إن ليها مساحة... حتى اللي حصل، كان غريب... كأنه خيانة، حتى لو مش مقصودة.
اللي يخلّي واحدة تتصرف بالشكل ده غير إنها...
افتكرت لما خلى فاتن تعتذر قدام الناس، وتتكلم بكلام يبين قد إيه كانت غلطانة. ساعتها، أسير حسّت إن آدم حاميها، وإنه بجدّ هو الشخص اللي تقدر تتسند عليه... من غير ما تخاف.
---
📍عاصم في مكتبه
عاصم كان قاعد على الكرسي، سايب إيده على المكتب وعينه شاردة في اللاشيء.
كان بيفتكر الليلة اللي فاتت… تحديدًا آدم وأُسير، واللي حصل بينهم.
آدم دايمًا ماكنش بيتنازل عن أي حاجة تخصها، حتى لما أمه كانت تزعلها، كان بيزعل عشانها. كان بينتقد أمه في سِرّه بس، لمجرد إنه ميشوفش أُسير زعلانة.
هو ده كان حب أخوي؟
آدم ماكانش بيظهر أي حاجة، بس من ساعة ما بقت مراته وهو سبها… عيونه بدأت تفضحه. كأنه كان هو العائق، ولما بعد عنها، قرب أكتر.
هل فعلاً كان بيحبها؟
قطع شروده صوت تليفونه، رِيتاج كانت بتكلمه.
– انت فين يا حبيبي؟
– في المكتب
– عندي ليك خبر حلو… بس لما أشوفك
ابتسم وقال:
– خدتِ معاد من باباكي؟
قالت بضيق بسيط:
– عاصم، ليه بتفصلني كده؟
رد بغرور هادي:
– قولي إنك عايزاني دايمًا
ضحكت:
– آه، عايزة أشوفك… وعايزة أقولك في وشك كمان
– إني إيه؟
– إنك دايمًا بتعرف أنا عايزة أقول إيه قبل ما أتكلم، وده أكتر حاجة بحبها فيك
– وبعدين… مش هنتقابل النهارده في المكان؟
– نايت؟
– متقوليش إنك نسيت! امبارح قولت لأ عشان كان عندك بارتي. النهارده فاضي.
– ولو مش فاضي… هفضيه عشانك
– أوك، أشوفك الليلة
قفل مع ريتاج ورجع يركّز في شغله… بس عينه لسه فيها التفكير.
---
📍آدم وفؤاد في القهوة
آدم قاعد على القهوة، وفؤاد جنبه بيتثاوب:
– أنا عايز أفهم انت قاعدني ليه؟ لا أنا فاهمك ولا فاهم إحنا بنعمل إيه
آدم قال بهدوء:
– عيد ميلاد أُسير كان امبارح
– كل سنة وهي طيبة… ماجبتلهاش هدية؟
– ملحقتش، انت شوفت حالتي الفترة اللي فاتت
– يعني دلوقتي ناوي تجيبلها؟
– آه
– بسيطة… ورد، دبدوب، البنات بتحب الحاجات دي
آدم ابتسم بس ملامحه مكنتش مقتنعة:
– أُسير مش كده. هتفرح بيهم أكيد، بس مش هي دي الحاجات اللي تأثر فيها.
– قصدك إنها مش زي البنات الدلوعات
– لأ… مش كده، بس تحسها ناضجة، تفكيرها كبير… مختلفة
سكت، وفؤاد كان بيبصله بخبث:
– فيها إيه تاني؟
آدم ببرود:
– أنا جايبك تتفرج عليا؟
– يعني الخلاصة… عايز تجيب هدية تعجبها بجد؟
آدم أومأ برأسه.
جت شادية، وقالت وهي قاعدة:
– الشغل خدني عنكم.
فؤاد:
– تعالي نلعب دومينو بدل ما نقعد نسمع للرايق اللي ساكت
شادية بصت لآدم:
– مالك؟
فؤاد:
– الحالة المعتادة… لو الموضوع ليه علاقة بيها
آدم سكت، وبدأوا هم الاتنين يلعبوا.
شادية قالت لفؤاد:
– عارف لو عملت حركتك المعتادة؟
– تعرفي عني كده؟
– معرفش عنك غير كده
ضحكوا وكملوا اللعب وآدم كان بعيد عنهم بحيرته.
فؤاد بص لخاتم في إيد شادية:
– الخاتم ده باين عليه قديم
– ده خاتم جوازي
– علشان كده ما بتقلعيهوش؟
– المرحوم لما لبسهولي، أقسمت إني ما أفرّطش فيه أبدًا. الخاتم فيه ريحته، لأن من يومها ما شلتهوش
– متعلقة بيه
– مفيش ست مش بتتعلق بخاتم جوازها، خصوصًا لما يكون جابوهولها بحب
آدم وقف فجأة، قال بصوت واضح:
– عرفت هجيب إيه
فؤاد:
– إيه؟
– شكرًا يا شادية… كنت عارف إنك اللي هتحلّيها
مشِي آدم بسرعة، فؤاد قال:
– مش هتقوللي؟
آدم وهو ماشي:
– نكمّل لعب بكرة
– طيب… بس قولي مخبّي ليه؟
– دي عيوني اللي تعرف، مش لساني
ضحك ومشي وراه فؤاد.
---
📍آدم وفؤاد في الطريق
فؤاد:
– إيه اللي لقيته؟
آدم:
– أنا وأُسير جوازنا كان في لحظة اندفاع… لا شقة متوضبة ولا حتى أي حقوق مكتوبة
– وبعدين؟
– شبكتها كانت مع عاصم، بس دلوقتي هي مراتي، ولازم أجيبها
– يعني ناوي تديها حاجة بشكل رسمي؟
– آه
– بس ماقلتش إنكم متجوزين رسمي؟
آدم بصله نظرة سكتّه وقال:
– قصدك إيه؟
– أقصد، يعني اللي هتقدمه ده باعتبارك جوزها؟
– وهنوّه لها…
– عن إيه؟
– عن مشاعري
فؤاد اتصدم، وقف مكانه، آدم سبقه ومشي وسابه فذهول.
على سفرة العشا
أسير كانت واقفة مع عمّتها عبير ترتّب الأطباق.
عبير:
– إنتي ناوية تسامحيها؟ ولا خلاص قفلتوا الموضوع؟
أسير (بهـدوء متردّد):
– والله يا عمتي مش عارفة.
عبير:
– طب وآدم هيعمل إيه؟
أسير:
– هو صاحب القرار… أنا مليش دعوة.
عبير:
– بس آدم ماسك البلاغ كله، يعني هو المفتاح.
أسير:
– عارفة، بس دي مش دعوة إنه يطلّعها كده وخلاص.
عبير (بصّت لها بريبة):
– إنتي مش صافية!
رنّ جرس الباب. اتسعت عيون أسير:
– ده آدم!
عبير (بضحكة):
– شُفتِ؟ بقى بييجي بدري علشانك. زمان مكانش بيتشاف!
فتحت أسير الباب، فلقِت عاصم واقف. اتفاجئت واتكسفت وبصّت وراه تدوَّر على آدم.
عاصم بابتسامة خفيفة:
– كنتي مستنيّة حد؟
هزّت راسها بنفي، ودخل.
عبير (ترحّب):
– ده انت يا عاصم، افتكرناه آدم. يلا لِحَقْ الأكل وهو لسه سخن.
عاصم لمَح شوق أسير الواضح لأخوه، وفهم قدّ إيه بقت مستنياه بشغف.
عاصم:
– أنا هخرج أتعشّى برّه مع صحابي. هغيّر هدومي وأنزل.
أثناء ما بيبدّل هدومه، تليفونه رنّ، كانت ريتاج. خرج يرد عليها.
---
دقّ الحرس على الباب، عبير فتحت:
عبير:
– كويس إنك جيت، الأكل جاهز.
آدم دخل بعينه بيدوَّر على أسير، لقاها واقفة مع عاصم بتجرب موبايلها الجديد.
عاصم وهو بيشرح:
– بصي، لقطة الشاشة بتتاخد كده.
مرّر صباعه على الشاشة، الموبايل لمَع.
أسير (منبهرة):
– إزاي ده؟!
عاصم:
– تِكنولوجيا!
ضحكت أسير، ولسّه هتقول شكرًا، وافتكرت فجأة مين اللي قدامها. قالت بهدوء:
– شكرًا يا عاصم.
عاصم:
– العفو.
شافت آدم جايلها:
أسير:
– جيت إمتى؟
آدم (نظرة رقيقة ممزوجة بعِتاب):
– دلوقتي… واضح إنك مشغولة.
أسير:
– كنت بسأل عاصم على حاجة في التليفون.
آدم بصّ لعاصم:
– إنتَ خارج؟
عاصم:
– أيوه، باي!
خرج عاصم، وآدم قرب.
أسير:
– التليفون ده غريب فعلًا.
آدم (نصّ ضاحك):
– وغرابته عاجباكي، مع إنك من الصبح بتقولي مش هتستعمليه!
عبير دخلت:
– أنا اللي شجّعتها تفتحه… كنت عايزة أجرّبه بصراحه
في آخر الليل
آدم واقف قدّام الدولاب يفتّش درج ورا درج. أسير طلعت من الحمّام، سألته:
– بتدوَّر على حاجة؟
ما ردش، أخد شنطة قديمة وخرج الصالة. قعد، فتحها، وقدام عينه كومة فلوس قديمة مكدّسة بعناية. همس لنفسه:
– مش هتكفي… محتاج أزوّد.
أسير لقطت القلق في صوته، لكنها دخلت أوضتها عشان ما تزنّش عليه فضولها.
---
النادي الليلي
عاصم دخل الـ«نايت» وسط أضواء خافتة ومزيكا هادية. أول ما شافته ريتاج جريت عليه وحضنته.
ريتاج:
– وحشتني!
عاصم:
– وإنتي أكتر.
قعدوا يتكلموا عن موافقة والدها على مقابلته يوم التلات. شربوا عصايرهم وبعدين ريتاج شدّته حلبة الرقص. لفّها بخفّة، ضحكت، هو شدّها أكتر… وسابوا نفسهم للإيقاع.
---
فجر يوم جديد
آدم فضّل قاعد لحد الفجر يعدّ في الورق والفلوس. في الآخر أعادهم مكانهم وتنهد، جه الصبح ثم دخل الأوضة يطّمن على أسير. لقاها نايمة بعمق على الكنبة في الصالة، وشّها هادي جدًا.
قرب منها، بصّ لإيدها الفاضية، وقال في سره:
«إنتي تستاهلي حاجة ما حصلتش… مش مجرد هدية.»
وقف، واتصل بفؤاد:
– أنا جاي لك دلوقتي.
---
جسر التلات صبح
فؤاد كان مستنيه على الرصيف. أول ما شافه قال:
– متأكد؟
آدم:
– لقيت الفكرة.
فؤاد:
– هو انت لسه بتدور على شغل زيادة؟ الورشة شغّالة كويس.
آدم:
– أنا عايز وردية ليل يا فؤاد، لازم أوفّر فلوس بسرعة.
فؤاد:
– الوردية الليلي أجرها بسيط، دي بتاعة طلاب مش متجوزين!
آدم:
– عادي. شوفلي أي شغل جنب شغلي، ولو فيّ فرصة أنا جاهز.
فؤاد:
– حاضر.
اتنهد فؤاد وقال في سره:
«كل ده علشان أسير… ربنا يعينك يا صاحبي.»
---
أسير صحت من نومها، ولفت وِشها على السرير تدوّر على آدم، ملقتهوش. قامت تدور عليه في الشقة كلها، مفيش له أي أثر. فهمت إنه نزل شغله بدري.
بس كانت فاكرة إنه كان قاعد طول الليل، حتى لما صحت على الفجر عشان تشرب مية، لمحته من بعيد قاعد ف الضلمة عشان النور ما يزعجهاش.
استغربت إنه نزل من غير ما حتى يشوفها أو يقولها كلمه.
…
بالليل، كانت أسير قاعدة ف الشقة مع عمتها عبير، بيتفرجوا ع التليفزيون، بس عقلها مش مع الفيلم، كل شويه تبص ف الساعة.
عبير سألتها:
– مالك؟
– مش آدم اتأخر؟
– هوه اهتمامك بآدم زاد كده ليه؟
سكتت شوية وقالت:
– أصل هو خرج من بدري، واتأخر أوى...
– يمكن قاعد مع صحابه على القهوة.
– بس مقاليش، وهو مش من النوع اللي يتأخر كده.
– يا بنتي الرجالة ساعات بينسوا، متكبريش المواضيع.
– أنا مبحبش اللي يسيب بيته يقعد ع القهاوي بالساعات...
– طب رني عليه واطمني.
رنت عليه، اتأخر شوية لحد ما رد، وده مش طبعه.
آدم رد بصوته العادي:
– أيوه يا أسير.
– إنت فين؟
– في الشغل.
– هترجع إمتى؟
– لسه، بالليل... محتاجة حاجة أجبها وأنا جاي؟
– لأ، شكراً... ترجع بالسلامة.
قفلت وهي في نفسها مش مقتنعة.
عبير سألتها:
– قالك إيه؟
– طلع في الشغل، مش على القهوة.
– من ٩ الصبح؟ ده يوم تقيل عليه.
– شكله مضغوط فعلاً.
عبير قامت قالت:
– أنا هنزل أخلص حاجتي وأنام بدري.
– خليكي معايا شوية.
– مش هتأخّر، تصبحى على خير.
…
آدم كان بيقفل الورشة، رن تليفونه، رد وقال:
– أنا خلصت وجاي في الطريق... مش هتأخر.
وصل للمكان اللي كان فيه إيهاب مستنيه.
إيهاب سأله:
– عملت إيه؟
– لقيت شغل محاسبة بس ف نفس مواعيد الورشة، مش هينفع.
– طب إيه رأيك تشتغل مندوب؟
– مندوب؟
– أيوه، توصل أوردرات لعناوين، مفيش شغل صعب، وهيناسبك لأن الطلبات كتير بليل.
آدم فكر وقال:
– تمام، إمتى أبدأ؟
– من دلوقتي. أنا كلمتهم، روح هيعرفوك.
وهو ماشي مع فؤاد، تليفونه رن. كانت أسير، فبص لفؤاد وقال:
– يلا بينا.
…
وصل آدم شركة صغيرة، استقبله واحد هناك قاله:
– بتعرف تسوق؟
– أيوه.
– تمام كده. الشغل بسيط، مجرد توصيل، مفيش مبيعات ولا لغات.
– حتى لو فيه لغات، أنا معايا تلاتة.
– إيه؟
– إنجليزي، فرنساوي، وعربي.
– ده إنت خرّيج إيه؟
– تجارة.
– طب وفؤاد ليه بيقولك "مهندس"؟
– عشان هو شغال ميكانيكي، وبيحب يهزر.
– ما شاء الله، شغل جامد وراجل متعلم... شرف لينا.
– ربنا يخليك، ده شغل إضافي مش أكتر.
– هتتابع على الأبلكيشن، أول ما يجيلك أوردر تتوجه على العنوان.
– تمام.
أول ما نزل، لقى أول طلب جاهز. راح على مطعم، بنت هناك سلمته الأوردر وقالتله:
– السكوتر بتاعك شكله جامد!
– شكراً.
راح يوصّل الأوردر، ولما وصل، لقى راجل شايل بنته الصغيرة مستنيه.
البنت قالت:
– وصلت البيتزا!
– أيوه يا حبيبتي، هتاكليها كلها؟
آدم سلّم الطلب، والبنت بصّت للخوذة بتاعته، ورفعت إيدها تلمسها.
أبوها قال:
– عيب يا لولو!
– هو عمو ده خارق؟
ضحك آدم، وأبوها كمان ضحك.
– بنتك قمر، ربنا يخليهالك.
– الله يسعدك... إنت عندك أولاد؟
– لأ.
– متجوز؟
– أيوه.
– إن شاء الله ربنا يرزقك.
– يارب.
آدم حس إن جواه أمنية قديمة... طفل صغير من أسير.
الراجل حاول يديه زيادة، لكن آدم أخد بس تمن الأوردر ومشي.
البنت ندهت له:
– باي عمو!
ابتسم، وشاور لها ومشي، وهي قالت لأبوها:
– عمو وسيم!
أبوها ضحك:
– لا كده هقعدك جوه، أنا كمان وسيم.
– إنت وسيم بردو.
دي كانت أول طلبيّة، وبعدها بدأ يجيله طلبات تانية كتير على الأبلكيشن
أسير فضلت قاعدة مستنياه لحد الساعة ٣ الفجر، كل شويه تبص على الباب، وتفتح الموبايل، لكن مفيش.
هوه فين؟ ليه اتأخر كده؟
فضلت مستنياه، وبعد وقت طويل نامت من التعب.
الساعة كانت ٦ الصبح، الباب اتفتح، ودخل آدم.
كان باين عليه التعب، دخل شقته وفتح باب الأوضة، لقى أسير نايمة.
بص لها وسكت... ملامحها كانت هادية كأنها بتطمنه من غير كلام.
وقف لحظة، وبص وهو بيقول في سره:
"أنا مش بعمل كده هدر... دي خطوة لحلم كبير."
في الظهر رنّ الجرس، صحيت أسير، ولما قامت شافت آدم نايم جنبها، بصّت له باستغراب، إمتى جه؟
الجرس لسه بيرن، وهو نايم ومش حاسس من كتر تعبه، خرجت فتحت لعمتها.
عبير: ده كله نوم؟ الفطار جاهز.
أسير: معلش يا عمتي، منزلتش أساعدك نمت متأخر.
عبير: عادي، أنا عملت الأكل. آدم نايم ولا مشي؟
أسير: لا نايم.
عبير: تمام، هستناكم.
رجعت أسير أوضتها، بصّت لآدم شوية وهي بتفكر "معقول رجع الصبح؟"
اتقلّب في نومته، وبص لها. اتوترت وبصّت بعيد.
أسير: نومك تقيل لأول مرة.
آدم: الساعة كام؟
أسير: ١٢ إلا عشرة... وراك حاجة؟
قام ودخل يغسل وشه، لحِقته وقالت: انت رجعت امبارح امتى؟
آدم: ٦ الصبح.
أسير: وكنت فين كل ده؟
آدم: في الشغل.
خرج وخد هدوم من الدولاب.
أسير: شغل إيه؟ انت بتقفل الورشة ١٠، لو اتأخرت تبقى ١٢... إنما راجع الصبح؟
آدم: كان عندي ضغط.
أسير: ضغط؟
آدم: واحتمال يعَدى كتير.
أسير: قصدك إيه؟
آدم: هحاول أرجع بدري شوية.
أسير: يعني هتتأخر كل يوم كده؟
آدم: آه.
أسير: ده ليه يعني؟
آدم: شغل يا أسير.
سكتت، شافته بيق.لع التيشرت، اتكسفت ولفّت وشها.
خلص لبسه وقال: خلي بالك من نفسك.
أسير: مش هتفطر معانا؟
آدم: متأخر.
خرج، وهي فضلت في الصالة، قلبها بيقول إن آدم مخبّي حاجة، وإحساسها ده من امبارح.
...
آدم بينزل يفتح الورشة، كان مرهق، نايم قليل وجسمه تعبان من لف كتير.
رن تليفونه، رد:
آدم: نعم؟
مدير الشحن: العميل إدّاك تقييم عالي عشان السرعة، برافو يا آدم. شيفتك من ١١، ماتتأخرش.
آدم: تمام.
قفل معاه، دخل يغير هدومه، وراح يكمل شغله.
...
اليوم بيعدي، وأسير بتتعشى لوحدها، وآدم مرجعش.
كانت متوقعة يرجع بدري زي ما قال، لكنه ماعملش كده، والمكالمة ما بيردش عليها...
ولا كأنه قافل تليفونه، أو يمكن بيتجاهلها!
صحيت تاني يوم، ملقتش حد جنبها.
أسير: آدم؟
مفيش حد في البيت... دخلت المطبخ والحمام، مش موجود.
بس لقت فلوس على السفرة... معناه إنه جه ومشي من غير ما تحس بيه، ولا حتى سلّم.
اتنهدت ومشت، بتحاول تتجاهل، بس جواها مش مرتاحة.
...
اليوم ورا يوم، ووجوده في البيت بقى نادر...
بيرجع بعد الفجر، ويخرج الصبح بدري،
وأسير مش عارفة هو بينام إمتى، بياكل إمتى، بيروح فين؟
كل لما تسأله، الرد جاهز: شغل!
بس هي مش عارفة شغله ده إيه...
وغيابه بدأ يقلقها.
عمتها وعاصم كمان ملاحظين، ولما تسألهم، بتدافع عنه...
في يوم على العشا، عبير قالت: مرجعش بردو؟
عاصم: ما هو ده طبعه، دايمًا بيرجع الفجر.
عبير: إنما دلوقتي حتى الفجر مبنشوفوش.
أسير: عنده ضغط شغل.
عاصم: قالك كده؟
أسير: آه.
عبير: ماسألتوش؟ يمكن في حاجة؟
أسير: مقاليش.
عاصم: آدم مبيتكلمش عن حياته... ولو مش بيقولك، يبقى الموضوع خاص جدًا.
أسير (بقلق): يعني بيخبي حاجة؟
عاصم (بصّ لها بقصد): في كتير.
كأن بيحاول يلمّح إنها مش عارفة حاجة عن جوزها!
...
أسير قررت تبات للصبح عشان تشوفه.
سهرت، بس النوم غلبها.
رجع آدم مع أول نور، باين عليه التعب.
دخل الأوضة، ملقاشها... خرج لقاها نايمة على الكنبة.
قعد قدامها، يبصّ لها، اشتاق لها، قرب بإيده يشيل خصلة شعر...
لمسته صحّيتها، بصّت له.
آدم: صحيتك؟
أسير: لا، كنت صاحية... لسه جاي؟
آدم: آه. انتي نايمة هنا ليه؟
أسير: مستنياك... مش هتقولي؟
آدم (بتعب): شكلك مش نايمة.
أسير: باين عليك تعبان يا آدم، انت بتروح فين؟
آدم: لما أصحى نتكلم.
أسير: أنا مش بشوفك أصلًا!
قربت منه، قالت بصوت مهزوز: انت مخبي عليّ إيه؟
آدم: مش مخبي حاجة.
أسير: يبقى قول الحقيقة!
آدم (مُنهك): أسير، عايز أنام.
أسير: وأنا عايزة أعرف... مش طبيعي!
آدم: قلتلك في الشغل.
أسير: شغل إيه؟ قول الحقيقة!
آدم: أسيييير...
نظرت له، قال بصوت واطي: بعد إذنك، مش قادر أقف.
أسير: آدم...
آدم: هتعرفي كل حاجة، بس مش دلوقتي... ثقي فيّا.
كلمته دي خلت قلبها يرتاح رغم القلق...
أسير: هتقول إمتى؟
آدم: في الوقت المناسب... ممكن أنام؟
أومأت له، راح يرتمي على السرير مرهق، وهي سكتت، مقدرتش تزوده.
...
في العصر، قالت أسير: عايزة حاجة من السوبرماركت، يعمتي؟
عبير: خارجة؟
أسير: آه.
عبير: ما تتأخريش.
عاصم: استني، أوصلك وأنا رايح شغل.
ركبت معاه، والتليفون بيرن، بصّت لاسم المتصل: "ريتاج"، وهو قفل المكالمة.
عاصم: شوفتِ آدم وهو خارج؟ كان شكله مستعجل.
أسير: رايح شغل.
عاصم: ربنا معاه.
نزلت قدام السوبر ماركت.
عاصم: هاتِ اللي انتي عايزاه وهرجعك.
أسير: مفيش داعي.
عاصم: ملناش دعوة.
سكتت، ودخلت.
...
في السوبر ماركت، قابلت جارتهم:
الجارة: أسير، عاملة إيه؟
أسير: الحمد لله.
الجارة (بفضول): كنت عايزة أسألك... المهندس آدم بيقفل إمتى؟ جوزي عربيته فيها مشكلة، وبيعدي عليه.
أسير: لا، آدم بيفضل فاتح لحد الصبح اليومين دول.
الجارة: إزاي؟!
أسير: ليه؟
الجارة: جوزي عدى عليه امبارح الساعة ١١، لقى الورشة مقفولة!
أسير بصتلها، حسّت إن في حاجة مش واضحة...
الجارة قالت: تمام، نشوفكم على خير.
مشيت، وعاصم بيبصّ لأسير، وهي سكتة.
قال: هو قالك إنه بيكون في الورشة؟
أسير: هو عنده شغل غيرها؟
عاصم: يمكن قصده حاجة تانية.
أسير: عايز تبرر له الكدب؟
مشت تحاسب، وعاصم ساكت.
قالت: هنعدي من قدام الورشة؟
عاصم: هوديكي.
أسير: تمام، يلا.
...
وصلوا، نزلت أسير وراحت على الورشة.
كانت مفتوحة، وآدم شغال في عربية.
آدم: الموتور هيتبدل، فهياخد وقت...
بص لأسير، واستغرب.
آدم: ثانية واحدة.
قرب منها، وقال: مالك؟
أسير (بغضب): بتروح فين يا آدم؟
آدم: فـ إيه؟
أسير: بتروح فين، وبتفهمني إنك فـ الشغل؟!
قربت أكتر، وقالت بصوت مهزوز: بتكون مع مين؟!
↚
-بتكون فين يا ادم لما بتخرج بليل وترجعلى الصبح
قالت بضيق-بتكون فين ومع ميييين
-احنا هنعيد تانى، قولتلك ف الشغل
-انت مبتكنش ف الشغل اصلا، الورشه بتتقفل ١١ بالظبط.. مش ده إلى انت بتعمله.. المفروض ترج البيت بس انت بتقول انك ف الشغل وترجع الصبح
نظر الراجل لخناقتهم خدها ادم قال بجديه- تعالى نتكلم
مشيت معاه بضيق بيقف لما يشوف عربيه اخوه وانه مستنيها
عاصم بيشوف مجادلتهم الحاده قال
-انتو جايين مع بعض
اسير- اه كان بيوصلنى وقولتله يجبنى
عاصم-ف حاجه يا ادم
ادم-لا، ارجعى يا اسير ولما اجى نتكلم
-المفروض انى استنى اعرف... أنا عايزه اعرف دلوقتى.. وااياك تكون بتعمل حاجه غلط يا ادم
-بعمل حاجه غلط؟!!
-امال كدبت لى
-انا مكدبتش انا كنت ف شغل، الورشه مش هي كل شغلى انا شغال ف شركه شحن مندوب
سكتت باستغراب-مندوب
ادم بتنهيده-استريحتى، ده بعد شغلى
-والورشه دى، لى تشتغل شغل زياده.. انت محتاج
-انا عايز اعمل حاجه يا اسير
-بس انت كده بتهلك نفسك، حالتك وانت راجع وقلة نومك
-انا كويس قدامك..متقلقيش عليا
-كنت تقولى
-كان لازم فعلا اقولك بس انا كان ف حاجه ف دماغى منعتني
-حاجة اى
-خلاص يا اسير مش اطمنتى
-متزعلش
نظرت له قربت منه قالت- انت ضايقتني لما خبيت المفروض اننا واحد
نظر لها من الى قالته اتكسفت بس قالت- ولا اى
اتبادلو النظرات مسحت جبينه العرقان نظر لها نبض قلبه من عيونها ولمستها
اسير-فطرت
-اه
مسك ايدها نظرت له وهو بيمسك اصبعها قال- قولتلك ثقى فيا شايفك خايفه
-هخاف من اى
-مش عارف، اخونك مثلا
سكتت وهو لسا ماسكه صوبعها الى ف النص سابها، ف قالت
-ترجع بالسلامه
لفيت عاصم كان واقف بيبصلهم وازاى انتهت المشكله ببساله ركبت معاه نظر إلى أخيه وسلم عليه
ادم- خلى بالك منها
عاصم- متقلقش
ربت عليه ادم مشي عاصم واسير بيبص ادم لايده ويعلم ع نص عقله أصبعه الثانيه
ورجع لشغله بيرن تليفونه كان شركة شحن
-الو
-اى يا ادم لو تعرف تمسك الشيفت الساعه ٩ ياريت عشان ف عجز وهتمشي بدرى ساعه
-النهارده؟!
-اه
-هحاول
فى المساء كانت اسير قاعده مع عمتها ف المطبخ قالت
-كنت مضايقه اوى يعمتو
-مقالك شغل يا اسير
-مش يعرفني الشغل ده اى
-انتى الى بتفكرى ف ادم كتير عشان كده دماغك لفيت، المهم سوء التفاهم اتحل
اتوترت قالت-اه...
كملت بزهق- المفروض يرجع تانى النهارده الصبح
عبير-انا شيفاك مش طايقه نفسك حتى لما عرفتى انه بيشتغل شغلنتين
-ايوه بس لى
-معرفش والله يا اسير اكيد ادم ادرى، ممكن عايز يزود دخله
-بأنه بعمل ف نفسه كده، دنا مبشفهوش يعمتو
نظرت لها عبير قالت- ده إلى مضايقك
اتكسفت قالت - لا وعشانه هو طبعا
-انتى زعلانه انك مبتشفهوش ومرحعش يعقد معاكى
-اتعودت على وجوده، أو تقدرى تقولى... اتعلقت بيه
نظرت له وكملت-انا اتعلقت بادم.. لما بكون لوحدى بحس ان دماغى هتروح لكل حاجه بتخنقنى
سكتة عبير فهل لا زال عاصم ف عقلها، بتحسب اسير اتعلقت ف ادم حبا بس طلع بسبب احتياجها انه ينسيها اخوه... لا تنكر ضيقتها لابنها لان كانت عارف ان دى الحقيقه... اسير مش هتنسي عاصم.. تراه فيه ليس إلا.. منغير عاصم مكنش هتفكر فيه ودلوقتى بتخلق سبب لمشكله
ف محل جواهر كان ادم واقف مع شاب فاتحله مجموعة خواتم ذهبيه انيقه وجميله للغايه
قال الشاب- مقاسها كام
-معرفش
-بس كده هتتلغبط وممكن تجيب اكبر او اصغر
طلع كفه قال- ده مقاسها
نظر له باستغراب بس ابتسم قال- انت جايبه مفاجأه
-اقدر تقول كده
خرج اله قياس قال- تمم ورينى
حسب السنتى من خلال اظم الى كان بيلف صباعه الصبح حوالين صباعها مش عشان يمسك ايدها عشان يعرف يجبلها الخاتم
الشار- تمم مقاسها٦، تحب حاجه خفيفه
سكت ادم لما شاف خاتم لوحده رقيق الشكل قال
-لى ده مش معاهم
-ده اصدار جديد ومن المجموعه الى غاليه شويه
-عايزه
-بس غالى..
-ونا بقولك هاخده
-الى تشوفه
خرجهوله وشافه ادم وكان جميل ورقيق وف نفس الوقت ليس خاتم ضئيلا، قال
-تمم شوفتلى الى قولتلك عليه
-السلسله هتيجى بكره بالاسوره.. انت هتشتريهم ولا هتاخد الخاتم
-هدفعلم الخاتم النهارده وبكره اخد الى طلبته
-تمم يافندم
حطهوله فى العلبه الشيك وخده ادم ومتعود انه هيلبسهولها النهاردن
راح الشغل قابله المدير قال- كويس انك جيت، ف طلبات كتير النهارده
ادم-همشي بدرى
-اه اكيد
-تمم
فتح التليفون شاف الطلبات كانت كتير تنهد من كم الضغط الى هيحصله بس كان عايز يرجع بدرى عشان اسير، لعله يفاجئها معان نظرت الاشتياق ف عينها بتخلى قلبه ف امل كبير ف لحظه حاسمه
راح ع مكان المحدد وكانت صيدليه بص للعنوان لقا شاب بيخرج بالفعل ولما شافه راحله كأنه يعرفه قال
-الحجات اهيه
نظر له بيمشي منغير ما يتكلم وكأنه متراقب، اتجاهل الموضوع ومشي على العنوان التانى بيرن تليفونه بس بيكون حطه ع الطيران بسبب ممنوع يتكلم ف الشغل
وصل العماره مكنش ف حد واقف نزل باسنغراب لان الموقع بيقول ده
رن على العميل ردت واحده- الوو
- ف طلب ل..
-اه مظبوط، اطلع الدور التالت
-تمم
قفل وخد الحاجه باستغراب دخل العماره شافه البواب قال
-طالع لمين
-دور تالت
نظر له الرجل نظره غريبه بصله ادم قال- ف حاجه
-لا يابيه، اتفضل
اتجاهله ومشي بيوصل ع الدور ويرن الجرس، بيفتح الباب ويلاقيها واحده لابسه عبايه سوداء
ادم- الاوردر
كانت بصاله نظر لها خته منه بابتسامه قالت
-قولى اسم الشركه عشان اطلب من هناك علطول
-نعم
-انت خاطب... نا اسمى سوزى
خرج وصل قال بجديه- اتفضلى امضي هنا
خدت القلم منه ومضيت بيمشي ادم مسكته قالت
-رايح فين
نظر لها رجع لورا قال- همشي
-تعالى اشرب حاجه شكلك تعبان
قربت منه اتوتر من عدم اهتمامها انهم ع السلم رجع قال
-لا شكرا
-استنى بس، لازم نضايفك
وسحبته مره واحده لجوه وبصيت يمين وشمال ان مفيش حد وقفلت الباب
فى البيت اسير بتطلع شقتها رن تليفونها استغربت اما كان فؤاد الى واخده رقمه من ساعة خبطت ادم
-ف حاجه يا فؤاد
-تعرفى تيجى قسم المدينه
-قسم؟! ف حاجه
-عماد جوز فاتن عايز يتكلم معاكى ولما رفضت انه يجى البيت عندكم قال نستدعيكى
-ده بسبب حوار فاتن
-اه... لو مش عايزه انا ممكن ارفض
-جايه
-تمم
لما دخل ادم الشقه شاف راجل قاعد ع الارض معاه واحده وراجل ع كنبه واحده قريبه منه بوضع مريب
بيكتشف المكان الى هو دخله جت البنت قالت
-اى الى موقفك هنا
لف مسكته قالت- استنى العصير
-مش عايز
ضحكت امرأه ضحكه عاهر.ه غير لبسهم الى كان قم.يص، سحبته التانيه ع اوضه وقفلت الباب قالت
-انت شغال ف توصيل من امتى
قلعت الجلبيه وظهر ما اسفله وهو لبس عا.رى يظهر اكتر من ما يخفى، بيتحشي نظر لبها ويروح عند الباب زقته ع السرير قالت
-انت منهم ولا اى
-من مين
-الى بيغلبو الواحده
قرب منه رجع لورا هيقوم لقاها بتقيده بجسمها نظرت لها بشده وارتبك
لمسته قالت- دى فرصه ونا مبعملش كده لأي حد
قربته منه وهى تلمسه لاثارته ومنهاره امامه وقبل اما تبوسه
ادم- سورى
هم هممت بصوت انوثى بمعنى نعم
-نا متجوز
توقفت ورفعت عينها ليها لتجد اعينه الحاده الجديه قال
-وبعشق مراتى
ارتبكت من نظراتهم لمست دقنه قالت- مش هتعرف متقلقش
-نا معنديش استعداد اخونها
-جرب مش هتندم.. مل الى هنا متجوزين
زقها جامد قال بضيق- مبتسمعيش
نظرت له مشيت مسكته قالت- استنى بس
-ابعدي.. نا مبعملش القرف ده
قربت منه مسكها جامد وزقها ف الحيطه نظرت له وهو حاط ايده ع رقبتها وممكن يخنقها خافت
ادم- اياكى تلمسينى.. خليكى بعيده، هخرج زى ما دخلت عشان مجبلكوش مصيبه
وفى لحظه صدر صوت رزع باب وضوضاء عالى وصويط بص ادم للباب
ابتسمت سوزى قالت- عندنا كل يوم
نظر لها فال- اى الى بيحصل
-اخرج شوف
سمع صوت سرينه عربية بوليس نظرت لها بشده بيسيبها بضيق خرج لقى ظباط بيلمو الستات ويجروهم بملايه بغضب
قال الظابط- حطهم كلهم ف البوكس
قال رحل- سياده الظابط ده عيلتى..
-لمهملى ف البوكس هو كمان... يلا انت وهو ع البوكس اما نشوف اخرتها
كان لسا واحد هيمسك زقه جامد قال- ابعد نا مش تبعهم
راح لظابط قال- انا كنت بوصل أوردر مجيتش هنا
نظر له الظابط قال- أوردر اى الى يدخلك أوضة النوم
شعر بالضيق قال- الموتسيكل تحت لو عايز تتأكد والبيانات اهيه ع التليفون
سوزى- كداب ده انا وهو بنحب بعض
ادم بغضب-اخرررسي
الظابط-وانت جاب متعرفش ان شقه دعا.ره
اتصدم قال بضيق- معرفش انها زفت والله معرف
الظابط وهو ينظر اليه من شكله ابن ناس فال- خلى تليفونك معاك، هنشوفه ف التحقيق
نظر له ادم قال الجندى-يالا
زقه بغضب قال-بقولك مش تبعهم، نا مدخلش القرف ده.. ومعرفش انها كده
ظابط-ونا مينفعش الكلام ده، ده انت ممسوك متلبس ويلا مش عايزين كلام فاضي... قدامى
فى القسم بتوصل اسير لمكتب وليد وكان فؤاد معاها
بيكون قاعد قدامهم راجل فى الاربعين قال
-ازيك يمدام اسير
فؤاد- استاذ عماد عايز يفض الخلاف
-اسير- خلاف؟!
عماد- نا عرفت إلى حصل ونا برا، وعارف انه غلط كبير ميتسكتش عليه
اسير- انت مختلف عنها.. مراتك بجحه
تنهد عماد من حرجه قال- حقك عليا انا مستعد ادفع اى تعويضات وتتنازلى، فاتن كمان ندمانه وعرفت انها اعتذرتلك وانتى مقبلتبش.. مستعد اجبها هنا تانى قدامى حضرت الظابط وقدامك وتعتذر
اسير وهى بصاله انه مهتم بيها برغم ان فاتن ظاهره اهتمامها لادم لكل الشارع وكأن ف علاقه بينهم منغير متهتم لجوزها
عماد- ارجوكى، احنا جيران بلاش نزعل من بعض.. حقك عليا انا وحق البشمهندس ادم ع دماغى
مرديتش قال فؤاد- اسير رافضه من الأول ونا قولتلك
اسير- انت ملكش دعوه تعتذر بدالها.. أنا هتنازل
نظر لها فؤاد قال عماد-ده بجد
اومات له قالت لوليد-ممكن تقفل القضيه ع كده
ولبد- متاكده، سالتى ادم ف الموضوع ده
اسير- مش هيعترض طالما ده قرارى... هتنازل عن حقى
وليد- تمم
عماد-شكرا ليكى اوى
ااسير-العفو
استاذن ومشي عشان يروح لفاتن خبط الباب دخل جندى قال فؤاد-يلا نمشي نا هتمم كل حاجه
اومات له وقامت ولسا هتخرج
جندى- حضرت الظابط عفت بيسالك لو تعرف حد اسمه ادم احمد مسلم
بتقف اسير وتنظر له بشده قالت - ادم
وليد- اه اعرفه، ماله ادم
دخل عفت وهو ظابط مثله قال-ازيك يا وليد، انت تعرف ادم منين
زليد- الى اعرفه منين ادم ده صحبى
-طب صحبك اتقبض متلبس ف قضيه آداب..
اتسعت اسير اعينها، قال عفت- شقة دعا.ره مشبوهه
اتصدم فؤاد قال- ادم، مستحيل
عفت- وانت مين بقا
-انا صحبه ومحامي
-انت جاي هنا سابقه يعنى
-لا نا كنت جاي مع مراته عشان كان لبها قضيه هنا
سكت عفت لنا شاف اسير قال-مراته؟! هو متجوز
وليد- ممكن تفهمنى ازاى ده حصل
اسير- مين الى كانت معاه
بصولها، قال عفت- واحده مشهوره بسوزى.. بتقول انها تعرفه.... دخله يابنى
اتفتح الباب دخل ادم بصله وليد قال- انت عملت ايه
ادم كان لسا هيتكلم بيقف لما يشوف اسير قدامه تنظر له باعين ساكته تملاها الصدمه
دخلت سوزى بملايه لفاها ع جس.مها وكأنها عر.يانه من تحتها
عفت- لسا البقيه رحلتهم ع القسم التانى بس عايز تتعرف ع الشخص ده.. لو تعرفه تمام امشي دلوقتى قبل التحقيق وبعدها نشوف حوار شغله ده
وليد- ادم اعرفه كويس لا يمكن يكون لبه علاقه بناس دول.. اكيد ف سوق تفاهم، متتكلم يا ادم
ادم- نا قولتله انى روحت هناك لطلبيه
عفت- فين تليفونك
خرج وادهوله قال- تقدر تمشي مع المدام، ده لو وافقت تضمنك غير وليد غير كده هتعقد معانا
فؤاد-مينفعش نا اضمنه
عفت-لا
كأنه بيرازى فيهم خرجت اسير بطاقتها وسابتها ع المكتب بقوه نظرو إليها مشيت وبصيت لادم والبنت الى جنبه
مسكت ادم ايدها قال-اسير
فلتت ايدها وخرجت تنهد بضيق بص لوليد أشار له يمشي بمعنى انها عارفه كل حاجه ويلحقها، خرج وسابهم وتبعه فؤاد
عفت- شكل هيتنكد عليه النهارده.. الواحد يكون متجوز ويروح أماكن زباله زى دى
زليد- قالك انه كان بيوصل أوردر
عفت- المفروض اصدق، أنا سيبته عشانك.. لسا لو كلامه متطلعش صح هنجيبه تانى
سوزى-هى دى مراته يباشا
عفت بغضب- اخرسي يبت
سكتت بيخرج سيجاره ويولعها ببرود
خرج ادم مع اسير قال-اسير استنى
بيقرب منه لفتله قالت بهدوء غامض- لحد ما نوصل مش عايزه اسمع كلمه
-لازم تسمعى، لمره واحده عشان متفهميش غلط
-ونا بقولك مش عايزه اسمع ياخى
نظر لها قالت- مش عايزه
كأنها لا تطيق رؤيته نظرت له ومشيت وقف تاكسي قال- اركبى
سكتت لانها مش عايزها تلم الناس بسبب صوتها ركبت وتبعها ادم وطوال الطريق كانو ساكتين محدش فيهم بيتكلم
وصلو على البيت كانت عبير بتسقى الشجره شافت اسير قالت
-رجعتى
بتشوف ادم اتفجات قالت- جبتيه بدرى ولا اى
محدش كان بيتكلم وكلهم دخلو من سكات استغربت من شكلهم قالت
-ف اى
دخلت أسير الشقه وهى ساكته بذلك الهدوء المريب بتعها من طول الطريق، دخلت الاوضه نظر لها ادم قال
-اسير
رمت الشنطه بتعتها أرضا قالت- لييه
لفتله بغضب شديد قالت- لى تعمل كددده، لى تكون كده يا ادم... لييييه
ادم- هعرفك كل حاجه
اسير- ده ع اساس انى مش عارررفه، فكرنى هصدقك بعد كدبك ده كله ونا زى الهبله بصدقك
نظرت له بضيق قالت- انت طلعت زيه، انت غفلتنى زيه.. انت طلعت....
قالت بقرف- طلعت أحقر منه يا ادم... عملت اوسخ منه ميت مره، معرفش علاقته بريتاج زعلت ازاى بس انت... انت وصلت بيه لكم القرف ده
نظر لها من الى بتقوله
اسير- نا الى مبتعملش من اغلاطى وصدقتك زى الهبله.. أنا الىىبفكر فيك لانك صعبان عليا لما بشوفك راجع تعبان وكنت بحسب من تعب شغلك المزيف معرفش ان مقابلاتك الغراميه المقرفه هناك
اتصدم منها قال- انتى بتقولى اى
-بقول الى سمعته... لوهله حسيت انك شخص كويس، شخص مسوؤل بس ده يبين قد اى انت ممثل محترف.. خدعتنا السنين دى كلها وبعد ده كله جيت عندى وتخدعنى، اسبوعين وبعدين رجعت لسهرك تانى واختفائك والسبب واضح
لا يصدق انها بتقول كده عنه
-بتروح هناك من امتى هاااا، من امتى يا ادم وانت معاها.... هى دى حبيبتك الى بتتكلم عنها، هى دى رفضك للجواز لانك عندك الى مكفياك
نظر لها بصمت من كلامها
-متخيلتش انك ممكن تكون كده، ازاى قادر تمثل الوش ده علينا... عمتو واسالتها ع غيابك كنت دايما انتقضهم وانتقض عاصم انه بيقول عليك مع الحته اتاريه معاه حق لانه عارفك
قربت منه قالت- قولتلك اياك تروح لبرا، جبتهالك بتلميح وقولتلك زى ما اتفقت مجرحش كرامتك بحاجه انت بردو اياك تجرحنى وتيجى عليا.... قولتلك خد الى عايزه منى
نظرت له ف عينه قالت- قولتلك خده كل حاجه بس إلا الخيانه يا ادم.... بس انت... انت اتعودت ع افعالك واستمريت برغم انى بقيت ف حياتك، لو مكنتش معتبرنا متجوزين فنا..أنا مراتك ف الاول والاخر، بس انت ولا همك غيبت باليوم والاتنين والاسبوع... أنا قاعده هنا مستنياك وانت نايم ف حضنها
-كفايه
قالها بصوت هادى مكتوم، قالت اسير
-خساره قلقل عليك، انى اشوفك ف القسم جايبنك ف قضيه زباله زى دى.. مس مكسوف، مس مكسوف من موقفك هناك وشكلى
-كفايه بقولك
-طنت اعمل حساب للى خلقك قبل اى حاجه... بس الحق كله بيكون عليا، أنا الى كى كان صح.. كان عقلى بيهيالك من واحده وطلعت مع اكتر من واحده لان مشاءالله جوزى خبره.....مش حاجه حلوه ان تكون ع علاقات بستات كتير ومتجمعين حواليك، ده اسمه قرف وانك إنسان متاح للكل
-كفااااااااااااااايه
قالها بصوت غاضب جحيمى مسكت جامد قال- كفاااااايه بقوووولك، كفاااااايه بقااااا
لقد طفح الكيل من هدوئه وبردو من تحت كم الغضب والاهانه الى اتعرضلها
ادم بغضب- انتى ايييه، عاممميييه مبتشوفيش.... اعملك اى اكتر من كده غشان تشوفينى.... أنتى الى عملتى فيا كل ده... انتى الى بسببك وضلت لهناك وحطيت ف الوضع الى مكسوفه منه
نظرت له قالت بغضب - انا؟!! انا إلى خليتك تعمل كده مع واحده زباله
-اسكككككتى، نا معملتش حاجه مع حد ولا قربت من واحده طول عمرىىىى... أنا إلى محافظ ع نفسي عشان لما اتجوز الاقى الى تصونى.... أنا إلى حافظت عليا عشانك لحد ما اخدددك
نظرت له قال بغضب وجنون- انا معملتش حاجه، أنا معملتش حاجه غير انى كنت عايزه اسعدك.. عايز اديكى حقك واخليكى مراتى بكل حقوقك.... أنا اشتغلت شغلانه التانيه عشان اجمع فوق فلوسى واجبلك شبكه أعلى من اى بنت لأنك مش اقل منهم
سكتت من كلامه دفعها قعدت ع السرير
قال- بعد ده كله ده يكون كلامك ليا.. ده يكون تفكيرك بالحقاره دى... تفكيرك عنى مجرد واحد زا.نى لعبى بيعمل القرف بره ويرجعلك... ليه... عشان بغيب عن البيت.. عشان مبشفكوش... عايزه تعرفى بغيب لى... أنا بغيب بسببك، نا مكنتش اعقد هنا بسببك... ولما بقيتى معايا رجعت اغيب تانى بسببك بردو... بسبب انى اخلى بس الجواز ده يستمر وانك تكونى ليااا
كان صوته جمهورى من كم الغضب الداخلي الى جواه
ادم- انتى ايييه يا اسييير، انتى اييييه بالظبط... مبتحسيش... ولا متعمده تعملى ده قصد عشان تعذبيني... هدف الى بتعملى ده كله اييييييييه
-ادم
-ادم زهققق، ادم زهقق عشان نتيجه مش ليهه... نتجيه بيسعى ليها وهى ف ايد شخص تانى.... بتعمل كل ده ليه.... عايزه ترجعيله... بتخلقى مشاكل عشان تروحيله... اتفضلى... قولى لعاصم انك لسا بتحبيه بس مش ع حساببببى، خليكى صريحه لمره واحده وبطلع تلفى ودورى... اخر حاجه ممكن تكسريها هى كرامتى... دى الى بقيالى يا اسير.... كفايه ارجوكى.... أنا تعبت... بتعب كل ما اشوفك
-تعرفها
شعر بالغضب قال- معرفهاش، مسمعتيش قولت اى ف القسم... كان طلبية شغل... شغل هباب وقعنى ف ناس دول والبوليس جه ونا كنت موجود..... أنا لا شوفتها ولا اعرف الأشكال دى... أنا قبل اما اكون جوزك فأنا ابن عمتك الى مربيكى ومتربى معاكى... قبل ما تقوليلى الكلام ده فكرى أنا اعملها كادم فعلا ولا لا
قامت وقفت قدامه قالت- اثبتلى
نظر لها قربت منه قالت-اثبتلى كلامك، عن تحقيق جوازنا لواقع
مسكت وشه وفى لحظه قربت منه وباسته من شفايفه نظر لها ادم بيبادلها برغبه شديد ويحضنها نظرت له اسير من ضعفه
بيقف ادم ويبعد عنها لينظر لها ويكتشف انها هى الى بين ايده
اسير- خبيت عنى ده كله لى
نظر لها ادم لانها حقيقه قربت منه قالت- اكسر الحاجز ده يلا
بتقرب منه شعر بالضعف بعد عنها قال- لا
نظرت له قال- بلاش يحصل ده وانتى م عايزه
-بس انا إلى بطلبه منك، هترفض طلب لزوجتك
نظر لها قال-اسير، انتى لسا بتحبيه متعمليش حاجه تندمى عليها
-انا مبحبش حد، أنا عايزاك انت
سكت من قولها ذلك، قالت- عايزنى ولا لااا يا ادم.. كلامك معناته حاجه والفعل عكسي ليه
-انا...
-عايزنا ولا لاا
-عايزك
قرب منها وبا.سها باشتياق شديد ونهبت شفتاها وكانما يروح شوق السنين الجاف، قربها من السرير نامت وبيقرب منها بيقف وينظر لها بعد عنها من جديد بصتله اسير
-ن..نا اسف
مسح جبينه وهو يتعرق ضعفا قال- مكنتش اقصد
-ادم
مشي مسكت ايده قالت-رايح فين
-معرفش عملت كده ازاى.. أنا مش قصدى حاجه، مش لازم اعمل معاكى كده
-انا مراتك وانت جوزى...
-هأذيكى
مسكت وشه قالت-معتقدش... بعدك بيأذينى، كانك بترفضنى.. هنا مفيش اسير بنت خالك، هنا ف مراتك
نظر لها من كلامها وكأنه بتقوله انها ملكه، قرب منه واخذ رقبتها فى قبلها حضنته وقلبها نبض جامد قالت
-اياك تبعد
دخلها بين اضلعه الضخمه وطفا الضوء
كان عاصم ساند على عربيته وبيدخن بعمق معأنه ولا مره دخن ف البيت لانهم ببساطه ميعرفوش
وقفت عربيه جنبه بينزل صاحبه قال
-خرجنا من حيز الشغل اهو ورجعنا تانى
-انا ممشيتش عشان ارجع نا زى منا
-امال كان مالك
-حوارات وعدت
-ريتاج ولا اى؟! انت بتحبها يعاصم ولا بتحب بنت خالك
-انا هتجوز ريتاج
ضحك قال-ده حب بجد بقا، معان محدش من صحابنا هيصدق
-لى يعنى
-انت عارف انهم فاكرين غرضها منك ابوها
-منا فعلا ده كان غرضى والا مكنتش دربتها ٦شهور ومركز معاها بدال شغلى، مش عشان اتقرب من السفير
-انا مش فاهمك.. يعنى انت ليك هدف من وراها
-حاليا لا
-ياااابنى
-نا هتجوز واحده مش عايزها لى، نا فعلا عندى مشاعر تجاه ريتاج.. وانجذاب ليها اوى
-واتقدمتلها ولا لسا
-مستنى اخويا
-اخوك لى؟!
-يجى معايا، اكيد مش هروح لوحدى... هو عنده ضغط شويه ف شغله وهيجى
-قدر سوحك
-تؤ ميعملهاش... ادم مينساش حاجه طلبها منها اخوه
نظر له صديقه ابتسم قال- ده انتو عيله مترابطة جدا
-تقدر تقول كده
-طب مش يلا، الشله ف شقه المعادى مستنينا
-وش تانى
-لا لا المره دى اغانى هاديه وسهره راقيه
ابتسم وركب كل منهم سيارته ومشيو
صحيت اسير بدرى وأما فتحت عينها وقعت على ادم الى كانت نا.يمه ف حضنه، نظرت إلى صد.ره العا.رى
افتكرت الى حصل امبارح بعدت عنه براحه ودخلت الحمام منغير ما يصحى
-انا عملت اى
افتكرت ازاى مشاعرها خارت بهذا الضعف امامه، كانت ضعيفه لدرجت انها هى الى خليته يعمل كده
"اسير بلاش... مش هعرف اعمل فيكى كده"
مكنش عاوزها كانت هى بس الى عايزها، حتى لما با.سها حسبها جريمه وبعد عنها وكأنه بأس اخته بحق وحقيقى.. كلامه وتردده خاف عليها منه... مشفهاش زوجه شافها بنت خاله
سالت دمعه منها بصيت فى المرايه باستغراب معقول هتعيط
مسحتها وهى مش عارفه ازاى بقيت بالضعف ده، لى كانت عايزاه بالطريقه دى.. كانت عايزه تثبت ملكها.. ادم ملكها ومش ملط العاه.ره الى شافتها معاها.. ولا ملك اى امرأه غيرها
-لى عملتى كده يا اسير، ليه
مسكت رأسها قالت- هتبقى ف وشه تانى ازاى... مكنش عايزك.. انتى كنتى طرف واحد
افتكرت عناقه لها قد اى كان جميل وددت ان تبقى فيه العمر بأكمله... اللعنه يا ادم.. لقد اتحللت راسي
رفعت رأسها وخدت نفس عميق قالت- خلاص
سمعت صوت خرجت لقته لسا نايم خدت هدومها وغيرت منغير ما يحس انها قامت من جنبه او يشوفها.. خرجت وتركت الغرفه باكملها وكأن شيئا لم يكن
فتح ادم عيونه اتعدل ف قعدته بيلف مكنش ف حد ف الاوضه غيره
بس لنفسه وافتكر ليلة امبارح قام وشال الغطا مره واحده لقى تلك البقعه الحمر، لقد امتلكها.. ليلة جوازهم كانت امبارح
مكنش مصدق انها اسير، قلبه بينبض بقوه اقوي... مشاعره الفياضه الى خارت وهى بادلته
"أنا عايزاك يا ادم... اياك تبعد"
كلماتها خليت رجولته انهارت وحبه مصيترش عليه، لكن كم السعاده من تلك الليله الى يتمنى يرجعلها تانى، لقد عاش حلم.. حلم لن ينساه...بس هى فين
خد التيشرت بتاعه ولبسه، راح الحمام قال-اسير
مسمعش صوت خبط ع الباب فتح مكنش ف حد جوه، خرج وراح المطبخ ملقهاش فيه بردو، لى قامت من جنبه.. اين ذهبت فهذا الوفت الباكر
ملقهاش ف الشقه خد بعضه ونزل على تحت شاف الباب مفتوح ودى طبيعة امه فى بيتهم بتفتح الباب وتبخر الشقه
دخل شافت عبير قالت- ادم.. ادخل ياحبيبى
بتقع عينه على اسير إلى كانت بتصب عصير وقفت اول ما شافته
نظر ادم إليها ابتسم بس هى خدت الازازه ومشيت من قدامه منغير ما تتكلم ولا حتى تديله اي رأكشن
استغرب منها، قالت عبير- صاحيين بدرى انتو
ادم-هى نازله من امتى
-٩ كده، معأن اليومين دول منزلتش الا ع الاكل وتطلع تانى
بص ادم للمطبخ الى دخلته اسير وراح هناك نظرت له عبير وشربت العصير
اسير بتحط الازازه فى التلاجه واول ما بتلف بتلاقى ادم ف وشها، اتخضت منه نظر لها قال
-خضيتك
ارتبكت من عينه بعدت عنه قالت-لا
نظر لها من نبرتها قال-صباح الخير يا اسير
قلبها دق جامد من معناه قرب منها قال
-بصيلى
-نا ورايا شغل
-شغل؟!
لقاها بتبعث بالمواعين ومتعملش حاجه وكأنها متعمده تخلق الشغل ده
جت عبير قالت-ادم
بص لاسير عرف انها مكسوفه منه وبتعمل ده من حراجها، ابتسم لف قال -نعم يا امى
-صحى اخوك.. راجع امبارح متأخر اكيد ومحدش بيعرف يصحيه غيرك
-حاضر
مشي راح أوضة عاصم كان نايم نص جسمه واقع من على السرير وحالته حاله
قرب منه قال-عاصم
مرظش عليه كأنه مقتول زقه جامد قال-اصحى يلا
مبيردش بيشم ريحه منه، قرب قليلا باستغراب وبص ل أخوه
ضربه بالمخده قلق عاصم واتقلب
بيمسك ادم كوبايه ميا ويطسها فى وشه مره واحده بيشهق عاصم بخضه
-اي...ف اى
بيبص لاخوه الى قدامه بيعرف ان محدش غيره عمل كده قال بغضب
-اى الى عملته ده يا ادم
-نومك تقيل.. تقيل اوة
-نايم.. ناايم
-ونا كنت بصحيك
-مين قالك انى عايز اصحى دلوقتى
-انا
نظر له بضيق قام مسكه ادم وقال- اى الريحه الى فيك دى
-ريحة اى
-سجا.ير بس نوع غريب
بصله عاصم قال ادم- حشيش؟!!
زقه عاصم قال- اوعا اى الى بتقوله ده
ادم-طب كنت فين امبارح
-ملكش فيه
بيمشي بيكعبله ويقع على الارض نظر إليه يغض قام ومسكه قال
-انت عايز اى الصبح
بيلوى ادم دراعه قال- كنت فين
-مع صحااابى
رماه على السرير بيمسكه عاصم جامد ويقلبه قال
-انت فرحان بنفيك يعني.. نا غشيم
قلبه ادم وبقى فوق ولسا هيضر.به بالبوكس وقف ونظر الى أخيه الى أسفل ايده قال
-مش عليا
نظر عاصم الى ايده وبيبص لاخوه ابتسمو وتحولت القبضه لمصافحه بيسحبه بيها لصدره ويحضنو بعض
قال عاصم- يخربيت غشامتك.. غرقتنى ع الصبح
ادم- ده بكل ما تشكرني.. وفرت عليك دخول الحمام
ضحك عاصم وبص لادم قليلا من ابتسامته وعينه الامعه قال
-بس اى الحيويه دى
بصله ادم باستغراب قال عاصم- الابتسامه والضحكة والحماس... هو ف عيد ولا اي، ف حاجه مفرحاك
سكت متذكر اسير ابتسم وبص لاخوه قال
-فيه
-مش هتقولى أشاركك فرحتك طيب
-مش لازم تعرف بس اخوك مولود من جديد
نظر له عاصم ربت ادم على كتفه وقال-يلا عشان نفطر
عاصم-هتفطر معانا...
-منا قاعد اهو
-مفيش شغل النهارده ولا اى
-لا.. اجازه اليومين دول
-ده لى
-شهر العسل
مشي بعد جملته وعاصم لم يفهم ما يعنيه لكن هل يعنى شهر العسل بحق؟!.. هل تلك السعاده والبهجة من اسير
حطت عبير الاكل شافت ادم قالت-اى الصوت ده.. صحى
-اه
لاحظ ان اسير جوه لوحدها راحلها اخيرا كانت لسا هتخرج اتخبطت فيه مسكها قال
-انتى كويسه
نظرت له قالت-اه
مشيت وقف قدامها قال- بتهربى مني لى، صحيت ملقتكيش ونزلتى تحت ومش بتتكلمى
سكتت قرب ادم منها ابتسم قال-اسير.. بخصوص امبارح...
-امبارح؟! هو حصل حاجه امبارح
نظر لها من نبرتها وهبطت ملامحه تدريجيا قال- مالك يا اسير..
كمل - امبارح انا وانتى؟!
قاطعته قالت-مفيش داعى نتكلم على الى فات الى حصل حصل وخلصنا، كل واحد كان ف حالة ضعف ملهاش معنى
بصلها بشده قال-ضعف؟!!
-اه يا ادم انا ضعفت معاك، لحظه ضعف ضعفنا فيها احنا الاتنين، أنا متفهمه كل ده.. يعنى نز.وه وعدت
بصلها بشده من الى بتقوله قال-نز.وه؟!!!
↚
قاطعته قالت-مفيش داعى نتكلم على ليله امبارح، كل واحد كان ف حالة ضعف ملهاش معنى
بصلها بشده قال-ضعف؟!!
-اه يا ادم انا ضعفت معاك، لحظه ضعف ضعفنا فيها احنا الاتنين، أنا متفهمه كل ده.. يعنى نز.وه وعدت ولو عليا فأنا ناسيه الى حصل
بصلها بشده من الى بتقوله قال-نز.وه؟!!!
-اه
بصتله قالت- ولا انت شايف حاجه غير كده
سكت وهو باصللها وقد تحولت نظرته وقال
-انتى صح... كانت نزو.ه فعلا
مشي وهى بصتله من الى قاله شعرت بالحزن لانها كان نفسها تسمع حاجه منه بس رده كان ف حزن.. ف بردو لجرح كبريائه، معقول غلطت ف الى قالته، دخلت عبير شافت ادم خارج ابتسمت قالت
-انت صحيته ازاى عشان يكون متزربن كده
مردش عليها ومشي استغربت شافت اسير واقفه قللت- يلا نحط الاكل
خرجو وحطو الاكل على السفره وكان عاصم بيعقد شاف ادم بيلبس الكوتش بتاعه استغرب قال
-انت رايح فين
مردش عليه ولا بصله قال-مش قولت انك ف اجازه
مشي ادم ورزع الباب وراه استغرب جدا وبصيت عبير واسير وهما بيحطو الاكل وسمعو صوت الباب
عبير-هو خرج؟!
عاصم-ماله حصله اى
عبير- مش عارفه، هو نازل وعامل حسابه يفطر معانا.. خرج ليه ومقاليش حتى
عاصم-مكنش بيرد كأنه مش طايق نفسه... معانه كان كويس اوى عن اى مره شوفته فيها
بصتله اسير من الى بيقوله
عبير-حسيت بكده زي
عاصم-اه، كان فرحان وعينه منوره وقالى انه اتولد من جديد... مكنتش فاهم بس فرحتله، اول مره اشوفه كده يماما.. انتى عارفه ادم
-عرفاه يعاصم
بتكون سمعت اسير وتفتكر ابتسامه ادم لما شافها ولما دخل وراها وكلمها، ملامحه اتلدلت من كلامها.. معقول هى السبب فى حزنه، هل كان سعيد... اللعنه عليها ماذا فعلت
مشيت من قدامهم بصلها عاصم قال
-انتو اتخانقتو يا اسير
بتقف وتبصله بصتلها عبير
اسير-لا
مشيت قالت عبير-لى قولت كده
عاصم-لا مجرد سؤال عادى
بيرن تليفونه قال-تمم جاي
قفل قال-نا رايح الشغل
بيمشي هو كمان وعبير بتبص للفطار الى الكل سابه
بتكون اسير قاعده فى الشقه بتبص على الساعه كانت لسا المغرب
-هيرجع امتى.. هيتأخر بردو لصبح ولا اى بالظبط
قعدت بضيق وبصيت لنفسها من رغبتها فى رجوعه بتفتكر قبلتهم وليله امبارح
حطت ايدها على عينها بتمنع تفتكر مكنتش مضايقه بل المشاعر تشتعل وكأنها ف نفس اللحظه
مسكت تليفونها بعد اما زهقت ورنيت عليه بتصبر بس مبيجلهاش رد، رجعت رنيت تانى بتردد بتلاقى تليفون اتقفل... استغربت معقول حطه ع الطيران لما لقاها بتتصل.. اكيد لا ادم لا يفعلها
-طب لى مبيردش.. يعرفني هيجى امتى طيب
تفكيرها فيه كل شويه وكل ثانيه، احتياجها لوجوده واشتياقها لحنانه ولطفه.. لقد اشتاقت له
حتى امبارح والى عملته مقتنعه انه مكنش غير غضب، غضب لما سمعت الظابط قال اى ولقت واحده مع ادم.. واحده مش كويس حاولت تتلزق فيه.. كانت عايزه تحرقها.. عايزه تحرقه هو كمان لانه دخل لهناك
سكتت لوهله لانها مسبتهوش يحكلها الى حصل، بس الى عرفته ان ادم مستحيل يكون ع علاقه بواحده زي دى
فى الورشه كان فؤاد واقف على الباب وسامع صوت عالى
دخل وشاف ادم كان بيصلح عربيه بع.نف وشغال فيها ضر.ب
كان بيهبد ف الحاجه وجسمه يتقطر عرقا، الإجهاد باين عليه من الشغل الى مطحو.ن فيه من الصبح وبيبذل مجود كبير وكأنه بينتقم من نفسه
عروقه كان بارزه حتى ف جبينه وضيق حاجبيه وهو مركز ومش شايف حد غير العربيه قدامه حتى ملحظش دخول فؤاد
فؤاد كان بيبصله من شكله الى اول مره يشوفها، حالته المريبه جدا وخايف يقربله لانه يخوف وكأن ممكن يرتكب جر.يمه دلوقتى
بيز بالمفك جامد بتتفح ايده وتسيل الدماء منها بيرمى المفك بضيق على الارض ويطنطر
بيسيب العربيه ويعقد على الارض ساند ضهره عليها غير مهتم بالجر.ح الى شغال نز.يف
قرب فؤاد منه بهدوء بص ادم لصوت وشافه
فؤاد- اجبلك شاش
مردش عليه آدم وقال-انت هنا من امتى
-من ساعة الرزع والخبط والعفرته الى كانت هنا
مردش ادم بصله فؤاد من حالته قال
-مالك، ده بسبب الى حصل امبارح
ادم-انت جاي ليه
قام بضيق قال فؤاد-جاي اشوفك واطمن عليك
-تطمن عليا؟! ليه شايف حالتى كانت تستدعي القلق
-مقصدش يا ادم انا اقصد انت واسير... انتو اتنخقتو
سكت من ذكر اسمها، بصله فؤاد قال- حصل اى.. نا ممكن اعرفها.. أنا روحت القسم ومدير شركة الشحن كلم الظابط وشهد ع توظيفك وانك اتورطت.. نا ممكن اقولها ا...
-تقولها؟!! مين قالك انى عايز ابرر موقفى... ابرر؟! ابرر لمين وليه اصلا
-ل اسير المفروض انها مراتك وبتحبها وهى اكيد فهمت غلط
-ولو فهمت، دى حاجه ترجعلها
-ترجعلها ازاى
-زى ما سمعتد عايزنى امشي وراها اعقد احللها ولا ابعتلها شهود عشان تفهمنى صح... المفروض أجرى وراها عشان متزعلش.. ده إلى اتعودت اعمله واتعودتم تشوفونى عليه...هو ده ادم عبد لحب اسييير، هو دههههه
سكت فؤاد من ما يقوله صديقه
ادم وهو بيبصله وف عيونه حزن غاضب
-فعلا ده انا... أنا الشخص الى اتنازل ع كل قدام وهم
فؤاد قلق عليه جدا قال- حصل اى يا ادم.. من امتى الحب كان عيب او غلط عشان تقول كده.. اى إنسان بيحب بيضعف
ادم-ونا وصلت لذللل... أنا.... يا فؤاد... أنا إلى كبريائى.... محدش... يقدر... يلمسه
تحولت نظرته لغضب مكتوم وكسره قال
-انا كنت نذوه
بصله فؤاد بشده ابتسم وكمل- أنا نزو.ه... انااا مجرد علاقه عابره
جمع قبضته وضرب الحيط بقوه فرجعت ايده تنز.ف والغضب يملأ عينه، بيفتكركل كلمه قالتها.. ليلتهم الأولى الى مكنتش غير ضعف منها وهى زى التابع جرى وراها
-انا غبى.. أنا غبى وضعيف اوى... غببببي
لقد كره ذاته كره نفسه وكره كل حد الا هي، مقدرش يكرهها.. بعد كل الى عملته وانهياره، جه اليوم الىرنسفت بيه الارض وقضيت ع رجولته وكرامته
ابتسامته السخيفه الصبح لما شافها اللعنه على سذاجته الى وصلته لهنا... اللعنه على الحب المذل.. اللعنه عليك يا اسي..... مقدرش يقولها
فؤاد-انا مش فاهم حاجه
-ولا عمرك هتفهم... محدش بيفهمنى غيرى وده من زمان
-انا بس عايزه افهم مالك، قولى ممكن اقدر اساعدك
-وقر مساعدتك لنفسك انا مس محتاج حد
-نا مقصدش يا ادم.. كفايه تمسك كل كلمه بقولها.. نا مضايق عشانك... لا انت ادم ولا صحبى... انت مش شايف نفسك
قال ادم بغضب- مالها نفسي.... مترد ماااالها... ولا كلكم بقيتو مثاليين وعايزين تسعدونى،، بقيت شهص محتاج الشفقه
فؤاد-بص لنفسك ف المرايا وانت تعرف
مردش ادم عليه قال بضيق- امشي
-يعنى ده تمامك... الى انت شايفه بس خليك فاكر ان كلنا حذرناك من الحب ده وانت الر كملت فيه.. لو مش قادر تنساها فحب غيرها ولو مش عارف تحب فابعد.... ابعد لان اوقات البعد فى راحه
فرب منه وكمل- لما كانت بنت تعجب بيد وترفضها طنت فكر هتفضل ترفض لحد اكتى، انت داخل ع التلاتين.. يعنى تتجوز وتعمل اسره.. بس طول ما انت بتتعب قلبك ودماغك مش هتعرف تدخل غيرها حياتك.... ابعد يا ادم... لو راحتك ف البعد سيبها وابعد، ملعون ابو الحب الى يخليك كده ياخى.. أنا لاول مره اشوف حجم الدمار الى فيك
قال ده ومشي خرج من الورشه كلها وسابه لوحده وسط كومه خيباته وتراكمته الدخليه
فى الفجر اسير كانت لسا قاعده ومنامتش، كأنها مصره تشوفه من ساعه اخر نقاش بينهم
بتكون روقت الاوضه عشان عارفه انه مرتب ومبيحبش البهدله، اتفتح الباب لما سمعت الصوت عرفت انه جه
خرجت شافته وهو داخل بصلها وكانت عيناه عكس اعين ادم الذى تعرفها
-ادم
بيقفل الباب ويمشي بتجاهل نظرت له دخل الاوضه تبعته قالت
-افتكرت انك رايح شغلك التانى.. انت مروحتش صح
ادم-لا
-طب مرجعتش بدرى لى.. امال كنت فين كل ده
-ف غرض من سؤالك
استغربت من رده قالت-بسال عشان مفروض ترجع البيت بدرى
تدم-مفروض؟! بس دى حاجه ترجعلى واظنك عارفه كويس انى برجع بعد الفجر.. يعنى ده العادى
-العادى؟! بس انت.... تمم برحتك يا ادم نا بس
بتلاقيه بياخد المخده ولحاف وخارج استغربت بصلها من وقوفها ع الباب بعدت بحرج قالت
-رايح فين
-هنام ف الاوضه التانيه
نظرت له بشده تبعته قالت-بس لى.. مص احنا بنام سوا.. اقصد الاوضه تانيه بنستخدمها احنا الاتنين
-هستريح هنا
سكتت فهل يشير الى انه مش مستريح من النوم جنبها
بيحط للمخده بتشوف ايده الملفوفه بالشاش استغربت قربت منه ومسكت إيده بصلها ادم
اسير بقلق- ايدا.. مال ايدك
سجل ايده من بين ايدها قال- مفيش حاجه
قربت منه قالت-مفيش ازاى.. اى إلى حصل.. خلينى اشوفه
بعد عنها قال بحده-قولت مفيش
نظرت له من حدته رجع قال بنبرته العاديه
-خبطت وروحت الصيدلى عملهالى، خلاص
-بس شكلها كبيره بتوجعك
مردش عليها لان مفيش وجع اكبر منها هنا
فضلت بصاله قالت-مش هتاكل
-انا عايز انام
نظرت له وكأنه بيقولها تخرج بس بشياكه، اتحرجت لانها بتلك وراه كأنها صدقت مرجع ودى حقيقه
خرجت من عنده قفل ادم الباب واترمى على السرير بتعب
بتبص اسير عل. الباب كانت مستنياه يتكلم يفتح الموضوع تانى يس طريقته جافه جدا تكاد تكون معدومه، حتى تعامله عادى وكأن مفيش حاجه حصلت بينهم
فى اليوم التانى اسير كانت صاحيه بدرى وبتبص لاوضه ادم من وقت لتانى
قامت فتحت ملقتهوش سمعت صوت من الحمام عرفت انه صاحى وبياخد شاور، راحت تحضر فطار بتلاقى تليفونه بيرن بتشوف المكالمه من شركة الشحن
-ادم تليفونك بيرن
فتحته عشان تكتمه بس بتلاقى ملف مفتوح باسم اسير، ألبوم ف تليفونه باسمها وف باسورد
قلبها دق ولى عامل ملف باسمها كتبت عيد ميلادها لقيته اتفتح اتفجأت لانها كانت بتقترح مش اكتر
بس المفجأه لما لقيت صور كتير ليها، الألبوم كله عباره عن صورها هي... صار فى بدنها الدهشة والرييه
كل حاحه عنها هنا، صورتها معاه وصورها وهى صغيره، نجاحها ف ثانويه، حفلة تخرجها، وهما صغيرين وكان بيجى ياخدها من المدرسه مخصوص عشان محدش يضايقها ويصورها وهى خارجها... حتى لما جاب تليفون جديد نقل الصور كلها وممسحهاش
الصور دى كلها عن حياتها، عنها هي بس.. هى نفسها معندهاش كم اللحظات دى.، كل صور عن ابتسامتها، عنها هي بس
فى لحظه اتنش التليفون من ايدها اتخضت وشافت ادم قدامها وعينه مليانه غضب
اسير-ادم
ادم-بتمسكى تليفونى ليه... بتقلبى فيه منغير اذني ليه
-انا مش قصدى كنت عايزه اقفله لقيت.. لقيت الصور دى.. دى صورى مش كده
-اخرجى
-اى الى يخليك معاك الصور دى كلها ليا
-سمعتى قولتلك اى
بصتله من نبرته قالت- ادم
-اطلعي بره
-نا مكنش قصدى اضايقك انا بس بسألك
بصلها بضيق وخرج هو ورزع الباب اتخضيت اسير منه خرجت قالت
-مالك يا ادم
-خليكى بعيده عنننى
بصتله من نبرته وزعلت قالت- انت لى بتكلمنى كده
-المفروض اتكلم معاكى ازاى
-انت مكنتش كده من ساعه امبارح وانت مش طايق تكلمني... انت مضايق منى بسبب كلامى ا...
-خالص يا اسير.. لا انتى ولا كلامك يفرقلى
نظرت له من الى بيقوله قال- بلاش تدى الموضوع اكبر من حجمه لان كل مبفتكر بشمئز
بصتله بشده وشعرت بالحزن قالت-بتشمئز يا ادم
-منى
مشي من قدامها بصتله بحزن لان مش ده ادم الى عارفاه، حاسه بالغصب والحزن.
والخوف.. خوف ان ادم الى تعرفه ميرجعلهاس تانى
عاصم قاعد مع أمه تحت قال-هو هينزل امتى، من ساعة مكلمته مفتحش الموضوع
عبير-اطلعله اكيد صحى ثم ادم مستنيك انت تتكلم
-انا ريتاج مستنيه ونا مستنى ادم
-انت كلمت ابوها خدت معاد
-مش لما اشوف ادم يماما.. حاسه تايه مش عارف ماله
- بنا يهديكم
فوق اسير بتكون حضرت اكل بسرعه وبتحطه ف الانش بوكس عشان تديه لادم بتسمع صوت قفل الباب اتفجات وخدت البوكس ومشيت علطول بتلاقيه خرج
نزلت علطول وراه-ادم
بتخرج من البيت كله ع امل تلحقه بس بيكون مشي، بصيت للعلبه الى ف ايدها وانه خرج منغير متاخد اكله زي امبارح.. انه لا ياكل بسببها.. لى ياكل منها ولا ياكل ف وجودها
عاصم-هو مشي
بتلف وتشوفه اومات له تنهد بضيق قال- الواحد مبيعرفش يتكلم معاه
بص على الى ف ايدها قال-اى ده
-فطاره
-متعوده تعمليله اكل وتديهوله
اسنغربت من سؤاله قال بتلقائيه-عمرك معملتيها معايا
بصتله من الى قاله وهل يعيرما يقوله هل بيفكر علاقتهم السابقه
شافتهم عبير واقفين قالت-ف حاجه
اسير-لا ياعمتو.. مفيش
دخلت جوه وطلعت ع شقتها وهى مضايقه حطت العلبه بسكات وبتبصلها كل شويه... بتفتكر ألبوم الصور وصورها الى مغرقه تليفونه، ازاى غضب لما شافتها وكأنها شافت سر.. سر كبير اسير لمسته بعمق
"الناس كلها شافتتتنى يا اسير، كلهم عرفو حالى وانتى الى غايبه زى الاعمى"
كلماته يومها لسا فكراها كويس، حضنه لبها ف كل مره تزعل، حنيته العميه ولطفه
"انتى أى مبتحسيش، اى الل ممكن اعمله عشان تحسي بيا أكتر من كده.. نا عملت كل حاحه ولسا بعمل عشان ف الاخر تقوليلى كده"
افتكرت كلامه "أنا ف قلبى واحده ومش هعرف احب غيرها"
كان ادم يقصد مين يومها، كان اى الى يقصده بالظبط بكلامه ده، مين البنت الى مخبيها عنهم كلهم.. لى كلهم عارفين انه بيحب وهي لا
افتكرت تلك الليله وعناقهم الحامى، لمسات ادم التى ظنتها ضعف مكنتش غير لمسات رجل عاشق، رجل مشتاق إليها الى ان نالها
" بحبك"
اتسعت عينها لما افتكرت جمله زى دى اتقالتلها
-قال بحبك؟! مستحيل
كانت بتمنع نفسها تفتكر بس لما افتكرت، لما افتكرت دلوقتى رجعتلها ذاكرتها.. اجل ادم قال بحبك..قالها هي
عاصم"كان فرحان، كان أول مره أشوف الفرحه دى فيه مش عارف ماله اتقلب كده لى"
مستحيل معقول تكون هى البنت الى بيحبها، نظرته الامعه فيها اهتمامه وتلك الليه
"اسير، امبارح نا وانتى...
افتكرت كلامها مسكت دماغها بضيق
-ازاى قولت كده.. طب لى مزعقلتيش.. لى معترضتش ع الغباء الى قولته
صدمته وعينه مش قادره تنساهم، من قبل حتى ما تكتشف حبه وهى زعلانه.. انها اسفه اليه، انها غبيه بسبب مشاعرها ليه
عبير كانت قاعده بتتفرج ع مسلسل شافت اسير قالت
-ف حاجه يا اسير
-هعقد معاكى
-تعالى
قعدت جنبها وبتتفرج معاها بس جواها افكار كتير قالت
-عمتو ممكن اخد رايك ف حاجه
-قولى بس بسرعه عشان الفيلم
-هى مشكله واحده صحبتى ومش عارفه تفهم تصرفها... هى متجوزه بس جوازهم مكنش عن حب يعنى ولما ظهرت مشاعرها ناحيته وجوازهم اتمم كانت هى السبب فى تمامه اكتر منه.... و
بصتلها وكملت- لما فاقت بقيت تهرب منه لانها مش عارفه تواجهه فلما كلمها قالت إن علاقتهم كانت مجرد علاقه عابره..
بصتلها عبير بشده قال اسير- هى قالت كده بسبب خوفها انها تتحرج بس بعدين اكتشفت ان الشخص ده بيحبها
-هو بعيد عن العك ده كله فصحبتك دى غبيه، ايا كان الى كصل فهى غلطت امبر غلطت بالى عملته سواء هروبها او كلامها... مفيش راجل يقبل يتقاله كده، هى يعتبر جرحت كرامته وهانته اكبر اهانه اعتقد ممكن يتهانها
بصتلها اسير بالا-بس هى مكنتش تقصد
-عارفه يعنى اى تقوله انه عابر يعنى وقت وسلام وأنها معندهاش قدميه الزواج او لحظه زى دى.. هو جوزها مش كده
-اه اه جوزها طبعا ولا مكنتش عملت كده
-وهو قالها اى
-مردش بس من ساعتها وهو بقى شخص تانى معاها، حتى طبيعته اتغيرت وبقا يبعد عنها وده مضايقها اوى لانها عمرها مكانت ده إلى عايزاه
-مهى مفيش واحده بتحب واحده هتقوله كده، وهو طبيعى ف ردة فعله.. هى عرفته انه ملهوش اى لزمه ف حياتها.. قالتله غلطه بمعنى صح
سكتت اسير بخوف قالت-اعمل اى
بصتلها عبير قالت اسير- المفروض تعمل اى عشان ترجعه ليها
-معرفش والله اعتقد لو فكرت هتلاقى
اومات لها وسكتت اما عبير قالت- اتجوزو فاجئه منغير ما يحبو بعض..
بصيت لاسير بصدمه كبيره تكون هى وعملت كده ف ادم قالت
-صاحبتك دى تبقى أنتى
ارتبكت اسير قالت عبير -اسييير، الحكايه دى تقصدى بيها مين.. انتى وادم.. انتى قولتى لادم
اسير- لا يعمتو مش احنا، دى صاحبتى صدقينى
بصتلها عبير بشك
اسير- كانت بتحكيلى وعايزه الاقيلها حق ونا قولتلها نفس كلامك بس قولت اسالك... أنا هطلع عن اذنك
طلعت وسابتها ولما وصلت شقتها وفكرت ف كلام عمتها كله
-غبيه يا اسير.. غبيه
ازاى ممكن تصلحه ازاى تقوله انها.. انها كمان بادلته يومها المشاعر كلها
راحت عند الدولاب فتحته مكنش فيها غيؤ بيجامتها الى بتلبسها
-المفروض ان دى شقتى.. يبقى حاجتى تطلع عند جوزى
ابتسمت وكأنها ريحت نفسها اخيرا باتكشاف الحقيقه وصارحت نفسها
-ادم... المهله انتهت وجوازنا كمل يعنى هيستمر
بتنزل على عجله دخلت اوضتها بتبصلها عبير قالت
-مالك
نزلت شنط عملاقه وكانت فيها جهازها وكل ملابسها الى كانت جيباها لجوازها
سحبت واحده واحده على برا لانهم كبار
عبير-بتعملى اى
-هطلع حاحتى فوق
-فوق فين
-ف شقتى.. محتجاها
عبير وهى بصالها ساعدتها وطلعتهم فوق عند ادم وفتحت اسير أغراضها ولما شافتهم بصتلها عبير قالت
-محتجاهم ف اى
اتجسفت وقفلت الشنطه قال عبير- لى طلعتى حاجتك هنا
-المفروض انى كنت مجهزه نفسي لجوزى
بصتلها عبير لتكمل اسير- وانا متجوزه فعليا وجوزى معايا.. هركنهم ولا اى، المفروض انى عروسه
اتفجات عبير جدا من كلامها قالت-اسير، كلامك ماله.. شقته وجوزى.. امورك انتى وادم تمام... امتى كويسه
اومات اسير لها قالت- كويسه يعمتو.. اكتر من اى مره كنت فيها كويسه
بصتلها عبير ابتسمت قالت-ربنا يهديكم.. ارتب معاكى ولا
-لا هرتبهم انا متتعبيش نفسك
-ماشي
بتسيبها وتخرج اسير كل هدومها وتاخد شيئا من بينهم بتاخد نفس بقوه وجرائه وتاخد دش سريع وتسيب شعرها الناعم ويهطل على وجهها، بتحط مكياج واحمر الشفاه يبرز شفاها وعطر انوثى يزيد جاذبيتها العاليه
فى مكتب خد ادم ورقه بين ايده
الراجل-ممكن تراجع نفسك، فكرو تانى
ادم-هنيجى نا وهى بكره ع المعاد
تنهد قال-تمم هستنا حضرتك
بيخرج ادم ليؤن تليفونه لقاه مدير الشركه رد
-اى يا ادم، فينك
-ف حاجه
-انا عرفت إلى حصل متشلش هم بلغت الظابط وفهمته كل حاجه
-شكرا
-طب انت مجتش امبارح ولا النهارده ف حاجه
-كفايه كده مش هنزل تانى
-لى بسبب إلى حصل
-لا
-امال. انت مش كنت شغال فتره مؤقته بس لسا شهر واحد بس.. هو الهدف الى ف دماغك وصلتله
-موصلتلوش، هو مكنش بتاعى
-مش فاهم
-لو خصل فرصه هنزل تانى
-تمم يا ادم الى تشوفه
قفل هاتفه ومشي رجع لبيته ولما دخل قابل اخوه قال
-كنت مستنيك
ادم-ف حاجه
-اه بخصوص طلب ايدى لريتاج
اضايق ادم انه نسي قال- يوم اى
-انا مستنى ظروفك، اخد معاد ولا اى
-تمم يا عاصم بس خليه الاسبوع الجاي عشان عندى شوية ظروف
-فى حاجه ولا اى
-لا متقلقش بالك
-تمم الاسبوع الجاي
طلع ادم على فوق ولما دخل شقته كان الجو هادى للغايه والاضواء خافته
قفا الباب ولما لف ودخل وقف لما لقى الى خارج من الاوضه، بيقف ادم متثمر من شكلها، قميص اسود قصير للغايه ومكشوف من أعلى جسدها المتناسق ومكياجها وكأنها زينت نفسها له وكانت دى الحقيقه
مكنش مصدق نفسه من الى شايفه قربت اسير منه وقفت قدامه وبصيت ف عينه قالت
-اتاخرت ليه
رائحه عطرها قويه مسكت الجاكت بتاعه وقلعتهوله بعد ادم عنها بصتله اسير
ادم-بتعملى اى
-بساعدك
-شكرا مش عايز مساعده
دخل الاوضه بصتله اسير من رده راحت وراه وهو بياخد هدومه لقاها فى وشه قال
-اسير
-مفيش نوم ف الاوضه التانيه
نظر لها بشده قربت منه رجع لورا اتكعبل وقع ع السرير، اسير قعدت جنبه ولمست وشه باثاره لتنهار رجولته
اسير-النهارده هتكون معايا.. النهارده والايام الجايه
قربت منه وهى تريد تقبيله بحب لكن ادم بعد عنها بنفور قال
-قولتلك قبل كده خليكى بعيده عنى٠ بس واضح انك مفهمتيش
نظرت له اسير وحسيت بكسر عميق بس قالت
-مفهمتش اى يا ادم، انت جوزى
-ع الورق... بلاش ناخد منعطف تانى عن علاقتنا الحقيقه
بتحاول تدارى الدمع الى هيتجمع ف عيونها من جر.ح كبريائها قالت
-بس احنا خدنا منعطف تانى، انا مراتك بخق وحقيقى يا ادم.. ولا انت نسيت
-افتكرتى؟! كنتى بتعانى من نسيان ليلتها
-افتكرت يا ادم، افتكرت... انا عارف انك مضايق من تصرفى بس نا مكنتش اقصد
بصيت ف عيونه الى مستغربه منها ومن كلامها لكن لم تكن ضعيفه بل تتصف بالقوه والجمود انه متعاهد ع الا يضعف امامها، نظرته بقيت بارده بدون تأثر
حضنته قالت اسير
-النهارده بحاول اصلح سوء التفاهم، خلينى اثبتلك.. هتعرف الى اقصده
بعدت عنه وبصيت لعيونه وقربت من شفايفه بعد ادم فشعرت بوجع عميق ف قلبها من بعده
مسك ايدها الملتفه حواليه وبعدها عنه بمعنى متقربلوش بتظمع عين اسير وتنظر اليه
ادم- انا مبكررش الغلطه مرتين... الى حصل يومها مستحيل يرجع يتعاد، أنا مبكنش غرض للمتعه ف اى وقت ولا بضعف لمجرد جسم واحده ظاهر قدامى
نظرت له من الى قاله قال ادم
-فهمتى يا اسير، أنا مبريلش... لما اقولك خليكى بعيده اسمعى كلامى لأنك ممكن تشوفى ادم تانى
-انا شايفه ادم تانى فعلا
بتنزل دمعه من عينها قالت- كلامك قا.سي اوى يا ادم
سكت ادم وقد انتزع وجه الجمود لما شاف دمعتها والحزن الى برز ف عينها بسببه
قام من جنبها قال
-هخرج تكونى غيرتي الى انتى لابساه وتجيلى عشان عايزك ف موضوع
نظرت له خرج وسابها فى مذلتها من شكلها كأنها شبه العا.هره الى حاولت معاه بشيت الطرق
ادم فضل قاعد بره لما اسير خرجت بعد اما غيرت لبسها بتشوفه وبتعقد عنده
ادم خرج ورقه حطها قدامها قال- أمضى هنا
بتبصله باستغراب قالت-امضى ع اى
-ورق طلاق
بتقف وترفع عينها ليه بصدمه كبيره قالت
-طلاق؟! د..ده انا وانت
-اه
مد ايده بالقلم نظرت له اسير عينها بتدمع وتحس بغصه هتقت،لها، قالت
-انت جايبها من امتى؟!
-ده يفرق معاكى
-اه، عشان اعرف لى جايبها هنا... انت عايزنا نطلق يا ادم
سكت نظرت له بحزن قالت- ده كان بسبب كلامى الى قولته يومها صح، انت مضايق منى عشان كده
اضايق لما شاف تلك الدموع قال
-المهله خلصت يا اسير
-لا مخلصتش احنا فى الشهر التانى لسا قدامنا اسبوع.. اسبوع يا ادم ع انك تطلقني.. مش ده كان اتفاقنا، قولت ان لو جوازنا نجح هنكمل واحنا حققنا و...
-ومنجحش
بصتله من الى قاله، ادم - علاقتنا مستحيله يا اسير... ده إلى اكتشفته مؤخرا
بصتله من الى بيقوله فهل ذلك من يحبها
ادم- احنا مننفعش لبعض، هنرجع زى مكنا ولو ع قعادك تحت فمتقلقيش لانك مش هتنزلى هتفضلى قاعده هنا ونا هعقد تحت
-بس المهم منكش متجوزين صح
-يهمنى راحتك بس مش ع حسابى
نزلت دموعها قالت- انا اسفه.. لو زعلان بسبب كلامى انا رميته غلط، مش عايزاك تزعل منى يا ادم
اضايق اكتر منها انه لا يطيق رؤيتها هكذا قال
-انا مش زعلان يا اسير
-امال لى عايزنا نكلق
-لان ده انسب حل لينا وسواء دلوقتى او بعدين ده كان هيحصل
بتنزل دموعها وهى بصاله بصيت للقلم خدته بحزن بصلها ادم بتاخد الورقه وبتمضي مكانها بتقف مره واحده قالت
-انا مش عايزه نطلق
نظر لها من الى قالته قامت وقفت قدامه قالت
-مش عايزه ننفصل يا ادم، أنا عايزه اكون معاك.. خلينا نعقد ولو ف حاجه هنحلها بس طلاق انا مش عايزاه
-اسير، احنا اتكلمنا كتير
قالت بغضب-لا متكلمناااش مش بعد اما تخلينى هنا تقولى يلا تبعد بالسهوله دى بعد اما اتعلقت بيك ومش طايقه لحظه واحده من غيرك... مش بمزاجك يا ادم
ادم- انتى عايزه اى خلصينى، نا بعملك الى انتى عايزاه.. لا علاقتنا منا فيها نفع ولا البعاد
-فقمت قالت يلا نطلق، انتى السبب ف اللىانا فيه سمعتنى ومش هسمحلك تحركنى ف ايدك
نظر لها من الى بتقوله قال- انا إلى بحركك... اناااا
-اه انت، أنا مش همضي
-مش بمزاجك يا اسير لو فاكره ان الموضوع مش بمزاجك فهو لاااا... أنا مش لعبه وقت اما تخلص تقولى زهقت وقت اما تعوزيها تكملى لعب
-انت لىىمش قادر تفهمنى... لىىمش قادر تشوف انا فيا
-لما تشوفى انتى الاول انا فيااا ايه
سكتت قال ادم - امضي يا اسير
-مكنتش انا مش كده.. مستحيل تكون انا وانت بتبعدنى عنك بايدك
استغرب منها قالت-بس لى.. لو مش انا لى خلتنى اتصل الذل ده
-ذل؟!!
-اه ذللل، ذل انك تجبرنى على الطلاق بعد اما خليتنى احبك ومش عايزه حد غيرككك
بيقف ادم وينظر لها من الى قالته
-قولتى اى
نزلت دموعها قالت - انا بحبك... بحبك يا ادم
↚
ادم-ذل؟!! بتقولى ع جوازنا ذل
اسير-اه ذللل، ذل انك تجبرنى على الطلاق بعد اما خليتنى احبك ومش عايزه حد غيرككك
بيقف ادم وينظر لها من الى قالته
-قولتى اى
نزلت دموعها قالت - انا بحبك... بحبك يا ادم
مبيصدقش الى سمعه ويحس انه اتجمد فى مكانه عند جملتها
اسير- معرفش ازاى بس انا حبيتك.. حبيبتك وخايفه من الحب ده... مشاعرى كنت خايفه تكون مجرد احتياج تكون تعلق لمجرد أتى عايزه انسا عاصم واظلمك بس انا لقيت عاصم اتمحى... انا... أنا حسيت معاك بمشاعر تانيه، مشاعر فيها أمن وراحه لمجرد ونا بقفل عينى وانت جنبى
مسحت دمعتها قالت- كنت اقول ان ده مش حب، انك اخويا وكنت اخو خطيبى... اخو الشخص الى كنت هتجوزه... مينفعش تتخلق مشاعر زى دى ليك لانك ببساطه مبتشوفنيش غير اختك
بصتله بدموع قالت- عارفه انى اتغبيت، كلامى جرحك، جرحك اوى.. قولت كلام كتير يهد جبل بس ده من خوفى انك ترفضني.. أنا ليلتها كنت الى حركتك... مبقتش عارفه ابص ف وشك ازاى لمجرد انى خليتك تتمم جوازك منى... خوفت تقولى ننسا تقولى ان ليله دى ملهاش اى معنى
-فقومتى قولتى انتى
-واستنيت تنفى كلامى بس ده محصلش، انت وافقتنى ع كلامى وعرفتني انى مكنتش غير حاجه عابره ف حياتك
-اناااا يا اسيررر انا الى قولت عليا انو نز.وه، عارفه عملتى فيااا ايه
-انا اسفه، بس انا مكنتش اقصد حقيقى كل الى بفكر فيه هو مشاعرى الى خلتنى اعمل كده... نفسالمشاعر الى خليتنى البسلك واكون قاعد مستنياك ومتجهزه عشان بس اصالحك.. عشان ارضى قلبى واعترف بمشاعرى بس انت... انت جرحتني اوى... جرحتني اوى يا ادم
-وجرحى انا محستيش بيه
-اعتذرلك اى اكتر من كده.. أنا غبيه غبيه يا ادم.. غبيه بسبب إلى قولته وغبيه عشان حبيتك
نظر لها قالت- كنت فاكره.. انى هي الى ف حياتك، لمره حسيت انها هي ومصدقتش نفسي.. بس ظنى طلع غلط
بلعت غصتها قالت-انا بس عايزه اقولك انى محستش باي لحظه ندم ع الى حصل بينا... لو كان ده هيرضى كبريائك فأنا عيشت معاك كل لحظه بنفس المشاعر ويمكن مشاعرى كانت طرف واحد
خدت الورقه قالت- بس لو وصلنا هنا وده قرارك انا مش هجبرك عليا، انت عملت كل حاجه ليا ونا بشكرك عليها يا ادم.. بشكرك على وقوفك جنبى ولو حملتك اكتر من طاقتك فحقك عليا انا هعمل اى حاجه عشان اريحك.. لو الطلاق راحتك فأنا هعمل الى انت عايزه
خدت القلم بحزن ودموعها مبتقفش وبتكون هتمضي بينتش ادم الورقه بغضب قال
-لدرجادى بااايعه، مش قادره تتمسكى بيا أكتر من كده.. مخدتيش ثوانى وانتى هتمضى
-انت إلى تهمنى مش انا
-ونا الاهم عندى انتى... لى عايزه تعذ.بينى لى بتعملى وتدوسي ع قلبى اكتر من كده... كل ده مخبى حبى ف قلبى، سنين بحبك فيها ف سر وبتعذب... لى لما تكونى مراتى تعذبيني بردو ليهه
اسير نظرت له من الى قاله
ادم- كلامك عذاب، ظنونك عنى عذاب.. ظنونك كلكم... كنت اكره البيت بسببك.. اكره ارجع البيت وانتى فيه فقلبى يتعذب من فراقك وحبى المستحيل... كنت برجع بعد الفجر بسببك.. كنت اصلي الفجر ونا بدعى اتشفى منك بس.. بس ربنا مأرادش ده يحصل... باين ان مكتوبلي اتعذب على ايدك العمر كله يا اسير
بتكون مصدومه منه
ادم- ازاى مقدرتيش تشوفينى، نا كل كلامى وافعالى تظهرك حبى.. اهتمامى بيكى الكل انكشفت ليهم عداكى... لى يا اسير انا كنت عايزك انتى بس تعرفى مش الكل
نزلت دموعها وقربت منه وقد رأت دمع عميق ف عينه
ادم-بتقولى عليا انى علاقاتى كتير لمجرد انى متجوزتش.. وكان عدم جوازى بسببك انتى بسس.... بس انتو ترجمته ع انى اعرف وبكلم واروح واجى وابات... كنتى تشكى فيا، كنت اشوفك وانتى بتبصى ع اى مكالمه تجيلى عشان تشوفى لاسم، حتى فاتن.. فاتن الى هى واحده متجوزه قولتى انى ع علاقه بيها... وبعدها بيومين شكيتى انى بسهر عند واحده وبعدها خلتيها خيانه مكشوفه لمجرد انك سمعتى كلام اتقال منغير متسمعيلة... صدقتى انى ممكن امون ع علاقه بواحده واروحلها واعمل واخونك.. كل ده عليا انا معأنى الشخص غلط الى تفكرى فيه كده.... أنا عمرى معرفت افكر ف اى بنت غيرك... مفيش واحده عرفت تحركنى ناحيتها لانك محتلانى
شاور ع عقله وقلبه قال- لا عارف افكر ولا عارف احب.. النفروض افضل مريض بيكى، اوقات بشوف ان مو،تى ع ايد حبك يا اسير...نا تعبت... تعبت اوى
نزلت دمعتها الاخيره وهى تنظر إليه
ادم- لى.. لى كل ده.. أنا مش عايز حاجه غيرك.. مطلبتش حاجه من الدنيا دى غيرك انتى يا اسير
-ونا طلبت حبك
نظرت له بتبتسم بوجع قالت- اتمنيت حبك ومشوفتش ان امنيتى قدامى
قربت منه وحضنته مره واحده قالت بحزن
-انا اسفه اوى، اسفه يا ادم ع كل حاجه
مسكت وشه ونظرت إليه قالت- بس قبل ما تحط الذنب عليا اعرف ان اسير إلى قدامك واحده اتخانت كتير لحد مشافت الخيانه بعينها، واحده اتسابت يوم فرحها والناس كلها مرحموهاش.... كلامى القاسي اتبنى ع خوفى، خوفى منك انك تكونى انت كمان...
بصتله بحزن قالت- مش هستحملها.. لو قلبى اتلئم بسببك فلو اتكسر منك مستحيل يتصلح تانى
-ثقى فيا، لمره واحده ثقى فيا
نظرت له لتنظر الى شفاه قربت منه بتردد باسته نظر لها ادم ولم يبعدها،سندت جبهتها ع جبهته قالت
-انا بحبك.. أنا بختارك
بتلمس الجمله قلبه وكان النار هديت بتيجى صورة اخوه ف باله
-متأكده يا اسير من اختيارك... أنا شخص عادى عادى جدا معنديش منصب ولا وظيفه تخلينى ارتقى بيكى
نظرت له من الى بيقوله
ادم- انا مش عاصم ومش هقدر احققلك احلامك كلها، بس هسعى ان عمرى ما اخليك محتاجه لحاجه.. اعرفى اختيارك عشان متخسيش انك غلط....
-شششش
حطت صباعها على بقه عشان ميكلمش قالت
-انت أعلى من طموحى يا ادم.. أنا مش عايزه منصب مش عايزه بيت أو عربيه الفلوس متفهمنيش قد ما يهمنى اعيش مع شخص بحبه ف اوضه.. اوضه نعمرها سوى.... انا وانت
لمست وجهه بحب وقالت-أنا بختارك.. بختار جوازنا.. مش عايزه حد يكون جوزى غيرك.. عايزاك انت يا ادم
بيحس ان رجله مش ملكاه وهو باصص لعيونها وبيقرب منها ويبو.سها من شفايفها نظرت له اسير بشده من سرعته، كان يتلهمها وكانما يمتلكها بعد عنها وبص ف عينها بتقربه اسير منها وتقبله فيبادلها القبله بعشق وشجن ماله عينه
شالها ودخل بيها الاوضه وهى متعلقه فى رقبته نظر لها وصدره يعلو ويهبط بضعف شديد وقد اصبح ف حاله لا يمكن السكوت عنها
ادم- اوعدك المره دى هخليكى تفتكرى كويس ومتتنسيش اى حاجه هتحصل
بياخدها فى حضنه بقوه ويثمل من خمر الحب
على السرير كان نايم جنبها حضنها بدراعه ويخبيها ف احضانه، عينه لا أصدق وقلبه يعجز عند التصديق، معقول اسير حبيبه وحبيبت طفولته هى الى جنبه
نظر لها معقول امتلكها، اصبحت ملكه هو فقط
رفعت وشها ليه قابلت عينه العاشقه وهى بتتاملها اتكسفت منه
ادم- لأول مره احس بالخوف
استغربت قالت-من اى
-انك تكونى حلم.... مش قادر أصدق انى خدتك
نظرت له ف عينه قالت- صدق يا ادم، صدق حاجه واحده انى ملكك انت وبس
لا يريد أن يستقيظ ان كان واقع يا الله فاجعله يستمر ولو كان حلم لا تجعله يستيقظ من تلك اللحظه.. لا يكاد يصدق ان الحلم اصبح حقيقه.. غدا الحلم واقع
قامت أسير بيسحبها ادم ليه مره واحده نظرت له بشده قالت
-ف حاجه يا ادم
-متقوميش خليكى معايا... مش عارف المره دى لما تقومى هتقولي اى ونوع الكلام الى هترميه
ابتسمت ابعد ادم شعرها بغشق وهى قلبها دق من لمسته
ادم-تعرفى انك حلم يا اسير.. حلم عمرى متخيلت يتحقق، امنيه اتمميتها نهار وليل النهارده صدقت ان الامانى بتتحق
تبدلت ملامحها من كلامه
ادم- لو ورا العذاب لحظه واحده من دى كنت اتعذبت ميت مره ومش هشتكى
-كفايه يا ادم
قالتها بضيق وحزن نزلت عينها قالت
-متخلنيش احس بحجم غبائى اكتر من كده، وازاى كنت غافله عن حب زى ده
مسك وشها وخلاها تبصله قال- ابتسمى طول ما انتى معايا ابتسمى بس... منفتحيش اى حاجه للماضى انا عايز الحاضر.. حاضر يكون عنوانه اسير
ابتسمت ودمع يتلألأ ف عينها من تلك اللحظه المليئه بالحب والدفا الى عمرها محسيت بيه قبل كده
- اوعدك انى هخليكى تبتسمي علطول
-واثقه من ده
حضنت صدره العارى ليبادلها العناق بعشق حانى متملك.. يا الله.. هل نولتها فى نهايه الامر،. هل جمعتنى بها واستجبت دعواتى... لو كنتةعارف انك هتحبر بخاطرى لدرجه دى هتدينى اسير كل الى اتمنتها من الدنيا كنت صبرت فوق عمرى
وصل عاصم بعربيه قدام فيلا شيك نزل ودخل شاف ريتاج واقفه عند الباب مستنياه ابتسمت بسعاده كبيره لما شافته
راحلها قال-جيت ف المعاد
-خوفت تحرجنى انت ملكش امان
-بطلب ايدك وتقولى مليش امان
-طب يلا، بابا جوه
دخل معاها شاف راجل قاعد ف الصالون قال-جاى ف معادك بالظبط يا عاصم
-دى طبيعتى
ابتسم قال-عارف مواعيدك الحقيقه ودى ميزه فيك... اعقد
بيعقد معاه بص لابنته قال-ممكن تسبينا يا ريتاج
سكتت وبصيت لعاصم مشيت شافت امها قالت-لى احرجنى بابا كده
-هتقفى تعملى اى.. خليه ابوكي يتكلم براحته
-منا عشان كده مكنتش عايزه اقوم.. لو بابا قال كلمه زعلته انتى عارفه كويس انا ممكن اعمل اى
-ريتاج اهدى ف اى مالك رمضان نفسك عليه كده
-بحب عاصم ويا هو مفيش غيره
مشيت بضيق وبتبص امها ليها بخوف
توفيق- جبتك بدرى عشان معاد شغلك.. ميخلصنيش اغيبك واخليك تاخد جزيه
عاصم-ولا عشان شغلك النهارده بليل
ضحك توفيق قال-عرفت منين
-عندى معلومات بالسفاؤه، شغلنا مترابطة يا سيادة السفير
-انت ذكى اوى يعاصم، قبل ما تدخل معركه بتعرف خصمك كويس... وده هيخليك توصل لمكانه عاليا ف وقت قليل، لانك قادر تدخل معارك مع الى اكبر منك
-بس انا مش داخل معركه انا بحب ريتاج وعايز اتجوزها
-وانت هتقدر ع ريتاج يا عاصم.. أنا بعترف ان بنتى لاعبيه
ابتسم عاصم لانها كانت ان تقت.ل نفيها من اجله لمجرد يوم زفاف فلو عرف ذلك لقال انه هو المتحكم ف العلاقه قال
-ريتاج بتحبنى نا واثق من ده
-بس الحب مش كل حاجه... عشان تتجوزه ف حاجات كتير لازم نمشي عليها اولها طلباتها
-ونا قدها، تخب اخد معاك بعد شغلك واجى نا واخويا ووالدتى
سكا توفيق اومات له قال-تمم
-يوم الجمعه يناسبك
-هستناك
ابتسم وقف وسلم عليه وصافحه قال-عاصم
-نعم
-ركز ف شغلك، لأنى بسلم مكانى للى ف مستوى ذكائى
ميعرفش اذا كان بيلمح للشغل ولا بنته قال-انا بعمل الى ف ايدى
ربت على كتفه مشي عاصم علطول وكان عارف ان ريتاج واقفه ف البلكونه بتشوفه ومستنياه يلف بس هو كمل طريقه لبرا علطول وخد عربيه ومشي منغير ما يشوفها
بتضايق ريتاج قالت-مبصليش لى؟! شكله خارج مضايق
دخلت شافت امها قالت- اى الى موقفك ف البلكونه
ريتاج-بابا قاله اى.. عاصم خارج مضايق
-اهدى مقالةش حاجه
-يعنى اى
-اتفقوا ع معاد ولسا الاتفاق يومها
-معاد اى
-الجمعه
سكتت بس ابتسمت وقعدت ف مكانها مشيت امها بقلة حيله منها
كانت اسير واقفه فى المطبخ بتصب اللبن فى الفنجان جه ادم ونظر إليها وهى لابسه بجامه الستان جميله عليها وشعرها نازل على وشها كامرأه ناعمه
قال ادم- بتعملى اى
-بعملك كوباية لبن عقبال ما اجهز الفطار
نظر إليها قال-لبن؟! طب اعملى قهوه
-لا مفيش سرب قهوه ع الريق تانى... ده غلط عليك
قلبت الكوب وادته نظر ادم إليها ابتسم وشربه لانه ميقدرش يرفض حاجه عملتهاله، بيسند ضهره ع الحيطه وبيتابعها وهي تتحرك هنا وهناك
نظرت له اسير من نظراته ابتسمت قالت- عايز حاجه يا ادم
قرب منها قال- متعمليش فطار
-لى هننزل ناكل مع عمتو
-لا مفيش مرواح ف حته
وقف قدامها قال-تحبى تفطرى اى
-مش هنطلب يا ادم
ابتسم من فطنتها قال- ملكيش دعوه
سحبها من وسطها ولف دراعها من وراها وقربها منه قال
-اطلبى ونا هجبلك... أنا عايز راحتك
-بس انا مش هتعب ومش برتاح من أكل بره
نظر لها لمست رقبته وهى بتلمس تفاحة ادم الى بارزه عنده بشده وبتخليه وسيم قالت
-انا مبحبش جوزى ياكل من بره
ضعف من لمستها رفعت عينها ليه قالت- بس طالما عايز راحتى يبقى ممكن تساعدنى عشان نفطر علطول قبل ما تنزل
ابتسم قال- مش نازل شغل النهارده.. ومعنديش مانع اساعدك علطول
-لا دلوقتى بس انا مش مفتريه
ادته السك،ينه فى ايده وفكت ايده من عليها وبعدت عنه، بيقف جنبها ويساعدها وهى بتبصله من وقت لاخر وتبتسم لانه كان يبدو كرجال القوامه الى اتمنتهم.. وقوف جوزها وهو بيساعدها كان روتين عايزه تحققه فى جوزها بس يشاء ان جوزها يكون قوام برجولته ومنغير ما تطلب هو بيساعدها بتاخد جزره وتاكل منها وتديله قطعه ليأكل من يدها ويحطو الاكل على السفره وتبتسم اسير قالت
-خلصنا بسرعه
باسها ادم من خدها وقفت وقلبها دق جامد ووشها احمر بصتله من عينه الى بصالها قال
-تسلم ايدك مقدما
اتكسفت لكن ابتسمت من فعلته
عبير كانت قاعده لوحدها جه عاصم قال
-ازيك يماما
-ازيك يا حبيبى البس واحطلك الاكل
-امال فين
-مين الى فين؟!
بص حواليه قال- انتى قاعده لوحدك
-اه
-ادم مجاش
-هو خرج اصلا ولا اسير نزلت النهارده خالص... من الصبح مشفتهمش والهدوء ده يخوف
بصتله قالت- يكنشو اخوك عمل ف البت حاجه
ضحك عاصم قال- ادم
- انت عارفه الفتره دى اعصابه تعبانه
- هى اسير هى الى تعمل فيه مش ادم.. لان اسير مش سهله وده إلى بيميزها عن غيرها
نظرت له عبير من كلامه علبها، عاصم
-يعنى هنتعشي لوحدنا
-اه تقريبا والاكي، انهم مش هينزلو زى الفطار والغدا
اومأ بتفهم ودخل وهو مستغرب من الهدوء ده
كان ادم قاعد الكنبه ومحاوط اسير إلى كانت قاعده فى النص تريح بظهرها على صدره والصمت يملأهم لكن المشاعر كانت أكبر بكثير
ادم بيقرب وشه منها وهو يستنشق رائحتها باستمرار، الحب الى ف قلبه وهى معاه مبقاش قادر يخبيه خصةصا بعدما نالها وكأنه قد نال جائزه عظيمه
اسير-ادم
-نعم
-لى محاولتش تعترفلى قبل كده
-مين قالك انى محاولتش
نظرت له باستغراب قالت- انت حاولت
-اكتر من مره
F
فى مدينه ملاهى كبيره كانت اسير بتضحك مع عمتها الى كانت نازله دايخه
-لا مش هرجب اللعب دى تانى
-يعمتو دى حلوه
-اركبوا انتو انا تعبت
ضحك عاصم قال- طيب يماما تعالى اعقدى واحنا هنكمل
مشيو سوا وقفت اسير لما شافت رمايه بالمسدس وناس متجمعه عشان ياخدو هديه لو صوبو على الهدف
-انا عايزه اللعب دى
بصو الى ما تعنيه قال عاصم- طب نهدى شويه
-يالا يعاصم
ادم-تعالى
ابتسمت قالت- مش عايزه حاجه منك ادم معايا
-هودى ماما الكافيه وجايلكم
مشي وراحت مع ادم دفعلها الدور ومسكت مسدس بحماس
ادم-هتعرفى
-ايوه
بتضرب متجيش فيها ضربت التانيه مجتش بردو والتالته جت فى الجنب بتضيق ملامحها قللت
-البتاعه دى مش مظبوطه
بصلها الراجل حم حمم ادم قال- طب يلا
بصيت للعبه كانت عجباها اوى عباره عند كره بلوريه بتنزل تلج
بيبص ادم ليها ويرجع تانى قال-ينفع اشتريها
-مينفعش دى هدايا من اللعبه لو كسبت تاخدها
اسير- يلا يا ادم رجعت لى
ادم-تمم هلعب
دفوعله وخد المسدس بصتله اسير ونظر له الجميع
اسير-هتعرف
-هحاول
بيضرب واحده متجيش اسير- حاول تانى خليك دقيق
بيضرب التانيه بردو متجيش ضاقت اعين اسير ومسكت دراعه قالت- خلاص
بس ادم بص لايدها وفى لحظه صوب جت فى النقطه بالظبط اتصدم الراجل والناس، بصتله اسير بدهشه
-عملتها
-واو
قالتها بنت باعجاب وبصيت لحبيبها بضيق لانهم فشله ف التصويب
قال الراجل- مبروك عايز اى
بيبص على الى عايزاه اسير وهى نظرت له بشده جبهاله الراحل ولما استلمها ادم وقف قدامها وادهالها
التمعت عينها انه عمل كده عشانها خدتها منه بابتسامه وناس ابتسمو وف واحد صفر وكأنه مشهد رومانسي قدامهم
اتكسفت اسير ومشيت مع ادم بعيد عن عينهم
ضحكت قالت- انت مش سهل عندك مواهب كتير يا ادم مخفيه... شوفت الحاحك انك تجيبها خلاهم يفتكرو اننا حبيبين
كانت تضحك وهو بيبصلها
ادم- لى لا
-لى اه
-انا بحبك
نظرت له اسير ابتسمت قالت- انت كمان عندك موهبة التمثيل...
وقفت قدامه قالت بجديه- انا كمان بحبك
لوهله كانت جملتها الى يتمنى يسمعها
ابتسمت قالت- قولتها صح... مش انت بس الى موهوب
وكأن سخافتها جت ع قلبه كاي مره
اسير- انت افضل اخ.. انت صديق يا ادم، شكرا على الهديه
نظر لها ابتسمت قال عاصم-كنتو فين
راحتله وسابته فورا قالت- بص يا عاصم
كم التمعت عيناها لمجرد رؤية اخوه وجريتله عكسه
اسير- ادم جبهالى.. تصور كسب وجابها ف النقطه بالظبط.... شكلها حلو مش كده
-جميله
كان بيتابعهم من بعيد كعادته وهما بيتكلموا بحماس وإعجاب ف عينهم وهو بس بيتابع
B
اسير بتكون باصله وبتكتشف حجم غبائها وحاسه بالحزن انها ازاى فضلت عايشه ده كله معاه مخدتش بالها قالت
-بس انت بعدت فجأه، لما انا دخلت الكليه حسيتك بتتهرب منى... مننا كلنا قولت انك حطيت فوراق والصداقه الى بينا ضعفت لانك.. كنت جدى بطبيعتك
- لما اعلنتو ارتباطكم وانكو هتتخطبو قبل ما تتخرجو عشان تتجوزو بدرى وقفت محاولاتى لان معدش ينفع احاول... انتى بقيتى خطيبة اخويا يعنى اختى ولو كان فى قلبى حب ليكى اكتمه جوايا عشان مخسركيش واكون بأذى عاصم... كنت بحاول ابعد ع قد مقدر.. مش عايز اشوفك فحنلك او اشوفكم انتم الاتنين فقلبى يتعذب اكتر
-لدرجادى انا كنت عذاب ليم
-ع قد الحب عميق الجرح بيكون أعمق
-لى ماصرتش وتاكدلى انك بتحبينى بحق وحقيقى
- ضمن اسباب انى مكنتش عايزه اجبهالك مباشره هو انى شايفك لعاصم، مش هكون سبب فى بعادكم .. شوفته خير ليكى ومناسب اكتر.. اخويا عنده وظيفه كويسه وانشاءالله هيعلى للسفارة وهتعلى معاه.. لىىاكون انانى وادخلك معابا ف التعب ده... انتى اميره يا اسير إلى ياخدك يعليكى مش ينزلك تحت
دمعت عينها غصب عينها قالت- وانت بقا الى هتنزلنى تحت
-لما بتحبى حد هتتمنيله الاحسن
-ع حساب عذابك.. مكنتش بتزعل
-كان ف حريق هنا
شاور على قلبه قال - حريقه من ابتسامتك معاه غيره كانت بتاكلنى بس لما افتكر مصلحتك ادوس على قلبى عشانك... لى اعمل غلط اخسرك بيه وابعدك عنك، أنا كتت عارف انك بتعتبرينى اخوكى.. عشان كده ضمنت انك مش ليا
بص لعينها المدمعه قالت بضيق- وفضلت تحبنى، لا منك مرتاح ولا منك مدرك انى ممكن احس بيك
سالت دمعتها وخفضت وشها- انا ازاى طنت غبيه اوى كده
مسح دمعتها بايده قال-اسير
-عذبتك السنين دى.. من امتى وانت بتحبنى.. من امتى وانا بعذبك زي الغبيه وبجرحك بسخافتى
لم يرد عليها لكن لمس وشهها بحنان كبير قال
-اياكى تبكى، أنا بتعذب بدل العذاب الف من دموعك مبالك لو كنت انا السبب فيها
-كفايه يا ادم.....
بصيت ف عينه قال- كفايه
نزر لها باستغراب قال-انتى كويسه
-كفايه تظهر حبك اكتر من كده، مبقتش مستحمله اشوف قد اى انا عاميه... ازاى حد يحبني كده ونا مش عارفه... أنا كنت ف غفله
سندت جبهتها على جبهته وبتمسك ايده الى ع وشها قالت
-فرحانه انى فوقت قبل ما اخسرك.. خسرتك كبيره مكنتش هعرف اتخطاها
نظر ادم إليها من كلامها سحبها لحضنه وحضنها جامد نهو بيقفل بددراعه عليها قال
-احنا ف الحاضر... الحاضر انك مراتى وحبيبتى، مش هنفتح الى فات تانى لو رجعنا ذكريات نرجع الى هنبنيه هنا.. أنا وانت وعيلتنا
رفعت وشها قالت-عيلتنا؟!
-عيزانا نكون لوحدنا، نا عايزه أطفال النهارده قبل بكره، واحد اتنين خمسه عشره
اتخضيت منه قالت - ع..عشره
ابتسم قال- قليل
-ادددم
حضنته وضحكا الاثنان
فى الليل عاصم بيخرج من البيت - انا جاي.. لا هسهر معاكم، لصبح مجلس مش اوى عشان الشغل
خد عربيته ومشي وهو سايق وقف بسبب اتنين بيعدو بص راجل ليه
-استاذ عاصم
جه سلم عليه قاب-عامل اى
-اويك يا شيخ محمد
-انا كويس، كنت عايز اسالك ع ادم كويس؟!
-ادم.. هو كويس اه لى ف حاجه
-أصله كان ف معاد مبينا النهارده ومجاش
-معاد عندك، خير ف حاجه
-هيكون خير ازاى بس من الطلاق؟!
-طلاق؟!
قالها بصدمه قال محمد- اه جه خد الورقه بعظ اما مضى وتمم توقيعه وكان هيجيب زوجته عشان كان ناقص امضتها
مصدقش عاصم الى سمعه قال-ادم واسير
محمد-هو كويس عشان مبيردش ع التليفون من ساعتها
-هكلمه حاضر، هو الفتره دى متلخبط شويه
-ربنا يسهله.. اشوفكم ع خير ف حفظ الله
مشي بس عاصم كان واقف ف مكانه وموقف الطريق من الى سمعه دلوقتى
افتكر ادم"ف ظروف هخلصها وهاجى معاك"
الظروف دى كانت اسير وأنهم هيطلقو، معقول ادم مطلق أسير بس ازاى.. دول بيحبو بعض
افتكر علاقتهم السطحيه وان مفيش اى حاحه جديده، ادم واسير دايما اصدقاء ليه ترجمها ع انه حب
افتكر اسير لما شافها نايمه فى حضنه فى بيتها، كيف هذا... طب وحبهم ف كلامهم قدامهم
معقول يكونو بيمثلو قدامه الحب وأنهم زوجين طبيعين وهما ف الحقيقه ف مشاكل وطلقها...حتى مقالهمش ولا امه تعرف اى حاجه عنه وعن حياتهم الىىبقيت فى سرية خاصه... كل ده كان كدب؟! كانو بيخدعوه
حرك سيارته اخيرا وذهب قال-كده الامور اتوضحت
فى اليوم التالى عبير قاعده بتعمل الفطار
-صباح الخير يعمتو
بصيت للصوت لقتها اسير ابتسمت قالت-صباح الخير ياحبيبتى
-بتعملى الفطار..اساعدك نخلص بدرى
-اى الحيويه دى... شكلك مبسوط
ابتسمت اسير وبصيتلها قالت عبير- لا وتشك مورد بطريقه غريبه، ف اى بجد نا جالى فضول
-عملت بنصيحتك
-نصيحتي انا
-اه وصراحة نفسي بماشعرى لماىاعترفت بيها استريحت
خدت منها الخضار تقطع وعبير استغربت لانها مش فاكره انها نصحتها حاجه زى دى
-ماما
جه عاصم وهو عارى الصدر خدت اسير بعضها وخرجت
عبير-مش تعمل صوت واخد راحتك ف البيت
-مهو بيتى
-اسير بتنزل هنا يا عاصم.. اعقد ف اوضتك براحتك يا فشقتك فوق بلاش اخوك يضايق ويخليها متنزلش هنا بسببك
-هو ادم قالك حاجه
-لا مقاليش بس مش هستناه يقولى، خصوصا اننا عارفين العلاقه القديمه
-انها كانت خطيبتى يعنى.. هى مش انتهت ولا هو عايز ينفصل لما اكتشف ده
-ينفصل؟! عن مين
-انتى متعرفيش حاجه بس انا عرفت سبب قلبت ادم اليومين دول
-ماله؟!
-اطلق هو واسير
اتصدمت منه قالت-بتقول اى.. دول عايشين مع بعض
-هنعرف لما ينزل
اسير كانت ف الصاله حسيت ان ادم اتاخر كانت هتطلع لقيته نازل قالت
-انت خارج ولا اى
-اه ورايا شغل.... وهرجع بدرى
قالها بتأكيد ابتسمت بيبص ادم لقى اخوه داخل اوضه ومش لابس حاجه من فوق، اضايق وبص لاسير من وجودها
اسير- تعالى افطر عشان متتاخرش ع شغلك
-بعد كده متنزليش الا لما ابقى معاكى
-مش فاهمه، انزل فين عند عمتو
جت عبير قالت- هتققو ع الباب... يلا كلو
سكت ادم قال- نكمل كلامنا فوق
اومات له اعقدو كلهم وجه عاصم خد مكانه وسلم ع اخوه وكلو سوا
اسير كانت ساكته بتفتكر كلمه ادم بيتحسن بلمس ف ايدها نظرت لقت ادم بيلمسها باناملها نظرت له بشده ان يشوفهم حد راح مسك ايدها بتملك ان مش همه امه ولا اخوه لانها مراته... اتكسفت بس ابتسمت داخلها
عاصم وهو بيبص لاسير وادم من هدوئهم كأن مفيش حاجه بل ايد ادم الى ماسكه اسير وهما بياكلو
عاصم-ادم
-نعم
-نا كلمت ابو ريتاج وحددنا معاد الجمعه يناسبك ولا اى
-تمم لو النهارده عادى بردو
-مش كان عندك ظروف باين ومستنى تخلص
-هى خلصت فعلا
-ومستمرين ازاى
بصوله بعدك فهم عاصم باستغراب-اقصد لى اسير منزلتش لمكانها ولا هتفضل عايشه ف شقتك كتير
ادم-وضح كلامك يعاصم
-امبارح مأذون محمد قابلني وسأل عليك
بصيتله اسير قالت- مأذون
عاصم-قال انك مفروض كنت تروحله امبارح انت واسير عشان تطلقو وانه استناك عشان امضتها وانت مجتش
بصله وكمل- انت طلقتها ازاى ولسا عايشه معاك
اتصدمت اسير ونظرت إلى ادم وقلبها بيقف بخوف وعدم تصفيق
-ادم
عبير- انت طلقت اسير يا ادم
ادم-اه
↚
عاصم- انت طلقت اسير ازاى ولسا عايشين مع بعض لوحدكم
عبير- انت طلقت اسير يا ادم فعلا
ادم-اه
بتتصدم اسير وتحس بصا.عقه تن.هار عليها قالت
-طلقتنى؟! ان..انت مطلقنى با ادم
بصلها فى عينها قال-انتى كنت عارفه
-كنت عارفه اى.... انت بتتكلم جد يا ادم
ادم-انا مبهزر انا وانتى اتفقنا نتطلق وانا بادرت بده
اسير- ي..يعنى اى.. يعنى أنا وانت مطلقين
-لا انتى مراتى
عبير- وضح يا ادم
ادم-انا طلقت اسير ورديتها من بعد ساعات بالظبط
بيبص لاسير الى عينها مدمعه من الخوف قال
-مقعدتكيش لحظه معايا وانتى مش ع زمتى
عاصم باستغراب-يعنى اسير مراتك ولا لا
ادم-مراتى يعاصم، انت عندك مشكله
-لا معنديش انا بس استغربت لى خبيتة حاجه زى دى وانت طلقتها ورجعتها
-كان ف س ء تغاهم مبينا واتحل..
عبير-سوء تفاهم تطلقها؟!
ادم- انا اتسرعت ولما الأمور اتحسنت اكتشفت انى غلطت ورجعتها لعصمتى.. عندك استفسار تانى يعاصم
عاصم- انا مكنتش بستفسر نا كنت بسأل يا ادم عن نوع علاقتكم الى مبقتش مفهومه مرخرا
ادم-علاقتنا ترجعلنا، زى علاقتك انت وريتاج مليش انى ادخل فيها....
صمت فال ادم-فهمت
قامت أسير من على الأكل
عبير-راحه فين
-شبعت عن اذنكم
قامت وكلهم استغربوا لان بلين الضيق ف عينها بصو لادم فهل لم تكن تعرف بأمر طلاقها لذلك ادم غضب من أخيه
قام هو كمان وراح وراها
كانت أسير طالعـة فوق، لكن صوت آدم أوقفها بحنان وقلق:
– أسير...
مد إيده، مسك إيدها، قرب منها وقال بصوت واطي فيه رجفة:
– مالك يا أسير؟
هزت راسها وقالت بصوت مخنوق:
– آدم... سيبني لوحدي.
– فهميني مالك؟
– مش قادرة... عايزة أكون لوحدي شوية.
ما ردش، خدها من إيدها بهدوء وطلع بيها على شقتهما، قفل الباب ووقف قدامها، قال بنبرة أهدى:
– دلوقتي إحنا لوحدنا... وأنا مش حد غريب.
ما ردتش. قرب منها أكتر وقال:
– كلام عاصم ضايقك؟
قالت وهي بتطالع الأرض:
– أنت طلقتني يا آدم.
سكت، تنهد وقال بهدوء:
– كنت فاكر وقتها إن مفيش أمل نرجع.
– بس طلقتني.
– ورديتك.
– بس الحقيقة إنك طلقتني فعلاً.
– إنتي عارفة حالتي كانت إيه وقتها، وكنت حاسس إننا خلاص وصلنا لنقطة النهاية... لما جبتلك الورقة، كنت مفتكر إن ده الحل، وكنت صريح معاكي.
– بس أنا ماكنتش متوقعة ده منك، حتى لو رجعتني، أنا مشيت وخلاص الورقة كانت واقعة بينا.
– بتقولي عليا كده؟ إنتي فعلاً شايفة إني كنت عايز أتخلص منك؟
اتوجع من كلامها، قرب منها أكتر وقال:
– لو زعلتك بتصرفاتي، أنا آسف... بس لو هتحاسبي على كل حاجة فاتت، خدي بالك إني كنت وقتها تعبان ومش في أحسن حالاتي.
– كنت دايمًا بتفكرني بيا، بس دلوقتي أنا اللي مش فاهمة تفكيرك.
مسك وشها، ورفع عيونها ليه، وقال بصوت فيه كسرة:
– خانني التعبير زمان... لكن لما صرحتك بكل اللي في قلبي، كنت شايف لمحة أمل فيك.
قالت وهي بتتهرب بعينيها:
– مش قادرة أفهمك... بس عايزة أعرف، إنت رجعت لي قبل ولا بعد...؟
كانت نبرتها خايفة، وكأن السؤال أصعب من كل حاجة، فهم آدم قصدها، وقال وهو بيبص جوا عنيها:
– خايفة مني يا أسير؟
سكتت، صوتها انكسر وقالت:
– قولي...
– يبقى لسه ماعرفتيش إنتي غالية قد إيه عندي. إزاي تفكري في حاجة زي دي؟ إزاي تفتكري إني ممكن أعمل فيكي حاجة تا.ذيكي؟
دموعها نزلت بهدوء، وهو كمل:
– أول ليلة ما بينا كنت مر.عوب، مش منك... لأ، من نفسي، من إني أوجعك أو أكون بأ.ذي الإنسانة اللي بحبها... إنتي مش بس زوجتي، إنتي بنت خالي، أختي، صاحبتي، وقطعة من قلبي... إنتي اتخلقـتي مني.
سكتت ودمعة نزلت من عينها، قالت بخوف:
– إنت مرعب...
– علشان لسه ما اديتنيش الثقة اللي محتاجها.
ما ردتش، قرب منها أكتر، ولمس جبينها بحنان وقال:
– ما تزعليش مني...
فضلت باصة له، ساكتة، وعينيها مليانة أسئلة وحيرة، كأنها مش قادرة تحسم مشاعرها. آدم تنهد ومشي...
لكن صوتها وقفه:
– آدم!
بص وراه بسرعة، لقاها بتجري عليه وبتحضنه بقوة، حضنته كأنها خايفة يضيع منها، وهو حضنها أكتر، كأن الدنيا كلها رجعت له في اللحظة دي.
في نفس اللحظة، عاصم كان بيركب عربيته، وبص من بعيد على البيت، شاف آدم وأسير في حضن حنين، حضن فيه راحة ودفا، مشهد خلى تفكيره يتلخبط:
– دول كانوا بيتخانقوا من شوية... إزاي كده؟!
أسير بعدت شوية، ومسكت إيده وقالت:
– هترجع إمتى؟
آدم ابتسم وقال:
– أعتبر الحضن ده إشارة إنك مش زعلانة؟
– هترجع إمتى الأول؟
– في الوقت اللي تحبيه.
– هستناك... بس عق.ابك هيبقى بالليل.
– عقاب؟! وبليل لما ارجع
– آه.
قرب منها وهو مستغرب وقال بخفة:
– نوع العقا.ب ده ممكن يطلع مكافأة بالنسبة لي.
ضحكت وقالت له:
– يلا على شغلك بقى.
شدها من إيدها بهزار وهي استغربت، بصت حواليها وقالت:
– إحنا مش لوحدنا يا آدم!
– ودعيني صح بقى.
رفعت إيديها، كانت هتلمس وشه، لكنه قال بهدوء وجدية:
– أسير...
– بس!
تنهدت، قربت منه، وطبعت على خده قبلة رقيقة... ما كانتش عارفة إنها قبلة ممكن تفضل عايشة في قلبه سنين.
قالت له:
– امشي بقى.
رد عليها بابتسامة كلها هدوء وحنية:
– خدي بالك من نفسك.
كلامه نزل على قلبها زي النسمة، أومأت له وهي ساكتة، وهو خرج...
شاف عاصم ماشي بعربيته... هل شاف حاجة؟ هل فهم حاجة؟
آدم كمل طريقه، بيحاول يمنع تفكيره ياخده لأي مكان يوجعه.
لفت اسير واتفاجئت بوجود عمتها عبير واقفة قدامها، كانت بتبص لها بنظرة فيها تساؤل وترقب.
اتخضّت أسير وقالت بسرعة:
– عمتو! كنتِ واقفة هنا؟ محتاجة حاجة؟
قربت منها عبير بخطوات بطيئة، وقالت بنبرة مفيهاش مزاح:
– إيه حكايتكم يا بنتي؟
– حكايتنا؟!
– بتخبّي إيه عن عمتك يا أسير؟ أنا عارفاكي من أول ما كنتي صغيرة.
حاولت تغيّر الموضوع وقالت:
– طمنيني عليكي بس… عاملة إيه؟
لكن عبير ما سابتش الخيط، قالت وهي بتراقب تعبير وشها:
– عينيكي فيها أسرار… تعالي.
سحبتها بإصرار، وقعدتها جنبها على الكنبة من غير ما تديها فرصة تعتذر.
قالت بنبرة حاسمة:
– احكيلي، دلوقتي.
أسير حست بالتوتر وقالت وهي بتحاول تهرب بالكلام:
– أحكي إيه بس يا عمتو…
عبير ردّت، وكأنها كانت مجهّزة كلامها:
– خلاص، أنا اللي هبدأ… التلات شهور خلصوا. آدم طلقك ورجعك تاني، وانتي وقتها كنتِ زعلانة جدًا… مش ده كان اتفاقكم؟
أسير ردّت وهي بتتنهد:
– فعلاً كان سوء فهم، بس الموضوع اتحل… وأنا وآدم مش هنفكر في الطلاق تاني، ولا حتى بينا كلمة زعل.
– بتضايقي ليه كده؟ أنا بس بستفسر… بس في حاجة، أنا شايفة أسير مختلفة، فيه تغيير.
فضلت أسير ساكتة، ووشها متغير.
عبير قربت منها وقالت بهدوء:
– مش عارفة أحدد… إنتي وادم كويسين؟ ولا في حاجة مش مفهومة؟
أسير ردّت بثقة:
– كويسين يا عمتو… جدًا. وادعي لنا نفضل كده على طول.
– تدعيلكم تستمروا… إن شاء الله.
(سكتت لحظة، وبعدين)
– بس إنتي قولتيلي "اتجوزنا"… هو أنتو مش متجوزين من زمان؟!
أسير ابتسمت، وقالت بهدوء:
– أيوه… بس المرة دي كان بمعنى مختلف. إحنا بدأنا جوازنا باتفاق، لكن واضح إن الاتفاق اتحوّل لحاجة تانية خالص.
– اللي هي؟
– الحب.
سكتت عبير، وعينيها بقت مليانة استغراب وصمت.
أسير كملت كلامها وهي بتحاول توصل مشاعرها:
– أنا حبيته يا عمتو… بجد. مش عايزة يبعد عني لحظة. حتى وهو في شغله، بحس إني محتاجاه جنبي… بقيت أكره وقت ما بيغيب، وأعد اللحظات لحد ما يرجع.
عبير نظرت لها، ولسه ملامحها مش قادرة تستوعب، وقالت:
– الاحتياج ده غير الحب.
أسير ردّت وهي بتبتسم:
– عارفة… بس اللي حسيته مش احتياج وبس، ده كان أعمق. احتياجي ليه كان بداية بس… إنما دلوقتي، أنا متأكدة إن قلبي متعلق بيه بصدق.
عبير قالت بنبرة فيها حذر:
– إنتي متأكدة يا أسير إن ده حب فعلاً؟
سكتت عبير لثواني، وبعدها قالت بنبرة هادية لكن فيها تساؤل حقيقي:
– يعني لو ماكنش حصل كل اللي حصل... ولو كنتي اتجوزتي عاصم فعلاً، كان ممكن تحسي بالمشاعر دي ناحية آدم؟ ولا أنتي ما حسيتيش بيها غير دلوقتي؟
أسير سكتت… الكلام لمس جوّاها ذكريات لسه بتحاول تنساها.
افتكرت عاصم، وافتكرت ازاي كانت بتحبه... كانت فرحانة ومستنيّة تبقى زوجته على نار، لكن فجأة الدنيا اتشقلبت.
افتكرت خيبته، وخيانته، والوجع اللي لسه سايب علامة في قلبها…
لكن في وسط كل ده، حضر في بالها آدم.
آدم اللي حبها من زمان، وفضل ساكت…
آدم اللي لما شافها بتبكي على أخوه، رغم كل حاجة، طيّب بخاطرها واعتذرلها على حاجة ما عملهاش أصلاً…
كان موجود، دايمًا، بلطفه واهتمامه… كان الضهر اللي ما وقعش.
لمسته كانت أمان… ونومته جنبها كانت طمأنينة
ضحكته معاها، وغيرته اللي بتظهر من أقل حاجة، واهتمامه اللي مابيشبهش حد.
قالت بأسى هادي، وهي بتبص لعمتها:
– أنا متأكدة من حبي ليه يا عمتو... ولو كنت كملت مع عاصم، كنت هنفترق في يوم من الأيام… لأنه بطبعه مايعرفش يفضل لحد.
حتى لو ما خانيش، طريقته في التعامل مع البنات عمرها ما كانت تطمنني.
– إنما آدم… خلاني أحس إني مميزة، وإن مفيش غيري في عينه.
بيخليني أحس إني ملكة وسط الناس… مش بس زوجة.
– مش حبيته من فراغ، ولا في لحظة... حبيته لأنه كان دايمًا موجود، ولأني لقيت معاه راحة عمري ما عرفتها…
آدم هو الزوج اللي نفسي أعيش عمري كله معاه.
سكتت عبير، وقلبها بيتألم على الوجع اللي شافته في صوت بنت أخوها، ودموع فرحتها اللي بين سطور اعترافها.
قربت منها، حضنتها بحنان، وكأنها بتحاول تمسح عن قلبها كل وجع مرّت بيه.
قالت وهي بتطبطب على ضهرها:
– ربنا يسعدكم ويوفقكم يا حبيبتي… تستاهلي كل خير.
بعدت عنها شوية، وبصّت في عيونها، وقالت بابتسامة صافية:
– أهم حاجة إنكم تكونوا مبسوطين.
أسير ردّت بثقة وهدوء:
– وطالما أنا معاه… فـأنا مبسوطة فعلاً.
عبير بصّت في عينيها، وشافت الحب بجد…
ماكانش فيها حزن ولا كسر زي قبل كده، كان فيها نور… نور حقيقي.
قالت أسير وهي بتقوم:
– تحبي حاجة مني قبل ما أطلع؟
عبير ضحكت وقالت:
– لا يا حبيبتي، بس… (سكتت لحظة وغمزت بخفة)
أنا بس عايزة بيبي صغير.
أسير اتكسفت، وضحكت بخجل وهي بتفتكر آدم…
مشت من قدامها، وعبير تبادلت معاها النظرة والضحكة، وهي حاسة إنها بتشوف بنت أخوها لأول مرة سعيدة بجد.
آدم… اللي كانت زمان بتقوله ينسى، ما كانتش تعرف إن ربنا كاتب له يجمعهم، ويخليها تحبه من قلبها.
أكيد… مفيش ست تحس بالحب ده، وتقدر تقاومه.
عبير كانت سعيدة… مش بس لأسير، لأ…
لكن لابنها، اللي أخيرًا وصل لحب عمره، بعد وجع سنين، وبعد ما قلب أمه تعب معاه كتير
ادم كان واقف برا بتيجى شاديه وتسلمه القهوه قالت
-مرضيتش ابعتها مع الواد، قولت اجى ادهالك انا
خدها منه قال- تسلم ايدك
-قولى مزاجك رايق ليه
-مزاجى رايق؟!
-اه وطالب قهوه ع الصبح وجايه كرواسون
ابتسم قال- كرواسون
-جايهةمن حوار شيكاغو سيبك انت، متوهش قول في اى
-مفيش، انتو اتعودت تشوفونى مبوظ
-لا دايما بتبتسم لأي حد بس عينك
-مالها عينى
-منوره
-اه نمت كتير امبارح
ضحكت قالت- ماشي يا ادم، المهم انا افرحلك... لو عوزت اى حاجه انت عارف طريق شاديه والدتك التانيه... يلا ربنا معاك
مشيت وسابته بيشرب قهوته بمزاج وهو مخلص احد شغله وبيريح، رن تليفونه لقاها اسير ابتسم قلبه قبل شفاهه وكأنها حليت يومه بمكالمتها قال
-وحشتك
-بتحب الكرز ولا العنب
استغرب من سؤالها قال-كرز ولا عنب؟!
-اه يلا
-العنب... بس لى
-لا مفيش حاجه.. بعمل كيكه، يلا سلام
قفلت معاه وكأنها مستعجله واستغرب منها ومن نبرتها لكن غرابتها دى بتخليه يحبها اكتر، ابتسم خلص قهوته ودخل يكمل شغل
عاصم بيتكلم مع ريتاج ف التليفون قال
-انتى متعصبه لى
-عشان مبصتليش ولا ودعتنى وكمان مش عايزنا نتقابل
-ريتاج
-نهم
-اتقلى
استغربت من جديته قالت- مش فاهمه هو ف ف الحب تقل
-كنت بتشد ليكى اكتر وانتى تقيله
-لو تقلت هطفشك يا عاصم
ابتسم بثقه قال- لا معتقدش، المهم ان احنا مينفعش نتقابل دلوقتى لحد ما نتفق انا وباباكى وبعد كده نتقابل تانى.. بلاش نضايقه ع الفاضى وتكون نقطه غلط لينا ف جوازنا... ولا اى
سكتت بتفكير من كلامه قالت-تمم يعاصم هستناك.. باي يبيبى
قفلت معاه وحط تليفونه بتنهيده ورجع لشغله
رجع آدم البيت، ودخل الشقة بخطوات هادية لكنه وقف فجأة... فيه بخار خفيف مغطي المكان، كأن الضباب زحف من الشباك وانتشر في الجو.
قال وهو بيرفع صوته:
– أسير؟!
مفيش رد... راح ناحية المطبخ بقلق واضح، عيونه بتدور بسرعة، ونبرته فيها توتر.
– أسير!
فجأة، سمع صوتها من وراه، هادي وطبيعي جدًا:
– في إيه؟
استدار بسرعة ولما شافها قدامه، قرب منها وهو بياخد نفس عميق كأنه كان كاتم أنفاسه:
– إنتي كويسة؟
– آه يا آدم، مالك؟ صوتك عالي كده ليه؟
بص حواليه وهو بيشم الريحة:
– إيه اللي حاصل هنا؟! الشقة بتغلي ولا اى... دي دخنة ولا بخار؟!
– دخنة إيه بس؟ دي ريحة معطر!
راحت قفلت الجهاز بهدوء وقالت:
– ياريت نهدى شوية، مفيش حاجة.
– معطر؟! إزاي؟
– آه والله، دي مش ريحة حر.يقة ولا حاجة، دي معطر كهربائي، جايباه بعرض خاص من النت، غالي شويتين بس يستاهل.
بص على الجهاز اللي محطوط على الأرض، شكله عصري وفيه لمبة صغيرة بتنور بلون ناعم.
– وجايباه منين ده؟
– طلّعته من جهازي.
– كنتي بتحطي الحاجات دي في جهازك؟!
– أيوه، غريبة يعني؟
– فواحه آه، كمية التفاصيل دي الى عندكو.
ابتسمت وقالت بهدوء:
– مش كل حاجة لازم تتفهم إنها مبالغة، دي حاجات على حسب مزاج البنت... وأنا بحب الحاجات اللي فيها ريحة وشكل.
سألها وهو لسه مبهور:
– وطلعتي حاجتك إمتى؟
ردت ببساطة:
– أول امبارح.
سكت، لأنه افتكر إن ده كان اليوم اللي كانوا خلاص هينفصلوا فيه...
بص لها بنظرة فيها إعجاب حقيقي وقال بنبرة مختلفة:
– بس ريحتها حلوة فعلًا...
ضحكت وقالت بخفة:
– يعني الشقة مش بتولع؟
ضحك هو كمان، بس نظراته ماكانتتش بريئة...
وقف يتأملها وهي واقفة قدامه بالقميص اللي لونه بين البنفسجي والعنابي، لونه دافي، بس وجوده عليها خلى المكان كله شكله اتغير...
هدوءها، شكلها، طريقة وقفتها، خلّوه مش قادر يبعد عينه.
قال بنبرة فيها لمحة خفيفة من المزاح:
– أنا شكلي دخلت فجأة ومقطّعتلك لحظة راحة.
لاحظت نظرته وقالت بنعومة:
– لا، كنت لسه مخلّصتش اللي بعمله.
– تكملي إيه بالظبط؟
سكت لحظة وبص ناحية السفرة، وقال كأنه لسه فاكر:
– فين الكيكة بقى؟!
سكت شوية، والجو رجع هادي...
ثم قال كأنه بيرد على سؤال قديم:
– كرز ولا عنب؟ عنب...
ابتسم وهو بيبصلها:
– عنااابى قصدك
قرب منها آدم، بص بعينيه على الكيكة اللي في إيديها وقال بنبرة فيها دعابة:
– هي دي الكيكة اللي كنتي بتسأليني عليها؟
اتكسفت أسير، وبصّت له بخجل:
– مش بالظبط…
وقف قدامها، بص لعينيها، شاف الروج الهادئ اللي حطّاه، والمكياج اللي عامل توازن بسيط في ملامحها، ابتسم وقال:
– بصراحة… إنتي شبه كيكة فعلًا. بس عارفة؟ من غير أي حاجة، إنتي أجمل.
– أنا بحطهم عشانك.
– عارف… وده بيخليني سعيد، بس صدقيني، انتي مش محتاجة حاجة. كل حاجة فيكي بتعجبني.
اتكسفت أكتر، نزلت عينيها، وهو قرب منها خطوة وقال بخفة:
– ممكن أدوقها؟
قالت بخبث بسيط:
– هي إيه؟
رد بنفس النبرة:
– الكيكة طبعًا.
قرب منها كأنه ناوي يعمل حاجة، بس هي استوقفته وقالت بهدوء:
– بس إنت جيت بدري…
– اتحمست أرجعلك، معرفش اللي كانت بتخطط له كان ممكن يقعدني معاها اليوم كله… إنتي لبسك عنابي؟ ها؟
ابتسمت بخفة وقالت:
– مش شمّيتش حاجة؟
– البرفيوم بتاعك… كفاية عليا، بس الحقيقة أنا جيت جعان.
– جعان ريحة؟!
– لا… جعان أكل، بس أكلك إنتي.
قرب منها، حاول يتمازح، لكنها زقته وقالت بنبرة واضحة:
– الكيكة يا آدم… فعلاً عملتها.
دخلت المطبخ، وهو وقف مستغرب، وراح وراها. لقاها بتخرج صينية كيكة من الفرن، شكلها يفتح النفس، والتوت على الوش بيبرق.
بص ليها بدهشة:
– إنتي عملتي كيكة بجد؟
– أيوه، بالتوت… مش بعناب بقى!
– كده أكدتلي إن قصدك مكانش الكيكة خالص من الأول!
ضحكت بخجل وقالت:
– لازم تدوقها، أنا عملتها مخصوص عشانك.
وهي بتقطع قطعة، مسك إيدها وقال بلطف:
– إهدي شوية، مالك متوترة؟ أنا عملت حاجة؟
– خايفة ما تعجبكش.
– دي؟ أنا هاكلها كلها، إنتي مبتعمليش حاجة مش حلوة.
ضحكت وقالت:
– كلامك كده هيخليني أتدلع… أحس إنك دايمًا عاجبك كل اللي بعمله.
– وأنا فعلًا مقدرش أقولك "لا" على حاجة.
قربت منه، لمست وشه بإيدها وقالت بهدوء:
– حتى لو قلتلك إني عايزة أشتغل؟
بعد إيده بهدوء عن وشه، وقال بنبرة حاسمة ولطيفة:
– الشغل إحنا اتكلمنا فيه قبل كده… وقلتلك، كل اللي نفسك فيه أنا تحت أمرك فيه.
ضحكت وقالت:
– خلاص، كنت بس بجرب تأثيري عليك.
– تأثيرك كبير، بس من غير تعب. أنا هنا علشانك يا أسير… وعلى سيرة التأثير.
ساب الكيكة على جنب، وبص ليها وقال بجدية دافئة:
– نركن الكيكة والكلام ده… ونتكلم في الأهم.
– إيه هو الأهم؟
– الخلف…
قطعت كلامه بلطافة، وحطت إيدها على شفايفه تمنعه يكمل.
آدم حس بالضعف قدام لمستها، لكنه اتشد بصمت وهو مش قادر يرفضها.
قالت بهدوء فيه دلال:
– النهاردة… إنت معاقب.
وسابته واقف، وخرجت من المطبخ رايحة أوضتهم… تاركة وراه ابتسامة هادئة، ونبض مش هادي.
قال وهو بيرفع حاجبه:
– معاقب؟! يعني أكتر من كده في حاجة؟!
أسير ابتسمت بخبث خفيف وقالت:
– أنا قولتلك إن المرة دي مش هعديها… ولازم تاخد عقاب مناسب.
سكت لحظة وقال بنبرة مش فاهم:
– إيه نوع العقاب ده؟
– حاجة بسيطة… تمرين رياضي، متقلقش.
– تمرين؟!
– أيوه، انزل ١٠٠ ضغطة… ولا إيه رأيك؟!
مسكت دراعه بلطف وقالت بدلع:
– وريني قوة عضلتك، علشان لما تشيلني بعدين ما تقولش ظهرك وجعك.
ضحك وقال بثقة:
– أنا ممكن أشيلك عادي جدًا.
قالت وهي بتخطط تلخبطه أكتر:
– أهو لما تعمل الضغط نقرر… طب بلاش ١٠٠، نخليهم…
سكتت فجأة لما شافت آدم بيقلع قميصه بحركة سريعة، ولقيته واقف قدامها بصدره المكشوف.
تنهدت من غير ما تحس، وقعدت تتابعه وهو بينزل فعلاً علشان يبدأ العد.
أسير قعدت على طرف السرير، وبصّت له بإعجاب ظاهر وقالت:
– خمسة… برافو!
ابتسمت وهي بتتابعه، مش بس علشان التمرين… كانت بتشوف اللي عمره ما بان من تحت قميصه: عضلات مشدودة، وتناسق جسمه اللي بيقول إنه بيتعب عليه.
قالت وهي بتحاول تتماسك:
– تلاتين…
قربت منه، ونزلت عنده، ولما شافت نقطة عرق على جبينه، مدّت إيدها ومسحتها، وابتسمت له من قلبها.
قالت وهي بتحاول تخفي ضحكتها:
– محتاج مساعدة؟
آدم ما ردش، كأنه بيكمل بعند، وده استفزها أكتر، رجعت بظهرها على السرير، وزحفت لورا لحد ما وشها بقى تحت وشه، وبصت له بعينيها مباشرة.
رفعت إيدها، ولمست وشه، وقبلته من خدّه، ودقات قلبه بدأت تزيد.
أسير قالت وهي بتحاول تظبط الموقف:
– يلا كمل، وصلنا للعدة ٥٧.
آدم نزل ضغطة، وقرب منها، وباسها بخفة… وكل ما ينزل، يبص لها، ويبتسم، وهي تضحك ومش قادرة تتحكم في نفسها، على الرغم من تعرقه، بس كان مكمل بحماس… كأن لمستها هي اللي بتديله القوة يكمل.
ولما وصل للعدة ١٠٠… قرب منها، ورفع وشها، وقبل جبينها بلطف.
اتسعت عينيها من المفاجأة، وهو لسه شايف ده في نظرتها، وبص لها وقال بنبرة فيها خفة ظل:
– واضح إننا هنحتاج نكمل جولة تانية… ومش هينفع تهربي المرة دي.
وقبل ما ترد… شالها مرة واحدة، وخدها بعالمه… اللي عمره ما بيخليها تحس فيه بغير الأمان.
كان عاصم لابس بدله ومجهز نفسه هو وعبير الى لبست جلبيه سوداء شيك جابها عاصم ليها من الخليج
عبير-هى طويله لى كده
عاصم-انتى الى قصيره يماما
-متقولش كده ف وشي الحمدلله انكم طلعتم لابوكم
ابتسمت عليها رن ع ادم قال- اتاخر ليه
فوق، كان آدم واقف قدام المراية، بيقفل أزرار قميصه بهدوء وتركيز.
جت أسير من وراه، وبإيد رقيقة لبسته الجاكيت وقالت بابتسامة بسيطة:
– كويتهولك بمكوة البخار، هيّ تدي نعومة أحسن.
لمست القماش بإيدها وهي بتعدّل الجاكيت على جسمه، وتزبط شكله الرجولي الواضح…
نظرت له بتقييم صامت فيه إعجاب، وابتسامة خفيفة رسمت على شفايفها وهي بتقول:
– شكلك يجنن باللبس الرسمي.
قربت أكتر، وساعدته يقفل زرار القميص، لكنها سابت زرار واحد مفتوح، وقالت بنبرة خفيفة فيها جدية:
– متفتحش على آخر كده… خبّي حاجتي، أنا مش بحب حد يلاحظ تفاصيل مش ليه.
بص لها آدم باستغراب هادي:
– حاجتك؟
سحبته ليها بلطف، وبصّت له بنظرة مشاكسة وقالت:
– عندك مانع؟
قال بهمس وهو بيحاول يتحكم في نفسه:
– بلاش.
– بلاش إيه؟
– بلاش دلوقتي… عشان مش ضامن أعصابي، ممكن أخويا يتلغى من دماغي واتأخر جامد.
ضحكت، وبعدت عنه بخفة وقالت:
– خلاص، بسيبك في حالك.
آدم وهو بيلبس الساعة سألها:
– ومش ناوية تيجي معانا؟
سكتت لحظة، وبعدين ردّت:
– لا، مش هينفع يا آدم… روحوا كده وخلي الجو خفيف.
– مش علشان هي؟
– لا… هي مش فارقة معايا، بس فعلاً مش حابة أروح.
آدم قال بنظرة قلقة:
– مش حابب تفضلي هنا لوحدك… البيت هيكون فاضي، حتى ماما جايه.
ابتسمت ليه وقالت بنعومة:
– خايف عليّا؟
ابتسم، بس كانت نظرته جادة، كأنه مش مطمّن.
ردّت عليه تطمنه:
– متقلقش يا آدم… هستناك لحد ما ترجع، وأنا كبيرة كفاية إنّي أكون لوحدي من غير ما يحصللي حاجة… مراتك مش طفلة على طول.
رن الجرس، وقطع كلامهم.
راحت أسير تفتح الباب، ولما شافت اللي واقف… اتبدلت ملامحها.
كان عاصم، واقف بالبدلة، ومظهره فكرها بلقطات مش قادرة تنساها… يوم الخطوبة، يوم الوجع.
قالت بنبرة مختصرة:
– عايز آدم؟
ردّ عليها بهدوء:
– أيوه، فاضل له كتير؟
سمع آدم صوت أخوه، وخرج بسرعة وهو بيقول:
– أنا جاي يا عاصم.
عدّى على أسير، وقبل ما يخرج، حضنها بلطف وقال:
– خلي بالك من نفسك.
كلامه دخل قلبها بهدوء ودفا… ابتسمت ليه، ومسكت الكرافتة وعدّلتها له بخفة، وهو ابتسم ليها وخرج.
وقفت تبص عليه من الباب وهو بينزل السلم، قلبها مطمن… لكنها أول ما لمحت عاصم، الهدوء جواها اتكسر.
كانت عايزة تبص عليهم من الشباك، تودّعهم بعينيها، بس صورة عاصم وقفت قدامها زي حائط.
فرحان أوي، ومتحمس، وعينيه بتلمع بنفس اللمعة اللي كانت فيها خداع ليها.
بتفتكر الوجع، وبتشوف نفس السيناريو بيتكرر مع غيرها… بس المرة دي مش هي اللي في الصورة.
قفلت الباب، وهمست في سرّها:
– ربنا يوفقهم… بعيد عني.
فى العربيه ادم قال-انت متكلمتش عن الشروط، حاطط ايدك عليها ولا لا
عاصم-مش مشكله هنقول اى حاجه
عببر-بتقول اى يعاصم عايز تكون خاتم ف ايدها... اولا مفيش ضغط هى شروط معقول وتيجى تعقد فى البيت، اياك توافق ع حاجه غير كده
عاصم-ممكن انا عايز ريتاج، لو ف اى شد سبيى ادم يتكلم هو بيعرف يسيطر ع الأمور
بص لاخوه قال- انا واثق ان الطلبات ممكن تكون كتير بس هقلبها وخليها ف حدودى، عايزك بس تتعامل مع توفيق ابوها لانه مش سهل
ادم-انت داخل حرب ولا جواز؟!
-انا قصدى تهدى الحوار،انت عارفني غشيم
سكت ادم وفهم قصد اخوه معانه نش مستريح لنواباه كأنه مش رايح يخطب بل رايح لوظيفه
زصلو الفيلا ولظا دخلو قابلتهم ام ريتاج نسرين
-اتفضلو
في صالون كبير راقٍى دخلت ريتاج سلمت ولما شافت عاصم ابتسمت سلمت الاول ع عبير قالت
-ازبك يا طنط
-ازيك يا حبيبتى
بترجب بادم وعاصم تنظر له زى ما قالها لا تسلم،. توفيق، الرجل الذي يحمل هيبة السنين ومكانته كسفير سابق، جلس على الكرسي الفخم بثبات، بينما نظراته تفحصت الجالسين أمامه بدقة ودون تردد.
بجانبه كانت ريتاج، تجلس بخجل وثقة في آنٍ واحد، ووجهها لا يظهر الكثير، لكن عينيها تراقبان التفاصيل.
كان عاصم يجلس بجوار والدته عبير، وملامحه ما بين الترقب والتحفظ، بينما جلس آدم بصمت بجوارهما، لكن حضوره كان قويًا، رغم أنه لم يكن محور الحدث.
قال توفيق بلهجة هادئة لكن حاسمة: – قبل ما نتكلم في تفاصيل الارتباط... في شروط أساسية أنا مش هقدر أتنازل عنها.
تنهد وقال – أولهم، البيت
ادم-عاصم عنده شقه فى بيتها ومساحتها كبيره وتقدر ريتاج توضبها زى ما هى عايزه
-بس انا مش عايز بنتى تعيش ف شقه
عاصم- امال يعمى
-بيت ملك وده لانى عارف انك لسا شاب فنش هقولك فيلا مثلا، هو بيت ما يكونش إيجار ولا مشاركة.
عبير اضايقت شدّت أطراف طرحتها وبصت لابنها لانها كانت متوقعه ده
وقالت بسرعة:– بس عاصم هيهيش معايا هو ومراته ولو ع تجهيزات فهو مقالش انه هيبخل ف حاجه هو مشاءالله ف وظيفه محترمه وكلية اى حد يحلم يتخرج منها
عاصم-ماما، ثانيه واحده.. نفهم نظهر سيادة السفير
توفيق بابتسامة جافة: – أنا ما شككتش في نواياكو، بس دي بنتي الوحيدة... وأمانها عندي أهم من كل حاجة.
صمت ثقيل ساد المكان. نظرت عبير إلى عاصم معقول بيفكر يسيبها، وكأنها تنتظر منه ردًا يعيد توازن الأمور، لكن عاصم كان صامتًا، ملامحه جادة، وعينيه مثبتة في الأرض.
توفيق- ف اعتراض من اول شرط؟!
عبير اتصدمتت ان ف شروط تانبه، توفيق- انت شايفنى زودت يا بشمهندس
آدم، وبهدوء راقٍ كعادته، قال بنبرة فيها احترام وثقة: – كلام حضرتك مفهوم، ومشروع كمان. لو ده يطمنك على ريتاج، يبقى احنا موافقين.
عبير نظرت له بدهشة، لكن توفيق ابتسم لأول مرة، وقال: – ابنك بيعرف يختار كلماته.
عاصم رفع نظره أخيرًا وقال: – أنا مش شايف مانع... البيت هيتوفر، واللي تطلبه لبنتك حقك.
هنا نظرة عبير اتحولت لحزن ةغضب، كانت عايزة ابنها يكون هو اللي بيقود الحوار، مش سايب زمام الأمور لآدم توفيق الى بيحركهم، لكنها ما علّقتش.
توفيق ثابت:
– وفي حاجة كمان...
نظر مباشرة لعاصم، ثم قال:
– الشبكة مش أقل من 200 ألف... وأحب إن كتب الكتاب يتم قبل أي فرح أو تجهيز، والبنت تفضل في شقتها الجديدة، مش معاكم.
اتشد الجو. عبير ضمت إيدها بإحكام، وكأنها بتحبس غضبها بصمت. نظرة آدم كانت متزنة لانه ملهوش داوه ومش عايز يبوظ جوازة اخوه، لكنه بدأ يشعر إن الشروط بتتخطى حدود المقبول.
أما ريتاج، كانت قعدة على طرف الكرسي، أطراف صوابعها متشابكة بتوتر. نظرت لوالدها بسرعة، وقالت بهمس:
– بابا... أنا مش عايزه ده كله انا عادى ا...
لكن توفيق رفع إيده بحدة، بصوت منخفض لكن حاسم: – يا ريتاج، إحنا بنتكلم في أمور رجالة... ما تتدخليش.
سكتت ريتاج فورًا، وعيونها اتزغللت بخوف. بصّت لعاصم بسرعة، تحاول تقرأ ملامحه ومضايقه جدا من ابوها وبتبص لابوها تعمل حاجه عشان هى الى متتجننش،خايفة يكون حبيبها اتضايق،ويقوم ويمشي... وكل حاجة تنهار.
عاصم كان باصص لتوفيق قال:
– أنا وافقت على البيت، وعلى إن ريتاج تبقى مستقلة، مفيش عندي مشكلة. بس الشبكة هنقعد ونتفق عليها بهدوء، بما يليق بيها وبيا كمان... عشان صريح معاك مش هقدر اجيب الشبكه دى بس اكتبهالها.. والفرح وكتابة الكتاب، نمشي فيهم بالترتيب اللي يريحكم، بس برضو يكون فيه اتفاق مشروط بين العيلتين.
آدم اتدخل بدبلوماسية، كعادته: – إحنا مش جايين نكسر لبعض كلام، إحنا عايزين نرضي الكل... لكن أي حاجة تزيد عن حدود العقل، بتبقى ضغط مش شرط.
توفيق من كلام ادم حس كانه الكرف الغلط واتحرج، واتكأ بإيده على عصاه اللي جنب الكرسي، وقال بنبرة أهدى: – أنا بس خايف على بنتي... وعايز أضمن إنها تعيش حياة محترمة.
ريتاح هديت نسبيًا. عبير قالت بصوت هادئ لكنها مش راضية: – بنتك هتعيش زي ما تحب... بس ابننا كمان ليه كرامته.
ريتاح، اللي كانت ماسكة نفسها بالعافية، قالت بصوت خفيض: – شكراً يا ماما انا بحب عاصم وعايزه هو.
استمرت الجلسة في تبادل الكلام، وبعض الشروط التانية زي تأمين مستقبل ريتاج، وضمان شغلها بعد الجواز، لكن النقاش بقى أهدى.
وفي النهاية، مد توفيق إيده وقال: – يبقى اتفقنا.
صافح آدم أولاً، ثم عاصم، وبعدها رمق عبير بنظرة تفهّم. المشهد انتهى باتفاق واضح، لكن النفوس لسه فيها كلام ما اتقالش.
لكن تحت السطح... عبير مش مطمئنة، وتوفيق لسه عينه فاحصة، وآدم بيفكر إزاي يحافظ على التوازن... أما ريتاج؟ فكانت بتدعي في سرها إن الجواز يتم، حتى لو كانت هي التمن.
بعد ما الباب اتقفل وودّعوا توفيق بابتسامة رسمية
خرجو عبير كانت ماشية قدامهم بخطوات سريعة وعصبية، وآدم حاول يهدّي الجو بكلمتين لطاف، لكن الجو كان لسه مشحون.
ريتاج كانت ماشية جنب عاصم، خطواتها مترددة، وصوت كعبها بيكسر الصمت اللي بينهم.
أول ما وصلوا للشارع ادم-هنستناك ف العربيه
عاصم-ماشي.
بقو لوحدهم قالت ريتاج – آسفة... والله أنا مكنتش أعرف إنه هيقول كده، ولا كنت عايزة ده يحصل
قاطعها بهدوء: – اهو الى حصل يريتاج
-انت مضايق اكيد ومامتك كان باين انها مش طيقانى
-انتى موضحتيش امورك لى باياكى
-قولتله
-امال كان بيطلب طلبات محسسنى انى قاعد ع بنك، نا لسا مطلعتش لفوق يا ريتاج
– إنت مستخسر عليا طلبات بابا
-يعنى موفقاه
-نا بسألك
-انا مش مستخرج بس امكنياتى مش متاحه
-خلاص لما تبقى متاحه، متقلقش بابا مش هيسيبك اوعدك
مسكت ايده قةالت- المهم تنك متسبنيش وهو هيعرف لما تبقى اكبر منه وزيه انى اختارت صح، بس متزعلش منى... أنا مكنتش عامله حشاب لكل ده
-خلاص يا ريتاج اهر عدت
-يعني... لسه ناوي تكمل؟
– لسه... لجد منتجوز
ابتسمت من اصراره
قال بنبرة أهدى: – أنا مش مضايق من الشروط...كنتي فاكرة إنى ممكن أخد جنب وأسيبك.
– انت مش كده عارفه انك بتحبنى، بس خلى بالك من بابا وسايسه
سكت شوية، وبعدين قال: – هو ليا ل مسايسه تانى
قالت بتوتر- نا هعمل الى ف ايدى بعرف اثر ع بابا متقلقش
- تعرفى ان الشبكة دي هتخليني أبيع عربيتي.
ضحكت منه ابتسم قال-اشوفك بعدين
مشي ورجع لاخوه الى كان مستنيه خد عربيته ومشيو
رجعوا البيت، والجو مشحون بصمت تقيل، عبير كانت ساكتة طول الطريق، لكن ملامحها كانت متوترة، كأن جواها عاصفة.
أول ما دخلت البيت، شالت الطرحة بحركة سريعة، وقعدت على الكرسي بقوة، وكأنها بتحاول تطفّي نار جوّا قلبها بالحركة.
آدم وعاصم دخلوا وراها، ووقفوا قدامها منتظرين الكلام اللي أكيد هيخرج.
عبير بصوت فيه نبرة وجع مكتوم:
– هو ده اسمه ارتباط؟ ده اسمه أوامر وشروط، مش تفاهم!
آدم حاول يهدّي الجو وهو بيحط مفاتيحه على الكومود بجنبه:
– خلاص يا ماما، اتكلمنا واتفقنا.
عبير رفعت عينيها بعصبية وقالت:
– كل حاجة عنده محكومة بأوراق وفلوس وبيت! فين الشخص اللي فعلاً ناوي يبدأ حياة مع بنته؟!… كأنها اتفاقية مش جوازة.
آدم حاول يكون متوازن وقال بهدوء:
– هو خايف، وده طبيعي، بس... يمكن زودها شوية. طريقته كأنها فيها شك في عاصم.
عاصم قال بهدوء:
– مش مهم هو، الأهم عندي هي.
آدم بص له:
– بس ده هيبقى والدها، ولازم نحترم مشاعره.
عبير قالت بنبرة فيها خيبة أمل:
– وده مبرر يخليه يتصرف كده؟! عاصم وافق على كل حاجة من غير حتى ما يقول كلمه... ده مش ابني اللي أنا ربيته.
عاصم قال بنظرة فيها تفكير:
– أنا شايف كل خطوة وبحسبها، صدقيني يا ماما.
عبير سكتت لحظة، وبصّت له بقلق حقيقي:
– يا عاصم... أنا حاسة إنك استعجلت. وقلبي مش مطمن، الله أعلم حيخليك توقّع على إيه.
عاصم بابتسامة خفيفة:
– ما تخافيش، اللي همضي عليه هيكون بعقلي وبإيدي.
نظرت له بعيون مليانة خوف وقالت:
– عايز تبعد عني؟! أنا وجودك جنبي هو اللي بيطمني.
قرب منها بهدوء وقال بصوت مطمن:
– مش هبعد يا ماما، المكان بس اللي هيتغير… أنا عمري ما هبعد عن قلبك.
آدم واقف بيتابعهم، وعيونه فيها لمعة حنين، افتكر أسير للحظة، سابهم وطلع فوق… يمكن يدور على هدوء مش لاقيه في قلبه.
عبير قالت وهي بتقوم، وبتعدل شال خفيف على كتفها:
– يا آدم، خليك قريب من أخوك… اسمع منه، هو الوحيد اللي لما بيقول كلمة بتدخل عقله وقلبه.
آدم هز راسه وقال بلطف:
– حاضر… بس إنتي كمان خفّي شوية عليا.
أسير كانت قاعدة على الكنبة، لاففة نفسها بكوفرتة خفيفة، عينيها كل شوية بتروح ناحية الباب… مستنياه.
الليل كان هادي، بس جواها عاصفة مش راضية تهدى. من ساعة ما خرج، وهي بتحاول تشغل نفسها بأي حاجة… بس عقلها مش معاها، وقلبها متلخبط.
وفجأة… سمعت صوت المفتاح وهو بيدور في الباب، وقلبها خفق بخوف وحنين.
دخل آدم، بنفس هدوءه المعتاد، عيونه أول ما شافتها، نورت… وابتسامة صغيرة على وشه خلت دقات قلبها تهدى شويه.
قال وهو بيقفل الباب بهدوء:
– لسه صاحية؟!
قامت من مكانها بخطوات بطيئة، وقالت وهي بتقرب منه:
– آه… معرفتش أنام.
بصّ ليها بابتسامة حنونة وقال:
– وأنا كمان… من غيرك، مفيش نوم ييجي.
ابتسمت ابتسامة بسيطة وسألته:
– عملتوا إيه؟… صوت عمتك كان عالي، شكلها كانت متضايقة.
آدم تنهد وقال:
– حصل شوية حاجات… بس قولت أرجع بسرعة، كنت حاسس إنك مش مرتاحة… وأنا كمان مرتحتش إلا لما رجعتلك.
بصت له بعين مليانة مشاعر، وقربت أكتر، بصوت هادي متردد:
– بحبك يا آدم… وخايفة. خايفة عليك، وخايفة من أي حاجة تبعدنا عن بعض.
قربها منه أكتر، بإيد مليانة دفء، وقال بصوت واطي قرب ودنها:
– وإنتي جنبي… مفيش حاجة في الدنيا تقدر تلمسك.
قعدوا سوا على الكنبة… هي حطت راسها على كتفه، وإيده ماسكة إيديها كأنه بيطمنها إنه موجود، وإنه مش هيسيبها أبدًا.
والدنيا كلها… سابتهم ف حالهم.
نزلت أسير الصبح تشوف عمتها، كانت قاعدة متضايقة ووشها مكسّر همّ.
عاصم قال بهدوء يحاول يخفف الجو:
خلاص بقى يا يماما.
عبير نظرت لأسير وقالت بنبرة مشجعة:
تعالي يا أسير، احضرينا.
لكن آدم دخل فجأة بصوت حاسم وقال:
ماما، بعد إذنك، خَرّجي أسير من الموضوع.
عبير ردت ببساطة:
ما هي من العيلة برضو، ليه ما تشهدش؟!
أسير ابتسمت بهدوء وقالت:
عمتو، سيبي كل واحد على راحته.
عبير بصتلها باندهاش وقالت:
انتي عارفة؟!
أسير ردت ببساطة:
أنا بس بقولك النصيحة.
رن الجرس، راحت أسير تفتح، ولما فتحت الباب، اتفاجئت... ريتاج واقفة قدامها!
ريتاج بابتسامة مصطنعة:
إزيك؟
آدم طلع وشافها، استغرب وجودها، خصوصًا إنهم كانوا عندهم امبارح.
عاصم قال باستغراب:
ريتاج؟!
ريتاج بصوت ناعم:
إزيك يا حبيبي؟ عامل إيه؟ هاي طنط.
حضنتها عبير مجاملة، رغم إنها مش طايقاها بسبب اللي حصل قبل كده، بس سكتت علشان ما تحرجهاش قدام حد.
عاصم قال:
ما قولتليش إنك جايه؟
ريتاج برقة:
ضايقتك يا عاصم؟
لا، بس... الزيارة المفاجأة دي ليه؟
كنت بشتري فستان الخطوبة وقلت لحسان يجيبني هنا بدل ما أروح لوحدي.
عاصم قال بنبرة جامدة:
أنا ما بفهمش في الفساتين.
ريتاج ضحكت وقالت:
بس أنت تفهم أكتر مني، عشان كده بحبك... قصدي، مش قصدي حاجة.
وبعدها بصّت لأسير تجاهلت كل الكلام اللي اتقال وقالت:
أنا مش جاية ليك، أنا جاية لأسير.
الكل استغرب وبصّوا لأسير، اللي وقفت مش فاهمة حاجة وقالت:
جايالي أنا؟ ليه؟
ريتاج قالت بنبرة واثقة:
إنتي عارفة إن أنا وعاصم هنخطب، وفي حاجات كتير لازم أجهز لها.
أسير حاولت تفهم:
مبروك... بس علاقتي إيه بالموضوع؟
ريتاج قربت منها وهمست بابتسامة خفيفة:
علاقتك كبيرة قوي يا أسير... تعالي معايا... وإنا بختار الفستان.
↚
ربتاج- انا مش جيالك انت يعاصم، أنا جايه لاسير
اسير-جيالى انا؟! ده لى
-عارفه ان انا وعاصم هنتخطب ولازم احضر لحاجات كتير
اسير- مبروك، انا علاقتى اى
قرب منها قالت- علاقتك كبيره با اسير، تيجى معايا
بصتلها وكملت- ونا بختار الفستان
اتضايق آدم من تصرّف ريتاج الغريب، خصوصًا لما لمح نظرة أسير لعاصم، اللي كان هو كمان واضح عليه الدهشة من طلبها.
ريتاج (بنبرة مترددة): الموضوع محتاج تفكير.
عبير (بلُطف): أنا ممكن أساعدك يا ريتاج.
ريتاج (بهدوء، ثم نظرت لأسير): وأسير لأ؟... انتي عندِك اعتراض يا أسير؟
كانت أسير هترد، لكن آدم سبقها بكلامه، وصوته فيه نبرة حاسمة:
آدم: هو الموضوع عن أسير، ولا عن المساعدة نفسها؟
ريتاج (بتحاول تهدي الموقف): دي قريبة من سني وتقدر تساعدني زي ما أنا عايزة.
آدم (ببرود ساخر): أظن عندِك صحاب كفاية يساعدوكي، ولو فعلاً محتاجة مساعدة من عندنا، فماما موجودة... إلا لو انتي مُصرّة إن أسير بالتحديد هي اللي تساعدك... وساعتها الموضوع بياخد شكل تاني.
توترت ملامح ريتاج من نبرة صوته وحدّته اللي حطّتها في موقف محرج قدام الكل.
ريتاج (بابتسامة خفيفة مصطنعة): أنت معارض ليه كده يا آدم؟ أنا بس نفسي أكون قريبة من أسير، يعني هنكون سلايف...
آدم (ابتسامته اختفت): تتصاحبي؟!.. تمام، أنا مقدّر إنك بتحاولي، بس إحنا الاتنين عارفين إن الموضوع ده مش هيحصل. ولو ناوية ترجعي تفتحي صفحات قديمة، فأنا متأكد إنك عارفاها كويس...
(ثم التفت لأخوه)
مش كده يا عاصم؟
عاصم (بتوتر): ريتاج ما تقصدش يا آدم، معلش...
ريتاج: كل اللي قلته إني كنت عايزاها تيجي تختار معايا الفستان... مش أكتر.
نظرات الكل راحت ناحيتها، وكأنهم بيحاولوا يحددوا إذا كانت نيتها بريئة ولا العكس.
ريتاج (بتنفس مضطرب): مش شايف نبرة أخوك؟ كأني قلت حاجة كبيرة! أنا بس كنت عايزة نكون كويسين مع بعض... بس شكل الخلافات القديمة لسه مأثرة.
عاصم (بعصبية مكتومة): كفاية يا ريتاج.
سكتت، وقالت أسير بهدوء وهي بتحاول تسيطر على التوتر:
أسير: مفيش خلافات أصلًا، يا ريتاج... انتي بتحاولي تعملي مشكلة من لا شيء.
ريتاج: مش فاهمة.
أسير: دلوقتي انتي خطيبة أخويا، لو عايزة مساعدة فأنا موجودة.
ريتاج (بسرعة): يعني موافقة تيجي معايا؟
أسير: لو ظروفي سمحت، هاجي.
ابتسمت ريتاج، لكن قبل ما تفرح ابتسمتها اختفت فجأة لما آدم مسك إيد أسير وقال بنبرة باردة:
آدم: بس أنا واثق إنك مش هتعرفي.
ثم نظر لريتاج بعين ثابتة وقال:
آدم: أنا ومراتي هنسافر يومين، ولما نرجع هنكون عَ الحفلة... معتقدش إنك هتلحقي تجيبي الفستان.
سكتت، وانسحب البسمة من وشّها، وبصّت له باستغراب.
بص هو لأسير وقال:
آدم: يلا يا أسير، عندي شغل.
مشوا سوا، وآدم ما بصّش حتى لأخوه، لكنه كان متأكد إن أسير هتكون لوحدها في الشقة ومحدش هيزعجها.
عبير (بتنهيدة): أظنك عرفتي رأي آدم.
ريتاج (بحسم): مش مهم يا طنط، أنا يهمني رأي أسير، وهي وافقت.
عبير (بنظرة حادة): رأي آدم أهم، لأنه جوزها، وكمان أكبر شخص فينا هنا. وبصراحة، هي وافقت عشان متحرجكيش قدام الكل.
ريتاج (بنبرة فيها غصة): بس إنها تحرج آدم... ده عادي؟!
مسك عاصم إيدها بحزم وقال:
عاصم: امشي معايا.
ومشى بيها من قدام والدته اللي كانت بتبص لهم بشك، وجواها شعور واضح إن ريتاج مش بسهولة ممكن تتفهم... وإن في حاجة فيها مش مريحة.
خرجها عاصم لبرا وهو ماسك إيدها، شدّت إيدها وقالت بانفعال:
ريتاج: سيبني، ماسكني كده ليه؟
عاصم (بغضب مكتوم): إنتي بتحاولي تعملي إيه بالضبط يا ريتاج؟
ريتاج (ببراءة مصطنعة): مش فاهماك.
عاصم (نبرته بدأت تعلى): أنا مش قلتلك إن صفحة أسير تقفلت؟ ولا إنتي مش قادرة تستوعبي وبتحاولي تفتحي حاجات خلصت؟ لحد إمتى هتفضلي شايلة الموضوع ده جواكي؟!
ريتاج: شكلك متضايق عليها جدًا!
عاصم (بحسم): أنا متضايق لكرامتي، ولعيلتي، وللي عملتيه قدّام الكل... سواء مع أسير، أو مع آدم، أو حتى مع أمي... إنتي قلّلتِ من احترامهم، وده بالنسبالي مرفوض تمامًا.
ريتاج: هو اللي متضايق منكم كلّكم بسبب علاقتكم القديمة... يمكن لأنه لسه متأثر بحبكم!
عاصم (نبرته اتشدت): إنتي ملكيش دعوة بأخويا!
ريتاج: عاصم... انت بتتكلم معايا كده ليه؟
عاصم (واقف قدامها بحدة): انسي أسير خالص يا ريتاج. أنا جيت، وطلبت إيدك رسمي، وبقينا مرتبطين... اللي بتعمليه دلوقتي مالوش أي لازمة. أنا وهي خلصنا خلاص، وهي اتقبلت اللي حصل، واتفتحت لحياة جديدة مع آدم... إنما إنتي مش عارفة تتقبلي إنك بقيتي أهم شخص في حياتي.
سكتت لحظة، قربت منه بخطوة ووقفت قدامه، قالت بهدوء لكن كل كلمة كانت بتلسع:
ريتاج: مفيش واحدة في الدنيا بتنسى حبها الحقيقي في تلات شهور... إلا لو مكنش حب أصلًا. يمكن ساعتها بس تعرف تميّز الحب الحقيقي... وده غالبًا اللي حصل مع أسير.
نظر لها بنظرة صدمة، كلامها دخل في أضعف نقطة جواه، فقالت وهي مركزة في عينه:
ريتاج: أنا كنت عايزة أصاحبها، بس واضح إنها باردة جدًا ناحية اللي حصل... لا فيه ندم، ولا فيه حتى لمحة كرامة مجروحة. ببساطة، آدم عرف يعوّضها، وغطّى الفراغ اللي كان جواها... أسير مكانتش بتحبك، يا عاصم. أسير حبت آدم بجد.
عاصم (بحروف متقطعة): مستحيل...
ريتاج (بضحكة خفيفة): مستحيل؟! شكلك واثق في نفسك زيادة عن اللزوم... وناسي إن مش كل بنت بتقابلك لازم تفضل شايلة لك ذكرى. هي كانت معجبة بيك، زي ما إنت كنت معجب بيها... مش أكتر من كده. ولا يمكن... يمكن انت اللي كنت بتحبها فعلاً؟
عاصم (بصوت واطي فيه تهديد): ريتاج...
ريتاج (ببرود): نعم؟
عاصم: ارجعي البيت... وبلاش الكلام ده يتكرر. مش هيفرق معايا بقى إذا كان حب ولا لا... اللي يهمني هو دلوقتي.
ابتسمت بسخرية، وقالت بجملة ماكنتش مجرد كلام:
ريتاج: وده اللي كنت مستنياه أسمعه... لو هي خلاص مفيش مشاعر ناحيتك، يبقى أوعى يكون لسه في قلبك ليها حاجة.
قالتها وهي بتقلب نظرها في عينه، وبتسيب جملة زي تحذير واضح، ثم استدارت تمشي ببرود، لأول مرة تكسب الجولة، وتمسّ في نقطة نرجسيه اللي عمرها ما اتكلمت فيها قبلي كده.
عاصم شد قبضته، جواه دوشة مش مفهومة...
ليه وجعه كلامها؟ ليه حس بقلبه بيتحرك؟ هو كان حب مراهقة؟ ولا فعلاً اللي بينها وبين أخوه... كان حب حقيقي؟
ليه مش قادر يبلع الجملة دي: أسير محبّتنيش... حبت آدم؟!
أسير (بضيق): لسه مش بيرد... برن عليه وبيقفل المكالمة.
عبير (وهي بتحضّر الأكل): يمكن إيده مشغولة في حاجة.
أسير: لا، آدم بيرد عليا حتى وهو في وسط الشغل.
عبير (بهدوء): يمكن مش حابب يرد دلوقتي عشان ميضايقكيش.
أسير (برفعة حاجب): يضايقني؟ ليه؟
عبير (بتنهيدة): أسير... اسكتي أحسن، أنا غاضبة منك!
أسير (باستغراب): ليه بس يا طنط؟ مش شايفة كانت بتلمّح لإيه الصبح؟ كانت بتلفّ وترجع تفتح في القديم!
عبير (بحدّة أم): فتقومى تقوليها "ماشي جاية"؟! وهو بيقولها قدامنا "مش هتروحي مكان"، وتردي انتي كده؟ فين عقلك؟
أسير (بهمس): ماكنتش أقصد... بس هي كانت مستنيّة تشوف رد فعلي، مهما آدم قالها.
عبير (بصوت واطي): آدم كان بيرد عشان الوضع كله كان صعب عليه، يمكن أكتر منك. كنتِ فاكرة هيقولك "اختاري اللي تحبيه"؟ آدم مش بيقبل حد يلمس كرامتك، حتى لو هو نفسه!
أسير سكتت، وعبير كملت بنبرة هادية بس واصلة:
عبير: وبعدين آدم واعي كويس، وفاهم إنك وعاصم خلاص... لكن ده ما يمنعش إن في حاجات من الماضي لسه بترن. مش لازم نعمل مشهد علشان نثبت إن مفيش حاجة، لأن في اللحظة اللي نثبت فيها... بنأكد إن في.
أسير (بصوت واطي): فاهماكي يا طنط... بس اللي ضايقني مش هي، هو طلبها اللي حسّيته غريب. أنا مش بحب أسيء الظن في حد، علشان كده ما كنتش هعترض أروح معاها.
عبير (بتركيز): انتي متضايقة منها؟ ولا من اللي حصل مع آدم؟
أسير (بصدق): أنا مش مرتاحة من كل اللي حصل الصبح.
عبير: طب جربي ترني عليه تاني، يمكن يرد.
رنّت، لكن قبل ما تشوف، الباب اتفتح... خرجت تبص، فلقته آدم واقف.
أسير (بلهفة): آدم! ليه ما كنتش بترد على التليفون؟
آدم شاف أمه قاعدة، وفهم هي كانت بتكلّمه ليه، فسأل بهدوء:
آدم: عاصم هنا؟
أسير: لا، لسه ماجاش.
ما ردّش، وطلع على فوق، بصت له مستغربة وراحت وراه.
أسير: ما قلتليش ليه مردّتش على مكالمتي؟
آدم (بصوت ثابت): عشان لو كنت رديت، الطريقة اللي كنت هتكلم بيها كانت هتزعلك... فالصمت كان أهدى.
أسير: تزعّلني ليه؟
دخل الشقة، وقال وهو بيقف عند الباب:
آدم: كلمتك تاني بعد ما مشيت؟
أسير: لا... ما نزلتش أصلاً من وقت ما مشيت.
آدم (ببساطة): كويس... زي ما وافقتي تروحي، ترفضي.
أسير: بس أنا مش عندي مشكلة.
آدم (بصوت هادي لكنه واضح): أنا عندي يا أسير. وكنت شايف إنها بتحاول تستفزك... وأنا مش هكون مبسوط لو رجعتي وانتي متضايقة، ساعتها أنا اللي ممكن أتصرف تصرف مش محسوب.
أسير (بتنهيدة): ريتاج مش لدرجة إنها تسببلك القلق دي... دي مش بالشكل اللي يوصلني للضيق.
آدم: بعد إذنك، أنا قلت مفيش خروج معاها. واللي قولتيه... أنا مش متضايق لنفسي، قد ما مضايق إنك دخلتي في الموقف أصلاً.
أسير: والله ما كان قصدي حاجة، بس كنت عايزة أخلّص الحوار بسرعة وامشي... الموضوع ماكنش فارق معايا.
آدم (بهدوء): بتثبتي لمين؟
سكتت، قرب منها شويه وقال:
آدم: رفضك أو موافقتك لازم تبقى نابعة من قرارك انتي... مش محاولة لإثبات إن الماضي مات. لأن مجرد إنك بتحاولي تثبتي، يبقى لسه جوّاك حاجة.
أسير (بجرأة): يعني بتسألني تاني يا آدم؟ لو كان لسه عندي مشاعر لعاصم؟
اتغيرت ملامحه، وقال بضيق:
آدم: أنا ما قلتش كده.
أسير: أمال قصدك إيه؟
آدم: قصدي إنك مش محتاجة تثبتي أي حاجة لحد. إحنا هنا، في حاضرنا، مع بعض... واللي يقال أو يتشاع، مش المفروض يهزك. ولا فيه مبرر تبرّريه. مفيش مخلوق له حق عليكِ.
سكتت، لكنها كانت مأخوذة بكلامه... دخل أوضته، بدّل هدومه، وراح ياخد دش، وسابها واقفة في الصالة.
جواها كانت غرقانة في كلامه...
على قد ما كان بسيط ورايق، على قد ما لمس روحها، ودايمًا بيحسسها إنها مش لوحدها.
بس هو بيحبها أكتر... أكتر من اللي كانت تقدر تتخيّله
بعد ما خلّصت أسير إعداد الأكل، رتّبت السفرة بشكل منمّق، كله ذوق واهتمام، ووقفت لحظة تبص على التفاصيل بعين راضية.
لكن آدم اتأخر، فقلقت... سمعت صوت الميّة من الحمّام، قربت بخطوات هادية، ولما وصلت، اتفتح الباب فجأة.
اتخبطت فيه، لكنه مد إيده بسرعة وسندها، احتواها في لحظة، وقلبها دق باندهاش.
كان لابس بنطلون بس، وصدره مكشوف، وقطرات الميّة لسه بتنزل من شعره على بشرته الدافئة.
بصّت لإيدها اللي كانت على صدره، اتشدّت من ملمس جلده وحرارته، حاولت تسحب إيدها لكنه مسكها...
سكون غريب نزل بينهم، نظرت له بتوتر، لكن سمعته...
دقات قلبه كانت بتخبط تحت كفها، وبتطمنها.
أناملها اتحركت بخفّة على عضلاته، وكأنها بتختبر صدقه، فتنهد هو بعمق، وكأن لمستها كانت كافية تهدي كل توتره.
أسير (بابتسامة خفيفة): كنت قايلة لك قبل كده... قوامك بيعجبني.
رفعت عينها له، لمحت حركة خفيفة عند رقبته... تفاحة آدم اتحركت مع تنفّسه، قربت وقالت بنبرة خافتة:
أسير: فكّرت في كلامك... ولقيتك عندك حق في كل كلمة.
وبدون تردد، وقفت على أطراف صوابعها، ولمست شفايفها خفيفه على خدّه...
أسير (بهمس): متزعلش منّي.
آدم (بصوت هادي): أنا مش زعلان منك أصلاً...
أسير: بس ماكنتش بترد، وشكلك كنت متضايق.
آدم: كنت خايف... خايف أرد وأتكلم بكلام يزعلك. ساعتها فضّلت أكون ساكت عن إني أوجعك من غير قصد.
أسير (وعنيها بتلمع): يعني فعلاً مش زعلان؟
آدم: أنا مش بزعل منك، يا أسير.
قربت تاني، وطبعت قبلة تانية، أسرع شوية، على جبينه، وقالت:
أسير: يلا... تعال ناكل.
وبخطوة طفولية خفيفة، سبقت خطواته، لكن رجعت بعد لحظة وقالت وهي بتبص له من فوق لتحت:
أسير: نشّف شعرك... عشان ما تبردش.
ابتسم آدم ابتسامة واسعة، لمست قلبه، لبس التيشيرت وخرج وراها...
جواه إحساس بالهدوء... بالدفا... وكأن حضنها حتى لو ما اتقالش، بيقول كل حاجة.
كانوا قاعدين على الكنبة، التلفزيون شغّال قدامهم، وأسير ماسكة الريموت وبتقلّب في القنوات بكسل.
بصّت على الشاشة وقالت بنبرة فيها حنين:
أسير: مش كنا نطلع نقعد في البلكونة؟ الجو شاعري أوي النهاردة.
آدم (بابتسامة صغيرة): أسير، انتي بتقري روايات كتير مؤخرًا؟
أسير (بضحكة خفيفة): لا والله.
آدم: أمال "بلكونة" إيه اللي نقعد فيها زي الأفلام؟ البلكونة دي للفلل أو الشقق اللي فاضية حواليها. إحنا هنا، أول ما نقف دقيقة، تلاقي أم صالح وكل الجيران طالعين يتفرجوا!
ضحكت أسير وقالت بخفة دم:
أسير: يتفرجوا ليه؟ إحنا متجوزين!
آدم: متجوزين جوه بيتنا، لكن البلكونة كأننا واقفين في نص الشارع... لازم نتعامل بحذر، إحنا برا مش جوا.
سكتت أسير فجأة، وسرحت، كأن ذكرى عدّت في عقلها بسرعة...
بصّ لها آدم باهتمام وسأل:
آدم: مالك؟ سرحتي في إيه؟
أسير (بهدوء): لا... مفيش.
ورجعت لحضنه بهدوء، وكأنها بتستخبى فيه من فكرة مش حابة تواجهها...
مجرد ذكرى قديمة خبطت على بابها، يمكن كانت تخصّ "عاصم"...
لكن آدم حسّ بيها من غير ما تسأله، فحضنها أكتر، حضن مطمّن، فيه كل الحنية اللي قلبها محتاجها.
آدم (بصوت هادي): وإنتي معايا... اعملي اللي يريحك.
اياكي تخافي من حاجة، طول ما أنا عايش، اللي يهمّك إنك تفضلي مبتسمة.
أسير (بهمس): متبعدش...
ابتسم آدم وقال بنبرة دافية:
آدم: أنا عرفت أبعد زمان... عشان دلوقتي أكون قادر أفضّل جمبك.
ما ضحكتش... بالعكس، الجملة دي كانت تقيلة على قلبها.
فكرة إن آدم كان بيحبها من زمان وهي ما خدتش بالها، كانت بتوجعها...
فضلت مستلقية على صدره، ماسكة إيده بإيدها، كأنها بتحاول تعوّض سنين فاتت ما كانتش شايفاه فيه
بيبص ادم لايدها الفاضيه ويسكت شويه بتفكير، بيبعد عنها لما بتنام ويعمل مكالمه سريعه لفؤاد بس مكنش بيرد قفل وبعتله رساله
"قابلني بكره عايزك ف موضوع"
رجعلها وخدها ف حضنه تانى بأمان من وجودها
اسير لما صحيت من النوم لقيت نفسها نايمه ف اوضتها لوحدها برغم انها فاكره نامت ع الكنبه ف حضن ادم حتى ملختيهوض يغير ونام كده
قامت ملقتش تليفونه عرفت انه خرج
-نزل بدر لى... رجع لطبيعة شغله تانى
فكرة انها مبتشوفوش الا قليل بتضايقها اوى وخصوصا لما كان بيشتغل اتنين بسببها
في مكتب ضيق مليان أوراق وملفات، كان "فؤاد" قاعد بيقلّب في ورق القضايا، ملامحه متوترة وهو بيتمتم:
فؤاد: يخرب بيت اليوم اللي جاتلي فيه القضية دي... أخرجك منها إزاي وانت متورّط للركب!
الراجل اللي قدّامه، بنظرة حادة وابتسامة مريبة:
الراجل: أومال أنا جايبك ليه؟ متفائل بيك... إن شاء الله تطلعني منها زي الشعرة من العجين.
فؤاد (بحذر): إحنا بنتكلم في حاجة كبيرة، دي مش تهمة بسيطة دي... شغل تقيل!
وفجأة الراجل فقد أعصابه، مسكه من هدومه وشدّه ناحيته، وطلع أداة صغيرة لامعة من جيبه، ملمحها كان كفيل يوقف القلب.
الراجل (بصوت غليظ): مين قالك إن دي حاجة بسيطة؟! أنت هتطلّعني... ولا تتقلب القصة عليك!
فؤاد (مذعور): حاضر! بس اهدا بس يا أستاذ عطوة، كله يتحل!
في اللحظة دي دخل "آدم" فجأة المكتب، ووقف مبهوت من المشهد:
آدم: الله الله الله... إيه اللي بيحصل هنا؟!
الراجل (): وإنت مين كمان؟!
فؤاد (مستغيث): الحقني يا آدم، ده عايز يو.لّع فيا!
آدم (بيحاول يهدي الموقف): يا عم إهدى شوية، إيه ده؟ مالك معصّب على الزبون كده ليه يا أستاذ فؤاد؟
الراجل (ساخرًا): ده اللي يرضيك؟ أجيله مخصوص وهو يخون ثقتي؟
مش قلتلك تلجأ لحد فاهم، ده شكله مش قده!
فؤاد: والله ما حصل، ده سوء تفاهم بس...
آدم : بص، متخرس بقا يفؤاد، لما الناس تبتدي تتكلم بلهجة مش عادية، لازم اللي قدامهم يسكت ويسمع..
الراجل): شكل صديقك بيفهم
آدم : صديقه آه، بس المهم دلوقتي... إنت عايز إيه بالظبط يا كبير؟
الراجل بص لآدم وهو بيضحك بنبرة ودودة فيها
الراجل: بص يا زميلي، أنا حبيتك من أول نظرة... محسوبك "عطوة".
آدم : أهلا وسهلا يا أستاذ عطوة.
عطوة: معلمي في ورطة، وجاي هنا عشان الأستاذ يطلّعه منها. هو مش المحامي؟ ولا أنا جيت على الفاضي؟
آدم (بنبرة طمأنينة): لا، جيت في السليم... فؤاد هو المحامي وهيتصرف، متقلقش.
فؤاد كان بيبصله بغيظ واضح، بس "عطوة" لما شاف النظرة، تراجع وساب اللي في إيده، وقفل أداة التهديد اللي كان طالع بيها:
عطوة: مكانش له لزوم من الأول... أنا حتى جايلك بمحبة، من طرف ناس بتشكرك، ليه تزعلني كده؟
آدم (بابتسامة ساكنة): ما حصلش حاجة.
عطوة: يا سلام! كده كلام... يلا، أحلى مسا عليكم، وزي ما قولتلك، أي حد يضايقك، أنا موجود.
صافحهم بحرارة، وريحة دخان مش مألوفة كانت باينة منه، وبعدها مشي وساب الباب يتقفل وراه. فؤاد وقف بعصبية وسحب الباب بقوة، وقال وهو بيتنفس بسرعة:
فؤاد: أبو شكلك!
آدم (بهزار): ولما تهدأ، نتفاهم.
فؤاد (بحدة): مالكش دعوة... وإنت إيه اللي جايبك أصلاً؟
آدم (باستهجان): إيه اللي جايبني؟! أنا لسه شايلك من ورطة!
فؤاد: آدم، أنا بتكلم جد.
آدم: وأنا كمان، أنت مرّيت عليا من امبارح، برنّ عليك مش بترد.
فؤاد: عارف، ومردّتش علشان ماكنتش طايق أكلمك.
آدم (مشدوه): يعني كنت قاصد تتجاهلني؟
فؤاد: آه... إنت مش لما تكون الدنيا رايقة تتكلم، ولما تتعكر تطردني وتقطع؟
آدم (ساخرًا): من إمتى بقى عندك دم؟
فؤاد: من ناحيتك؟ امتى بقيت حساس؟ ما انت عارف نفسك!
آدم (بصوت جدي): ما تزعلش... أنا فعلاً اتصرّفت بغباء الفترة اللي فاتت.
فؤاد (بعيونه): واكتشفت ده دلوقتي؟ رجعتوا لبعض؟ هو ده تأثيرها عليك، تزعل فتنكد على الكل!
اتضايق "آدم" من نغمة كلامه، ونظرله بنظرة مش مفهومة. فؤاد حاس بالندم على كلامه وسكت.
فؤاد: كنت عايز إيه؟
آدم: عايز أوتيل محترم، ليلتين بس.
قرب فؤاد منه وسأله بصوت هادي فيه فضول:
فؤاد: ليه؟ مشوار كده ولا إيه؟ على حد علمي عاصم معاه عربية لو عايز.
آدم: لو عايز عاصم كنت كلمته... أنا عايزك إنت.
فؤاد: طيب الفندق هيكلف، وبيتدفع بفيزا، والميزانية مش بسيطة، حسبتها ولا لأ؟
آدم (بثقة): ادفع من فيزتك، وأنا هسددلك كاش.
فؤاد: طب أفهم، في إيه بالظبط؟
آدم (بنبرة غامضة): هتفهم... بس مش دلوقتي.
.
اسير قاعده مع عمتها قالت باستغراب-انتى راحه فين
-قولتلك انها قفشت فيا وحلفت اجى معاها
-انتى تعبانه يعمتو متقوليلها لا
-قالتلى عايزه تقرب منى وتختار الفستان الى اختاره محبتش اكسفها... انتى هتعملى اى
-ادم قالى لا وكلامه كان صح
-اتصالحتم المهم
-اه مكنش ف الحمدلله خصام
رن الحرس اتنهدت اسير
عبير-معلش افتحيلها
راحه تفتح دخلت ريتاج ابتسمت لما شفتها قالت-انتى جايه معانا
اسير لسا هتقول لا حضنتها ريتاح قالت-شكرا يا اسير مش هتعبكم هو مكان واحد الى هنروحه لان فصحابى للاسف مسافرين ومش هيرجعو دلوقتى
بتبعدها اسير قالت- نا مش راحه عمتو جايه معاكى
-لى انتى قولتى امبارح...
-مسؤوليات اتحطت عليا وللأسف مش هعرف اخرج ورايا حجات
-اممم.. انتى هتعملى زيهم، عشان يعنى معنديش اخوات بنات يشاركونى لحظه زى دى
بصيت عبير لاسير
ريتاج- انت ادم الى قالك متجيش، ده كله بسبب فستان
عبير- ادم ملهوش دعوه يا ربتاج، خلاص يا اسير لو موراكيش حاجه تعالى
نظرت اسير لها قالت-بس
ريتاج- لو سمحتى
متعرفش لى صعبت عليها لأنها معندهاش اخوات بنات هي كمان
اومات لهم قالت-ثايه اقول لاد...
سحبتها ريتاج مره واحده ع بره عبير بتبصلها من توريطها قالت
-ربنا يستر
كانت أم ريتاج قاعده ف العربيه ركبت بنتها وهى ماسكه اسير قالت
-اسير يماما مرات عاصم
-اهلا وسهلا
اومات لها وبتبص ف تليفونها متعرفش هتقول اى لادم لانه قايلها بتأكيد متروحش
فى المول كان بيتمشو ف المحلات
عبير- انت عندك محل معين
ريتاج-اه يماما، أنا سيبالك اختيار الفستان واحنا نقيم
ابتسمت عبير قالت أم ريتاج- عايزه اقولك انها مبتقتنع برأي حد غيرها
بيدخلوا محل وف واحده مستنياهم قالت
-انسه ريتاج
ريتاج- انا إلى كلمتك
-تمم اتفضلو
دخلو ولسا اسير بتروح معاها-اسييير
لفيت للصوت واتفجات
ادم بيرجع البيت ولما بيدخل ميلاقيش ح، ولا حتى امه، استغرب وطلع ع فوق
-اسييير
مكنتش ف البيت هى كمان معاها مقلتلوش انها هتخرج، طلع تليفونه يرن عليها مبتردش رن ع عبير فتحت
-الو با ادم
-انتى فين يماما
-احنا ف مول مع ريتاج وامها بختار فستان
بيشتغل شويه بتردد قال-اسير
-اه اسير معانا متقلقش
اضايق ادم لانه مكنش عايز يسمع كده قال
-عنوان المول اى
اسير- شمس، انتى بتعملى اى هنا
بتخرج للبنت الى واقفه وتحضنها بحماس
شمس-اى يابنتى ده اختفيتى من بعد التخرج، انشغلتى ف الجواز ولا اى
كانو كلهم عارفين انها مخطوبه من ايام الجامعه
اسير - لا بس الحياه بقا
-طب اى، مخلفتيش
-اخلف؟! دنا متخرجه من سنه وفرحى كان من اربع شهور
-ومعزمتنياش خلى بالك، حركه مش لطيفه تنسي صحاب الجامعه بشهرين
مكنتش عايزه تكخل ف تفاصيل قالت-الظروف والله يا شمس
رن تليفونها واسير مكنتش سامعه وكان ادم المتصل وغصب عنها فتحت المكالمه قال ادم
-اسييير
اسير بتوه حوار صاحبتها- انتى عملتى اى ف حياتك
استغرب ادم من الى بتقوله
شمس- سيبك منى خلينا فيكى، احكيلنا عن قصة حبك انتى وعاصم وازاى نجحت... ادتينى امل اتجوز حبيبى
مسكت ايدها قالت-بس فين الدبله ولا غيرتيها حتى ف صباعك، ده انتى مكنتش بتقلعيها
اسير سحبت ايدها قالت-انا وعاصم متجوزناش
اتصدمت شمس قالت- انتى بتقولى اى، امال فرح اى الى كان من أربع شهور... تى الى بتقوليه ده
اسير-الر سمعته يا شمس
بيكون ادم صامت ومش قافل المكالمه بل سابها لمجرد انه سنع علاقة عاصم واسير القديمه
شمس- طب لى، انتو كنتو واخدين بعض عن حب
مرديتش اسير زعل ادم معقول لسا بتحبه
شمس- امال متجوزه ازاى، انتى اتجوزتى حد غيره
-اه انا متجوزه، من ادم ابن عمتي
-ا..ادم وابن عمتك...، اخو عاصصصصم
اتصدمت قالت- الكراش
اسير-اتلمى ده جوزى
-ده ازاى وبتغيرى عليه كمان
-اه اغير بقولك جوزى انتى عبيطه
-منتى عارفه انى كنت بكرش عليه وعايزه رقمه.... بس انتى وادم، امتى وازاى... من عاصم لادم... ف حاجه حرام؟!
-مفيش حاجه حرام ف جوازنا
-تمم مفيش حاجه حرام بس... الحب اى؟! انتى كنتى بتحبى عاصم
سكتت اسير ونظرت لها بالت- بس انا محبتش غير ادم
هنا ادم سمع المكالمه بتركيز
شمس- ازاى
-عارفه يا شمس حب المراهقه، يختلف كتير عن حب الحياه الى البنت بتدور عليه... ده انا، من بعد ما اتجوزت ادم وحبيته اكتشفت ان مفيش حب قبله، الحب الوحيد هو... هو ادم
بيحس ادم بنبض قلبه كلنه بيطمنه ومش مصدق الى بيسمعه
شمس تنظر لها بابتسامه قالت- انا مش عارفه اق لك اى بس باين ان عينك عشقانه يا اسير... المهم انك سعيده معاه
-الحمدلله
-يدوم ده شيء يفرحني، بالنسبه ليا بقا هاتى اى حد من صحابه يكون حلو زيه
ضربتها ف رجليها قالت -خلاص بهزززر
ربتاج خرجت قالت-اسييير واقفه برا لى
تنهدت اسير منها قالت ببرود- جايه
دخلت أسير بتسلم ع شنس قالت- اشوفك ع خير، نتقابل مره تانيه
-اوكاي يقلبى يلا باى
بتحضنها بوداع وتمشي وتتنهد اسير ويكون ادم واقف من بعيد يراها لانه بيعرفها لو كانت بتكذب بس عينها صادقه، دخلت أسير لقيتهم فستان ابيض البنت خرجته
ابتسمت ريتاج بحماس
عبير-مش ده يوم الفرح
ريتاج-هنختار لون بيج ويكون رقيق
بتكون اسير تنظر إلى الفستان البيضاء وتحس بغصه قويه فى قلبها لما بتشوفه وتفتكر نفسها وهى لابسه فستانها وقاعده لوحدها الناس تنهش فيها، اتقلب الفستان لكفن بيخنقها، بتبصله كأنها عندها فوبيا من الأفراح عندها فوبيا من اى حاجه لليله زى بقيت بالنسبالها جحيم
بتلف اسير وقفتها ريتاج قالت-راجه فين
-هشم هوا
-احنا اتاخرنا ولسنا معملناش حاحه ا..
زقتها اسير وبعدتها عنها قالت-بقولك هشم هوا
نظرو لها من طريقتها بتمشي اسير بتقف لما تلاقى ادم ف وشها نظرت له بشده من وجوده، قرب منها وضمها ليه بتحس انها عايزه تنفجر من البكاء
ادم-يلا ع البيت
مشيو معاه كانه خلصها من الخنقه الى هى فيها، طان ساكت مبيتكملش واسير عارفه انه مضايق منها قالت
-ادم
وقف تاكسي قال-اركبى
-انت مش جاي معايا
-انا سيبت الى ف ايدى عشان اجيلك، لأن زوجتى بتكسر كلامى وعملت الى منعتها منه ولما ارن عليكى اعرف انتى فين مترديش
-انا مسمعتش والله حتى التلفون كان ف الشنطه... هى جت واصرت اننا نروح معاها وملهاش حد
-وانتى مالك... انتى الى هتسدى وحدتها ولا انتى الى هتساعديها اكتر من والدتها الى معاها جوه... انتى لى مبتسمعيش كلامى، مرواحك معاها زى عدمه مجبتيش لنفسك غير الخنقت والضيقه
-انا اسفه حطوني قدام الامر الواقع معرفتش ارفض
ادم- عملتى الى انتى عايزاه، خلاص يا اسير
نظرت له خلى السواق يطلع بيها وهى كانت زعلانه لانه ساكت وباين انه مضايق منها وشايفها قللت منه
بيوصلها ادم ع البيت قالت اسير
-مش هتنزل
-لا ورايا مشوار
سكتت اسير ونزلت دخلت البيت نظر لها ادم اتنهد من قلبه فؤاد رن عليه قال
-روحت فين
-جايلك
قفل ومشي،رجعت عبير دخلت البيت ونادت ع اسير قالت
-ادم كان جاي لى
اسير-معرفش، باين كان عنده شغل هناك واضايق اما شافنى
عبير-اصله اتصل بيا وسالنى احنا فين وقولتله اننا مع ريتاج وامها.. ممكن جه عشان كده
اسير بتنهيده-تمم يا عمتو
-انا مكنش لازم اقوله
-كده كده مكنتش هخبى حاجه عليه
-هو قالك حاجه زعلتك
مرديتش قالت - أنا هطلع فوق
طلعت نظرت عبير ليها واستغربت منهم الاتنين
بيجى المساء واسير محضره العشا ع وقت رجوع ادم وهو لسا مرجعش
بتبص كل شويه ف الساعه وانه اتاخر خدت تليفونها ورنيت عليه مردش،رنيت عليه تانى لقيته مبيردش.. كأنه بيعمل نفس الى عملته بس هى مكنتش فعلا شايفه اما الى بيعمله فهو بيتجاهلها
اضايقت ونظرت للأكل وتعقد تستناه لكنه مبيرجعش، بتعدى الساعه والاتنين والتالته وعدى نص الليله، فلقد تأخر.. مرجعش وظلت وحدها
فى الليل بعد أذان الفجر وعند انقشاع الليل، اسير كانت تغط فى النوم بعمق
-اسير
بتحس بحد بيلمسها فتحت عينها لقيته ادم
-اسير يلا اصحى
اسير بتحاول تفوق قالت-ادم... انت
-قومى اغسلى وشك
بتستغرب منه بصيت ف الساعه قالت- انت راجع خامسه
-مش هنتكلم دلوقتى راجع امتى، يلا
-يلا اي
-فوقر نفسك عشان قدامنا نص ساعه ونمشي
-نمشي؟! نمشي فين وف وقت زى ده
بصيتله من شكله وعينه قالت-انت شكلك تعبان اصلا، انت كنت فين
لفلها قال-اسيير، ممكن تمنعه الاساله دلوقتى وتعملى الى اقولك عليه
-بس انا...
-هقولك كل حاجه بس مش دلوقتى
سكتت باستغراب منه
ادم-يلا، البسي عشان منتأخرش وهاتى تليفونك معاكى بس وشنطه لأي حاجه ممكن تحتاجيها
-احنا مسافرين ولا اى
-حاجه زى كده
نظرت له باستغراب بصلها قال-لسا ملبستيش
-اخرج الاول عشان البس
-تمام متتاخريش
خرج وسابها بتاخد هدوم وتغير لبسها وهى مش فاهمه اى حاجه، بتحط مستلزماتها ف شنطه وتخرج لادم الى كان بيتكلم ف التليفون
اسير- نا خلصت
قفل لما سمع صوتها نظر لها قال-خدتى الى هتحتاجيه
-اه
خد الشنطه منها ومسك ايدها وقال-يلا
سحبها معاها وقفل الشقه ونزلوا وسط سكون الليل والبيت نايم
اسير- هنروح فين طيب
خرجو من البيت لقيت تاكسي حط ادم الشنطه ركبت باستغراب وتبعها لينطلق السائق بتبص اسير لادم بقلق قالت
-ادم مفيش حاجه مش كده
-انتى معايا مالك
-حسانا هربانين من حد.. فهمنى ف اى وصحتنى كده لى من نومى
-اتفقنا مفيش أسأله لحد منوصل
سكتت اسير اتنهدت وبصيت للنافذه وكانت عينها غيانه وقلبها مقبوض، بتبص لسما والشروق المقشوع ومحدش كان صاحى غيرهم وكان مفيش حد ف هذا العالم
اغمضت عينها ونامت غصب عنها، نظر لها ادم وكان عارف انه خد منها نومها قربها منه ونيمها ع كتفه وشال شعرها من على وشها
الصبح كانت الشمس طالعه بأحسن حالاتها ومشرقه بتفتح اسير عينها وهى نايمه ع مخده ناعمه وسرير مريح
بتتقلب وتقف لوهله وتبص لشمس بصيت لسقف لقيت نفسها فاوضه،بتبص حواليها كانت أوضة عصريه وغريبه عنها
قامت باستغراب قالت-ادددم
كانت آخر حاجه فكراها انها نامت ف العربيه بليل مع ادم بعد مخرجو من بيتهم، لفيت ف الاوضه وهى مش عارفه اى حاجه قالت
-ادم انت فين
حتى مش عارفه تليفونها فين، وازاى جت هنا
-صحيتى
لقيتها بنت استغربت اسير قالت- انتى مين
- انا ميكب ارتيست الى هرتبك النهارده
- ميكب؟! بس.. اكيد ف غلط انا معرفش انا فين وكنت مع ادم جوزى ممكن تظينى تليفون ارن عليه
- انسه اسير مش كده
- اه؟!!!
- تمم احنا مش غلط، استاذ ادم متفق معايا على كل حاجه وحجز لوجودى معاكى النهارده، يعنى عايزه اقولك انى لغيت حجوزات كتير عشانك
- عشانى؟! انا مش فاهمه حاجه
- نحط الميكب الاول وبعدين هنفهم كل حاجه، يلا عشان منتاخرش
خدتها من إيدها واسير ساكته مش فاهمه اى حاجه بس قلبها بيدق بخوف قالت
-احنا فين
-ف فندق سيتى
سكتت اسير قالت- مين حابنى هنا تعرفى
-لا والله انا جايه الساعه ١٢ قعدت ف الضيافه عقبال ما بلغونى اجيلك
سكتت اسير بس بتبصلها وتفتكر تعرفيها بنفسها، ميكب ارتيست وهى دلوقتى ف فندق وقالت كلمه عباره عن بارتى، يعنى حفله.. حفلة اى
-ملامحك جميله اوى يا عروسه
عروسه؟! الجمله دى بتتعاد عليها تانى نفتكر يوم فرحها، الميكب وهى بتهزر معاها وصحابها وهما بيسقفو، وجودها من الصبح فى اوتيل حجزلها فى عاصم وفرحتها وحماسها، اللعنه.. ماذا تفعل هنا ومن الذى تضع المكياج لى.. فين ادم.. واى الى بيحصل، كم دفع لهذا الفندق وتلك الفتاه.. مش فاهمه الى بيعمله
بعد اما بتخلصها قالت-تحفه، متنسيش الرفيو بقا
انا عايز اكلم ادم
بتقوم اسير وقفتها قالت- هو قال انك بنجرد متخلصى هيكون واقف تحت
-يعنى هو تحت
-معرفش بس اعتقد لو خلصنا وتنزلى هتلاقيه
تمم نا نازله
- ممكن بس تيجى تشوفى فستانك الاول عشان تكونى خلصتى
-فستان؟!!!
سحبتها لبرا بتقف لما تلاقى فستان ابيض مشؤوم متعلق منتظرها، فستان جميل رقيق بشده شبه الاستايل إلى بتحبه
-خلينى اساعدك تلبسيه
بتقربه منه بس اسير رجعت لورا، بتشوف كل حاجه بتتعاد قدامها
-انتى كويسه... يلا عشان منتاخرش
-مين الى جاب الفستان
-استاذ ادم
نظرت لها فهل ادم من احضره، سكتت وساعدتها البنت تلبسه وكان على مقاسها، سحبت من خصرها وخليته مظبوط عليها بالظبط، كان رقيق وغير يعيق حركتها، كا جميل للغايه
-تحفه مشاءالله
اسير كانت ساكته سيباها تعمل فيها ال هى عايزاه وقلبها بيتبض جامد وكل دقه بتوجعها من قرب لحظة الصدمه
-يلا نقدر ننزل
مشيت اسير وهى بتجر رجليها وصوت كعبها بيرن، كانت ف بنت ماسكه ايد امها شافت اسير نظرت لها بانبهار من شكلها ابتسمت امها عليها
اسير بتكون ساكته برغم الانظار الى التفت عليها بتجر رجليها واحده ورا واحده، دلوقتى هى نازله عشان تشوفه.. تلاقى زوجها الى المفروض يكون ف انت انتظارها قدام الباب
مكنتش شايفه من بعيد حد، ولما خرحت مكنش فى ادم، توقفت عند هذه اللحظه وهنا عدم مجيء العريس.. لقد هرب.. لقد تركها.. لا يريدها
كل حاجه تتكررت من جديد، اغمضت اسير عينها وحاسه بحريقه قالت
-ادم
بيتفتح باب عربيه وينزل رجل يرتدي بدلة قوامه على جسده، كان مظهره وسيم للغايه.. لقد جاء، انه ادم
بينزل السائق وكان ف راجل اخر ف ايده كاميرا عاليه الإصدار بياخد وضعيه فورا
بيتقدم منها وقبل اما تنسحب امسك يدها قال
-راحه فين
وقفت ونظرت له لقيت حاضر قدامها، انه ادم.. ببدلته.. العريس، لقد جاء
بتنظر له بشده قالت- ادم
اخرج باقة ظهور نظرت له بدهشه كانت الورود الى تعشقها مد ايده نظرت له مدت ايدها وأخذتها منه عايزه توضيح للى بيحصل
ادم-مفيش عروسه بتكون من غير ورد
اسير-عروسه؟!! آدم... أنا مش فاهمه اى حاجه، اى الى بيحصل
-مش واضح اى اكتر من كده
نظرت له قرب منها اكمل
- النهارده فرحنا
مسك ايدها وخرج علبه من جيبه نظرت له وفجأه كشف عن الخاتم الى جوه نظرت له اسير بشده مد ايده ليها قال
-اسير، تقبلى تتجوزينى
↚
-مفيش عروسه بتكون منغير ورد يوم فرحها قالها بابتسامه ولابس بدلته السوده الانيقه
اسير-عروسه؟!! آدم... أنا مش فاهمه اى حاجه، اى الى بيحصل
-مش واضح اى اكتر من كده
نظرت له قرب منها اكمل
- النهارده فرحنا
مسك ايدها وخرج علبه من جيبه نظرت له وفجأه كشف عن الخاتم الى جوه نظرت له اسير بشده مد ايده ليها قال
-اسير، تقبلى تتجوزينى
بتقف وسط ذهول مش قادره تشيل عينها من علبه ولا قادره تفهم الى عمله، كانت الناس بصالهم حتى الموظفين الى فى الفندق
اسير قالت- احنا متجوزين
- وبنتجوز تانى بس زى اى اتنين بيحبو بعض... ممكن ايدك
نظرت له والى الخاتم مكنش دهب كان مرصع بحجر بسيط غالى وشكله جميله جدا الى اصدمها انه يكون ماس ولو حجر ضئيل
قالت-جبته منين
-ده خاتم جوازنا
لابسهولها قدام الناس اجمع بتسيل دمعه من عينها نظر إليها بشده ومسحلها قال
-لى كده
-انت خططت لكل ده، ازاى.. وامتى.. وفين...أنا..
-انا بحبك
نظرت له قبل يدها برقه وحب لينبض قلبها وتنظر إليه ليبتسم إليها ابتسمت بعدم تصديق من ما يحدث
ادم-يلا، ورانا بوم طويل... جاهزه
: لايه يا ادم
-للجواز الحقيقى
كان قلبها مس قادر يسعها كان الصدمات كتير عليه بصا لعينه وسط كلامه
ادم-النهارده يومنا يا اسير، فرحنا الحقيقى بيبتدى، الى فات كانت ظروف ودلوقتى اختيار... انا بختارك زوجتى قدام الدنيا كلها
-ادم..... انا
ابتسم وهو ينظر لها من سعادتها الى مش عارفه تعبر عنها
ادم- يلا عشان منتأخرش على الفرج
مسكت ايده بثقه وعينها لمعانه بيه مشيت معاه فتحلها العربيه ركبت وتبعها ادم صفق الناس لهم بابتسامه وكانهم يهنئوهم، انطلق السائق بالسياره فورا بعد عج المكان بالضوضاء على هذان الثنائى الرائع
بصيت اسير لسواق وبصيت لادم قالت- سواق خاص كمان
-ده بس الى لاحظتيه
بص لسواق اومأ إليه وداس على زرار فتح السقف من فوق بصيت اسير بصدمه لتجد ان الهواء بدأ يطيح بها بصيت لادم بشده الى ابتسم وسحبها ليه ابتسم إليها قال
-خليكى قريبه منى
ابتسمت وهى ماسكة طرف الفستان بإيد، والتانية ماسكه في إيده، والعربية ماشية وسط الشوارع ملفته للنظر… الناس بتبص عليهم، ووشوشهم بتضحك
وفجأة عربية جنبهم بتزمر، ست من الشباك تصرخ بفرحة: – ألف مبروووووووك يا عرايس!!
وزغروطة مدوّية خرّجتها من جوّا قلبها، خلت أسير تضحك بصوت عالي، وهي بتخبي وشها ف كفوفها.
آدم بص لها وقال وهو بيضحك: –والله انتى أول واحدة تباركلنا
قال راجل- احلى زفه اهو
وبقا حاطط ايده على الزماره ووهو ماشي يزفه معاه واسير ماسكه نفسها من الضحك من الى بيحصل
قال ادم-لسا الطريق طويا
بتنطلق السياره لمكانهم المتحدد بتكون اسير هتنزل وقفها ادم قال-خليكى قاعده
نظرت له لقيت بينزل ويلفلها ويفتحها الباب زى الاميره ضحكت ومسكت إيده ومشيت معاه بتلاقيها ف مكان جميل، جنينة كبيرة مليانة ورد أبيض، في نصها ترابيزة صغيرة متزينة بشمع، وفراشة فوقهم بتطير
اسير-احنا فين
لقيت بنت واقفه جاهزه، شايل الكاميرا، أول ما شافتهم قالت: – أخيرًا وصلتوا
اسير-انتى مصوره
-اه، عايزاك تستنى الصور على أحر من الجمر انا مشهوره ع فكره
نظرت اسير إلى ادم قالت- مصوره لى؟!
-سيشن جوازنا، المفروض انك البنت والى تزنى عليا بيه مش تتفاجأ
-انا مفيش عقل افهم الأحداث الى انا فيها
-يمكن عشان فاجئتك بس كل ده كان حقك الى بيحصل اقل مم المفروض يتعملك
نظرت له فى كلتا اعينه قالت- متقولش اقل
نظرت لهم الصوره من شكلهم خدتلهم صوره ابتسمت قالت
-تحفه، ممكن تيجى على الشمال يا استاذ ادم
وقف على شمالها قربت منه واخبرته ما عليه أن يفعله وتلتقط له صورا ولا اروع، كانت التقاطهم مليئه بلابتسامه والحب، واسير تحتضن وجهه بكفيها وتقربه منه وهى تنظر لاعينه، وفجأه حملها نظرت له بصدمه ضحكت المصوره والتقطتها لهم فورا
ابتدوا يتصوّروا… صورة وهو بيحضنها من ضهرها وسط الشجر، واحدة وهو بيبوس إيدها، واحدة وهي بتضحك بصوتها العالي وهو بيهمس في ودنها كلام مش مفهوم…
صورة وهي بتبص له كأنها شايفة الدنيا كلها جواه.
الصبح بدري، الساعة كانت قربت على ١٠…
عبير خارجة من أوضتها، لابسة روب بيت بسيط، بتكون جهزت الفطار واسير نلا آدم لسا نزلو
عبير (وهي بتنده بصوت عالي):
– آدم؟
(سكتت لحظة)
– أسيررر؟
مفيش رد.
راحت عل. فوق خبطت على الباب محدش بيرد استفربت لانهم بيصحو بدرى عسان شغل ادم استغربت جدا معقول يكونو مش جوه
عبير
– يا رب خير… هما فين دول؟!
بتنزل في اللحظة دي، بيخرج عاصم من أوضته، لابس بيچام:
– في إيه يا ماما؟
– آدم وأسير مش فوق
-مش فوق ازاي يعنى؟!
- طلعت خبطت عليهم محدش بيرد، مفيش أي صوت من بدري… ولا حتى فطار، ولا قهوة
عاصم (باستغراب):
– يعني إيه مش هنا؟ يمكن نزلوا مشوار!
عبير
– من غير ما يقولوا؟!، وهينزلو امتى الفجر مثلا
سكت عاصم لانه ميستبعدش اجتمال زى ده قال
– يمكن
عبير (وهي بتقعد على الكرسي):
– يمكن اى، انت عارف هما فين
-انا اعرف منين
-طب رن على آدم كده يا عاصم
(بيطلع موبايله ويبدأ يتصل)
رن…
– الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح…
استغرب لان اخوه مش بيقفل تليفونه قال- قافل التليفون.... اتصل على اسير
لسا عيرن قالت عبير-لا، هرن انا
بيبص لأمه ومننعتها انه يتصل بيها قال-فرقت
-مفرقتش بس هرن انا افضل
بيفهم امه ويسكت بس بيضايق جواه وكأن اسير إلى كان هو مسؤول عنها واى حاجه يتواصل معاها قبل الكل بقيت حظر عليه
عاصم
– ردت؟!!
رن…
– الهاتف مغلق أو غير متاح…
عبير بدهشه (بتحاول تضحك):
– هي كمان تليفونها مغلق، دول كأنهم اختفوا!
-انتى مش كنتى قلقانه مش شويه
– اكيد لان اسير متختفيش كده الا وف كار.ثه زى اخر مره وادم مبيقفلش تليفونه بس اختفائهم الاتنين وتليفونهم المقفول اتاكدت انهم مع بعض
-مع بعض؟!! منغير ما يقولو وينزلو الفجر
-ده الى انا مستغربه
بيفتكر عاصم حملة اخوه لريتاج" بس انا بقولك لا، أنا ومراتى هنسافر يومين معتقدش انك هستنينا لما نرجع"
انظهش معقول اخوه كان بيتكلم صح-سافروه؟!!!
-عرفت منين
-ادم قال حاجه زى دى لريتاج لما كانت هنا بس بحسبه بيقول كده عشان يسكتها مش اكتر
-اه صحيح، طب ممكن يكونو راحو فين
-ويسافروه لى اصلا
بصتله عبير من سؤاله، قال عاصم- اقصد انى محتاجه محبكتش يسافر دلوقتى واى غاية السفر
- ممكن يكونوا محتاجين وقت لوحدهم… من ساعة ما اتجوزوا، كل حاجة كانت متلخبطة… يمكن قرروا ياخدوا يوم كده بعيد.
- هو ليه يخبّي؟ ليه ما قالش؟ ع الاقل يدينا خبر
- مش عارفه… لما يجو نعرف منهم بس انا عمتا اطمنت عليهم
ابتسمت قالت- اكيد الفكره دى من راس ادم
-ادم دايما من نوع الهادى
-بي مع اسير ممكن يرتكب جنون كتير
-بتبقى ف أفعال ادم مع اسير اوى يماما كأنك عارفه هو بيفكر ازاى من ناحيتها
-بيفكر بقلبه وف سعادتها، هو ده اخوك
نظر إليها قالت- لو رن عليك عرفنى، ربنا يرجعهم سالمين ومبسوطين
مشيت وسابته واقف لوحده جت جملة ريتاج فى دماغه
"مفيش واحده بتنسي الىاحل الى حبيته بس اسير نسيتك لانها محبتكش، حبها الحقيقى ظهر وهو لادم.. وباين ان اخوك بيعشقها"
انفض عقله من كلامها الى بيضايقه ومشي
مع مغادره الشمس وحل الليل، المصوره
-دى اول مره استمتع كده والصوره تطلع بالحلاوة دى مع عروسين انتو استثناء بجد
قالت اسير- شكرا
-الف مبروك ربنا يتمملكم على خير، معاد استلام الصور زى مقولت لحضرتك
اومأ بتفهم مشيت وسابتهم قربت ادم همسلها
-استثناء ها
أسير فضلت تبصله قالت- وبعدين، أنا جعانه
-الاكل جاي حالا
لقيت الانوار اشتغلت فجأه واتحول ديكور المكان لمكان هادى راقى بيجو جرسونين وفى ايدهم اطباق وبيادو اشموع بتكون اسير فى صدمه لا يعقل عليها
بصيت لادم بشده قالت- لا، متقولش
خدها لهناك وسحبلها الكرسي قعدت وهي مش مصدقة
قعد قدامها رأت العشاء كان لحم ستيك مع نجرسكو من الى بتعشقها، ابتسمت ونظرت لادم
قال الجرسون بابتسامه- مبروك
ادم-شكرا
بقو لوحدهم اخيرا قالت- لحقتىتعمل كل ده فى. يوم وليله
-كلى لانى مقدرش اشوفك جعانه
اكلت وهى تنظر إليه قالت- وفكرت ف كده امتى
-من اول متجوزنا
-متجوزين من اربع شهور
-لا جوازنا الحقيقى كان من شهر ونص
نظرت له ابتسمت قالت- انا معتقظش انى اظهرتلك شعور بالحاجة
-المفروض انى احس بيكى منغير متطلبى
-كنت مبقتعنش بكلمه احساس بس معاك اقتنعت ان بالحب ممكن تحس بالى بتحبه
قرب منها قال - مش احساس كله، صراحه فى ردود منك خلت الفكره دى تيجى ف عقلى
-ردود منى انا؟!
F
آدم كان قاعد على طرف السرير، بيبص ف صورة قديمة ليه هو وأسير، كانت واخداها من على الموبايل بتاعه الى مليان صور ليهم محافظ فيها
ادم-عجبينك
-احتفظت بكل دول ليك حق متعرفش تنسانى
-وكويس انى منستكيش
ابتسمت إليه ورجعت تقلب وقفت لما شافت صور فساتين وقاعات فرح كانت بتساله عنها وبتشيره فى جوازها من عاصم
نظر لها ادم من نظراتها ادته التليفون وقامت بس بيفكر هو آن الأوان يفرحو… بجد.
آدم كان بيشتغل طول الوقت، ساعات بينسى ياكل، يكدب على نفسه إنه مش مرهَق… بس كل ده عشانها، عشان يقدر يجيبلها حاجة بسيطة
كان شايل الشبكة اللي اشتراها بعد شهور شُغل، خاتم ناعم من دهب روز، مرصع بحجر صغير، بس شكله رقيق، فيه روحها.
دفع فيه كل اللي وراه… ومكانش فارق.
رجع من الشغل يومها، لقاها قاعدة بتقلب ف صور على موبايلها، صور فرح قرايب، بنات لابسين فساتين بيضا، ضحكهم باين، وعيونهم مليانة فرحة… بصّت له بسرعة وحاولت تخبي الموبايل، بس هو لمح.
قرب منها، وقال بهدوء: – نفسك تلبسي فستان أبيض؟
-بالعكس
-مس فاهم
-انى بكره للون ده واى يوم يفكرنى بفرح، أنا بكرهه
نظر لها من ما تعنيه قال-لى
قالت وهي بتضحك بتوتر: – عادي... مش فارق..... هقوم احط الاكل
لما بتسيبه خطرت فى باله انه مينفعش يديها خاتمتها بتلك السهوله فحبيبته لازم يتزوج بها امام العالم أجمع
B
اسير بدهشه- ايوه بس انا.. انا مطلبتش منك كل ده
-ونا مش مستنى انك تطلبيه انا شايف الى تستحقيه
سكتت بابتسامه قالت-بمناسبه اليوم الميء مفجأت، فى حاجه تانى
-اه
بصتله بشده مسح فمه وقام اخذ بيدها وهى مسكته باستغراب بيرفه ايده فتشتغل موسيقى هاديه لاغنيه جميله جدا بتحبها لعمرو دياب
سحبا ادم من وسطها ومسك ايدها ليريص معها برومانسيه عذبه وعينه فى عينها الى بتتامله بحبه وعدم تصديق
ادم بصوت هايم- الاغنيه دى ليكى
" تسوى حلاوة كلمة منك قولتهالي"
"عيد قولت إيه كده تاني وتالت، أنا قلبي كله" حنين
ولا يطفي ناره حبيبي غير لو عدتهالي
عارف بتعمل فيا إيه كلمة حبيبي؟
زي اللي أول مرة بيحس بأمان
خليك معايا
خليك معايا يا حبيبي مهما كان
خليك معايا
يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان
عارف أنت أجمل حاجة تفرح الواحد هي إيه؟
إن اللي ياما حلمت بيه تلاقيه حبيبك
وأنا عيشت بحلم باللحظة دي، ده اللي بدور عليه
أنا أسيب حياتي ودنيتي ولا يوم أسيبك
عارف بتعمل فيا إيه كلمة حبيبي؟
زي اللي أول مرة بيحس بأمان
خليك معايا
خليك معايا يا حبيبي مهما كان
خليك معايا
يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان
خليك معايا
خليك معايا يا حبيبي مهما كان
خليك معايا
يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان
خليك معايا
"خليك معايا يا حبيبي مهما كان"
"خليك معايا"
"يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان"
بتدمع اعينها من فرط تأثرها بيه وهى تنظر إليه وكأنه بيكلمها هي، بيحكيلها انها امنيه جلم بيها
حضنته قالت- ادم
-عيونه
-انا بحبك اوى
ارتمت براسها عند كتفه ابتسم بحب ولا يزالان يتحركان على إيقاع الاغنيه بانسجام وهما بعيد عن العالم ده كله
انتهت الموسيقى وانتهى الحفل وبقى العروسان فى سهرتهم بمفردهم، ابتعدت اسير عنه قالت
–إنت مجنون… تعرف كده
-معنديش مانع اكون مجنون بيكي
-انا عمرى محسيت الاحساس الى انا حساه دلوقتى.... أنا... أنا حسا انى فى حلم جميل مش عايزاه يخلص، النهارده… حسّيت إنّي اتولدت من جديد.. انت محيتلى اى وحش فى جياتى، اى وحش عمله حد غيرك انت ملكش يد فيه محيته فى لحظه
-ده لسه أول يوم من عمرنا الحقيقي... أنا مش عايز حد غيرك، أنا عايزك انتى من الدنيا دى كلها يا اسير، انتى امنيتى الى بدعى ربنا ليل ونهار تدوم ليا
نزلت دمعه من عينها مسحها ادم قال- تانى؟!
- دى دموع الفرحه
عدل طرحتها على شعرها رفعت وشها قالت- خلينا نروح، لبيتنا
**
فى الليل كانو راكبين العربيه لكم مقفوله، اسير ساكته ماسكه فى ايد ادم وقريبه منه وادم متملك منها بحب
وصلت العربيه على الفندق استغربت اسير قالت-اى الى رجعنا هنا
لفيت لادم الى قال- مش هنرجع البيت
-لى
-عندنا شهر عسل
نظرت إليه اخذ بيدها ودخلو شافها الموظف ابتسم قال -الف مبروك
رد عليه ادم بتحيه مبادله، بيوصلو على اوضتهم ويغلق الباب عليهم
اسير بتدخل الاوضه وتفك البنس الى ف شعرها، وتيص لنفسها ولفستانها الأبيض الذى عشقته منذ اختياره ليه، كل شيء احبته، انها عروسه الان
انسدل شعرها على ظهرها الناعم أتى ادم من خلفها نظر إليها من شكلها الجميل خلع جاكت بدلته وحطه على الكرسي
اسير- ادم، ممكن تساعدنى
نظر لها لفتله وشالت شعرها عن ضهرها بمعنى يفتحلها السوسته، قرب منها ونظر لها فى المرايا وهى مستنياه، فتحلها ليلمس بشرتها الناعمه بايده قرب منها ليتعمق فى راحتها الجميله بضعف قال
-نسيت اقولك انك كنتى اجمل عروسه شفتها عينى
نظر لها وهى مسالمه له لفيت وبقيت واقفه فى وشه رفعت وجهها إليه شبت على أطراف رجليها وبا.سته من شفايفها وفتحت ازرار قميصه، بعدت عنه بس مسكها ورفعها وقفها على رجله وبقت فى مستواه وبا.سها بحب شديد، بادلته اسير وهى تلف زراعيها حول رقبته قالت بهمس يملاه الخجل
-بحبك
-وانا بعشقك
فى الليل بعد الليله العاشقه، اسير واقفه ف البلكونه خرجت من الاوضه وسابته نائم منغير متزعجو
كان النيل شكله جميل والسما مليانه نجوم بمجرد ما اسير تبصلها تمون عايزه تبتسم فقط منغير اى حاجه
حسيت بحركه من وراها لفيت لقيت ادم قال
-قومتى من جنبى لى
-مش عارفه انام، قولت اجى اتأمل النجوم شويه
رجعت بصيت لطريق قالت- المنظر هنا حلو اوى، هيكون احلى لو نشوفه سوا
قرب منها وحضنها من ورا نظرت له بشده قالت
-ادم
-مالك، خايفه لى انتى مراتى
-ممكن حد يشوفنا
-محكش ليهةحاجه عندى، واحد بيحضن مراته
ابتسمت قالت- مش كانت أم صالح هتخرج تتفرج علينا
-ام صالح مش هنا ولا حد من الشارع
ضحكت يقرب وشه من رقبتها قال
-انا وانتى بس الى هنا
لمسته وشه بايدها الناعمه قالت- خليك حاضنى لأكتر وقت ممكن
ابتسم منها وسحبها اكتر ليه بتملك باسها برقه وابتسم بلحظه وحنان ونظرو الى السماء سويا وكأن حتى الرغبه فى انها تقف كده معاه محرمهاش منها وعملهلها بطريقته الساحره
الصبح اسير كانت بتلبس قالت - طب افهم نازلين بدرى على فين
-قولتلك شهر عسل يعنى اكيد مش هنقضيه هنا
-متقولش انك حجزت هنا شهر
سكت ونفى لها قال- لا بس لو كان ف مقدرتش احجزه شهر كنت عملت
--ادم مش ده إلى اقصده، أنا فعلا مستغرباك.. ازاى عملت ده كله.. صرفت كام ع كل ده، كل حاجه هنا غاليه ده غير ليلة امبارح وكم المفجات
-انتى لى يهمك صرفت كام، جوزك مش حالته موفقه لدرجادى انا بحوش من زمان يمكن دخلى مش عالى بس بعرف اقتصد ثم انا طنت عاين الفلوس دى لجوازى واديني اتجوزت
-بس
-الشغل الى طنت بشتغله زياده كان عشان اعيشك يوم زى ده
-والخاتم
-ماله
تنهد منه قالت- انت صرفت كل الى معاك
-هترجعى تتكلمى فى المصاريف تانى
-ايوه عشان حاسه بالخسارة
-خساره؟!
-مش ف الوقت الى عيشناه بس ف الفلوس، بلاش نصرف ببذخ على الخروجات والكلام ده
-هنعينه لمين يا اسير
-لولادنا
نظر لها من ما قالته ابتسم قال- يجو بس ومتشليش هم، ثم انا مبقتش على الجنط تقدرى تهدى... ثم ده يوم وانتى مش أقل من اى لنت يتعملها فرح وشهر عسل، يمكن محدش كان معانا ولا معازيم ولا عرفت حد بس ده لأنى عايز نبعد، عن العالم ده كله
-كفايه انك كنت معايا، ده كان أجمل فرح اتخيلت انى هعيشه
قرب منها قال- طب لى تنكدى عليا
-نا مقولتش حاجه تنكد عليك ولو زعلت فأنا اسفه
باسته من خده ابتسم قال-يلا عشان نفطر
-فين
-ف المطعم
ابتسمت بقلة حيلة ومشيو سوا وماسكين ايد بعض جت موظفه قالت- استاذ ادم ف مكالمه لحضرتك
نظر لها قالت اسير- اكيد من البيت
ادم-محدش ف البيت يعرف احنا ف الفندق ده اصلا
-امال مين
-اتمنى ميكونش الى ف بالى
راح ادم يرد -الو
-ابو الصحااااااب
تنهد ادم فكما توقع قال- عايز اى يا فؤاد
-بطمن على صحبى الى قافل تليفونه ومخلينا نلف عليه كأنه مخطوف
-انت هتألف منتا عارف انا فين
-عاصم اتصل سألني عليك قولتله فى شهر عسل
-تمم اى تانى
-من امتى وانت بتخاف من العين ومش قايل لعيلتك
-يعنى أنا إلى كنت قايلك
-انا مش تلميذ، عايز أوتيل وخلتنى اجبلك مصوره واحولك فلوس وهتسافر اربع ايام وفستان وبدله... يبقى بتتجوز جديد
-وانت عشان حجزت الفندق ترن عليا منه
-منتا قافل تليفونك قولت اتواصل عليك من هنا
-انت عايز اى متصدعنيش
-مبروك
قالها فؤاد بهدوء وجديه بابتسامه قال- الف مبروك ظعأنى كنت عايز احضر فرحك اكتر من اى حد يا ادم بس فرحنا لك
-تتعوض فى فرحك يا فؤاد
-انشاءالله، يلا اسيبك منغير ازعاج اكتر من كده
أغلق الخط لف لقى اسير تنظر إليه قالت
-فؤاد
-عرفتى منين
-سمعتك بتقول اسمه
-كان بيطمن عليا، بيحسبوكى خطفانى
-والله
-اخطفينى كده دايما
ابتسمت قالت-يا مسهل
عاصم وصى الفيلا نزلت ريتاج قبلته بابتسامه قالت
-اتاخرت لى
-خلصت الشغل وجيت، اى الى حصل امبارح
-مين حكالك، ادم؟!
-ادم متكلمش معايا ل حاجه اصلا، دى ماما
-اممم هو محصلش حاجه غير أن اسير جت معايا واحنا بنختار الفستان بس اتقلبت فجأه ونا بسالها رأيها ف الفستان ولقينا ادم موجود خدها ومشي... ده كل الى حصل، معرفش بقا اى الى ضايقها فجأه كده واى الى جاب ادم
-ريتاج، انتى معملتيش حاجه
-شاكك فيا يا بيبى
-عارفك
ضحكت قالت-معملتش حاجه المره دى، حتى هى الى جت معايا بارادتها
-تمم يلا عشان منتاخرش
خرجن سوى ركبت معاه العربيه قالت- انا بقول نعمل الخطوبه فى الفيلا عندنا اى رايك
-اه فكره حلوه
ابتسمت وحضنت دراعه قالت-مش مصدقه اننا هنتجوز
بصلها بادلها ابتسامه طفيفه وسكت بص قدامه
فى المساء اسير وادم ماشين لوحدهم بانسجام
ادم حاطط ايده على كتفها ومقربها منه، قالت اسير
-تعرف يا ادم انى متخيلتيش نقسي هنا معاك
سكت من معناها، قالت- ربنا ادانى اكتر من الى اتخيلته، برغم ان انا وانت كنا بعاد بس كنت بتمنى من ربنا حب من حبك ده، بتمنا انى الاقيه ومعرفش انه موجود بس ف صمت
-حبى بس
-وانت
ابتسم وكملو مشي سوا قال ادم- اوعدك أن أيامنا كلها هتكون كده
ابتسمت شافت مرجحيه من بعيد راحت هناك نظر لها ادم قعدت عليها بابتسامه طفوليه وقف وراها وزقها براحه بصتله بخضه بس اطمنت لما شفته
بيحلق فستانها بخفه مع حركه المرجيحة خرحت تليفونها بابتسامه وسحبته وصورتهم صوره سوا
ادم-بتؤمنى انتى بالذكريات
-زيك بالظبط، فكرنى اخد صور زمان منك لأنى بخب اتفرج عليها زيك
ابتسم وحركها بخفه ابتسمت قالت
-عارف يا ادم اللحظه دى محتاجه اى
-حضنى مش كده
-غيره
-لا احترت
-عصير قصب
وقف قال-عايزه تشربيه دلوقتى
اومات له ايجابا بص حواليه قال-خليكى هنا
نظرت له بشده قالت-هتلاقيه فين هنا يا ادم
مردش عليها فهو لا يبقى ساكنا وشافها عايزه حاجه،شافته بيعدى الطريق بعيد وبيقف عند رجل نظرت له ابتسمت عليه وتتأمله بحب كأنه انجاز عظيم حققته قالت
-محتاجه حضنك فعلا يا ادم
-ادم بس مينفعش حضنى انا
بتلاقى حد بيسحب المرجيحة اتخضت لما لقت شخص مجهول
-اى يا جميل خوفتى كده لى
قامت فورا ونظرت له منغير ما تتكلم انسحبت ومشيت لقته بيمسك ايدها زقته جامد قالت
-انت مجنون ف دماغك
-الاه، اهدى بس متتعصبيش
بتبص حواليها وتبص لادم الى بيكون واقف بعيد مشيت نظر لها ادم لقا فى شاب ماشي وراها وبيقف جنبها
-اتفضل يا فندم
ساب كل حاجه ومشي
-بقولك اى، اسمك اى طيب
بيقف فى وشها نظرت له قال بابتسامه- مش عايزه الحضن الى بتتكلمى عنه
فتحلها زراعه لقى الى بيجى فى وشه قال- فى حضن بس منى انا
ضر،به برجل فى صدره فاطاحه أرضا، نظرة اسير لادم بشده بيتعدل الشاب بغضب قال
-انت متعرفش انا مين، بتلعب بنا،ر يلا
خرج مط.وه فى ايده اتصدمت اسير بس ادم بيقرب منه قالت بخوف
-ادم.. لا
بيرفعها الشاب فى وشه بس ادم بيتفادها ويمسك ايده جامد ويلو.يها فيصر.خ بألم كأن دراعه اتكس..ر
بينزل عليه ببوكس ويرميه أرضا الناس بتتجمع وتشوف الى بيحصل ويجرو يحوشو تلك المعر.كه
بس بمجرد محد قرب من ادم ز.قه جامد وانقض نحو الشاب زى الوحش ونزل بالبو.كس على وشه، اتخضت اسير منه ومن شكل عينه الى حمرا زى الشيطان
اسير- ادم... خلاص
بينز.ف الشاب من مناخيره ويجاول يبعد ادم بس بيضر.به ضر.بات مم.يته
-هقت.لك... هندمك على اليوم الى اتودلت فيه وفكرت تقابلها يزباااله
وينزل بقوضه امبر وك.سى فكه فسالت دما.ء من فمه، الناس بتحاول تبعده لكن محدش قادر عليه ويخلص الشاب من ايده
اسير-ادم خلاص كفايه ارجوك
مكنش سامع حد كأنه ناو،ى على قت.له فعلا والشاب مبقاش فيه حركه ووشه اتشوه وادم مستمر
بتمسك اسير ايده قالت-بس كفايه خلاااص
نظر لها وبص لشاب بغضب جحيمى زقته الناس بعيد كأنهم مصدقه وقف، خدته اسير بعيد عنهم نظرت له بقلق ورجعت بصيت للناس الى بتشوف الشاب عايش ولا م.يت والشاب بيبص لادم وكأنه بيتوعدله
ادم كان هيرجعله خدته اسير قالت-امشي يلا
وقفو بعيد عن المعر.كه الى حصلت، بتكون معايا ازازة ميا بتمسك ايده الى كانت مجر.وحه ومليانه د.م الشاب وهو مش حاسس
كانت عينه لسا فيها غضب قال- مش هسيبه
اسير- ادم خلاص كفابه الى عملتخ
-انا معملتش حاجه، مش كفايه انه عايش
نظرت له من الى بيقوله- هقت.له... مش هرحمه هطلع روحه فى ايدى
كان ده الكلام الى بيقوله قالت اسير- ادم بس بقا كفااايه، انت بتخوفنى
نظر لها من عينها الى خايفه منه فعلا، حضنها فورا لما قالت كده قال
-انا اسف
-كلامك يخوف يا آدم وشكلك، انت كنت هتق.تله كان هيمو.ت ف ايدك... لو مكنش مشينا كنت جيت لنفسك مصي.به.... لو مكنتش بعدت كان زمانك قت.لته فعلا
-الى يقربلك امحيه
نظرت له قالت-ادم
مسح بايده على شعرها وبيحضنها وهو بيهدى نفسه قال
-متزعليش، أنا مش قصدى اخوفك
بعد عنها ونظر إليها قال- انتى كويسه، عملك حاجه، اتاذيتى
تنهدت من اسالته الى مليانه قلق قالت-انا كويسه يا ادم
ازاح شعرها عن وجهها وباس رأسها قبله تملأها تنهيده عميقه ثم عاد ليعانقها من جديد، حضنته اسير وده كان الى عايزه ادم، كان حاسس بنار ومضايق انه خوفها من غضبه تنهد بعمق وهى فى حضنه وقبلها بحب كونها سليمه
فى الفندق حطت اسير لازق طبى على ايد ادم المتعو.ره، نظر إليها ابتسمت قالت
-مبتوجعش مش كده
-لا
-كوويس... يلا عسان ننام
وقفت لثواني ولفيتله قالت- فين تليفونى يا ادم.. وتليفونك انت كمان
_عايزه حاجه
-اه، انزل استورى بالصور
ابتسم بقلة حيله عليها شاورلها على درج راحت فتحته وخرجتهم قالت
-قافلهم كمان
-مكنتش عايز حد يزعجنا
-زمان عمتو قلقانه
-معتقدش، فؤاد عرف عاصم فماما زمانها عرفت
-طب كويس
بتفتح الصور الى خدتهم من التليفون بتاعه ونقلتهم ليها ابتسمت لفيت لقيت ادم بيفرد ظهره وباصص عليها قربت منه وسابت فى ايده، حضنته والقت رأسها على صدره بأمان من وجوده جنبها، حضنها ادم وادخلها بين اضلعه
عاصم قاعد فى اوضته بيشرب سجاير والى الاوضه دخنه من كتر السجاير الى شربها
رن تليفونه اتنهد وفتح
ربتاج-حبيبى، فاضى بكره
-هننزل تانى ولا اى.. مش عجبك البيت
-عجبنى جدا بس انا كنت عايزه نتقابل، نسعر سوا... احنا وصحابنا
-حاضر هحاول
-تصبح ع خير
- وانتى من اهله ياحبيبتى
قفل معاها وخلص سيجارته وحطها فل الطفايه ودهسها وهو بيفتح جاتله ذكرى من من تليفونه لسنتين فاتو، كانت الذكرى عباره عن صورت ليه هو واسير، اللعنه معقول عينها كانت بتكدب ومحبتهوش... نرجسيته المريضه تجعله يظن انه فقط من كان يحبها... برغم انه عارف أنت فقط كان معجب بيها
بيجيله اشعار بيلاقى الايميل بتاعها فاتح، ونزلت استورى كمان، دخل عندها وفتحها لقاها عباره عن صوره ليها هى وادم قاعدين فى مطعم وابتسامه باينه فى عينهم، شال خاتم فى ايدها مكان الخاتم بتاعه بس كان ف صباع الجواز
معقول ادم اخوه هو الى جابه، انه لا يتصور غير معاها بل ياخذون صورا عفويه وتفعل بوز البطه ويضحكان... قفل تليفونه على صورتهم وحطه ع جنب
فى الروم التالى في شارع هادي عند الفندق، الشمس ساطعة، وأسير وآدم ماشيين جنب بعض، آدم ماسك إيدها
قالت اسير- كنا نعقد فى الفندق ونطلب الاكل
-مش عايزه تغيرى جو
-عايزت بس
-مالك يا اسير المطعم قريب مش هنبعد، معارضه الخروج لى مم امبارح
-مفيش حاجه بس بقول الأفضل
رن تليفونها لقيتها عبير
قال ادم-فتحتيه امتى
-لما صحيت، عمت. ملحقتش
ابتسمت وردت قالت-الو
عبير وهى ماسكه تليفونها- الو يا اسير انتى فين
-انا مع ادم دلوقتى رايحين نتغدا سوا
ابتسمت وبصيت فى الصوره ع النت قالت
-اه منا شوفت الصور الى نزلتيها، كده تسافرو منغير متقولو
-انا شخصيا مكنتش اعرف
-ده ازاى امال مسافرين لايه
-لما نيجى هعرفك كل حاجه يعمتو
-ماشي قدامكم قد اى
-اربع ايام
-ترجعو بالسلامه
قفلت معاها وابتسمت قالت-جهز نفسك لاسالت عمتو
-هوريها صور الفرح وهى هتفهم
-مبتحبش توجع دماغك انت يا ادم
اومأ ايحابا ابتسمت عليه وبصيت لخاتمها قالت
– الخاتم ده يجنن، زوقك حلو اوى ع فكره
-اكيد مش مختارك
-تعرف لولا انى اعرفك كنت شكيت فيك بسبب كلامك، وانك عندك علاقات سابقه كتير
-مش لازم يكون مبنى ع الخبره ممكن يكون من القلب فعلا
اومات له قالت-معاك حق
بيعدّوا سوا قدام محل ورد… أسير بتقف فجأة.
أسير:
– استنى، عايزة آخد صورة هنا… الورد شكله يجنن!
آدم:
– هنا؟!
-ايوه يلا يا ادم
ادته تليفونها وراحت وقفت ابتسم و ينظر لها كأنها تحفه فنيه بيرفع تليفون يصورها
صوت خبطة قوية جدًا بيكسر الهدوء
صرخة واحدة من بعيد…
بيبص ادم لناس الى بتجرى ويسمع صوت فرامل عربية نقل فى اشد سرعه ناحيته
بيمسك ايد اسير ويبعدها بسرعه بتقع على الارض وصرخت
-ادددم، خلى بالك
وسرعان ما انتشلته السياره اتسعت عيناها بصدمه
↚
بيبص ادم لناس الى بتجرى ويسمع صوت فرامل عربية نقل فى اشد سرعه ناحيته
صر.خة واحدة من بعيد… بيزق ادم اسير بسرعه
بتقع على الارض وقالت
-ادددم، خلى بالك
وسرعان ما انقضت السياره اتسعت اعين أسير بصد.مه
عربية نص نقل مسرعة بشكل مجنو.ن بتبقى حائل بينها وبينه وبتفقد السيطرة…
تخبط في عربية تانية كانت راكنة العربية تفركشت ووقفت قبلهم بـ ٣ متر، غطا الموتور طار، والزجاج اتكس.ر، والد.خان بدأ يطلع من الكبوت!
أسير وقعت على الأرض من الخضة… وبصيت على الارض شافت د.م، قلبها وقف
-آدم
الناس كلها حوالين الحادث، وصوت الصريخ عالي… أسير بتقوم وعينها مليانه رعب وخوف
-آدم
صر.خت بصوت عالى-اددددم
بتسكت لما تلاقى ناس متجمعه عند ملقى أرضا، قلبها اتقبض وجريت على هناك
-انت كويس
بتزقهم وتشوف آدم رفع عينه ليها، كان بخير والناس بتتفحص سلامته بس أول ما شافها راحتله بسرعه بخضه
-آدم... انت...
مسك وشها قال-شششش، الحمدلله انك كويسه... اتاذيتى فى اى حته
-لا.. أنا بخير، انت.. انت إلى حالك حاجه... ف .دم.. انت سليم صح
قال راجل-لازم تروح تشوف الخبطه ممكن تكون فى كسو.ر داخليه
بتبصله بشده بالت-اتخبطت
-اهدى ملحقتش تكون خبطه مجرد جر.ح
بتبص على دراعه لقيته مجرو.ح عند كوعه قالت
-ده لما زقتنى صح
-لا ونا ببعد، العربيه كانت سريعه ونا نسيت عشان ابعد عن طريقها بء طان لازم اخرج باصابه والحمدلله انها جت ع قد كده
سكتت من الخوف وهى بصاله
قالت ست- الحمدلله يابنى ان انتو سلام، ده سواق متخلف لازم تعلموه الأدب.. ده كان هيقت.لهم
قام ادم فورا نظرو اليه جرى فورا ناحية العربيه قالت اسير بقلق
-اددم
لكنه اتجاهل وقعته والمه الجسدى وجر،حه وكان بيجرى زى الفهد لان حياتها اتعرضت للخطر يس سواق متخلف مش هيرحمه
بيفتح الباب جامد بغضب وكأنه هيخلعه فى ايده بس بيقف مكانه وتتبدل تعابير وشه
جت الناس واتفجات لما ملقتش سواق جوت اصلا، اتصدمو واحده قالت
-سلام قوى من رب رحيم، العربيت كانت سايقه نفسها
-مفهاش سواق معقول، ده كانت هتخبطنا
قال ادم بصيق-مفيش من الكلام الفارغ ده، ده هرب
قالت الرجاله- ايوه كلنا شنوفنا الى حصل معاك حق يا استاذ، بس مش معنى ان محدش اتصاب نسيه... ده احنا كنا هنموت.. ممش هيلحق يهرب
مشيو فورا يدورو عليه وادم واقف ف مكانه باصص لعربييه ويفتكر ازاى كانت جايه عليه بسرعه جنونيه كأنها قاصده تمو.ته، لولا انه زق أسير ونط بعيد عن الطريق كان زمانها دهست جسمه كله
لقى الى بتمسك ايده لف وشاف أسير عينها مدمعه من كتر الرعب الى حسل قالت
-خوفت عليك اوى الحمدلله انك قدامى
شدها في حضنه وهو بيبص حوالين المكان،ربت على شعرها قال
-انا بخير يا حبيبتى، متخافيش
عربية سوداء راكنة بعيد، جواها شخص بيصور… وفجأة اختفى.
آدم (بصوت منخفض وهو بيبص لمكان العربية):
– في حاجة مش طبيعية…
أسير (مستغربة):
– في إيه؟! ده حادث خلاص عدى…
آدم سكت اومأ لها برغم عدم ارتياح قلبه
مسكت أسير كوعه قالت-خلينا نروح المستشفى نتطمن عليك
- انا بخير
- ادم، انت مش بخير.. كانت عربيه هتخبطك ووقعت وقعه جسمك اتكسر فيها... خلينا نروح نطمن مش اكتر، اى صيدليه توقف الجر.ح ده
آدم بيبص على الطريق، ومسك إيد أسير بإحكام أكتر ومشي معاها عشان يطمنها هي مش يطمن نفسه
الصورة بتتهز… الجو اختلف… فيه حاجة غريبة بدأت… ولسه اللي جاي أعظم.
فى الصيدليه قال الدكتور- الجرح بسيط بس لو عايز نصيحتي من وصف الى حصل فروح مستشفى اتأكد من سلامتك
ادم-شكرا يا دكتور
-العفو ده واجبى
بص لاسير الى كانت كل شويه تشوف ايده بقلق قال-هديتى
-لا سمعت الدكتور بيقول نروح نتطمن
تنهد قال- انا كويس طالما انتى كويسه
-ونا مش هكون كويسه لو فيك حاجه بسببى
سكت منها مسك ايدها ربت عليها قال
-عارف الل حصل رعبك بس نحمد ربنا على كل شيء، أنا بخير وانتى بخير.. عدت الحمدلله
-ونعم بالله يا ادم
- ملحقناش نتغدا بسبب إلى حصل تحبى نروح مطعم ولا نطلب الاكل فى الفندق
- احنا هنرجع البيت امتى
- البيت؟! كمان يومين.. لي
- عايزه ارجع
- بالسرعه دى
- البيت وحشنى، خلينا نرجع كفايه إلى قعدناهم
- ده بسبب إلى حصل يا اسير
- لا انا بس، انا بس عايزه ارجع.. ولا هنكون خسرنا الفلوس الى دفعتهم
- ملكيش دعوه بالفلوس لو ده إلى انتى عايزاه فهيحصل
فى الليل عبير كانت بتشرب ميا بارده سمعت صوت لقيته عاصم
-انت خارج ولا اى
-اه
-فى وقت زى ده
-عايزت حاجه يا امى
- ترتاح، ده انت من الشغل لريتاج لهنا
- بتمشي شويه وراجع، يلا يا حبيبتى تصبحي ع خير
باسها وخرج ابتسمت قالت-ترجع مبسوط المهم
خرج عاصم بيلاقى عربيه واقفه قدام البيت استغرب ولما قرب لقا الباب اتفتح وبينزل ادم ويفتح لاسير وتنزل برفقته
قال عاصم-ادم
نظر إليه حاسب السواق وخد شنطه اسير قال
-ازيك يعاصم، انت رايح فين بليل كده
-خارج مع صحابى شوبه كده
-دلوقتى
-اه يا ادم عادى...
بصلهم قال - انتو رجعوا من السفريه بدرى؟!
ادم-اه كفايه كده اسير متعلقه ف البيت اما لو عليا كنت اقضى بقيت الايام هناك
عاصم-بايع يعنى
استأذنت اسير قالت- انا هطلع
ادم-تمم نا جاي وراكى
بتدخل اسير وتقابلها عمتها وتندهش من رؤيتها -اسير
شافت ادم ررى شاورلها ابتسمت قالت
-انتو رجعتو، بحسبكم هتطولو لانك مقولتش لما كلمتك هترجعى امتى
-مكناش نعرف والله يعمتو
-ازاى انتو كنتو هتعقد تانى
-المفروض
-وحصل اى
-بادين عشان عايزه تخد دش يفوقنى
-تمم ادخلى
عاصم بتنظر لاسير قال- انتو كنتو فين
ادم-هو فؤاد نش قالك
-موضحش، قال انكم طلعتو سفريه شهر عسل
-مهى السفره كانت شهر عسل
-طب لى مقولتلناش وتسيبنا نقلق عليكم وع اختفائكم
-تقلق عليا، يلا دنا اخوك الكبير مش انت
-اقصد
ابتسم قال-متقلقش انا خدتها فى الليل وفاجاتها يعنى مكنتش محضر ده كله جت فجأه يعنى
-ده كان ف مناسبه يعنى ولا ترفيه بس
-اه عملنا فرح
نظر له باستغراب قال-فرح
- اه، هبقا اوريك الصور لما تيجى
رن تليفون عاصم ربت عليه ادم قال- يلا عشان معطلكش، اخوك تعبان من سفر
سابه ومشي بيبصله عاصم شويه ويمشي
دخل ادم ملقاش اسير
قالت عبير-طلعت فوق، هتنامو ولا تنزلو
-هنام بقا، شكلنا صحناكى
-كنت هعقد اسمعكم بس هنام وتحكولى كل حاجه بكره
دخلت نظر ادم لها طلع فوق ودخل شقته حط شنطه اسير لقاها بتحضنه من ورا نظر لها
اسير-عايزه انام اوى... البيت كان وحشنى
لفها قدامه قال- شكلك تعبان
-اه مكنتش لعرف انام ف الفندق
-ده بجد؟!
-اه... يلا نش هتتيمنى
لفيت دراعها حوالين رقبته ابتسم فال
-كنتى جديه بطبعك شويه
-بس انت جوزى وحبيبى.. يعنى حقى ادلع عليك
-ادلعى براحتك
شالها وحطها على السرير وهو يعتليها طفى النور وخدها فى حضنه جامد بيتنفس ريحتها بعشق ابتسمت اسير وبادلته العناق فهى كانت ذعر الصبح انها ممكن تخسره، تلك الفكره مرعبه بحد ذاتها
عاصم بيطلع ع العماره إلى مجاش فيها من ساعة ما اسير شافته هو وريتاج
كانت دى العماره إلى بيتقابلو فيها لانها بتاعت ابوها ومحدش يقدر يتكلم معاه نص كلمه
لسا هيرن الجرس فتحتله الباب قالت
-اتاخرت لى
-كنت بتكلم مع ادم
دخل وهى قفلت وراه قالت- ادم؟! هما مش مسافرين؟!
-كانو، ورجعو دلوقتى.. بس انتى عرفتى منين
-من الاستورى بتاعت اسير... واضح انهم كانو فرحانين اوى
مردش عليها قلع الجاكت وقعد ابتسمت قعدت جنبه قالت
-كنت وحشنى اوى بقالنا كتير مقعدناش لوحدنا
-وانتى كمان
-انا كمان اى
حضنها قال-وحشتيني
ابتسمت قالت- بابا عجبه البيت اوى ولما عرف انى الى اختارته شكر فى ذوقى
-كان ممكن يعترض ع البيت
-اكيد مش هيقعد بنته ل اى حته ثم دى نقطه كويسه ليك
- ف اى بالظبط
- انك تبعد عن الحاره هناك واى ختلاط بعامة الشعب سواء ناسك او ليرهم، عشان تعلى لازم تعرف علبه القوم وتبقا منهم
- ده الى كنت ناوى اعمله.. كده كده مش مرتبط بالشارع وناسه.. أنا يهمنى نفسي وهدفى
مسكت وشه وخليته يبصلها قالت
-مش بحبك من شويه
نظر لها لمس وشها ليرى ضعفها امامه قربت منه ومسكت ايدها حطتها على وسطها، بتميل عليه قرب عاصم منها بس لم يقبل وقال بين شفايفها
-متخلنيش اشوفك سهله
وقفت ربتاج فتحت عينها ونظرت له من الى قاله، لمس شفايفها قال
-انا بحب الصعب، حافظى على نفسك منى لأنى لو خدتك..
بصلها بجديه قال- مستحيل اتجوزك حتى لو ابوكي هيخلينى رئيس دوله مستحيل اتجوز واحده سلمت نفسها ليا
-انت بتقول اى يعاصم انا بس...
-عارف ياحبيبتى انتى بتضعفى بس انا مش عايزك ضعيفه ممكن المرادي منعتك كنصيحه لكت المره الجايه انا ممكن الى اوقعك... متثقيش فيا نا و.سخ احيانا
بصلها وقال-بس هي كانت ثابته حتى انا ماضعفتهاش لأنها عارفه يعنى اى شرف
-بتتكلم عن مين
-اسير
نظرت له من كلامه عنها بعد قال- عايزك تكونى زيها فى النقطه دى بس... رغم أنها كانت بنت خالى والمفروض هتكون مراتى الا انى حاولت اقرب منها قبل كده بس كانت بتاخد موقف مقاطعه حتى فى حبها كانت تفركش بس انا اعتذرتلها وفهمتها ان ده شعور اى راجل قرب يتجوز الا انها كانت بتاخد حذرها منى لحد ما نتجوز لأنها عارفه انى مليش امان
احتنقت ريتاج من الاهانه
عاصم-وانتى لازم تعرفى ده، فهمتى كلامى الى عايز اقوللهولك
قالت بضيق-انا مش هكون زيها فحاجه، أنا ريتاج مش اسير... متحاولش تدور عليها فياا، ولو ع ضعفى والى كان هيحصل فأنا... أنا
سكتت ونظرت له بحزن -انا بس عشان بحبك ببقا شبه الغبيه
قال عاصم- فاهم
-انت عمرك مهتفهم كانك مبتحبنيش عشان كده قولت الكلام ده.... اطلع بره يعاصم
-اطلع بره؟!
-اه
نظر لها من جملتها خد بعضه ومشي ببرود بتدمع عينها قالت
-غبيييه
ادم بيكون صاحى بيشرب ميا بارده كان حاسس باحتقان فى زوره
شافته اسير قالت-مالك
-مفيش اعتقد برد فى الطريق
قربته من جسيت حرارته نظر لها من ايدها الحانيه قالت
-حرارتك مظبوطه
-ممكن بتوهم
مشي على الحمام بصيتله قالت
-هتحتاج مساعده
نظر لها فهل تسأله حقا قال- نا داخل اخد دش
-بس مينفعش دراعك
-انا قادر احركه عادى بس...
قرب منها قال-لو عايزه تساعدينى ياريت تحضريلى الحمام
سكتت ودخلت تعمل الى عايزه نظر لها ابتسم لانه متوقعش انها تقبل
دخل وراها وهى بتظبطله مستلزماته قالت
-لو عوزت حاجه اندهلى
-انتى خارجه وسيبانى؟!
-عايزه حاجه تانى
-ممكن معرفش احرك دراعى او اقع ومسندش نفسي
نظرت له من خباثته قالت
-منتا كنت بتعرف تحركه من شوبه
-حالات وحالات، هتسبينى ولا...
تنهدت قالت-هفضل عشان لو احتجت مساعده
خل.ع ملابسه ادته ضهرها، نزل فى الماء ورشها قالت
-اددم
-لفى خلاص، هتدينى ضهرك كده كتير
قعدت على حرف نظر لها ولايدها معقول بعد ده كله ولسا بتتكسف منه
قال ادم-فكرينى نطلع مصيف الصيف الجاي
اسير-اشمعنا
-عشان هنزلك الميا غصب عنك
سحبها جامد انخضت وكانت هتجرى -ادددم لااا
مسكها من وسطها ونزل بيها فى البانيو صرخت حط ايده على بقها قال
-بس هتفضحينا
نظرت له فى عينه وهى فوقه مسح شعرها بابتسامه قال
-اهدى
عضت ايده اتوجع قال- لى كده
-انت غدااار، كنت عارفه انك هتعمل حاجه زى دى وبتكدب عليا
-اعمل اى بحبك، والحب جنون
نظر له من الى قاله قرب منها وخدودها الى هتنفجر قال
-اهدددي يا حبيبتى انتى فى حضن جوزك مش حد غريب
-كنت فى الاول تكسف منى بس ظهرت قلة ادبك
-معاكى انتى بس، ثم دى حقيقه كنت بتكسف وبخلف عليكى لانك قبل ما تكونى حبيبتى ومراتى.. انتى اختى وبنتى... ده كان شعورى ناحيتك مش كراجل بيضعف قدام بنت
سكتت من كلامه قالت- بتحاول تسكتني صح
-انا قادر اسكتك علطول
لمس شفا.يفها اتكسفت جدا
خرجت اسير من الحمام وهى متغرقه ولابسه البرنص وبتربطه باحكام قالت بابتسامه
-طفل
تنهدت بقلة حيله سمعت صوت جرس وقفت شويه قبل اما تفتح
-ادم
سمعت صوت عمتها فتحتلها بهيأتها عادى
عبير بصتلها- اى ده، متلبسي بدرى متبردى حد يخرج مبلول كده
- ادم عدانى... خمسه وهنزل اساعدك ياعمتو
- ماشي يااسير بس انا عملت الفطار كنت عايزه أسأله يرن ع عاصم لانه مبيردش عليا ومرجعش من امبارح
- هقوله حاضر
مشيت قفلت اسير وهى مستغربه خرج ادم من الحمام شافها نظر لها قال
-مفتحتيش الباب كده صح
-كانت عمتو
تنهد قال-اسير... متتكررش حتى ولو لماما
نظرت له اومات إليه
ادم-كانت عايزه اى
- عشان ننزل نفطر وبتقولك اتصل بعاصم
- لى ماله؟!
-بتقول انه مرجعش من امبارح
-ماما دايما بتقلق عليه كتير وعاصم اصلا هتلاقيه سهران عند حد من صحابه ولا ع باله
-عمتو بتقلق علينا
صمت لانها متعلقه بعاصم اكتر غير هدومه بصيتله اسير قالت
-انت رايح الشغل ولا اى
-اه
-المفروض انك اجازه ولا عشان رجعنا
-عيزانى اعقد
قفل الدولاب وقرب منها رجعت ورا وزقته قالت
-لا خلاص امشي
خرجت على بره ابتسم ادم عليها قال-اسيييسر
-نعععععم
-لما عاصم بجى اطلعي
نظرت إليه وافتكرت جملته السابقه
ادم-لما اكون معاك تحت عادى اما وانا مش موجود خليكى فى الشقه
-لي
-مينفعش
-بكون عايزه اعقد مع عمتو
-ماما هتطلع تعقد معاكى هنا
سكتت ثم ابتسمت قالت- حاضر، وانت متتاخرش بليل
اومأ اليها بطاعه وكأنها ملكه ابتسمت ومشيت فتاملها بابتسامه
فى المجلس كان عاصم قاعد فى مكتبه
دخل مديره عماد باندفاع- عاااصم
بصله بشده قال-ف حاجه ولا اى
-انت ازاى متقوليش حاجه زى دى
استغرب قال-حاجه اي
-انك اتقدمت للانسه لريتاج وبقيت نسيب سيادة السفير
-لسا مأعلناش انا طلبتها ونجهز الخطوبه وكنت هعزم حضرتك اكبد
- اكيد طبعا هتعزمنى اول حد منا طنت السبب انك تتعرف عليها وتطور علاقتكم وتحبك
نظر له عاصم ببرود لانه بينسب الشرف ليه
-لو مكنتش خليتك انت إلى اتظربها مكنتش وقعت ف حبك وع العموم نا فرحنالك.، لو كنت خسرتها تبقى غبى وانا معرفش عنك كده
- انا بحب ريتاج ومقدرش اخسرها
- ايوه كده متنساش كنت الخطوبه والفرح.. اسيبك تكمل شغلك
خرج وهو مبتسم بيكون واحده سمعت الكلام خرجت سريعا قالت
-مش هتصدقو نا عرفت اى
قال شاب- هيكون اى يعنى
-عاصم والانسه ريتاج هيتجوزو
بصولها بشده فالت واحده- هما مش سابو بعض
-النفروض بس اى بقا الى يشقلبهم كده وبتجوزو
-الحب مثلا
-حب؟! ده كان فرحه ع غيرها
-عيوبنا الحق ريتاج دى اصلا حربايه وخرابيت ببوت، خدت عاصم من خطيبته
-متقوليش خدت بس، عاصم هو الى مستقبل يعنى الاتنين خونه وده طبع الرجاله
قال راحل-متجمعيش منا متجوز اهو ولخب مراتى
-يجدعان متنسوش ان ده عاصم وريتاج كانت علاقتهم باينه اوى لما كانت بتيجى هنا، ولو حصل مبينهم اختلاف فهيصلحوه عادى
-صح بس عاصم هيناسب سفير دلوقتى يعنى لما يتنقل مش هيعرفنا
-معاك حق ده كفايه المدير بيفضله علينا كأنه هو بس الى بيعرف يعمله الى عايزه
خرج عاصم سكتو قال صاحبه-اى يعاصم مش عايز تقول حاجه
عاصم- خطوبتى ع ريتاج الجمعه الجايه
نظرو اه بدهسه قال-مالكو مصدومين ع اساس انكم مش عارفين
زميلته-مبروك يعاصم
-الله يبارك فيك
بيمشي ويسيبهم نظرو لبعضهم
اسير قاعده مع عمتها بتفرجها ع الصور قالت
- لسا ل صور الفرح
- الفرح؟! انتو عملتو فرح امتى
- هناك، ما ادم عمل فرح انا وهو بس
- طب ونا.. وعاصم.. ازاى متعزموناش
- هى كانت حفله صغيره لينا مش اكتر، يعنى لما سافرت معاه مكنش مفهمنى حاجه وكأنه فكر فى الموضوع غفله يعنى غصب عنه اكيد مقالكيش
سكتت بضيق قالت اسير- بس الأجواء كانت جميله اوى يعمتو، المصوره كانت لذيذه جدا
-اشمعنا مصوره، من امتى والبنات بتعرف تشتغل زى الرجاله
-بس هى شغلها جميل فعلا ومشهوره... ادم جبها لانه رافض فكرة مصور
-رافض؟!
-اه
افتكرت لما سالته"اشمعنا مصوره بنت"
" اخلى راجل لى يصور مراتى ويعقد قدام الصور الليل كله عينه على الصور ويعدل فيها ويفصص فيها حته حته، نا مقبلش كده"
قالت عبير-اممم بعتى اختيار ادم، نى قولت ده تفكيره بردو
-سميت اليوم المفجات من كم الدهشة الى كنت فيها، حتى الفستان... الفستان الأبيض ده كان أجمل فستان لبيسته والخاتم.. انى بجد كنت مصدومه منه وانه عمل ده كله عشانى
-خاتم اى
-حاتم جوازنا
رفعته إليها قالت-اهو... جميل مش كده
نظرة عبير ليه وانه دهب ابيض لكن ما هذا الفص الصغير، هل ماس.. هل جن ابنها، من اين أتى به... بس اسير مخدتش اى حاجه كعروسه وادم جابلها خاتم جوزاهم باهظ كشبكه وتقدير ليها.. ده بسيط بالنسبه لشبكة بنت بس واثقه انه لو كان معاه كان جابلها ازيد من كده
اسير وهى تنظر للخاتم وتفتكر لما لبسهولها
-عارفه لما شعور بالخوف يتحول لامان وسعاده كبيره.. برغم الرهاب الى كان عندى انا فرحى استثناء لان ربنا رزقني بحب استثناء
بصتلها عبير قالت- شايفه السعاده فى عينك يا اسير، شوفتها فى الصوره قبل اما تيجو وعرفت ان ادم.. ادم نساكى كل حاجه وبنالك الجديد
-ادم محى حياتى بحياة برسمها ف خيالي قدام معاه هو بس
ابتسمت قالت- معانها جت متأخر بس الف مبروك، فرحنالكم وديما تبقو سعيدين كده
-شكرا يا عمتو
-ورينى بقيت الصور يلا
قعدت جنبها بابتسامه وهى بتفرجها
بليل بينزل عاصم من عربيته لما يوصل البيت، بيقابل اخوه وهو داخل قال ادم
-راجع متاخر النهارده
-اه كان الشغل كتير شويه، انت روحت الشغل
-انتو كلكو مستغربين لى، مطبيعى انزل شغلى طالما رجعت..
اكمل داخله-والحالت محتاجه شغل مينفعش نعقد
نظر له عاصم، قال ادم-انت مرجعتش من امبارح لى
- كنت نايم عند صاحبى
- تمم ادخل طمن امك بتحسبك اتخطفت ولا حاجه
دخلو سويا وبتسمع اسير صوت الباب قالت-ادم
سابة الاكل وعمتها وخرجت من المطبخ شافت ادم وعاصم فوقفت نظر عاصم ليها وميعرفش لى افتكر ريتاج امبارح
قالت اسير- هنحط الاكل كمان خمس دقايق
حس انهم عايزين يتكلمو فقال- عن اذنكم
سابهم ودخل اوضته
بتحضن اسير ادم بيبادلها بحب وابتسامه، بيشوفهم عاصم بيقفل الباب بضيق
-ريتاج مش شبهك، ومش هتكون
فى فرق شاسع بينهم، اسير لطالما كانت زهره تخجل اما ريتاج فهى جريئه معه وعصريه زى نوعه بس ميعرفش ان اختلاف اسير يكمن فى حياء الفتاه وحبها الخجول... لماذا ريتاج ليست مثلها
بعدت اسير عن ادم نظر إليها بابتسامه قال
-وحشتينى
-وانت كمان... عملتلك عصير عنب
ابتسم قال-انا عايزه عنابي التانى
اتكسفت نادتها عبير- اسييير
-جايه يعمتو
سابته ومشيت بيبتسم عليها بحطو الاكل ع السفره وقعدوا سويا
قالت عبير- عاصم، كنت فين امبارح
-قولتلك انى خارج يماما ونمت برا
جت اسير تعقد سحبها ادم بالكرسي قربها منه نظرت إليه واتكسفت وفعل وكأن لا شيء مسك ايدها ابتسمت بقله حيله منه
عاصم نظر اليهم-السفريه كانت حلوه
ادم-اه لطيفه
-ورجعتم بدرى لى، مقعدتوش غير ٤ايام
-اسير البيت وحشها شويه
سكت غبير بصيت لاسير قالت-مبتكليش ى. يا اسير
-ها.. لا نفسي مسدوده شويه
ادم بقلق-مالك
-معرفش دايخه
عبير بابتسامه-يبقا حامل يا حبيبتى
نظر عاصم إليها وقال ادم- بجد
عبير-مش بجد لى انتو مش متجوزين، نروح نكشف ونتأكد
مبتكنش اسير مصدقه وادم ينظر إليها ان ممكن تكون حامل فعلا، عينهم التمعت
ادم-هنروح بكره، بس دلوقتى اجبلك حاجه تكليها
اسير-لا مفيش داعى انا هاكل ع قدى
عبير بابتسامه-مبروك
اسير-مش لما نتأكد يعمتو
ادم-انشاءالله يكون حقيقه
نظرت له من تشوقه اتكسفت وسكتت
بتقف قدام المرايه فى شقتهم وتبص على بطنها معقول تكون جواها روح بتتكون
ابتسمت من تلك الفكره وهى بتتخيل انها بقيت ام.. دى كانت امنيه نفسها تعيشها فكيف لو كانت من حبيبها
بتلمس بطنها بيدخل ادم ويشوفها ابتسم قرب منها قال
-مالك
-بتخيل ان يكون كلام عمتو حقيقى
لمس بطنها بابتسامه قال-تفائلى خير.. بحيث كده نلحق نوضب اوضته لاستقباله
-متحمس اكتر منى
-باين عليا
اومات له سحبها ليه قال- خليه يبان نا عايش ليكو.. ودلوقتى خلينا ننام عشان عندنا اهم مشوار ف حياتنا بكره
فؤاد وهو ماشي بيعدى ع الورشه يلاقيها قافله قال
-هيرجع بعد بكره ازاى نسيت
شاف شاديه من بعيد راحلها قال-هاي مزمازيل
-اهلا يا فؤاد، كنت رايح فين كده.. ادم ماشي من ساعه
-ادم مين الى ماشي من ساعه
-هو ف ميت ادم، ادم متفوق
-ادم صاحبى..هو فتح الورشه النهارده
-اه، متعرفش كان قافلها لى
استغرب قال- رجعو بدرى لى، ربنا يستر ميكونش ف مصيبه
-هو كان ف حاجه
-لا خالص يطنط شاديه كان بيتجوز بس
-ب؟! بيتجوز.... على مراته
حطيت ايدها على صدرها بصدمه قالت-ادم عمل كده.. هو ف راجل يقدر ع واحده عشان يعملها اتنين، يعنى عليك يابنى
-اصلا، انتى قلقانه عليه هو
-ايوه طبعا ده دخل عذاب، طب دان ياخد بنصيحتى الاول
-متقلقيش متجوز على مراته هو اتجوزها عمل فرح تانى يعنى، وبعدين فيها اى لما الراجل يتجوز اتنين وتلاته واربعه، مش ده حقه والشرع قال كده
-حقه طبعا يا خويا
قربت منه قالت-بس اى رايك تديها مهرها وتاخذها بشنطه هدومها او تجبهلها كمان ومتظفعش جنيه ف الجوازه زى ما الشرع قال
سكت قال- انتو بتجهزو بكام يعنى
-نص مليون... هتشيل كله ولا فيفتي فيفتي
-لا فيفتي فيفتى، أنا خاين اه بس هصون مراتى يا طنط شاديه متقلقيش واول حاجه هعملها مش هعرفها عليكى واخدها بره الشارع ده
ابتسمت عليه، بصلها وقال- فيها اى او يجهز الراجل شقته على قده
- اتلهى انتو لاقيين تاكلو ده احنا بنساعدكم، الله يرحم زمان مدفعتش جنبه ف جوازتى
- الجنيه ده كنتو بتتجوزو بيه
فى اليوم التانى رنيت عبير على لسير بس مبتردش
-هما اتاخر. لى
عاصم- هما راحو
-اه ادم حجز مع دكتوره وزمانهم ف الكشف
معلقش ع كلامها وسكت
فى العياده ادم كان قاعد عند المكتب جت الدكتوره بعد ما كشفت على اسير
بتعدل اسير هدومها وتقوم زر لها ادم قعدت قدامه
قال ادم- خير يا دكتور
-اطمنو مفيش قلق ده شوية برد فى معدتها
سكت ادم ونظرت اسير ليها قالت-برد
-اه
-يعنى مش حامل
-لا للاسف
صمتت اسير من خيبة أملها ونظرت لادم الى عيونه اكفت لوهله لكن قال
-تمم شكرا ف دوا تاخده
-اه هكتبها لحضرتك
ادته الروشته خدها ومسك إيد أسير قال-يلا ياحبيبتى
خرجو من العياده اسير بتبصله قالت-زعلان
-هزعل من اى انا مش مستعجل ع الخلفه
-كنت مستعجل ف اول يوم جوازنا
سكت بابتسامه قال- نا مش قد المسؤوليه
كانت عارفه انه زعلان لان كان نفسه تكون حامل وهى كمان، بيعدو ع راجل بيبع بطاطا حلوه فى الشارع
ادم خد بايدها وراح ع هناك نظرت له لقيته بيطلب ليهم
قال ادم-اتمنى يكونو طعمهم حلو
الراجل- دوق بنفسك وهتعرف انها عسل
قطعلها قطع أكل ادم اسير قبل نفسه بصلها ابتسم من كعمها الحلو قالت
-جميله اوى
ابتسم وبصله قال- هات اربعه كمان
-عيونى، احلى بطاطا لمدام
نظر له ادم- مالك بيها
الراجل- انا برحب بيها
-لا كلامك يبقا معابا انا
مسكت اسير ايده قالت-خلاص يا ادم
سكت قال الراجل- ولا تزعل نفسك يا استاذ على عينى
بيحاسب ادم ويمشي نظرت له اسير وهى بتاكل قالت
-انت اى حد تتخانق معاه
-بيتكلم معاكى لى مش فى راجل واقف، هو هيلاغى مبحبش انا كده
قالت بتحاول تهدى عصبيته -خلاص يا ادم معلش
سكت ابتسمت اسير وبتحاول تخفى ضحكتها بصلها قال
-بتضحكى
-الراجل اتخض منك لما اتقلبت فجأه...
-بتفكرينى
-شكلك حلو اوى وانت متعصب
ابتسم وحط دراعه ع كتفها وقربها منه بابتسامه وهما بيتمشو قال
-بس طلعت طعمها حلو فعلا
-اه اوى
عبير قاعده بتتفرج ع التلفزيون سمعت صوت دخل ادم واسير
قامت وقالت-عملتو اى
كأنها كانت مستنياهم سكتت اسير
عبير-مالكم، حامل ولا لا؟!
ادم-لا لسا بدرى
سكتت عبير شويه ونظرت لهم قالت-بدرى؟! امال لو مكنتوش متجوزين من اربع شهور وداخلين ع الخامس
ادم- عادى يماما بتحصل ده مده قليلة الى بتذكريها
سكتت خد ادم اسير قال-عن اذنك
طلعو ع شقتهم بتلف عبير لقت عاصم قال- مش حامل؟!
نفيت له قالت-لا للأسف
-اممم مستعجلين ع اى انا شايف ان الخلفه بدرى مش كويسه
-وانت هتحدد هتخلف امتى
-اه
-عاصم انت شكلك هتتعب قلبى معاك انا عايزه الحق افرح بحفيد.. دنا مستنيا جوازك بلاش تفكيرك ده ياحبيبى
-انتو بعد اما بتخلفو بتستنو خلف مننا لى
-اعز الولد ولد الولد... لما يبقى عندك ابن هتحس بيا وممكن تبقى مسؤول شويه
ابتسم قال بلا مبالاه-ربنا يسهل
ادم غير هدومه شاف اسير قاعده ف مكانها قال
-مش هتغيرى ولا اى
-اه انا مكسله بس
-مالك اضايقتى من كلام ماما
-لا دى عمتو عادى نا عارفه كلامها ونها متقصدش
-طب قومى غيرى عشان نحضر الأكل سوا
-مش هناكل معاهم تحت
-لا عايز نتعشي سوى
ابتسمت بصيت لدراعه قالت-بيوجعك
-لا مش حاسس باى مضاعفات اهدى تعوير.ه وهتخف
-الحمدلله
باسته من خده وقامت ابتسم
يومين والموضوع اتنسي لانه متفتحش تانى، كان ادم رايح شغله هو وعاصم قال
-احتمال ريتاج تكلمك النهارده يماما
عبير-لى تانى
-معرفش بتقول انها عايزه تكلمك ف حاجه
-حاجة اى؟!
سكت نظرو إليه باستغراب حرك شفاه بالعافيه- قالت.. حاجه نسا.. نسائيه
كتم ادم ضحكته نظرت لهم عبير وقالت
-وهى بتقولك كده عينى عينك
-انا اصريت اعرف عشان متتعبيش او تحرجيها وتقوللها لا فقالتلى
ادم- اصرار ده بيوديك ف داهيه
عاصم- هبقى اسكت بعد كده
عبير-خلاص هبقا اشوفها عايزه اى
ادم- ماما... اسير بعيد تماما عن اى حاجه متعلقه بريتاج
عبير وهى بتبص لاشير- حاضر يا ادم هتوصينى عليها تانى
-لا
خد بعضه ومشي دخلت عبير قالت
-حاجات نسائيه قال
فى العصر اسير يتعمل عصير ليها هى وعمتها تليفون البيت بيرن قالت اسير-خليكى يعمتو
قامت ترد قالت-الو
-الو، ازيك يا اسير
كان ده صوت ريتاج قالت- اتوقعت ماما هى الى ترد هى عندك
ادت اسير التليفون لعمتها منغير كلام كتير
عبير-الو
-هاي مااامى وحشتينى اوووى
-هاي ياحبيبتى
رن الجرس بتفتح اسير وتتفجأ لما تشوفها
ريتاج ابتسمت-ازيك
بتبص عبير ف تليفونها وليها برعب-بسم الله
دخلت ريتاج وضحكت-لا انا الل بكلمك معايا الخط متقلقيش
-ف حاجه ولا اى
-كنت ف مشوار وقولت اعدى عليكى تيجى معايا
-اجى معاكى فين
-عند الدكتوره، هعمل فحص كامل عليا
-انتى فيكى حاجه ولا اة
-لا ده اهتمام يماما عسان اطمن ع نفسي وتيجى تطمنى ع نفسك اننى كمان وع مرات ابنك المستقبليه.. ولا اى
-ايوه طبعا اطمن ومطمنش لى انتى هتاخدى عاصم وده مش اى حد
ابتسمت-يعنى هتيجى معايا
-اه
-وانتى يا اسير اى رايك
اسير- رأي ف اى
-تيجى انتى كمان
-لا
نظرت لها حطت كوباية العصير ودخلت بتبصلها عبير وتقوم وراها
-اسير
-نعم ياعمتو
-متيجى معانا
-ده لى
-انتو مش ف تاخير ف الخلفه عندك انتى وادم.. روحو اكشفو لعل الموضوع يسرع
-انتى خلتيه تأخير يعمتو
-انتى مش شايفه كده؟!
سكتت بصتلها عبير قالت- بعدين ده فحص ذاتى يعنى مهم لينا بعيد عن الخلفه كمان
-مش عارفه
-ها هتيجى ولا لا.... بس ثانيه ادم ممكن يضايق
بتقف اسير لثواني قالت- لا اما عايزه اجى
-وادم
-هفهمه، نا راحه كشف مش مع ريتاج
-تمم البسي ونروح سوا
بيوصلو كل من ريتاج واسير وعبير على العياده
السكرتيره-انسه ريتاج
-اه كنت حجزه مع الدكتوره
-تمم اتفضلو
دخلو واستقبلتهم الدكتوره بتغير ريتاج هدومها وتخضع لفحص، اسير كانت مستلقيه
الدكتوره-انتى متجوزه
-اه
-بتعانى من مشكله او هو فى حاجه
-لا احنا كويسين، إحنا متجوزين من ٣ شهور فعليا يعتبر
نظرت لها فهل لم يلمسها جوزها شهران، قالت
-وبعدين
-ده عادى انى محملش لحد دلوقتى
-انا شايفه المده عاديه جدا وبتحصل ف بيعقدو ٣ سنين ميخلفوش، دى أرزاق
جت عبير قالت-ونعم بالله بس عايزين تشوف ف حاجه معطله الموضوع
تنهدت اسير لانها عرفت انها كانت بتسمعهم
دكتوره- امم هو لو مفيش اى مشاكل جسديه ممكن يحصل حمل ف اول يوم عادى، ممكن تعمل فحوصات انتى وهو
سكتت اسير قالت عبير- يعملو وميعملوش لى
-تمم يا مدام اسير
اومات لها وبيخلصو كل حاجه ويخرجو
ابتسمت ريتاج قالت-الانيميا عندى عقده
عبير- مبتبعيش مع دكتور
-بتابع بس انا بيستهبل وباكل اى حاجه... انتى يا اسير عندك اى
-لسا تحليل بكره
-اوكاي
قالتها وهى بتبصلها وبتفتكر كلام عاصم عنها الى بيشعلها نارا "اسير كانت تصدى كانت ثابته وقويه حتى ف حبها ونفسها عاليه، عايزك تكونى زيها "
جمعت قبضتها وبتبص لشباك وتكتم جواها
فى الليل ادم لابس ترنج وخارج من اوصته شاف اسير ف المطبخ بتعمله القهوه
ادم-الفيلم بدء
-حاضر
كانت لابسه روب وردى جميل قرب منها وابعد شعرها وباس رقبتها اتكسفت اسير منه
اسير- بتحلوى كل يوم عن قبله
ابتسمت وحطيت القهوه ف الفنجان قالت
-كنا عند الدكتوره النهارده
بصلها بقلق قالت- مفيش حاجه روحنا مع ريتاج عملت فحوصات نا كمان
-مع ريتاج، روحتى معاها تانى
-كنت راحه عشانى، الموضوع ف اهتماماتى هى متفرقليش
-اممم وبعدين
-كلمتها علبنا وقالتلي نعمل تحليل
لقيته بيبصلها وقفت قدامه قالت- متعارضش
-الى يريحك اعمليه طالما مفيش اذيه عليكى
باسته من خده قالت-شكرا يا حبيبى
خرجت قعدت ع الكنبه خد قهوته وقعد معاها بتديله لب ليتسلو هما الاثنان
فى العياده قالت الدكتوره-تمام النتيجه هتطلع يومين كده
-تمم شكرا يا دكتور
ابتسمتلها وخرجت من هناك وهى راجعه البيت بتلف من شارع تانى وتعدى ع ورشة ادم بتقف من برا وتشوفه وهو شغال، كان الجهد عليه اوى، حتى الازق الطبى الى ع التعو.يره وقع من حركته
بتنظر إليه وتدخل وهى تتامله من شغلنته القاسيه الى بتجعله متسخ وبتدخل ياخد شاور قبل ما يلمسها لكى يزيل رائحه الشحم
بيتنهد ادم ويسند على شنطة العربيه بيقف لما يشوف اسير نظر إليها واتفجأ من وجودها
-اسير... بتعملى اى هنا
-قولت اعدى عليك اشوفك
نظر لها فليس هذا المكان الى بيحب تشوفه فيه وقفت قدامه ولمست وشه بعدها عنه قال
-متلمسنيش عشان متو.سخيش ايدك
حدقت به ولمسته رغما عنه قالت- شرف ليا المسك وانت كده يا ادم
مسحت وجهه العرقان بغزاره وازالت الغبار الى على رقبته وهى لا تقرف منه بل تلتمسه بكل حب فكل ذرة عرق سبب فى رزقه مم مال حلال
ابعد ادم ايدها قال-اسير
-بيبقى شكلك وسيم وانت بتشتغل وده بيخلينى اغير... ان واحده تشوفك فتغرم فيك زى الزفته فاتن الى كانت ف وشك
-مشيو
-مشبو؟!
-عماد خدها معاه مم مشاكلكها
-احسسسن
قالها بفرحه وراحه قالت-تصدق كنت بفكر ف الى حصلها كل يوم واختفت فين
ابتسم مسكت ايده قالت- فاضلك كتير، ممكن استناك ونروح سوا
-لسا قدامى ساعه ونص
سحبت كرسي فى ركن قالت- مش مشكله هعقد هنا اتفرج عليك
-انتى كنتى فين
-عند الدكتوره منا قيلالك
-اه قالتلك ايه
-لسا لما النتيجه تطلع هتبلغنى
اوما بتفهم بيرجع ادم لشغله بيبص لعينها ابتسم عليها فهى تصب تركيزها ع عضلاته باعجاب اتكسفت ولفيت وشها الناحيه التانيه كأنها لم تنظر اليه
بتمشو سوا بليل ويروحو
اسير- الحاره دى فيها ذكريات كتير اوى.. لحد دلوقتى فاكره بابا لما كان بيجبنى هنا، ذكرته مشوشه لأنى كنت خمس سنين بس فكره لعبنا سوا
-انا بعانى انى مبفتكرش اى حاجه بسهوله
-بجد
-عداكى
ابتسمت ولفيت دراعها حوالين دراعه فلا يوجد احد سيقول كلمه عليهم وبيكنلو مشيهم للبيت
بعد مرور ثلاث ايام ادم بيكون خارج من البيت بيقابل فؤاد ف وشه اول ما يفتح الباب
استغرب قال-فؤاد
-الاه الاه انت رجعت فعلا
-بتعمل اى هنا
-جاى اسلم عليك، راجع من امتى ع كده.. معرفتش اجيلك عشان شغلى وتليفون مشغول كتير، بتحب ولا اى
-امشي يا فؤاد
-مش هتضايفنى... ده انا قليل لما بجيلك حتى
خرجو الاثنان اسير كانت واقفه ف البلكونه قالت-ادم
بس مبتلحقش تناديله لانه مشي، بصيت للبوكس الى ف ايدها وحطاله سندوتشات لانه ملحقش يفطر
دخلت جوه وبتبص للبوكس بتنهيده -كان واضح انه مستعجل
رن تليفونها بصيت اسير للمكالمه ردت
-الو.. النهارده... تمم نا جايه علطول مش هتاخر
بتدخل سريعا وتغير هدومها وتلاقي البوكس الاكل بتاخده معاه عشان تديه لادم فى طريقها
فؤاد ع القهوه-كويس ان محصلكوش حاجه وجت ع اد الخر.بوش ده..بي ده علاقته بأنكم ترجعو
-اسير عازت كده
-انا المصوره بعتتلى ان صوركم خلصت وكانت هتبعتهالى
نظر له ادم قال فؤاد-يعم مبعتتهاليش قولتلها منك لادم
-تمم هعدى عليها.. أسير مستنيه الصور اكتر من اى حد
فى العياده كانت اسير تجلس على الكرسي وساكته لكن عينها فيها صمت لا واعى وف ايدها ورق نظرت إليه وسالت دمعه من عينها نظرت لها الطبيبه فكما اخبرتها عن النتيجه وشرحت لها اومات اسير بتفهم بدون اى كلام قامت بتعلن مغادرتها وبتسيبها وتمشي
ادم خرج من مكتب بيخرج برواز من حقيبه ف ايده وكان البرواز متخلف كويس
كانت صورته هو واسير وهى بفستان ابيض وهو ببدلته والابتسامه على شفايفهم وهما ينظران لبعضهم، كان أجمل صوره شغوفه مرحه
خرج تليفونه ورن عليها بس مبتردش بيكون عارف انها مستنيه الصور اكتر منه عشان كده خلص شغله وراح استلمهم
وصل على البيت دخل لقى والدته لوحدها قال
-ازيك يا امى، اسير مش هنا
-لا منزلتش النهارده خالص قعدت معايا
اومأ بتفهم وطلع فتح باب ابشفه ولما دخل فى هدوء غريب مصمت لا يوجد حركه لانه جه او تهليل تجاهه او تريه وجهها
استغرب فاين هي قال-اسير
حط الحقيبه ع الترابيزه وراح اوضته بيلاقيها قاعده على السرير وظهرها ليه نظر لها قال
-بحسبك نايمه!!
مرديتش عليه قرب منها قال- اسيير، نا جيت.. انتى سمعانى
-اه
استغرب من نبرة صوتها قال-مالك
قامت أسير وهى بتجر قبضتها قالت- تطلقنى يا ادم؟!
نظر لها بشده من الى قالته قال- انتى بتتكلمى بجد ولا زلة لسان
-انا بتكلم جد دلوقتى، رد..
- ارد ع اى منا مش فاهم سؤالك، أنا أعوذ اطلقك ازاى.. متعقلى كلامك يا اسير
- -انا عقلاه وبقولك الى هتقوله بعد سنه قدام
نظر لها بشده-الى هقوله؟!
-اه
-اه ايه، أنا عمرى مقول حاجه زى كده وانتى بتتكلمى ع لسانى لى.. بتعرفي المستقبل
مرديتش عليه مسكها ادم ولفها قال- ف اى يا اسير متفهمينى، طلاق اى وبعد اى الى بتتكلمى عنه
-انا بديك فرصه تقرر من دلوقتى، هعرفك الحقيقه لانها من حقك ومينفعش اخبى عليك لأنى هكون بظلمك
نظر لها من انطفاها قال-اسير، اتكلمى.. حقيقة اى
بص لهدومها الى مغيرتهاش من لما رجعت قال
-انتى كنت بره
سكت باستيعاب وقلبه بيخفق قال بتردد- انتى روحتى العياده، النتيجه كانت النهارده؟!
-اه
قرب منها قال- ف حاجه زعلتك، قولتلك انى مش مستعجل ف اى وقت نخلف ونجيب عيال
نظرت له من كلامه وحطيت عينها ف عينه هذه المره قالت
-مش هبجو اصلا يا ادم، مفيش وقت خالص لانهم مش هيجو
توقف ادم وبصلها باستيعاب- مش فاهم
-عايزنى افهمك، تمم يا ادم انا مبخلفش
قربت منه وأكملت - انا عقيمه
↚
-انا مبخلفش يا آدم لا دلوقتى ولا بعدين انا عق.يمه
بتقع جملته عليها زى الصا.عقه شاف دموعها الل ف عينها
اسير-فهمت دلوقتى يا ادم... فهمت الى عايزه اقولهولك
سكت وصمته كان مهيب ينظر اليها استوعب الى بيحصل قال اخيرا
-الدكتوره قالتلك اى
نظرت له قرب منها قال-ورينى التحاليل
-تانى يل ادم.... عايز تشوف اى فيها قولتلك الخلاصه... أنا مبخلفففش
آدم اتجمد مكانه... مكنش لسه مستوعب، وبيحاول يمسك أي خيط في دماغه يربطه بكلامها.
قال بهدوء مصدوم:
– أنتي... بتقولي إيه يا أسير؟ أنتي بتتكلمي بجد؟!
لفت عنه... عينيها مش ثابتة، وصوتها طالع بارد، شبه الآلة:
– آه، بقولك الحقيقة، اللي لازم تعرفها
وقفت لحظة وكملت:
-لى بتقولى كده لى
-عشان مفيش امل، انت عارف يعنى اى عقم.. حتى انت مش قادر تستوعب عرفت لى بخيرك نطلق
-ازاى هانت عليكى تقوليها
نظرة له من الى قاله قرب منها قلل-ازاى تقولى ع نفسك كده وازاى تفكرى انى ممكن اطلق عشان حاجه زى دة
-شايف انها قليل.. قلبى إنك تتحرك من الخلفه
-قليله ع حبى ليكككى
سكتت قرب منها وهو بيبص لها كأنها بتضيع قدامه:
– لما عرفتى حاجه زى دى اول حاجه طلاق يا اسير... مش نفكر ونحلها سوا... طب وبعدين؟ يعني خلاص؟ دا معناه إيه؟ إننا نرمي كل حاجة؟ نسيب بعض؟!
قالت له وهي بتحاول تمسك أعصابها:
– معناه إنك تبص لقدام... وتقرر، لأنك تستاهل تكون أب. والموضوع ملوش حل
قال بغضب من حبه-ولو ملوش تنهينااااا
-أنا عارفة إنك بتحب الأطفال... وعايز أسرة...وأنا مش هقدر أديك ده.
قاطعها بسرعة وهو صوته مهزوز:
– ومين قال؟! مين قال إني عايز أسيبك عشان كده؟
– آدم...
– لأ، اسمعيني ومتقطعنيش
سكتت وهى تنظر اليه
ادم- بلاش تقرري عني.
مسك إيديها وقال لها وهو بيبص جوا عينيها:
– أنا بحبك يا أسير... من زمان... من قبل ما تتخيلي حتى.أنا حبيت ضحكتك، وشخصيتك، وغضبك، وسكوتك، وكل حاجة فيكي.... وأنا اتجوزتك مش علشان أخلف... أنا اتجوزتك علشانك إنتي.، لو ربنا رايد نخلف، خير وبركة، مش رايد، أنا راضي...
أنا عايزك إنتي... مش عايز طفل من أي حد، أنا عايز نكمل حياتنا سوا.
بصت له بعيون فيها وجع عميق، وقالت:
– وده كلام دلوقتي... بس بعد سنة؟ بعد سنتين؟
لما تلاقي صحابك حواليك، معاهم عيال، وانت كل يوم ترجع تلاقيني أنا بس...
مش هتحس بحاجة؟ مش هتتوجع؟
-طول ما انتى معايا انا الدنيا ف ايدى
دمعت عينها بصلخا آدم فهل كلامه هيخليها تبكى
قرر منها بحزن حضنها قال-اهدى عسان خاطرى
-هديك مهله تفكر يا ادم مهله تحسم قرارك ومش هضغط عليك
-قرار اى يا اسير قولتلك مستحيل اطلقك.... عارف انك زعلانه مش هاخد بكلامك، الطب اتطور كتير، هنروح مع دكتوره تاني... هتابعلك مع دكاتره من بره ونحاول تانى وتكي، ربنا هيرزقنا
-كلامك مبنى ا الأمل ليه..لى بتوجعنى أكتر لييييييه
انها لا تبكى فقط دموعها متحجره
اسير- حاسن قرار تكون معايا ع امل يبقى شيله لان ولا محاوله تانيه وتالته ورابعه الى هتخلينى اخلف
أسير وقفت قدام آدم، ملامحها هادية بس البرود فيها مش طبيعي... مش برود عناد، ده برود الصدمة، اللي بيخلي الكلام يطلع آلي وناشف.
قالت بصوت ثابت:
– النتيجة وصلت النهاردة.
أنا رُحت للدكتورة... بعد ما التحاليل خلصت.
أربع أيام كنت مستنية، وأول ما وصلت كل حاجه انتهت، رُحت لوحدي...
قالتلي ببساطة كده... "مافيش فرصة."
أنا مبخلفش يا آدم.. اعرف ده ان لحد ما نموت هنموت لوووحدناااا
آدم حس كأن الكلام ضربه في قلبه... مش علشان النتيجة، بس علشان اللي حاسه بيه جواها زال قناع الحزن ق،ام حزنها والى ممكن تكون حاسه بيه
قرب منها وقال وهو صوته بيرتعش:
– أنتي لسه راجعة من عندها؟
– أيوه، كنت هناك الصبح...قاعده مستنياك مكنتش قادره اقول بس مضطره
سكتت، وبعدين قالت بهدوء:
– أنا مش هظلمك، ولو عايز تمشي، لو شايف إن دي مش الحياة اللي كنت مستنيها...
أنا مش هعترض.من حقك يكون عندك ولاد، وأسرة... وأنا مش هعرف أديك ده.
آدم قرب خطوة كمان، وقال بنبرة ثابتة مليانة حب:
– أنا مش متجوز عشان الخلفه يا اسير إلى جوايا كببيييى
مسك ايدها ابعدته قالت– آدم، ما تقولش كلام دلوقتي تندم عليه بعدين.
– أنا مش بقول كلام، دي الحقيقة.
أنا الىةطلبت ايدك وعملنا فرح واخترتك تكونى شريكى لحد ما نكبر ونجيب سوا يا اسير... أنا اخترتك انتى مس اخترت الخلفه والعيال
-مش ندمان ع اختيارك
-لو الزمن رجع بيا... هعمل كده تاني، حتى لو عارف من الأول إنك مش هتخلفي.
أسير بَصّت له، عينيها بتلمع قالت بجديه
قالت له:
– بس الكلام ده حلو دلوقتي، وأنا عارفة إنك بتحبني يا ادم ومشككتش ف حبك...
بس يا آدم، في وقت هتيجي تبص وراك، وتقول "كان لازم أفكر صح"
أنا مش عايزة أوصلنا للوقت ده.
آدم قال بسرعة وبحسم:
– ومش هييجي.
أنا واخد قراري، ومش عايز منك غير إنك تبقي جنبي...
مسك وشها قال-عيال؟! فى ستين داهيه الخلفه .. مش عايزها نا من زمان بحلم اعيش مرفهه لوحدى معاكى
أسير كانت بتنهار من جوا، بس لسه صوتها ثابت:
– ولو في لحظة جواك فكرت تتجوز... علشان تخلف؟
بصلها بشده قال– مستحيل اعمل كده.
– بس لو فكرت...
-وانا بقولك مستتتحيل يا اسير
(بصّت له بنظرة كلها وجع بس صدق)
– اسمعنى للاخر يا ادم... انت خايف من البعد ونا مش هبعد...أنا بحبك وعايزه اكون معاك
-لى حاطه البعد حل
-لأنى بفكر فيك بس نا عايزك بردو.. بس لو في لحظة جواك حسيت إنك محتاج طفل، ومش قادر، وعايز تتجوز...
أنا مش همنعك.
آدم بص لها بصدمة:
– إيه؟!
– آه...أنا مش همنعك...لو حبيت تكون أب، وعايز تتجوز، أنا هفضل على ذمتك
-انتى بتقولى اى يا اسير
-أنا ممكن أتحمل ألم إني مبخلفش،ولسانك أتحمل إنك تكون مع غيرى
-انا مش عايزك تتحملي حاجه زى دى.. أنا مش هقول اكون مع واحده غيرك اصلا واخده عان بس تخلف، الجواز أعظم من كده.. الجواز حب وشراكه
آدم وقف قدامها مصدوم، حزين، ومتوجع أكتر منها...
بس في عينيه إصرار.
قال:
– بصيلي كويس...شايفاني؟أنا بحبك، وبحبك كفاية تخليني أتنازل عن أي حاجة...
حتى الأطفال...
أنا اختارتك، وهفضل أختارك... كل يوم، فكرة انى ممكن اشوف واحكه غيرك تكون مراتى دى مض ممكنه... قلبى يقت.لنى قبلها
باسها بعمق بادلته اسير ولم بكن هنالك ذرة حزن بل عشق فقط
ادم- حبك كبير يا اسير، حبى ليكى ميتوصفس، مش طالب منك حاجه غير وجودك جنبى.. انام وانتى ف حضنى و اصحى كل يوم ع وشك
اسير وهى تنظر اليه بتأثير من كلامه وابتسامه ممتنه– وأنا كمان بحبك يا آدم...
آدم حضنها...
حضنها كأنه بيحاول يطمن قلبها، ويرجع فيه الحياة.
– ما تخافيش...
أنا وأنتِ، كفاية لبعض
ربت عليها بيحاول يزيل حزنها واسير بتحضنه
أسير بصت له قالت
– بس المجتمع، والناس، وأهلك، ومامتك حتى… كلهم هيستنو منك ولد…
– وأنا عمري ما كنت ابن الناس، أنا طول عمري باخد قراراتي بقلبى…
ورب العالمين عارف ان أنا قلبي معاكي.
-مش هتسيبنى ده قرارك
– ، مش هسيبك ولا هتجوز، ولا هشوف غيرك، ولا حتى أحلم بحد غيرك.
خليكي مراتي وامى،حتى لو الدنيا ما سمحتلناش نكون أم وأب.
لحظة طويلة من الصمت، مفيهاش غير صوت أنفاسهم…
أسير حطت راسها على كتفه حضنها ادم جامد
اسير لاخر كلماتها بتحاول تمس رفضه من جواه– حتى لو بكرة صحيت وقلت…
قاطعها– هصحى أبصلك، وأقول "الحمدلله أنك مراتي".
وفي اللحظة دي اختفى برودها وابتسمت اسير وهى تختبأ، داخل صدره مكنتش ابتسامتها مفهومه وغريبه مليانه سعاده وراحه كأنه مخيبش اكلها
حضنته بلا خوف ولا وجع قالت آخر كلمه ليها بامتنان ليه من كل قلبها الى مخذلهوش
-شكرا
الساعة قربت ٤ الفجر…وادم متحركش من مكانه ضامم اسير لحضنه وساكت
بيبصلها وهو بيتاملها ويفتكر الحزن الى كان ف عينها، بل الابتلاء الى حل عليها وخفى ابتسامتها العمر كله..مكنش زعلان ا نفيه كان ما يهمه هي فقط
مع شروب الصباج الشقة هادية، مفيش غير صوت بسيط جاي من المطبخ…
صوت معالق تتحرك، وصوت تقطيع خفيف…
وآدم واقف بشورت قطني وتيشيرت خفيف، شعره مبعثر من السهر، وعينيه فيها لمعة نعاس…
بس قلبه صاحي.
كان بيحضر فطور بسيط: بيض، جبنة، عيش سخن، وكوبايتين شاي بلبن.
في اللحظة دي، أسير صحت فجأة من النوم، مدت إيدها على السرير تلاقيه فاضي.
– آدم؟
قامت وهي متلخبطة، لبست روبها وخرجت تدور عليه…
وبصوت ناعم، قالت:
– آدم… انت فين؟
لقته واقف في المطبخ، ظهره ليها، والريحة طالعة تدفّي القلب.
قربت بخطوات هادية، وقالت بضحكة ناعسة:
– انت بتطبخ ولسا الشمء مطلعتش؟
بص وراه، وعينيه نورت:
– كنت لسا هصحّيك بعد دقيقتين عشان ناكل سوا
-انت بتعمل اى بجد يا ادم
-فطار
-انا معرفش انك جعانكنت صحينى اعملك
-نا طنت خايف اقلقك واصحيكى تاكلى تقوليلى صحينى اعملك اكلك
-فقمت انت حضرت الفطار بنفسك
-مفجأه حلوه
ابتسمت من عيونه قالت- مش عارفه الدلع ده هيستمر لحد امتى
-العمر كله، نا عايش عشان ادلعك وبس
-يبقى عيشلى انا بس
قال بجديه-نا بتنفس بيكى
قربت منه وهي مبتسمة، وقالت: لى عملت فطار لجد وب ساعه زى دة.. انت منمتش
-لا
نظرة له فهل بسبب الليله الماضيه قالت-لى، بسببى
-اه فضلت اتأملك الليل كله باسها من خدها قال
-انتى عارفه انك اجمل ما رأت عينى
اتكسفت رجع مكانه خد الاطباق- نا عملت الاكل عشان متعبكيش... يلا عشان ناكل
شالت الاطباق معاه قعدوا على السفرة الصغيرة…
أسير بتاكل وهي بتبص له من تحت لتحت، قلبها بيتقرّص من كتر الحنان، وقالت له
:
– مين فينا المفروض يتعب ويفكر يبعد من الزهق؟
آدم قال بهدوء:
– ولا حد…إحنا نفضل سوا… حتى لو الدنيا كلها قررت تبعدنا.
سكتت وهى بصاله نظره مجهوله فيها رفق وشفقه ابتسمت وهى تنظر لطعام انها محظوظه بهذا الرجل كثيرا اانه يعاملها كملكه
بثلها اسر من ابتسامتها فرح قال-ف اى
-مفيش
كلت وقد اعجبها الاكل الى اتعملها بكل حب وده شيء اسعده انه يعمل كتير عشان بس ابتسامه زى دى
آدم واقف ف المطبخ بيتفرج ع اسير وهى بترتب الاطباق وبتعملهم مشروب
كانت لابسة ترينج واسع، شعرها مرفوع كعكة عشوائية… تنهدت قالت وهى بتضحك
– ايه يا أستاذ، النوم مأثر عليك ولا بتفكر ف حاجه
جه من وراها حضنها قال– بفكر إني محظوظ، ومش عايز من الدنيا غير اللحظة دي.
– بتحبني كده ليه؟
آدم بصّ لها وقال:
–اوقات بقول انى اتخلقت بحبك، يمكن عشان كل حاجة فيكِ، بتكملنى ويمكن عشان لما بكون جنبك، بنسى أنا مين وبفتكر بس إني بحبك.
أسير سكتت شوية، وبعدين قالت وهي تبص في عينه:
– أنا كمان بحبك… بطريقة مكنتش أتخيل إني أحب بيها حد. بحبك وانت ساكت… وانت بتبصلي وعينك بتتكلم… حتى وانت مش هنا، ببقى حساك جوايا.
مد إيده، شال خصلة من على خدها قرب منها بعدت اسير نظر إليها قال
-عقاب تانى ولا اى
ابتسمت قالت-لا بس لازم اركز ف الايس كوفى
استغربت حطت الشاليموه وادته لنجان بس لشكله الغريب قعدت اسير على الرخامه وشربت قالت
-احلى حاجه ف المشروب ده ينفع شتا او صيف
شرب آدم وسند على الحيطه بابتسامه وهو يتاملها
اسير-انت مش وراك شغل؟! هتلحق تنام وتروح وترجع
-انا مش رايح الشغل النهارده
-بجد؟! لى
سند دراعه على الحوض وحاوطها قال -عايز اربح شويه واقضي يوم مع زوجتى عشان وحشتنى
حط ايدها على كتفه قالت-هتعقد النهارده معايا
- اه، الا بقا... لو إنتى لسا مصره ع الطلاق
كان بيوضح كلامها الى قالته وانه مضايق منها
قالت- انت شايل بقا
-جدا
-وعايز تطلقنى..فاضل طلقتين عارف كده
استغرب جدا من الى بتقوله مانها بتفكره بردو بالى عمله
قال- مش هحتاجهم ف حاجه لان بينا فراق المو.ت.. ونتقابل ف الاخره بردو
سكتت وهى بتلمس رقبته باناملها وباصه فى عيونها سحبها ادم وباسها نظرت له بشده حط ايده زرا رقبتها وضغطت عليها فتعمق فى قبلتها فغرقت فيه وغمضت عينها وبادلته
مكنش قادر ييبعد عنها ولا يديها حتى فرصه تتنفس، شالها من على الرخامه وقع المشروب من ايدها لكنه مخلهاش تلتفت او تبعد
خلاها تاخد نفسها نظرت لهةقالت-ادم
سكت وهو بيشوفها بيضعف هدا نفسه لكنها عانقته بادلها بحب
عاصم خرج قال- ادم جه ولا اى
-اه كان بيسأل على اسير قولتله انها منزلتش خالص النهارده
-اممم ومنزلوش هما الاتنين عشان نتعشي
-شكلهم هيتعشو فوق يلا ناكل احنا
سكت وبص للشقه فى الأعلى
قالت عبير-مورتنيش البيت الى شفته يعنى
-انتى عرفتى منين
-انت كمان مكنتش عايز تقولى
-انا بسأل يماما مش اكتر
-ريتاج خطيبتك
-اه انا لسا معملتش العقد
-ده بكام بقا
-شوفى الصور الاول
عرضه عليها نظرت له قالت-حلو اوى بس ده ع المحاره
-اه محنا هنوضبه احنا
-استنى بس كده
رفعت الشاشه بصدمه قالت- ٧٠٠ الف طب حلو بالنسبه للبيت
-٧٠٠ الف اى يماما انا هاخده ملبوس ده مقدم بس
-مقدم؟! انت هتاخده قسط،
-اه
-اه اى با عاصم هتعقد زى المأجرين
-منا معيش مليون ونص حاليا
سكتت وبتحاول تفهم الى قاله -مليون اى
مكنش عايزه يقولها بصتله بصدمه قالت
-هو البيت بمليون بنص
-كه اقل حاجه يماما
-انت اتجنننت عايز تودى نفسك ف داهيه
-ماما
-حالا تلغى العقد ده ولا تقسط زلا زفت وف ستين داهيه دى جوازه
-ماما انا شارى البيت ليا انا
-انا مبهزرششش
-الأسعار أعلى من كدت بكتير انا خدته بالمناهده وموقعه جميل وقريب من شغلى بدل بنزين العربيه الى كل شويه اغيره
انت هتشيع مرتبك كله لى تسديد.. هتضيع القرشين الى حوشتهم منتا عندك شقته ماك اعقد فيها ومحدش هيجى ناحيتكم
-لو زنقت هبيعيها
-تبيع اى معلش، الشقه
- اه
- بعد صرفت عليها ووضبتها اخر تنصيب وكم الفلوس الى صرفتها ف الجوازه الأولى هتضيع الباقيه ع التانيه... انت لاقيهم فى شيبسي
- انا بقول لو زنقت
- مين قالك انى هوافق ناس اغراب يدخلو بيتى، شقتك موجوده تبقو تيجو فيها زياره لكن متتباعش يعاصم
- ماما ممكن تهدى لى الانفعال ده ياحبيبتى
- ابعد، قرض وتقسيط وبيت بعيد.. لى ده كله
- ريتاج مش عايزه تعقد هنا ف المنطقه
- منطقه؟! قول كدت بقا مش حوار بيت الهانم متكبره وقرفانه تيجى فى حتتنا
-ماما ده حقها اتكلمنا وخلصنا
-حقها؟! تقوم واخده ابنى منى وتخلص ع كل الى عمله... روح يعاصم ربنا يسامحك زى محرقت دمى
مشيت قال-طب الاكل يماما
-كل انت، مش واكله
اتنهد منها ولعن نفسه انه قالها وعارف انه امه لا تدرك أرض الواقع
[
عدى الصبح والمساء. حل واسير وادم نايمين، كانت صاحيه مفتحه عينها باصه للسقف لفيت ونظرت إليه لانه نايم بعمق وحاضن وسطها
عيونه وهى نايمه انه مرهق كأنه مصدق يرتاج عارفه انه سهر الليل بيتاملها وعارفه انه منامش وكان بيحن عليها ف نومها وقام حضرلها اكل
لمست دقنه رفعت عينها لوجهه، قامت من جنبه راحت عند الدولاب بتعها فتحته وكان فى ظرف كبير من معمل بتفتح اسير وتبص فى الى مكتوب
-شكرا انك مخذلتنيش
تنهدت وحطيت الورق فى الملف
-اسير
وقع الملف من ايدها لما سمعت صوته نظر لها ادم نزلت بسرعه خدت الملف ورجعته مكانه قالت
- نعم
- بتعملى اى هناك
- مفيش
حطيت النلف ف مكانه وقفلت الدولاب وراحت ع السرير لمكانها فى حضنه ضمها ادم وكأنها دميته الى صحى لما لقى انها مش ف حضنه
فى اليوم التانى فى المكتب عاصم قاعد بيفكر ف كلام امه وغضبها منه
اتفتح الباب - مشغول
بص لصوت لقاها ريتاج كانت لابسه جيبه وبلوزه كان نظام لبسها شبه اسير وفكرته بيها
قام حضنها نظرت له بدهشه بيبص الموظفين بفضول
اتقفل الباب ف وشهم وابتسمت ريتاج وحضنته قالت
-بقالك كتير محضنتنيش
-وحشتينى
-وانت كمان، برغم انى مش طيقاك
محبش يفتح الموضوع قال- خير، ف حاجه
اتفتح الباب قال أحمد ثاحبه- خير اجنا بس هنسهر مع بعض كلنا بكره
شاف زمايله معاه كأنهم متفقين
عاصم- ف مناسبه
-اه مخصوص خطوبتكم حبينا نحتفل بيكم بطريقتنا
ابتسم قال- ريتاج مش جايه
بصيتله ريتاج قال- هاجى انا بس
-اممم ماشي يبرو يلا باى
خرجو وقالت ريتاج-مش جايه لى
-بلاش تختلطى بيهم اكتر من كده
-يعنى تروح انت وتشرب والله اعلم هتعمل اى
-ريتاج، أنا بغير عليكى زميلنا كلهم شباب انا هخلى سوزان ومريم ميجوش لأننا عايزن ناخد راحتها.. هتيجى تعملى وسطينا
سكتت كان جملته هديتها
ريتاج- راحتكم دى تخوف..انا عارفه انت مش عايزنى اجى لى لانك بتعمل بلاوي.. نا عارفه سهرتكم ممكن توصل لايه
-مش واثقه فيا
قربت منه قالت- عارفه لو فكرت تخونى هعمل فيك ايه
ابتسم اضايقت من بروده
فى اليوم التانى بيخلص عاصم شغله وينزل يتقابل هو وزمايله قال
-مش كانت البنات تيجى معانا
عاصم- مقولنا لا
احمد-عاصم فكر صح مش هناخد راحتنا، السهره النهارده مع اتنين اجانب
-حلو ده نشوف مين هيوصل الاول
ركبو سيارتهم وانطلقو بها
عاصم فى النايت مع صحابه دخل كانت فى تلات بنات سعرهم اصفر ولابسين لبش شبه العا.رى وبيشاورلولهم
قال احمد-اى رأيكم
-احسن من الى فاتو
بصو لعاصم ابتسم عرفو انهم حلوين لانهم بيثقو ف زوقه
قعدو معاهم قال أحمد- هتشربو
-هنشرب كلنا طبعا
قربت واحده من عاصم وقعدت جنبه وبدأت الملاغاه بينهم
فى المساء نزل ادخل مع اسير شاف امه قاعده لوحدها قال
-عاصم مش هياكل
-برن عليه مبيردش
-هو لسا مرجعش.
-لا ومقاليش انه هيخرج.. سهره كتر اوى
سكت ادم رن عليه لقاه مبيردش
فؤاد بيكون واقف قدام نايت قال
-أدى آخرة مقابلات الشغل.. المكان كان حلمى بس اخلاقى متسمحليش
رن تليفون رحع تانى قال- بس مفيش مانع نجر.ب منغير منعمل حاجه غلط
دخل وهشي ان يمنعه البودل جارد بيشوف جرسونه واقفه بعيد بتشاورله راحلها
كانت امرأه فى التلاتين- اتاخرت لى
فؤاد-كنت بتاكد من المكان بس
-معلش جبتك مكان شغلى... بس ف حجات جديده عن قضية خ.لع من جوزى
-زى مقولتلك الحضانه هتكون ف ايده لأمك ببساطه هتتجوزى.. مش هتعرفى تاخدى بنتك لما تخلعيه
-ده مش هيصرف عليها ده معفن انا لو معايا فاعرف اذله واخد حقها
-مبتتحسبش كده
قربت منه نظر لها رجع ورا قربت منه تانى قالت- عشان خاطرى حاول نعمل اى حاجه
-انا قولتلك الحلول
-هجبلك حاجه تشربها اعقد هنا
مشيت نظر فؤاد لناس ابتسم قال
-انا دخلت ال.نار ولا اى
قعد بيلف باستمتاع وقف لما شاف عاصم استغرب ومسح عينه كان فعلا هو وف واحده معاه هو وصحابه
-عاصم؟!!!
خرج تليفون وعمل مكالمه
ادم كان قاعد مع اسير فى شقتهم وبيعقد ع السرير لينام
اسير- عمتو بتقلق عليه اوى
-اه وعاصم مبيريحهاش
رن تليفون ادم قالت-مين بيتصل ف ساعه دى
- ممكن هو
بص لقاه فؤاد رد عليه- الو يا فؤاد
-انت عاصم عندك ف البيت
- برا لى؟!!
-يبقى هو الى قدامى
-قدامك، انتو خرجتو
-لا ده مكان حفلات كده
-حفلات اى، ابعتلى العنوان
-مبلاش يا ادم عشان مش هيناسبك
-مش هيناسبنى لى
-هتتقفش متلبس المره دى يا ادم
استغرب وافتكر الشقه فهل اخوه ف حته زى دى، اتصدم قال بضيق -فؤاد؟! ابعت العنوان
قفل معاه قالت اسير- ف اى
-عندى مشوار هخلصه وارجع
-دلوقتى
قام خد تليفونه ومشي منغير ما يرد بصيتله بقلق
بيوصل ادم على المكان وأما بينزل من التاكسي بيبص بشده انه هو ده الموقع إلى اتبعتله لقا فؤاد خارجله شافه راحله قال
-وصلت بسرعه
-انت اى الى جايبك
-روح شوف اخوك بس لانها بقيت مليطه
دخل فورا ع جوه بيخبط ف حد قال أحمد
-هتسكرو علينا ولا اى
بيكمل ادم مشي ويسكت أحمد لما يلاقيه اخو عاصم قال
-اى الى جالو هنا
رفع تليفونه بسرعه رد عليه عاصم
-اى يلا بتكلمنا من الحمام ولا اى
ضحكة البنات الى معاه قال احمد-اخوك هنا
-العب ع حد غيرى
-اخوك هنا بجد
-انت سكرت ادم هيجى هنا لى...
سكت لما لمح طيف ادم من بعيد وفعلا هو اتفجأ وقام بصله صحبه قال
-ف اى
بيلاقى اخوه بيدور عليه بعينه قال عاصم -بقولك اى.. إلهي ادم من طريقى دلوقتى
-ادم.. مين
-اخويا... انجززز
خد مفاتيح عربيته ومشي، بيبص ادم حواليه بيقف لما يشوف طيف اخوه نظر إليه راحله فورا لقا صاحبه جه ف وشه قال
-ادم مش كده
بصله انه يعرفه قال- عاصم فين
-اتفضل... واحد عصير لو سمحت
راح الجرسون جاب عصير بيبص ادم لقا الترابيزه مبقاش فيها حد غير البنات دى قال
-راح فين
-اشرب وهو زمانه جاي
-انا مش جاي اشرب
زقه ومشي جه أحمد قال- اى ف اى... اهلا استاذ ادم، رفضت مشروب ضيافه لى
-بتعملو اى هنا
-بترفهه عن نفسنا شويه
-هنا.. ومع دول
قالها بقرف قال- هاتلى عاصم حالا
-طب اشرب بس ده عصير مش اكتر، أنا هرنلك عليه
اداله احمد العصير نتشه ادم بغضب وشربه دفعه واحده وزقهم جامد من طريقه وبيروح عند المدخل مبيلاقيش حد، استغرب لانه متأكد انه شافه
جه فؤاد من بعيد شاف آدم قال- ادم
مبيكنش سمعه راحله لقا واحده بتيجى من وراه وتحضنه وقف باستغراب
كان أحمد وصاحبه واقف بص للبنين التانين وشاورلهم راحو هناك
-واحنا هنتسلى بمين
-سيبه بي دلوقتى، هنشوف السكر فى البدايه عامل ازاى
-سكر اى هو شرب اصلا
-اه ده مش عصير
نظر له بشده شافو عاصم واقف ع الباب شاورلوه بمعنى يطمن استغرب وشاف أخيه بيسند على الحيطه استغرب جدا
لقا البنات ال كانو جايبنهم قريبين منه، اتعدل ادم وبعدهم عنه قال
-راح فين
قالت بنت- زمانه جاي
-سيبينى انا عارف أسند نفسي
مشي كان هيقع لحقته قالت- امشوا انتو انا هكون معاه
نظرو لها ابتسمت ومشيو وسابوها
عاصم رن على أحمد قال- انت عملت اى
-معملتش حاجه بس باين اخوك شرب وعجبته سوزان
سكت عاصم وبص لادم لقا شبه نائم عليها
أحمد-هنمشي ولا اى
-اه يلا
خرج وقف لما شاف فؤاد بصله واحتنق وحهه قال- انت إلى قولتله
-قولة اى.. وبعدين ادم راح فين
-دور عليه
بيرن تليفونه بص لقاها اسير بص عاصم لرقم بشده قال-ده رقم..اسير؟! بتعمل اى عندك
-هرد ع ادم لو سألني سؤال زى ده
-ونا ابن خالها وأخوه
احمد-عاصم يلااا
مشي عاصم بدون اهتمام بيرد فؤاد ع اسير قال- الو
-ادم راح فين
-والله معرف هشوفه اهو
-متعرفش يعنى اى
-كان قدامى بس اختفى فجأه
-انتو فين اصلا، وديته فين يا فؤاد
تنهد بضيق وعارف انه هيرتكب حماقه بس قالها ع المكان
ادم بيبص يمين وشمال تليفونه بيرن بص فيه لقاها اسير شعر بشعور اليقظة وبص لتلك المرأه الى سنداه بعد عنها قال
-انا فين
-انا بساعدك
-اخرج منين
لف تانى وهو بيطوح ومش موزون فى مشيه وعايز يرجع مكان ما جه وكان المكان مس مكانه ولا الحورات دى شبههه
بتوصل اسير وتدخل لجوه وتبص فى المكان بصدمه
فؤاد- متفهميش غلط انا إلى جبته...
اسير- فيييين ادممم
قالتها بحده قال- هنعرف دلوقتى
جه الجرسونه الى مع فؤاد قالت-مراتك
فؤاد- لا، يلا بس قوليلى ف اماكن اى هنا غير الرقص ده
- رقص؟!! ف كذا دور هنا حسب الطلب
فؤاد -انا شوفته اخر مره هنا وف واحطه معاه
بصيتله اسير بشده
-اه الطريق ده يبقى انترستينج او سول
مشيت اسير فورا لهناك وتسيبهم
ادم كان هيقع مسكته سوزان قالت- ممكن تسند عليا عقبال ما نوصل
-عايز اخرج
-هخرجك
خدته ومشيت اتبعتتلها رياله شافتها ابتسمت وكملت بيه
اسير بتوصل وتلاقي طريقين فؤاد- اعتقد طوالي
كملو طريقهم بس هي مشيت من التانى ومتعرفش لى حاسه بالخوف، بتجرى تلاقى واحد ماشي سكران نظر لها نظره قذره يتفحصها بابتسامه بتقدم وتبعد عن المكان بتشوف من بعيد واحده ماسكه واحده، اللعنه انها ملابس زوجها قفلت الباب جريت اسير على فوق
بتعقد سوزان على السرير وبيترمى من تقله فتحتله زراير قميصه مسك ايدها يمنعها وكانت يده قويه
-بتعملى اى
ارتبكت قالت- اهدا مش هعمل حاجه
شالت ايده من عليها فبرغم انه سكران لسا فيه قوه للاستيعاب، بترجع تفتح زرايره وترى صلابه جسده الى عجبتها بشده، سمعت صوت رساله من تليفونها رميته وكأنها مبقتش مهتمه وانه فعلا عجبها
قربت منه حضنته وهى بتق.لعه قمي.صه وترميه من عليه
اسير بتكون بتجرى فتحت اوضه ملقتش فيها حد مشيت فتحت الاوضه الى بعده لقت اتنين قفلت الباب سريعا بقرف بتبص ع الاوضه الاخيره بتجرى سريعا
بتقف سوزان امامه وتمسك سحاب فستانها وتفتحه من عليها وسرعان ما اتفتح الباب بقوه بتبص وكانت اسير
نظرت لها بشده وهى تخل.ع ملابسها وبصيت الى ادم عار.ى الصدر الى مرمى على السرير جمعت قبض.تها واعينها تحولت إلى احمر قالت بحنق
-تانى
نظر لها ادم واتضحت رؤيته -اسير
سوزان قالت- انت مين اخرجى بدل ما احبك الأمن ازاى يدخلوكى باللبس ده
بتبصلها اسير وقالت-شيلى ايدك من عليه
بصيتلها من الى قالته قربت منها ومشيت بخطواتها الهاديه جه فؤاد ونظر اليهم وبص لاسير سكت بخو.ف وحس بالكا.رثه
اسير بتقف قدام سوزان قالت- سمعتى قولتلك اى
مسكت ايدها جا.مد وعو.جتها صر.خت سوزان
اسير قالت-عايزه تعرفى انا مين
رفعت رأسها بابتسامه وبعدين اديتها بر.وصيه فى دماغها جا.مد بتقف سوزان عن الحركه وت.قع أرضا بيحط فؤاد ايمه على بقه بصدمه
اسير- انا مراته يعنيا
↚
– ده التحليل اللي مكنتيش عايزاني أشوفه؟
ماعرفتش ترد... شفايفها اتحركت بس الكلام ماطلعش. سكتت.
رفع صوته شوية: – يعني أنا... أنا اللي مبخلفش؟ والعيب فيا؟
بصّ ناحيتها باستنكار، عينيه ضايعة: –ردى دى الحقيقه.... وانتى ساكته من يومها... لا انتى مسكتيش، انتى كدبتى
قالت بسرعة، بنبرة فيها توتر: – أنا مكدبتش أنا خبيت
: خبيتى اى وانتى حاطه العيب عليكى انتى... ده كله ومكدبتيش... الكدب بالنسبالك اى
-عارفه انك مضايق منى يا ادم... نا بس كنت خايمه عليك
ضحك ضحكة قصيرة مليانة وجع: – خايفة عليا؟ ولا خايفة على صورتى في عيني؟انتي كدبتي عليا، يا أسير. انتى خبيتى حاجه مهمه زى دى عليا وكدبتى انها فيكى انتى.... لى كدبتى ليييييه
قالت وهي بتقرب، بتحاول توصله: – مكنتش اقصد اكدب! كنت محتارة أقولك إزاي... خفت تبعد... خفت تكسرني لو عرفت إنك مش هتقى اب وتفكر بطريقه مش صح... ف الاول كنت بحسب السبب منى
– بس طلعتي مش السبب... وسكتي؟ جودته من عندك وقولتى إنك انتى... خوفتى منى اناا؟!! أنا يا اسير... لى... هكون بخرف.. ولا الموضوع هيجى على حسياسيتى وهكون شخص همجي... انتى بكدبك وجعتينى أكتر.. حتى كدبتى على امى واخويا وع الكل قولتى إنك الى مبتخلفيش شيلتى الحمللل كله وف الحقيقه انا المعيو.ب
حطت ايدها على بقه قالت-متقولش ع نفسك كده ارجوك... اياك تكون كده
نظر إليها لمست وشه بجنان وعينها مدمعه قالت- انت مفيش حاجه.. هى كلها مسأله وقت.. قت مش اكتر وهما.. هحمل منك
-انتى الى بتقولى كده وانتى قايله لا محاوله تانيه وتالته تنفع... دلوقتى بتقولى وقت
بعد ايدها قال-انتى عارف ان مفيش وقت لأنى عقيييم.. والعقم مبيخلفش.. أنا مبخلفش يعنى مستحيل تحملى
-ادم
-بتضحى ب ايه... بتضحى بامومتك عشاانى... ليه؟!! لى تعملى كده
-نفس السؤال متوجهلك لى وافقت لما قولتلك ان العيب منى
-الامر بيختلللف
: ف اييييه... اى الاختلاف طالما بنحب بعض وعايزين بعض تفتكر الخلفه هتفرقنا.. انت الى قولت كده
مردش عليها قالت- آدم... أنا غلطت بعترف بده، بس ما قصدتش أوجعك.. لى مقولتش كلامك دهه
لف وشه عنها، صوته انكسر: – أنا كنت معاكي حتى وانتي بتقولى إنك مبتخلفيش... المشكلة في الكدب، فى المكتبه نفسها وغرضك اى.
كانت العصبيه فى عينه وهى بيشد على التحليل ف ايده قال
-لى... لى تبصيلى برفقه كدههه ليييييه
نظرت له بشده من كلامه قالت-انت بتقول اى يا ادم
-مفيش معنى لكدبك غير ده... اى.. خوفتى على مشاعرى... نا ضعيف لدرجه دى ويترحمى عليا
أسير بصوت مخنوق: – ماكنتش رحمة… ولا شفقة… كانت صدمة، وخوف، و... حب، بس بطريقة غلط.
أنا كدبت، بس ماكنتش بضحك عليك... كنت بختبرك، يمكن غصب عني، يمكن عشان أتأكد إنك فعلاً بتحبني واتخليت عن الخلفه عشانى
لف ناحيتها فجأة، صوته عالي لأول مرة: – وع اى كل دههه.. مش واثقه من حبى...انتي سمممتيني بالكدب ده! أنا لما عرفت، أول حاجة فكرت فيها إنك يمكن كملتي معايا من باب "الواجب"!... انتي متخيّلة حجم الضربة دي؟... أنا راجل يا أسير، وراجل حاسس إنه اتحط في خانة الشفقة، مش الحب... خانة "صعبان عليا"
– لااا، متقولش كده... أنا بحبك يا آدم، وبحبك بكل وجعي نش عايزه حك غيرك...، ومش هممني الخلفه!مش عايزة أطفال… عايزة انت.
ضرب صدره بإيده، بنبرة مكبوتة: – بس أنا همّني!أنا بقولك الحقيقة اللى مخنوق بيها… أنا مش قادر أعيش وأنا فاكر إنك بتضحي…أنا مش حلمك اللي ناقص… ولا وظيفة في حياتك…أنا راجل... كنت شايفك بتكمليني، مش بتستحملي نقصي.
نظر له من كلامه قالت- يعنى اى با ادم
سكت منها يربت منه قالت-عايزنا نبعد...دلوقتى... عايزنا نسيب بعض وكنت بتقول عليا غبييييه
أسير قربت، بإصرار وسط الدموع: – وإنت كنت شايفني كده لما افتكرت إني عقيم؟كنت شايفني شفقة؟كنت شايفني ناقصة؟ولا كنت شايفني "مراتك" وبس؟ردّ عليا بقى يا آدم! ساكتتت لى
سكت لحظة... عينه نزلت على الأرض، وقال بصوت أهدى: – كنت شايفك نصي التاني…
بس الكدب... كسّر الحتة دى
سكتت، قربت أكتر، همست: – وأنا مستعدة أبنيها من أول وجديد…
حته حته بس بلاش تفكر فيا كده.. نة عمرى مكان قضدى الى ف دماغك
-بء عملتى منغير ما تفكر فيا
-عملت اى يا ادم.. عملتلك اى غلط عشان تبصلى كددده.. لى فاكرنى اذيتك أو كان قصدى اذيك... انت عارفنى
عارفني
قال بغضب -انا مش عارف نفسسسسسي
نظرت له م نبرته قالت-ادم
بعد عنها من غضبه الى مش عايز يحوله لغلط كبير قال- سيبنى لوحدى... محتاج اعقد مع نفسي محتاج أصدقك من اول وجديد
سكتت اسير بس كلامه جرحها، مشيت بضيق منه وفضل لوحده زى ما هو عايز.. سألت دمعه من عينه وقد ظهر حزنه وضعفه، بص ف الأوراق وبص الى نفسه وحالته... العيب منى.. لقد ابتلى ابتلاء كبير.. ابتلاء ميعرفش اذا كان قده أو لا... لن يصبح ابا ولا ف اى يوم... بص لدبلته وافتكرها لانه نسي الخلفه كلها ونسي الأطفال لما كان العيب فيها... بس دلوقتى...شايف نفسه ظلم كبير ليها
بعد المواجهه المؤلمة اللي حصلت، والهوى ما بينهم بقى تقيل، والحزن مالي المكان...
جه الليل وكل واحد منهم بعيد عن التانى
في أوضة النوم – منتصف الليل
أسير كانت قاعدة على طرف السرير، ضهرها منحني وكتفها نازل… لابسة بيچامة بسيطة، شعرها مفكوك ومبلول من دموعها.
بتبص كل شويه ع الاوضه التانيه وادم الى مشافتزش من ساعتها
ولا هو كلمها…
كل واحد دخل أوضته، وقفل الباب كأنه بيقفل على وجعه لوحده.
وبصت على السرير الفاضي… مكانه لسه دافي، بس هو مش هنا.
همست لنفسها:
– هو بيهرب… مش مني… من نفسه.
قامت تمشي شوية… لفت حوالين الأوضة، فتحت الدولاب، شافت هدومه… قميصه اللي لبسه أول يوم جوازهم… سحبته بإيديها، وحضنته كأنه هو.
قالت وهي بتهمس:
– ماكانش قصدي أكسرك.
أنا كنت بحاول أحميك من تفكيرك ده… حتى من الحقيقة الى كنت خايفه منها واهو ده إلى حصل
بصّت للباب، وخرجت بهدوء… الشقة ساكنة، بس أنفاسها واهية، مش منتظمة.
وقفت قدام أوضته… مدت إيدها على الباب، بس ما خبطتش…
كانت هتتكلم، بس سكتت…
رجعت خطوة لورا، وحطت إيدها على بطنها وقالت بصوت مسموع
– مش لازم أكون أم عشان أكون ست… ومش لازم تكون أب عشان يكون راجل.
ملقتش اى رد منه، رجعت أوضتها، قفلت الباب وراها…
نزلت على الأرض، وقعدت على السجادة…
مسكت ورقة فاضية، وبدأت تكتب… مش رسالة، ولا اعتذار…
لكن كانت بتحاول ترتب مشاعرها… لأن اللي بينها وبين آدم محتاج أكتر من اعتذار.
في الوقت ده... آدم كان واقف في البلكونة، شايف نور أوضتها من بعيد… والنور مطفي، بس حاسس بيها.
شد نفس عميق من سيجارته
السكوت بيملأ المكان…
آدم قاعد على الكنبة، ظهره منحني، ضهره لتليفونه، وللملف، ولكل شيء…
بس مش قادر يهرب من صوته الداخلي.
بيمد إيده ببطء للورقة… نفس التحليل… نفس الكلمة اللي كأنها لعنة مكتوبة فوق اسمه:
"عقم"
غمض عينيه، وصوت أسير بيترن في ودنه:
"أنا بحبك يا آدم... ومش عايزة غيرك."
بس بدل ما يرتاح، قلبه بينقبض أكتر…
بيقوم، يمشي ناحيه المراية… يقف قدامها، ويبص في نفسه…
قال لنفسه بهمس:
– مين انت عشان تفكر تحرمها تبقى ام
سكت لحظة، حس بنبض قلبه في ودانه، ودقات سريعة من الضعف، الخوف، الخزي...
رجع قعد، بص حوالين الاوضة الفاضيه وفجأة، حس بيها…
ريحة أسير في الهوى ف انفاسه
ضحكتها اللى كانت بتكسر سكوته... خطواتها حوالينه...
رفع راسه فجأة، وقال بصوت مكسور:
– أنا مش زعلان بس عشان كدبتي…
أنا زعلان إني بقيت شايفك تستحقّي أكتر...
أنا اللي شايف نفسي قليل جنبك...
وساكت
كان مضايق بس في الآخر، بص لتليفونه… وفتح صورة ليهم… صورة ليها وهي بتضحك في حضنه.
فى الفجر بيفضل صاحى خرج يتوضى يشيل الحمل الى ع قلبه
بيروح المطبخ ويكون حاسس بدوخه وهبوط، بيحاول يفتح برطمان عسل، إيده فيها جرح بسيط من امبارح، والدوران في دماغه مش سايب له تركيز.
دخلت أسير فجأة من ورا، ناوية تعمل لنفسها قهوة…كانت هى كمان صاحيه نظرت له
شافت الدم، ووقفت.
قالت بهدوء:
– إيدك بتنزف
-مفيش حاجه.
حاول يفتح الغطا تاني، بس صباعه اتعور أكتر.
قربت منه وقالت بنبرة تلقائية فيها خوف عليه:
– سيبه… هاته.
مدت إيدها، خدته من إيده، وجابت قطنة وميه دافية من غير كلام.
قعد على الكرسي وهي وقفت قدامه، مسكِت إيده، وبدأت تنظف الجرح…
نفسها كان بيرتجف، بس كتمته.
آدم كان ساكت، عينه مركزة على إيديها، بتتهز خفيف من التوتر…
حس بنبضها، وحس بيها.
قالت بنبرة هادية:
– اتعورت ازاى
-ضربت الحيطه
سكتت بحزن لطن ابتسمت بخفة حزينة،وما رفعتش وشها.
قالت-لسا منمتش لى
– السؤال ده ليكى
رفعت شسها ليه قالت– آدم.. مش عارفه انام ونا حاسه انك زعلان منى
قعدوا ساكتين شوية، الصوت الوحيد كان صوت غلاية القهوة…
وبعدين، قامت بهدوء… وراحت تحضر له كباية.
رجعت حطّتها قدامه وقالت:
– دي سادة… زي ما بتحبها.
بص للكوباية، وبص ليها…
وقال فجأة: انتى عارفه انى متزعلش منك نا مجروح من خذلانك
سابت البهوه على جنب قالت -لى يا ادم.. نا معملتش حاجه اقصد اخذلك ببها او اكسر ثقتك
–بتهيألك
مشي نظرت له اسير وسكتت
بتدخل اوضتها وتشوفه قاعد على السرير قعدت على الناحيه التانيه
ادم-لى عملتى كده
-انا مكنتش اقصد حاجه غير انى..
-لى كدبتى واتقبلتى تعيشي معايا وانتى عارفه انى مبخلفش
-لانك مش احسن منى يا ادم.. نا حبيتك بجد واما كدبت كان غرضى اختبرك قبل كل حاجه.. اتا اخت تك أنا يا ادم من الأول بس كنت عايزه اعرف هل انت هتختار بردو.. هتتنازل عن حاجه مهمه زى دى
-ولى اتنازلتى انتى
-لأنى بحبك ومقدرش اعيش من غيرك... فكرة انك تخذلني ف الاختبار خوفت منها.. خوفت من البعد
-بس احنا لازم نبعد.. نا مش هظلمك معايا ظلم كبير زى ده
-قصدك اى يا ادم اننا نبعد
قال وقلبه لا يطاوعه -انتى تستحق حد حد احسن منى.. حد.. قادر يعيشك مرتاح يكونلك عيله بس انا
-انت لا مش كده.. عايز تسبينى اروح لغيرك
مردش عليه وقفت قدامه قالت- مترد يا ادم
-انتى مش قادره تفهميني
-مستحيل افهمك ولا احطلك تبربر واحد، لكلامك غير إنك بتبعينى
-انا يا اسيررر... انااا
-اه انت... كل ده ليه
-مستهينه بأنك تبقى ام
-قولتلك مش عايزه.. مش عايزه ابقى ام زى ما انت اتخليت تكون اببب
-الموضوع أصعب مما تتخيلي
-لو ليا تصير اخلف ويكون عندى طفل هيكون منك غير كده لا.. أنا عايزه اكون معاك انت بس ...كدبى كان عشان وكدبت عليهم عشانك... معنديش مامعنى يقولو مبتخلفش.. مش عايزه حد يقولو ان السبب منه وهى الى مستحمله
-بس يقولو دى رابطاه جنبها وسهرانه.. بنتقدوكى وانااا
-ف ستين داهيه اى حد
-مس هتستحملى كلام شخص واحد.. لى عملتى كده
-عمرى ما اشفقت عليك... : – أنا شفتك أكتر من أي حد... بس خوفت أخسرك، خوفت تفكر زى دلوقتل
هو كان بيبص لها، بس نظرته مش فيها عتاب... كانت مليانة خيبة ووجع، مش منها، من نفسه.
قال بهدوء متكسر:
-اسير لما اخترتك تفرق انا
-وانا كمان اخترتك... اخترتك وانت فاكر إني ما بخلفش، واخترتك دلوقتي وانا عارفة إنك ما بتخلفش، ميفرقش ااموضوع عندى... انا وانت لبعض، وخلاص
قعدت جنبه طان هيقوم قالت -بتدينى ضهرك ليه... ع الاقل قولى نهاية القعاد لوحدنا ده ايييه.. أنا مطيقتش اليوم وعدى عليا زى السنه... مش عايزه أعيش كده… مش عايزه نبقى في نفس البيت وكأننا غرب.
مسكت وشه وبصيت عينه قالت- مستقبل بحبك قدام حبك.. فاكر انك بس الى بتحبنى.. أنا مقدرش اعيش من غيرك
قرب منه وهى بتبوس رقبته بانوثه فنبض قلب ادم
همست فى ودنه- وحشتينى اوى
بعدت وبسيت فى عينه ونزلة على شفايفه وباسته وهو مسالم أمره ليها بيمسك وشها ويبدلها بعشق وتملك يمحى الكلام الى قاله عن البعد، نظرت له اسير وهو بيقربها جامد منه ومفيش شبر يفصلهم اغمضت اعينها وهى بتحضنه بزراعيها فلقد رأته حله الحقيقى خلف كلامه المزيف
كانت نايمه فى حضنه بتملك رفعت عينها ليه وهو ساكت قالت
-هقوم اعمل اكل.. نا جعانه مكلتش النهارده بسببك
-مكلتيش لى
-مش عارفه اكل لوحدى.. انت كمان مكلتش ونا متأكده من ده
-انا مش مهم
-بس مهم عندى
قامت من جنبه وهى لابسه التيشرت بتاعه قالت
-هعملك الاكله الى بتحبها دلوقتى بدل عشا امبارح
مسك ادم ايدها قال- اسير
-ف حاجه يا ادم
-انتى عارفه انى بحبك
استغربت منه
ادم-وعشان بحبك مش هاين عليا الى هعمله فيكى
اتبدلت ملامحها لحزن قالت-افتكرت ان الموضوع خلص... عابز تسيبني؟
رد بعد تفكير:
– محتاج نفهم احنا رايحين على فين… مع بعض… ولا من غير بعض.
قالت ببرود – وأنا هستناك… لو لسه في مكان ليا.
مشيت بس سحبها لحضنه قال- انا مبقدرش ابعد عنك... نا ضعيف اوى لدرجة الانانيه انى مش هعتقك من حبى
-مش فاهمه يا ادم
-انتى مستعده تعيشي معايا.. حتى لو مخلفناش
-قولتلك ايوووه، نا عايزاك انت بس با ادم وانت عايز تبعدنى
-انا بس كنت عايز اسمع قرارك
-قرارى هو انت
مسك وشها وبص ف عيونها قال- انا بحبك... اكتشفت حاجه أصعب من وجعى امبارح وهو وجع بعدك
حضنته بادلها فورا بحب وتملك
اسير- انت حبيبى وعيلتى... نا كمان بحبك يا آدم
حطت الاكل وكان مكرونه بشاميل الى عرفا انه من زمان بيحب يأكلها لما كانت تعملها مع عمتها دايما
اسير بابتسامه-دوق هتعجبك
خدت معلقه ومدت يدها تأكله كل منها بابتسامه
اسير-حلوه
-انتى مبتعمليش حاجه وحشه
ابتسمت كانت هتعقد على الكرسي سحبها وقعدت على رجله لف دراعه حولين بطنها
اسير-ادممم
-خليكى قاعده
-انا كده مش هعرف اكل
-اكلك انا
لفة وشها ليه حط ايدها فوق دراعه الى حضنها بيه قالت
-خليك زى ما انت
اخذت معلقه واكلته وبياكل من ايدها بتسمتاع ويلقى راسه عند عنقها كانت تبتسم عليه وتاكل معاه وكان منبهر بطعامها زى العاده
عاصم فى مكتبه ما مديره عماد قال
-اى الاوراق دى
-عايزك تخلص الارض لاستثمارى كبير.. المفروض يتعملها إعادة تأهيل والمكان بيشتكو من المبنى الغلط
-وهو هيشتريها
-هيشترى المنطقه كلها
نظر له قال- واشتراها ولا لسا
- لسا ف منهم بيقول انه كش عايز يبيع برغم ان معروض عليهم مبلغ كويس... بيقولو بيتهم اولى بيهم، تفااهات
- وبعدين؟! المطلوب منى
- دى مهمه للمشروع يعاصم والاستثمارى واخدها بالفعل مننا وعايز زقه ثم ظه مشروع يخدم الوطن والسياحه يعنى مهمه نفضيله المنطقه غشان يبدأ فيها
- عايزنى اخرج الناس دى يعنى
- انت وطريقتك بقا... سايسهم هددهم المهم الى قولتلك عليه يحصل.. نا ما مقولتش لحد غيرك لأنى واثق انك هتنجز كل حاجه بأكمل وجه والموضوع ف ترقيه كبيره ماديا ومكانه
خد الأوراق من ايده قال-اعتبره خلص
خرج وسابه ابتسم عماد وقعد مرتاح البال
عاصم ماسك الأوراق ف ايده رن تليفونه كانت ريتاج مكنش بيرد عليها من ساعة موصلهم ورجع، عدم اهتمامها بيه وأهمية الفلوس قبله خليته مضايق برغم حبها الشديد إليه لكنها مغروره وهو سيكسر الغرور ده
رد لما رنيت تانى- الو يا ريتاج
-مبتردش لى
-مشغول
-ممم تمم كنت عايز اطمن عليك بس
سكت عاصم قال-نا كويس اكلمك بعدين
-تمم ياحبيبى
قفل معاها بتبص لتليفونها وترجع لأصحابها
-كلمتيه
ريتاج-اه باين علبه مشغول اوى
-انتى الى بتديله اهتمام زايد
ربتاج بضيق-بتقولى ايه
سكتت وقالت صحبتها- خلاص.. خلينا شكل الديزاين الى انتى عايزاه
ادم كان بيشتري شويات مستلزمات للورشة من معرض
قال راجل-دى احسن قطع.. لانها مستورده وتكمل معاك
أخذها ادم وعينها كانت فعلا شكلها قيم برغم مبلغها الباهظ
ادم-مفيش اقل من كده
-بص متسترخسش ف قطع الغيار لان ده بيعمل حوادث طتير وبردو لو شغلك بيهم ف ده هيزيد معرفتك اكتر.. مفيش اقل بصراحه لان هنا حاجتنا كلها مستورده
سكت لكن اوما بتفهم قال- تمم هخدهم
-معاك فيزا
-لا كاش
اومأ بتفهم وشاورله ع الكاشير بيشوف ناس برا بتجرى استغرب لقى عربيه بتسوق بسرعه متهوره
افتكر اسير وهو فى اليوم ده
-اتفضل يا فندم
خرج ادمن المعرض وبص للعربيه كأنه نفش السواق كانت بتخوف الناس وخلاص ومش متعمده حد المره دى وهو بيلف وبيدور زهر وشه... بصله وعينهم جت فى بعض
أتقدم ادم لكن العربيه مشيت وجه ظابط المرور وبيكاول يسجل رقم اللوحه
قال رجل بغضب- منك لله، حسبى الله ونعم الوكيل
شافه عجوز واقع ع الارض ساعده ادم قال- أسند عليا
مسكه العجوز وشاورله لقى عكازه راح جهاله قال- تحب اتصلك
-ربنا يجازيك خير يا بنى ويرفع عنك ابتلاء الدنيا والاخره
مشي نظر ادم إليه فتلك الدعوه مريحه، ،خل وخد مشترياته قال
-معلش، الحساب اهو
اداله الفلوس وخرج بيفتكر العربيه فتح المذكره وكتب رقم... طانت لوجة العربيه الى قدر يشوفها بوضوح
بيمشي ادم يرجع للورشة ويبص للأغراض الى دفع فيها كتير بظل الى اتهلكت معاه
وقف ولف مطنش ف حاجه مشبو.هه، سكت وبص قدامه ومشي وصل على الورشه وفتحها بيبص وراه.. اللعنه ليه حاسس إن ف عين عليه
-صباح الخير يهندسه
-صباح الخير ياعم صالح
دخل وهو بيستبشر بيومه ويبدأ شغله
عبير قاعده وف ايدها دفتر وبتكب فيه
اسير- مفيش حد بيجيب فاكهه ف الخطوبه يا عمتو
-ده واجب
-انا عارفه بس نجيب جاتو افضل
-امم صح
-ده لازم، مش مشكله الاتنين كويس ليهم
-نجيب فاكهه وجاتو
-مش ده واجب
سكتت عبير لأمها عارفه بتتريق عليها قالت
-حتى مقاليش ع الشبكه الى جبتها.. اكيد اختارت الشي ء الفلانى
مرديتش اسير عبير قامت قالت- تعالى ساعدينى يلا بكره ورانا حجات كتير لازم نخلصها قبل يوم الخطوبه
جه عاصم ولما دخل وشافهم قال
-اى الى بيحصل
عبير- رجعت بدرى
-اه عريس بقى
بص لاسير الى قامت قالت-عايزه حاجه يعمتو
-راحه فين
-هطلع احضر العشي لادم زمانه راجع
-خلاص ماشي
مشيت عاصم بيبصلها لانها لاحظ لما بيكون فيها هنا بتطلع يا بتمشي هل ادم من قال لها ذلك
عبير بتبص لابنها وعينه الى ع اسير قالت
-واقف عندك لى يعاصم
دخل وقعد معاها قال- مفيش بس كنت عايز اقولها تقول لادم ميتأخرش بكره
-زمانه راجع وتقوله انت... ها قولى الحجات دى كويسه
بص لطلبات قال- ده لمين
-لريتاج وعيلتها
-اه تمم بس لى ده كله
-ده تقدير يابنى
-تمم يماما الى تشوفيه.. الخطوبه اصلا على الضيق بين عيلتنا بس
-ده لى
-انا إلى اقترحت عليها كده
-انت حر بس الفرح هعزم الناس كلها، ع الله بس متكسفناش تانى قدام حد
نظر عاصم ليها قامت عبير - اما روح اشوف الأكل
بيبص عاصم للأعلى ويتنهد ويترمى ع الكنبه
فى القهوه شاديه-براحه ع الكراسي بدل ما تنكسر هخصمها من مرتبتكم
كانت بتقفل قهوتها بعد ما الساعه عدت ٢ وبتلم أغراضها باشوف حد من بعيد
بصيت لقيت شخص رايح جاي من ناحية ورشة ادم استغربت قالت
-انت عايز مين يا اخ
بصلها وارتبك قال- هو مقفول من امتى
-انت عايز المهندس ادم.. ده بيفتح الصبح مش دلوقتى
-تمم شكرا
مشي بتبصله وان ايده خاليه ملهوش لا عربيه ولا ماتور واحد عايز يتصلح قالت
-ولااا
جه صبى من صبيانيه قال-نعم ياست الكل
-الوش ده المنطقه
بيبص على الراجل قال- لا عمرى مشوفته قبل كده
سكتت لما لقيته بيبص للورشة تانى وكأنه بيبدور ع حد تايه وماشي ماشيه قوة وبدون خوف.. مين ده وجاي للورشة ف وقت زى ده لى.. ممكن شخص عطل بيه الطريق ولا حاجه
لما بيلاحظ نظراتها بيمشي بتسيب شاميه كل حاجه وتروح وراه قالت
-يا اخينا
بيقدم وكأنه بيحرى منها ومبتلحقوش ويختفل
بتقف وتعرف ان ف حاجه كبيره ورا الشخص ده
بيقف الشخص ف مكان لوحده قال- ايوه يباشا...اه طلع فعلا من المنطقه
-الورشه دى بتاعتو
-اه... واسمه ادم.. معرفتش اى حاجه تانى لان ف ست رصدانى منةساعة مشفتنى كانى براقب حد من عيالها
-تمم امشي انت من هناك
-هنعمل اى
قال بابتسامه-اجهزو لان عندكم طالعه
قفل معاه ومشي الراجل من المنطقه
فى اليوم التالى بتكوى اسير بدلة سودا الخاصه با ادم، كان لسا فى الحمام بياخد شاور علقتها على الشماعه برفق رن تليفون وكان لادم
خرج وهو بينشف شعره
اسير-تليفونك
-عارف اكيد عاصم، مش عارف بيستعجلنا لى ولسا بدرى
بص لبدلته ابتسم قال- شكرا يا اسير
-ع اى
- مس هتلبسي
- ادم... هو لازم اروح
- مش هتسبينى اروح لوحدى مش كده
سكتت قرب منها قال- ممكن واحده تخطفني منك
-انت مشاكلك ملهاش اخر... ثم انا واثقه ان مفيش واحده تقدر تعمل كده
- واثقه فيا
- واثقه ف حبك ليا
ابتسم قال- طب يلا اجهزى
خد بدلته يلبسها ف أوضة تانيه وسابها لتحت الدولاب تلاقى فستان رقيق برغم انها مش عايزه تروح لكن لازم ينتهى الامر ده.. عقدتها هتتشال
ادم بيخلص ويكون قاعد مستنى اسير تخرج رن تليفونه
عاصم-نا مستنيك تحت نا وماما
- حاضر نازل اهو
قفل معاه قال-اسير مش يلا
خرجت وقالت-خلصت
كانت لابسه فستان وردى رقيقه اكنه كان صك ومماثل لجسمها حتى من الأسفل سكت ونظر إليها
كانت جميله للغايه وشعرها عاملاه تسريحه خفيفه ولماه وحطه ميكب خفيف جدا يكاد يكون معدوم
اسير- اى
لكنه عقد حاجبيه قال- مفيش غير ده
كانت ملاحظه نظرته بصيت لنفسها قالت- لى ماله.. شكلى وحش
-جميل بزياده بس... ضيق شويه
سكتت قالت- مينفعش يعنى
-للاسف
ابتسمت من هدوئه قالت- طب ثانيه اغيره
-انا مستنى
دخلت وفضل مستنيها خرجت تانى لكنه كان قصير قليلا فنفى لها رجعت دخلت تانى وفضل هو قاعد خرج وهى لابسه فستان اسود واسع وجميل عليها ومظبوط وحاطه وشاح على كتفها يكفى زراعيها
اسير- كويس
ابتسم قال- تحفه فنيه
مسك ايدها ولفها ضحكت غصب عنها قالت
-هتفضل تدلعني كده كتير
-مش كتير، عمرى كله مثلا
ابتسمت وبصيت ف عينها الى بتبصلها بانبهار ولمعة حب فهذه العين الى بنيت ثقه اتكسرت فيها مم زمان بسبب حب مسموم كان بتمتع وهو بيحبطها
اسير- متبعدش عنى وانا هناك
مسك ايدها قال بحنان- يلا
مشيت معاه بابتسامه نزلو على تحت قابلو عبير قالت-ده كله كنت لسا هطلعلكم
ادم-اسير بس كانت محتاره شويه
عبير- طالعه قمر يا اسير
اسير-شكرا
ادم-عاصم فين، مشي؟!
-لا واقف عند العربيه
خرج وشاف اخوه الى قال- هنمشي
ادم- اه يلا
بص عاصم لاسير من شكلها
ادم- اركبى مع ماما ورا واحنا قدام
اومات له دخلت هى وعبير عاصم بص لاخوه ركبو العربيه ومشيو
ادم-امال صحابك فين
-واقفين ع باب الفيلا مستنينى
-تمم
وصلو على الفيلا ونزل عاصم سلم على صحابه الى مستنينه ويسلمو ع ادم لانهم عارفينه لكنه مبيشفش الاتنين الى شافهم
عاصم لما فهم قاله- معزمتهمش
ادم-كويس
دخلو على جوه كانت ريتاج لابسه فستان جميل واقفه مع صحابها وامها والوها بيحبو بالضيوف
-امال عاصم فين كده
-بيتقل ولا اى
ريتاح- دلوقتى تشوفو حبيبى
ريتاج لما باشوف عاصم بتبتسم- جه
كانت عايزه تجرى عليه بس بتلاقى امها بتشاورلها تبقى هاديه لمره واحده عشان الناس بتروحلهم بهدوء
توفيق- اهلا اهلا، المفروض تكونو اول ناس ول اى
عاصم- معلش ياعمري الطريق
-ولا يهمك... ريتااااج
مصدقت وجت بابتسامه بصيت لعاصم الى نظر إليها
توفيق بيسلم على ادم قال- ازيك يا ادم...
بيبص على اسير قال- انا معرفش أن عندكم اخت بنت... اكيد دى مراتك
ادم - اه مراتى
رحبت بيهم شيرين زوجته قالت- دى اسير طانت بتساعدنا فى الفستان وراحت جلسة الدكتوره مع ريتاج
توفيق- صحاب يعنى
-اه، تعالو نعقد سوا جوا اعرفكم بالعيله
عبير- وماله
مشيو معاها واسير بتبص لادم لانها مكنتش عايزه تسيبه لكنهم بيقفو بعقد بس عنهم وسط الستات
عاصم واقف مع ريتاج قال- شكلك حلو
-وانت اوى... هى اسير مجتش ولا اى.. نا قولت مش هتيجى بردو
-اسير قاعده ورا
بصيت فورا وراها وتلاقيها بتبص على فستانها الحلو لكن لونه قالت
-اسود... لابسه فى خطوبتى اسود
-واى يعنى
-ملقاش لون غيره يعنى ولا اى، كتلبس اى حاجه تانى ولا عايزه تاخد اللقطه وتفول علينا
-تفول؟! انتى مش كنتى بتتريقى ع الكلام ده
-ايوه بس مش اسود يعنى وخصوصا انها كانت خطيبتك زى ما يكون بتعزينى وعايزه تغزينى
-ريتاج
-مرات اخوك مش هتجبها لبر.. لابسالى اسود قال
عاصم بضيق- مخلاص يريتاج، محدش بصلها ع اللون غيرك
سكتت لما شافته اضايق عليها قالت- انت بتزعقلى عشانها يعاصم.. بتزعقلى ف خطوبتنا
-انتى الى بتقولى كلام سخيف ف وقت مهم ف حياتنا
جه توفيق قال- اى يولاد مالكم
سكت عاصم وبص لريتاج الى قالت بضيق- عاصم يبابا بيقول على فكرى فلاح
-فلاح؟! وبنتى انا
-اه ينفع حد يلبس اسود ف خطوبتى
استغرب من الى تقصده لف شاف واحده لابسه عبايه سوداء خليجيه قال
-دى مرات صاحبى وقد والدتك
-مش دى يبابا.. اسير
-اسير؟!! اه مرات ادم
عاصم- انت اتعرفت عليها
-لقيتها واقفه مع ادم وقالى انها مراته.. بس فستانها ف اى يا ريتاج عادى يعنى ياحبيبتى
اتغاظت ريتاج كأنها محروقه منها وخلاص ابتسم عاصم عليها قال
-اتمنى تفهمى وجهة نظرنا
ضحك توفيق قال- هما السلايف كده معلش يعاصم.. بكره يبقو صحاب ثم عرفت انهم بيخرجو سوا
ريتاج-بنخرج اه
جت امها قالت- ف ناس عايزنك يا توفيق
-اسيبكم انا
راح بعيد بصيت ريتاج لعاصم قالت- انت ضايقت
-خلى بالك
-من اى
-حياتنا هتكون تعب
-تعب؟!!
-بسبب اسير وتفكيرك فيها
-اسير مين دى الى افكر فيها.
مش فارقه معايا
-واضح انها مش فارقه
وقفت قدامه قالت- انا بغير عليك افهم يعاصم
مسك ايدها نظرت له قال- خمس دقايق وتلبسين خاتم يخليكى متغيريش عليا
-عارف لو قلعته.. هعرف انك بتخونى
-متقلقيش.. نا مبتقفش بسهوله
نظرت له من الى قاله بجديه برغم انها بتهزر
-ريتاج
سمعت صوت امها قالت- مش يلا يا ولاد نلبس الدبل
مسك عاصم ايدها راحو قعدو على كرسي شكلهم شيك من ديكور رائع عملته فى الفيلا
اشتغلت موسيقى هاديه وصحابها ابتسمو وهللت الاصوات، بيخرج عاصم الشبكه وكان خاتم ماس وانسيال
نظر لها الجميع وعبير اندهشت قالت- عشان كده مكنتش عايز توريهالى.. جبتها منين دى.. ابنى خلص فلوسه
اسير- وطى صوتك يعمتو
-نا هتجلط
-هو حر
-حر
-اه مش فلوسه
سكتت بيلبس ريتاج بتبسم ويسقف ليهم الكل وباركولهم جميعا، ريتاج بتكون فرحانه تترفع ايدها بالخاتم والانسيال
ادم بيسلم على اخوه قال- مبروك
-الله يبارك فيك
بص اددم لشبكة ريتاج فهل عاصم كان معه فلوس من بعد عقد البيت، افتكر كلام فؤاد صاحبه معقول يكون شغل عاصم جنب وكيفته، بيرتشي؟! كل الفلوس دى ليست قبض حكومى؟!! يتمنى يكون ظالم.. أخوه مش كده ومش هيضحى بمستقبله
اسير قاعده مع عبير مع ستات قريبهم تلع الحفله كانت بتتلاشي سخافة ريتاج هى وصحابها وكل شويه عمالين يبصولها وكانهم بيتكلموا عليها، كانت سقتها بنفسها بتعميهم وتغيظهم اكتر
-بنتك جميله وهاديه اوى مش مى بنات اليومين دول
قالتها ست لعبير ابتسمت قالت- اكيد انا إلى ربيتها ع ايدى.. بنت اخويا
-هى مخطوبه
اتكسفت اسير قالت عبير- اه دى متجوزه ابنى... لا متفكريش
-امم اه خاتم جوازها ف ايدها.. ربنا يسعدهم
بتيجى بنت قالت- انا مبقتش عارفه اعقد لوحدى كل شويه يزن يزن
كانت شايله طفل كثير البكاء وعايز ينزل يسحف
-ممكن اسيبه معاكى يماما
-الست- تمم هاتيه وروحى انتى
خدته منها وحاولت تهديه قالت- الأطفال مبقناش ليهم صحه
بتبص اسير لهذا الطفل بعين متأمله وصعبان عليها عياطه، عبير بتلاحظ نظراتها قالت
-اديه لاسير بتعرف تتعامل معاهم
-هى مخلفه
اتوترت قالت-ل..لا بس ربنا هيكرمها... خديه يا اسير
نظرت اسير لها بشده مصدقت الست وادتهولها قالت
-متخافيش ياحبيبتى بكره تتعلمى
بتشيله اسير وتنظر لهم بشده وكانهم دبسوها، بتبص لطفل وهى بيمد دراعه الصغيره ليها مفهمتش بس قربته منها وحضنها وكأنها كان عايزها تحضنه، ربتت عليه براحه وقلبها بيدق جامد
كان ادم واقف بعيد مع الشباب وعينه على اسير والطفل الى بين ايدها، نظرت إليه وهى متوتره وكانت نظرته ليها بمعنى تهدى وتستمر فهى لا تمسك وحش
فضلت تربت على ضهره سكت الطفل رويدا رويدا وهو يخرج لسانه من فمه ويسير لعابه ببرائه، مسحت دموعه بايدها الناعمه وابتسمت ابتسامه مبتسمتهاش قبل كده... كم تبدو الأطفال كالملائكه
بتكون ادم عينه عليها وعلى الطفل الى ف ايدها وكأنها امه، كانت بتخليه يمسك صوبعها بقبضته وبتبتسم بسعاده وتبص لادم بمعنى تعالى شوفونى لو بقيت ام هكون ازاى... كان بيتأملها باعين حانيه وقلبه بيتمزق من جوه.. ان الشعور ده اتحرم منه واتحرمت هى كمان منه
الست-مشاءالله سكت معاكى علطول
ضحك الصغير لما اسير لمست رقبته باناملها ضحك الستات قالت
-كمان، لا واضح ان الموضوع عجبه اوى
ابتسمت عبير وبصيت لاسير كانت صعبانه عليها وحاسه بالشفقه وشافت ادم وهو بيبصلها هو كمان جوه عينها وعينه شعور بالحرمان... قلبها اتوجع ودعيت ربنا يكرمهم
فى نهاية الحفله كانت اسير قاعه ع الكنبه لوحدها بعيدا عن الكل وهما بيحتفلو
كانت بتلمس راس الطفل الناعمه وهو نايم بهدوء وكأنه مصدق حد حن عليه وكان بيزن عشان ينام
بصيت لصباعها الى مش راضى يسيبه وقافش فيه
-عجبته النومه ولا اى
وبصيت لصوت لقيت ادم الى قعد جنبها قالت
-سيبتهم لى
-الحفله خلصت من نص ساعه وعاصم بيودعهم وهنمشي
رفعت وشها لانها مغيبه ف عالمها
جت امرأه لما شافت اسير ابتسمت قالت- هو معاكى
اسير قامت تدهولها قالت- براحه عشان ميصحاش
-ده بينام معايا بصعوبه... شكرا جدا تعبتكم
- لا مفيش حاجه
مشيت واسير ابتسمت قالت- جميل مش كده.. مشاءالله ربنا يخليهولها
اوما ادم قال- كان شكلك كأم حلو اوى
نظرت له اسير من قوله
جت عبير قالت- يلا ولا اى.. عاصم ودع صحابه واقف برا الفيلا
ادم-جايين
خرجو الفيلا سوا وهما ماشين
عاصم بص لعبير الى كانت بصاله تنهد قال- ماما مش دلوقتى
-ماشي يعاصم... ماشي
-هما قدام لى كده.. حصل حاجه
عبير- سيبهم يمكن كلامهم هو وسيلة راحتهم مع بعض
مفهمش عاصم لكن عبير كانت فاهمه احساسهم
اسير كانت بتبص لادم وقلقانه يكون لما شافها فرحانه حس انه بيظلمها وأنها مشتاقه تكون ام، لا شك انه حزن لانه يريد أن بكون اب ايضا
اسير- ادم انت بتقدم لى
-انتى الى خطوتك قصيره
ا-اممم ممكن.. دراعى بيوجعنى مش الشنطه
بصلها لان الشنكه خفيفه جدا خدها منها ابتسمت بص عاصم لاخوه وهو زاخد شنطتها وشايلها هو
عبير- بيشلها الشنطه كمان
كانت اسير عايزه تغلس عليه وتعرفه ان مش همهما وتزيل الغم هذا
قدمت بسرعه منه قالت- انت بتجرى، ارأف بيا انا امرأه ضعيفه
-دلوقتى بتقولى عليكم ضعاف
-مقصدش الضعف المعنوي، لكن الجسد.. الرسول " عليه الصلاه والسلام" وصاك بيا يا ادم
حطت دراعها على كتفه ابتسم ومره واحده نزل بايده عند مؤخرتها وشالها بدراع واحد مسكت ف رقبته بخوف ودهشه
اتفجأ عاصم جدا وبصلهم واى الى قالته اسير يشيلها ادم قال- اى الى حصل
عبير- مش عارفه.. مبقتش الشنطه بس
نظرت اسير اليه قالت- وده اى بقا
ادم- كده حلو.. بما انك مش قادره تلحقينى هشيلك
-نا بعرف امشي
-التعب مبيلقش عليكى
كانت عايزه تضحك وهى متعلقه فى رقبته ومش هامه اى حد يشوفهم
عبير- خير يا اادمم
ادم- نعم يا امى
- اسير رجليها فيها حاجه ولا اى.. طب الشنطه وقولنا ماشي
اتكسفت اسير بس قال ادم- معلش اصلى مدلعها
ابتسمت وحاولت تكتم ضحكتها وبيكمل ادم مشيه واسير بتبصله قالت
-غنيهالى
- هى اى
- الاغنيه... صوتك حلو فيها
- دلوقتى
- اى تعبان من وزنى.. ده انتى شايلنى بايد واحده
- هنقع على وشنا دلوقتى
ضحكت قالت- طب غنى
ابتسم وبصلها وقال
"أنا في عينيها أحن الناس وأجدعها"
"إن خدت خطوة معجبتهاش براجعها"
لو رايحة جاية في أي مكان بتابعها
وإن مرة قالت يلا جنان بطاوعها
ودول يقولوا هتعيشها عليك
ودول يقولوا هتطمعها
أروح أخدها في حضني وأقول
معلش أصلي مدلعها
معلش أصلي مدلعها
تعوزني وسط حاجات بالكوم أفضالها
وتقول يا حكي في وقت النوم أصحالها
تزعل وترمي عليا اللوم أصفالها
اللي يعاديها ظالم مظلوم بحاميلها
ودول يقولوا هتعيشها عليك
ودول يقولوا هتطمعها
أروح اخدها في حضني وأقول
"معلش أصلي مدلعها"
"معلش أصلي مدلعها"
وصلو على البيت وبيطلعو لشقتهم وابتسامتهم على شفايفهم
ادم-انا جعان، كنا نتعشي برا لازم تعترضى
-مش وقت اكل
راحت فتحت اغنيه هاديه نظر إليه مدت ايدها ليه ابتسم عليها وراحلخا وسحبها من وسطها ورقصو سوا
ادم-بتفاجئينى انتى يا اسير
-بعلقك بيا
-اكتر من كده
اومات له بابتسامه لفها حوالين نفسها وقربها منه ضحكت وهى بترقص معاه بعشق قالت
-وانت جواك شخص قمه ف الرومانسيه
-اتخلق الشخص ده ليكى
-ولو بقى لغيرى...
شاورت على قلبه قالت بجديه-هقت.له
نظر لها تدم قرب منتا قال -شر.سه
ضحكت وقالت- علي ملكيتى بس
ابتسم وشالهاىمن وسطها ودوخها ليكملون سهرتهم الجميله ف منزلهم
فؤاد كان شايل شنطه ومعظى من قدام الورشه لقاها مقفوله
-ازاى نسيت انك مش جاي النهارده
بيبص على حلويات الى ف الشنطه بص للقهوة ابتسم قال
-نصيبك يا طنط شاديه
راحلها بابتسامه لما شافته ابتسمت قالت
-اى الغيبه دى
-قولت اريحك منى.. قوليلى بتحبى امو على
-هو ف حد مبيحبهاش
خرج علبه وادهالها وخد عليته وكل منها ضحكت قالت
-تصدق كان نفسي فيها
ابتسم - شوفتى مبحرمكوش من حاجه
-قولى ادم قافل لى النهارده
-متعرفيش ان اخوه بيخطب
-استاذ عاصم
اومأ ايجابا قالت- من مين
-بنت سفيييير
-بتتكلم جد
-ايوه امال بكدب عليكى
-لا جدع بيقع وهو واقف... الف مبروك
-باركيله هو بقا لما اتجوز ابقى باركيلي
-انت مش ناوى ولا اى
سكت بصتله عبير قالت-انا لى بحسبك عشقان يا فؤاد ومخبى
-ده ادم مش انا
-انتو الاتنين طلعتو مش سالمين وبتخبو ع بعض وف الآخر بقفشكم
ابتسم قال- انا هعرف مين منتى عارفه
-طب هتقولى امتى
ابتسم قال- لو بقيت ليا
-ولى لا
-لانها متعلقه بشخص تانى متجوز وشخص ده عزيز عليا
-اعز من حبيبتك
-ميعزش بس.. كل واحد ف مكانته ننا مش عايز اترفض
-بلاش جبن.. جرب وسيبها ع ربنا بدل ما تضيع من ايدك وتندم
سكت ابتسم قال- انشاءالله لا... كلى كلى
فى الفجر وسط سكون الليل الهادى دان الجميع نايم بأمان من ليلتههم الطويله
وسط الصمت بيكون فى خبط جامد اوى على بوابة البيت، خبط بيزلزل البيت كله مت قوته وكترته على الباب
صحيت اسير بقلق قام ادم قال- ف اى
خرج من الاوضه
بتصحى عبير بخضه ويخرج عاصم بغضب قال
-مين الغبى الى بيخبط كده
كان الخبط مستمر وبكثره عاصم- متصببببر
فتح عاصم الباب نظر إلى الرجل الى واقف قدامهم وعينه مليانه فجع بينزل ادم على السلم ويلص ع الباب ويشوف الرجل ويبصلخ اخوه باعين تملاها الكارثه والشر الى احتله هو الاخر
بيجرى ادم فى الشارع وسط الليل ومكنش لابس حذائه مم شدة صربعته، كان بيجرى وانفاسه بتلهث وجبينه بيتعرق من الى سمعه وقلبه بينبض خوفا
انكسر الصمت وعج بضوضاء الحاره، كان بيجرى وهو مش لابس حتى جزمه بيشوف الشارع كله صاحى وصريخ ورجاله بتحول فى جادل ميا ونور اصفر عالى منور الشااارع كله.. نور العذاب فى الاخره
تقدم ونظر الى اليافطه الى وقعت أرضا من النيرا،ن الى كلتها، كانت تلك هى ورشه ادم... ورشته بتو.لع
↚
آدم زاغ بنظره ناحية الدخان،ولقى اليافطة…
يافطة حداد قديمة،واقعة، محرو.قة، متفحمة،كانت دى ورشة ادم.. ورشته بتو.لع
رِجله اتراخت، قرب أكتر…ولقى الناس متجمعة،عيونهم عليه، لكن مفيش حد بيقول ولا كلمة،كأنهم شايفين في وشه حاجة أفظع من النار.
كانو بيملو ميا ويحاولون يطفو لكن مش عارفين، عاصم بيجى ويقف مصدوم ويبص للورشه بدهشه بيبص لاخوه الواقف قدامها
واقف ساكن وشافها… الورشة، حلمه، عمره، عرقه، كلها النا.ر بتاكلها وتحولها لرماد
اندفع زي المجنون، رمَى نفسه في قلب النار،
كأن اللى بيتحرق جوه مش حيطان حديد…
دي روحه.
بصوله الناس بشده لقوه بيكسر مسورة الشارع
-بتعمل اى يا ادم
سحب جردل وملاه وبيجرى يرميه فى المار لطنها كان بتأوج فى وشه، بيرجع يملا ويجرى بيحاول يطفيها باي طريقه، رجلُه كانت بتخبط في صفيح سخن مولّع،
لكن ولا وجع حسّه، كله كان ساكت جواه… إلا صوت بيصرخ:
"مش هسيبها، مش هسيبها!"
الناس جريت عليه، شدوه من ضهره،
– "يا بني إهدى! هتموت!"
بس هو بيزقهم، بيرجع تاني ناحية الورشة،
عيونه كانت مولّعة أكتر من النار… والجردل من اللعب بيسيح
فكيف يكون جسده وأيده اتحرقت، هدومه اتشقق منها جزء، والدخان لف وشه، سعاله كان بيقطع صدره،بس هو مستسلمش.
دخل الورشه اتصدم عاصم قال-اددددم
-اخرج يااابنى
بيشيل صناديق متفحمة، بيزق السور،
بيحاول يمنع النار توصل للمكان اللى فيه المعدات الجديدة،اللى لسه شاريها من اول امبارح!
كل خطوة بياخدها كانت بتسيب علامة نار على جلده،بس هو مش شايف…
شايف بس عمره بيتاكل. فجأة…
إيد قوية زقّته بقوة لورا وكان عاصم الى قال
-انت اتجننت عايز تدخل جوه
مردش ادم عاصم مكنش مصدق عينيه مش إن آدم بيرمي نفسه في الموت بالشكل دا.. أخوه فى حاله يرثى لها
ادم بيقوم ويرجع لنار تانى قال- لازم اوقفها
عاصم- جسمك اتحرق اهدى بقا هتو،لع فى نفسك عشانها ما فستين داهيه ده حته صفيح
قالها عاصم بجهل لانه مش مدرك الصحيح دى اى
ادم- حياتى بتو.لع جوه
كانت جمله كفيله تسكت عاصم وتعرفه انه مش ساذج يمو.ت نفسه صفيح بل ده شغله وحياته ومصدر رزقه.. الصفيح كانت دخله الوحبد
عاصم بضيق
– المطافى زمانها جايه.. كفاية عليك كده! دي حاجات بتتعوّض… إنما إنت… مش هنعرف نجيبك تاني!"
آدم بيصرخ بصوت مخنوق
– "أنا اللى بنيت دا، بإيدي!دي مش ورشة…دي أنا يا عاصم!"
-هتستريح يغنى لما ترجع لماما مو.لع.. ولا.. ولا اسير
سكت ادم من ذكر اسمها
علصم-هتفرح من ال بتعمله ده لما تتأذى
الناس بتساعد، المياه بتتضخ،لكن النار كانت متمسكة،زي ما تكون بتنتقم..كان مشهد مرعب…بس الأشد منه كان آدم صامت والجلد بتاعه متفحم، والحريق بيخمد…
بس الحريق اللى جواه،لسه بيولع.النار كانت بتاكل الحديد،بتنهش الخشب،بتخبط في السقف،وهو واقف… بيتحرق بصمت.إيده اترجّت،مش عارف يمدها ولا يسحبها،عايز يرمي نفسه في النار يطفّيها بجسمه،بس رجليه مش طاوعاه.
الناس حوالين منه، بيقولوا كلام مش بيوصل،الدنيا دوشة…بس دماغه فيها صوت واحد:"كل حاجة راحت."
مشهد ما بين الموت والجنون،
وأقسى من الحريق…
كان شعوره بالعجز.
عاصم بيرن على المطافى بغضب "انتو فين مش معقول ده كله مبلغين ولسا.. النار هتمسك فى المبانى كلها
-تمم يافندم احنا ع اول الشارع
قفل عاصم بضيق بيبص لآدم الى محاولش تانى وبقا ساكن واقف كأنه مش سامع،كأنه أطرش،
بس الحقيقة؟هو كان سامع كل حاجة…بس جوه قلبه.
كل صوت كان صدى بعيد،والنار؟كانت واخدة كل انتباهه، شعاها كان منعكس جوه عينه،
كأن الشرار ماسك فى سواد عنينه، والوهج الأحمر بيرقص على سطح دموعه،بيولّد منظر يخوّف…
عين بتبص على جنازتها.
راجل-هى المطافى هتوصل امتى
راجل تانا-البيوت هتخخخخرب
صوت صفارة الإطفاء قطّع الجو،
وبان النور الأحمر والأزرق بيكسر ضلمة الليل.العربية وصلت،رجالة نزلت بسرعة،خراطيم بتتفرد،مياه بتتدفّق على اللهب،
الناس بتتدفع ورا وبيهدو لما المطافى تتصرف بخراطيمها العملاقه وتهدى الحر.يق..بس النار كانت عنيده بتقوم وبتنهش كل خشبه وكل نفس فى المكان... ادم بس قال جواه"خلاص.. مفيش فايده"
النار بتزوى حولت الورشه لجومة سواد زى القبر المفتوح
النار بتخمد شويه شويه…بس نورها لسا شغال جوه عبن ادم المقتو.له
الضوضاء لسا شغافه والناس ىىحه جايه
بس هو؟واقف زي ظل.
عينيه فيها لمعة دمعة خفيفة،مش دمعة صريخ،ولا دمعة انهيار…دي دمعة "الوجع الهادئ"…النوع اللي بينزل من غير صوت،
وبيخلّي كل اللي في القلب يتعرّى.
النار انعكست خلاص…بقت بس ذكرى محروقة في عينه..وجوههم بتتحرك في عينه زي صور باهتة…لكن هو ماكنش شايفهم،كان شايف حد تاني.
Flash
ضوء ذهبي دافئ، ورشة صغيرة بعجل مفكك وصوت أدوات]
كان طفل صغير… يمكن عشر سنين.
لابس بنطلون واسع، ووشه متسخ بالشحم،
قاعد جنب أبوه،
الراجل اللي كان صوته خشن… لكن ضحكته دافية.
– "امسك المفك كده يا آدم… لأ، لأ، بص، إيدك لازم تبقى ثابتة… الحديدة دي ما ينفعش تتهز وإنت بتفكها."
آدم الصغير بص له بعين بريئة،
وبيحاول يقلّد بحذر…
ضحك أبوه وهو يطبطب على راسه:
– "هتاخدها شطارة… بس الأهم من إيدك يا بني، هو قلبك."
– "قلبى؟!"
قالها آدم باستغراب طفل.أبوه مسح إيده في القماشة،وجلس على الأرض جنبه،
وحط إيده على صدره:
– "اللي بيشتغل من هنا… عمره ما يخسر.
الورشة دي مش حديد ومفاتيح،دي أكل عيش… وكرامة… واسمك."
آدم رفع وشه ليه، وسأل ببراءة:
– "وإنت هتفضل فيها على طول؟"
ضحك أبوه بحنان،
– "هفضل فيها لحد ما إنت تبقى راجل، وتكمّل…
وأنا فخور بيك طول حياتى وراضر عنك دنيا واخره."
Back
ادم رجع للواقع من ذكرياته،الورشة اتحرقت ورشة ابوه معرفش يحافظ عليها…بس الذكرى؟لسه متشالة جواه،زي ختم محفور على قلبه.
بص للرماد،وحس كأن أبوه واقف وراه،بيطبطب على كتفه،وبيهمس:
"ما تخليش النار تطفيك… اللي اتبنى من القلب، بيعيش جوّه."
آدم خفض راسه ببطء…وكأنه بيعلن استسلامه..
وصوته خرج مبحوح لنفسه:
– "مفيش حاجة فضلت… حتى صوتي اتحرق."
واقف على رجليه نظر عاصم إليه فبرغم ان أخوه فى حاله يرثى لها لكن موقعك لحد دلوقتى ولا أظهر انهياره لحد.. هو مستنى اللحظه الى هينهار فيها بس ادم معملش كده وساكت وهادى.. ميعرفش اذا كان متقبل الى حصل او.. مش هيظهر ضعفه لحد حتى لو هو
كان الليل بينشقع ونور للصبح طالع
أسير كانت قاعدة على طرف الكرسي،
إيديها مشبوكة في بعضها،وضهرها مفروض أكتر من اللازم،كأنها بتحاول تمنع قلبها من الهبوط.. بتغتكر الخبط والرزع فى الفجر وبعدها ادم وعاصم خرجو ومرجعوش من ساعتها
كانت قلقانه وبتدعى ربها يكون كل حاجه بخير، نزلت تحت شافت عمتها قاعده قلقانه زيها ومناموش من ساعة الى خصل، السكون ده وراه كارثه اكبر
عبير-ادم مرنش عليكى
-سايب تليفونه اصلا، من كتر صربعته
-عشان كده مبيردش طب وعاصم واخده مبيردش لى هو كمان.... استر يارب
بصت عسير لعقارب الساعة اللي بقالها دقايق بتعدّي بتقل،وسألت بنبرة فيها محاولة تطمّن
– اى ممكن يخرجهم بليل كده
-ربنا يستر يا اسير
أسير عضّت شفايفها،صوت في قلبها بيقولها إن فيه حاجة غلط
عبير قلبها خايف لأن قلب الأم بيحس وبيخاف قبل ما يفهم.
الصمت تملّك المكان،وأسير كانت على وشك تقوم،لما فجأة…
"دَبدَبة رجلين سريعة، وخبطة على الباب!"
القلوب نطّت.أسير قامت فورًا، جريت للباب،
فتحته وهي بتقول:
– "مين؟!"
لقيت جارتهم ام مصطلى
ست طيبه دايمًا موجود وقت اللزوم وصاحبة عمتها
بيتسغربو منها عبير-ازيك ياحبيبتى
ام مصطفى– "الحمد لله إنكم بخير… والله أنا جيت أطمن… قلت يمكن سمعتم حاجة."
أسير اتفاجئت،– "سمعتم إيه؟!"
لسا بتتكلم وعرفت انهم ميعرفوش حاجه من الوش الى برا
– "يعني عشان الورشة… من الفجر والمطافي هناك!"
سكتو بصدمه غبير بصّت لها.
أسير اتجمدت.الكلمة خرجت… ولسه بتدوي في البيت.
عبير– "الورشة؟!"
ام مصطفى– متقلقيش الرجاله واقفه معاهم و...
بس ماكانش فيه تبرير
اسير-مطافى بتعمل اى هناك
. ام مصطفى– "آه يا أختي… الورشة حصل فيها حريق كبير، من الفجر والمطافي بتحاول تطفي، وآدم كان هناك من بدري… بس الحمد لله، هو كويس، هو بخير إن شاء الله!"
بس الكلمة دي ماطمنتش حد.لأنها جت متأخرة…أسير حطت إيدها على بُقها بصدمه
ام مصطفى– "أنا… أنا ماكنتش أقصد أقول كده… ماكنتش عايزة أخوّفها…"
عبير - ورشه اتحرقت
امةمصطفى- عن اذنكم
مشيت وسابتهم فى صدمتهم
طلع الصبح…والليل اللي شاف فيه آدم عمره بيتفحّم،اتبدّل بنور شمس خفيف، دافي…
بس مالوش طعم.
الشارع كان لسه صاحي بالعافية،ريحة الحريق لسه في الهوا،والدخان لسه سايب آثار سودة على الحيطان…لكن الورشة؟كانت سكون…سكون أسود
آدم قاعد على الرصيف،كتفه ملفوف بشاش،
هدومه مشدودة على جسمه، متسخة، مبلولة،
ووشه؟كان خالي من أي تعبير.
عنياه متعلقة بالركن ده…الركن اللي كان بيقف فيه دايمًا وهو بيفتح الورشة،
بيسحب الباب الحديد ويقول:
"بسم الله."
بس النهاردة…الركن مش موجود.النار كلّته.
ومعاه، كل حاجة كان بيتمسك بيها.
المطافي بتلم خراطيمها،العربية بتستعد تمشي،والرجالة بيسحبوا أدواتهم في صمت،كأنهم بيودعوا حرب خسروا فيها…لكن ماحدش خسر زي آدم
شادية واقفه باصه على الورسه وتشوف ادم…راحتله
وقعدت جنبه على طرف الرصيف.
مدّت إيدها على كتفه بحنية لقيته كتوجعش كن جروحه المكشوفه
– "يا بني، بص لجروحك… جسمك مولّع وانت ساكت!".
لكن آدم ما اتكلمش.ما حتى رمش.عنيه كانت ميتة،مش مكسورة بس…كانت مدمّرة.
عاصم، اللي واقف وراهم،ساكت من ساعة الليلة دي.عينه على أخوه،أول مرة في حياته يشوف نظرة زي دي في عيين آدم
شاديه- ازاى حصل كده بس.. أنا قافله امبارح بليل وكل حاجه كانت زى الفل.. استغفر الله العظيم
عاصم وقف جنبه اتنهد قال
– آدم.. خلاص الى حصل حصل
آدم اتكلم اخيرا-شايفنى بشد ف شعرى
-مش مستهله تزعل عليها اصلا
نظر له ادم حس عاصم انه غلط ف كلامه
شاديه-انت اتحر.قت جامد ده هدومه اتمزعت وجلدك سايح.. تعال نروح المستشفى، نشوف جرحك يا آدم
مردش قال عاصم- ادم لازم نشوفهم جروحك دى.. قوم معايا
آدم ما ردش.ولا حتى لف له وشه.كان لسه عينه على الورشة.على الحيطان اللي سقطت،
على السواد اللي غطّى الأرض،وعلى خُرم كبير…فتح في قلبه ومابيتقفلش.
رن تليفون عاصم كان شغله الى بيرنو عليه من الصبح
عاصم– "طب يلا نروح اى الى مقعدنا مش فاهم، إحنا من امبارح بليل واحنا واقفين.. خلينا نمشي ونغكر نعمل اى
عدّت لحظة صمت طويلة…
وبعدين…آدم اتكلم أخيرًا.
بص له، بصوت أجش، متكسر، طالع من جوّه نار:– "امشي."
عاصم وقف مكانه،ما فهمش في البداية قال
-هتروح معايا مفيش فايده لقعادك هنا...
بس آدم قالها تاني، بصوت أوطى، لكن أقسى:
– "امشي يا عاصم."
سكت عاصم من حدته، آدم ما بصّش له تاني.
كان بيقوم ببطء،جسمه بيتقوّس، كتفه بينزف،لكنه قام، ومشي…كأن رجليه ما بقيتش ملكه،بيتحرك في اتجاه واحد:البُعد.
البيت كان هادي، لكن القلوب جوا كانت بتدق كأنها بتصارع الخوف.الصمت مش راحة…كان انتظار.
أسير كانت قاعده وإيديها مضغوطة في بعضها بشدة،ورجليها… ماكانتش قادرة تشيلها،
كل شوية تقوم وتقعد،كأن جسدها نفسه مش قادر يتحمّل السكون.
عينها كانت سابحة…بس مش في الدنيا.
كانت هناك…في الحارة،قدام باب الورشة،قدام النار،وسط الرماد…شايفة آدم واقف لوحده،واللهب حواليه
كانت من ساعة ما عرفت الخبر…قلبها مش بيرجع مكانه.كأن في إيد خفية ماسكة ضلوعها من جوه
جنبها، كانت عبير،وشها شاحب، ووش التعب باين حتى وسط النور. كانت قاعدة ساكتة،وكل شويه تبص للباب،والساعة،
وبعدين تعاود تبص للباب تاني…كأنها مستنية تدق
عبير– "اتأخروا…ولادي اتأخروا اوي.. فينهم؟!"
قالتها بصوت واطي،لكن الخوف فيه كان عالي.
أسير ما سمعتش…أو يمكن سمعت، بس مش قادرة ترد،لأن في اللحظة دي، كانت في مكان تاني…في حضن آدم،بتحضنه بخوف،
وبتشم فيه ريحة نار وهو ساكت.
قامت مرة واحدة،زي اللي أخد قرار،
– "لازم أروح له.. مش ههدى غير لما اشوفه
لكن قبل ما توصل لباب الشقة،
رن جرس الباب.القلوب قفزت.
عبير جرت على الباب،صوتها مبحوح من اللهفة:
– "عاصم؟ عاصم ولا آدم؟!"
فتحت الباب بسرعة…ولقيته عاصم.
هدومه باينة عليها آثار الليل الطويل دخلته بقلق قالت
-انت كويس يعاصم
-نا كويس
اسير بصتله ونظرت خلفه قالت وقلبها مقبوض– "فينه؟ آدم؟!"
عاصم بص لها من سؤالها وقلق ف عينها قال
– قاعد هناك.. مرضيش يجى معايا
نظرت اليه دخل عاصم البيت واتخطاهم،
كان وشه باين عليه السهر،لكن جسمه سليم، لانه ماقربش للنار ولا خاطر بحياته زى ما عمل اخوه، ولا طالته
عبير قربت منه بسرعة، كانت بتفتش بعنيها على أي حرق، أي خدش،
– "إنت كويس؟ فيك حاجة؟ قربت من النار؟!"
– "أنا كويس يا أمي… كنت بس واقف معاه… طول الليل."
جابت له كباية مية بإيدها قالت
– "اشرب… اشرب ياحبيبى
أخدها، شربها على مرتين،وسكت.
أسير كانت واقفة بعيد شوية،ماقدرتش تقرّب،لكن صوتها خرج أخيرًا…كان مبحوح، متلخبط، وفيه لهفة مكتومة:
– "آدم… فين يعاصم؟"
– "لسه هناك قولتلك… في الورشة."
عبير– "لسه هناك؟! طب ليه ما رجعش معاك؟!
اسير-لوحده
اومأ اليها، عبير- إنت سبتّه هناك لى؟!"
– هو اللي رفض ييجي.ماكلمنيش… ولا حتى بصّ لي،قاعد وسط الفحم… ساكت.. مش فاهم لزمة قعاده اى ف رماد
اسير الوحيده التى تدرك شعور ادم الان
عبير-اى الى حصل
عاصم-معرفش.. انا قعدت ع ما البوليس يجى لكنه مجاش.. أنا سمعت من الجيران ان الورشه كان تمام بس من الحريقه وظهرها فجأه ده باين انه ماس كهربى
عبير- اتحرقت كلها
-النا.ر كانت شديده اوى يماما كانت هتدخل على مبانى تانيه لو المطافى موصلتش.
عبير حطت إيدها على وشها،
– "يالهوى... وادم قاعد هناك
-اه
مرضيش يحكيلهم ع الى عمله امبارح وانه اتتحر.ق
عبير-الورشة اتحرقت كلها.. زمانه هناك لوحده؟!"
عاصم هزّ راسه بس،وقال
– كان هيعرض حياته الخطر امبارح.. فاكر نفسه بشوية ميا هبهدى نار زى دى
كانه بيسخف ع اخوه من ضيقه انه خاطر بحياته لكنها فقط من فهمة الامر قالت
-ادم حصله حاجه
سكت شويه قال-كويس
رن تليفونه قفله بضيق وفرد صهره قلل- لو حد رن يماما اقفليه، مش هروح الشغل كده كده
-حاضر يعاصم.. لو تعبان نام.. بس اصبر لما تاكل الاول
اسير باصه علىىالباب وتتخيل ادم وهو هناك لوحده، وسط كومة رماد بيشوف مكان شغله اتدمر.. لا شك انه محتاجها.. زمانه لوحده ولازم تكون جنبه.. انها قلقه عليه للغايه
مشيت بصيت لها عبير قالت-اسير
خدت تليفونها لقيت الل بيمسك ايده بصيت لعاصم قال
-راحه فين
-هروحله... راحه لادم
عاصم- هتروحى هناك تعملى اى
-هرجعه اكيد قاعد هناك لوحده
-فاكره ان وجودك هيساعده ف حاجه، ادم عايز يبقى لوحده ويفكر صح فى الى هو فيه.. مش وقت محن على الفاضى احنا ف اى ولا ف اى
بصيتله قالت-محن؟! نا خايفه عليه
-يبقى متروحيش هو مش ناقص
عبير- هتؤوحى تعملى اى يا اسير، الرجاله زمانهم هناك والدنيا متبهدله
-انا مبيش دعوه بحد نا ليا دعوه بادم.، هو محتاجلى
-هيحتاجلى اكتر منك.. أنا عارف اخويا وبقولك سيبيه ف حاله دلوقتى، وجودك هناك مش هيشكل غير ضغط عليه وجرح اكتر... ادم عايز يبقى لوحده
ساب ايدها قال- افهمى ده كويس واستنى لحد ما يرجع يكون الموضوع هدى.. بلاش تفتحى الموضوع بمرواحك هناك
سابها ومشي بتبصله اسير من رفضه وتطلع على فوق نظر لها عاصم
عبير- عاصم.. هو مفيش حاجه
-اه.. مفيش
قعدت اسير فى اوضتها بتخرج تليفونها وتفتكر انه مخدش تليفون معاه
اضايقت وفكرت فيها وقلبها خايف وحزين، بصيت لصورتهم على الكمود تنهدت قالت
-ياترى انت فين وازاى يا ادم
انسحب الصباح بهدوء…والشارع بدأ يرجع لطبيعته،أبواب اتقفلت، شبابيك اتفتحت،والناس… كل واحد رجع يشوف حياته.
كأن اللي حصل ماكانش غير كابوس عدّى…
بس آدم؟لسه محبوس جواه.
وقف قدام الورشة،اللي كانت بيته قبل بيته،
وبابها الحديد متاكل،اتقدّم بخطوة،ريحة الرماد لسه في الهوا…وسخونة النار ما بردتش،كانت لسه عالقة في الجدران،
وفي الأرض،وفي صدره.
دخل.كل شيء جوّه كان مطفي…لسه فيه حرارة بتتسلل من تحت الركام،زي أنين بارد…ادم وقف لحظة…عينه بتدور على كل ركن،
كل حاجة سقطت.المعدات… الفحم غطّاها.الخشب… سايح.الحوائط… سودة، مشققة
نزل على ركبته بهدوء مدّ إيده في الرمادكان قاعد وسط الخراب،عنَيِه اتعلقت بحتة حديدة كانت زمان جزء من المنضدة
قعد وكأن الجلوس هو الشيء الوحيد اللي بيقدر يعمله.كأن الركوع للرماد هو الطريقة الوحيدة ليفهم معنى النهاية.
ما كانش فيه غيره…هو والخراب…وذكرى نار خلّصت مهمتها…وسابته قاعد،لوحده،
فؤاد كان بيجري.بيسأل كل وش يقابله،
كل جار واقف،كل طفل ماسك أمه:
– "الورشة؟ حصل إيه؟ آدم فين؟!"
الناس كانت بتبص له لأن الورشة حديث الحاره
عينه وقعت على البوابة اللي اتعرّت،
والحيطة اللي كانت بتشيل اليافطة…
وقعت.ورشة آدم.
اللي كانت زمان بتلمّ ريحة شغل،
وصوت معادن،وضحك صحبة،واتحولت لسواد.
قرب ببطء…عينه دخلت قبل رجله،
وفي اللحظة دي، شاف ظلّ بني آدم قاعد جوا،وسط الرماد.
بس فؤاد ما اتفاجئش.هو الوحيد اللي يعرف مين ممكن يقعد جوا الخراب ده.مين اللي مش هيهرب من النار،لأنه عمره ما هرب من حاجة…آدم.
وقف عند الباب شوية،ماقدرش يدخل على طول.فيه رهبة…رهبة تشوف صاحبك وهو منهار وانت مش عارف تنقذه.
دخل.لقى آدم قاعد،وسط بقايا الخشب،
والمعدات المتفحمة،ما قالش ولا كلمة.
وقف جنبه اتنهد قال
أخد نفس، وقعد جنبه قال
– "كنت بدعي تكون إشاعة…لحد اما شوفتك
فؤاد كمل، بصوت متكسر– "أنا… أنا مش عارف أواسيك.بس اللي أعرفه،إن دي كانت أكتر من ورشة.دي كانت… عمرك، وأبوك، ومصدر رزقك
ادم-ازاى يحصل كده يافؤاد وليه؟!
فؤاد- انت معرفتش اى حاجه ولا حصل اى
-معرفش.. معرفتش لحد دلوقتى ده حصل ازاى وامتى.. نا سيبت شغلى يوم عشان خطوبة عاصم وصحيت على خبر زى ده
مسك مفك قال- انا صرفت اخر جنيه معايا فيها
– مش مهم يا ادم هنعدلها.. بص نلاقى مكان تانى لحد ما دنيا تظبط هنا وترجع تجددها.. طول عمرك تبني من تحت الصفر، آدم…
ما تنساش ده."
-منيننننن
قالها بغضب بصله فؤاد، ادم-نا بقيت تحت الصفر
سكت فؤاد، كان صوت تدم مجروح لكن ثابت
ادم– "كنت ناوي أخلّص الباقي من المعدّة الشهر الجاي.كنت بدوّر على بنط تانية،وكان في زبون جاي بكرا يسلّم عربيتين…"
سكت وقال بغصه-الخساير كبيره اوى.. خساير انا مش قدها.. المفروض انى شغال فيها ٤سنه..٢٠ سته عايش هنا اكتر مبعيش معاهم ف البيت.. لى تخرب فى بوم وليله
آدم بص للحوائط السودة وافتكر ابوه،وقال بهمس:
– "فاكر لما كنت بصنّفر معاه وأنا عندي ١٠ سنين؟كنت بنام جنبه على خشبة الطبلية.كنت بسمع دق الشاكوش زى لحن،
وصوته وهو بيقول لي:
"ما تبصش في جيب الزبون، بص في ضميرك.""
اتنهد قال- "كل ده اتحرق، يا فؤاد.
إزاي أرجّع اللي مات؟"
فؤاد ما قدرش يرد،بس حط إيده على كتف آدم،رغم الحرق…ورغم الرماد.
وقال له جملة واحدة:
– "اللي مات ما بيرجعش…بس اللي عاش جواك،ما بيموت
ادم بعد ايظه عنه قال- منغير طبطبه عشان دى اكتر حاجه نا بكرها فمتخلنيش اندم انى كلمتك
سكت فؤاد بحزن من اجله
ابتسم ساخرا قال- قتل وانا الى كنت عايز اخلف.. هونا هخلف لى.. عشان امرمطهم معايا... حتى اسير.. اسير ذنبها اى تتجوز واحد حالته بالعافيه زى... دلوقتى حتى العافيه مبقتش موجوده
فؤاد- بتفكر فيها قبل نفسك
-افكر فيها لانها حياتى.. أنا هعمل اى ف حياتنا
رفع راسه قال- يااارب.. لى كددده... أنا كنت راضى بحالى بس تخلينى انزل اكتر من كده
فؤاد-اسنغفر ربك يا ادم
تنهد ادم بوجع جت شاديه ع الباب
-ادم
لف شاورت قالت- بوليس بيسأل عنك
نظر فؤاد ليه بقلق خرج شاف عربيه بوليس جايه نحوه لما ارشدوه للمكان
نزل ظابط قال- فين ادم
ادم-انا
فؤاد-ف حاجه يافندم
-متقلقش احنا بس عايزين نساله عن الحر.يقه
ادم-نا معرفش اى حاجه عن الى حصل
ظابط-مكنتش ف الورشه امبارح مش كده
-اه، جارى قالى الفجر ومن ساعتها ونا هنا زى منتا شايف
-المطافى قالت إنه ماس كهر.بى
-معرفش تقدر تتأكد بنفسك
-انا عارف انك خسرت ورشتك بس ساعدنا عشان نعرف نساعدك
-المساعده ف ايد ربنا.. أنا قولتلك معرفش حاجه
-ولا لو مطلعش ماس
نظر له ادم قال ظابط- ممكن حد سبب النا.ر دى
فؤاد-ازاى يافندم.
-واحد متهور رمى سجار.ه مثلا وهى مولعه ومسكت ف اي حاجه
ادم سكت لانه كان بيحسب استنتاج غير ده حد مثلا قاصد الى حصل
ظابط-هنسال الجيران كمان ونحقق ف الموضوع
ادم- الى انت شايفه اعمله
مشي ادم بصله الظابط قال- مش هتكون معانا؟! هتسيبها مفتوحه كده
-مفتوحه؟! هخاف اى يتسر.ق مثلا، الى قدامك خراب
مشي بيرجع الظباط لشغله وفؤاد بيبص لادم
عبير قاعده قلقانه-ياترى انت فين يا ادم
اتفتح الباب دخل عاصم
عبير-جبته؟! هو فين
-مش هناك، لقيت البوليس بس وكان ماشي سالته عليه قالو انه ماشي من العصر ومرجعش
-مكنش لازم تسيبه من الأول
-المفروض كنت اخده غصب عنه
-انت عارف ادم لما بيكون مضايق هيرجعلنا بعد سنه
-هبقا اسأل فؤاد بكره عليه
-بكره؟! هنسيبه لحد بكره
-ادم مش واخد اى وسيلة اتواصل معاه بيها، اعمللل ايه
سكتت بضيق وقلق قالت- اسير زمانها قلقانه عليه.. منزلتش من ساعتها بسببك
-بسببى؟!
-خلاص يعاصم
-هو خلاص فعلا
خد بعضه وطلع ع فتق بصتله عبير، بيقف عاصم عند شقة اخوه بيبص قليلا بعدين بيكمل طريقه لفوق ويقف قدام الباب، السجاده الى اخترتها اسير دلالة ع حبهم.. لقد امتلأت بالاتربه
فتح الباب ودخل ساف كل حاجه ف مكانها كل حاجه اختارتها هى، قعد وافتكر ضحكتها فى اخر مره كانو هنا
"اناىمش مصدقه يعاصم، خلاص بعد بكره هنتجوز"
"طب بما اننا هنتجوز مفيش عربون محبه"
"أخرس يسافل بدل متشوف متى وش تانى"
"انتى فهمتى اى، أما اقصد حضن"
"لا بردو"
"على فكره ربنا امرك بطاعة الزوج"
"لما تبقى جوزى"
"٤٨ ساعه بس وهنشوف الطاعه"
" عمتتتتووو"
افتكر ضحكته وقتها ومرحهم سوا، اللعنه لى بيفتكر ده دلوقتى.. لى بيفتكرها كل شويه... كأنه خسر حاجة كبيره.. ندم على خساره اكبر حاجه كان هياخدها..
بص لدبلته وافتكر ريتاج، انه معجب بها بس ولا مره عرف يكون معاها ويضحك قد اسير، لقد راي حب صادق ف عينها بس هو كان بيحسها عاميه بنسباله بس انبهارها بيه، كان شايف نفسه زياده طلعت هى زياده عليه لما خسرها... خسرها وبقيت لاخوه
مسك راسه قال- تفكيرك ده هيوديك ب داهيه.. مش ده الى كنت عايزه..خلاص هتتجوز ريتاج عايز اى منها
ندم كبير ف قلبه لانه هيتجوز فعلا بس بسبب طايشته وطمعه للمنصب والعلى خسر حبه.. لطالما كانت اسير حبه لكنه غبى ويلعن نفسه على ده.. يحترق لما بيشوفها مع اخوه
رن تليفون كانت ريتاج اتنهد حتى المكالمه مش عايز يرد عليها، معندوش شغف
بعتلها رساله"هكلمك بكره عشان عندنا ظروف ف البيت"
كان وكأنه بيسكتها
اسير النوم مغفلهاش للحظه كانت قاعده ف ايدها التليفون لاى مكالمه ممكن تحيلها، عينها مكنتش راضيه تقفل منغير مطمن عليه
قلبها كان بيدق بخوف وبتدعى ربنا يرجعلها سالم
فى الفجر اتفتح الباب اول ما اسير بتسمع صوت خرجت فورا بتشوف اظم واقف قدامها، نظرت إليه ولملابسه المشققه المحرو،قه والدم المتجلط عليه وجرو.حه، بوجعها قلبها فهو ليست بحالة عاصم المثاليه
بتيجى عين ادم فى عينها وكأنه رجع متاخر عشان تمون نامت بس هىىكانت لسا صاحيه
اسير بحزن قربت منه قالت- ادم
صوتها اضعفه قربت منه بقلق قالت
-اتاخرت ليه.. لى تقلقنى عليك كده
مردش عليها قالت- تعالى احطلك مرهم
بتدهن اسير المرهم على جرو.حه وجسمه، كان صامت
اسير-بتوجعك
مردش عليها بتاخد التيشرت وتلبسهوله قالت
-هعمل الاكل.. اكبد مكلتش من ساعتها
كانت هتمشي مسك ادم ايدها قال- متمشيش
نظرت البه وانت اتكلم اخيرا قال- محتاج اتكلم معاكى
اسير قعدت جنبه قالت- ادم.. الى حصل حصل
-الورشه اتحر.قت
شعرت بالحزن من نبرته قالت- عرفت، ده قدر هنعمل اى
-دى مصدر دخل الوحيد يا اسير
سكتت نظر لها اخيرا وشافت الدمع المتجمع فى عينه والكسره الكبيره قال
-مكنتش مجرد ورشه كانت سبب عيشتنا وشغلى كله.. الورشه اتحر.قت بكل حاجه فيها
مسكت ايده وبتمنع نفسها تضعف قالت- المهم انت بخير، احمد ربنا لو كنت فيها وقت الحر.يقه كان هيحصلنا اى لو حصلك حاجه
-لو كنت فيها افضل من العجز الى انا فيه
-بتقول اى يا ادم، سلامتك اهم من ميت ورشه
-انتى مش فاهمه حاجه مش فاااهمه
-مفيش حاجه هتعوضنى عن خسارتك
-ولما منلاقيش ناكل وجودى زى عدمه
نظرت له إليه اعين ادم دمعت بحق وظهر ضعفه قال- انا عاجز حتى أوقف الحر،يقه، سولت اانا.ر وهى بتاكل تعبى وشغلى جوه جوه ونا معرفتش اخرج اى حاجه.. معرفتش انقذ حاجه منها.. كل حاجه رماد
-دى حاجه خارجه عن ارادتك، ده قضاء يا ادم.، هنعمل اى
-دى كانت دخلى الوحيد.. دى الىةكانت ممشيا البيت ده ولو بمبلغ بسيط... هنعمل اى بعد كده.. نا معيش غير الفين ج.. الفين ميكفوناش شهر.. ميكفوض حق غاز وميا
لقد اباح لكل ما ف صدره وعلى كاهله
اسير- متفكرش ف بكره سيبها ع ربنا
-هنعمل اى يا اسير، هناكل منين ونشرب منين... نا خسرت كل حاجه
سألت دمعه من عينه اخيرا وقد انهار امامها وكأنه فى امان معاها
ادم-كل حاجه خسرتها فى لحظه انا ادمرت وانتى معايا هتعانى اوى.. نا
اسير-ادم
نزلت دموعه وبص لايده الى لاحول لها ولا قوه قال
-مش عارف اعمل اى... مش عااارف انا بقيت عاجز ضعيف
لأول مره ترى اسير ضعيف هكذا ويبكى امامها، قربت منه وحضنته بدون اى كلمه خدته فل حضنها ونزلت دموعها غصب عنها وقد انهارت معه لانها لم تستطع مواساته فحزنه اكبر بكثير فبكت معه
حضنته بحزن وحنان قالت- مستحيل اعانى معاك... نا معاك فى اى حته فى جنه، ربنا هيفرجها، صدقنى هتفرج بس قول يارب
حضنها ادم وسقطت دموع من عينه ويدفن وشه فى عنقها وكأنه مصدق خد هذا العناق، لقد أظهر ضعفه لأول مره لحد.. ليها هي بس
اسير-خرج كل الى فقلبك... ده هيكون مبينا، وانت فى حضنى أبكى زى ما انت عايز... المهم تستريح
ضمها اكتر وهى حضنته بحنان كبير وبتربط على ظهره بحنان وشجن كبيره كأنه ابنها جالها تايه وبيبكى من الضياع وبتخبيه فى حضنها من الدنيا القاسيه الى جت عليه... ادم من كان يحتويها لأول مره يضعف هكذا ويظهر انهياره.. ويظل ع ان الى فيه كارثه كبيره مش قادر يشيلها لوحدها
ادم-كنت محتاجك اوى هناك
سكتت فهى كانت ستذهب ليه بس عاصم قالها لا بتحسب انه هيضايق متعرفش انه مستنى يشوفها
ادم-متبعديش ارجوكى.. هعمل اى حاجه هتلاقى حل عشان متعانيش بسببى
-اياك تقول كده، نا وانت واحد.. يهمنى بس تكون جنبى بخير.. لو هعانى معاك المعاناه هتبقى بنسبالى نعيم
-اسير..
-ششش نام دلوقتى انت تعبان
بتربت عليه بحنان وقلبها بيبكى بداله، مبتقدرش تنام لكن لما تشوفه غفى بتستريح كأنه مصدق يقفل عينه قليلا عن الدنيا دى، لمست شعره بحب وجهه المرهق كأنه كبر ٢٠سنه بين يوم وليله
بتبعد اسير براحه عنه وتخرج من الشقه بتنزل تحت عند عمتها تلاقى الباب مفتوح، دخلت وراحت تمد اوضتها الى كانت قاعده فيها، بتفتح الادراج وتكون بتدور على حاجه
بترفع المخده وتفتح مكتب الىىكانت بتدرس عليه وتلاقى دوسيه خرجت الورق الى فيه وتبص لشهاده الى بين ايدها..كانت شهاده تخرجها كلية اعلام
عاصم بينزل من العربيه وهو بيترنح بيحط ايده على بقه من الريحه، تنهد باسنقامه عشان لو قابل حد ودخل
اسير بتخرج من الاوضه وهى خارجه على برا بتقف لما تلاقى عاصم فى وشها قدام الباب، نظر إليها من وجودها هنا قرب منها قال
-بقالى طتير مبشوفكيش هنا
بتنظر إليه بعدت عشان يدخل انحنى عاصم عند وشها وبص فى عينها قال
-لى مصبرتيش... كان النجاح هبعم عليا انا وانتى، دى كاتت زى اى خطه بعملها عشان اترقى
استغربت اسير منه قالت- شربت تانى
وكأنها ليها اسبقية معرفه بالموضوع
↚
شمّت أسير ريحته المميزة اللي عرفاها قالت- شربت تاني؟
وكأنها كانت عارفة ومتوقعة ده من قبل.
عاصم: يهمك؟
ما ردّتش عليه، وفجأة جه صوت من وراهم:
عاصم!
بص ناحيتها، وكانت أسير بتتجاهله.
عبير: أسير، كنتِ بتعملي إيه؟
مفيش يا عمتي، كنت باخد حاجة من أوضتي بس.
أوْمَأت لها وطلعت، وعاصم دخل، وأسير بتبص له، ريحته لسه في أنفها، ريحة اتعرفت عليها قبلكده، وكان بنفسه اعترف لها في مرة إنه جرب يشرب، ساعتها كانت شايفاه مثالي، وافتكرت إنها كانت مجرد غلطة، لكن... الواضح إنها كانت عادة، وعاصم مش بيبطل.
حتى المكان اللي شافته فيه قبل كده وهو في الحالة دي، والكلام اللي سمعته من فؤاد، كل ده خلى في عقلها يقين إن عاصم هو السبب في إن آدم يقع في دا، وهو اللي وصله لأول الطريق ده.
ولا لحظة شكّت في آدم، ولا كذّبت إن عاصم ليه يد في اللي حصل، لأن ريحة السهر كانت واضحة منه.
ومع كل ده، ومن حبها، كانت بتتقبله، وبتتمنى إنه يتغير.
أوقات كانت تبص لآدم وتحمد ربنا إنه هو اللي بقى جوزها، مش عاصم...
آدم راجل بحق، بيحبها، وبيخاف ربنا، وما بيعملش حاجة تغضبه..
فى اليوم التانى ادم بيصحى من جنب اسير مش بيلاقيها، خرج لقاها عامله فطار خفيف بتخبط فيه نظرت له قالت
-صحيت.. يلا عشان ناكل
-مش جعان كلى انتى
مشي مسكت ايده قالت-ادم.. انت مكلتش من امبارح
-مش جعان يا اسير
-نا مكلتش من ساعتها
نظر لها قالت- ولو مكلتش مش هاكل
-اسير
-مهمكش؟!
سكت راح قعد معاها اسير بتعقد جنبه كانت هتاكله منعها نظرت له لأنه لاول مره يحرجها
ادم-كلى انتى، تسلم ايدك
سكتت اسير قال- طب انت قاعد معايا تقضيه واجب.. كل اى لقمة يا ادم
-نا قولتلك مش جعان
- انت مكلتش حاجه، هتعفد كده كتير
- اسيييير.. مليش نفس خلاص بقا
- الاكل مش مقاطعه لو عايز تفكر صح لازم تاكل.. عشان خاطرى
ادم بياكل من بعد جملتها لانه مش عايزها تتحايل عليه كتير، بتاكل اسير معاه وتلاحظ ان اكله بطىء كأنه بيبلع بالعافيه وعينه شارده.. كأنه سابح ف أفكاره
ادم- شايلتك الحمل معايا امبارح
نظرت له قالت- حمل؟! اعتقد احنا متجوزين يعنى حتى الحمل هيكون بالنص..برغم انه مكنش حمل ولا حاجه، لو متكلمتش معايا هتتكلم مع مين
مسك ايده وادم بيقبض عليها وقال
-شكرا
عاصم بيغسل وشه بنعاس وبيفتكر اسير لما شافها امبارح
"لى مصبرتيش كان النجاح هيعم علينا"
اضايق قال- اتمنى متكنش فهمت كلامى
افتكر الشهاده الى شافها ف ايدها
بيعقد اظم فى الصاله لوحده فى ايده ورقه وقلم وكأنه بيفكر هيعمل اى ويخرج من الى هو فيه ازاى، طان بيسجل أرقام وف ايده التليفون
كأنه بيمشي الخسائر او المصاريف الى هيخرجها الشهر ده بيحسب الزنقه الى هو فيها
بيسيب كل حاجه ويمسك راسه الى مضغوطه وممكن ينهار فى اى وقت، كان بيحاول يخفى حزنه
بس اسير كانت واقفه من بعيد وشايفاه وهو بيعانى، رن الحرس راحت فتحت لقيتها عبير
عبير -بقا عامل اى
-كويس الحمدلله
-نا عايزه اعقد معاه، اطمن عليه
-برحتك باعمتو بس معتقدش انه هيتكلم.. تدم مبيتكلمش حتى معايا.. الى فبه مكفيه
تنهدت عبير بحزن قالت- ماشي هجوله وقت تانى.. طمنيني عليه
-حاضر
مشيت عبير واسير بتقفل الباب بترجع لادم قالت
-انت كويس
-كل حاجه غلط.. مفيش حاجه لصالحى... يارتنى مشتريت بالى معايا العيارات دى..
لو اعرف ان ده هيحصل مكنتش صرفتهم
بتحزن اسير قالت-مالك يا ادم.. احنا ممكن نفتح مشروع صغير مثلا
-مشروع اى اللى بالتلتلاف الى معايا
سكتت لقيته بيجمع قبضته قال- نا لازم الاقى شغل، لازم فى اسرع وقت... اشتغل اى حاجه
بيصعب عليها وبتبص لايدها وتشوف الخاتم بتبص لادم والمحنه الى هو فيها، قلعته فورا منغير متردد قالت
-خد يا ادم
نظر إليها لقاها بتقلعه اتصدم قال- بتعملى اى
مسك ايدها فورا قال- اياكى يا اسير
-خده، أنا مش عايزاه.. هعمل بيه اى وانت محتاج كل جنيه دلوقتى
-اسير، نا مش بتكلم معاكى عشان عينى على الحاجه الوحيده الى ادتيهالك
-انت ادتنى حجات كتير يا ادم، مش خاتم الى هيتقارن بيها
-ده خاتم جوزاك اياكى تفرطى فيه، بدل مجبلك زياده اخده منك
-بكره تجبلى بس احنا فى النهارده.. هعمل بيه يا ادم، نا مش هقدر اشوفك محتاج وف ايدى حاجه تساعدك.. بيعه واعمل بيه اى حاجه انا مش عايزاه
-الخاتم مش هيكون فرق كبير لمشروع يا اسير، خليه معاكى
-عشان خاطرى خده
مسك ايدها جامد واتنهد قال-عشان خاطرى خليه
سكتت نظر لها قال بجديه-متخلنيش اندم انى بتكلم معاكى... الخاتم ده خيفضل ف ايدك وربنا يقدرنى واجبلك غيره... ادعيلي انتى بس
عينها دمعت اومات له قالت- مش عايزنى اعمل اى حاجه ليك
-خليك جنبى ده كفايه... ونا الى هعمل.. أنا إلى لازم اعمل عشانك وعشان حياتنا.. هنزل ادور على شغل،، هتصرف واشتغل شغلنتين... مش هعقد واستنى لحد ما أمد ايدى
-متبهدلش نفسك، لاقى شغلانه واحده كفايه
سكت فهى لاةتعلم شيء عن العمل وراتبه، قال
-الشغل كله بهدله
نظر له اسير ربت على ايدها قال- ممكن تعمليلى قهوه بس
اومات له فورا بابتسامه قالت-حاضر
ابتسم لها ولما مشيت اختفت بيتنهد بعمق قال-ياااارب
عاصم شاف عبير نازلة، فقال:
جه إمتى؟
باين من امبارح بالليل، لما قلت لأسير تنزل تفطر معانا ومتعقدش لوحدها، قالتلي مش هتسيب آدم، وعرفتني إنه رجع... من ساعتها وأنا قلبي ارتاح عليه.
سكت عاصم، وفضل يتساءل... يا ترى أسير قالت له إنها شافته امبارح وهو مش في حالته؟
عاصم:
كويس... طب مش هينزل يتكلم معانا؟
أنا معرفتش أتكلم معاه، حتى أسير كلامها قليل معاه... أكيد مش قادر يتكلم، الله يكون في عونه، مش معروف اللي جواه، بس يا رب...
رن تليفون عاصم، فقالت عبير:
مين؟
ريتاج.
وش السعد علينا! يدوب خَطَبها من هنا، والفجر جت لنا مصيبة... أمال لما يتجوزها هيحصل إيه؟ البيت يولّع؟
عاصم:
متربطيش الخطوبة باللي حصل، ده اسمه تفكير مش منطقي.
مش منطقي؟! من يوم ما دخلت حياتنا ما شفناش حاجة عدلة!
ماما بعد إذنك... خلاص، كل ده عشان ورشة؟! أنا مش فاهم آدم عامل كده ليه في نفسه... يعني كانت بتدخله قد إيه على التعب ده كله؟
كانت بتدخل اللي يعيّشني.
بُصّوا على الصوت، لقوا آدم واقف.
بص له عاصم، وآدم وقف في وشه وقال:
يمكن مرتبي مش زيك يا عاصم، لا مكانة ولا مركز، بس الورشة كانت مخلّياني عايش مرتاح، من غير ما أمد إيدي لحد... مش لازم أكون في شركات، أو في وظيفة كبيرة... كنت عايش والحمد لله، لكن دلوقتي؟ زي ما إنت شايف... الورشة راحت، الورشة اللي بتتريق عليها... دي ورشة أبونا، الله يرحمه.
عاصم:
أنا مقصدش حاجة يا آدم، أنا بس مضايق علشان زعلك عليها... وممكن تشتغل بحاجة تانية بشهادتك.
آدم:
أنا لو لقيت شغل، كنت قلت لأ؟! ده كان شغلي، معرفش غيره... العربيات، والشغل اللي كنت إنت بتتقرف منه.
عاصم:
إنت كده بتخلط الأمور ببعض يا آدم...
-لانك شايف الحياه سهله لمجرد انك فى وظيفه ومتأمن.... أنا عمرى ما ابصلك ف حياتك واتمنى تستمر فيها وتكون فلوسك من حلال يعاصم
نظر له عاصم حين قال ذلك قال -حلال؟! حد قالك انى بشتغل فى الحرا.م..
-انت ادرى
-فهمنى كلامك ده اى.. أنا بس فاهم انك مضايق بسبب إلى انت فيه لكن كلامك توضحه يمتتكلمش
-الى انا فيييه، لا انا تمام اوى بس ياريت نسكت.. طالما مش هتقول كلمه كويسه يبقى تسكت لان انا مش ناقص حد... متزودهاش على اخوك
عاصم خد مفاتيحه وقال- عن اذنكم اتاخرت على الشغل
مشي وسابهم قالت عبير- كمل اكلك يعاصم
مردش عليها بصيت لادم بعتاب قالت-لى كده يا ادم
ادم-لى؟!!
-عاصم كان مضايق ليك مش قصده يقلل من حجم الى حصل بس قصده ان حزنك أغلى
-بتبرريله زى عادتك
-انت شايف ان اخوك بيتريق ع زعلك فعلا تبقى غلطان لأنه كان بيفكر فيك امبارح وخرج يشوفك فين وملقكش
-ونا مقولتش حاجه غير إنه يسكت
-مش تزعله وتمشيه...
ادم بغضب- خلاصصص ف ايييه
نظرت له عبير قال ادم- كفايه يا امى.. خلاص مش ناقص
عبير- اطلع ع شقتك يا ادم لان واضح أعصابك تعبانه
-هطلع.. ومش نازل تانى
نظرت له طلع ادم واتخطى اسير إلى كانت واقفه مش عايزه تدخل فيضايق منها، بصيت لعمتها بعتاب قالت
-مش هيبقى انتو والدنيا يعمتو... حرا.م
-انتى مش شايفه ماله
-شيفاكم مش مقدرين ولا بتحاول تفهموه.. وده مش دلوقتى بس ده من زمان
مشيت اسير تلحق بيه
اسير بتفضل الليل كله متابعه ادم الى كان ساكت وباصص بس ف التليفون والدفتر كانت تتثاوب قالت
-مش هتنام يا ادم
-اقفلك النور
-لا عادى خليك قاعد معايا
اتقلبت وهى عينها عليه راحت ف النوم غصب عنها وكان هو مغلبهوش النوم من كثره الأحمال الى شايلها، قعد الليل كله يكتب فى الدفتر أرقام منقوله من التليفون
بيبص لاسير قام وراح جنبها حسيت بيه فتحت عينها -هتنام
-تعالى
خدها فى حضنه وهى قربت منه بحب وحضنته متعرفش انه عايز حضن يستمع من الطاقه عشان يكمل زى الطفل الى بيستخبى فى حضنها
في اليوم التاني، آدم كان بيسجّل أرقام كاتبها في التليفون، وبيعمل مكالمة، جاله الرد:
ألو... كنت عايز أسأل عن إعلان الوظيفة اللي نزلتوه.
جبنا حد خلاص.
سكت آدم، فالرجل قال له:
لو في وظيفة فاضية، هبلّغ حضرتك.
تمام، شكرًا.
قفل معاه وبدأ يشوف رقم تاني يرن عليه، كان خلّص تقريبًا نص الأرقام اللي كتبها... كلهم قالوا إنهم خلاص جابوا حد ومش محتاجين.
أسير: مش هتاكل يا آدم؟
ما ردّش، وكان باين عليه إنه مشغول.
قالت وهي بتقرب منه:
إيه الأرقام دي؟
دورت على الإنترنت على شغل، ولقيت شوية أرقام وسجّلتهم... بس كلهم استكفوا.
بصت له وهو بيرن على رقم تاني، وعينها متابعاه... كان بيقفل ويكلم اللي بعده من غير ما ياخد نفس، كأن ماعندوش وقت يزعل، ولا يبص وراه.
الوظيفة لسه موجودة؟
أيوه، المرتب بيتحدد في المقابلة.
تمام، إمتى؟ أنا ممكن أجي دلوقتي.
هتلحق توصل في ساعة؟ عشان المدير هيمشي.
تمام، هلحق.
قفل، ودخل يلبس بسرعة.
قالت أسير:
هتروح؟
آه.
طب إنت ماكلتش.
كلي إنتِ، ماتستنيش... عشان ممكن أتأخر.
ليه؟ هو إنت هتستلم الشغل النهاردة؟
لو أمكن، آه.
سكتت وهي شايفاه بيلبس وبيخرج، وقلبها معاه... بتتمنى ما ميرجعش زعلان، أو مجروح.
ادم خارج من العماره لقى اخوه بياخد عربيته وماشي على شغله
عاصم شافه وقبل ما يتحرك قال- رايح فين؟!
-شغل
-شغل؟!! فين
-فمطعم على الطريق العام
-طب متركب نت عارف ان بمشي من هناك.. هنزلك عنده
سكت ادم بص فى الساعه لانه مش عابز يتأخر ولسا هيشوف مواصلا، ركب معاه ومشيو
قال عاصم-لقيت الشغل ده فين
-ونا بدور على النت، جه قدامى
-والنرتب؟! خلى بالك لانهم بيكونو عايزين شباب يرضو بنرتبات قليله
-عارف انا مش عيل... قالى المرتب هيتحدد هناك
نظر له عاصم قال- يبقى مش هيعجبك
-مش هقدر عن دى بس هشتغل اتنين عادى
-اتنين؟! هيبقى عندك وقت
-هشوف الدنيا فيها اى
وقف عاصم عربيته وصل ادم
عاصم- ابقى عرفنى عملت اى
اوما له قال-امشي ع شغلك بدل متتاخر
مشي عاصم وادم دخل المطعم لقى محاسب سأله عن الوظيفه شاورله على جوه لقى واحد قال
-انت إلى كلمتني
-اه
-طب ادخل استاذ محمد جوه
دخل وشاف رجل قال- عندك خبره كتم سنه
-لا نا مشتغلش فى مطاعم كانت عندى ورشه ميكانيكا
-بس الشغل هنا مساعد شيف، هتعرف تتعلم؟!! عندك كان سنه
-٢٨
-متجوز؟!!
-اه
-المرتب٢٥٠٠، سعات ٩... يناسبك
وكانما بيده الاختيار لكن هذا المرتب البغيض لن يكون بحجم وقته الذى يهدر معندوش وقت حتى يشتغل شغلانه تانيه
ادم-شكرا
قام ومشي من هناك ولم يلتحق باي وظيفه، ماشي صامت لكنه مش هيرجع البيت ويده فارغه لازم يكون فى شغل
شارع مزدحم – منتصف النهار – الجو حار
كان ماشي بخطوة بطيئة، وجبهته باينة فيها العرق، مش بس من الشمس، لكن من التفكير والضغط والهم.
آدم وقف قدام ورقة معلقة على باب محل كبير مكتوب فيها:
"مطلوب مساعد – 12 ساعة عمل – المرتب 1800"
ضحكة يائسة طلعت منه، وقال بصوت واطي:ـ "يعني يومي كله بـ60 جنيه؟ دا حتى المواصلات والعيشة أغلى..."
كمل مشيه، عينه بتدور على أي إعلان، أي باب مفتوح، أي فرصة، لكن كل حاجة كانت يا إما فوق طاقته، يا إما مش مناسبة... يا إما "مطلوب خبرة"، يا إما "لا يزيد السن عن ٢١"، أو "بنات فقط"، أو المرتب قليل أوي كأنهم بيشحتوا منه مجهوده.
فرك وشه بإيده، وقال لنفسه:
ـ "هو أنا قليل؟ ولا الدنيا هي اللي قاسية؟ ولا أنا اللي مش عارف أزق الباب اللي ورا الفرصة؟"
وقف... خد نفس عميق، بص لنفسه في زجاج عربية معدية وقال بصوت مخنوق:
ـ "أنا تايه..."
وبدون ما ياخد قرار، رجله كملت تمشي في الشارع... لا عارف رايح فين، ولا هيلاقي إيه، بس ماشي... يمكن المشي أرحم من الوقوف في نفس المكان اللي مش لاقي فيه غير الخنقة
اسير قاعده فى المساء مستنيه رجوع ادم لكنه بيكون اتاخر بتتسائل لو استقر هناك او اين يكون هو
-ازاى ممكن اساعدك وانت رافض اتدخل ف اى حاجه
بيسير في الشوارع بالليل، دخل كذا محل وكذا مكتب يسأل عن شغل، وماكانش فيه حاجة، ولو فيه، المرتبات قليلة جدًا، وتاخد منه يومه كله.
مش عارف يرجع ويقولها إنه رجع زي ما راح، من غير فايدة.
كان ماشي ساكت، شايل همه، بيعدّي قدام الورشة ووقف عندها...
تخيّل نفسه وهو بيقفلها في وقت زي ده عشان يرجع بيته، أو يقعد مع صاحبه، أو يروح المسجد.
حس بغُصة قوية جواه وهو شايف شغله اللي راح، وبقى بيدور على باب في كل اتجاه، ويتخبط في الحيط.
اتنهّد تنهيدة عميقة كأنها طالع من قلبه لحد الأرض...
بس فجأة استوقفه شيء، رفع إيده وقرّبها من وشه...
ريحة... بنزين؟!
بص للورشة، وجت شادية وقالت:
بنعمل إيه هنا كده؟
بصلها آدم وقال:
مفيش... كنت بس ببُص على الخراب.
قالت له:
-مش هتطلع الحاجات اللي جوه؟ الحديد ده لو جمعته ممكن يجيبلك مبلغ كويس، أو حتى تجدده وتبدأ من جديد، يمكن يرجع أحسن من الأول.
ما ردّش، فبصت لإيده وسألته:
-إيدك فيها إيه؟
-في ريحة بنزين على الأرض.
-طبيعي يكون فيه بنزين، دي ورشة عربيات. تقصد إن البنزين ده حصل من حريقة؟ حد كان ممكن يرمي حاجة؟
-ممكن، بس البنزين جه منين؟ أنا دايمًا كنت حريص جدًا ما يحصلش أي تسريب، ولما بخلص أي عربية كنت بنضف مكانها تمام.
يمكن نسيت؟ أو حد تاني كان ساب عربيته والبنزين فيها سايب؟
سكت آدم، لأنه متأكد إن الغلطة دي مستحيل تحصل منه.
كان دايمًا حريص، وبيتأكد من كل حاجة بنفسه، وبيبعد أي حاجة ممكن تسبب خطر.
افتكر يومها... آخر يوم ليه، وهو بيفتح الورشة، كان حاسس إن في حد بيراقبه، أو ماشي وراه، أو حتى عنيه عليه من بعيد...
شادية:
مالك؟ سرحت في إيه؟
-لا، مفيش...
ربتاج قاعده بتتعشي مع عيلتها ونش باصه غير فى التليفون
شيرين-متسيبى التليفون ده واكليه
بتحط التليفون بغضب قالت- مبيرددش... مش عارفه ليه
توفيق-عاصم؟!
-اه.. برن عليه من الصبح.. وحتى بليل.. بس مبيردش.. من آخر مكالمه لما نام متكلمنيش تانى.. حتى وقت البريك فى شغله مردش عليا
كانت مضايقروماسك المعلقه بغضب بتبص شيرين لجوزها الى قال
-مش عايزك تدلقى نفسك عليه يا ريتاج
ريتاج-بنقول اى يبابى
-الى سمعتيه، اجنا بنحب الحريه وخليها نيصحه منى.. حساكى متعلقه بيه بزياده
سكتت قالت- وعاصم كمان بتحبنى
-بس بيتقل عشان كده انتى علطول بتفكرى فيه
-انا وعاصم بنحب بعض ومفيش الكلام ده ف علاقتنا
-نا عرفتك واتمنى تهدى شويه.. لأن أعصابك ابتدت تتعب ياحبيبة قلبى
مرداش بس بصيت لوالدتها وتليفونها رن وكان عاصم ابتسمت وبصيت لابوها قال
-قولتلك مفيش مبينا الكلام ده، كان مشغول وبيرن عليا
وريته المكالمه كانها بتثبت وقامت ترد، شيرين
-لى قولت كده
-نا بتكلم معاها عادى وهى فعلا بتحرى وراه.. وهو مين الراجل فيهم
-هما بيحبو بعض ياتوفيق بلاش نتدخل احنا
-دى بنتى يعنى اتدخل ف كل حاجه ف حياتها
سكتت بياكل توفيق بلا مبالاه
عاصم وهو راجع عدى من قدام المطعم بس ملقاش ادم عرف انه متعينش ومشي، روح البيت وهو داخل شافه من بعيد جاي
ادم شافه استغرب قال- اى الى مرجعك متأخر
-كان عندى ميتنج برا.. انت لقيت شغل ولا
-لا..ملقتش حاجه مناسبه
-والمطعم ده
-قالى الفين ونص
-اى المبلغ الحقير ده، وعدد السعات كام طيب
-بلاش تعرف
بصله عاصم قليلا قال- جربت تشتغل من شهادتك... انا ممكن اشوفلك شغل ك محاسبه.. بنك مثلا
نظر إليه ادم قال- قدامك
-لو لقيت هعرفك علطول وهتتقبل لان شفل البنك واسطه
ابتسم ادم قال- وانت الواسطه
-متستقلش بيا علاقاتى كتير
-عارف حاجه زى دى ومش مستغربها
جه صوت امهم- بما انكم هنا يلا ناكل سوا بدل مبقالى كتير باكل لوحدى
ادم- هاكل مع اسير، مستنياني من المغرب
طلع بصيت عبير لعاصم قالت- بتتكلمو عادى
-هنتخانق يعنى.. انتى عارفانى نا وادم
ابتسمت قالت-ربنا يخليكم لبعض
الباب بيتفتح بهدوء… آدم دخل بخطوات تقيلة، باين عليه التعب مش بس من المشي، من الدنيا كلها
أسير طلعت له من المطبخ، لابسة حاجة بسيطة، شعرها مربوط، ووشها فيه شوق وقلق، أول ما شافته ابتسمت وقالت بحنان:
ـ "اتأخرت يا آدم… كنت مستنياك…"
قربت منه، حاولت تاخده بالحضن، لكنه بادلها بارهاق بصتله وحسيته مش كويسه
ادم ـ معلش… مش قادر دلوقتي…
أسير بصت له وقلقها زاد، قالت بهدوء وهي بتقفل باب الشقة وراه:
ـ مالك.. انت اشتغلت ولا لا
-لا
-امال اتاخرت لى انا بحسبك هناك
-كنت بدور
بيقعد على الكنبة، حط وشه في إيده وقال بصوت مبحوح:
ـ "لفيت نص البلد… كل حاجة يا إما مرتبات تكسف، يا إما شغل بـ12 ساعة كأنك عبد… كأنك مش إنسان…"
قربت منه، حطت إيدها على ضهره بحنية وقالت:
ـ "مش مشكله إنت حاولت… وده لوحده يكفي النهاردة
رد بسرعة، صوته فيه نبرة يأس:
ـ "محاولة؟! هحاول تانى بس… هل كل مرة هرجع زي ما أنا… حاسس إني بتكسر حتة حتة… الورشة اللي ولعت خدت مني كل حاجة يا أسير… شغلي… تعبي… حتى كرامتي.
أسير سكتت لحظة، لكنها ما استسلمتش، قربت أكتر، بصت له بعنيها اللى مليانة إيمان وقالت بهدوء:
ـ ربنا بيحبك يا ادم...
نظرت له قال- بيحبك عشان كده بيبتليك وعارف انك قدها... ان الله اذا احب عبدا ابتلاه... ولا اى
بصلها، مستغرب الكلام، وقال بسخرية متعَبة:
ـ ونعم بالله بس الابتلاء صعب يا اسير...بيحبني؟! طب إنتي شايفة دا حب انا بعانى من زمان؟"
مسكت إيده، وضغطت عليها برفق وقالت:
ـ "آه حب بلاش الى حصل يضعف ايمانك… ربنا بيجهزك لحاجة أكبر… بيصقلك… بيقويك… مش بيكسر قلبك، دا بيصلحه… آدم، إنت راجل أنا فخورة بيه… وبكره، لو مش النهاردة، هتلاقي… وهقوم أقولك: شفت؟ ربنا مابينساش."
سكت شوية… وبص لها
ـ "أنا تعبت يا اسير من زمان ونا الدنيا بترمينى لسابع ارض
حضنته، وهو سايب نفسه ليها لأول مرة من مدة… كأن الحضن دا بيجمع كل القطع المكسورة جواه، وهي بتهمس في ودنه:
ـ "وأنا معاكي، لحد ما التعب دا يبقى مجرد ذكرى."
على السفره كانو بياكلو سوا واسير بتبص لادم من وقت لتانى وده لاحظ ادم وقال
-عايزه تقولى حاجه
-لا
-اسير
مانه عارب ما بها قالت- امبارح نزلت الشهاده بتاعتى وافتكرت صحابى، ممكن اسال منهم الى اشتغل لو ف شغل معاهم
نظر اليها، أسير (بهدوء)
ـ "أنا كنت بفكر… يمكن لو نزلت اشتغلت، أساعدك شويه… يعني… إحنا اتنين، مش لازم كل الحمل عليك لوحدك
آدم بص لها ببطء، صمته كان مرعب أكتر من أي رد… رفع عينه ليها وقال بنبرة مخنوقة وهو بيحاول يثبت نفسه:
ـ "يعني أنا مش مكفي؟"
أسير (بسرعة وبقلق)
ـ "لا! لا طبعًا مش كده! بس أنا…"
ـ "بس إيه؟!"
لقيته الضيق بأن عليه، ادم
ـ "حسيتي إنك ناقصة؟ إني مش راجل كفاية؟
ـ "آدم بلاش تقول كده… أنا بس بفكر فينا! مش ضدك…"
ـ "طب قوليلي معن. كلام اى.. حد قصر معاكي؟ قوليلي يمكن فعلاً أنا مش واخد بالي؟!"
أسير (عينيها بتملى دموع بس بتحاول تبان قوية)
ـ "أنا بساعدك… مش بلومك… ولا في دماغي أي حاجة غير إنك ترتاح شويه…"
آدم (بصوت مكسور لكن فيه قسوة)
ـ "طب ليه دلوقتي؟ لما خلاص الدنيا بقت ضدي؟ تفتحيلي موضوع الشغل وانتى عارفه انى رافضه من زمان، بعد اما اتجوزتك اخليكى تنزلى... الصلح كان خاتم جوازك ودلوقتى شغل... بتخلينى اندم انى بحكيلك حاجه
أسير (بصوت منخفض)ـ "أنا آسفة… بس بلاش تفهمني غلط فيها اى الشغل…"
ـ فيها انى رافض وعايزك تعقدى ف البيت زى الملكه
سكتت اسير كان ادم هيقوم من ع الاكل منعته اسير قالت
-ادم.. انتى لى شخصنت الموضوع
-اسير بعد إذنك
تنهد وقال بهدوء عشان ميتعصبش- الموضوع منهى
أسير خدت نفس عميق دخلت الاوضه لقيته قاعد، راحت ناحيته… بخطوة هادية، قلبها بيقولها: "دا الوقت اللي لازم أكون فيه حضنه مش خصمه".
قعدت جنبه، وحطت إيديها على إيده وهو مش بيبصلها.
أسير (بصوت هادي)
ـ "بصلي…متزعلش منى
-عارفه كويس انى مستحيل ازعل منك
ـ طب لى مفهمتنيش صح.. نا مش بقلل منك… بالعكس، أنا فخورة بيك… كل يوم، وإنت بتقوم وبتحاول، وبتقاتل رغم إنك مكسور… أنا كنت فاكرة إني بدعمك، مش بأذيك… آسفة يا آدم."
ـ "أنا حسيت إني مش كفاية ليكي… حسيت إنك بتدوري على حل غيري…عايز انا بس الى تحتجيلى
أسير (بحنية وهي بتلمس وشه)
ـ "الحل هو إحنا… مش الشغل، ولا الشهادة، ولا أي حاجة. أنا مش عايزة حاجة غيرك… الشغل في فستين داهية انا بحب افضالك انت بس
-انا بحبك.. راحتك هى كل الى تهمنى يا اسير
- عارفه وبحبك اكتر
حضنها أخيرًا… حضن طويل، ساكت… لكنه بيصرخ بكل المشاعر اللي اتكتمت، وبكل اللي اتقال واتفهم، واللي ما اتقالش بس وصل
وهي قالت في ودنه:
ـ "كلنا بنقع، بس طول ما إيدينا في إيدين بعض، هنقوم… وكل باب مقفول، هيتفتح… بإيدك."
بيصدر صوت رن بيلاقيه فؤاد رد-الو
-اى يا ادم، بقولك...ف شغل مندوب بكره تبع ناس اعرفهم
-مندوب
-اه انت عندك خبره من آخر مره
-تمم امتى وفين
-هبعتلك رساله بتفاصيل
-شكرا يافؤاد
-العفو ع اى بس
بينهم المكالمه قال- شغل
اسير-خير انشاءالله
آدم ماشي في شارع الساعة قرّبت على ١٠ الصبح. ماسك في إيده ورقة عليها عنوان مطعم، رايح على المعاد الى اتفق عليه مع الراجل
فجأة، سمع صوت شاف راجل فى الأربعين بيتكلم ف التليفون
-بقولك مفيش حد هنا قريب والعربيه وقفت معليش حتى اوديها اى معرض... اتصرف ابعتلى اى حد
كان مضايق واقف جنب عربيته واللي باين إنها اتعطلت وبيبص على الطريق يمين وشمال
آدم وقف لحظة، يبص للوقت، بعدين خد نفس عميق وقال لنفسه:
– "المقابلة مش هتطير… الراجل محتاج حد يساعده."
بيقف الراجل ويشوف اى عربيه معميه بيقرب ادم منه وقال:
– "محتاج مساعده؟"
الراجل لفّ عليه وقال بانفعال:
– "العربية وقفت فجأه، ومعرفش ليه… وأنا ورايا مشوار مهم أوي."
آدم قرب من العربية وبص تحت الكابوت وهو بيقول:
– "لو تحب أبصلك عليها،
-مش مشكله هوقف تاكسي وابعت اى مهندس يصلحها بعدين
-متقلقش انا ميكانيكى مش هبوظها
الراجل اتفاجئ شوية وقال:
– "بجد؟ طب والله يا ابني لو تعرف تبص عليها تبقى خدمتني جامد."
آدم لف كمّه، وبدأ يفحص الموتور بحركة خفيفة وسريعة
الراجل- اسمك اى
-آدم
لمّح سلك مفكوك– دي المشكله
-هى اى؟!
-السلك ده مش راكب مظبوط. لحظة واحدة."
بأطراف صوابعه وباستخدام اصابعه الماهره بصله الراجل قليلا رفع ادم وشه قال
-جرب
-عملتها؟!
شاورله ادم راح قعد وشغلها دارت فورًا.
الراجل اندهش وقال بإعجاب:
-دى اشتغلت... انت دماغ عاليه فعلا بالسرعه دى.. واضح انى استقليت بيك
شريف نزل وهو مبسوط قال بيفتح محفظته:
– إنت ساعدتني جدًا، ووقفت جنبي من غير ما تعرفني… خد دول، أقل حاجه."
مد إيده بمبلغ صغير، آدم بص للفلوس، وبعدين رفع عينه لوش الراجل، وملامحه اتغيرت قال بجديه
– "أنا ساعدتك عشان محتاج مساعده… مش عشان آخد مقابل."
الراجل اتفاجئ، وسحب إيده ببطء، حس كأن تصرفه ضايق آدم. قال
– "أنا آسف... كنت فاكرها لفتة تقدير مش أكتر... مفيش حد بيعمل حاجه بدون مقابل
-حصل خير
الراجل سكت، وشه فيه لمعة احترام.
فضل ساكت ثواني، وبصله كأنه بيشوف فيه حاجة نادرة.. خد باله من ورقة في إيد آدم… كانت مطوية نصين، بس العنوان واضح.
قرب منه وقال بابتسامة:
– "إنت كنت طالب أوردر من المطعم؟"
آدم هزّ راسه وقال بهدوء:
– "لأ… دي ورقة عنوان، كنت رايح أقدّم فيها شغل."
الراجل استغرب وسأله وهو بيقفل كابوت العربية:
– "أمال إنت مش ميكانيكي؟ مش لسه قايللي إنك كنت بتشتغل في ورشة؟"
آدم اتحرج شوية، اتنهد وقال:
– "سابقا... حصل ظروف ومبقاش ف ورشه ف نزلت اقدم أدور على أي شغل، أي حاجه أبدأ منها من تاني."
الراجل بص له باهتمام أكتر، وسأله:
– إنت خريج إيه
– "تجارة
الراجل اتفاجئ، فتح عينه باستغراب وقال:
– "تجارة؟! وإشتغلت ميكانيكي؟!"
ادم ابتسم قال، وقال:
– قليل الى بيشتغلو فى مصر بشهادتهم... ونا كنت واخد مهنه من والدى من زمان وأنا بحب أفك وأركّب.. بس مفيش شغل ف مجالى، وكنت لازم أساعد في البيت، فاشتغلت في ورشة جنبنا، وكنت بحبها بصراحة، حسيت فيها إنى بنجز وبفيد… بس لما الدنيا لخبطت، قلت أبدأ من أول وجديد في أي مكان تانى
-والراتب، يكفيك انت ومراتك وعيلت
-عرفت منين انى متجوز
-الدبله الى ف ايدك
-اه.. المرتبات قليله بس تمشي
بص ف تليفونه لساعه قال– أنا لازم أمشي... عشان متأخرش
لسا هيمشي قال رجل :
– استنى يا ادم
نظر له قال- ممكن رقم تليفونك
-اه بس لى؟!
-هحتاجك فى شغل
نظر ادم إليه سجل رقمه فى تليفون بيرمي الراجل عربيته ويمشي نظر له ادم بيروح على المطعم
فؤاد-اتاخرت ليه
-حصل حاجه ف الطريق
-تمم انا اتفقت معاهن بدالك إنت ادخل استلم الشغل وخلاص.. مندوب وانت اشتغلتها قبل كده والقبض ٥٠٠٠
نظر له ادم قال-١٠سعات
اوما إليها تنهد ادم قال- تمم شكرا يفؤاد
-هتستلم
-اه لحد ما الاقى فرصه احين مس هعقد ل البيت كتير
-ربنا معاك
عاصم واقف مع راجل باين عليه الثراء والقوه كان قاعد فى كمبواند والنادل بيحطله مشروب
راجل- لما عماد قالى ان حد مسك الموضوع معرفش انه شاب قولت حد كبير متمكن
عاصم- الشاب ده عنل حجات كتير وخلصها ف اقل من اسبوع
-يعنى بتقولى اعتمد عليك
-عرفنى غرضك بالظبط
-هو مفهمكش، منطقه سكنيه بيئه عايز احولها لحي سياحى كبير
-وعرضت علبهم فلوس
-ف كتير رفضو بحجه الوفاء الغبى
-تمم انا هخلصلك الموضوع ده بس محتاج راس مالى.. هرواغ السطان ونحط ان مفيش حل غير الفلوس بدل ميخرجو خسر.انين
-فلوسي تحت امرك... بعيدا طبعا عن اتعابك لو خلصت الموضوع
-يبقى اتفقنا
صافحه الرجل بابتسامه وثقه فيه لان باين على عاصم انه مش سهل وده إلى طمنه
ادم بيكون بيوصل اوردرات يوميا، كان من ضمن توصيلاته انه يشوف شغل اضافى بجانب الطلبات
كانت الشمس حاميه فوق رأسه مباشره بيوصل الصبح وبليل اوقات كان بيعق، وقت اضافى غرضا منه لزياده قيمه يوميته
اسير كانت بتنستناه لحد ما يرجع رغم ان ادم كان يأكد عليها انها تأمل وتنام لكن يتفجأ بيها مستنياه
اسير - هسخن الاكل عشان ناكل
كان بيضايق من نفسه انه قعدها ده كله، وهما بياكلو اسير بتساله باهتمام
-عملت اى النهارده...شغلك مشي كويس
-الحمدالله.. اسير
-نعم
-ابقى كلى متستننيش.. بلاش تعقدى ده كله
-انا بحب السهر ثم نا بكون قاعده اليوم كله زهقانه مبعملش حاجه فيها اى استناك... لحظه رجوعك ونس يا ادم ولا انت مبتحبش تاكل معايا
-بستنى ارجع اشوف عينك
مسك ايدها وقبلها بحب احمرت وجنتيها بابتسامه قرب من عينها قال
-بتتكسفى ها
ضحكت عليه بادلها بخفو للحظه هاديه برفقتها
فى يوم اجازة ادم كان فى الورشه واسير معاه، نظرت إليه دخلت هى قبله وشعرت بالحزن على شكل الورشه لطن لم تظهر هذا
قالت- المفروض كنا نلم الحجات دى يومها.. مش هتبقى خساره وخسارة
ادم- هيجيبو كام يعنى
-يجيبو الى يجيبو لكن منسبهاش كده
انحنت وشالت أغراض من على الارض وطلع ادم صندوق محترق واتفتح بالسهوله كان ف معدات حديد، ابتسم اسير لتخفف عنه وحطيت الأشياء فيها
اسير- انت مش ناوى تفتحها تانى
ادم-صعب يا اسير
-لو بقا معاك مش هتفتح تانى
سكت ونظر إليها قال- معتقدش
-طب اى رايك نأجر المكان للوقت الحالى.. يبقى محل تجاري مثلا.. هيتجدد ويرجع احسن من الاول
-ايجار؟!
-اه.. بدل مهتكون فاضيه لا منك بتشتغل فيها ولا فيها نفع
-هشوف كده حاضر
-ادم...
نظر إليها قال باعين تاملها الامل
-اياك تيأس، الدنيا وحشه بس انا شايفه قدام آدم رجل أعمال مشهوووور
ابتسم قال-واى كمان
-مش رجل اعمال خلاص معرض عربيات كبيرر.. عمتا النجاح ياين ف عينك
-انا ناجح بيكى
ابتسمت قالت- اممم بتسكتنى هاا
كملو ما يفعلوه وجمعو أغراض الورشه الصالح والغير ف هناك من يبحث عن معادن كتلك، شالهم ادم وحطهم ع جنب ونظر للورشه الى بقيت خاليه كأنه بيودع كل ركن فيها
خرج وكانت اسير مستنياه روحو سوا قالت-تيجى نسهر مع بعض النهارده
-الشغل بكره بدرى.. للاسف مش هعرف
سكتت فلقد انتظرت يوم إجازته بفارغ الصبر، ادم كان هيتكلم قالت اسير
-صحينى قبل ما تمشي بلاش الوداع الخطفى ده
-ربنا ميجيب وداع
-ادم... لو انا مش معاك هتعمل اى
-اى السؤال ده
-عادى مجرد هرمونات
-هضيع... دى اجابه كافيه
-جدا
ابتسم واكملو سيرهم
في مكان السهر، كان عاصم قاعد مع ريتاج، فقالت بانفعال:
-أوه ماي جاد! اتحرقت كلها؟ إزاي؟
-ماس كهربائي.
-عشان كده مكنتش بترد عليا؟
-ماقدرتش... كان في ضغط كبير في البيت.
-تمام، عادي يا حبيبي، أنا بس كنت قلقانة عليك... وآدم ناوي يعمل إيه دلوقتي؟
-هيشتغل... سألت عماد لو فيه وظيفة فاضية محاسب او بنك بس اتأخر لحد دلوقتى ف الرد
-آدم يشتغل في بنك؟!
-آدم خريج تجارة.
-آه عارفة، بس البنك مش بيقبل أي حد، ده شغل عالي، وآدم كده هيبقى في مكان تاني خالص.
قربت منه وقالت له بنبرة فيها لمحة:
-يعني لما تساعده... هتخليه زيك؟
-زيي؟! دي مجرد وظيفة، عمرها ما تكون في مستواي.
كأنه اتخيل آدم هيبقى في نفس مستواه، وإن أسير تبدأ تشوف فيه حاجة أكتر وأكتر...
عاصم:
-وبعدين... إنتي تقصدي إيه؟
-مفيش، مقصدش حاجة...أنا بس
-اياكى تدخلى ف حاجه بينى وبين اخويا يا ريتاج، لا دلوقتى ولا حتى لما تبقى مراتى
-بتتكلم معايا كده لى يعاصم
- هو محتاج الوظيفة دي، ومش هسيبه محتاج، ادم كان أبويا اللي عمره ما قصّر معايا.
-اعتبرني متكلمتش خلاص
عاصم شرب، متجاهل كلامها، بس كلامها علق في دماغه...
رجعته الذكريات لزمان، وهو صغير، وكان آدم دايمًا بيساعده.
افتكر يوم تقديمه في الكلية، لما كان محتاس، وآدم هو اللي خلص له الورق.
حتى وقت الجيش، ما سبهوش، وكان أول حد يطمنه.
هل النهارده ينكر اللي عمله علشان غيرته من ناحيته؟
علشان عايز أسير تشوفه هو بس، وتفتخر بوظيفته الكبيرة؟
هزّ دماغه، ونفض أفكاره، واتجاهل كل ده.
فى اليوم التالى ادم بيوصل ركضا على المطعم
المدير-اتاخرت لى
-المواصلات
-كنت تنزل بدرى المفروض شغلك يبدأ من نص ساعه المفروض اشيله انا
نظر له ادم من طريقته قال ببرود- انت بتتكلم كده لى.. قولتلك الطريق
-هتعرفنى اتكلم ازاى، مخصوم منك يومين
ابتسم ادم ونظر اليه قال- يومين هو الشهر ف كام يوم... تخصملى بتاع اى، كنت بتدفع حق بنزين بتاعى
جه شاب قال- خلاص يا ادم المدير بس متعصب النهارده
ادم قلع التيشرت وادهوله قال- معاملة العبيد مش معايا
خرج من هناك جمع قبضته ورجع البيت
نظرت اسير إليه من رجوعه قالت- ادم اى الى رجعك بدرى
-سيبينى دلوقتى
سكتت تنهد ادم فهو لا يقبل احد ان يتعالى عليه، هل كان يجب أن يلكمه.. لكنه فى مقام والده واخلاقه لن تسمح له
بيرن تليفون ادم من بقم غريب بيحسبه زميله فى الشغل فاتجاهل لكن بيرن تليفونه تانى.. رد بتنهيده
-أزيك يا ادم
-بخير مين؟!
-انا شريف
-شريف مين؟!!
-اممم خلينى افكرك، العربيه المتعطله فى نص الطريق
استوعب ادم من هذا اومأ إليه قال
-اه افتكرتك معلش بس دماغى
-ولا يهمك
-خير ف حاجه
-فاضى تقابلينى
-لى، ف حاحه يعنى
-اتكلم معاك، ده لو برا معاد شغلك
سكت ادم لانه موريهوش حاه قال
-تمم امتى
-النهارده لو حابب
-تمم ابعتلى العنوان
-دلوقتى... تمام انا فى المصنع خد عنوانه ونتكلم هناك
بيوصل ادم على العنوان نظر إلى ذلك المصنع الى بيعج برائحه اللحام
دخل نظر له رجال الأمن قال- شريف هنا
-استاذ شريف
جه صوت من بعيد قال- تعالى يا ادم
نظر له انه ذات الرجل، دخل سلم عليه شريف قال
-ده اول سلام بينا المره إلى فاتت كنت مستعجل نسيت حتى اعرفك أسمى... شريف رضوان
-اهلا
-تحب تتفرج على المصنع واحنا بنتكلم
-معنديش مانع
-تشرب اى الاول
-قهوه
شاور للعمال قال- قهوه للمهندس
مشيو هما الاتنين سوا بص ادم للعمال بل حدادين، بيلف ويشوف اجزاء سياره لا تغيب عن اعينه انها من اجود انواع السيارات التى تصنع هذا العام
شريف- اعتقد انك عرفت احنا فين.. ده مصنع حداده للعربيات، هنا بنشكل ويتم نقلها للمهندسين تجهيز مع مجموعه مهندسين وتنزل السوق
-المعنى
-شركة عربيات "kfg"
نظر إليه ادم اومأ إليه قال- هى الشركه الام الاجنبيه وده الفرع الى فمصر
اومأ له بتفهم جه العامل اداله القهوه
قال شريف- اشرب قهوتك
ادم- شكرا
-اى رايك يا ادم
-شغل حلو بس سؤال انا مالى
-مش قولتلك هتصل عليك احتاجك لشغل....
نظر له ادم حين قال ذلك
شريف- انت عملت اى ف شغلانتك ف المطعم
سكت بضيق من التذكر قال
-مش مهم
-يعنى تقدر تسيبها وتشتغل معايا
-اشتغل هنا؟! ف المصنع
-مش بالظبط كده... فى فرع المصنع التانى حصل ضغط كبير أو عشان اكون واضح خلل.. ورئيس محتاج حد اداره يشرف هناك ويكون فاهم الدنيا كويس ونا ملقتش غيرك يا ادم
-ف اى بالظبط
-فاهم فى العربيات والميكانيكا وكمان خريج تجاره... بس الاولويه هتشتغل بشهادتك، مدير حسابات هناك مش مع العمال متقلقش
حت. لو قال مع العمال لكان وافق قال
-اشمعنى انا
-عادى دى وظيفه انت مناسب ليها وردا لجميلك معايا يومها.. وعشان اكون صريح معاك ده كان المفروض وظيفة ابنى بس هو رفض وهو بطبيعته لعبى مش عايز اخسر وظيفتى نا كمان بسببه
سكت ادم ونظر اليه والى المكان
شريف- المرتب مجزى وفى تأمينات شخصيه، بلاش تضيع فرصه زى دى
-الفرع التانى ده فين
-دى المشكله الى ممكن تواجهك
-مشكله اي؟!
اسير قاعده مع عمتها عبير قالت- كويس والله الإيجار احسن من قفلتها كده
اسير- باين انه مش مهتم، لو كنتى اتكلمتى معاه انتى كان هيفهم انك الى عايزه
-نا بقولك تدخله اى قرش ينفع...وهو فين دلوقتى
-زمانه جاي، بعتلى رساله انه ف الطريق
اومات بتفهم بصيت عبير قالت- جه
شافت ادم ع الباب نظرت له اسير، دخل راحتله قالت
-روحت فين
-فى مشوار تبع شغل فى شركه كبيره
اندهشت اسير قالت- شركة اى، وعملت اى فيها
-هستلم الشغل بعد بكره، لو جهزت شنطه بدرى
كانت اسير هتبتسم بس قالت باستغراب
-شنطه اى
-هسافر
↚
اسير-بجد يا ادم هتشتغل فى شركه امتى
-من بكره لو جهزت شنطتى، لازم اسافر
اندهشت عبير قالت-تسافر فين
فى الوقت ده رجع عاصم من الشغل شفهم كلهم متجمعين قال
-ف اى.. رجعت النهارده بدرى يا ادم
عبير-ادم هيسافر يشتغل فى شركه
وقف عاصم لوهله وبص للخوه قال-شؤكة؟!! ويسافر فين
ده كله واسير كانت ساكته برغم انه عايزها هى الى تتكلم
عاصم-رايح فين يا ادم
ادم- المدينه الصناعيه الجديده
عاصم-ده السفر؟! مهى ف مصر
-فى مصر بس الشغل هيخلينى اخد سكن هناك عشان المواصلات وعشان متاخرش فى مواعيدى
عاصم-شركة اى دى.. خلى بالك لان ف اعلانات زى كده بتكون نصب وما.فيا
-مش نصب
-متأكد لى، الشركات مبتوظفش اى حد بتاخدهم واسطه
-انا اتوظفت، وشركه كبيره يعاصم... "kfj"للعربيات
اتفجأ عاصم وكأنه يعرفها كويس قال
-ازاى.. قى الشركه؟!
-مش فى الشركه نفسها، أنا هكون موظف فى مصنع فرع المدينه الجديده.. لأن الى هنا مش محتاجين حد
عبير- اى الشركه دى يعاصم
-دى شركه كبيره اوى للعربيات يماما، وبتصنع فى دول كتير ومنهم مصر
عبير-يفرج الله، جات من السما
عاصم-انت مالم ايدك من الحوار ده
ادم-بقولك همسك الشغل لو روحت بكره، فى أوراق بس قالى لازم اعملها والسى فى عشان اسلمه
-مين الى قالك
-استاذ شريف، الى جابلى الشغل هناك
عبير-ومستنى اى يا ادم.. اطلع جهز حاجتك فورا دى فرصه متتعوضش
-لما اخد رأي اسير الأول
نظرت له والدته قالت-هو ده ف راي، ده شغل يعنى لازم تسافر
-رايها المهم عندى
نظر إلى اسير الصامته قال-ساكته لى يا اسير
اسير- عايزنى اقول اى يا ادم
-اتكلمى.. اسالى، ارضى فضولك.. مش مستغربه
-عندى أسأله كتير مش عارفه أبدأ بانى فيهم
ادم-قولى الى عندك... موافقه انى اسافر ولا لا، هما اسبوعين ورجعلك
اسير بتبصله من الى قاله
عاصم- لى هي اسير مش جايه معاك
سكت قال اسير- انت هتكون هناك لوحدك
-السكن للموظفين على حساب الشركه بدل المواصلات يعنى متغرب... فى رحلة زياره بعد كل شهر
اسير-شهر
-انا هجيلك كل أسبوعين....
لاحظ فى عينها حزن قال- او اسبوع..مش هتطول، بمجرد ما اخد اجازه هاجى هنا
مردتش اسير بس سابتهم وطلعت نظر لها ادم
عاصم-اعتقد ده رفض
عبير- امشي يا ادم ومتقلقش اسير هتكون معانا عيلتها يعنى ثم انت على بعد محافظه لى الأوفر
ادم-لازم انشي وهى راضيه
علصم-ولو مرضيتش
-مش هروح
عبير- ادم، انت بتلف من ساعة حريقة الورشه.. مصدقت جابك شغل فى شركه
عاصم-مصنع
-ايا كان مصنع او غيره المهم انه مرتب يعيشك صح.. مش إذلال زى المطاعم والحجات الى تعب فيهم اسبوعين بحالهم
- المصنع تعب أضعاف
- بس هتلاقى
سابهم ادم وطلع ع فوق كانه مش سامع كلامهم اصلا
اسير قاعده ف الاوضه دخل ادم عليها قال
-اسير... سبتينا لى
-المفروض تسافر امتى
-ف أقرب وقت عشان ميلقوش بديل والشغل هناك يتقدمله الف من شباب
-لى يعنى.. يستنو شويه، انت مسبتنيش حتى اودعك
-وداع؟! قولتلك الجمله دى بتضايقنى
-ادم.. انت هتعقد بعيد عنى، هشوفك كل فين وفين... نا الى كنت بستنى رجوعك من الورشه ومن الشغل كل يوم
-والورشه معدتش موجوده
سكتت قعد ادم جنبها قال- انا محتاج الشغل ده اوى يا اسير، عشانك قبلى
-انا مش محتاجه حاجه يا ادم غير وجودك جنبى
-يعنى عجبك القبض التعبان ده، عجبك لما اغيب عنك ١٢ ساعه عشان ٤الف او ٥.. هيعملولنا اى
-يعيشونا
-وانتى عايزت تعيشي بس، مش عايزه طلبات وحجات كتير لازم انا البيها
-وجودك يمحى اى طلب تانى.. نا مش هطلب ولا اشتكيت ع المبلغ إلى بتقوله ده
-ده يتقال عليه مبلغ؟! أنا كنت بدفع نصه فى البنزين ولف طول النهار تحت الشمس
مرديتش اسير لكن نظرت إليه قالت-عرفت الشغل ده منين
-شخص ساعدته، الى قولتلك عليه.. العربيه لما عطلت بيه وخد رقمى من ساعتها وطلع شغال فى المصنع الى هنا
-طب ميجبلك شغل هنا زيه
-هنا مفيش اى وظيفه متاحه، الفرع التانى هو الى قالى عليه.. انا سألته لو ينفع اشتغل هنا قالى ده فحالة إتاحة شغل هيبعتو ينقلونى لو انا لسا عايز واكون قريب منك
نسك ايدها قال- يعنى سفر ده حل مؤقت عقبال ما اشتغل هنا... بس امسك الوظيفه واكون هناك الاول عشان اضمن الشغل
-ولو مفيش وظيفه اتاحت، هتفضل بعيد عنى
سكت مسك وشها بحب قال- بصيلى يا اسير... فكرك انى هكون مرتاح وانتى بعيده عنى، انتى عارفه انى بتنفس وجودك.. بس ده شغل، مضطر لان حالتنا مش احسن حاجه زى ما انتى شايفه
-انت كنت شغال يا ادم، مش عايزه مرتب عالى، خليك فى الشغل ده ع الاقل نكون مع بعض
تنهد فكيف يخبرها بلامر
لسير- انت رجعت بدرى لى النهارده يا ادم.. انت مروحتش الشغل.. روحت ورجعت ومشيت تانى
-انا سيبت الشغل
نظرت إليه بشده قالت-لى
-عشاان جه ع كرامتي وانا مستحملتش معامله دى.. اتاخرت غصب عنى لأول مره اتخصملى ٣ايام، عرفتى لى رجعت
سكتت تنهد ادم قال- عارف انك هتضايقى وانى ممسكتش نفسي
-هتضايق ليك مش منك.. فستين داهيه الشغل الى يجى عليك
-فى نفس الوقت الى كنت بفكر اعمل فيه اى. هدور فين تانى لفيت شريف اتعرفت عليه لما وصلت هناك... المصنع نضيف، العمال والامن... كنت بحسب انى هشتغل عامل من الحدادين او تركيب عيار
-امال شغلك اى؟! مش هو عامل ف المصنع
-لا انا هقوم بشهاده بتاعتى على انى مسؤول ادارى للحسابات... هشتغل بشهادتى لأول مره
صمتت اسير كان باين ان ادم ليس فرحا
اسير-شايل هم اى
-انا دماغى وقفت على الميكانيكا
-مش لازم تفتكر دراستك... خليك متقن فى شغلك وبس
نظر لها حين قالت له ذلك قال
-يعنى اروح
-مستنينى اقولك يا ادم بعد اما قدمت
-انا لسا موافقتش على عرضه
نظرت له بشده قالت-ازاى
-قولتله هفكر وهو استغرب زيك بس احترم ده لانه فاجئني وقالى بس اسرع عشان الوقت مش ف ايده
- موافقتش لبه
- عشان آخد رايك ونشوف هنعمل اى
- لو قولتلك لا
- مش هروح
صمتت لكن آدم معندوش اى شغل اذا سيعانون معا
ادم-فكرى كويس يا اسير..اى خساره هتعم علينا لأننا واحد
قام من جنبها ودخل الحمام، تنهدت اسير
ادم خلص شاور خرج ملقاش اسير فى الاوضه، جت وشافته قالت
-الاكل جاهز
لم يفهم معناها هل نسيت كلامه، هل فكرت ام رفضت، خدت منشفه وحطتها على راسه
-بتعملى اى
-كام مره هقولك متخرجش مبلول كده هتببرد
نشفت شعره وكانما تنشف لطفلها الصغير، بيبتسم ولما بتبصله نعكشت شعره قالت
-يلا
بعدت عنه ومشيت قال ادم- لسا منشفش على فكره
ابتسمت عليه وقعدوا ياكلو سوا الصمت مبينهم سائد بس قاطعته قالت
-المفروض تمشي امتى
-الصبح
اومات له قامت قالت-هلحق احضرلك الشنطه
نظر إليها دخلت ولما راح وراها شافها بتخرج شنكه السفر قال
-بتعملى اى
-بحضرلك شنطتك عشان متتاخرش
-انتى موافقه
-مليش انى اعترض وامنهك يا ادم، طالما انت موافق فأنا معاك فى قراراتك... ثم انا فكرت كويس الفرصه كويسه انا بس اشتياقى ليك معنى أوافق علطول
-يعنى قراراك...
-روح هناك واشتغل وتكلمني اول بأول وإياك تعدى يوم منغير ما تكلمني.. وقتها انا إلى هجيلك
ابتسم قال- لا لا معتقدش، ممكن اما الى هزهقك لانك لما بتوحشينى حالتى بتبقى صعبه
قرب منها بعدت عنه قالت- لازم نخلص بدرى.. وحضر الأوراق بتعتك بردو
ابتسم قال- ماشي
خرج ادم شهاداته كانت عف عليه الاتربه لكنه الدوسيه حافظ عليهم، كأنه فقد الأمل فى العمل بهم
اسير جت وشافته قاعد فى الصاله قعدت جنبه مسكت ايمه الى ماسك بيها شهادته قالت
-قولتلك هتستخدمها وبكره تبقى رحل أعمال كبيير
ابتسم -انا هشتغل هناك بس
-واى يعنى بكره تبقى صاحب الشركه نفسها.. قولتلك ربك كريم وبحبك يا ادم.. الله اعلم حر.يق الورشه ممكن انت شايفه شر بس ربنا مخبيلك من ورا خير كتير
-تفتكرى
-الدنيا كلها اختبارات، ولازم تكون مؤمن بربنا عشان تعديها.. والايمان هنا هو عدم الخوف من بكره
-ونعم بالله
رن الجرس استغرب وقام لقاها امه
ادم- لسا منمتيش
-هنام ازاى بعد الى قولته وخصوصا انك هتسافر بكره
سكت ادم قالت عبير- ولا انت مش رايح، اوعى يا ادم
-رايح يا امى... اسير بتحضرلى الشنطه
-ايوه كده، تعالى بقى اعقد معايا شويه اشبع منك
ابتسم وطلع الصبح وادم لم ينم لانه قاعد مع عيلته، بيلبس ويخلص دونيته قال
-لازم بدله
-اه عشان بتقدم فى وظيفه فروح زى الموظفين الكبار
ابتسم سمع صوت من تحت، خد شنطته ونزل دخل شقه امه كانت قاعده مستنياه وشاف عاصم لسا صاحى بردو قال
-اى الى مصحيك بدرى
عاصم-هوصلك بالعربيه
-مش مشكله انا هاخد تاكسي
-والعربيه لازمتها اى، خلينى اوديك هناك ع الاقل وامشي
عبير- خلاص يا ادم، مش كتر مصاريف عاصم موجود... ويلا عشان متتاخرش
حضنته وربتت عليه بابتسامه قالت- ربنا معاك وترجع سليم
ابتسملها مشي شاف اسير وقف قدامها ابتسمت اليه قالت
-زى ما اتفقنا
حضنها باظلته اسير بحب، نظر لهم عاصم وهى تقبع بين أضلع اخيه
بعد عنها وباس رأسها بحب شديد قال-لما اوصل هكلمك
عاصم قال-هستناك بره
مشي وسابهم جميعا، اسير قالت- خلى بالك من نفسك
-حاسس انى رايح احارب
-يمكن عشان اول مره هتبعد
-ربنا ميجيب بعد
عبير- يلا يا آدم
اومأ لها وبص لامه قال- ماما... اسير معاكى
-بتوصينى على اسير، كانت عايشه معانا قبل ما تكون مراتك.. يعنى بنتى، امشي ومتقلقش
اوما لهم خرج لقى عاصم مستنيه دخل الشنطه فى العربيه وركبوا ومشيو
بيبص عاصم فى المرايه وهو سايق ويشوف اسير خارجه عند الباب، زاد سرعه وكانما يمنع هذا الحب من التداول امامه اكثر من هذا
عبير- يلا اسير ادخلى... نعمل فطار عقبال ما عاصم يرجع
-حاضر يعمتو
دخلت معاها وهى بتاعى يوصل سالم
فى الطريق ادم بيجيله مكالمه
-الو
-فينك با ادم
-انا فى الطريق، لسا خارج
-قدامك ٣سعات كده
-اه تقريبا
-معام الأوراق وكل حاجه
-اه
-اسأل عن عواد واديله ملف وهو هيديك شغلك ويفهمك الدنيا اى
-انت مش رايح
-لا، أنا فى المصنع حاليا ومينفعش اسيبه زى ما انت هتعرف وظيفة شغلنا، لو ف اى استفسار رن عليا
-تمم
خلص مكالمته قال عاصم- مين
-استاذ شريف،كان بيتاكد انا فين
اومأ بتفهم قال- مقولتش القبض كام.. كويس يعنى
-اه بس انا هقبض بلاسبوع، هعمل حساب عشان ابعتلك
-تبعتلى انا؟!
-خليك على تواصل معايا لو اتاخرت لان لسا معرفش النظام هناك اى، لو اسير عازت حاجه جبهلها ونا هحاسبك
-انت متخيل انى هقولها لا مثلا واستنى منك مقابل... ن..هى ف الاول والاخر بنت خالى ومرات .. مرات اخويا
-تسلم يعاصم انا انشاءالله هاجى بدرى بس بقول لو اتاخرت فتواصلى هيكون معاك، هبعت فلوس تديهالها
-حاصر متقلقش لو ف اى حاجه طلكمى ونا هخلصهالك
اومأ إليه القى برأسه خلفها وهو بيتنهد قال
-الطريق هيطول.. مكنش ينفعله غير سكن فعلا
-هو السكن ده عليك
-على الشركه، أنا مرتبى صافى ليا
-امم ربنا معاك
-يارب ومعاك
نظر ادم الى الطريق، وصلو اخيرا بعد ساعات السفر، نزل وخد شنطته نزل عاصم وبص عل. المصنع وكبره المناطق هنا تبدو مناطق صناعيه والحي السكان راقى، هل السكن أخيه كذلك بردو
ادم-شكرا يعاصم، تقدر تمشي
-ادخل معاك
-مش هتخطف متقلقش امال لو مكنتش اخويا الصغير
-متتريقش بتكلم جد
-يلا لسا ساعات رجوعك وعقبال ما تروح شغلك
خد شنطته وسلم عليه وراح المصنع، ركب عاصم ومشي
ادم دخل شافه الأمن قال- تأمر بحاجه
-عايز استاذ عواض
-عواض باشا، ثانيه واحده
راح وكان فى راجل واقف بعيد بيزعق بعصبيه
-هى دى النتيجه انتو عايزين الناس تضحك علينا فى السوق، اشتغلو زى البنأدمين امال لو مكنتوش احسن صنايعيه فى مصر
مكنش حد بيرد علبه او يجادله من تعاليه عليهم كانو ساكتين ومتقبلين اهانته ليهم زى عادته
-عواد باشا
-عايز اى
-ف حد بره عايز حضرتك
-حد.. مين
خرج وراح لاكن الى طان واقف باصصله قال
-اتفضل
ادم خرج ملفه قال- استاذ شريف بعتنى
-شريف؟!
خد الملف وبص فيه سطع ابتسم لم يفهم اظم لكن ابتسامته لم تكن مريحه او لطيفه وكانما يجز على اسنانه
عواد- انت العامل الجديد... شريف هو الى بعتك
ادم- اه، بس مش عامل.. الى اعرفه شغلى هنا كمدير حسابات
نظر له الرجال لان محدش بيقول ع نفسه مدير حاجه هنا غير عواد
عواد ابتسم قال- مدير!! اه... تعالى اوريك مكتبك
مشي معاه راحو على مكتب
قال عواد-ده المكتب يا ادم.. تقدر تستلم شغلك
-تمم شكرا
-العفو
مشي وسابه بيبصله قال بداخله
-ماشي يشريف، محرمتش من آخر مره
عاصم رجع البيت دخل لقاهم بيحطو الاكل قابلته امه وشافته اسير لما رىجع
قالت-وصلته
-اه
-طب يلا عشان تاكل، اكيد تعبت من المشوار
اومأ لها وقعد، اسير
-دخل المصنع قدامك
نظر إليها قال-اه، نفس المقر.. لما بحثت عنه من امبارح كان نفس اللوكيشن الى معاه
اومات بتفهم قالت عبير-اعقدى يا اسير واقفه لى
-هاكل فوق
-اعقدى كلى معانا، ادم مش موجود هتاكلى لوحدك ثم احنا عملنا الفطار لينا
عاصم- ممكن وجودى مضايقها
رفع عينه ليها قالت عبير- هيضايقها لى، أكيد لا
قعدت اسير بجانب عمتها وكلت معاهم، مكنش ليها نفس الحقيقه، فكرة ان حبيبها ابتعد عنها ولن تراه سوى قليل أصبح هذا الأمر غصه فى حلقها
انه حتى لا يجلس بجانبها،بصيت فى التليفون انه يكون بعتلها رساله بس ملقتش حاجه
ادم فى المكتب كلن بيدور فى الملفات القليله قدامه ومستغرب، خرج قال
-فين المسؤول هنا
-عواد باشا
-اقصد المشرف
جه رجل قال- انا
-تمم نتكلم
-اتفضل
دخل المكتب فال ادم- الأوراق دى مش كامله.. الايردات مش مظبوطه حتى
-اى الى مش مظبوط
-محتاج اراجع الإنتاج بكل حساب هنا عشان افهم
-بس
-ايه
- ده مع عواد باشا
- يعنى اى، أنا محتاج ده
- ممكن تقوله
- اقوله؟!!
جه عواد قال- اى الجلبه دى، ده لسا اول يوم ليك حتى يا ادم
ادم- معلش بس فى استفهام محتاج اسالك عليه
-امشي انت يا سامح، أنا هشوف الاستاذ بيستفهم عن اى
مشي سامح وكأنه لقى الى هيتكلم وكان خايف يقول كلمه غلط
ادم-فين حسابات المصنع
عواد- بتتسلم اول بأول لشركه.. يعنى ملكش دعوه بالقديم
-اعتقد ليا دعوه لان ده شغل
نظر له عواد من رده ابتسم قال- ايوه طبعا شغل بس انا مش فاهم اى القلق ف كده.. امسك الحساب من النهارده
-مش هكون فاهم اذا كان المصنعبينج ولا بيخسر.. اكي، فى عدادات واكيد فى كشف متسجل.. اقدر اراجع منه
قام بس وقفه عواد قال- بتعمل اى
-بشوف شغلى
-شغلك هنا فى مكتبك زى الملك، تراجع الحساب وتكتب تقرير.. اما برا دى ساحتى.. نا المدير عليهم وعلى العدادات تقدر تسألني عن حاجه لو عطلت معاك
-اسالك؟!! بس أنا باخد بالاوراق افضل
-قصدك انك مش واثق فيا
-اعذرني انا مقصدش بس انا لسا مستلم شغل فمعتقدش هخلق ثقه غير فيا، دى وظيفتى لازم اشرف عليها
قال بجديه-انت كده بتدخل فى شغلى انا
نظر له قال عواد- ده مكتبك وده شغلك خارج نطاقى انا، بلاش نخلى على بعض وخليها بدايه حلوه
سكت ادم لكن وقفته هادئه، عواد مشي وادم بيبص للأوراق القليله الى عنده ومش عارف يفهم حاجه بسببها ولا ف موظف سابق هنا للحساب بحيث يعرفه الشغل والمفروض يعمل اى... كأنه جه والموظف الى قبله ماشي بقاله كتير
قعد وهو مكنش مستريح بس من كلام عواد لو فعلا مينفعش يتدخل ف شغله فهو كده ملهوش لزمه هنا لما بيستنى حساب بس يراجع منه
فى الليل كان الشغل تقيل عليه قاعد مبيعملش حاجه بيبص للورق الى حفظه، بيبص فى الساعه، اللعنه معاد شغله خلص
اتفتح الباب عامل اى ف الشغل
بص لقاه شريف قام سلم عليه قال-ازي حضرتك، انت جيت ازاى
-عندى شغل وقولت بالمره اعدى اشوفك.. اى الدنيا
-مش عارف... حاسس بملل كبير، الشغل قليل ولا انا إلى قاعد مكانى
-مش لازم تلف وتعمل اعمل شغلك بس
-منا شايف انه ده شغل.... أنا لما اعقد كده هقتنع ان مرتبى حلال ولا لا ازاى.. هتقاىن بالناس المفحوته الى برا وتقبض اقل منى
سكت شريف بس ابتسم قال
-يبقا اعمل بزياده
-ازاى.. جيت اعمل قالو مينفعش نتدخل فى شغل بعص وقواعد ملهاش اساس
-بص، طالما بتعمل شغلك حط ايدك فى عين الى يقولك حاجه.. ده شغل.. وعشان تضمن ان فلوسك حلال
جه راجل قال- اتفضل يا شريف باشا
شريف-يا ادم، اوريك السكن وامشي نا كمان
خرج معاه وقابلهم عواد لما شاف شريف ابتسم قال
-شريف هنا بنفسه
-ازيك يا عواد عامل اى
-انا بخير انت جاى تحمل القطع ولا تطمن علي ادم.. هو واسطه.. تبعك يعنى
-لا ادم موظف هنا عادى
-يعنى مش تبعك
-لما يشتغل هيوريك اذا كان واسطه ولا لا
مشي شريف بص عواد لادم الى اتجاهله ومشي، بيشوف العمال بيحملو القمع براحه فى عربيات مجوفه كى تمنع اى خدش
شريف- انت هتمشي لحد السكن وراجع تكونو خلصتو
-تمام يشريف باشا
مشي هو وادم سوا، شريف- اتعرفت على حد فى المصنع
-من العمال لا لأنى محتكتش بيهم خالص، اتعرفت على سامح مشرف وعواد والامن بعضا منهم.... بس
-اى... اى فكرتك عنهم
-مبحبش أظلم حد
-بقول رايك انت كادم من تعاملك لأول مره.. على حسب خبرتك ولا انت معندكش خبره
-مرتاحتش لشريف بصراحه ولا سامح.. كان موضوعهم مريب او ممكن اكون ظالمهم
-امم، طالما ظالمهم يبقى مش مقتنع برايك فيهم
-زى مقولتلك مش عايز اظلم حد، ان بعد الظن إثم
وصلو على عناره كبيره جديده شافها ادم، طلع مع شريف قال
-للاسف لسا هنعمل اسانسير، وانه حظك فى الدور التالت
طلع معاه قال- واضح ان معظم العمال الى هنا متغربين
-دى حقيقه، انت لى قولتلى تقبض كل اسبوع
-يوم اجازتى هنزله القاهره
-بس ده صعب علبك، المفروض ترتاحي.. منتا ليك تلت ايام طل شهر تنزل فيهم زى العمال
-اتفقت كده مع اسير
-اسير؟!
-مراتى
-اممم، باين انك بتحبها اوى.. اعتقد لما طلبت مهله تفكر كنت بتستشيرها
-مش هيب اخد رايها لانها منى وقرار متعلق بينا
-مقولتش عيب بالعكس دى ميزه حلوه جدا احترمها، فى رجاله تقولك لا قرار الراحل من نفسه والا يبقى شورتها
-مباخدش بكلام حد
ابتسم شريف فتح الشقه ودخل ادم بشنطته حطها على الارض اخيرا، كانت شقه صغيره على قدن لكن مرتبه وجديده، فلقد توقع ان السكن هيكون فى حاله مزريه
شريف- انت كده عرفت الطريق بعد شارعين المصنع، بلاش تتأخر لان ده بيقلل البوينت عندك لشركه.. كل متكون منتظم كل ما ده كويس ليك
ادم-فاهمك عمتا
اومأ له خرج وسابه قعد ادم، اليوم كان طويل وتقيل عليه، تذكر عيونها الى كان بيخلص شغله بسرعه عشانها.. لقد اشتاق لها، امرأته وحبيبت قلبه
اسير قاعده فى الصاله لوحدها وشها للشاشه والتليفون قدامها من كتر ما بتبص عليه، كانت مضايقه ومعبيه فى قلبها
رن الهاتف بصيت فورا كان ادم ردت عليه قالت
-اول ما روحت هناك نسيتنى
-نسيتك ازاى ونا برن عليكى اهو
-مفروض اول متوصل كنت تبعتلى رساله
-عارف بس كان حاصل لخبطه فى المصنع وكنت متشتت شويه
-لخبطة اى
-افتحى الكاميرا الاول
-لا
-مش هعرف انام منغير ما اشوفك وعند الصبح شغل بدرى
سكتت من نبرته فتحت الكاميرا ولما شافته زال همها فهى تفتقده ايضا
ادم ابتسم قال- لا باين انك شايله فعلا.. اى التكشيره دى
-لا نا بس كنت عايزه اشوفك... المهم انت فين
لف الكاميرا فى الشقه نظ ت اسير لقد طان المكان نظيف وجيد عكس قلقها
اسير- السكن.. ف حد معاك
-لا
-طب قولى ف اى عندك والشغل عامل اى
-مش عارف يا اسير لسا مش فاهم الدنيا ولخبطه عندى
-ف اى بظبط حد ضايقك
-شخص مش مرتاحاله خصوصا النهارده براجع الوارق من حيث اشوف هبدأ منين قالى انى عليا بس اعقد اراجع الى هيجيلى منه بس مدورش وراه لأنى كده بدخل فى شغله
-طب مش ده شغلك
-المفروض وده إلى مضايقنى، عرفت ان ده النظام وانا مش هاجى اخربه مثلا
-امممم طب متسأل الى جابلك الشغل ده
-أسأله ف اى
-هو عنده خبره واظرى بالمصنع الى جابك فيه، أسأله عن اى اتاحه ليك ف الى بيحصل حتى ف الناس الى هناك والشخص ده، اكيد يعرفه اكتر منك
افتكر شريف وهو بيساله عن طبعه فى الى قابلهم النهارده قال
-هعمل كده حالا
-ادم
-نعم
-كلت
اباسم فهى تعرفه ينسي حاله قال- هاكل حاضر
-فورا
اومأ لها مطاعا ونظر لاعينها بابتسامه هادئه قال
-تصبحي ع خير، وبلاش تسهري
-وانت من اهله
قفل معاها ويتمنى لو أطال المكالمه اكثر من ذلك عمل مكالمه لشريف الى كان فى الطريق واستغرب من مكالمته رد
-الو يا ادم
-معلش بس كنت عايز استفسر عن حاجه
-اى
-فى امكانيه انى اراجع الحسابات كلها حتى العدادات والاستلامات وبتاخد كام ويخرج كام
-ليك بس ليه
-عشان سمعت ان شغلى بس استنى الملفات، يعنى ليا امكانيه اراجع من ورا شريف
-اهو شريف ده بذات الى عايزك تراجع وراه
-لى
-هتفهم بعدين
-يعنى اعمل الى عايزه
-اعمل الى شايفه صح فى شغلك وتحت مسؤوليتى... ليك صلاحيه كامله من الشركه بده
-تمم شكرا
قفل معاه وبيكون ادم خد ما يريده
فى اليوم التانى عواد وصل على المصنع وبيدى بصمه انه وصل دخل لقا سامح واقف قاله
-مالك واقف كده لى
سمع صوت لقى ادم واقف عند عداد الكهرباء وفى ايده دفتر قال
-زى ما قولت، الدفتر ده يتملى بتقارير العداد يوميا، وهيتراجع من خلال الضرايب، ومحدش يدفع فواتير انا إلى هكون مسؤل عن خروج الجنيه هنا
شريف بيشوفه ومستغرب راحله قال
-اى الى بيحصل هنا
لف ادم قال-لا بفهمهم الشغل والنظام الجديظ
-نظام؟!!
ابتسم واكمل- انا مش قولتلك اعقد ف مكتبك وكل حاجه هتجيلك، مفيش حاجه اسمها نظام هنا غير الى انا حطه
-ده فى شغلك انت مش شغلى... أنا شغلى احب امشيه بطريقتى
-افهم من كده
-انك متدخلش فى شغلى.. اى انتقاد ممكن تبعته كتقرير لشركه ده لو كنت بعمل حاجه تستدعي الانتقاد اصلا
بص ادم للموظفين قال- تمام زى ما عرفتكم
اوماو له بيبصلهم عواد قال ادم- كويس، نروح نشوف تكاليف العمال
بيبحلقله عواد ويروح وراه، ادم بينظر للعمال كانو اول مره يشوفوه بس سمعو عنه، ويحسبون هيعقد فى مكتبه زى اى حد لكنه يشرف عليهم وبيتابع معاهم ويشوف جوده الحديد وكم تكلفه تقارن
اوا، مسكه من دراعه قال - قولتلك بلاش نتدخل فى شغل بعض
بصله ادم من ايده قال- نزل ايدك عشان متعرفش حركه زى ممكن تكلفك اى
رفع عينه ليه وكانت تملاها القوه بس لما اتأخر فى تنزليها لوى ادم دراعه وزقه بعيد عنه نظر إليه عواد بشده وبص العمال
نفض ادم ايده بتلقائيه قال
-استاذ عواد بلاش هزار فى الشغل
مسك ايده نظر له عواد عدله ادم بابتسامه قال
-نحترم ده
ضغط على ايده بقوه اتألم عواد من قبضته، بيسيبه ادم ويرجع لشغله العمال بيبصوله من الى عمله وكلهم شافو كويس الاهانه وازاى طير عواد ذلك السمين ذو كرش
اتعدل عواد وبص حواليه وبياخد مركزه من تانى ويشوف ادم بيكمل ويتكلم مع الموظفين حول جوده المكينه ويخبروه بالتفاصيل وهو بيكتب فى النوت الصغيره الى معاه... اللعنه ذلك الشاب كان هادى امبارح ازاى خد هذه الحصانه والنهارده بكل ثقه بيمارس شغله ويحط ايده ف عينه، لا يبدو هيناً
فى الليل الكل كان خلص شغل ادم كان بياخد صوره لكل عدادات المصنع عشان يسجلهم وبيخلص ويخرج فيرن تليفون وكانت عبير قالت
-الدنيا عامله اى معاك
-كويس لسا خارج من الشغل، انتو عاملين اى
-احنا بخير ياحبيبى
-اسير بتعقد معاكى بلاش تكون لوحدها
بتشوف عبير اسير وهى خارجه من المطبخ قالت
-تحب تكلمها
بص ف الساعه قال- هى عندك
-اه
-وعاصم
-عاصم برا خرج مع خطيبته
اسير بتقول- بتكلمى مين يعمتو
عبير-ده ادم
نظرت لها اسير لانه مكلمهاش من الصبح فسكتت برغم الاشتياق ف عينها
ادم- مش عايزه تكلمني ولا اى
عبير- زهقت من امك ماشي.. تاخدى تكلميه يا اسير
اسير-لو هو عاوز
ابتسم ادم لانه سمعها لما خدت تليفون من عمتها
قال ادم- ابعدى شويه عن ماما
-لى
بعدت قليلا عنها عمتها نظرت إليها، ادم باس الهاتف معطيا اياها قبله قال
-وحشتينى اوى
ابتسمت بخجل قالت- وانت كمان.. شكلك مرتاح حاليا عن كلامك امبارح
ادم- يعنى عشان بمارس شغلى صح، وفهمت الدنيا هبقى عندى اصلاحيه اعمل الى انا عايزه بدل منا مكنتش فاهم حاجه
اسير- بلاش تعادى حد مش عايزين مشاكل
-قولتلك الشخص ده مش مرتاحله ومامعنى عن شغلى
-انا بس خايفه عليك انت رايح تشتغل مش اكتر
-متقلقيش يا اسير
سكتت بابتسامه هادئه من نبرته
فى كل يوم ادم بيرجع آدم لشقته، تعب من اليوم الطويل، دخل أوضته وسحب دفتر الإيرادات من درج الكومودينو. قعد على الترابيزة الصغيرة، وبهدوء بدأ يسجل كل قرش دخل وخرج، خطه منظم وكأنه بيفضفض للورق. لف سيجارة، لكن ماولعهاش، فضل يلف بيها بين صوابعه وهو بيفكر في كل تفصيلة حصلت في المصنع.
ومع أول ضوء، كان واقف قدام بوابة المصنع. لابس القميص الكحلي والبنطلون القماش الغامق
صوته كان هادي وواضح، بيكلم الكل بلطافة لكن بحزم. "يا عم رمضان.. الكرتونة دي ناقصة قطع، شوف الوردية اللي اشتغلت عليها".
"يا حسن.. الاستهلاك زايد في الخامة، راجع الحسابات معايا قبل ما ترفع الطلبية".
العمال كانوا بيردوا عليه باحترام، فيهم اللي بيهزر معاه وفيهم اللي بيسأله نصيحة. عواد، اللي طول عمره شايف نفسه المدير المطلق، كان واقف من بعيد بيراقب.
عواد اتضايق لما شاف الكل بيلف حوالين آدم، اللي بقى في عيونهم مش بس محاسب، ده بقى "اللي فاهم".
عمال بيجيله بدفاترهم، بيشرح لهم الفايدة والخسارة، وبيقول بصراحة:
"الوردية دي كسبانة.. دي خسرانة عشان الإهدار".
الناس ابتدت تتكلم...
"آدم بيفهم، مش زي شريف بيزعق ويطلع يجري ع المكتب".
"أهو ده المدير، مش بس يحسب.. يفهم الشغل كويس".
ولأول مرة، عوا حس إن سلطته بدأت تهتز، وإن وجود آدم مش مجرد موظف حسابات، ده بقى له كلمة مسموعة ومكانة حقيقية جوه المصنع...
اسير بتكون خارجه قابلت ريتاج ابتسمت قالت
-هاي اسير ازيك
اسير- الحمدلله بتعملى اى هنا
-بعمل اى؟! ده بيت خطيبى عادى تشوفيني لو قصدك عن زيارتى فأنا خارجه نا وعاصم
-اممم انتى الى بتيجى تاخديه
نظرت لها ريتاج من الاهانه قالت
-مش فاهمه
اسير- لا مفيش منوره، نا ماشيه عشان اجيب طلبات
-عرفت الى حصل لادم
وقفت اسير قالت ريتاج-زعلت اوى من الى حصلكو... انشاءالله هتلاقى شغل احسن
ابتسمت اسير قالت- هو ف الأحسن دلوقتى
-امم بعيد عنك، الغربه وحشه بردو بس العيشه
بيجى عاصم قال - يلا يا ريتاج
بيبص لاسير مم وجودها قال-اسيرد عايزه حاجه
ؤيتاج-لا خارجه تجيب طلبات
-عايزه اى ونا اجبهولك
اسير-مفيش داعى انا خارجه
عاصم-قوليلى بدل ما تلفى
ريتاج بتبص لعاصم قالت- خلاص يعاصم اكيد هى ادرى بالى هتشتريه
عاصم- ادم قالى اشوف طلباتك لو عايزه حاجه قوليلى
بتبص اسير لريتاج قالت-شكرا يعاصم انا بجيب حاجتى بنفسي
خرجت نظر لها عاصم فكم اشتاق لمحادثتهم يوا زى زمان ولو حتى صحاب، اوقات بيبصلها على انها خساره مبيره، حساره مستحيل ريتا تعوضها ولا ابوها لما يساعده ف الى عاوز يوصله
بتمر ايام وينتهى الاسبوع والوردية كانت في عزّ شغلها، أصوات اللحام والمفكات الهوائية ماليه المكان، وسير التصنيع بيجر عربيات نص مجمّعة بتتحرك من نقطة للتانية.
آدم كان واقف على جنب في قسم التجميع، ماسك تابليت فيه بيانات الإنتاج.
قرب من فني وبيقوله:
– العربية دي ليه بترجع على خط الفحص التاني مره تانيه؟
الفني رد وهو بيشد كابل كهرباء من أسفل التابلوه:
– فيها عيب في وحدة الكنترول، لمبة الـABS منورة، ولسه متحلّتش.
آدم سجّل الملاحظة، وقال بهدوء:
– بلغ المهندس عادل يشوفها بنفسه، لو فضل العيب يتكرر، يبقى فيه خلل في القطعة أو في طريقة التركيب.
عواد كان واقف في آخر الخط، شايف بعينه إزاي العمال بيجروا على آدم، مش عليه هو.
بيقول للمسؤول الفني بنبرة دايقانه:
– كل شوية آدم.. آدم! هو ده مدير الإنتاج ولا محاسب؟
الفني قالها بصراحة:
– أصل بيحل بسرعة وبيراجع ورق الإنتاج بنفسه، وبيفهم في مراحل التصنيع كأنه شغال هنا من سنين.
آدم رجع مكتبه، وبدأ يراجع تقارير الاستهلاك:
– "ليه استهلكنا ٢٣ موتور أكتر من المتوقع في الأسبوع ده؟"، سأل نفسه، وبدأ يدور في سجلات المخازن.
وفجأة، لقى رقم غريب مش منطقي في فاتورة مورد قطع الغيار.
نادى على أنور، واحد من مشرفين المخازن، وقاله:
– أنور... الكمية دي دخلت فعلاً المصنع؟
أنور اتوتر، وقال:
– المفروض… بس أنا مكنتش موجود وقت الاستلام.
آدم حط خط تحت الفاتورة، وقال بصوت هادي لكنه قاطع:
– هنعيد جرد المخزن بكرة... وفي حاجات لازم تتراجع.
بيقوم ادم ويخرج يعمل مكالمه فى البريك ويتأكد ان مفيش حد بيرد عليه شريف
-الو يا ادم، متصل ف البريك لى
-عشان معطلش شغلك معايا
ابتسم قال- خير ف اى
-انت ليك علاقه بشركه الرئيسيه صح
-اه
-وف ملفات تخزين لحسابات الشهور الل فاتت من قبل ما اجى
-كل ما تخزن
-طب انا عايزهم
-الحسابات
-اه ولو حتى صور ع التليفون مفيش مشاكل
-حاضر بس هو فى حاجه
-لسا معرفش لما اتأكد هبلغك
-مش المفروض ترجع النهارده
-مفيش فرصه هتأكد ان الشغل تمام وارجع
ابايم قال-ادم.
-نعم
- نا واثق فيك
-شكرا
بتكون اسير قاعده لحد بليل اليوم عدى وادم مرجعش كانت مستغربه وبصيت ف التليفون لانها مبتحبش ترن عليه وتزجعه فى شغله
بيرن تليفونها ردت فورا-ادم
-اسير، عارف انك هتضايقى
-ف اى، هتيجى بكره
-لا مش هعرف اجى، هاخد اسبوع كمان
بتحزن اسير وتقول-لى.. ف حاجه
-مش هعرف انزل اجازه والشغل محتاجنى..هخلص الى عندى وانزل مع بقيت العمال
-يعنى.. هتيجى الاسبوع الجاى
-انشاءالله
-مش هتقولى الاسبوع الى بعده
-عارف انك مضايقه بس غصب عنى
بتاخد نفس قال- عادى يا ادم المهم ترجع بسلامه
-بحبك
-وانا كمان
فؤاد كان ماشي لقى عربيه عاصم وهو راجع ونازل
ناداه قال– عاصم!
عاصم لفله – إزيك يا فؤاد؟
– تمام... هو آدم ساب شغل المطعم؟
عاصم استغرب وسأله:
– أيوه... إنت مش عارف؟
– لأ، ساب الشغل ورح فين؟
– المفروض انه كان هيرجع النهارده بس معرفش
-يرجع منين
-هو شغال من اسبوع ف مصنع ف محافظه تانيه
– مصنع؟!!
– أيوه،
– نا برن عليه مبيردش
-اكيدبترن عليه اوقات شغله هو مبيرظش ع حد غير لما بيخلص، وهو فما راح كان مستعجل... ممكن عشان كده باين انك متعرفش
اومأ له بتفهم قال- خلاص ماشي انا هتصل عليه
مشي نظر له عاصم بيضايق فؤاد منه ويرح يعقد على القهوه قال
-ماشي يا ادم
بيشوف شاديه واقفه سلمت عليه وسألته ماله قالها
-الورشه من ساعة متحرقت وهي فرقت ناس عن بعص
-قصدك مين
-ادم دايما كان ضد ان يشتغل بعيد عن أهله ودايما شايف ان الراجل مينفعش يشتغل ويسيب مراته لوحدها، بس لما الظروف تحكم بيظهر حاجه اسمها قلة الحيلة والاضطرار
-هو ادم سافر ولا اى
-اه اشتغل ف محافظه تانيه
-يعينى يابنى هيتبهدل ف الغربه، يارب تكون شغلانه حلوه.. الورشه كانت رحماه من كل ده
-فعلا
-ده حتى كان ف واحد بيسأل عنه آخر مره كان قفلها
-واحد بيسأل عنه لى؟!
سكتت شاديه وهى بتفتكر ذلك الشخص قالت
-معرفش كان بيسأل عن ورشه تبع ادم ولا لا
بيبصلها فؤاد وهى تنظر له ليسحب كرسي قال- كملى
بتمر الايام آدم كان قاعد في مكتبه، النور الخافت المنبعث من الشاشة انعكس على ملامحه المركّزة.
كان بيقلب في ملفات الشهور اللي فاتت الى جابهاله شريف ، فواتير الموردين، استهلاك الورش، وتكاليف الإنتاج.
وهو بيقارن، حس بحاجة مش مظبوطة.
الأسبوع اللي فات... المصنع اشتغل بطاقته الكاملة، ومع ذلك مصاريفه أقل من الشهر اللي قبله، رغم إن الشهر ده كان فيه 3 أيام عطلة و2 وردية بس كانت نص تشغيل!
فتح دفتر التوريدات، وقعد يعدّ بصوته الواطي:
– 23 موتور، 50 كشاف أمامي، 80 طقم فرامل؟!
رفع حاجبه، وقال لنفسه:
– ده استهلاك شهر كامل، مش أسبوع!
رجع فواتير شهر 5، لقاها متضخمة، نفس المورد، نفس التوقيع، بس الكمية أكبر بمرتين من الطبيعي.
فتح تليفونه واتصل على أنور:
– أنور، تعالى على مكتبي لو سمحت.
بعد دقايق، دخل أنور ومعاه دفتر قديم.
آدم سأله من غير لف ودوران:
– الكمية دي دخلت المخزن؟
أنور تردد شوية وقال:
– المفروض، بس أنا مشفتش غير جزء منها، الباقي استلمه عواد باشا بنفسه.
آدم حس قلبه يدق أسرع.
– عواد؟ هو الي مضى على الإيصال ده؟
– أيوه، وقال إن الباقي اتنقل على ورشة الصيانة المؤقتة.
آدم قال:
– ورشة إيه؟ عندناش غير 3 خطوط و2 صيانة في المبنى الجديد، إنت تقصد فين؟
أنور اتوتر أكتر وقال:
– معرفش بصراحة، هو قاللي كده وقتها وخلاص.
آدم حس بشك بيغلي جواه، قام وفتح خريطة المصنع، بص على الأماكن، سأل نفسه:
– فين الورشة دي؟ وليه الفواتير دي اتدفعت بمبلغ ضخم من غير استلام رسمي؟
هل شريف شغّل آلات تانية؟
ولا كان في تصريف للمخزون على جهة بره المصنع؟
خرج من المكتب ولف حوالين الأقسام، كان بيبص لكل ركن بعين جديدة...
كل كام متر يقف، يسأل، يدوّن، يحلل.
في حاجة مش طبيعية، حاجة أكبر من مجرد غلطة فنية أو توريد زيادة.
بيرن تليفونه ويلاقى وليد صاحبه رد عليه
-انت فين يا ادم
-ازبط ياحضرت الضابط ف حاجه
-عرفت انك مش ف القاهره
-اه للاسف
-هتنزل امتى
-بعد ٣ايام، لي
-على عليا اول متوصل ف حاجه مهمه عايزك فيها
استغرب منه وقلق قال- هو ف حاجه
فى يوم السمس طالعه مشرقه أسير كانت صحيانة من بدري، قلبها داق طول الليل من الترقب، النهاردة المفروض يرجع… بعد أسبوعين غياب، أسبوعين قلبها كان ناقص.
دخلت الحمام، خدت شاور دافي، صوت الميه كان بيندمج مع دقات قلبها، وكل ما تفتكر ضحكته أو صوته، تبتسم لوحدها.
طلعت، ولفت شعرها بفوطة، وقعدت قدام المراية، حطت نقطة من عطرها اللي بيحبّه، العطر الهادي
لبست لبس بسيط وشيك، ومسكِت تليفونها كل دقيقة، تبص عليه وتتنهد.
– "إنت فين؟ قربت ولا لسه؟"
وهي واقفة عند البلكونة، فجأة، الجرس بيرن.قلبها طار، عينيها جريت على الشارع من فوق،وشافته...تاكسي و آدم وقف تحت.
آه، هو رجع.
نزلت جري على السلم، ورجلها بتسبقها من الشوق، عايزة توصله قبل حتى ما يخبط الباب.
في نفس اللحظة، آدم دخل البيت، أمه كانت أول حد استقبله، حضنته من قلبها، وقالتله:
– نورت يا ضنايا، البيت كان ضلمة من غيرك.
عاصم مكنش لسا راح شغله قال
– عانل اى يا ادم
-الحمدلله انا بخير
آدم ابتسم، قلبه دافى من الحنية، لكن عينه بتدوّر…– "أسير فين؟"
وفجأة، وهو بيبص على باب الشقة…
شافها.نازلة من على السلم، بخطوات سريعة، عينيها بتلمع، وابتسامتها كلها لهفة،
قلبه دق بقوة، وكأنه لسه بيحبها للمرة الأولى، بس أعمق من أي مرة.
وصلت له، وقبل ما تنطق…
حضنها، حضن طويل وساخن، شالها من على الأرض،
وهي اتعلقت برقبته، سندت وشها على رقبته
ابتسمت عبير باحراج، لكن عاصم بيبصلهم مشدود ونَفَسه تقيل، اتنهّد وقال بصوت هادي:
– أنا هروح بقى، اتأخرت على شغلي. نبقى مع بعض بليل
ادم هز راسه، مشي عاصم وهو مضايق من الغيره تلى حاسسها،هو عارف إنها مرات أخوه… بس قلبه مش راضي ينسى إنها كانت في يوم… له.
رجعت أسير تبص لآدم وهى بتحاول تخبّي حزنها الخفيف:– اتأخرت كده ليه؟ ده المفروض أسبوع!
– غصب عني، كان فيه شوية مشاكل في الشغل… والحمد لله لحّقتها، وقدرت أرجع زي باقي العمال.
عبير دخلت بكوباية عصير وقالت بحنية:– ماتنكديش عليه يا بنتي، راجع أكيد متبهدل وتعبان.
آدم ابتسم وهو بيبص لأسير من فوق الكوباية، بعين فيها شوق ولهفة وشيطنة محبوبة:
– فعلاً تعبان
اتكسفت ووشها احمّر، وعبير قالت -طب اطلع ريح
طلعوا سوا، وإيدهم في إيد بعض، ساكتين بس الروح بتحكي،
أول ما دخلوا الشقة، قفل الباب وراه، ولفّ ليها وبص في عينيها كويس.
قرب منها… حضنها بهدوء، حضن طويل، دافي، كأن الزمن وقف.هي سندت راسها على صدره، وهو شم ريحتها وغمض عينه
– أنا مش قادر أبعد عنك تاني… البعد عنك أصعب من أي حاجة.
مسح بإيده على شعرها بحنان، وباس جبهتها،
قالها بهمس:
– وحشتيني يا أسير… فوق ما تتخيلي.
اسير- وانت كمان اوى.. أنا كنت بستناك كل لحظة.
نظر لها وباسها بادلته بعشق وبيقاطعهم صوت رنين بتبعد اسير، تنهد ادم ولقاه وليد قال
-ازاى نسيت
اسير- ف اى
-عندى مشوار هخلصه وجاى
-مشوار اى، انت لسا راجع
-مشوار اهم منى انا يا اسير
نظرت إليه شاورلها قال- فى الشنطه دى حاجه ليكى
-انت لسا مقبضتش بتجيب حاجه لى
-وهنخرج سوا.. بكره على عشا رومانسي لوحدنا
بتبتسم لما بيمشي ويسيبها بتروح عند الشنطه وفتحتها وتقف لوهله ووشها يحمر من ذلك القميص العنابي ابتسمت وكتمت ضحكتها
بيوصل ادم على القسم بيدخل عن، وليد الى مستنيه قال
-ف اى
-اقعد الاول عارف انى جبتك وانت تعبان
-الورشه مالها
-كين قالك انه ماس كهربى
-الشارع، مفيش صوت مفيش اى حاجه حصلت غير ريحة نار ظهرت فجأه
-ماشي بس ده مش دلايل على الماس الكهربى.. الورشه الاسلاك وكل حاجه سليمه
-يعنى اى
-اعتقد عدم اصدار صوت ده وراه ان ف حاجه حصلت سببة الحريقه
سكت ادم من كلامه وخرج وافتكر ريحة البنزين الى كانت هناك، راح علر الورشه عبطول ومرجعش.. برغم انه اشتغل بس النار فى قلبه مطفتش ومن البهدلة الى حصلتله
شاديه اول ما تشوفه- ادم.. انت جيت
-ازيك ياطنط شاديه
-انا الحمدلله، فؤاد مستنيه هلحق اقوله
-هو فين
-ف مكتبه
-خلاص انا كده كده رايحله
اومات له
فؤاد كان قاعد فى مكتبه دخل ادم عليه قال
-فؤاد
-رجعت اخيرا
-كنت برن عليك بعد اما خلصت شغل بس سيادتك مبتردش
فؤاد-اه كنت مشغول
-هنعلى على بعض.. ف حاجه عايزك فيها انا لسا جاى من عند وليد وبيقولى ع تحقيق الورشه
بيبثله فؤاد باهتمام فال- هو لسا متقفلش، طب قالك اى
-الورشه متحرقتش من ماس ده بسبب حاجه تانيه... وف حاجه انا لاحظتها... أنا لقيت بنز،ين يومها ف الورشه كان حد كان راميه
-قصدك اى
سكت ادم من احساسه قال- آخر مره كنت فيها كان عندى شعور غريب وانا ف الشغل... انى متراقب
اضايق فؤاد سحب مرسي وقعد قدامه قال
-بص انا فتحت الورشه ودورت فيها لقيت حاجه ومعتقدش انها ليك
بيخرج حاجه من جيبه استغرب جدا كن المو،س قال فؤاد
-ده بتاع مجر.مين بيحطوه تحت سنانهم
-لقيته فين ده
-من لما سمعت كلام شاديه عن الراحل ده
-راجل اى
-بتقول ان ف حد سأل عليك آخر مره وكان بيلف حوالين الورشه، هى كانت بتحسبه زبون لانه كان غريب عن الحاره
-كان معاه عربيه ماتوره اى حاجه تظل انه جايلى
-لا وده إلى خلاها تسأل صبيانها عليه بس اول مكلموه طلع يجرى وكأنه خاف وهي وقتها مستغربهةمن الشخص ده وحكتلى وانا محبتش اعمل حوار
-يس هو كدت حوار فعلا يا فؤاد... الورشه زى ما كنت حاسس من فعل فاعل
-يعنى اى
-يعنى شغلى ف د استقصدنى فيه
-انت ملكش اعداء يا ادم، ده فعل واحد زباله
اظم بيفتكر آخر مره لما اشترى العيارات الاخيره والعربيه المجنونه الى كانت بتسوق بتهور، ساعتها زى الى كانت هتدوسه هو وادم بس وقتها قدر يشوف وش السايق كان هو نفس الورشه الى شوهه بايده الاتنين ضرب، احساس ان حد مراقبه مكنش وهم
ادم بيبص لفؤاد قال- نا محتاجك
-انا معاك ولو ف جر.يمه
-عطو،ه ده لسا عندك
-متفكرنيش بقا منتا ملبسنى بيه
-كلمهولى
-نعم، اكلملك مين.. هتعمل جر.يمه بجد ولا اى
-ملكش دعوه انت انا الى هتعانل بس خلينى اتواصل معاه
اضايق فؤاد قال- كاشي هكلمهولك اكيد مش هسيبك لوحدك.. بس فهمنى فدماغك اى
-المو،س ده شوفته مع حد قبل كده.. ونفيه الى عطو،ه طلعه عليك
-يعنى؟!
-يعنى كلهم دايره ف بعض وهو الى هيعرفنى مكان الولا ده
-انت تعرف شكله
-اه
اسير قاعده لابسه ومتشيكه، كانت مسيبه سعرها وحاطه ميكب خفيف،بتبص على القميص بخجل قالت
-اختاره ازاى... معقول يكون حد جابهوله
بتبص لنفسها وقلبها بيتملى غيره وترن عليه تشوفه راح فين وقلقان من تأخيره
فى مخزن مريب شاب لابس تيشرت باهت وبنطلون متوسخ قاعد على كرتونة مقلوبة، بيلعب بكورة صغيرة بين إيديه،يقذفها في الحيط ويرجع يمسكها...لما شافه استغرب بس ابتسم قال
– "إيه الغيبة دي، يا عطوة؟"
عطوة – "قولت أعدي أسلم، حسيتك عامل نوش اليومين دول."
– "نوش إيه يا عم... حتى المزاج بطلت أبيعه للعيال.دلوقتي ولاد البشوات نفسهم وقّفوا،البوليس كان هيشمنا،قولنا نهدّي اللعب."
عطوة – "ولا قلبها تولّع في الناس...؟"
– "أولع في مين؟!"
– "بسأل ع الورشه الى ولعت…عشان لو في حد ولّع،يبقى لازم نعرف هو ولّع في إيه… وليه."
– "أنت تقصد مين؟!"
خرج موس قال– "يعني ده... مش بتاعك؟
عشان أنا لقيته في ورشة اتحرقت امبارح،
والغريبة إن وشّه مش غريب عليا…"
في لحظة، الشاب مد إيده وخطف الموس،
نظرة الخضة في عينه فضحته قبل ما يتكلم:– "جبته منين؟!"
وقبل ما عطوة يرد…صوت جه من وراهم… هادي… بس فيه قسوة باينة:
– "أنت غبي…ولا إيه؟مش قالك… من الورشة اللي انت حرقتها."
الشاب اتجمد، لما شاف ادم وخاف من الليلة اللي عمره ما نسيها…لما حاول يقرب من أسير،وآدم ساعتها ضربه ضرب نسيه اسمه.
الشاب– "إنت بتبعني يا عطوة؟!"
عطوة ضحك
– "أنا؟ده أنا اللي كنت لسه بسلم عليك،
بس الظاهر إنك أنت اللي عامل نوش بجد…
وسايب وراك ريحة حريقة وموس مرمي!"
آدم– "كنت سايبك تمشي…
بس واضح إنك مابتفهمش."
عطوه– "إخص عليك…ده أنا جايلك بضيوف،وجايلك بنيّة،وبايّن إن آدم باشا تعرفه كويس أوي…بس اللي ماتعرفهوشإنه حبيبي، شق يعني،اللي ساهم في خروج معلمي،ووجب معايا جامد!"
– "وتجيبهولي أنا؟!"
آدم اتحرك ناحيته بشر
– "ليه؟ليه عملت كده؟ليه تحرقلي مصدر شغلي؟ليه؟!!"
الشاب ضحك… – "متعة..."
آدم اتجمد،
الشاب رفع راسه– "أيوه… متعة.وده آخره اللي يلعب بالنار.وحق الضربة اللي ضربتهالي…وحق الكبرياء اللي كسرتّه،والعربية اللي حاولت تخبطك إنت والموزة بتاعتك…أيوه…أنا اللي كنت السبب فيها."
فؤاد فتح عينه بصدمه وقلقان
الشاب– "أنا ناوي على موت…
ومادامك جيت برجليك،
يبقى مش هتخرج من هنا سليم!"
ادم– "جرب."
الشاب اتنرفز من برود آدم،وطلّع سلاح حاد، مطواة
عطوه قال– "ارجع يوميلى…
عشان ده غشيم…والدم مش لعبة."
آدم متهزش ولما هجم عليه ضربه برجل ولوى دراعه ورمى السلا.ح وبسنزل بضرب قوى عليه
نظرة واحدة للشاب،وشه اللي ماكانش ناسى ملامحه…افتكر الورشة،افتكر الدخان،افتكر صوت الحريقة،
نزل عليه ببوكس أقوى، قال بغضب
– "شايف المتعة؟!"
بوكس.
– "شايف الشغل اللي ولعته؟!"
بوكس.
– "شايف الراجل اللي كنت فاكر إنك تهده؟!"
ضربة بكوع.
الشاب بيصرخ، بيحاول يصد، بس آدم ما بيسيبش.
دم على وشه، على إيده، على الأرض.
لحد ما فؤاد شدّه،
صوته بيحاول يهديه:
– "كفاية يا آدم… خلاص كفاية…"
الشاب كان مرمي على الأرض،عطوة قرب منه قال– "لا لسه عايش…تعالى كمل يا زميلي،خلص عليه بدل ما يصحى ويقولك أنا لسه راجل!"
فؤاد بسرعة مد إيده في جيبه،وضغط زرار التليفون.
قال بصوت هادي بس حاسم:
– "وليد… الظابط صاحبك…
في الطريق."
عطوة اتجمد،– "ظابط..إنتو بتبعوني؟!"
آدم بصله من غير عصبية، "شكراً،لو مش إنت…مكنتش جبته، الشباك عندك…اخرج منه قبل ما يوصل.قدامك خمس دقايق…
بس فاكر…مسيرك تتمسك،طول ما مشيك مش كوبس."
عطوه جرى نط من الشباك في ثانية.
فؤاد – "يــا بن المجنونة!!!"
سارينة الشرطة وقفت قدام المخزن،نزل وليد والضباط بسرعة،دخلوا المكان والسلا.ح مرفوع.الشاب كان مرمى
وليد– "لموه."
العساكر مسكوا الشاب،ووليد لف ناحية آدم،
بص على إيده اللي متغطية دم،قال– "متورطش نفسك كده تاني…
أنت مش ناقص."
–احرص إنك تخليه يدفع التمن،
لإنك عارفني…لو حسيت إن حقّي هيروح…هاتهور."
– "القانون هياخد مجراه."
بيمشي بس الشاب فتح عينه،وانتش من واحد فيهم سلا.حه بسرعة
صرخة فؤاد: "آدم!!!"
طل.قة خرجت.العساكر هجموا عليه تاني وأسقطوه ف الأرض.
لكن آدم كان واقف،وبعدين بيبص على ايسر صدره من الد.م الى بيخرج ويتساقط منه بيقع أرضا
↚
آدم كان واقف، بيقاوم، عينه مفتوحة، جسده بيترنح…
وبعدين... فقد توازنه، ووقع بهدوء مخيف.
علامة حمراء بدأت تظهر على هدومه، وبتكبر... ببطء.
وليد جري عليه، صوته عالي بنبرة فزع:
– "محتاجين عربية طوارئ! بسرعة!"
---
في البيت، أسير كانت قاعدة فهدوء مش مريح، لابسة روب خفيف ومستنية،
عدت ساعات، لا في اتصال، ولا باب اتفتح، ولا أي خبر.
القلق كان بيزحف ف صدرها، ببرودة مش معتادة.
مسكت تليفونها، بدأت تتصل.
لكن فجأة التليفون بيرن... اسم المتصل: "فؤاد".
ضربات قلبها زادت، وفتحت المكالمة:
– ألو؟
كان صوته متوتر وواضح إنه بيحاول يخبّي حاجة:
– أسير… عاصم عندك؟
– عاصم؟ لأ، مشفتوش… ليه، في إيه حصل؟
– آدم...
– آدم؟! مالُه آدم؟!
– مفيش، بس...
– فؤاد بالله عليك قولي حصل إيه؟ فين آدم؟!
سكت لحظة، وبعدين نطق بصوت شبه مكسور:
– هو... في وحدة طبية.
الصدمة وقفتها في مكانها، عيونها اتسعت:
– إنت بتقول إيه؟!
ليه؟ حصل له إيه؟
فين بالظبط؟!
– لازم حد من أهله يروح، محتاجين بطاقة… وأنا بطاقتي مش معايا.
هاتي عاصم بسرعة…
أنا مش قادر أسيبه.
– ابعتلي العنوان حالاً.
بتنزل فورا مستعجله بتخبط ف عاصم كانت هتقع مسكها قال
-اسير راجه فين
نظرت له ومسكت فيه اول ما شافته قالت
-طنت فين
-مع صحابى ف اى
-ادم
-ماله ادم
-ف المستسفى، فؤاد بيقولى انهم هناك وعايزك
بيبصلها بشده قال-ازاى
-انت لسا هتسالنى خدنى هناك يا عاصم بسرعه
بصلها وهى بتمسك فيه وكأنها بتناجيه اومأ لها وخدها من ايدها وركبو العربيه سوا ووصلوا على المستشفى
بيدخلوا علطول وكان فؤاد عند الاستقبال
أسير :
– "فينه؟! آدم فين؟!!"
فؤاد
– "جوا، في العمليات… لسه الدكتور جوه بيحاول يوقف النزيف."
عاصم– "إيه اللي حصل؟!!
فؤاد
– "آدم… عرف مين اللي ولّع الورشة، وطارده… لحد ما جابه وسلمه للشرطة."
أسير
– "جاب منين…؟ يعني… اللي عمل كده كان حد…؟"
فؤاد
– "شاب… كان بيراقب الورشة قبلها بيومين…آدم شافه مرة وشك فيه لحد مجابه وكان عنده حق.
عاصم-وبعدين
-قابله النهاردة… واجهه… والشاب حاول يق.تله."
عاصم – "وانت كنت مسانده... !إزاى تسيبه لوحده وسط الناس دي وتدخله بينهم؟!! انت عارف ان الورشه تهمه ولسا ف دماغه فتبعده عن حوارتها
فؤاد – "آدم… محدش يقدر يوقفه لما بياخد قرار وانت عارف ده كويس.. حتى لو كنت ربطته فى سرير، كان هيكسره وينزل.
وأنا… كنت معاه عشان مسيبهوش لوحده،
مش عشان أتحكم فيه لأنى عارف انه مش هيرجع الا وهو واخد حقه
عاصم –واديك كنت معاه ولا فقدته بحاجه غير إنه اتأذى
سكت فؤاد قعدت اسير وعينها مدمعه بخوف وتفتكره اخر مره وهو ماشي بيقولها انه مشواره مهم جدا بنسباله
قعد عاصم جنبها قال-اسير، اهدى
-ملحقتش يرتاح لما رجع.. ملحقش يعاصم
نظر لها ومسك ايدها وهى قاعده فى قلق وخوف فى عالم اخر
ربت على كتفها وهووينظر اليها قال-هيكون كويس متقلقيش
نظر فؤاد إليه وكيف يمسك بيدها ويضع الاخرى على كتفها، نظرات عاصم مريبه وكانما لا يخفف عنها بل يتقرب منها، عارف إنها بنت خاله بس هذا الاقتراب الآن غير مسموح
الدكتور خرج من غرفة العمليات اخيرا قامة اسير فورا نظر لها عاصم
فؤاد-طمنا يا دكتور
– كتقلقزش يجدعان ده جرح سطحى
فؤاد-بس دى طل.قه
-لا مهى الحمدلله مجتش فيه، جت فى كتفه من برا وشيلناها بسهوله
عاصم-يعنى حالته اى
-كويس الحمدلله
اسير اندفعت بسرعة ناحية باب الغرفة،
الدكتور وقفها وقال:
– "استني يا آنسة… ممنوع الدخول دلوقتي."
فؤاد– "سيبها يا دكتور…دي مراته…
قالها وهو بيبص لعاصم بتأكيد قال
-وهى كانت هتموت من الخوف عليه فخليها تطمن واحنا هنستنى لحد ما تخرج عسان منتجمعش عنده كلنا
-تمم ماشي
أسير دخلت الغرفة قعدت جنبه وشافته وهو نايم، مسكت إيده وبصيت على دراعه الملفوف بالشاش اتنهدت لانها سطحيه فعلا بصتله بعتاب وقلق
– "ليه يا آدم…ليه تعرض نفسك للخ.طر كده؟
ليه تخوفني عليك بالشكل ده
قربت ايدها من ايده ومسكتها بحب وسالت دمعتها قالت
-بتاذى نفسك وبتأذينى معاد
آدم فتح عينه ونظر اليها قال
– "امسحي دمعتك…قولتلك قبل كده دموع غالية عليا من روحي."
نظرت له وانه فايق لان البنج مكنتش كتير قالت
–اى الى عملته ده، بتقلب فى القديم لى
-قدبم؟! الورشه هى كانت عمرى يا اسير
-وربنا كرمك بشغل غيرها واحسن
-مش احسن، ولا الغربه عنك احسن
نظر ادم إليها قال- انا مسبتنيش من الورشه يا اسير والخريقه معلقه معايا من يومها، وانتى عارفه مبسبش حقى
-والى عملته ده هيرجع الورشه... انت اتأذيت بس
-انا بخير يا اسير، ده تعويره
-تعويره من طلقه
لمست دراعه اتألم قال- اسير
-بتوجعك
-يا اسير ده جرح
-عجبك اللي أنا فيه؟إزاي تخاطر بحياتك كده... هفرح انا لو حصلك حاجه
-مش هتفهمى
-انت إلى مش قادر تفهم، حقك والورشه والحر،يقه كل ده مبهمنيش لانهم مش هينفعونى لما تتأذى انت
سكت ناظرا فى اعينها المليئه بالحب له قال
-تعرفى أنى لو مت هكون ميت مرتاح عكس زمان.... لأنى خدت كل حاجه كنت عايزها وهى انتى
قالت بحده-متذكرش الموووت
ابتسم اومأ مطاعا قال- حاضر
دخل عاصم شاف اخوه قال - عامل اى دلوقتى
-الحمدلله؟! انت جيت امتى
-من بدرى منا الى جايب اسير
نظر ادم إليها اومات له قال عاصم
-مش قولتلك اى حوار للورشه ده تسيبه
-طب متتكلموش تانى لانكو شايفنى غلطان
-طبعا غلطان يا ادم.. تعرض نفسك لناس زى دى لى.. مجرمين ودول دايره لو دخلتها متخرجش
-عارف انى مش بخاف من حد
سكت عاصم بقلة حيله منه قال- ماما هقولها اى
ادم- محدش يقولها مصير الجرح يروح وكده كده انا كويس
دخل فؤاد بص لآدم قال- بقيت احسن
-اه شوف هخرج امتى عشان مش طايق السرير ده
-حاضر
اسير- اكيد مش دلوقتى اقل حاجه النهارده
-عايز ارجع بيتنا
سكتت ونظرت اليه قالت-استنى لبكره الصبح
عبير قاعده فى شقتها مستغربه قالت
-هيكونوا راحو فين كلهم.. لا ادم ولا اسير ولا حتى عاصم... اختفوا يعنى
تنهدت وقامت تسقى الزرع الى بتهتم بيه بيتفتح الباب وتلاقى عاصم نازل من عربيته
-عاصم
بتشوف ادم واسير مسكاه اول ما بيشوف امه بيتعدل باستقامه
عبير- انتو كنتو فين
ادم- انا واسير كنا برا وقابلنا عاصم ورجعنا سوا.. يلا اسير
عبير- هتنزل تاكل معايا صح
-حاضر
مشي هو واسير نظرت له قالت- حاسس بحاجه
-انا تمام
شافهم عاصم وهم يتهامسون امه قربت منه قالت
-ادخل غير عسان تروح شغلك
ادم بيكون قاعد على السرير جت اسير بصنيه فيها فرخه مسلوقه نظر إليها قال
-متهزريش
قعدت جنبه قالت-يلا كل، مكلتش من ساعة مجيت
-انتى عارفه كويس انى مبحبش الفراخ المسلوقه
-هتاكلها لانك تعبان
-هونا والد، امال لو كانت جت فيا
-اظم، بطل عناد واسمع كلامى لمره واحده
قربت منه تأكله بتلمس وشه بحنان قالت- عشانى
ضعف من نبرتها الاثنويه واناملها الرقيقه بيفتح بوقه بتلقائيه وهى تأكله وبتبص ف عينه بيضحكو هما الاتنين بعدت عنه قالت
-كان لازم يعني
-شايفك بتمسكينى من نقطه ضعفي
بتفتكر القميص بصتله بحده قالت- انت كنت بتعمل اى هناك بظبط
-هنام فين.. منتى عارفه انى كنت ف شغل
-وعرفت تجيب حاجه زى دى ازاى
شاورت على الشنطه نظر إليها فهل تشك فيه ضحك قال
- عجبك
- ادددم، انت مش هتروح هناك وترجعلى بالجرأه دى الا وف حد معاك بدالى
- ينهار ابيض هتلبسينى مصيبه
سجبت السكي.نه من الصينيه قالت- عارف لو عملا زى بقيت الرجاله الى بتشتغل برا وتتجوز على مراتتها هعمل فيك اى
-اهدى يا اسير يا حبيبتى السلا.ح يطول
-اودعنننننى انك عمرك مهتتجوز لا تبص لواحده غيرى
-انتى بتتكلمى لجد
صاحت فيه-اددددم
قال فورا- وعد
سكتت بارتياح ونزلت السك.ينه تانى وادم بيبصلها بريبه قال
-بقيتى شرسه على فكره
-وانت سا.فل
-معاكى انتى بس
احمر وجنتيها وحاولت تظارى ابتسامتها حط ادم الاكل على جنب وسحبها لحضنه
اسير- ادم دراعك
-انا كويس.. احضنينى كنت خايف اتحرم من حضنك ده
حضنته فورا وهى تتملك صدره الصلب وكانه ملكها هى فقط
ادم- اسير
-نعم
-لو عشت عمرى كله مش هعرف الاقى ضوفرك
-بجد يدومى
هنا ادم غصب عنها ضحك من كل قلبه ضحكته الرجوليه الجميله قال
-جبتى الاسم ده منين
-كل بنت بتحط اسم دلع لجوزها وانا قولت ادلعك
-دلعينى برحتك
عاصم سايق بيجيله مكالمه من عماد قال
-نعم
-عملت اى ، الراجل بيسأل
-اول عق، بيع معايا
-عقد واحد
-مش اى عقد.. من كبيرهم، حاليا فى مكالمات مجهوله بترن عليا وواثق انهم اتنازلو والعقود كلها هتبقى ف ايدى
-هااايل يعاصم، هعرفه لانه مقلق منك
-عرفه وبالمرة الاتفاق يتنفذ
-متقلقش يعاصم، الافاده هتعود عليكى ضعف وحجم تعبك
ابتسم وقفل معاه وساق بسرعه
كانت أسير واقفة في المطبخ، بتضبط السفره ريحة الأكل ماليه المكان، والجو ساكن.
دخل عاصم بخطوات هادية، وهو بيخلع الجاكيت من على ضهره. أول ما دخل، سمع صوت خفيف جاي من المطبخ، وبعدين لمح آدم واقف عند باب الصالة.
آدم "اتأخرت ليه؟"
عاصم (بيعدل هدومه وبيقول من غير تركيز):
"الشغل شدّني شويه."
آدم:
"تمام... بعد ما نخلص أكل، عايز أعقد معاك شويه."
عاصم (بيهز راسه):
"ماشي، هغير واطلعلك."
---
بعد العشا، والبيت كله هادي، عاصم طلع لشقة آدم فتحله الباب.
آدم "ادخل."
عاصم دخل، وساعتها سمع صوت المطبخ. لمّح من بعيد إن أسير هي اللي جوه، راح ورا اخوه
ادم"تعالى نعقد البلكونة."
طلعوا الاتنين سوا، وقفوا قدام السور، والهوا بيعدّي من بينهم خفيف.
آدم (بصله وقال فجأه):
"في حاجه عايز أقولك عليها."
عاصم (بيلف وشه ناحيته):
"قول."
آدم "كنت بفكر أفتح حساب في البنك... علشان هستلم عليه القبض بتاعي من الشهر الجاي."
عاصم ما فهمش على طول، استناه يكمل.
آدم (بيكمل وهو بيبص بعيد):
"ومن خلاله... هبعت مصروف شهري لأسير، ولماما."
عاصم"طب ليه تبعتلها؟... إديها لما تنزل."
آدم "علشان مش هقدر أنزل كل أسبوع."
عاصم (بيستغرب):
"ليه؟ مش اتفقنا إنك هتنزل كل أسبوعين؟"
آدم (بيتنهد):
"بقيت أفكر إن حتى الأسبوعين مش مضمونيين... غالبًا مش هعرف أنزل غير كل شهر."
عاصم لف ناحيته، قال
"إيه اللي اتغير؟... أسير وافقت إنك تروح تشتغل بعيد علشان كنت بتقول هتنزللها كل شوية. هتضايق لما تعرف."
آدم سكت ثواني، "أنا نفسي مش عارف الدنيا فيها إيه... بس آخر مرة شريف كلمني، قاللي أخد بالي وأتابع أكتر."
سكت شوية، وبص قدامه كأنه بيسترجع حاجة.
فلاش باك – قبل ما ينزل من المصنع
كان قاعد مع شريف في أوضة صغيرة فيها ملفات متكومة، وشريف بيبص في ورقة قدامه، وصوته هادي بس فيه نبرة قلق.
شريف:
"بص يا آدم، الحسابات اللي استلمتها، الأرقام فيها مش ماشية مع اللي قبلك."
آدم (متفاجئ):
"يعني إيه؟ أنا مش فاهم... أنا ماشيتهم زي ما انت شرحتلي."
شريف (بيهز راسه):
"مش بقولك إنك غلطان، بس المصروفات اللي ظهرت على عهدتك... مش متناسبة مع المصاريف اللي كنا بنسجلها قبل كده."
آدم:
"يعني فى غلط، اديت مومف زياده؟"
شريف:
"لأ، بس باين إن في حاجة مش واضحة من الى فات لانى متأكد انك مش سايب جنيه يطلع للهوا ومعنى كده ان الفلوس كانت لتكير زمان
ادم فهم كلام شريف لانه كان عارف انه هيكتشف ده
شريف" خليك متابع، ومتصرفش حاجة إلا بورق، وكمّل على نفس النظام... الشهر الجاي، هنفهم الفلوس دي راحت فين بالظبط."
ادم-ده الى هعمله
---
آدم بيتهد ويقول-السكن ضرورى فعلا هناك لان الشغل كتير وصعب شخص ينزل يوم الاجازه ويرجع
عاصم "يعني عايز تفتح حساب فعلاً؟"
آدم (بيهز راسه):
"أه... معلش يعاصم هتعبك
عاصم (بيهز كتفه وهو بيبتسم نص ابتسامة):
"مفيش تعب ولا حاجه، بكرة أخلصلك الأوراق."
آدم ابتسم وهو بيبصله، ابتسامة فيها امتنان بسيط... وفجأة سمعوا خبط خفيف على الباب، دخلت أسير بهدوء.
أسير (بصوت هادي):
"أنا عملتلكم قهوة... لو تحبوا تشربوها هنا."
آدم -شكرا يا اسير
أسير ابتسمت خفيف ومشيت، سابت ريحة القهوة وراها آدم رجع ناحيه أخوه، وناول له فنجان.
آدم (وهو بيقرب له الفنجان):
"دي الفرنساوي بتاعتك... عارف إنك بتحبها كده، مظبوطة."
عاصم خدها بإيده،شم الريحة،... ده طعم أسير، نفس الإيد اللي كانت بتعمله القهوة زمان وهو بيضحك معاها.
رفع عينه على آدم، لقى أخوه واقف قدامه بكل ثقه وهو الى بيفكر ف مراته ويحنلها، حس بضيق من نفسه ومنع تفكيره الى اتجرأ حتى ف حضور اخوه
ادم-عاصم انت هنا بمثابة وجودى انا
نظر له عاصم بص ادم ليه قال- مش هوصيك على اسير.. عارف انى مبثقش فى حد غيرك انت وفؤاد ويمكن بثق فيك اكتر لانك اخويا
عاصم بيحس بتأنيب من نفسه بس الى بيحصله غصب عنه، قال
-متقلقش يا ادم لو عازت اي حاجه انا موجود بدالك
ابتسم واومأ له ونظر الى الشارع قال- الشارع ده من ساعة متجدد وهو محى ذكريات كتير
-بس لسا موجود.. ثم لازم يتجدد ده كان قديم اوى وميلقش ان يكون شارع موظف فى المجلس
تنهد عاصم منه قال- فاكر اما زميلك مشي وراك من المدرسه لحد هنا وفاكر انه لما يضربك قدام البيت هيزعلك اكتر
ابتسم عاصم قال-ساعتها انت خرجت علقته ومسكنا العيال الى جابهم موتناهم، وبابا الى اتحط فى مواجهة اهاليهم
ادم- الله يرحمه كان بيشيل كتير
ابتسم عاصم وبادله ادم
عاصم خرج من الباب، وساب وراه ريحة القهوة والسكوت.أسير راحت البلكونه لادم
أسير :
"كنت بتتكلم معاه في إيه؟... في حاجه؟"
آدم "مفيش، كنت بس بقوله يساعدني أفتح حساب ف البنك... علشان أبعتلك مصروفك من عليه."
أسير (بتستغرب وهي بترفع حاجبها):
"تبعتلي؟! ليه؟... ما انت بتجيلي كل أسبوع."
آدم (بيتنهد):
"المره الجايه ممكن أطول شوية."
أسير (بقلق):
"كام يعني؟... أسبوعين؟ تلاته؟"
آدم (بعد تردد):
"شهر."
سكتت... كلامه نزل عليها زي الميّه البارده، نزلت عينيها من عليه، وحسّت إن الحاجات اللي كانت بتستناها بدأت تبعد.
آدم (قرب منها ولمس رقبتها بحنية):
"غصب عني... والله غصب عني."
أسير حاولت تمسك نفسها، ما تتكلمش، ما تفرّطش في اللي جواها... بس ضيقها باين في وشها.
أسير (بصوت واطي):
"ماشي..."
رضيت بقلة حيله آدم حضنها بحب قال
-احصنينى اليوم كله قبل اما امشي.. رغم انى مش بشبع منك بردو
ابتسمت قالت- باين
ابتسم ابتسامه عذبه قال
-سبحان من خلق فى قلبى كل الحب ده ليكى
ابتسمت اسير وحضنته
عاصم خلص أوراق الحساب في البنك زي ما آدم طلب منه، وراح قابله في الشقة آخر يوم أجازة.
آدم كان معاه ظرف صغير فيه مبلغ حاطه بعناية.
آدم (وهو بيمده لعاصم):
"خد دول... علشان الحساب مينفعش يتفتح فاضي."
عاصم (بياخد الظرف وهو بيبص له):
"ماشي... كل حاجة اتظبطت، وهيشتغل من بكرة."
آدم هز راسه باطمئنان بسيط، وهو في الحقيقة مش مطمن غير لأنه خلص الحاجة دي قبل ما يمشي.
---
مرت ٣ أيام كأنهم رمشة عين، وجت لحظة السفر.
آدم نزل شنطته، وكان واقف في الصالة، بيبص حوالينه كأنه بيحاول يحتفظ بكل تفصيلة في البيت.
أسير خرجت من أوضتها، قربت منه وهي بتخبّي زعلها في وش عادي.
آدم (بصوت دافي وهو بيمد إيده ليها):
"تعالي..."
قربت منه، حضنها بحنان، حضن مليان شوق وقلق.
آدم:
"هكلمك كل يوم... حاضر؟"
أسير (بصوت واطي):
"ما تتأخرش عليا... حتى ف الكلمة."
آدم (بابتسامة حزينة):
"ولا لحظة."
في اللحظة دي، كان عاصم بيجهز نفسه يوصله، لكن آدم لمحه وقال:
آدم (بحزم بسيط):
"لا، خلاص... كلمت تاكسي يجيلي، بلاش آخدك من شغلك
آدم راح سلّم على أمه،آدم:
"الفلوس اللي هبعتها، هتوصلك مع عاصم... هيكون الوسيط بيا لو اتاخرت عليكو."
ام كان بيساهم فى البيت بملغ مثل اخوه ولن يتوقف مدام ربنا رزقه بعمل
عبير (بصوت خافت وهي بتحاول تبتسم):
"أنا مش عايزة حاجه يا ابني... أهم حاجه سلامتك."
بياخد بعضه ويمشي بيرن تليفونه وكان من المصنع رد وقال
-نا جاي
وصل آدم باب المصنع، كان الجو لسه رايق، بس ريحة الحديد والزيت في الهوا بدأت تدخل مناخيره من أول لحظة.
دخل من البوابة، شايل شنطته الصغيرة، لقى "عواد" واقف عند مدخل الممر المؤدي للمكاتب، ماسك ورق في إيده ووشه اتغير أول ما شافه.
عواد (بارتباك وهو بيعدل الورق):
"إنت جيت؟... ماحسبتكش راجع النهارده!"
آدم (بهدوء وهو بيبصله بنظرة فاحصة):
"لا، رجعت... النهارده."
سابه ومشي، من غير ما يدي فرصة لعواد يتكلم أكتر.
كمل طريقه جوه المصنع، كان العمال سبقوه، واقفين في أماكنهم وبدأوا شغلهم. دخل أوضة البصمة، حط صباعه، وسمع صوت الصفارة الصغيرة.
الجهاز:
"تم تسجيل الحضور."
خرج بهدوء، وبدأ يتجول وسط المكان كعادته... بيبص على تفاصيل الشغل، الآلات، والورق اللي محتاج توقيع.
لكن عينه فضلت تراقب... عواد.
شافه واقف بعيد، عينه سريعة، بتبص ناحيته... أول ما حس إن آدم باصصله، لف وشه فورا، كأنه بيهرب من المواجهة.
الليل نزل على المصنع، والإضاءة كانت خافتة، أغلب العمال مشيوا
جوه أوضة صغيرة ورا الورش،
كان "عواد" واقف لوحده، لمبة صفرا باهتة فوق دماغه، وبيلم حاجته من درج مكتبه في صندوق كرتون مهترئ... أوراق، فلاشات، دفتر صغير
وشه مشدود، وعنيه مش مرتاحة.
عواد (بيكلم نفسه وهو بيزق الدرج):
"أهو بعتوه بقى... آدم."
ضحك ضحكة قصيرة مفيهاش فرح.عواد (بغِل):
"ماهو باين... مش زي اللي قبله، ده مسك كل حاجه من أول يوم... بيدوّر، بيراقب... وبيحسبها عدل."
وقف لحظة، مسك ظرف مقفول، قلبه بين إيديه كأنه بيتأكد إن كل حاجه لسه تمام.
قاعدين فى مطعم راقى، صوت خفيف لمزيكا في الخلفية، وريتاچ قاعدة قدام عاصم، بتاكل بحب من طبقها، ووشها منور من الإضاءة الدافية.
ريتاچ (بابتسامة):
"يا سلام على الطعم... الأكل هنا بيجنن، قولّي بقى... إيه أخبار الشغل؟ وقدمتوا على القاعة ولا لسه؟"
عاصم كان بياكل ببطء، عينه مش عليها بيفتكر اسير وهى معاه مكنش بيحس امه بيخرجها كتقضيه واجب زى ريتاج
ريتاج-عااصم
عاصم (ببرود):
"آه... الشغل ماشي... ولسه بنشوف القاعة."
سكت بعدها، وماكملش.
ريتاچ رفعت عنيها ليه، لاحظت صمته، وطريقته اللي مش زى الأول.
ريتاچ (بتحاول تضحك):
"هو بس كده؟ مفيش حماس؟ ولا انت سرحان ف حاجة؟"
عاصم هز راسه.
عاصم:
"لا، مفيش... عادي."
ريتاچ (بجدية وهي بتحط الشوكة):
"عاصم، بقالك فترة كده... متغير، مش زي الأول خالص.
بقيت أنا اللي بتصل، وبكلم، وأحاول أفتح مواضيع... وإنت ساكت... دايمًا سرحان."
عاصم خد نفس، بس ما قالش حاجة، حاول يبعد عينه.
ريتاچ (بصوت مهزوز):
"أنا خطيبتك... من حقي أحس باهتمامك.
بس بصراحة، بقيت حاسة إنك... مش بتحبني."
كلمة "مش بتحبني" نزلت تقيلة، خلت عاصم يرفع راسه بعصبية.
عاصم:
"الله! هو احنا لازم كل خروجة نقلبها دراما؟
أنا خارج أروّح دماغي، مش علشان نكد! مش عايز جو النكد ده، بجد."
ريتاچ (بهدوء، بس صوتها بيتهز):
"أنا مش بعمل نكد، أنا بس... بتكلم.
إنت سايب كل حاجة عليا، وأنا اللي بشيل الحمل... مش كفاية إني بحاول؟"
عاصم (بحدة):
"وأنا بقولك عندي ظروف في البيت، مش كفاية إنك مش مقدّرة ده؟ أعملك إيه يعني؟!"
سكتوا الاتنين... الجو بقى تقيل، الأكل برد، والمزيكا بقت مزعجة بدل ما كانت مريحة.
ريتاچ نزلت عينيها، فهمت إنه مش عايز يسمع.
عاصم (بعد دقيقة صمت):
"يلا... أهو نوصلك."
قام، مسك مفاتيحه، وساب الحساب، وهي قامت وراه، ماشية في هدوء، بقلب مش مرتاح.
اسير قاعده فى اوضتها بتكون بتعلق الستائر الجديده الى جبتها، ادم لقاها فلوس قبل اما تمشي وهى عايزه تجدد شقتهم
بتبص لصورتهم المعلقه ابتسمت باشتياق ليه لقيته بيرن راجت ردت قالت
-كنت لسا بفكر فيك
-تلاقى الأرواح ده انا بخاف منه
-اى رايك فى الستاره الجديده
بعتتله صورتها ابتسم قال-جميله، بكره عاصم هيبعتلك الفلوس الاسبوع انا كلمته وهو هيسحبها بجره
-انا عايزاك انت يا ادم
-حقك عليا عارف انى مقصر معاكى
نفيت له قالت- لا ارجع بسلامه بس
-حاضر ياحبيبتى
أسير قاعدة في الصالة، ساكتة، وعينيها ع الشاشة بس مش مركزة.
عمتها كانت بتتكلم في التليفون، صوتها ناعم وهادئ.
عمتها (في التليفون):
"خلاص يا ريتاج، نتقابل بكرة العصر... أيوه، هنعدي ناخدك، وأسير معانا... آه طبعًا، لازم تيجي."
أسير بصتلها فجأة، كأنها ما كانتش سامعة غير الجملة الأخيرة.
خلصت عمتها المكالمة، ووجهت نظرها ليها بابتسامة.
أسير (بصوت واطي):
"أنا مش عايزة أروح يا عمتو."
عمتها (بحنان خفيف):
"ليه بس؟ إنتي بقالك كام يوم مش خارجة، من ساعة ما آدم مشي وإنتي محتوطة ف مكانك.
غيري جو، اتهوي، يمكن يفرق معاكي."
اسير قاعده فى الشقه بتسرح شعرها سمعت صوت جرس، لميت شعرها وراحت تفتح بتحسب عمتها بس كان عاصم
نظرت له من وجوده قالت-عاصم
-بعتلك رساله بس مرديتش
-اه سايبه التليفون خالص من الصبح، ف حاجه
خرج ظرف فى فلوس نظرت له بتفسير
عاصم-ادم مقالكيش
افتكرت كلام ادم اومات له قالت- قالى اول امبارح
-انا لسا ساحبهم النهارده
-تمام شكرا يا عاصم
-مفيش بينا شكر يا اسير
نظرت إليه وهو ينظر إليها مشي وهى قفلت الباب ورجعت لحياتها
تاني يوم بعد العصر – شارع في المهندسين، وسط المحلات:
أسير ماشية جنب عمتها وريتاچ، بتتفرج على المحلات بصمت.
لكن في حاجة مختلفة...
ريتاچ كانت غير كل مرة شافتها فيها. مش بنفس الحماس، لا بنفس الغرور، ولا حتى الردود السريعة.
وشها هادي، ومرة تبتسم، ومرة تسكت... كأنها جواها حاجة تقيلة.
لما عمتها سألت:
"فيه مكان في دماغكم؟ أنا دماغي فاضية..."
أسير ردت بخفة:
"نروح الزمالك... الهدوء هناك يليق بينا النهاردة."
---
قعدوا في كافيه صغير على النيل، طلبوا عصير، الجو كان خفيف، هوا بيعدّي بلُطف.
أسير كانت ساكتة، بتبص في الميه.
ريتاچ كأنها خدت نفس، وقررت تكسر السكون اللي بينهم.قالت
-اسير ممكن اتكلم معاكى
نظرت لها من نبرتها المريبه
ريتاج- انا وعاصم فى آخر فتره علاقتنا بقيت مش كويسه خالص
اللعنه هل تريدها ان تخفف عنهم
اسير-مش كويسه ازاى
-عاصم غريب، اتغير اوى مشغول زياده مش بيتكلم لما بطلب منه اهتمام بيقول انى مش مقدره واطلع غلطانه
بتفتكر تسير نفسها وقالت جواها-بقى ده تأثير عاصم... المعتاد علي اى بنت نفس الى كان بيعمله معاها لما زهق منها
ريتاج- تفتكرى ممكن ف حياته حد تانى، أنا خايفه من الفكره دى
هل ستنصحها، باين إنها بتحبه فعلا، مفيش بنت بتعمل الى بتعمله ريتاج ويتقال عليها خطافة رحاله الا وهى مجنونه بحبه
ريتاج-اعمل اى، انتى عارف عاصم اكتر منى
وكأنها بتلمح لعلاقتهم القديمه قالت اسير
-مش عارفه الصراحه جربى اساليه
-مش بيكلمنى ولا يرد عليا، زعلان من آخر مره وقال عليا انى نكديه... قوليلى اى حاجه عارفه ان علاقتنا مش حلوه بس انتى الوحيده الى كلمتها لأنى معنديش اخوات ومبعرفش احكى لماما
اللعنه لقد اشفقت عليها لأنها زيها ووحيده
اسير- عاصم مش بيحب الزن وبيكون ف دماغه حوارات كتير انتى ممكن متعرفيهاش..اطمنى عليه بس منغير رغى وهو لما بيفضى والحوارات ظى تخلص بيرجعله شغف يكلمك تانى
-يعنى انا مس غلطانه
سكتت اسير ونفيت لها ريتاج اتنهدت كأنها مكنتش عارفه تعيش بسبب كلام عاصم معقول بيأثر عليها كده
ريتاج-شكرا يا اسير
مسكت ايدها بامتنان بصتلها اسير قالت-العفو
جت عبير قالت- هنعقد ولا هنكمل لف
ريتاج-اه يلا يماما.. هتيجى يا اسير
-هستناكو هنا
مشيو وسابوها بصيت اسير على ريتاج وشربت العصير وتتخيل عاصم انه يكون ع علاقه بواحده بتتجاهل الامر
بتمر الأسابيع على آدم ويعقد شهر كامل من رجوعه بيمارس شغله ويخلص حسابات طل أسبوع ويبعتها أول بأوا
، وآدم قاعد فى مكتبه بيخبط الباب، ويدخل عواد بشنطة صغيرة في إيده وملف أسود.
آدم رفع عينه من الورق وسأله:
– خير يا عواد؟ إنت إيه اللى جابك بدرى كده؟.. متأخر ساعتين
عواد ضحك ضحكة باهتة وقال:
– لا انا مش متأخر... جاي أقدّم استقالتي.
آدم بص له لحظة طويلة قبل ما يرد،
– استقالتك؟ كده مرة واحدة؟
عواد رمى الملف على المكتب:
– بصراحة، ضغط الشغل زاد... وأنا حاسس إني مش مرتاح هنا، فيه جو مش مناسب.
آدم بص في عينه مباشرة، بنظرة مش سهلة،
– الجو؟ ولا الحسابات؟
– عواظ: (ضحك بعصبية) حسابات إيه يا آدم، هو أنا ماسك خزنة؟
ادم– لا، بس ماسك توقيعات وفواتير ومخازن.
عواد ابتدى يتوتر، لف وشه وقال وهو بيتمسّك بنبره البريء:
– بص يا آدم، أنا شغال هنا بقالى 8 سنين، عمري ما حد اشتكى منى.
آدم:
– وأنا شغال هنا داخل على شهرين، وبدأت ألاقي فواتير من شهور ما تتقريش، ومصاريف ملهاش أصل، ومواد دخلت الورق وما ظهرتش في التصنيع، تفتكر ده طبيعي؟
عواد بلع ريقه، وقال بسرعة:
– يمكن خطأ إداري... أو حاجة ما تسجلتش صح.
آدم وقف، وقرب منه خطوة بخطوة:
– بس الغريبة إن الخطأ دايمًا في نفس الجهة، ونفس التوقيع، ونفس التاريخ.
لحظة صمت، فيها عواد حس إن آدم عارف أكتر مما بيقول
عواد-عايز تقول اى انت بتتهمنى، لا انا مسمحلكش
-انت حرامى يا عواد
نظر له وقف اظم قدامه قال-جرامى وبتلهف ملايين كل شهر والله اعلم مدكن كام
عواد بعصبيه-انت بتقول اى
ادم-متعليش صوتك بدل ما أعلى وتبقى فضيحه ليك مش ليا... أنا لح دلوقتى متكلمتش بس الاداره عرفت بالموضوع من آخر كشف للشهر الى فات وحجم الفواتير الى قلت عن فواتيرك
عواد بيخاف آدم مدّله الملف وقال:
– خُد استقالتك... أنا مش بفضح حد طالما ماذتنيش انا ليا دعوه بحسباتى الحاليه... بس اى حاجه تانيه هتحيلك من الشركه تبعهم وانت الى هتواجهها
عوّاد مدّ إيده وخد الملف، صباعه بيرتجف كأنه بيودّع حاجة غالية، وخرج من المصنع بنية إنه مش هيرجع تاني.
آدم واقف بيتابع بخطوات تقيلة، تنهد وهو شايل همّ الشغل اللي على كَتفه.
رن تليفونه... كان شريف.
آدم – وهو بيرد: – "كنت لسه هتصل بيك."
شريف – صوته فيه استعجال: – "فيه حاجة حصلت… عواد قدّم استقالته."
آدم – بتنهيدة: – "ما هو كان هيتشال على كده كده… جات من عنده."
شريف – مباشرة: – "أنا محتاجك تكمل معانا لحد آخر الشهر."
آدم – بدهشة: – "أنا أساسًا عدّيت الشهر... ومحتاج أنزل."
شريف: – "عارف يا آدم، بس الإدارة معتمدة عليك… الشغل ماشي بكفاءتك، ولو مشيت دلوقتي هنعاني من عجز واضح،
غير كده… فيه حاجة مهمة محتاجة تعرفها."
آدم – يشد نبرته: – "إيه هي؟"
شريف – بابتسامة غامضة: – "فيه كلام عن نقل… مش عادي، نقلك دي ممكن تكون نقلة كبيرة ليك… ترقية تستاهلها،
أول ما يوصلني تأكيد، هبلغك."
آدم سكت لحظة، حس بالمسؤولية، وبالمستقبل اللي بيتشكل من وراه، وقال: – "تمام يا أستاذ شريف… هكمّل."
اسير-تعقد تانى يا ادم،،، نا مصدقت هشوفك
-غصب عنى حقك عليا
-المفروض استنى شهر كمان
-انشاءالله لا، هيجيبو مسؤول ادارى واحتمال اتنقل وارجع اشتغل مكان القاهره
-بجد
-اه لمحلى شريف بكده
-يارب يا ادم
ابتسم لانها فرحت قال- لو عوزتى اى حاجه كلميني او قولى لعاصم
-متقلقش انا عايزه سلامتك بس.. دىاعك عامل اى
-احسن نا تمام الحمدلله
في مكتب عاصم، دخل عليه أحمد وقال بنبرة فيها تلميح:
– "فيه حد مستنيك بره."
عاصم – وهو بيرفع عينه من الورق: – "مين؟"
أحمد – وهو بيبتسم بخبث بسيط: – "أظن المفاجأة أحلى."
دخلت ريتاج... لوهلة، عاصم افتكر إنها ممكن تكون أسير، لكن خيبته اللحظة.
ريتاج بابتسامة مترددة:
– "فاجأتك؟"
أحمد ضحك بخفة وقال وهو بيخرج: – "هسيبكم بقى قبل ما عماد بيه يلمحني سايب الشغل."
بمجرد ما الباب اتقفل، ريتاج قربت وقعدت قدام عاصم، ونظراتها فيها عتاب دافي:
– "بقالنا كتير ماشفناش بعض من يوم الخروجة اللي حصلت فيها خناقة."
عاصم – بهدوء حاول ينهى الموضوع: – "بس إحنا اتصالحنا… ليه تفتحيه تاني؟"
– "عشان ماخرجناش من وقتها."
– "مشغول، معلش."
ريتاح – نبرة صوتها بقت أكتر جدية: – "بابا بيسأل… اتأخرنا ليه في حجز القاعة؟"
سكت عاصم. شافت في عينيه حاجة مش مطمّنة.
– "ينفع نروح بكرة؟ لو فاضي؟"
– "مش هعرف… عندي مشوار مهم."
– "أهم منى؟ طيب بعده؟"
– "مشغول يا ريتاج…"
سكتت لحظة، ثم قالت بصوت واطي: – "فاضي يوم إيه؟"
عاصم – وهو بيهرب بنظره بعيد: – "بصراحة… أنا شايف إننا منستعجلش. لسه بدري. ومعانا وقت…"
الكلام نزل عليها تقيل. كأنها أول مرة تسمع منه إنه مش متحمس.
قامت بهدوء، خدت شنطتها، وقالت وهي بتحاول تخبي الزعل:
– "تمام يا عاصم…"
خرجت.
عاصم تنهد وهو بيمسك راسه بإيده… واضح إن اللي جواه مش بسيط.
اسير قاعده مع عمتها وصل عاصم وشافها قال
-اسير عايز اتكلم معاكى
نظرت له من الى قاله راح فى الصالون وراحت وراه قالت
-ف حاجه، ادم كويس
-آدم هيقبض شهرى وده إلى عرفته.. هو قالى ادينى لحد مارجع لانه هيعقد لشهر الجديد
سكتت قالت- اه قالى كده
اداها الظرف خدته قالت-شكرا
مشيت نظر لها عاصم طلعت على شقتها وحطتهم على جنب فهى لا تستعمل كثرة هذا المال الى بيبعتو، كانت بتاخد الى محتجاه بس
مرت الأيام، وكان آدم واقف في المصنع بيتابع سير الشغل، لما دخل عليه شريف وهو ماسك ملف وبيتابع التقارير.
شريف – وهو بيبص حوالين بارتياح: – "فرق كبير... الوضع هنا اتغير."
آدم – بهدوء: – "كل اللي حصل إن الجو اتنضف بس... العمال بيركزوا في شغلهم."
شريف – بابتسامة فيها رضا: – "عارف، ووجودك ساعد كتير… لأنك عادل معاهم، وده خلاهم يشتغلوا بضمير."
آدم – وهو بيهز راسه: – "الحمدلله… أنا نازل الأسبوع الجاي. مش هتطلب تأجيل تاني؟"
شريف – ضحك بخفة: – "لا، نازل… ومستحقاتك اتحطت في الحساب النهاردة."
آدم فتح تليفونه، شاف الرقم، اتفاجئ وقال باستغراب: – "ده في زيادة… فيه فرق ٤ آلاف!"
شريف – وهو بيقلب في الورق: – "دي مش زيادة… دي مكافأة. حوافز على مجهودك."
آدم – وهو بيرفع عينه: – "بس ٤ آلاف؟!"
شريف – بابتسامة جدية: – قليل
-كتير
- أنا شايفها أقل من حقك… أنت ماسك إدارتين، وبتشتغل بإخلاص، ودي حاجة الشركة بتحترمها."
آدم – بابتسامة خجولة: – "شكراً على كلامك."
سكت لحظة وهو بيفكر، وبعدها قال: – "على فكرة… بخصوص اللي كنت بتلمح له قبل كده."
شريف – وهو بيركز معاه: – "أي واحد فيهم؟"
آدم – وهو بيبتسم ابتسامة هادية: – "النقل… في إمكانية أرجع القاهرة؟"
-بس النقله مش للقاهره يا ادم
نظر إليه قال- ازاى، امال فين محافظه اقرب مثلا
-ده سفر، برا البلد كلها
نظر إليه بشده، قال شريف- اتبعتلك نقله تشتغل فى فرع الشركه الرئيسي فى روسيا
اتصدم آدم قال-روسيا؟!
-اه وطبعا مش محتاج اقولك ده المرتب يوصله كام لانك هتقبض بعملتهم.. يعنى نقله كبيره ليك عكس هنا
-مستحيل اروح هناك
-ليه
-ازاى اتنقل فى شهرين، انت السبب؟!
-هما ميعرفوش بوجوظى اصلا انا موظف عادى عندهم، المصنع هنا الى كان شاغل رؤساء هناك بسبب الفواتير ولما الحسابات اتسجلت صح زى حساباتهم شافو السى فى بتاعك وعرفو بالموظف الجديد الى مشي كل حاجه زى الالف
حط ايده على كتفه قال- انت علمت ف دماغهم وبقو عايزين يعرفو مين آدم ده ويضموه لتيم الشركه... مش عايز اقولك كام حد هيحط عينه على وظيفتك لو مروحتش
-مش هينفع، اسيب البلد دى مستحيل
-بس
-صدقنى مش هينفعد بلغهم برفضى
-يعنى ده اخر كلام
-ومش هيكون ف غيره
-تمم يا ادم بس دى خساره كبيره
-شكرا
تنهد منه ومشي
فى يوم عاصم كان فى شغله لوحده وكش طايق حد، خرج شاف احمد وزمايله واقفين بيتفقو ع سهره
احمد-انا حجزت المكان رايق وهنمون لوحدنا
عاصم-الساعه كام
احمد شافه قاله- هتيجى معانا
-اه.. بس اتمنى تون حاجه جديده
همس له احمد ف ودنه قال- طالما ليك مزاج هيبقى كله جديد
صافحه بابتسامه من سهراتهم المعتاده
فى المساء اسير قاعده على السرير طلعه دفتر الصور بتاعها هى وادم، كانت بتتفرج عليهم بابتسامه وبتقلب فيه
-كنا حلوين اوى
بصيت على تاريخ اليوم تنهدت قالت -هانت
فى شقه عاصم كان قاعد مع احمد والقعده لما خمر،ه وكوتشينه بيلعبوا بيها قما.ر بياكلو على بعض
كان عاصم بيشرب فقط وهو بيبصلهم طه احمد قال
-انت بقيت غريب كده
-الزفت ده مغشوش انا كل مره مبسكرش
رمى الازاه اتكسرت المل بصله بشده من ضيقه فهو مخمول خده احمد قال
-انت إلى الخمره مش مأثره فيك... انت متخانق مع ريتاج ولا اى
-لا
خرج احمد سيجاره ملفوفه وباين انها ليست سيجاره كان هيولعها خدها عاصم منه نظر له احمد قال
-متأكد
-و،لع
بيولعله احمد بابتسامه قال- هتسمع نصيحتي
بياخد عاصم نفس طويل ويحس بسريان فى د.مه كبير، كأن جسمه بقا اخف، مشي ورجله استقت ببعض بس سند نفسه خد تليفونه ومفاتيحه ومشي
احمد-رايح فين، مش هتعرف تسوق كده... طب خلى بالك تتمسك
مردش عليه تجاهله ورجع لصحابه
فى الليل عاصم وصل على البيت وبينزل من عربيه وهو مش ساند نفسه وبيبتسم ببلاها، بيدخل ويسند على الحيطه وبيطلع مفتاحه بيقف وبيبص فوق
بيمشي ويكلع على السلم ويوصل على الشقة ويخبط
اسير كانت نايمه بسلام بتسمع صوت قامت بقلق، تنهدت وبتروح عند الباب باستغراب وقلق وبتبص فى الساعه مين بيخبط عليها دلوقتى
بتفتح وتلاقى عاصم ساند ايده على الحيطه وبيبصلها
اسير بتقلق قالت-عاصم.. خير ف حاجه
مبيردش فالت- آدم كويس
-آدم آدم آدم.. مبقتيش تفكرى غير فيه
نظرت له بيرفع عينه ليها وكانما يتفحصها قال
-هتسبيتى واقف كتير
اسير بتحس عينه بتطلع عليها وانه مش متزن وقلبها بيدق بقلق فالت
-مش هينفع انا لوحدى
بتقفل الباب بيصده بايده نظرت له اسير
قال عاصم- اى.. خايفه نعقد لوحدنا، منتى طلعتى شقتنا زمان وأنا بس الى كنت معاكى
بتضغط على الباب قالت- عاصم... أنا لوحدى بقولك اتفضل امشي...
زقها وفتح الباب ودخل نظرت له اسير بشده
عاصم- هتمنعينى ادخل بيت اخويا
-انت ازاى تزقنى كده... اخرج من هنا حالا
عاصم قرب منها نظرت له اسير ورجعت ورا قالت-عاصم، مالك
-وحشانى اوى يا اسير.. حضن.ك وحشنى
بيقربها منه ويحضنها بتزقه جا.مد وتنزل بقلم على وشه
-انت اتجننت... ولا شار.ب اييه
عاصم بيجمع قبضته اسير بتفتح الباب قالت- اتفضل من غير مطرود وادم يبقى يشوف الى حصل ده
عاصم بيرفع عينه ويرزقه الباب ويتقفل عليهم بتقلق اسير وتنظر إليه ولسا هتفتح الباب مسك ايدها وزنقها فى الحيطه
اسير بصدمه وصوت عالى-انت بتعمل ايييه اوعي
-محدش يقدر يبعدنى عنك... انت بتعتى انااا
نظرت له بشده انقض عليها تقبيلا بتصر.خ اسير قالت
-انت اتجننت ياحيوااان...ابعددد عنى
بتزقه جامد وتجرى لكنه بيمسكها قال- ازاى قدرتي تخو.نيني ازاااي...المفروض تكونى ليا.. ليا انا مش تكونى ف حضنه كل ليله على سر.يره
-اخرس..ات اتجننت.. اتجننت رسمى... ابعد يعاصم... ابععععععد
-مش قادر أبعد.. أنا عايزك اوى
بيبو.س رقبتها بتضر.به فى رجله وتجرى تمسك فازه وتنزل بيها على دماغه و....
↚
-هتسبيتى واقف كتير على الباب يا اشير
-مش هينفع انا لوحدى
بتقفل الباب بيصده بايده نظرت له اسير
قال عاصم- اى.. خايفه نعقد لوحدنا، منتى طلعتى شقتنا زمان وأنا بس الى كنت معاكى
بتضغط على الباب قالت- عاصم... أنا لوحدى بقولك اتفضل امشي...
زقها وفتح الباب ودخل نظرت له اسير بشده
عاصم- هتمنعينى ادخل بيت اخويا
-انت ازاى تزقنى كده... اخرج من هنا حالا
عاصم قرب منها نظرت له اسير ورجعت ورا قالت-عاصم، مالك
-وحشانى اوى يا اسير.. حضنك وحشنى
بيقربها منه ويحضنها بتزقه جامد وتنزل بقلم على وشه
-انت اتجننت... ولا شارب اييه
عاصم بيجمع قبضته اسير بتفتح الباب قالت- اتفضل من غير مطرود وادم يبقى يشوف الى حصل ده
عاصم بيرفع عينه ويرزقه الباب ويتقفل عليهم بتقلق اسير وتنظر إليه ولسا هتفتح الباب مسك ايدها وزنقها فى الحيطه
اسير بصدمه وصوت عالى-انت بتعمل ايييه اوعي
-محدش يقدر يبعدنى عنك... انت بتعتى انااا
نظرت له بشده انقض عليها تقبيلا بتصرخ اسير قالت
-انت اتجننت ياحيوااان...ابعددد عنى
بتزقه جامد وتجرى لكنه بيمسكها قال- ازاى قدرتي تخونيني ازاااي...المفروض تكونى ليا.. ليا انا مش تكونى ف حضنه كل ليله على سر.يره
-انت اتجننت.. اتجننت رسمى... ابعد يعاصم... ابععععععد
-مش قادر أبعد.. أنا عايزك اوى
بيبو.س رقبتها بتزقه وتجرى تمسك فازه وتنزل بيها على دماغه لكنه بيمسكها نظرت اسير له بخوف برميها أرضا وتنكسر ويلوى دراعها صرخت
عاصم-لى اتعميتى عن حبى، لى مش قادره تشوفى ضعفى ناحيتك حتى وانتى معاه انا مببكلش تفكير فيكى
-سيبنى يعاصم انا اسير اسير بنت خالك ومرات اخوك
-وحبيبتى، حبيبتى الى انا مفروض أخدها من زمان
-أخرس يحيوان
زقته وطلعت تجرى على الاوضه وقفلت الباب عاصم بينقه جامد لطنها بتدفع بكل جسمها وعينها بتدمع قالت
-امشي يعاصم... والله اصوت والم عليك الناس
-مش همشيييي
زق الباب جامد وطيرها ووقعت على الارض بتلف بخوف بتلاقيه فى وشها زحفت لورا قالت
-انت عايز اى... عايز اى منى
-نامي معايا
اتسعت عينها بصاعقه منه اتقدم منها صرخت قالت-اخرج يزباله، اخرج يمجنننون
-خايفه لى، مفيش حد هيعرف.. لا انتى بتخلفى ولا انا هتكلم... اوعدك أن هيكون مبينا
بيمسكها ضر.بته فى رجله لكنه بيلويها ويحدفها على السرير بتزحف علطول لورا لكنه بيسحبها من رجليها وينقض فوقها
اسير- ابعد يعاصم حرام عليككك... فوق انا مرات اخوك... مرات اخوووك... فوق يامجنونننن
لكنه بيشق ملابسها صرخت -ادددددم
بيكتم بقها بقبله قا،تله يسلب فيها روحها، لكنها بتستوعب انها لوحدها ادم ليس هنا لن ينقذها انها فريسه سهله، بتنتفض وهو بيهجم عليها وهي بتقاوم لاخر نفس لكنه كان قوي ويكسر ضلوعها من قوته وبيمنع حركتها زى الوحش الهائج
عاصم بيستلقى بتزقه بقوه برجليها وكأنها بتبعده لاخر مره عنها بعد أخذ ما يريده منها
بيسمع صوت بكا قهرى بكا ونشيج عالى وكأن هناك أحد قت.ل، رفع عينه لاسير العا.ريه وبتسحب اللحاف تخبى كل حته فى جسد.ها قد كشف عنها
بيحس بغصه كانت هتقتله قللت بصوت مرتجف لا يصدق
-ا..اسير
بيدق قلبه دقات متتاليه وينظر الى السرير الى جمعهم واستوعب ما فعله الان، اتنفض من مكانه بص لنفسه بصدمه ملأت عينه، صدمه اصابت قلبه بذعر وكأنه فى هول عظيم
بيرفع عينه لاسير تأكيدا على ما فعله بها، كانت تبكى بانهيار وتستر جسد.ها وشلال منهمر من عينها
بيرجع لورا وهو مصدوم وياخد بنطلونه بيتكعبل لكنه بيسند على الترابيزه وبتقع صورة قدامه لقد كانت صوره اسير وادم... ادم زوجها واخوه
كأن الصوره تأكد له على الجر.ينه التى افتعلها بحق من، رجع لورا وبيلف بيلاقى صوره اخوه فى وشه متعلقه على الحيطه، وكأن وشه بيلاحقه فى كل مكان.. انه فى غرفة نومه... لقد انتهك زوج.ته، لقد فعل كارثه
نظر إليه والى وحهه وكأن الصوره شاهده على ما فعله، عين اخوه بتطارده فى كل مكان
بينشي فورا ويفتح الباب ويفر فورا من تلك الغرفه، من تلك الجر.يمه التى افتعلها يهرب وتلك القت،يله المرميه تحت صرخاتها تناجى
بينزل على شقة امه وبيدخل وهو بيسند على الحيطه كأن رجله مش قادره تشيله، راح على أوضة امه فورا وفتح عليها
كانت عبير نائمه عاصم-م..ماما
طان بيتكلم بصوت مرعوب قرب منها وهزها جامد قال-م..ماما اصحى
كانت نائمه سمعة صوته وهزته الفزعه فتحت عينه وشافته، كان وجهه متعرق وكأنه شايف كابو.س قالت
-ع..عاصم،ف اى مصحينى لى دلوقتى
-قومى يماما بسرعه... الحقينى
اتعدلت بقلق من نبرته قالت-ف اى مالك.. وفين هدومك
مكنش لابس غير بنطلون وباقيه عا.رى...كان بيحاول يتكلم وعينه بتترعش مش قادره تثبت فى مكانها قال
-اسير
-مالها اسير
مطنش عارف يتكلم لكنه يهرب إليها لتحمل جر.يمه معه
عبير بتبص ليه قالت-اسير مالها يعاصم
-انا...
-ف اى يعاصم متنطق
نظرت له ولملابسه وهى خايفه قالت-فى..
ايه
-انا عملت مصيبه... أنا
-عملت اىى
- نمت معاها
بتستوعب الجمله الى قالها ونهال عليها كصاعقه قالت
-ن..نمت مع..معاها ازاى؟!
صمت عاصم وهو ينظر إليها ف اعينه الهلع بتبصله عبير وهى بتحاول تستوعب شكله وهو عا.رى
عاصم وف اعينه دمع- مكنتش ف وعي... أنا.. مكنش شايف حد،، خدتها غصب عنها... انا
-ن..مت معاها
نظر إليها قالت-نمت مع اسير... مع مررااااات اخووووك
صوتها على من الصدمه نزلت دموع عاصم بندم
عبير-هبببت ايييه.. عملت اى يعااالصم... عملت اييييه
-غصب عنى
-غصب عنك... غصبك عننننننك
لطمت على وشها بهول قالت- يالهوىىىى... ليهه كدهههه... ليهههه... ليهههه منك للله.... ازاى تعمل كده.... ازاى تعمل يا مجنون ازااااى
بيسكت بحزن زقته جامد قالت- عملت ايييه... انطق عملت ف البت ايييه.... الله يخربيتك
-ماما
ضربته بالقلم جامد قالت-اخرررس.. اخرررس مسمعش صوتك... مسمعش صوتك يزباااله
كانت لأول مره تضربه لأول مره تمد ايدها عليها، مسكته جامد قالت
-كنت هتتجوز... كنت هتتجوز لى تعمل كده فيها... لى هي دى... لييييه تحطنااا هنا
ضربه أقوى وهو ساكت مبيتكلمش والندم ف عينه بتشربه أقوى قالت
-لى تعمل كده لييييه
بتمسك وشها بصدمه كأنها مش عارفه تاخد نفسها من المص.يبه الى هي فيها، بتستوعب انه كابوس لكنها على أرض الواقع
عاصم- انا اسف.....
دموع امه بتنزل قرب منها قال- ماما... اطلعى شوفى اسير... مش كويسه وممكن تعمل حاجه
نظرت إليه وبتزقه جامد وبتمشي، بتطلع على السلم وبتشوف باب الشقه مفتوح، بتدخل وتلاقى فازه مكسو.ره على الارض، بتسمع صوت بكا وشهقات بتبص باعين دامعه للاوضه
بتدخل بخطوات بطيئه بتجر رجليها لترى الكار.ثه
بتشوف الاوضه متبهدله، هدوم ابنها على الارض والاوضه فى عالم إعصار مدمرها، بتشوف اسير لافه نفسها بملايه وفى ركن الاوضه منهار وتبكى
بتروحلها عبير بخوف قالت-اسير
نظرت لها وازداد صوت بكائها وهى بتخبى جسكها، بتحس عبير ان فى صدمه، صدمه مش هتقدر تشيلها ولا تتحملها، كابوس مخيف عمرها ما تخيلت تكلمه ولا قادره تعيشه
بتنزل دموعها قالت- ا..اسير
قربت منها وسط نشيجها المحروق وارتعاشها قالت
-عمتو، عا..عاصم..عا...
-شششش خلاص محصلش حاجه
نظرت لها اسير من الى قالته لقتها بترفع هدومها عليه لكن بتلاقيها مقطعه بالفعل، اللعنه ماذا حدث لها... ان ابنها ليس بشريا وانما وحشا
عبير بتحاول تتمالك نفسها قالت- هنا هيدفن كل حاجه
اسير مبتكنش مصدقه الى سمعته، بتلاقيها بتقوم وتشيل هدوم ابنها الحقير وتعدل الغرفه وبتخفى آثار جر.يمته فيها بترجع لاسير وبتلمسها لكن اسير بتبعد ايدها عنها قالت
-كنتى عارفه
نظرت لها عبير بشده من الى قالته، رفعت اسير عينها المليانه دمع قالت
-كنتى عارفه بالى هيعمله فيا
بتتصدم عبير ازاى تفكر فيها كده قالت- مستحيل يا اسير، أنا...أنا
لم تملك حتى الحق فى ان تتكلم، عبير
-والله مكنش اعرف الى هيحصل انا فى المصيبه دى زيك بظبط
-مصيبه؟!!! مفيش حد ف مصيبه دى غيرى... أنا إلى ابنك الحيوان اتهجم عليا... هخليه يندم.. ادم الى هيجبلى حقى منننهه
مسكت ايدها قالت- لا يا اسير، بلاش تجيبى سيره لحد ارجوكى... بلاش تقولى لادم
نظرت لها بشده من طلبها
عبير- متقوليش لادم، اوعدك انى هخليه يسيب البيت...مش هخليه هنا خالص ولا هتشوفيه تانى بس متقوليش لادم
-عيزانى اخبر جريمه ابنك كأنى شاركته فيها... عايزانى اغفللله ومقلهوش الحقيقه واستر عللييييه
صرخت فى وشها قالت- ابنك اغت.صبننننى، فاهمه يعنى اييييه.... أنا هوديه ف داهيه، هعمل تحاليل هاخده ع القسم وانتى هتشهدى
-مش هقدر يا اسير
نظرت لها بشده بتنزل عند رجليها قالت
-متعمليش كده ارجوكى، وحياة آدم عندك متعرفيهوش... بلاش آدم يعرف الى حصل
قعدت عند رجليها وبتنزل دموعها وكأنها بتسجدلها باذلال ورجاء من الرعب الى هي فيه قالت
-عشان خاطرى يا اسير، عشان خاااطرى ادم بلاش يعرف... ادم مش هسكت... ادم هيقت.له... هيقت.ل عاصم...
رفعت وشها المغترق بدموع والذل الامومى المرعوب قالت
-ابوس ايدك يا اسير، متعرفيش آدم...متخلنيش اشوف ولادى بيقت،لو ف بعض.. متخلنيش اشوف يوم زى ده ارجوكى
-عيزانى اسكت... اخبى عليه واشترك معاكو فى الجر.يمه.. هتحمل ازاى ابص ف وشه وانا حاسه انى بخونه بسكوتى عشان واحد زباله حلال ف المو،ت
بكيت عبير وباست ايدها سجبت اسير ايدها بصدمه
عبير-ابوس ايدك يا اسير لمره واحده رديلى جميلى ف ده بس
انها تذكرها بفضلها، تذكرها انها من ربتها بدل من التشرد، لأول مره عمتها تريدها رد جميله كأنها تريد اسكتها رغما عنها
عبير-عارفه انه ميستحقش الشفقه عارفه انه غلط غلط كبير بس ادم... ادم هيعملها د.م.. د.م علينا كلنا...وف الآخر هيدمر نفسه.. كلنا هنتدمر يا اسير حتى آدم هيكون اول واحد هيضيع
اسير نظرت إليها بتنزل عبير عند رجليها كانت هتبوسها من فرط رجائها ليها ورعبها من القادم قالت
-ابوس رجلك، متعريفيش آدم... مش عايز اشوف ولادى بيقتل.و فى بعض...متعيشنيش اليوم ده... ارجوكى يا اسير... ارجوكى
تنظر إليها تراها مذلوله لها تكاد تقبل قدميها وهى ترتجف رعبا ورجائا على أن تصمت، تصمت عن جر.يمه قت،لها خشيه من جر.يمه أخرى.. جر.يمه تخشاها كأم.. تتمنى مو،تها على أن ترى كراهيه ابنائها، كراهية تصل لجعلهم قتلى امام اعينها... لقد اختارت التكتم... اختارت ان تكتم على حق ابنة أخيها المظلو.مه والتستر على ابنها المجر.م... اختارت ذلك رغما عنها كأم اولياتها لأبنائها... أبنائها وتخشي الخراب القادم
كان قاعد لوحده على طرف الكنبة، ضهره منحني ولسا ملبسش وزى ما هو
ثمع صوت لمح طرف طرحة أمه خطواتها كانت بطيئة، كأن كل خطوة شايلة حِمل عمر كامل.وجهها كان باهت… ساكت… ملامحها مشوشة ما بين الغضب، الذهول، والانكسار…
ولما شافته، وقفت مكانها لحظة… عينيها وقعت على وشه، فافتكرت — كل حاجة.
شكل أسير وهي مرتعشة، دموعها الى سببه ابنها المتوحش
عاصم قام بسرعة، صوته مبحوح:
– عملتى اى؟… اسير كويسة؟
كان بيحاول يخبّي الارتعاش في صوته، بس عيناه فضحته… كان مرعوب، ندمان، ضايع.
أمه وقفت تبصله بجمود… وفي عينها دمعة مش قادرة تنزل من الفاجعة.
ردت بصوت واطي، فيه كسر الدنيا كلها:
– بتسألني بعد اللي عملته؟!
صمت لحظة، وهي بتشد نفسها من إنها تنهار، وقالت له:
– اتفقت معاها… متقولش لآدم حاجة.
بصلها عاصم من الى قالته وده كان تلى مرعوب منه وشاغل باله عشان عارف ان اسير بتقول لادم ع كل حاجه
علصم– وافقت؟؟!
نظرت له، نظرة كلها حُرقة وشافت الخوف ف عينه
عاصم- قالت مش هتعرف ادم
– اى خايف؟!! لو كنت خايف تخسر أخوك…
(سكتت لحظة، وعيونها اتمليت دموع)
– ماكنتش عملت كده في مراته.
سكا بحزن من صدره تنهيدة مخنوقة، ونزل ع الأرض قاعد، حط إيده على وشه.
صوته طلع متهدج:
– أنا… أنا ماكنتش واعي… كنت شارب… والله ما كنت عارف إني…
نادم وياليت الندم ينفع لو يعرف ان ده إلى هيحصل مكنش جه هنا مكنش شرب وطلعلها مكنتش خدته رحله للبيت اصلا
طبعًا يا نور، هكتبلك المشهد بأسلوب مؤثر جداً، يوضح الصدمة اللي بين الأم وابنها، والانكسار اللي وصلوا له هما الاتنين بعد اللي حصل:
عاصم-والله مكنتش اقصد
مدّ إيده ناحيتها كأنه بيستجدي نقطة رحمة منها زى عادتها بس بتبعد عنه وبتنفره منها…كانت إنسانة موجوعة… مكسورة من جوّا، وغاضبة من اللي كانت شايفاه عمرها كله.
قالت بدموع – لا السما… ولا الأرض… هيشفعوا لك.. عملت حاجة لو شوفتها في غريب كنت قت.لته بايديا دول بس... ابنى.. ابنى يعمل كده
صمت بحزن، حاول ينطق، لكن الكلام خنقه.
قرب منها خطوة رجعت بقرف وحزن
– ماتقربليش
-انا عارف انى غلطت
-غلطت؟! غلطك ميتغفرش... أنا مش عايزه أشوفك هنا…
نظر إليها من الى قالته
عبير– اخرج من هنا تروح أي حتة… بس مش هتعيش هنا اللي عملته…
امه الى بتنزل دموعها بحزن عليه باشفاق نفسها بتقوله يخرج بعد اما كانت مبطيقش يبعد لحظه عنها
عبير– أنا وعدت أسير… وعدتها إنها مش هتشوفك تاني…وعدتها إنك هتخرج من البيت ده، ومش هتقرب منها… ولا حتى توريها وشك.
رمش بعينيه كأنه اتلسع، صوته اتكسر:
– خايفه اعمل كده تانى
-مستحيل امن لوجودك هنا، بعد الى عملته اقل حاجه ابعد كابوسك عنها مقابل ده هتسكت.. هتسكككت... روح بيتك، شقتك، في الشارع… في أي حتة، بس مش هنا.
صمت من كلام امه قال- انا بحبها
نظرت له بشده من الى قاله، عاصم
-انا كنت بشرب هروب منها... الى حصل ضعف منى
-اياك تذكر حبك ده، دى اسخف حاجه سمعتها منك
-ليه، ليه يماما لييييه... انتى السبب فى انى اوصل لهنا لو مكنتيش جوزتيها ليه مكنتش هفكر فيها وهى معاه... لى اخويا ليييه
بتبصله بشده من غضبه والى بيقوله بتبعد عنه بريبه بعدما اكتشفت انه معملش غلط بل كان يخو.ن اخوه دائما، مكنتش اول مره ينفذ كان عقله مع مراته دوما ومهتمش بحجم الخيانه لحد موصل لهنا
عاصم-ماما...
-اخرج من هنا... ولو فكرت تتعرضلها ساعتها أنا اللي هقول لآدم…
مشيت من جنبه وهى فى صدمه دخلت أوضتها، وقبل ما تقفل الباب، سمع صوت شهقة منها، وبعدين…
"تكة" الباب وهو بيتقفل عليه للأبد.
فضل واقف، مش عارف إزاي يرجع، ولا إزاي يواجه نفسه أصلاً قام مشي وقف وبص نظره على الشقه فوق وعينه هتاخده للجحيم خرج من البيت كله
عبير في أوضتها، والباب مقفول… إيدها بتضغط على قلبها كأنه بيتألم بجد.
–منك لله يا عاصم…خلتني شريكة ف جريمتك.
إيدها كانت متشبكة في بعض، أولادها الى ربيتهم ازاى يكونوا إخوات… اسير الى كانت عرض لهم وشرفهم وهاك ذا الذى كسر كل هذا فى لحظه
نزلت دمعه من عينه-علمتك تكون سند لأخوك… مش خنجر في ضهره.
أسير… أسير دي مش مجرد بنت… دي بنت أخبها… وصيته… اللى سلّمهلها
– أنا خنت الوصية… خنتها لما خفت عليك أكتر ما خفت عليها…لما فضّلتك وأنت مجر.م، وسكتّ على وجعها بسبب الخوف.
فتح باب البيت دخل جوه، كل حاجة فاضية… حيطة سادة، تراب، أرض لسه متسفلتتش…بس هو دخل كأنه بيدور على قبر يستخبى فيه.
قفل الباب، وسحب نفس طويل وهو سايب ضهره يسند عليه…نزل بعينيه لإيديه…
الاتنين دول صوت أسير وهي بتصرخ، صوتها بيرتد في ودنه زي الرصاص وايده بتكتمها بقوته…
"سيبني… بالله عليك سيبني!"
كتم ودنه بسرعة، ضغط عليها، لكن الصوت ما اختفاش…كان أول مرة يسمعه…دلوقتي بس، بيسمعه. ما كنتش شايفك، كنت شايف نفسي بس…
قعد على الأرض، في الركن، على البلاط البارد…صوت تفكيره كان أعلى من أي حاجة:
آدم…
وشه طلع قدام عينه…أخوه، اللى كان بيحضنه وبيوصيه من آخر مره
"أنا سايبك هنا كأنى موجود… خلى بالك من اسير"
دموعه نزلت من خيانته العظيمه.. امانه،سبهاله امانه لو كان يعرف انه العدو، مش الحارس مكنش وثق فيه
طلع الصبح ونوره بدأ يتسلل للمكان، وأسير لسه قاعدة مكانها، مبتتحركش.هدومها الممزقة لسه عليها، ودموعها نشفت من كتر البكا.عيونها غرقانة سواد وتعب، وشكلها كأنها جثة بتتنفس بالعافية.
الهدوء حوالينها كان مرعب... وكأن الزمن وقف عند وجعها.
دخلت الحمام، تجرُّ قدميها جَرًّا وكأنّ الأرض تحتها من نار. أغلقت الباب خلفها ببطء، ثم استندت عليه، وجسدها يرتجف كأنّ كل ذرة فيها تصرخ.
تسمرت عيناها في المرآة... رأت وجهها باهتًا، منطفئًا، لا يشبهها. لم تكن تلك الفتاة التي كانت تضحك في الأمس
وقعت الملايه من عليها قفت أمام المرآة عار.ية... تنظر لجسدها الموشوم بالخوف، بعلامات لا تراها الأعين، لكن قلبها يصرخ منها.
اقتربت من الدش، وفتحت الماء بأقصى قوة،
بدأت تفرك جسدها بقوة، كأنها تريد أن تقتلع جلدها، تزيل آثار عاصم، تخلع عنها وصمة الخيانة.
كانت بتفرك جسمها بكل قوتها، كأنها بتحاول تمحي أثره، لمساته، عاره، ظله اللي لسه عايش على جلدها.
الصابون كان بينزل على الأرض ممزوج بدموعها ظننا انها تغتسل من قرفه لكن...
لكن الحقيقة أقسى...(والماء لا يغسل الشرف وانما يغسل الشرف بالد.ماء)
يومين مرو ولم تصدر صوتا ولا أنين واحد، وكأنها دفنت فى الشقه منذ تلك الليله
مجاش عاصم ولا أظهر شبحه واختفى كما امرته امه حتى السؤال يخشاه ولو بمكالمة واحده
عبير بس الى كانت كل شويه تطلع تخبط على اسير براحه
-اسير... قومى كلى
مكنتش بتر، عليها كانت قاعده برا سامعه صوتها ومش بتتكلم
عبير-افتحى الباب يا اسير.. متعقديش لوحدك
نزلت دمعة اسير من جملتها ومردتش بردو فمشيت عبير زى اليومين إلى فاتو بتطلع تطلب منها تكلمها تفتحلها الباب او تاكل
متعرفش ان تلك المسجونه بتعيش اكتر رعب فى حياتها فى تلك الشقه بتسمع صوت رنات تليفونها ومش بتمسكه ولم تعرف بأن المتصل هو ادم
فى صباح اليوم التالى بيرن تليفون البيت بترد عليه عبير
-الو
-ازيك يماما عامله اى
بيدق قلبها لسماع صوت ادم وتتاخر فى الرد من الارتباك قالت
-ازيك يا ادم، ف حاجه ولا اى... اى الوش ده
قفل نافذة السياره قال- الطريق معلش
-طريق؟! انت راجع
-اه كنت بسألكم لو عايزين حاجه ونا جاي بس...
-انت جاي دلوقتى
-اه يماما ف حاجه
-ل..لا مفيش ترجع بالسلامه انا مستنياك
-طيب مع السلامه
قفلت معاه وتعرقت جبهتها وكأنها ع الحال ده لو شافته هتتفضح، خدت نفسها وعملت مكالمه علطول
وصل تاكسي على مكتب بيخرج فؤاد ويشوفه وهو نازل حضنه جامد قال
-طب تريح من المشوار الاول
-عديت من هنا قولت اسلم عليك
-راجع البيت طبعا
-اكيد مصدقت نزلت
-بس اتاخرت لى كده.. يعنى لى شهرين
-الشغل وحوارات كتير
-احكيلى
-بعدين يافؤاد... سلام
-سلملى على العيله
ابتسم مأومأ إليه وركب التاكسي تانى ونزل قدام البيت بيحاسبه وبياخد حقايب بس مش بيشوف عربيه اخوه
-آدم...
بص لصوت لقاها عبير دخل البيت بابتسامه
-ازيك يماما
-الحمدلله ياحبيبى انت عامل اى
-انا كويس
-اى الى جايبه ده
-فاكهه... قولتلك كنت عايز أسألكم لو عايزين حاجه لان الفاكهه هناك جميله
سكتت وابتسمت رغما عنها وعينها تتحرك كتير قالت
-تعبت نفسك... ادخل اكيد جاي تعبان
-امال عاصم فين
سكتت عبير ونبض قلبها بخوف
ادم- ده مش معاد شغله حتى انا جاي بدرى
عبير-اهو جه
لف ادم شاف عاصم عند الباب نظر إليه والى امه الى كلمته يجى فورا وكأنها عارفه سؤال زى ده ادم مش هيغيب عنه وهيحس بالغرابه لو ملقهاوش
عاصم بيدخل البيت وهو ينظر لاخيه وعينه مش قادر يرفعها قال
-ازيك يا ادم.. لسا جاي ولا اى
-اه... إنت كنت فين، متقولش انك بايت برا
سكت عاصم ونفى له وحاول يتكلم بثبات
-كنت بجيب حاجه بس
-وخدت عربيتك؟!
-المشوار كان بعيد
ربت ادم على كتفه نظر له عاصم
آدم بابتسامه- كويس خوفت تكون بتسهر برا تانى خصوصا ونا موجود
عاصم مبيكنش قادر يبتسم بيكون حاسس بغصه هتقت.له ودمع هتنزل من عينه وهو باصص لاخوه
ادم بيلف حواليه وهذا الهدوء المميت، لم يجد تلك المشاكسه التى تهلل لعودته، أو تركض إليه وتقفز فوقه من اشتياقها له
ادم-فين اسير
ارتبكت معالم وجههم قالت عبير-ا،.أسير
نظر لها ادم قالت عبير- اه فوق
-متعرفش انى جاي... كانت بتستقبلنى بترحيب دنا بعتلها قبلكو
-ممكن تكون مستنياك فتق... قليل لما بتنزل
-لى؟! قولتلك بلاش تخليها تعقد لوحدها
-هى بتعوز كده
اومأ بتفهم قال- هطلع اشوفها
مشي ادم نظرت عبير إليه ومن فبط قلقها وعدم ثقتها باسير طلعت معاه
آدم فتح الباب ودخل شقته كان الجو سكون تام، استغرب فهل هذا ترحيب من نوع اخر، ابتسم وحين تحرك بضع خطوات عود باب غرفته المقفول وقف لما شافها نايمه على الكنبه
استغرب ادم جدا وراح ناحيتها قال-اسير
كانت وكأنها مغيبه حط تليفونها وقعد قدامها قال
-اسير... اى الى منيمك هنا
فتحت عيناها فجأه لما لمسها واتخضت بس وقفت حين رأت ذلك ادم، ليش شخص آخر اقتحم شقتها بل هذا زوجها ادم، لقد عاد حبيبها ام انها تحلم
ادم-مالك، معلش خضيتك
بتتملى عينها بدموع وتنزل على وشها بيتفجأ ادم كثيرا قال
-اسير
قربت منه وحضنته تتأكد انه موجود معاها، ادم قلبه بيدق من دموعها ونشيجها
-ادممم
-اسير مالك... ف اى
بتبكى وهى ف حضنه وكأنها بتناجيه ومصدقت لحظه تنهار فيها، ادم بقلق
-اسييير ف اى مالك
ليتها تتحدث ليتها تبوح لكن رأت عمتها عند الباب عينها مليانه خوف
ادم-حد زعلك
اسير-لا
-امال مالك
-وحشتنى....
سكت من الى قالته فهل تبكى هكذا لاشتياقها له
-وحشتنى اوى يا ادم
حضنها هو كمان وابتسم قال-انتى اكتر
اغمضت عيونها فى حضنه بحزن وضعف من سكوتها
عبير دخلت قالت-احضرلك الأكل يا ادم اكيد جعان
-شكرا يماما انا جعان فعلا
صمتت بحزن اومات له - خمس دقايق
خرجت وسابتهم وقفلت الباب بتشوف عاصم ينظر اليها بتمشي وتسيبه
آدم وهو بيمسح بايده على شعرها قال
-لوهله خضتينى... بس انتى اى الى منيمك هنا فى البرد ده
اسير بتسكت نظر لها ادم من عيونها المطفيه الى مش بتبصله قال
-كنت فاكرك هتستقبلينى استقبال حلو اكتر من كده
-انا اسف
-بتعتذرى ليه
سكتت قليلا ثم قالت- انت مقولتليش انك جاي
-رنيت عليكى كتير بس مبترديش فبعتلك رساله بردو تأكيد من تلت ايام
-مشوفتهاش
-بحشب التليفون بايظ؟! امال مكنتيش بتردى لى
-مسمعتش
-ولما لقيتى المكالمه مردتيش لى
-انت بتحقق معايا
نظر لها من الى قالته تنهدت اسير قالت
-انت بتسأل كتير يا ادم
-اه معلش، قلقت بس وانا هناك... لقيتكم كلكم مبتردوش... هاخد دش واجيلك
قام ادم راح ع اوضته المقفوله فتحها فال
-قفلاها لى ونايمه برا
دخل كانت خاليه راح خد هدومه واسير عينها عليه وكأنه فتح تلك البوابه المشؤومه، بيدخل ادم الحمام وهنا تنفرج دموع اسير
بيرن الجرس خرج ادم بعد اما خلص قال
-اسيير
خرج لقاها لسا قاعده ف مكانها استغ ب لانه بيحسبها نزلت قال
-لى مفتحتيش الباب
راح ادم فتحه كانت امه قال- اتاخرت عليكى ف الفتح
-ل..لا ياحبيبى... الأكل جاهز يلا عشان تاكل
-حاضر نازلين
نظرت له اسير لانه جمعها بيه، راح لبس تيشرت بتاعه خرجلها قال
- اسير.... يلا
- يلا اى؟!
- ناكل... مسمعتيش ماما عملت الأكل
- مش عايزه اكل
نظر إليها قال-ليه... واكله
-ا..آه
-طب ماشي كلى تانى
-بقولك مش عايزه يا ادم، شبعانه
-خلاص تمم بس تعالى اعقدى معانا
مسك ايدها نفيت له قالت-مش عايزه انزل.. مش عااايزه
نظر لها قليلا قال-ليه؟!! ف حاجه تحت ولا اى
سكتت وقد ظهر فى اعينها الارتباك
آدم نظر إليها فهى لا تنظر إليه كثيرا قال
-اسير
-مفيش حاجه با ادم
-طب خلينا ننزل انا مش عايز اعقد لوحدى.. نا جاي عشانك اصلا
صمتت مسك ايدها مشيت معاه وعينها تملأها الخوف والتوتر، بينزلو سوا وهى ماسكه إيد آدم وكأنها طفله صغيره نازله وسط اغراب متعرفش غيره
بتقف رجليها لما تشوف الى قاعد على السفره ولما بصلها هى قبل أخيه احمرت اعينها بخوف وكاد الدمع ان يسقط منهما ورجعت لورا
بصلها آدم جت عبير قالت- اعقد يا ادم واقف لى
اوما لها لقا إيد أسير بتشد عليه استغرب منها قال
-اسير.. يلا
لم تكن قادره ان تفعل هذا، مش هتستحمل تعقد اما هذا الوحش.. بصيت لادم الى لاحظ تغير تعبيرها المريب قال
-ف حاجه يا اسير
بصيت عبير ليهم وتوترت كثيرا بتبص اسير فى الأرض وتنفيله بيعقدو على السفره وهى حركتها كانت بطيئه عبير بتبص لادم والجو مشحون بتوتر وكأنه هو الوحيد الى عايش فى نعيم الجهل
عبير- انت راجع امتى يا ادم
نظرت اسير اليه بشده فهل هيرجع ويسيبها تانى
ادم- لسا بعد ٣ايام.. لحقتو زهقتو
عبير بارتباك-لا طبعا ده مجرد سؤال
ادم- عاصم
نظر إليه حين حدثه ونبض قلبه خوفا كالمجر.م قال
-ن.نعم يا ادم
-انت وريتاج فى بينكم مشاكل
-لا ليه
-توفيق حماك كلمنى
-كلمك ف اى؟!!
-بيسالنى عنك لان بنته من آخر مره رجعت فيها مش بنتكلم لعلى الفرح ولا عن اى تحضيرات عملوها وهو عايز يفهم
-متصلش عليا انا
-اساله
اومأ له قال- حاضر هكلمه يا ادم
بص لاسير الى كانت منزله عينها مش بتاكل والدها بتترعش لما بس بتسمع صوته
ادم بصلها قال-مبتاكليش لى يا اسير
فلقد لاحظ هدومها المريب حتى حركتها مشدوده ومش واخده راحتها
اسير-قولتلك شبعانه
اومأ بتفهم بص لاخوه وأمه قال
-انتو كمان شبعانين.. أنا حاسس مفيش غيرى بياكل هنا
عبير بارتباك-بناكل اهو.. كل انت بس، السفر كان طويل
اومأ بابتسامه وقرب ايده من اسير وامسك يدها قال
-بس فدى اسير المشوار كله
قبل يدها بحب لم تستطع الابتسام لم تستطع ان تنظر اليه سوى بضع نظرات من حبه، نظر لهم عاصم اخفض انظاره قام قال
-'عن اذنك يا ادم عشان متاخرش عن الشغل
اومأ بتفهم مشي استغرب ادم قال- نش هتغير هدومك
نظر له عاصم وردت عبير بداله- عاصم قاعد فى شقته فوق
-ده من امتى ده، وليه
-ا..الأسبوع إلى فات، هو كده عايز ياخد استقلاليه من دلوقتى لحد ما يروح بيته لما يتجوز
اومأ بتفهم مشي عاصم ولما قعد فى عربيته نزلت دمعه من عينه وجمع قبضته وهو بيروح ضهره للخلف
فى المساء ادم بيشرب القهوه الى عملتها عبير بتعقد معاه وتبص لاسير لان ملامحها توحى بالكثير وادم ينظر إليها قال
-اسير... ف حاجه عايزه تقولهالى
صمتت ونظرت اليه وعبير خافت
ادم- شكلك غريب من الصبح، متكلمتيش كلمتين ع بعض
عبير - كلناىمضايقين عشان اتاخرت فى رجوعك
-عشان كده واخده موقف... معاكى حق
قربها منه قال-انا اسف ياحبيبتى هعرف اصلحك لما نتطلع بطريقتى
ابتسمت رغما عنه كى لا تحزنه فهى ليست حزينه منه
ادم-عاصم
بتترعش اسير من بين يديه وتلاقيه رجع وكان هيطلع ع فوق بس سمع صوت اخوه دخل قال
-لسا مطلعتش
ادم- داخل منغير مترمى السلام
-السلام عليكم
قطعت عبير الفاكهه الى جايبها وعملتله طبق أخدها اظم شاكرا قال
-رغم ان هناك المناطق جديد وزى ما اكون فى صحرا بس الزراعه عندهم احسن من القاهره
مد الشوكه لاسير للأكل لكنها مانعت تعجب قال
-دى الفاكهه الى بتحبيها
زقت الشوكه قالت-مش عايزه يا ادم خلاص
حطت ايدها على بقها وقامت من جنبه نظرو إليها وعبير اتبدلت ملامحها لازرق
عاصم بيبص لاسير الى عدت من قدامه واى الى حصل لها
ادم-ف اى؟!!!
اسير فى الحمام تستفرغ كل ما لديها برغم ان معدتها فارغه لانها لا تأكل، بتسند بايدها على الحوض وتيص قى المرايه والذعر ماليها من الرعب
-لا...
لفيت دراعها حوالين بطنها بقوه قالت برغب- لا يارب ارجوك... لاا
غسلت وشها سريعا بتمسح دموعها الى نزلت وبتخرج بتقف لما تلاقى عاصم فى وشها رجعت لورا بخوف من وجوده
عاصم ينظر لها وقد رأى ما حدث تحدث اخيرا قال
-اى الى بيحصلك؟! انتى...
-اخررررس
قالتها بانفعال بتحط ايدها ورا ضهرها قالت
-بتعمل اى هنا، اى الى جاااابك هنااااا
لم يعلم أن خلف يدها سك.ين تخبأه قال عاصم-اسير ردى انتى حامل منى
بتخرج سك.ينه بجنو.ن بس بتقع من ايدها لما تشوف ادم واقف بيبصله عاصم ويتصدم من وجوده
↚
ادم بيبص ناحية الصوت قال- اى الصوت ده.. دى اسير
عبير بتتوتر قالت- اه هروح اشوفها
-خليكى انا قايم
قام ادم وراح لقى اسير وعاصم استغرب قال
-مالكو واقفين كده لى
نظر له عاصم ونزلت اسير ايدها لما شافته قرب منها وبص لاخوه قال
-ف حاجه يعاصم
نفى له قال- نا كنت بسأل اسير لو محتاجه حاجه
مشي وسابهم كى لا تصرخ فى وجهه بهذا الجنون مجددا
ادم-روحتى فين
اسير-كنت بغسل وشي
بص لوشها الأصفر الغريب قال-اسير انتى غريبه، مالك
-تعبانه شويه
-تحبى نروح لدكتور.. حاسه بايه
-خلينا نطلع مش عايزه اعقد هنا... ع..عايزه اريح
اومأ لها قال- تمم الى انتى عايزاه
سبقته هى على فوق وكانما تهرب من هذا المكان، قال ادم لامه انه طالع وبيكون ملامحه غريبه شويه قال
-ماما هى اسير كويسه
بتتغير ملامح عبير من سؤالها قالت- هى فيها حاجه
-نا بسالك لأنى مش عارف.. حاسسها فيها حاجه مش بخير زى آخر مره سبتها فيها
-ممكن تعبانه
اومأ بتفهم ومشي بتروح عبير بغضب عند عاصم قالت
-انت عملت ايييه... اى الى وقفك معاها
-انا...
- انت اى، بجح... وكمان فى حضور اخوك
- انا بس كنت بسالها مالها
- وانت مالك، ابعد عنها نهائى، سمعتنى... خلى اليومين دول يعدو ع خير
مشي وسابته بغضب
آدم دخل لقى أسير قاعدة ف الصالة، ملفوفة على نفسها على طرف الكنبة.
قرب منها بهدوء وقال:
– مدخلتيش جوه ليه؟ ريحي على السرير شوية.
بصّتله أسير بعين خايفة – عايزة أقعد هنا…
استغرب وسألها:
– هتنامي على الكنبة؟ طب قومى ارتاحي، ماينفعش كده.
آدم قرب يلمسها علشان يساعدها تقوم،قامت فعلاً… بس بخوف، بخطوة مترددة، وجسمها متخشب.دخلت الأوضة بصعوبة، وكل ما تقرب من السرير، قلبها بيخبط، نفسها بيتقل،الذكريات رجعت تلسعها:صوتها وهي بتصرخ… لمسة عنيفة… غدر وكسرة.بصّت للسرير كأنه لعنة، مكان مستحيل تلاقي فيه راحة تاني.
رنة التليفون قطعت الصمت.آدم بصّ للشاشة، تنهد:
– شغل تاني… أنا ف إجازة، مش فاهم بيرنوا ليه.
أسير لمحت القلق في صوته، وسألته بخوف باين في نبرتها:
– مش هيطلبوك ترجع؟
– لا لا… مش أكيد.
– طب… عملت إيه ف موضوع النقل اللي قلتلي عليه؟
آدم سكت لحظة، وبعدين قال وهو بيحاول ميحبطهاش وعينيها نورت للحظة، لكن لسه الشك ف قلبها، وسألته بسرعة:
– طب إيه حصل؟ مش قولت هتتنقل
– لا… هو أنا كنت هتنقل بس مش للمصنع هنا… كانت شركة في روسيا.
أسير اتصدمت.بصّت له بحدة، عينيها مليانة خوف:
– يعني… كنت هتسيبني؟ كنت هتروح بلد تانية وتسيبني لوحدي؟!
– لا يا أسير… أنا مقبلتش اصلا
-انت سايبنى فعلا
بصلها من الى قالته أسير بصوت واطي، فيه رجاء وخوف:
– آدم… ماتروحش الشغل تاني… ما تسيبنيش.
آدم استغرب، ابتسم قال
– بتتكلمي بجد؟
بصّ في عنيها بيحسبها بتهزر من حبها ليه قال– بلاش نفتح كلام يضايقنا… ما تستعجليش التعب.
ابتسم وهو بيقرب منها شوية وقال:– لحد دلوقتي مشفتش القميص العنابي عليكِ…كان نفسي تلبسيه لما أرجع.
نزلت عينيها وقالت:
– آسفة… معملتش اللي كنت عايزه.
آدم لمس خدها بلُطف وقال:
– متقوليش كده، مفيش حاجة تضايقني منك.
قرب منها أكتر…أنامله لمست رقبتها بخفة، حركه هادية، بريئة… لكنها بالنسبالها زلزال.أسير ارتجفت فجأة، وجسمها تصلّب،نَفَسها اتلخبط، آدم قرب منها أكتر، عينه بتلمع بحنين،
ولمسها بهدوء، صوته ناعم وقال:
– وحشتيني….
أسير كانت بتترعش، جسمها مش قادر يستحمل اللمسة وكأنها فيها وصمة عار،
كل خلية فيها بتصرخ،بس صوتها طالع واطي، مكبوت:
– آدم… لأ…
لكنه ماخدش باله، ظنا انها بتدلل عليه، فضل يقرب، إيده بتمشي على دراعها، وشه بيقرب من خدها،ونبرته بقت أهدى… بس أعمق:
– وحشتينى اوى يا اسير
ولما قرب منها أكتر… ولما ابتدى يقبّلها بحنية،انفجرت.دفعته بقوة، بصوت مخنوق وصارخ:
– آدم لأ!! بقولك لأ!!!
آدم اتخبط في الكومود، ووقع عليه جزء صغير من اللمبة.
سكتت اللحظة.
أسير واقفة، أنفاسها متقطعة، وشها مصدوم وخايف،بصّت لآدم بشده
ادم ماكنش مصدق إن أسير تزقه كده… تنفر منه كأنه غريب… كأنه بيؤذيها.
أسير قلبها وقع، وخوفها ظهر ف صوتها المرتعش:
– آدم… أنا آسفة، والله… مكنتش أقصد.
أنا بس… أنا…
آدم بيعدل نفسه بهدوء، لكن عينيه لسه مشوشة، بتمشي مسكت ايده قالت
-متزعلش انا اسفه
– لو… لو في حاجة قزليلى؟ لو مش عايزاني أقربلك؟ قوليلي، متخافيش.
أسير هزّت راسها بسرعة، وقالت بحزن:– لأ مش كده خالص، والله…
أنا بس… تعبانة…
آدم سكت، بصّ ناحيتها بقلف. افتكر انها كانت مضايقه وبتمنعه كان بيحسبه واحشها زيه، اشتياقه ليها اللي كان مكبوت طول الأيام دي،ظنّ إن هي كمان مشتاقاله زيه، بنفس اللهفة…لكن واضح إن فيه حاجة جوه أسير….
أسير قربت منه شوية، بصّتله بحزن وقالت:
– متزعلش مني…أنا آسفة تاني.
آدم أخد نفس عميق، وطمنها بنبرته الحانيه
– أنا… آسف لو كنت ضغطت عليكي…
أسير بصّت له، واتفاجئت بكلمته…عينيها دمعت…مش بس من وجعها،
لكن من طيبته… من خوفه عليها، رغم إنه ما يعرفش الحقيقة كلها.كانت حزينه قلبها بوجعها كأنها بتخو.نه بسكوتها وده مش قادره تستحمله
آدم واقف في البلكونة، سيجارته قربت تخلص،الليل ساكن حواليه، بس دماغه شغالة.حط الموبايل على ودنه
شريف– وصلت بالسلامة؟
– أيوه الحمد لله… في حاجه في الشغل.
-لا انا بس كنت بسأل عليك… غيرت رأيك ولا لسه؟
آدم سحب نفس طويل وقال بثبات:– لأ… ردي هو هو.مش هغيره.انت عارف ظروفى
– تمام… فكر تانى هو اسبوع وهيتم توظيف حد ففكر
-مش قادر تقتنع
-شايف خساره كبيره ليك يا ادم، أنا شايف فيك ابنى وخصوصا انى بعتلهم مدح فيك عشان تاخد فرصه زى دى.. ومتقولش ان المدح ده هو الى هيوظفك ده مجرد خطاب انا مساعدتش ف حاجه
ابتسم قال-فاهم
قفل المكالمة، ورمى السيجارة،دخل الأوضة… بص حواليه…أسير مش موجودة.
اتلفت مستغرب،وبعدين شاف برواز صورة فرحهم مكسور على الأرض جنب الكومود، راح الاوضه الأوضة التانية، وفتح الباب بهدوء…
لقاها نايمه ضهرها له… جسمها متكور… كأنها بتحاول تختفي من الدنيا.
آدم وقف على الباب، مش عارف يتكلم ولا يتحرك.صوته جواه بيقول:
هي نايمة هنا ليه؟هي مش عايزة تنام جنبي؟فيه إيه؟
أسير خرجت من الأوضة التانية وعيونها لسه منفوخة من قلة النوم.
دخلت على المطبخ، لقت آدم واقف بيعمل قهوة.بصّ لها بابتسامة خفيفة وسأل:
– إنتِ بقالك كتير منمتيش
-ليه
آدم قال بهدوء وهو بيبص للساعة:– أصل دلوقتي العصر.
أسير سكتت…ادم بصّ لها تاني، ووشه اتغير شوية:
– على فكرة… لقيت برواز الصورة بتاعتنا مكسور.
حصل حاجة؟ مين كسره؟
أسير عضّت شفايفها، وغمضت عنيها جامد، كأنها بتحبس حاجة جواها.
همست بصوت مخنوق:
– معلش وقع منى
ابتسم قال-مش مشكله هعمل غيره
خرجت وسابته استغرب منها مشى وراها قال– ليه مانمتيش في سريرنا؟
فيه حاجة؟
أسير وقفت، ضهرها ليه، بتشد في طرف الكم بتاعها بإيدها.
قالت:– عادى.
آدم بصّ لها بقوة، وقال بصراحة:
– عادى، ده امتى كان عادى... مش طبيعية،بتتهربي، ومش مرسيانى ف أي
سكت لحظة… وبصّ لعينيها لما لفت له،وقال بهدوء، بس قلبه بيتكلم:– حصل إيه يا أسير؟
آدم وقف مستني منها رد…أسير لفّت له وبصّت في الأرض، قالت بصوت واطي متحشرج:
– مفيش حاجة…أنا بس… مش عايزاك تمشي تاني وتسيبني.
آدم حس في نبرتها حاجة مش مفهومة، قرب منها وسألها بحنية:
– بجد يا اسير كده بس ولا ف حاجه تانى مابينها عليا
-انا من امتى بخبر عليك يا ادم
-معرفش يا اسير معرفش وده الى مش فاهمه... قوليلى لو ف حد مضايقك وانا مش هنا؟ أنا حسيت إنك كنتِ متغيرة من اول مجيت… مع أهلي، ومعايا.
أسير كانت بتحاول تبان هادية،لكن عنيها دمعت غصب عنها، ووشها اتوتر وهي ترد بسرعة:
– لأ… محدش عمللي حاجة…أنا بس اتضايقت إنك سبتنى ده طله
:– والله غصب عني،الشغل واخدني، وانتي عارفة… مش بإيدي.
أسير فجأة قالتها، زي طفلة خايفة:– يبقى ماتروحش…ما تسيبنيش هنا تاني، يا إما… تجيبلي شقة.
استغرب من الى قالته قال– شقة؟! شقى اى... منتي قاعدة في بيت مش شقه كمان، إيه اللي اتغير؟
أسير بصّت له وهي بتخبّي نظرتها،وصوتها كان مخنوق:– عايزة شقة تانية… قريبة منك، بس بعيد عن هنا.
آدم فضل ساكت،مش قادر يفهم…إيه اللي يخليها، بعد كل ده، تطلب تبعد عن البيت
اسير- اه يا ادم زف اسرع وقت
نبرته اتبدلت وبقت متلخبطة بين استغراب وكلامها الجدى:– شقة تانية؟!إزاي يعني؟ ومالها دي؟دي شقة جوازنا، ذكرياتنا، كل حاجة فيها لينا!
أسير ردت بسرعة، صوتها بدأ يعلى، وفيه قرف واضح:– زهقت منها، مش طايقاها…مش عايزة أفضل هنا أكتر من كده.
– طب لو مضايقاكي في حاجة نجددها… أعملك تشطيب احسن حاجه
أسير قطعت كلامه بحدة مفاجئة،كأنها مش قادرة تستحمل مجرد وجودها جوه الشقة:– لأ!أنا عايزة أخرج منها… بأسرع وقت.لو هتمشي… خرجني قبل ما تمشي.
ادم– شقة إيه يا أسير؟!إزاي كده فجأة؟!
-ده كان حقى من جوازنا، اشمعنا ريتاج مش هتخرج وتعيش برا
– هو الموضوع نفسنة…؟
مردتش وادم عارف ان اسير مش بتغير من حد
آدم قعد وتنهد قال– طب قوليلي، في إيه؟إيه مضايقك بالظبط يا أسير؟
أسير قامت من جنبه بسرعة،صوتها بدأ يتهز:
– مفيش حاجة!كل ده عشان قلتلك عايزة أخرج من هنا؟أنا…أنا عايزة أتنفس.
آدم قام ووقف قدامها، بيحاول يفهم:– طب تعالي نخرج شوية،
هاخدلك أجازة، ننزل أسبوع، نغيّر جو…
أسير انفجرت، صوتها ارتفع فجأة ودموعها ف عينها:– أنا بقولك مشششش عايزة أعيش هنا!مش عايزة… أعيييش!انت بتوهه ليه
آدم اتشد، نبرته اتبدلت بانفعال:
– أعممممل إيه يا أسيييير؟قوليييلي… أعمل إيه يعني؟
أسير صرخت وهي بتدمع، عنيها بتلمع من الوجع وصوتهم بقا عالى
– خرججججني من هناااا!مش طايقة الشقة دي…هاتلي أي حاجة، أي مكان تانى
-منيييينننن، منين أجيييب شقة تمليك دلوقتي؟أنا معيييييش!معييييش حق شقة يا أسير!!
أسير بصّت له والدمع مغرقها،صوتها كان خليط من وجع وغضب وانهيار:
– اتصصصـرف… يا آدددم!، أنا مش قادرة أقعد هنا… يا أخي، اتصرف!
وقعدت على الكرسي وكانما خارت حطت إيديها على وشها… ودموعها نزلت
آدم وقف وقد هدأ لما شافها بتعيط بسببه وبسبب خناقتهم، مكنش قادر يفهم السر اللي خلاها تكره مكان… كان زمانه جنة ليهم.
سكت بتنهيده ابتلع غضبه، وتنهد ببطء وهو بيبص لها،صوته كان واطي متفوق قال
-انا مش عايز ازعلك انتى عارفه انى لو معايا هديكى مش هستخسر فيكى جنيه بس انا معيش
دمعتها نزلت قال اظم - إمكانياتي دلوقتي متجيّبش شقة تمليك.ممكن أأجرلك…لو ده يريحك.
– أنا مش فارق معايا تمليك ولا إيجار…ال حاجه
– وهتقعدي لوحدك إزاي يا اسيرأنا بفضل مطمن وإنتِ هنا…وسط عيلتي، وسط ناس تعرفك.إنما هناك… هسيبك لوحدك ازاى
أسير ردّت بسرعة، وكأنها كانت مستنية الكلمة دي:
– أنا لوحدى كنت احسن ميت مره
نظر لها رن تليفونه مسكت اسير ايده قالت– أرجوك، ما تسبنيش…ما تمشيش وتسيبني،خرجني من هنا الاول وانت ماشي
ربت عليها بحنان قال-جاضر خلاص…مش همشي.
بعد ما هدأت، قام آدم من جنبها بهدوء وحاسه بالحزن انها متقله عليه وعارفه انه مش معاه وانها هتحطه فى ازمه وقبضه مش هيجمع منه حاجهلطنه ي
هيحاول عشانها
وقف قدامها وقال بصوت ناعم:– هكلم فؤاد، يسأل السمسار اللي يعرفه،نشوف شقة قريبة من المصنع… لو أمكن.
أسير عينها التمعت اومات له علطول لو هتكون معاه افضل، كأنها شافت أول شعاع نجاة
فى البلكونه آدم بيتكلم مع فؤاد – أيوه يا فؤاد، إزيك؟
– يا راجل، فينك؟ من زمان ماكلمتناش!
– معلش، كنت مشغول شوية…بس قولّي، لسه ليك معرفة بسمسار شاطر كده فـ المنطقة؟
فؤاد اتفاجئ:– سمسار؟ ليه؟هو انت ناوي تنقل؟!
– حاجة كده…شقة إيجار، لو في قريب من المصنع يبقى احسن
فؤاد قال بنبرة– إيجار إيه يا عم؟!المنطقة دي نار، ده انت ممكن تصرف نص مرتبك عليها…وبعدين، مش عندك سكن؟! ف اى... وغير بيتك الى هنا
– عايز شقة أعيش فيها أنا وأسير هناك جنب شغلة…
فؤاد سكت ثواني بيتسوعب معانه بردو مش فاهم ليه اسير تروح معاه قال– طيب… هسأل لك وأكلمك
آدم نازل على السلم، شافته عبير قالت– منزلتش النهارده ليه؟
- كنت قاعد مع أسير شوية...
– خير؟ فى حاجة؟
آدم بصلها قال– أكيد سمعتي صوتنا الصبح…أول مرة يحصل بينا مشادة كده.
عبير اتشدت، صوتها بدأ يتوتر:– مشادة؟ يعنى كان فى خلاف؟!فى إيه يا ابنى؟
آدم سكت لحظة، قال– فيها حاجة، أسير فيها حاجة يا ماما
عبير اتلبكت، شالت عينيها بسرعة وقالت بتوتر متصنّع:
– زعّلها إيه يعنى يا آدم…إحنا هنعملها إيه؟!
آدم قرب منها، عينه فـ عينها وقال بثقل:– مش عارف…من ساعة ما رجعت، حسيت إن في حاجة متغيّرة…فيه حاجة بينكم وبينها، حاجة مش مفهومة… ولأول مرة، حسيت إنها…بعدتني، لما قربت منها…
صوت آدم بدأ يتهدج شوية:
– كنت فاكِرها بتدلع، زعلانة عشان طولت في السفر…بس دلوقتي بتقولّي مسيبهاش وامشي
عبير شردت للحظة، عيونها رمشت بسرعة،آدم بيبص لها منتظر رد،صوته واطي لكنه مصمم:
– متأكدة يا أمي…محدش زعلها ولا جرّحها في غيابي؟قوليلِي… محدش أذاها بكلمة؟
– لا يا ابني… لا طبعًا، إحنا نزعّلها ليه بس؟!
آدم قرب منها خطوة، قال– احلفى بحياتي يا أمي…قوليلي، مش بتخبي عني حاجة؟
-انا هكظب عليك لى يابنى وحياتك
دمعة خفيفة نزلت وهي بتداريها بسرعة،هل وصل بيها الامر تحلف بحياته منغير متهتم بيه، كدبت… وكأن حياته متهمهاش… الذنب بقى ذنبين."
آدم اتنهد بصمتها…قعد على الكرسي، مهدود…قالها وهو بيبص للأرض:
– طب إذا ماكانش حد أذاها…يبقى إيه فيها؟
عبير حاولت تقوم بدور الأم السند، قالت بهدوء مصطنع:
– يمكن بس تعبانة… زهقانة…بتفكر تغير جو، يمكن محتاجة راحة.
آدم هز راسه،بس صوته خرج مجروح:– يا رب تكون حاجة تافهة…
رغم إن قلبي…قلبي بيقول العكس يا أمي.
آدم طالع السلم بخطوات تقيلة…في جيبه موبايله لسه فيه رسالة من الإدارة:"برجاء تأكيد معاد رجوعك بعد بكره…"
اللعنة… مستحيل ينزل ويسيبها، يبعت رد سريع:
"مضطر أمدّ الإجازة، مش هقدر أرجع دلوقتي، آسف."
ويطفي تليفونه… يتنهد، وهو عارف إن دي مخاطرة كبيرة. ع شغله
داخل الشقةأسير قاعدة على الكنبة، نفس وضعها من الصبح،صامته، هادية بس الهدوء تقيل زى الجبل.
آدم يدخل ويبصلها، بصوت دافي:– عاملة إيه دلوقتي؟ جعانة؟
أسير (بصوت واطي)– لأ…
آدم بيلاحظ شهيتها مقفولة، قرب منها قال– طب إيه رأيك؟ننزل نتعشى بره النهاردة… نغير جو شوية.
أسير (بتردد)- مش لازم يا آدم…
آدم (بابتسامة باهتة)– من يوم ما اشتغلت واحنا مخرجناش مرة واحدة،
أسير سكتت،كأن فيه جزء صغير جواها بيستجيب،
آدم– يلا، قومي البسي…نخرج سوا،
أسير تبصله بنظرة مرهقة، وتبتسم غصب عنها…إيماءة صغيرة براسها كأنها بتوافق…وبهدوء قامت.
آدم ارتاح، قعد على الكنبة يفتح تليفونه،يدور على مطعم هادي، يعجبها.
وفجأة…"خبطـــــة قوية!"ارتطام عنيف على الأرض جوه الأوضة.
آدم (مذعور):– أسير!!
يجري ناحية الأوضة ويخبط بسرعة:– أسير؟! افتحيلي… في إيه؟!
مفيش صوت. مفيش رد.آدم (بصوت ملهوف):– أسير!! أنا داخل…
يفتح الباب بقوة…الصدمة…أسير ممددة على الأرض، جسمها ساكن، عينيها مغمضة… ملامحها شاحب
آدم (بصراخ):– أســييييـــر!!
يندفع ناحيتها، يركع جنبها، يهزها بخوف:– أسير، ردي عليا… أسير!!
قلبه بيرفص في صدره، إيديها ساقعة، مش بتستجيب.آدم بيشيلها بسرعه وبحطها على السرير
أسير ممددة على السرير، عينيها بتفتح ببطء…ملامح غريبة، راجل واقف…كان "الدكتور"، ومعاه "آدم" و"عبير" جنب السرير.
آدم واقف قدامها، عينيه قلقانة… بيمد إيده ناحيتها
– حمد لله على السلامه
اسير- ادم
الدكتور -– واضح إنها كانت مرهقة جداً، التغذية عندها ضعيفة جداً، وده خطر… خصوصاً في حالتها.
آدم (بقلق واستغراب):
– فعلا هى اكلتها قليله بس تقصد اى بحالتها
الدكتور يرفع عينه ويبصله بثبات:– هى حامل.
الصمت يضرب الغرفة فجأة. أسير بتتصعق وكأن نيزك وقع على دماغها بتبص للدكتور، ثم لآدم… عيونها اتسعت، قلبها بيخبط بجنون، ما كانتش جاهزة تسمع الكلمة دى… أبداً.
عبير اتحركت من مكانها زي اللي اتخبطت…اتمسكت فى الحيطة، وشها شحب، بصت لأسير بنظرة فيها ألف سؤال.
عبير (بصوت مخنوق لنفسها:– إزاي؟… إزاي أسير… إنتِ...معقول؟…يعني… العيب مكانش منك يا أسير؟! كان من ابنى
آدم واقف، ملامحه بين الذهول والفرحة، بيكرر الكلمة بصوت مش مصدق:
– "حامل؟… إنتي حامل؟!"
بيبص للدكتور وقال بنبرة متوترة:– "حضرتك متأكد؟"
الدكتور بهدوء مهني:
– "آه،… واضح إنك ماكنتش تعرف، على العموم مبروك مقدماً."
آدم اتحجر لحظة، رجع يبص لأسير الى نظرت له بخوف، عنيه اتملت دموع فرحة،لف ناحيتها بسرعة، وقال بضحكة باهتة وهو بيقرب منها:
– "سمعتي؟ قال إيه؟ إنتي حامل يا أسير… حامل! أنا هكون أب
أسير عينها كانت زائغة، قلبها بيرتعش، مش قادرة تنطق،كل حاجة في وشها كانت خوف… مش فرح.، معقول يظنه ابنه
آدم ماخدش باله من ده كله، قرب منها وضحك قال
– "أنا هبقى أب… ياااه، إنتي متخيلة؟!"
الدكتور ابتسم لنفسه وقال وهو بيقوم:
– "أنا هسيبكم… ألف مبروك."
آدم بسرعة قام معاه، قال
– شكرا يدكتور، عارف انى جبتك ف وقت متأخر
آدم خد الدكتور للباب، وهو بيحط في إيده مبلغ أكبر من الكشف،
قال له بابتسامة واسعة:– "معلش، سامحني… أنا حاسس إني طاير! ربنا يباركلك ع الخبر ده."
الدكتور حاول يرفض بلطف:– "بس دي زيادة…"
آدم:– ده قليل على تعبك وطمنتنى على مراتى
الدكتور أخد الفلوس،ومشي وهو بيهز راسه بابتسامة
عبير بتبص لأسير، والنظرة في عينيها مش مجرد صدمة…ده سكوت ما قبل العاصفه فلقد انهار كل شيء، بتكون هى بتموت بدالها ميت مره..ه وجع، وندم، وذنب بيخنقها والهول فى عين اسير كأنه هول يوم القيامخ،
آدم بيخش بخطوات سريعة، عنيه على أسير بيقرب منها، ويمسك إيدها بحنية وهو بيقول:
– "الحمد لله ع السلامة، يا حبيبتي…كنت قلقان تكونى تعبانه بس الحمدلله... طلع الزعل الى ماكنتش فاهم، كل ده كان من الحمل، من الهرمونات."
بيضحك بخفة وقال بنبرة دافئة:
– "أنا آسف… معلش، مكنتش فاهم مالك. بس أوعدك، من النهاردة هستحملك أكتر،وهكون جنبك خطوة بخطوة، كل لحظة."
أسير بتبص له… لكن ساكتة.عينها زائغة، ملامحها متخشبة، ووشها مفهوش غير صمت رعب.آدم استغرب من سكونها، قرب منها أكتر وقال بابتسامة متحمسة:
– "مالك؟ طب قولي أي حاجه… عارف إن الفرحة كبيرة، بس لازم نخطط لحاجات كتير،نعمل لحظات حلوة… نجهز للمولود."
بيلف يبص على أمه بابتسامة:– ماما أنا عايز أوزع حاجة بالمناسبة، ولا نستنى لما يوصل بالسلامة؟"
عبير اتكهربت من السؤال،بصت له وابتسامة باهتة على شفايفها، لكن عينيها دمعت فورًا،كأن كل جزء جواها بيتكسر قدامهم ميت حته فهذا ضناها الذى تقت.له
قالت بصوت مخنوق: "مبروك يا آدم."
آدم بابتسامه– "الله يبارك فيكي يا ماما
وهو بيتكلم، كانت أسير بتبص لعيونه…شايفة فيه كل البراءة، وكل الجهلوكل العذاب اللي جاى.
عبير بتخرج من الأوضة خطواتها تقيلة، عينيها بتدمع،مش قادرة تكمّل تمثيل الفرحة،بتسيب المكان كله لانخا مش قد تشيل الوجع ده… وترميه كله على أسير وكانما تحمل العاقبة بمفردها
اسير بصّا في الفراغ كأنها بتتفرج على كابوس مالوش نهاية،لسانها ساكت، حرفيًا كأنها فقدت القدرة على الكلام،كل صوت في الدنيا بقى بعيد…فيه بس خبطات قلبها، ورعب بيصرّخ جواها.
آدم بيدخل الأوضة بهدوء،في إيده كوباية عصير عملها بنفسه بكل حب… مش عارف إن حضوره بس بيعذبها فكيف حبه الذى تراه
بيقرب منها، يحط العصير جنبها، ويبتسم وهو بيقول:
– اشربى عقبال ما أعملك الاكل، تحبى تاكى حاجه معينه… الأكل من برا غلط وانتي تعبانة عشان كده مش هنكلب وهنكنسل الخروجه حاليا"
أسير فضلت ساكتة، ولا كلمة
بيبص ادم فى ااساعه قال-ااساعه٢ ها… عايزه تاكلي إيه؟ ماينفعش تفضلي كده… الدكتور قال لازم تاكلي وتغذي نفسك، انتي مش لوحدك دلوقتي.
أسير بتبص له، بسكات، بصّة ازاى قادر يحبها كل الحب ده؟ إزاي مش شايف؟
كل كلمة بيقولها بتهز جواها جبل من الذنب والخوف،كل وعد بيقطعه بيمزقها أكتر،عينها بتدمع… مش من فرحة،من عجز، من ثقل الحب ده اللى هي مش قادرة تقابله إلا بالسكوت.كيف يمكن لشخص ان يحب احد كل هذا الحب كيف بمكن للقلب ان يسيطر على الاقل والمنطق، كيف تلك الثقه العمياء تجعله ساذج وينسي حقيقته
آدم مش بيلاحظ وجعها، بيكمل بحماس صادق:
– "نفكر في اسم بقى… إيه رأيك في زياد؟ أنا بحبه من زمان."
– "ولو بنت… انتي تسميها، اسم من اختيارك."
– "وهكلم دكتورة كويسة تتابع معاكي، ولو عايزة شقة تانية، هبيع دي وهجبلك اللي نفسك فيه… يب بيت نعمره انا وانتى
كان يريد أن يفعل لها كل شي كل شيء يريده تقديمه تحت قدماها
-ازاى قادر تكون كده
بصلها آدم فلقد تحدثت اخيرا قالت اسير
-ازاى فى قلبك حب يخليك مغفل لدرجه دى
نظر لها من ما قالته قال- بتقولى اى يا اسير
-بقولككك تسكتت كفايه تتتكلم كفايه انا بت.قتل انت عذاب ليااا عذاااب
قرب منها قال-اسير مالك
-ازاى قادر تصدق نفسك وانى حامل منك
تعجب منها قال- انتى مراتى
-وانت عارف انك مش بتخلف
-عادى ياحبيبتى ربنا لو عاز حاجه بتحصل، معجزات ربما كتير المهم ان...
صاحت فى وجهه قالت- المعجزات خلصت من ايام الانبياء، مفيييش معجزات دلوقتى ... فى واقع
نظر لها قليلا بصتله فى عينه قالت- انت مش بتخلف يا ادم مش بتخلف
-الدكتور قال انك حامل؟!
-بس مش منك، الحمل من اسبوعين يا ادم... من اسبوعين قبل ما ترجع انت اصلاااا
وهنا صمت لبيهه من جملتها يستوعبها قال
-م.مم.مش منى ازاى؟!
بتنزل دموعها وكأن حان الوقت لتبوح وتزيل تلك العاتق من عليها
ادم-فهمينى كلامك يا اسير يعنى اى
-يعنى الى سمعته انا مش حامل منك
-يعنى اى مش حامل منى...... يعنننننى اييييه
قالها بانفعال صمتت بحزن بصلها آدم ليبحث عن كلام ف عينها قال
-عارفه معنى الى بتقوليه، عارفه انتى بتقوليه اى يا اسير
نزلت دموعها قال بامفعال -ردى عارفه بتقولى على نفسك ايههه... لى بتقولي كده
-بقولك الحقيقه يا ادم، الحقيقه الى حاولت اخبيها عليك زى مقلولى بس مقدرتش، مش قادره احس انى بخو.نك
آدم بيكون فى حاله من الصدمه قال- مخبيه اى.....
مرظتش صاح فيها بجنون وقد احمرت اعينه-اتتتتتكلمى، لو الى ف بطنك مش منى امال ابن ميييين
-عاصم
هنا انقطعت احبال صوت ادم وتبدل عروقه البارزه للعرشه غريبه سارت فى جسده وكأنها افاقه عقله ليستوعب ما تقوله
اسير-ع..ع.عااصم....
بتنزل دموعها قالت-ايوه عاصم، عاصم هو الى عمل فيا كده..
بصتله فى عينه وصاحت منفجره بانهيار- اخو.ك اغت.صبنى
↚
-ازاى قادر تصدق نفسك وانى حامل منك
تعجب منها قال- انتى مراتى
-وانت عارف انك مش بتخلف
-عادى ياحبيبتى ربنا لو عاز حاجه بتحصل، معجزات ربما كتير المهم ان...
صاحت فى وجهه قالت- المعجزات خلصت من ايام الانبياء، مفيييش معجزات دلوقتى ... فى واقع
نظر لها قليلا بصتله فى عينه قالت- انت مش بتخلف يا ادم مش بتخلف
-الدكتور قال انك حامل؟!
-بس مش منك، الحمل من اسبوعين يا ادم... من اسبوعين قبل ما ترجع انت اصلاااا
وهنا صمت لبيهه من جملتها يستوعبها قال
-م.مم.مش منى ازاى؟!
بتنزل دموعها وكأن حان الوقت لتبوح وتزيل تلك العاتق من عليها
ادم-فهمينى كلامك يا اسير يعنى اى
-يعنى الى سمعته انا مش حامل منك
-يعنى اى مش حامل منى...... يعنننننى اييييه
قالها بانفعال صمتت بحزن بصلها آدم ليبحث عن كلام ف عينها قال
-عارفه معنى الى بتقوليه، عارفه انتى بتقوليه اى يا اسير
نزلت دموعها قال بامفعال -ردى عارفه بتقولى على نفسك ايههه... لى بتقولي كده
-بقولك الحقيقه يا ادم، الحقيقه الى حاولت اخبيها عليك زى مقلولى بس مقدرتش، مش قادره احس انى بخو.نك
آدم بيكون فى حاله من الصدمه قال- مخبيه اى.....
مرظتش صاح فيها بجنون وقد احمرت اعينه-اتتتتتكلمى، لو الى ف بطنك مش منى امال ابن ميييين
-عاصم
هنا انقطعت احبال صوت ادم وتبدل عروقه البارزه للعرشه غريبه سارت فى جسده وكأنها افاقه عقله ليستوعب ما تقوله
اسير-ع..ع.عااصم....
نظر لها بشده قال-عاصم اخويا
بتنزل دموعها قالت-ايوه عاصم، عاصم هو الى عمل فيا كده..
بصتله فى عينه وصاحت منفجره بانهيار- اخو.ك اغت.صبنى
وقد وقعت الجمله عليه كمنشار يقسمه لنصفين
اسير ببكا- حاولت اخبى عليك زى ما قالتلى، حاولت بس مش قادره احس بالقرف ده مش قادره اخدعك او انى كنت مشاركه ف الى حصلى
كان ينظر لها ادم بفازعه كبيره وكأنه يقت.ل بل يذبح
اسير- مكنتش هنا ولما زقيته عشان ميدخلش اتهجم عليا... حاولت اصرخ حاولت ابعده عنه بس كتم بقى.. كتمنى عشان مح،ش يسمعنى وقرب منى غصب عنى
نزلت دموعها الصادقه قالت-اقسم بالله حاولت، حاولت ع قد مقدر احمينى واحمى شر.فى وش.رفك بس مقدرتش... مقدرتش يا ادم.... اخوك عمل كده فيا ورمانى وهرب... أنا اتقت.لت وخوف اقت.لك معايا
كانت عينه اصبحت كالد.م وهو سامعلها عيطت قالت
-عشانك حاولت ومكنش ف حد ينقذني منه غير صراخى.... وأنا اتنهيت بسببه، هنا وع السرير ده وف الشقه دى اعتد.ى عليا
ادم بترجع كل حاجه لعقله لما شاف أسير مش بتقرب من الاوضه،نظر إلى السرير باعين تشبه اعين الميت التى استيقظ والد.م يتقطر منه وبيقوم ويسيبها تبكى خلفه بيفتح الباب ويترزع جامد من قوته وينزل على تحت كمجنون يركض خلف ملك المو،ت
-عاااااااااصمممم
كان صوت جمهورى هزت ارجاء المنزل من قوته، بينزل ويشوف امه بس الى بتبصله بخو.ق قالت
-ف اى يا ادم
بيتوجه لاوضته ويرزع الباب جامد فيتك.سر بتتفزع عبير برعب منه بيبصلها
-ابننننك فييييييين
-ا.ااا
-ابننننننك الزباللللله فيييييين.... هتخبيه عليااااا منينننن....
-ا..ادم اهدى.. اهدى ا
-هجيبه.... هجيبه واخد روحه بايددددى
بيمشي ادم فورا وكأنه إعصار كاد ان يطيح بها من رياحه قالت
-ا..ادم... ادم استنى
طلع على فوق بسرعه عاليه وبتقع عبير وهى بتجرى وراه وبتدرك ان ده مش ادم بل الجحيم قد حل عليهم وان ابنها عرف الحقيقه، اتعدلت وبتسند لتلحق به
عاصم كان فى الشقه خرج من الحمام سمع صوت رزع قوى والباب كأنه هيتكسر بيفتح وتنزل ضربه قويه على وشه مبيلحقش حتى يشوف يصاحبها من سرعتها
بيقع على الحيطه بيتعدل ويبص خلفه ليجد ملك المو،ت قد حضر ها هو أخاه يقف امامه، اعينه حمراء عروقه بارزه بشكل مخيف فهذا ليس ادم وانما عدوه
اتعدل عاصم قال- ادم
بينزل ببوكس عليه قوي بيقع على الترابيزه من قوته انه حتى لن يستمع إليه بل أتى للقت.ل فقط، بيعرف ان عرف كل حاجه
ادم-لييه..... ليييييييييسه
بيمسكه جامد من هدومه وينزل بكوعه ضربه مميته فى كفه فيتألم عاصم بشده وتجرح شفتاه
ادم-لى عملت كدهههه، لييييه تعمل كده فياااا انااااا.... لى تعمل كده فأخوككككك
عين عاصم بتدمع قال-انا اسف والله مكنتش فى وعي
عينه احمرت بينزل ببوكس أقوى من الى قبله يرجع يقع على الترابيزه
ادم- استأمنتك عليا ياحيووووان.... دى وصيتى ليك لى تطعنى فى شر.فى
بيضربه برجل بقوى بيقع عاصم أرضا
ادم-سبتها هنا فى امان بينكم.... سبتها وانا بقول اخويا أمانى.... لى تعمل فيا كده.... لى الضربه والخيانه تيجى منك انتتتتت
اتعدل بألم وهو بيمسك بطنه بيمسك ادم فازه وينزل بيها على جسمه بيقع عاصم أرضا بألم وقد انتشل الزجاج فى جسده
عبير بتيجى وتنظر لعاصم وتشهق بقلق وعينها بتدمع قربت من آدم رفع إيده ف وشها قال
-اياااااكى تدددددخلى..... اياااااكى
نظرت له بشده فهذا ليس ابنها
ادم- مفيش حد هنا هتدخل غيرى ولو قربتى هقت.لك معاه... هقت.لك لو بس عرفت انك ليكى إيد فى الى حصل
عاصم-امك ملهاش دعوه يا ادم ا....
بيضربه جامد فبيقع عاصم من جديد ادم- انت الى زبالههه.... اخررررس.... مش عايز اسمعك....
قرب منه بصياح جمهورى-لى هي يحيوااان لييييه... ليه تبص لمراات اخووووك.... لى تبصلها ليييييييه
-بحبها
نظر له ادم من الى قاله اتعدل عاصم بالم وقال
-سامحنى با ادم، سامحنى بس غصب عنى..
-غصب عنك
-انت عارف إنها كانت هتكون مراتى... عارف انى بحبها وشوفت حبى ف عينها وأننا دايما بنرجع حتى صدمتى ف جوزكم ورغم كده كملتتت... انت السبب... لى تتجوزها... اشمعنا دييه
اتعدل ومسك بطنه وقرب من ادم فال
-بس انا...انا كنت بدارى حبى... ليلتها مكنتش ف وعي والله معمل كده وانا مدرك نفسي... انا
بيمسكه من رقبته جامد قال
-انت زباااااله، معندكش شرررررف.... حيوان وخاااااين
قربت عبير زنه زقها ادم جامد بتتخبط من قوته وتعرف انها مش بتتعامل مع ادم ابنها بل انه لا يهتم لحد سواء انس او جن لانه شيطان مركب
بينزل بوكس عليه بتنزف دمه من مناخيره بيتالم وخد ضر.به برجل فى رقبته بيطيحه من فوتها وحس بأختناق مميت
بيسحب ادم حزمه وبيلفه حولين رقبته بتتسع اعين عاصم ويحس باختناق ويرجع لورا وادم بيقبض عليه بقوه واعينه حمرا كالشيطان قال
ا- هاااخد روحك.... هاخد روحك زى مخدت شر.فى.... هقت..لك يعاصم.... هق.تلك واشرب د.مك
وكأنه وحش يتعطش لقت.له وعاصم بيحاول يزقه بتجرى عبير على آدم وتمسك ايده قالت
-ادم سيبه، سيب اخوك يا ادم
بيزقها وبيستغل عاصم ويضربه ويبعده ويخلص نفسه من ايده ويكح جامد بس ادم بيضر.به فى صدره بيقع على ضهره بتألم بيحاول يتعدل ادم بيمسكه ويحره من هدومه زى ال.كلب وينزل ببوكس قوى عليه
بيجره وراه ويخرجه من الشقه وهو بيزحف بيه على السلم وعاصم بيحاول يتملص من ايده والاخر ينتشله كالحيوان ويجره بدون رحمه ذلك الرجل الذى انتهك شر.فه وليس ذات الطفل الذى كان يلعب معه ويحميه من اى ضرر... ذلك المجر.م الذى ق.تله وقت.ل امرأته
بيزقه عاصم ويحاول يضر.به بس ادم بيضربه ويوقعه من على اليلم بيتدحرح ويتعور، بيتأوه بيلااقى الى وراه بيبعده عنه بس بيلوى دراعه لحد كتف نظر له عاصم بشده سرعان ما ضغط عليها برجله فيصرخ عاصم صرخه داوت المنزل حينما كسر عظامه بس ادم بينتش فرش الطاول ويكوره ويدفسه فى بقه كي يتعذب ولا يستكيع حتى التعبير عن المه بالصر.اخ، كان بيشفى من ذلك المنظر ولم يكن كافى
عاصم بيتلوى بعذاب من المه والاختناق لكن التانى لم يحله واقترب منه بيبصله عاصم لكنه ناوى ع قت.له
بيقرب منه حاول يزحف بدراعه التانى ورا فبيمسكه ادم ويشيله بقوه مريبه وينزل بيه على الترابيزه يكسر جسمه عليه وتنهال الازازا ويشقو جلدو وتشيل الد.م من راسه
صرخت عبير وهى بتقوم وتحاول بآخر نفس ليها لكنها ضعيفه امام أجساد هؤلاء
قربت من آدم قال-ادم لا، ادم عشان خاطرى ا...
بيزقها جامد بتقع على الارض وتتخبط بينزل ادم على عاصم ض.رب ميت بيحاول يزقه وقلبه الناحيه التانيه ليكن له ضربات وهو شبه المقتو.ل بس ادم بيلوح رقبته ويوقع وينزل ضر.به على انفه فتسيل .دمه
مبيسكتش ادم ويضر.ب فيه جامد قال-هقت.لك....هقت.للللللك
بينها على بضربات والتانى لا حول ولا قوة امامه فأصبح جسده معاق لكن لم ادم لاحظ ان فى شوية مقاومه وبيحاول يحرم شفايفه
-انت السبب
احمرت عينه بجنون قال- النهارده ودلوقتى آخر نفس ليك
قام وراح مطبخ وفى لحظة نتش سكين.نه ورجع لاخوه الميت وقبل اما يتحرك بينزل بيها عليه بشر لكن بيلاقى إيد بتمنعه إيد ضعيفه عف عليها الزمن لكنها قدرت توقف السن قبل اما ينحر بيها عنق ابنها
رفع اعينه الحمراء المليئه بالشر المميت ونظر لها على تكرأها ووقوفها فى وجهه
كانت دموعها بتنزل بانهيار ووشها مليء برعب وكأنها تقف امام الحساب بتترعش ايدها وهى تنظر اليهم الاثنان والى ما وصلوله وما رأته كافيا ليجعلها تفق، النطق تشل حركتها تسقط أرضا امامهم وتزحف لتمنع ما سيحدث
ادم بيبصلها بعينه الحاده واعصابي مشدوده وكانما مجنون لن يهدأ سوى بالد.ماء
عبير-ابوس ايدك... ابوسك ايدك اقت.لنى.... اق.تلني قبل اما اشوف المنظر ده
نظر لها من طلبها وهو بيشد ايظه على السكينه، بتنحنى ليه قالت
-اقت.لني ارجوك، متخلنيش اشوفك وانت بتقت،ل اخوك قدامى... متخلنيش اشوف ولادى وهما بيقت.لو ف بعض...
انهمرت دموعها وهى بتترجاه قالت
-ا...ابوس ايدك متعملش كده
ادم صامت ينظر إليها ولرجائها وهى بتطلب يقت.له قبله وبتبكى برعب الى سببهولها وكأنها اتيقنت من موت ابنها على إيده
بيبص لعاصم والشر يملأ اعينه شر لن يهمد بينزل بضر.به قاتله بكوعه فى فكه وتتلوح رقبته
عبير-لاااااا
فتهمد حركة عاصم ولم يتحرك مجددا وسال خط أحمر د.موى من فمه وقف آدم وابتعد عنه ليلقى السكين.ه أرضا وهو ينظر الى والدته والدمع متحجر فى اعينه قال
-انتى السبب... دلعك ليه خلاه يوصل لهنا... يوصل انه يقر،ب لمرات اخوه وينتهك عر.ضه
بتنزل دموعها من كلامها
ادم وهو ينظر اليها- مستحيل اسامحك...انتى زيه، انتى سبب فى الى حصلى
بيلف ويمشي وتبكى عبير وى تنظر إليه من كلامه بتبص لعاصم وتجرى عليه بر،عب وهى ترتعش
-ع..عاصم
بتمسك وشه ربتت عليه قالت-عااااصم... رد علياااا...
حاولت تحمله تصحيه لكن دمه كان بينزل ودراعه الاخر المرتخى الذى كس.ر، أنفه المعوج الذى لوح وفمه الذى تسيل د.ماء منه وكأنه جثه لا روح فيها
بتحاول تحركه كانم تناجى روحه قبل ان تغادر، بتحط دراعه عليها وتجره زى القت.يل برغم ضعف جسدها ودموعها الى بتنزل زى الشلال، بتحاول تشيله لوحدها محدش ببساعدها ولا بيغيثه بتخرج من البيت وهو مبين ايدها
-س..ساعدونى....
بتقولها وصوتها بيخرج بالعافيه بتحط عاصم وتحاول تدور على أي تاكسي وسط سكون الليل وهى تسير حافيه هالكه وسط الظلمات وكأنها بتناجى روحها، روحها الى خسر،تها بعد الى شفته النهارده... الاول قتي.يل بين يديها والتانى سيقت،ل ان ما.ت الاخر... التانى الذى لم يعد له وجود بالفعل
وقفت تاكسي ولما شاف عاصم اتصدم وبصلها بشده فتحت العربيه وهى بتشيله قام يساعدها وحطه فى العربيه مشفق عليها واتحرك بسرعه
بيدخل ادم شقته واول حاجه بتقابله كانت هي، واقفه وكأنها فى انتظاره سمعت كل حاجه حتى صراخ عاصم من المه الذى ارتوت منه لكن صراخ ادم وكلامه، تكسير فا الشقه فوق راس أخيه ونية قت.له
كانت صامته دموعها تسيل وترى الد.م على إيده وهو لا يهتم من هذا الد.م بل أراد أن يجعلها بر.كه اكثر من هءا، فلقد تعامل مع مجر،م وليس شخص كان أخاه يوما
كانت خايفه من شكله والحزن مالى عينها يكون حصل الى خافت منه قالت
-قت.لته
نظر لها من سؤالها فهل يهمها روحه، ادم
-هقت.له...النهارده او بكره هيمو.ت
-وتضيع نفسك عشانه
-عشان شر.فى.. الشرف الى مبيتغسلش غير بالد.م.. حقك وحقى... د.مه مش كفايه
نزلت دموعها وصمتت قرب ادم وقف امامها ونظر اليها كل هذا عاشته كل هذا الوجع والألم عاشته لوحدها كل ذلك كان تخبيه عنه، لقد تعذبت فى غيابه لم تسلم من ايدى اخوه القذر
قرب ايده منها وضمها ليه بتحضنه اسير جامد وهى بتنشج وتبكى فى حضنه بانهيار وادم صامت لا ملامح له سوى الصمت وسماع صوت تلك الشهقات المؤلمه الذى تشق قلبه لنصفين اكثر واكثر، الصدمه الذى هو فيها يتمنى لو كانت كابوسا... لماذا يحدث له هذا، لماذا يأتى الغدر من اخيه... لما الاذى يلحق بزوجته وحبيبته... لماذا لماذا لماذا... أسأله كثيره يريد اجابتها... بحق الآله ماذا فعل... ماذا فعل ليستحق هذا... ما الذ.ب الذى ارتكبه... ما الذنب الذى افتعله ليحدث معه هذا
عبير واقفة قدام باب غرفة العناية، عينيها مليانة دموع، ملامحها شاحبة، كأنها شايلة الجبل على ضهرها.
بتتحرك متوترة أول ما بيخرج الدكتور، بيتكلم مع الممرضة:
– "ماحدش يسيب المريض لوحده، محتاج عناية دقيقة جدًا."
عبير بتجري عليه بصوت مبحوح:– عاصم عانل اى
الدكتور بيبصلها – "مقدرش أطمنك، حالته حرجة جدًا… دخل بعلامات ضرب مميت، وفيه نزيف داخلي، إحنا بنحاول نسيطر."
عبير تتنفس بصعوبة لما تعرف إنه لسه عايش،بتقول بخوف:
– "يعني… مامتش؟"
الدكتور بيهز راسه:– "لا الحمدلله هو كويس ، بس وجوده في المستشفى بالحالة دي فتح تحقيق، وده أمر طبيعي… الضرب ده مش عادي، واضح إنه اعتداء مقصود، غرضه القتل."
عبير لم تندهش تسكتت قال الدكتور
-مين عمل فيه كده
– معرفش
الدكتور بيبصلها غريب إن أم تشوف ابنها في الحالة دي ومايهمهاش مين عمل فيه كده لو حتى تفيده بمعلومه وكأنها بتدارى على الفاعل
دكتور-معندكيش اى معلومه تفيدينا، ابنك كان هيخسر حياته
– المهم انه عايش
بيمشي وهو مستغرب منها، قاعده سامعة اذان الفجر وساكته قلبها بيمو،تها وصوت ادم بيتردد فى ودنها
"انتى السبب.. انتى اكبر سبب لى الى انا فيه"
بتنزل دموعها وتكون عايزه تشكر اسير لانها مقالتلوش انها كانت تعرف وأنها الى خليتها تسكت.. برغم انانيتها بسبب ابنها الا أن اسير خافت تخسر ادم امه... لا تعلم أن العائله لم يعد لها وجود من الأساس... لكن ان عرف.. تن عرف انها سكتت على جر،يمه اخوه هيكرهها اشد كره
اليوم التانى عاصم بيبدأ يفتح عينه بصعوبة، الألم باين في كل ملامحه المشوهة، بشرته مليانة كدمات وتورم، النفس بيطلع من صدره بشق الأنفس.بيشوف عبير قاعدة على الكرسي جمبه، سكتة، ملامحها جامدة كأنها حجر
آخر حاجه فاكرها هو وش ادم وعينه الى بينطلق منها الدم الجح.يمى، قال
"م… مسبتنيش… اموت ليه؟
عبير ما بتردش، عينيها ثابتة في الأرض، مش بتبص عليه
"مكنتش هسيبك تموت… وأضيّع آدم أكتر من كده.
عاصم بيبصلها بيحاول يتحرك بس بيتألم
عبير قالت "أنقذتك عشانه… عشان آدم.
أم ضعيفه غبيه زيي طول عنرها ع زاحد وحنينه ع واحد... ام متستهلش الامةمه اصلا… ضعفت لانها مقدرتش تسيب ابنها يموت…ولو كان مجرم،ومتقدرش تخلي ابنها التاني…ياخد حكم قتل، وتخسر الاتنين."
عاصم ابتلع ريقه بصعوبة، وعينيه بدأت تدمع قال
-ماما....ده لو لسا بتعتبرينى ابنك بجد...سامحينى ع الاقل انتى
نزلت دموعه لكنها لم تلتفت إليها وكانت تبكى بصمت هي الاخره من حالهم ولم تتخيل فى يوم ان تكون نهايتهم هنا
الباب بيتفتح فجأة ويدخل الظابط ظابط، عبير تلفتت ناحيته بخوف واضح، وقامت تقف.
"أبلغت انك فوقت جيت أبدأ التحقيق في حالة أستاذ عاصم
عبير-جااة اى عاصم بقا كويس خلاص
- الإصابات دي مش طبيعية… وواضح إنها محاولة قتل متعمدة."
عبير بقلق- أنا قولت كل حاجه لدكتور عشان يبلغك
-فعلاً بلغني بس معلومات مش كفايه وممكن المريض يكون عارف اي حاجه عن الى حصل وده واضح مش ضرب عادى ده محاولة قت.ل
بيقرب ويقف قدامه قال- يا أستاذ عاصم... مين عمل فيك كده؟ شُفته؟ تعرفه؟ فيه حاجة تساعدنا نوصله
عاصم بص له، وسكت شوية ثم قال
-عارفه.
عبير اتفاجئت بالكلمة، قربت من السرير وقالت بسرعة:
دول حرامية! اتهجموا علينا في الطريق ومعرفناش نركز فى وشوشهم اكيد
-يعني حضرتكِ بتقولي إنكم معرفتوش مين؟ بس أ/عاصم بيأكد إنه عارف الشخص
عبير اتلخبطت، وعاصم فضل ساكت، وعيونه كلها غموض
عبير- عاصم تعبان اكيد بيقول كده وخلاص.
الظابط (بتركيز): يعنى بجد؟ كانوا حرامية؟
قبل ما عاصم يرد، عبير بتدخل بسرعة في الكلام، وكأنها بتحاول تلحق الموقف:
عبير -أيوه... طلعوا علينا فجأة، وضربوا عاصم لما ملقوش حاجة ياخدوها منه. وهو كان بيدافع عنى فضر.بوه ولولا الصريخ اللي طلع منى، مكنوش هربوا.
بصيت لعاصم ابنها بعين مليانه خيبه وسخريه حزينه- اصل عاصم ابني بيخاف على اهل بيته وعرضه أولى من سكينة تتحط على رقبته.
عاصم بيبصلها، وفي عينه دمعة محبوسة، مش عارف يقول إيه... قلبه اتلخبط، بين صدقها وخوفه، بين الحقيقة... والغطا اللي أمه بتحاول تغطي بيه جريمته.
الظابط اومأ بتفهم قال- تمم بس انا بقولك بوضوح يا أستاذ عاصم... انت فعلاً كنت هتموت...جسمك كله كان متبهدل... جر.وح من الإزاز دخلت فيك، نز.يف، كد.مات، مناخيرك مكسور.ة، وفيه كسو.ر داخلية خطير.ة، أولهم دراعك اللي ممكن يسيبلك عاهة مستديمة.
وكانه بيحرك رغبته وبيقوله حجم الخساره عشان يتكلم وميسكتش بس عبير بتقول بحده
-بكره عاصم يخف وانا قولتلك كل حاجه بلاش تضايقه اكتر من كده
مشي الظالط وسابهم بص عاصم لامه بال
-اتكلمتى بدالل ليه
-انت اتجننت.. عايز تقول ع ادم
-واقول.. مقولش ليه، مش ممكن لو عملتله قضيه دى الحاجه الوحيده الى تخلى فى وصل بينا
نظرت له بشده قال عاصم- انتى يس خايف على من جريمه وخلاص
-انت مجنون، فاكر ان ادم ممكن يكون ليه وصل بيك... انت وادم انتهيتو...ياريتك كنت صونت صلة الرحم كنت صونت دمه ... بتقولى علبه جر.يمه
(بصت له بحدة وعيونها مليانة وجع):محدش هنا مجرم غيرك يا عاصم!
بيتهز من كلامها، بس بتكمل بصوت هادي بس قاتل- مضايق انى سكتك.. تحب أقولهم؟
(قربت منه وكأنها بتطعنه بكلمة): إنك إنتَ اعتديت على مرات أخوك؟
(بصت له بنظرة قاضية):عارف ده معناه إيه؟ إن حتى لو قتّلك، مش هياخد فيك ٣ سنين! بس مستخسره ٣سنين عليه لان د.مك حلال قت.له
-يبقى اقتل.ينى وخلصينى..
صمتت لانها ضعيفه ونظرت له بحزن قالت
-انا مش ندمان.. مش حاسس انت عملت اى
عاصم (بصوت مبحوح ومكسور):
– هتفضلي ماسكة عليا الغلطة دي طول عمرك؟... ندمان والندم بيقطعنى.. أنا بتعذب زيكم منى ومنكم...
عبير (بتصرخ فيه ودموعها بتغرق عينيها):
– متقولش بتتعذب لان عذابنا ميجيش جنب عذابهن حاجه! لحد ما تموت هفكرك... لحد متموتني معاك... يمكن ربنا يرحمني من ذنبك!
عاصم بحزن– ده مكنش انا... مكنش ابنك ولا اخوه... نا مكنتش ف وعي مكنش انااا
عبير (بتقطع كلامه وتصرخ):– ملعون أبو الشرب!
(بتضرب على صدرها بقهر)– ملعون أبو السهر والنسوان اللي ضيعوك! ملعون دلعي ليك اللي خلاك تبقى كده... تعمل كده في أخوك؟! وفي بنت غلبانة؟!
بتنهار على الكرسي، بتعيط بحرقة وهي بتكمل– كان عنده حق آدم... لما قال إني أنا السبب الكبير... كان عنده حق يكرهني... لأني للنهارده بسـتر عليك ومقلتهوش الحقيقة! المفروض كان يق.تلني زيك... يخلصني من الذنـب اللي بياكلني كل يوم!
(بتقف فجأة وبصوتها بيتهز):– أنا... أنا بشوف بيته بيتدمر قدام عيني، بشوف مراته، حب عمره... وهي شايلة وصمة عار، مش بس من جر.يمة، من أخوه... من اخو جوزها... من الطفل اللي في بطنها.
بيتصدم عاصم من الى سمعه
عبير– ده مش غلطه... ده إحنا اللي خنّـا آدم... وهو مش هيستاهل كل ده... ولا مراته...ميستهلوش الى عملته فيهم
عاصم بيرفع عينه ببطء، صوته متلخبط ما بين الذنب والذهول):
– أسير... حامل؟... إزاي؟
(بيتلعثم)– إزاي؟... أسير مش بتخلّف...
عبير (بنظرة خنقة، وجواها بركان):– أسير كانت بتحب آدم لدرجة إنها قالت إن العيب منها... وسكتت... خبت الحقيقة كل ده ولستحملت كلامى... وطلعت هي السليمة... واللي مش بيخلف هو آدم...
عاصم صوته اتكتم – يعني... يعني هي حامل...
– حامل منك إنت... من جريمتك إنت... وهتعيش وتموت شايلة زنـبك وزنبنا كلنا.
(بتكمل بصوت مخنوق)– آدم اتدمر... وأسير اتكسرت... واللي بينهم اتحرق خلاص... مستحيل ترجع علاقتهم.. المسأله بقيت وقت والخراب الحقيقى لسا جاي.. خراب حبهم الى انت السبب فيه
كان نايم واسير فى حضنه مبعدش عنها ولا سابها وكأنه بالحضن ده هيحميها من شراره العالم، بيحميها من الشر الى صابها ومكنش موجود جنبها يحميها
كانت عينه متحجر فى دموع، دموع من الصدمه والهول الى هو فيه مش بتنزل وكأن الوقت لا يسعفه للبكاء، صامت زى الشريد الغارق فى وسط بحر لا عارف بدايه من نهايته، عارف ان نهايته الغرق
نظر الى أسير صامته فى جوف الرعب عينها مليانه بظلام والانكسار الذى حل عليها
مر يومان يومان لم يتزحزح احد من حضن الاخر انفاسهم بس الى بتتحرك وكانهم شلو لا يعلمون هذه الفاجعه ستنتهى على ماذا، عقولهم بس الى بتجلدهم عقولهم الى شغاله مش بترحم
منذ ذلك اليوم ولا تزال دم عاصم على يد ادم وملابسه، كان كل ما يشغل باله لي عرف يومها لى مقلتلوش لنا رجع لى كل الخوف والرعب ده وكانها مشاركه فى الجريمه...
لما جه وشفها وحالتها يرثى لها على الكنبه، رفضت تنزل تحت معاه لانها عارف ان عاصم موجود ولما نزلت كانت دايما موكيه وشها مش قادره لا ترفعه ولا تتكلم كلمتين مع بعض، لما شافهم واقفين مع بعض اى الى كانو بيقولوه اى الى ممكن تقولوه اسير للى قت.لها
عدم نومها فى اوضة نومهم وخوفها الدايم زعيقها وهى بتبكى وخناقتهم بسبب انها عايزه تخرج تعيش بعيد عن هنا كان كلامها بيقوله كتير كلامها بتقوله انجدنى
"خايف أعيش لوحدى... أنا لو كنت لوحدى كنت هبقى بخير"
كأنها ليست وسط عائلتها بل وحوش قت،لوها، حتى لما قاله انه مش هيمشي ويسيبها
" إنت سيبتنى فعلا "
اوقات بيبص لحاله وتلك البطن التى ستمدد بعد شهور، هل هو السبب فيما حدث.. هل من الخطأ ان يترك زوجته بمفردها، هل الخطأ عليه هو ايضا الآن
قاطع ذلك الصمت صوت أسير- هنعمل اى
لأول مره تتحدث اخيرا مدركه حجم الكارثه الى هما فيها، رفعت عينها ليه وبتقول بغصه مخنوقه
-هنعمل اى يا ادم،أنا حامل اعمل اى
وكأنها بتناجيه بصوت مرتعش وادم كان فى قلبه حنق وهو ينظر الى بطنها متخيلا الحقيقه الظالمه، امرأه تحمل من اخاه، هذا من جر.يمة اخاه
نظر إلى اسير الذى دموعها تسيل خوفا على خديها
ادم-انتى عايزه ايه
نظرت له فهى تحدثه لكى يرشدها لكن آدم فى ضياع مثلها قال وغصه فى صوته محاول التخفيف عنها
-عايزاه؟!
صمتت حين قال ذلك رغم عنه قال - مقدرش اخد قرار عنك يا اسير انتى الى بإيدك تقررى.... لو عايزاه مش هقدر اجبرك تقت.ليه هنسافر ونروح بلد تانيه محدش يعرفنا فيها
وكأنه لن يستكيع مواجهه هذا العار لن يستكيع تحمله فى بلده وتنظر له الناس انه رجل بخسٍ
اسير - ه..هتتقبله؟!
حاول أن يتزن ونظر اليها من عيونها قال
-عشانك اه هنمشي من هنا ومتقلقيش مش هعمله وحش هو مغلوب على أمره زينا
مغلوب كلمه قالها ادم بس قالت حقيقته كلها لاسير
ادم-ولو عايزه تنزليه هكون معاكى بردو، برا العمليات دى اضمن عندهم ومش هيكون ف خطوره عليكى ونعيش حياتنا بعيد عن مصر
الاختيار التانى تكلم ادم عنه وكأنه حبل النجاه لكن قال
-انا هفضل معاكى ف اى قرار تاخديه
نزلت دموعها نظر لها ادم امسكت بيده وهى ترتعش قالت
-هنزله... مستحيل نعرف نعيش بيه
-اسير
-متسبنيش يا ادم
ربت عليها بحنان لم يعانقها هذه المره كما يفعل بل كانت لمسات واجب لمسات شفقه وأنها ابنة خاله الذى وقعت فى ورطه بل فتاه تستنجد به، لا تجد حبا.. لماذا لا تجده.. ليتها تكون مخطأه ليتها تكون هواجس.. ليت حبه لا يمحى
ادم بيمسح دمعتها مش بيكون قادر يطمنها ولا يخفف عنها فالكارثه فوقه ايضا، تنهد وهو ينظر لعيونها انتظرت اسير عناق انتظرته يقترب منها يقبل اعينها لتتوقف عن البكاء لكنه لم يفعل وظل بجانبها يخشي تركها فتظنه يتخلى عنها
ادم- ياريت الاذى صابني مش عن طريقك... انتى وجع اكبر يا اسير انا عاجز.. عاجز قدامك نا معرفتش احميكى
كانت تسمع كلماته بصمت وتنزل دموعها
ادم-الابتلاء المره دى صعب... الموت ارحم من الى انا فيه
كلماته كافيه بأن تجعل قلبها يبكى وهو ينظر اليه تبكى على حالها وتبكى على حاله وهو يتعذب منها ومن خيانة اخاه
فى المشفى كان بيقوم رغما عنه قالت عبير
-ترجع فين انت اتجننت
-هرجع يماما، لازم ارجع
-اعقد هنا انت لسا مبقلكش اربع ايام، ومينفعش ترجع البيت.. مينفعش ترجع هناك تانى
-لا ينفع... ده بيتى
نظرت إليه بشده قالت-عايز تعمل اى يعاصم
-انا عايز ابنى... مش هسمح لحد ياخده
اتصدمت منه قالت-انت بتقول اى يامجنون
-الى سمعتيه، لو ادم نزله مش هسمحله ولا هسيبه ياخده يربيه ويكتبه باسمه
نزل على رجليه قال-امنعى ده يحصل.. امنعيه والا انا إلى هطالبه بيها
-انت لعنه، اغزى الشيطان يعاصم
-رجعينى البيت.. ودينى هناك قبل اما يموته
التليفون بيكون بيرن كتير مكالمات عديده من فراد ومكالمات أخرى من الشغل ومكالمات أخرى من شريف، الجميع بيتصل بيه وهو مش بيرد لا يهتم بالخسارة قهو قت.يل بالفعل
كان قاعد لوحده نزل على تحت سمع صوت بص لشقة امه لقاها مفتوحه احمرت اعينه وقد تملكه الشيطان ودخل هناك لما بتشوفه عبير بتخاف قالت
-ا..ادم
نظر إليها وزاغ بنظره حول المنزل قال-فين.
-فين ايه، ده انا الل رجعت يا ادم
بصلها بحنق مخيف قال- لو الزباله ده رجع هنا هولعلك البيت بالى فيه سمعتينى.... لحقتي من ايدى المره إلى فاتت بس المره دى لا
قربت منه بحزن قالت- ادم... انت هتعمل اى..هتعمل اى ف اسير
-انتى آخر واحده تفكرى فيها، بعد الى عمله الزباله ابنك
-اسير بنتى كمان اسير...
-بنتكككك؟!!! هى لو كانت بنتك كنتى وقفتى فى وشي..سبتى حقها يروح
-اسيبك تقت،له، تقت،ل اخوك
-مش اخويااااااا
نظرت له بخوف من صوته قال- الزباله ده مش اخوووووويااا، ده عدوى وبينه وبينه د.م... د.م مش هينتهى يا بمو.ته يا بمو.تى
-سيبها
خرج الصوت من اوضه نظر إلى ذلك الخيال المائت وايده ملحومه وملفوف بشاش ومناخيره مكسو.ره، تبدلت ملامحه ادم
عاصم-لو مش عايزها سيبها اى الى مخليك مكمل معاها وانت شايف انك بتستحمل
عبير بغضب-اسكتتتت يا عاصم... ادخل جوه واسككككت
ادم بيقرب منه وقفت عبير فى وشه قالت
-ابوس ايدك بلاش
-ابعدى
صاح فيها بغضب- اببيبعدددى بقووولك
عاصم- انا اسف يا ادم بس حتى لو هتكمل معاها فأنا عايز ابنى لو اذيته او فطرت تجهضه او حتى تاخده وتهرب بيه مش هسمحلك وهقدم بلاغ ووقتها التحليل يثبت ان ده ابنى وهاخده
عبير بصراخ- اخررررس
مسكته جامد وضربته بالقلم قالت- بقولللك اخررررس اخررررس
نظر إلى امه بشده رفع عينه الى ادم لقاه فى وشه نبض قلبه خوفا
عبير-ادم.. اد...
نزل ببوكس قوى على وشه صرخت عبير
ادم- مش هيكون ليك وجود اصلا.. عشان هقت،لك
بيمسكه من هدومه جامد مسكت عبير ايده وتعود بالبكاء-لا يا ادم.. لا.. مش هيعمل حاجه ابوس ايدك سيبه.
بيرن جرس الباب جامد نظر ادم الى ذلك الضعيف الى بين ايده ويبص لامه
-ارجوك
بيرميه أرضا بيقع على دراعه ويتألم بشده ويفضل الباب بيرن بتبصله عبير -لى كده لييييه
راجت فتحت الباب بتقف لما تلاقى ريتاج الى نظرت له بقلق كثيرا قالت
-ماما.. عاصم فين
ابتلعت ريقها ومعرفتش ترد دخلت ريتاج قالت
-الخبر وصل لبابا متأخر
-خ.خبر ايه؟!
-عاصم وهو المستشفى شافه حد من قرايب بابا وبلغه ولما روحت ملقتهوش قالولى انه خرج الصبح وجيت هنا علطول... هو فين... كويس
بتبصلها عبير فعاصم لم يخرب حياة اتنين فقط بل ثلاثه، شاورت على الباب دخلت ريتاج فورا وشافت عاصم شهقت بخوف
-ع..عاصم
بتروح وتسنده قالت-وقعت ازاى... اى ده مناخيرك بتنز.ف
مردش عليها واتعدل بص لأمه الى كانت بتبصله ببغض وضيق
ريتاج-مين عمل كده... سمعنا انهم حراميه متوحشين... بابا كان هيجى بس انا مستنتش وجيت ع هنا
-ريتاج اى الى جابك
-متزعلش منى عارفه انى متصلتش عليك بس صدقنى مكنتش اعرف بحالتك كنت بحسبك مش عايز نتكلم
حضنته بقلق وحب قالت- مش هيعدو بساهل الى عملو فيك كده.. معلش ياحبيبى بتوجعك
عبير فى صمتها لاحظت انها كانت أم سيئه لا ترى سوى عاصم، كانت شيفاه كتير على هذه البنت بس واضح انها غلطت لانها مشافتش ان ابنها حقير بالفعل ومش بيحبها بل واخدها منظر، اما اسير الذى خانها معها وهى ضعيفه امام حبه ها هنا الان قد تعرضت لنفس الكأس وكان الضعيف الخاين هو عاصم حبيبها
عاصم بعدها عنه قال-ريتاج امشي
-امشي؟! أنا جايه اطمن عليك يعاصم انا كنت هموت من القلق لما شوفتك
-انا كويس امشي دلوقتى عشان تعبان
-بس
لقيته رافض يتكلم فسكتت بحزن وقامت ومشيت بسكات وبتتخطى عبير وعبير بتبصله بغضب قالت
-انا ما شوفتش حد بجح زيك
-انا مش قادر افهمك ازاى قابله تخليه ياخده منى
-انت قذررررر وبجحح... اخرج من هنا حالا يتطلع فوق يتخرج ومتورنيش وشك
بصلها عاصم بصمت وطلع على شقته وكأنه لن يغادر وكان بيعرج وبيطلع بالعافيه
فى الليل المظلم الدامس ادم جالس مجمع قبضته وقاعد لوحده بعد اما سمع كلام أخيه وتهديد ليه بعد عملته وهذا البجح يقول ان ليه حق
ضرب بايده المنضده جامد فجرحت ايده لكنه مهتمش ونزلت دمعه من عينه ومسك راسه الى هتنفجر
-ادم...
نظر لها ها هي تقف امامه عينها صامته هائمه قالت بحزن
-انا اسفه
نظر لها من اعتذاراها وكأنها السبب فى كل ما يمر به لم يرد عليها وفضل ساكت اسير بتبصله قالت
-خلينا نتطلق
↚
-ادم...انا اسفه
نظر لها ها هي تقف امامه عينها صامته هائمه، نظر لها من اعتذاراها وكأنها السبب فى كل ما يمر به لم يرد عليها وفضل ساكت اسير بتبصله قالت
-خلينا نتطلق
وهنا نظر لها بشده من الى بتقوله قعدت جمبه قالت
-هسالك سؤال واحد وترد عليا بصراحه... انت لسا بتحبنى
-بتسالى يا اسير... بتسالى عن حبى ليكى
-اه بسأل لأنى معدتش عارفه الى جواك... رد عليا بتعمل معايا كده واحب وشفقه ولا بتحبنى
-انا محبتش غيرك.. أنا هاخدك ونمشي من هنا واتفقنا على ده
-عاصم مش هيسيبنا
نظر لها من الى بتقوله عسنهاىظمعت وحاولت تمسك نفسها قالت
-ولا انت هتستحمل
-عشان هستحمل كل جاجع يا اسير
-هتسحمل قربى
نظر لها بشده بصتله قالت- انت حتى من ساعة معرفتها وانت بعيد عنى، انت خايف تلمسني يا ادم
- انا عارف انك تعبانه وانك...
- وانى ايه... متوهش انت مبقتش عايزنى ولا قادر تقرب
- انتى الى كنتى بترفضينى
- ودلوقتى بقولك هرب منى...لو تقدر قرب
نظر إليها قربت منه قالت- المسنى يا ادم، لى انت بعيد عنى لى... لو فعلا بتحبنى المسنى... انت ملمستنيش من ساعة معرفت.. مش قابل تقرب منى حتى
-الموضوع مش كده يا اسير
-لو مش كده قولى ازاااى... قولى سبب بعدك عنى ده اييه.. كانك مش طايق ان او..او قرفان
مسك ادم وشها وباسها نظرت له اسير وهو مغمض عينه وبيقبل شفايفها بتدمع وتبادله ودموعها بتنزل على وجنتها وكانما هذه آخر قبله او لعلها شعرت بشيء فى قبلته وبتلمس وشه بحب لكن آدم توقف وابتعد عنها فورا ولم يكمل ما بدأه
نظر له اسير ودموعها على وشها تحجرت وهنا ادم بيقول بحزن
-انا اسف يا اسير.. مش قادر
لا يطيق قربها لا يشتميع ان يلمسها انه يرى اخاه يرى بصمته فيها، بتدمع عينه ويقوم ويمشي من الاوضه والمكان كله ويسيب اسير فى صمتها وتتذكر نفوره منها، قلبها يتفتت لمئه قطعه، لقد تألمت اكثر من اى مره توجعت فيها.. حتى فى صرخها كانت نظرة ادم وبعده عنها كفيله تقت،لها ميت مره
بيكون قاعد لوحده جت اسير بصمت وقعد معاه وكل منهم لا ينظر الى الاخر قالت
-طلقنى
توقف ادم ورفع وجهه اليها
اسير-طلقنى يا ادم حالا
-بتقولى اى يا اسير... طلاق اى الى انتى مسكاه
-المره دى غير... المره دى هينتهى بطلاقنا وكل واحد يروح لحاله
بصلها بصدمه كبيره قال- يروح لحاله.... انتى حالى يا اسير... أنا وانتى وعدنا بعض ميكنش فى بعد
-بس الدنيا قادره تبعدنا... الدنيا مدتناش فرصه نكون مع بعض يا ادم... مفيش حل غير الطلاق
-حل لابه؟!! اتفقنا هنخرج من هنا سوا... حجز الطياره.. حجزت ولسا هتتملك اوراقك بكره
-وجودنا مع بعض غلط اصلااا
نظر لها بشده قالت- مينفعش نكون مع بعض.. انا وانت انتهينا.... انتهينا يا ادم.... لا ينفع اكون مراتك ولا ينفع تكون جوزى... لا هيرفع ح، فينا يعيش مرتاح طول متانى معاه... هتشوف فيا اخوك وانا هشوف فيك الى يكسرني ويذل كرامتى
عينه دمعت وحاول يمنع غصته قال- ا..انتى زعلانه منى... أنا آسف عارف ان. جرحتك.. ممكن نعبد من تانى... مش هبعد انا بس عامل حساب انك
-انى حامل
صمت نظرت له وهى بتبص فى عينه الى بيهرب منها قالت
-حتى الحمل مش قادر تنطقه لانك مش قادر تحس بحجم الجمله عليك... هتعيش معايا ازاى هتشوف فيا إيه وكل حاجه فينا احمرت حتى حبنا... كل حاجه يا ادم انتهيت
-انتى الى عايزه تنهى كل حاجه... اسير اما لسا بحبك
صمتت استجمع قوته قال- مش هسيبك، انتى بتقولى كده بتختبرينى بس انا....أنا مش هطلقك
زقته قالت- هطلقنى يا ادم.. هطلقنى وفورااا... انت مش بتفهم.... بقولك طلقنى.... انهي العلاقه دى بقا مبقتش طايقه يا اخى
نظر لها بشده قالت-مش طايقه اكون مراتك انت مش بتفهم مش بتحس بحجم الى انت فيه... مش شايف ان مفيش امل.. خلاص خلصنا
-خلصنااااا؟!
قالها بصدمه وثأر وجهه قال- بتقولى علينا خلصصصصصنننا.... حددتى قراراك وكلامك ودلوقتى عايزه تنههههي... تنههههي كل حاجه فى لحظه كانى ولا حااااجه
تحول غضبه الى صراخ عالى قال-بعد ده كللله تقولى خلاااص بسهوله دى.... مبقتيش شايفانى بعد كل اللى عملته عشاااانك....
مسكها جامد قال-انا فى الحاله إلى انا فيها دى بسببك، أنا ورشتى اتحر.قت وشغلى بسببككك... لو مكنتش اتمرقت مكنش زمانى بشتغل برا غشان بس اعمل ده كله عشااانك... أنا مبيهونش اصرف عليا جنيه واعين القبض كله عشان اوفرلك حياه افضل.. اشتغلت وبعدت واتمرمط عشان بس مخلكيش محتاجه حاجهههه بعد كل الى عملته والحب الى حبتهولك.... وتقولى خلاااص
كانت صامته وتنظر إليه وهو يصيح فى وجهها بانفجار
-خبيتى علياااا ليه.... خبيتى عليا ليه كل ده إلى عمله فيكى ف غيابى..لو فعلا اغت.صاب لى معملتش قضيه...لي سكتى وخبيتر عليه إلا لو مكنتيش معااااه
سالت دموعها من الى بيقوله وانه بيشك فيها انها خانته هو كمان
-انا إلى استحملت الى مفيش راجل يستحمل انا إلى قبلت بيكى برغم....
بيسكت من كلامه الى ميعرفش خرج منين وكأنه حس انه هيخسرها هي كمان وهى آخر حاجه اتقبتله فقال ما لم يجب قوله
اسير وهي صامته تنظر إليه بكسره كبيره كسره لم تتخيل ان تصل لها يومها
ادم-لى بتعملى فيا كده
حضنها لكنها منعته يقرب منها قالت-متقربش
-اسير...اسير انا اسف... والله مكنتش اقصد.... اسير
-اسال امك انا خبيت عليك لى... اسألها عن حالتى لو كنت فعلا خونتك او لا
ادم قرب منها بعدت ايده عنها قالت-طلقنى... كفايه لحد كده، قولت الى انت عايزه
-اسير، أنا بحبك
نزلت دموعها قال ادم بحزن - بحبك... بلاش تسبيني... مش هستحمل بعدك
-طلقنى يا ادم.... طلقققنننى بقاااااا
قالت بصراخ وقد طفح الكيل- خلصنى من سجنك ياخى.... لو مكنتش معاك مكنش حصلى كل ده
نظر لها قالت اسير- انت السبب فى الى انا فيه... لو مكنتش سيبتنى مكنش ده حصلى
وكأنها واجهته بالحقيقه الى ف قلبه وخايف يصدقها ان السبب فى ظلمها
اسير- لو مطلقتنيش هلجأ للمحاكم يا ادم.. سمعتنى انااا
-انتى طالق
صمت وقد خرس صوتها من جملته وتوقفت دموعها بينما سابت دمعة ادم قال
-انتى طالق يا اسير
وقد انفكت قيودهم للمره الأولى لقد تحرر كلاهم عن بعض واصبحو مجرد اثنان اغراب يقفان بمشاعر فياضه تملأ كلاهم، نظر لها ادم بتمشي اسير بصمت من هذا المكان بعدما حدث ما ارادته لم تنتظر ثانيه واحده وخرجت من الشقه بأكملها وكأنها انتظرت هذه اللحظه بفارغ الصبر
انزل ادم راسه وسالت دموعه على وجهه
عبير قاعده بتلم الازار على الارض وزرعها المكسور الذى ذبل فى فترة غيابها، بتسمع صوت دخلت لقيت اسير نازله من عند فتق ووشها مغترق دموع، نظرت لها اسير وعينها وقعت فى عيون بعض
عبير-ا..اسير
ليتها تستطيع أن ترمى فى حضنها ليتها تستطيع أن تحتضن احد لكن الآن لا يسعها حضن واحد... حضن واحد لن يعد ملكها
راحت ع اوضتها بسرعه وقفلت الباب بتتخض عبير وتروح وراها قالت
-اسير
سمعت صوت عياطها ونشيجها القاهر لتنفزع من ما حل بها، بعدت عن الاوضه بقلق وخرجت طلعت ع فوق لقت الباب مفتوح، دخلت وقلبها اتقبض لحد ما شافت ابنها قاعد ماسك راسه
عبير-ادم... اى الى حصل
قال بصوت خاتق يملأه الخوف- كنتى تعرفى بالى عمله ابنك
بتكست عبير من الى قالهولها، رفع عينه دموعه متحجره قال
-كنتى عارفه وخبيتى ع جر.يمته
عينها بدمع قالت-ا..ادم
-رددددى علياااااا
قالها بغضب ودفع الترابيزه أرضا فتكسرت، اتخضت امه منه بصلها آدم قال
-اسير خبيت عليا ليه... كان بسببك
بتسكت وتدرك سؤاله قالت- شكيت فى البنت يا ادم
-انا لحد دلوقتى واثق انها اعف واحده هنا... الى بشك فيها هي انتى
نزلت دموعها ولم يسعها الكذب اكثر من هذا فيلحق الكذب ضرر باسير قالت
-ك..كنت خايف تعمل الى انت عملته... خوفت تضيع نفس..
-انتى خوفتى عليه هو بسسسسس.... شاركتيه فى الجريمه وانتى عارفه انى خاض ف شر.فى
-والله يا ادم كنت خايفه عليك، أنا ترجيت اسير...اترجيتها متقولكش خوفا عليك وع الى هيحصل... أنا أم استحمل اشوفكم بتمو.تو فل بعض
-انتى عمرك مكنننننتى اممممم.... انتى كنتى امممه هو بسسسس، مستحملتش تشوفينى اقت،له بس استحملتى تشوفيه وهو بيعمل فيااااا كدهههه
قلبها انقهر قالت- والله نستحملتش انا كنت بتعتذب كل يوم بسبب إلى عمله
-محدش بيتعذب هنا غيررى.... أنا بس الى بتعععذب مش انننننتى ولا الزباله ابنك..... محدش حاسس بيا... محدش حاسسسس حجم الى عملتوه فيااااااا
نظر لها قال-ازاى قلبك طاوعك تعملى كده، ازااااي
-ادم
-ازاااااي قادره تحلفي بحياتى منغير اى اهتمام فى سبيل انك تحميه... ازاى استحملتى تشوفينى وانا قاعد معاه وبكلمه زى المغفل وده الو.سخ الى قت،لنى فى ضهرى فى غياببببى
صمتت والدموع تسيل منها، قال ادم
-وصل بيكى تعملى فيااا كده... ده كله عشان ابنك تعملى فيا انااا كدهههه...اتكلمممى.... حد يرد عليااا.... لى عملتى فيا كده
استمرت فى صمته فدفع ادم بالشاشه ارضااا وهو يصرخ
-ااااااااااههه
صار يكسر فى كل شيء امامه قال-منكو لله
مسك راسه من حجم تراكمات الذى حلت عليه ولم يعد يتحمل قال
-عملتو فيا اييييه.... وصلتونى لايييه
كان وصل لاشد قهرته واعظم قهر هو قهر الرجال،اقتربت عبير منه بحزن وقلبها يتمزق من اجله قالت
-ادم...أنا اسفه...والله مكان قصدى اعمل فيك كده
-طلقتها
نظرت له قربت منه وحضنته بحزن وكأنها توقعت حدوث هذا فهذا انسب حل لانتهاء هذا الدمار لكن هنا سيحمله شخص واحد فقط، ابعدها ادم عنه غيرر متقبل هذا الحنان الزائف وقال
-اخرجى... اخرجى من هنا
-انا اسفه
قالتها لاخر مره وقامت بحزن وسابته بتنزل دمعه من عين ادك وياخد تليفونه ويعمل مكالمه بدون اى مقدمه لحد مجاله الرد
-اى يا ادم فينك ده كله، أسبوعين محدش يعرفك عنك حاجه فيهم زيادة الاجازه ف المصنع متوصلش لكده واتحط عليك جزيه وانا حاولت اتواصل معاك مبتردش
-لسا السفر موجود
صمت شريف مم نبرة صوته وسؤاله قال
-قصدك روسيا، عايز تروح هناك بس انت رفضت و
-انا موافق، موجود ولا وظفتو حد
-هما للاسف وظفو حد
صمت ادم قال شريف- بس فى قبول تكون هناك لانهم لسا طالبينك، شوف هتاخد وقتك تنقل حاجتك ا...
-اقرب طياره هكون فيها
اتفجأ كثيرا منه ابتسم
نزلت عبير لاسير الى لا زالت تبكى فحزنت عليها قالت
-خلتيه يطلقك ليه، انتى وهو مش هتعرف تعيشو بعيد عن بعض
-هيعرف، هو هيعرف لأنى انا إلى هكون صعب يعيش معاها
-ده الكلام الى وهمتى بيه لنفسك
-دى الحقيقه ان حياتنا بقيت مستحيله، أنا مش هعرف اكمل مع ادم مش هعرف اكون معاه ولو لسا بحبه وهو كمان كذلك
-ادم بيحبك اوى يا اسير بعدك عنه صعب
-بس مش مستحيل
نظرت دموعها قالت- كفايه اوى لحد هنا، لا عاصم هيسيبنا ولا هو هيستحمل الدمار الى هيحصله لو عاصم نفذ الى ف دماغه
-انتى سمعتى كلامه
-سمعته
-وهتعملى اى ف الى ف بطنك
-هنزله
نظرت لها بشده قالت- عاصم مش هسكت
-وانا مش خايفه لانه هو الى هيخاف ع نفسه لو فضحته... هو هدد ادم مهددنيش انا
رفعت عينها فالت-هو بيتعامل مع واحده ميته معندهاش حاحه تخسرها
فى الصباح عاصم قال ف التليفون-بقولك مش هعرف أنزل... مش هعرف شوف اى حديكمل حوار العقود دى
عماد-انا عرفت انك خرجت من المستشفى يعنى سليم
-تحب ابعتلك تقرير كشف المستشفى... أنا مش هعرف اكمل
-طب تعالى المكتب عشان عايزك... حاول وخد تاكسي بدام السواق مينفعش
قفل عاصم بضيق وبص لزراعه المكسور الذى لا يزال يتألم فاجعة المه المميت، نزل بس راح عند امه الى كانت صاحيه فكيف يهمد لها نوم
قال-اسير هنا
نظرت له بشده قالت- انت عرفت منين انها نزلت
-ماما.. اسير فين
-خرجت
-خرجت؟! خرجت راحت فين
-المستشفى
نظر لها بشده قال-لى
-انت عارف طويس
سكت مستوعبا الامر بصتله عبير قالت- لو قدرت تمنعها اعملها.. اسير مش هتهدى الا لما تنزله... وشوف تهديدك هينفع بس مع ادم ولا معاها هي
مشيت بضيق سكت وكأن اسير بالفعل كانت محقه انه كان يريد أن يخبر ادم انه سيخرب حياتهم لكي يأخذها لا يزال حقير ويطمع بها
فى المشفى قالت الدكتوره-حضرتك متأكده بالى هتعمليه
اسير-قولتلك انا وجوزى رفضينه
-وانتى مش عايزاه.... ف ناس بتتمنى ضفر من العيل ده راجعى نفسك
حاولت تتمالك نفسها لانها وادم كانو كده لان الامر اختلف قالت
-بسرعه ارجوكى
تنهدت قالت - غيرى لبسك هنعمل كشف طبي وبعدها نبدأ الجراحه
بتلبس هدوم المستشفى البيضاء. عينيها مطفية، مفيهاش نور، كأنها ما بقتش هنا.. ولا هناك.مش مصدقة إنها فعلاً واقفة في المكان ده، في اللحظة دي، بتستعد لقتل حياة.. حياة حرمها ربنا، لكنها مش قادرة.. مغلوبة على أمرها، حتى الأمومة.. الإحساس اللي بيقولوا إنه غريزي.. مش حاسة بيه. اللي جواها مجرد "شيء"، بيكبر معاها، بس مش حاساه جزء منها.
دخلت أسير على سرير الكشف، فحوصات، رسم قلب، تحاليل مناعية، والسكون حوالين الكل كأنه بيحضّر لقرار بيغير مصير.
ولما خلصت كل حاجة، بدأوا يجهزوها تدخل غرفة العمليات…
لكن قبل ما تخطو، وقفتها الدكتورة، بنبرة مش معتادة، وقالت:
– "أنا آسفة… مش هقدر أكمّل العملية ليكي."
أسير – بصوت مصدوم:
– "ليه؟"
الدكتورة – بعين مليانة قلق:
– "التحاليل بتقول إن في خلل كبير في المناعة… جسمك ضعيف جدًا، وأي تدخل دلوقتي ممكن يسبب لك مضاعفات خطيرة…
الموضوع فيه تهديد حقيقي على حياتك."
أسير بصّت لبطنها، الأرض، السقف، وكأنها بتدور على مخرج من دوامة… قالت بهدوء:
– "يعني حياتي مرهونة بيه."
الدكتورة – بألم في صوتها:
– "آه…
جسمك مش مستعد لأي تدخل جراحي دلوقتي… الحمل في وضع خطر، لكن إنهاءه كمان أخطر.
الطبيب المعالج نصح نأجل القرار… ونقوّي جسمك، ونتابع الحالة لحد ما نقدر ناخد خطوة محسوبة."
أسير – قاطعتها بصوت ثابت:
– "أنا قررت… كمّلي."
الدكتورة – بصدمة:
– "إيه؟!
أنتي بتوافقي؟!
أنا بقولك إن فيه احتمال كبير حياتك تتعرض للخطر!!"
أسير – بصوت مبحوح:
– "نزّليه… أنا عارفة أنا بعمل إيه."
الدكتورة سكتت لحظة، ووقفت قدامها بكلمات تقيلة:
– "انتي مش فارقة معاكي نفسك؟"
أسير ماردتش…
والدكتورة بصت لها بحزن،قالت-مش هينفع لا انا ولا دكتور تانى هيكمل لان كده خر.ق قانون زى ما قولتلك انا كده بنهى حياتك يعنى بقت.ل وانا عندى سابق معرفه بحالتك وان العمليه مو.ت
-يعنى اى مش هتكملى
-– "يمكن ده مش عقبة… يمكن ده رسالة من ربنا.
يمكن الحياة اللي جواكي دي سبب في نجاتك، مش نهايتك.
فكّري تاني… ما تظلميش نفسك."
عبير قاعده بتبص للباب اول ما اسير جت وشافتها قامت وكأنها عارفه اين كانت نظرت لها قالت
-عملتى
مردتش عليها ودخلت الاوضه بصتلها عبير قالت
-اسير،العمليه....
-مرضيتش تعملها...
نظرت إليها فالت اسير- قالت إن خطر ع حياتى وانى همو.ت معاه
نظرت لها عبير نزلت دموع اسير قالت- مش راضى يسيبني... الندبه مش هتروح غير بموتى
عبير بتبصلها بحزن شديد مبين الاتفاق والانكسار انها اصبحت كالمقتو.له كيف وصلت لهنا كيف ال الامر بيها لهنا
سمعت صوت خطوات بتبص لقيت عاصم سبب المصائب كلها سبب الكارثه الذى حلت عليها بص لأمه الى قالت بغصب
-انت اى الى جابك هنا، اخرج فورا من الشقه دى
-ماما... اسير نزلته
نظرت له ببغض قالت- لا، معرفتش ولا هتعرف...ف خطر عليها
نظر لها عاصم قال- يعنى لسا عايش
نظرت له عبير من تلك النبره قالت- عايز اى يعاصم
-انا كنت ع الباب لما سمعت ادم بيطلقها، اسير دلوقتى بقيت حره مش كده
-عايز اى ما تتكلم
-مش هسيبها، هصلح غلطتى..هحاول أصلح الى عملته
-انت مش بتحرم
-مسيتى انها المفروض تكون مراتى... لورا الى عملتيه مكناش هنا وهفضل اقولك كده دايما، انتى السبب لانك جوزتيهاله وعارفه انك لتخلقى ثغره بينا وان اسير خبى من زمان
بصلها عاصم قال- لو مكنتش اتجوزت مكنش طل ده حصل وكنت رجعتها ليا
راح عند اوضته وقفته قالت- اياك تروحلها كفايه حرام عليك
ساب ايدها ولم يستمع لها وراح عند اسير دخل لم تنتبه له ولم تنظر إليه كان دموعها جافه هائمه فى الفراغ
عاصم-اسير
لم تلفت إليه اتقدم وقعد على الارض قدامها قال- عارفه انك كرهانى ومش كايقه تشوفى وشي، عارف انك عايزه تمو.تى نفسك فى سبيل انك تخلصي منه
لم ترد عليه وهى بصاله وحجم التشوه الى بقا فيه وكيف ادم جعله جثه معاقه
بصلها عاصم قال- بس ف حل تانى وهو نتجوز...اتجوزنا يا اسير وهنسافر بعيد لحد ما تخلفى ونرجع وقتها محدش هيتكلم... شهور عدتك تخلص بزبط ونكتب كتابنا
مسك ايدها وهى صامته رفع عينه ليها قال- ده كان المفروض يحصل من ومان، كنا المفروض انا وانتى نتجوز ودى تكون حياتنا... كل حاجه هتمشي صح اوعدك والأمور هتتظبط... ادينى فرصه
قرب منها وهو عند رجليها قال- هخليكى تحبيني تانى، هنسيكى كل حاجه.. هنعيش انا وانتى وابننا... عارف انى غلطت غلطت كبير بس انا قادر انسيكى... فرصه لعلاقتنا تانى
-انت هتتجوز
نظر لها حين قالت ذلك وافتكر ربتاج بالبدون تفكير- هفشكل، أنا عايزك انتى بس وهكتفى بيكى مش هتكونلى زوجه غيرك... أنا بحبك من زمان وانتى عارفه ده يمكن غلطت وضيعتك من ايدى بس مش هضيعك تانى... بس انتى وافقى اوعدك انك كل هتتصلح فكرى ف نفسك وف ابننا لو جه واحنا لسا متجوزناش.. انتى مش هتقدر تستحملى نظرات الناس أو يكون مش معترف بيه... جوازنا الحل والحيد يا اسير
صامته هي تنظر إليه وكأن لها حق الاختيار مسك ايدها قال
-تعالى معايا
ادم نازل على تحت بيدخل عند امه الى بتشوفه بتتفجأ بشده قالت بقلق
-ادم
-اسير فين
بتسكت بص ادم على الاوضه وكأنه لم يستطيع تركها اكثر من هذا لقد كان ينتظر الى ان تهدا انه لا يستطيع تركها حزينه منه، قلبه يؤلمه منذ البارحه..
راح فتح الباب بس ملقاش حد قال- هى فين
-اسير
-اسير فييين
-انت مش طلقتها
نظر لها من ما تعنيه قالت عبير- لسا بتفكر فيها ليه يا آدم خلاص بقا ا...
-خلاص اى اسير فين بقولك
-فوق
تعجب فهى لم تأتى إليه قالت عبير- فوق مع عاصم
انصدم بل احس بصاعقه تنزل فوق رأسه وعينه حمرت غضبا ولسا بيخطو برجله
عبير- هى الى طلعت معاه با ادم.. عاصم خدها يوريها حاجه وهي طلعت معاه
-انتى كدابه
-هيتجوزو
بقع الجمله هنا ع ثقله
عبير- اتفقوا انهم يتجوزو وعاصم هيتكفل بيهم
كأنها بتجمعها هى والطفل وادم فى صدمه كبير قال
-مستحيل.. هتتجوزه ازاى.. انتى بتكدبى
-غصب عنها يا ادم
-غصب عنها، تتجوز الل قت.لها وعمل فبها وفيا كده.. اكيد هددها عملها حاجه
مشي بغضب قالت عبير-ادددم
عاصم بيدخلها الشقه وهى تسير صامته لا رأي لها كأنها مومياء لا تتحرك سوى بتعليمات
عاصم-الشقه لسا زى ما هي... ما اتغيرش فيها حاجه ومدخلتش هنا واحده غيرك حتى ريتاج مدخلتش هنا
كانت صامته اخذها الى المطبخ قال-فاكره... هنا... انتى الى اخترتى هنا كل حاجه عشان هيكون مطبخك انتى بس
ادم بيوصل على الشقه وحالف بكسرها بس بيقف لما يسمع صوتهم
عاصم- اخترنا كل حاجه هنا انتى اخترتى كل حاجه، أوضة نومها انتى اخترتها حته حته حتى السرير
دمعت عينها قرب عاصم منها رجعت لورا
عاصم- حبنا هيكبر اطتر واكتر يا اسير، جوازك كان غلطه واحنا دلوقتى بنصلحها
ادم بيحس بنار فى قلبه نار ليس لها نهايه من الى بيسمعه وهما بيتكلموا عن حبهم
عاصم- كل حاجه هتتصلح طول ما انتى معايا
بيجمع قبضته وحريقه بتاكل عينه مش مصدق انهم بيفتكر حبهم دلوقتى بيبص للشقه معقول طلاقهم كان سبب انها تروحله، هل تلك الليله بادلته ولو بقليل هل خانته.. انه يعلم انها كانت تحبه معقول حبهم لسا مستمر، شافته انسان فاشل مش بيخلف ولما لقيت نفسها حامل راحت تبنى عيلتها... هل كان مغفل لهذه الدرجه.. معقول فعلا به اسير ذاك... معقول اتعرفت للخيانه من أخوه ومراته... مستحيل... اسير.. اعين الحب والكسره فى عينها من كلامه هل كانت تحجج لتتركه هل فعلت كل خذت ليطلقها وتذهب إليه
بيرجع لورا ورجليه كأنها بتدوس على شوق بيألمه وبينسحب من هناك وينزل على شقه وهو مصدوم والحزن والقهر مالى عينه
-لى..لى تعملى كده
زق الترابيزه جامد بتقع وتنكس.ر لميت حته
عاصم بيسكت لما يسمع الصوت نظرت اسير للاسفل لان الصوت ده جه من شقة ادم بتقلق وقبل ما تتحرك خطوه
عاصم-اضحكى
نظرت إليه مسك ايدها قال- اضحكي مش فرحانه انك معايا
بتبصله قرب منها قال- نسيتى حبنا كنتى مستعده تعيشي معايا ف اى حته..، كنتى بتنبهرى بيا دايما
-مش هقدر
نظر لها من الى بتبعد عنه وتمشي مسكها جامد قال-هتقدرى يا اسير، بصى لشقتك انتى هتعيشي هنا
بتنفى له بيقربها منه قال- اضحكي احنا هنبدأ خطوه لحياتنا جديده، اضحكى
-ابعد عنى
-اضحككككى بقولككك
عينها بتدمع من بخوف وهى تنظر إليه بشده قالت
-سيبنى ارجوك
-فى لحظه فكرتى فيه، اى عايزه تعذبيه ويكمل معاكى.. أنا بساعدك وهخليه يعرف انه هو بقا الطرف التالت
نزلت دموعها قرب منها جامد ارتعشت من قربه قال- اضحكى بقولك لو عيزانى ابعد عنك اضحكى
صارت دموعها تنزل وهى تبكى قال عاصن-على صوتك....صوتك يعلللى
كان تبكى ولا تنظر إليه وتغمض اعينها بحزن وتقهق ببكا
ادم فى حالة من الحزن طلعت عبير ليه بقلق قالت
- ادم... مالك
بنلاقى كس.ر الترابيزه بصتله بقلق قالت- ادم...
-انا اتخانت
نظرت له جمع قبضه بقهر قال-انا خدت اكبر خيانه فى حياتى
قربت عبير منه قالت- انا اسفه... اسفه ليك اوى
بيصدر صوت بيقف ادم ويسمع صوت أسير صوت عاصم واسير هو الى لأحظه لانه كان غريب لكن اشبه بالضحكات، تحجر فى عينه دموع وبصتله امه بشده بقلق
بيمسك ادم راسه وكأنه بيسد ودنه عن صوتها وهى بتضحك معاه قلبه بينهشه وخنجر بيمز،قه
ادم بضعف-سكتيهم... خليها تسكت والا النهارده هق.تلهم.... هقت.لهم الاتنين
بص لايده وعينه مدمعه قال-هقت،لها لو مسكتتتش
بتيجى فى مخيلته تلك الفتاه الى كان بيعشقها فى صغره الذى كبرت بحبه وتزوجته والان فى حبها مع اخيه، ان كانت خاينه بالفعل وشاركته هل يقت،لها هل ينحر عنقها لشر،فه.... اسير.. فتاته... واسيرة قلبه... هل يقت،لها
دموع بتنزل من عينه فعقله يذبحه وقلبه ضعيف، ضعيف وعاجز عن اخذ روحها بيديه
بيسمع صوتها قام قال-مش هقدر اعقد هنا... مش هقدر استنى هنا أكتر من كده
دخل لم هدومه عبير بصتله بشده قالت-رايح فين يا ادم
-هسافر.. لو قعدت أكتر من كده...
كبح غصته وهو بيلم أغراضه بصتله عبير بحزن قالت
-هتسافر فين يا ادم... رايح فين وسايبنى
بيبصلها نظره قت،لتها قال- مفيش حاجه انا سايبها، مكنش ليا حد هنا من الأول
نظرت إليه بيعمل مكالمه سريعه قال
-هات عربيه، لحد المطار... دلوقتى، مش هستنى هروح دلوقتى
اسير بتبعد عنه قالت-سيبنى.. سيبنى بقاا
-زهقتى تشوفى شقتنا بالسرعه دى.. زهقتى منى يا اسير
كانت لا تنظر إليه وتتعشى خوفا عذابا من وجوده معاها بيمسك ايمه ويحطها عند صدره بتسجبها لكنه بتطبق عليها جامد قال
-انا لو مكنتش عايز هعمل كده.. بصى لحالى بصى لحد النهارده كل الى بهمنى هو انتى
نفيت له بصلها قال- مش مصدقه.. بعد الى عملته مش مصدقه.. حتى ريتاج.. ريتاج كانت علاقه عامه عشان اوصل.. لى مصبرتيش كنت هتجوزها واوصل بعدين اجيلك.. اجيلك وتتجوز عن حب بس اكون اتملكت.. لا هي ولا ابوها هيفرقولى..
نظرت له بحنق قال عاصم-انا بنجح وكنت هنجحك كعايا.. مش انا عاصم الى بتفتخرى بيه دايما..مكنتش هجبلط بيت لا كنت هجبلك فيله بس اصبري عليا.. زى ما خليتك تحملى منى هديكى كل الى اتحرمتى منه وانتى معاه
-ابعد
-لى ابعد عنك.. عشان تنزليله.. عايزه تلحقى بيه باي طريقه.. خلاص يا اسير اعرفى انا وانتى قدر بعض
ادم بيخلص حاجته ويقف عندصوره على الكمود، صورته هو واسير ف يوم فرحهم، ذلك اليوم الذى كان يظنه ذاكره ستخلد فى عقولهم لحد كا يموتو لكن لكن الآن سيتركها خلفه
بيسيبه مكانه وياخد شنطته وياخد وعبير بتبصله لم يودعها لم يعانقها لم يفل لها اى جملة وداع، قالت
-ادم.. هترجع امتى
وقف معطيا ظهره لها قال
-مش هرجع، البلد دى اتمنى مرجعلهاش تانى
-مش هتيجى تشوفنى يا ادم... لما اموت مش هتيجى تدفني
صمت والغصه فى حلقه والاعين منكسره قال
-ساعة الموت ممكن ارجع
وكأنه يخبرها انه لن يعود وان هذه آخر مره ستراه بتجرى وعليه وتحضنه بشجن قالت
-متسبنيشد حقك عليا.. هخلجهم من هنا.. هيعيشو بعيد بس انت خليك جنبى
بينزل ادم ايدها ولم يبالها العناق مما قهر قلبها
عبير- متغيرش رقمك... ارجوكى ممكن يكون الحاجه الوحيده الى اعرف اتواصل معاك بيها
بياخد بعضه ويمشي ولم يعطها كلمه واحده
اسير بتزق عاصم لكنه قربها قال- مش عايزه توديعه، رحلته بعد اربع ساعات
نظرت إليه بشده بيصدر صوت بيروح عاصم ويتفجأه لما شاف عربيه متأجره تحت واستغرب بس من الواضح أن ادم رحلته لانه لم يستطع سماع صوت حبهم
اسير بتجرى ع الشباك لكن عاصم مسكها قال-راحه فين هترمى نفسك كده
بصيت لاسفل بشده قرب عاصم منها قال- هيمشي بدرى
بتدمع وتشوف فؤاد نازل من السياره وانه هيرافقه وبعد ثوانى بيتفتح وبيخرج الباب وعين اسير بتلمع وهى تنظر إليه
عاصم بيقربها أكتر عينها بتنزل دموعها قالت-ابعددد
-شششش عايزينه يمشي وهو عارف انك فرحانه
نفيت له وهى بتبص لادم ودموعها بتنزل ولا ترى منه سوى ظهره، بياخد فؤاد منه الشنطه وهو صامت وبيحطها فى العربيه
كان ادم واقف لم يلتفت الى المنزل ا الى الشارع المكان هنا ندبه كبيره ف قلبه، بيفتح باب العربيه ويقف قليلا بتشوف اسير وشه وتنهمر دموعها قالت
-ادددم
عاصم قرب منها وهى بتترعش خوفا ووتبكى قال- خلاص
بتزقه وهى منهاره لكن من البما عكس ما فهم ادم ان صوتها لم يكن سوى صوت تعذيب صوت انهيار اجبرها عليه وبتبصله بمنجاهاه... ادم.... ادم بصلى ارجوك متمشيش لا
بيلف وشه وكأنه يريد أن يتطلع إليها لعلها تنظر إليه
اسير وهى منهاره وتترجاه "آدم متسبنيش، متمشيش وتسبني مع الوحش ده
بيحط فؤاد ايده على كتفه نظر له ادم بيفتحله باب العربيه على آخره بمعنى يدخل وميبصش وراه، ركب ادم بالفعل نظرت له اسير ودموعها تنزل "آدم لااا"
بيركب فؤاد جنبه ويقفل الباب ويقول لسواق يمشي وتمشي السياره قالت اسير
-ادم لااا
كان صوتها ضعيف راجى لتبتعد السياره بكيت بانهيار ورعب
-ادم ارجع...متسبنيش هنا لوحدى... اددددممم ارجعععع ارجووك.... لا...
بتنهار كلماتها الى ان اختفت السياره من امام اعينها واتخفى آخر ظل له لتساقط دموعها بانهيار-ارجع ارجوك.... ادددم
سقطت دموعها كالشلال وهى تنظر وكأنها ظنت انه سيعود ظنت انه. سيركض عائدا لها لكن لم يحدث هذا
مسح عاصم ايده على شعرها قال-بس خلاص
كانت صامته ودموعها بتنزل بصمت وحزن قاهر وهو بيربت عليها قال
-كان لازم ده يحصل....
مان صوته فى حزن خفى قال- وجوده عذاب ليه
لم تفهم ذلك الوحش من خلفها لكن ما رأته هي قطره ماء تسيل من عينه وكأنه يدرك انه فقد نصفه الآخر كما كان يلقبهم الجميع، لقد فقد اخاه الذى قت.له.. فقده الى الابد... ها هي الآن معه وسك الخر.اب الذى احدثه.. لا تتقبله وتر،تعب منه، تبكى منهاره لفراق حبيبها الحقيقة التى لا تريدها وانجبرت عليها، القدر الذى استطاع فعل كل هذا بهم ماذا سيكون القادم.. هل سينتنى أمرها أسيره مع عاصم للأبد... هل ستراه مجددا، اين ومتى.. سنه.. سنتين..ثلاث.. ام خمس سنوات، ام انه لا يوجد لقاء اخر
فى السياره على الطريق وسط ظلمات الليل لا ينيره سوى اصابيح الطريق، كان الصمت مريب فؤاد ينظر الى ادم من وقت لاخر وكأن هناك ما فى جبعته يريد التحدث بها
وصلو الى المطار وترجل ادم الذى ابرزت من شعره بعض الشعيرات البيضاء برغم صعر السنه الذى لا لم يتخطاه الثلاثيني، ف حزن الرجال يجعلهم اكثر شيبا
حمل فؤاد الحقيقه بدلا منه أخذها ادم لكن فؤاد اشتد قبضته قال
-معلش خلينى اشيلها بدالك واوصلك لحد جوه
-لسا الطياره قدامها ساعتين
-يبقا هستنى معاك
على المقعد بعد إتمام كل شيء وتم اخذ الحقيبه لوضعها مع بقية الاشياء
فؤاد- انت كنت واخد التأشيره فعليا
-المكتب هو الى تمم كل حاجه بدرى ظننا انى هطلع بعد اما كنت رافض، الى كان فاضل بس اجرأتها هي
نظر إليه قليلا قال- اطلقتو
نظر إليه من معرفته قال فؤاد - شوفت عاصم من ٣اسابيع داخل عند مأذون كنت رايحله فى قضيه، ولما سألته طلع طالب عقد جواز باسمه واسير
لم يتحدث لكن بالنظر خلال المده فقد جعلت كل شيء واضحا
ادم- مقولتش لى لما كلمتك
-قولت هسالك لما اشوفك لكن اختفيت من ساعة مجيت
لم يرد عليه وكانه يشك انك كمان متواطأ فيما حدث وخبأ عنه، الثقه!!..الثقه باتت ممحيه.. انه يرى الناس بأعين الجحيم الآن
احتل الصمت الجلسه وعقارب الساعه تداخل مع بعضها الى ان صدر صوت
" على الساده المسافرين لرحله رقم ٥ التوجه إلى الطائره"
لا يزال هنالك نصف ساعه لكن لإنجاز الامور وقف قال
-روح يلا
فؤاد- شكرا انك خليتني اوصلك من البيت.. لو مكنتش اتصلت بيك كنت هتسافر منغير ما اشوفك مش كده
نظر ادم إليه صافحه فؤاد وعانقه كنه ظل واقفا متصلبا نظر إليه ربت عليه
ليبتعد قال- لما توصل طمنى
- موعدكش لأنى همنع تواصل عن البلد دى
نظر إليه قال- بلاش لما توصل ف اى وقت ه
قررت تتنازل انا هكون مستنى مكالمتك
لم ينفي له لكن اومأ إليه وانطلق نداء ابتعد ادم عنه وذهب متقدما من آخر خطوه ليقف عند مقر التفتيش يتحسسه جهاز أمني ليشير له بالدخول
فؤاد-مع السلامه يا ادم
التفت مغادرا بعدما تأكد من ذهابه وانه عبر اخر خط له
تخطى ادم الكشف والتفت ليرى ظهر فؤاد يبتعد عنه -سلام يفؤاد
لم يعلم بانه سيكون وداعهم على الاخيره نظر امامه شاقا طريقه دول ان يتطلع خلفا، صعد على متن الطائره واخذ مقعده بجوار النافذه، المضيفات يتأكدن من أشغال المقاعد ويخبرهن بوضع الحزام لتأكد من لحظه الإقلاع بسلامه، سحب السلم وانقفل الغطاء لتتحرك الطائره وتقلع م على الارض
كان ينظر الى النافذه بل الى ارض والى البلاد الذى ترعرع بها وتمسك بها برغم عد مساندتها له انه الآن يعهدها انه لن يعود
صوت الهبوط يصدر فى أنحاء المطار فى تمام الساعه ١١ ونص صباحا كان ادم بياخد شنطته من ضمن المسافرين الذى انتهت رحلتهم للتو، بيخرج بطاقه عنب كانت معاه وهى مقر الشركه لكن اللغه كانت روسيا
صدر صوت من هاتفه نظر كانت رساله من شريف
"خرجت من المطار ولا لسا"
تنهد ومشي بيخبط فى حد ماشي بسرعه كان هيقع لكنه مسك ايده. لقد كانت يد ناعمه ليجدها فتاه ذات الشعر الأسود الفحمى تضح كاحلا باعين حاده جذابه ترك يدها واعتدلت هي قائلا
- Извини عذرا
لم يرد عليها ليس لانه لم يفهم بل لانه لا يهتم وذهب كلا منها فى طريقه مستعجلا وتكمل الاخره مكالمتها، توقف ادم لوهله حينما رأي شيئا على الأرض، خدها وكانت بطاقة بنك
بص لتلك المرأه الذى استصدمت به فهل وقعت منها لكنه لم يجدها فلقد اختفت تماما، رجع وبص لتلك البطاقه كان الاسم باللغه الانجليزيه
- كلارا
كان هذا اسمها
↚
كانت ريتاج مقابله عاصم بحماس وقلق قدام عاصم قال- لى نزلت لسا تعبان ازاى تخرج
-محتاج اتكلم معاكى بخصوص الجواز
ابتسمت بسعاده قالت– بجد يعاصم ف حالتك دى هنتجوز، أنا خلاص قررت ألبس فستان أبيض بسيط،زي ما بتحب…وهنعمل فرح صغير،بس فيه ناس قريبة مننا،وأنا…أنا مستنيا اللحظة اللى هبقى فيها مراتك قدام الكل."
عاصم كان ساكت،نظراته مش موجهة لها– "ريتاج…أنا حاسس إننا اتسرعنا."
بتبتسم قالت– "بتضحك عليا صح؟"
بس عاصم بص لها،بعين مفيهاش هزار،وقال بهدوء:
– "لا، أنا بتكلم بجد…حاسس إن إحنا مش مناسبين لبعض."
في لحظة،الفرحة طفت من وشها،وعينيها بدأت تدمع من غير ما تحس،
– "يعني إيه…؟أنا…عملت حاجة زعلتك؟"
كانت بتحاول تفهم– "أنا غيرت لبسي عشانك…وعدلت طباعي،وهغير أي حاجة تانية بس قول…قول عايز إيه؟"
عاصم سكت،قربت منه قالت– "هو بابا زعلك؟
قالك حاجه؟"
هز راسه بالنفي:– "لا، مفيش حد زعلني…"
– امال ف اى... "يبقى عشان أسير انا اخر مره اتكلمنا وكنا كويسين، أنا،أنا بس بغير منها،بس والله بحبك…قولي أعمل إيه وأنا أرضيك؟"
–متعمليش حاجه انا بقولك مش عايز اكمل
-يعنى اى مش عايز يعنى اى دلوقتى تقولى مش عايز يعاصم
بتعيط قدامه قال– "طب…متسبنيش…أنا بحبك بجد…كل ضعف شفتني فيه كان عشان حبي ليك…أنا بتغير، بحاول أصلح الغلط…صح، علاقتنا بدأت غلط،بس ده مش معناه نرميها ونبدأ من الصفر من غير بعض…"
-بقولك مش عايزك، خلاص مينفعش.. ده نصيب انتى تشوفى حد غيرى احتا ش لبعض يا ريتاج افهممى
-عاصم
-انا اسف بس انا مبقتش قادر اكمل دى الحقيقه
-كتت بتحبنى، اى الى حصل
سكت تنهد ومشي وسابها عشان دى الفرصه الى هيخلي اسير تثق فيه وتتجوزه وتحبه من تانى
في بيت توفيق، في الصالون، كانت ريتاج قاعدة على الكنبة بتعيط أمها قاعدة جنبها بحزن
توفيق-متقولش ف اى ياريتاج، اتخنقتة
شيرين– بالراحة يا توفيق… مش شايف البنت مكسورة إزاي؟
ريتاح ما قدرتش تتماسك أكتر، وانهارت فبكاء أعلى، جسمها بيتهز من العياط.
قالت بصوت مكسور:– عاصم… عاصم سابني يا بابا.
اتسعت عيون توفيق:– سابك؟! يعني إيه سابك؟ انتي عملتي له حاجة ضايقته؟ في حاجة حصلت بينكم؟
هزت ريتاج راسها بسرعة، دموعها غرقاها:– أبداً والله… سألته كذا مرة ليه بيعمل كده لى، مردش… قاللي “كل واحد يروح لحاله” ومشي.
نطقت بالكلمات وهي بتشهق من البكا:– أنا مش فاهمة ليه… فرحنا كمان شهرين!
– يعني إيه كل واحد يروح لحاله؟!فيه أسباب؟ حصل خلاف؟ انتي متأكدة إنه مفيش حاجة؟
هزت راسها:– والله العظيم يا بابا معرفش حاجة… قاللي إنه مش مستريح،وإنه نصيب.
– يعني إيه نصيب دلوقتي؟!نسي النصيب ده وهو جاي يطلبك؟ نسيه وهو واقف قدامي وبيقول عايز بنتك ومستعد يعمل كل حاجة؟نسيه لما وافق على كل حاجة طلبتها يا ريتاج؟دلوقتي بقى فاكر النصيب؟!
ريتاح دموعها بتزيد– يمكن… يمكن المصاريف زادت عليه يا بابا…أنا طلبت حاجات كتير وانت كمان ما قصرتش، يمكن هو اتكسف يقوللي...أنا عارفة عاصم بيحبني…بس مش فاهمة إزاي فجأة يقوللي "كل واحد يروح لحاله"، كده من غير سبب!
توفيق نفخ بغيظ وحاول يتمالك أعصابه، قرب منها وقال:– ولو ده فعلاً حصل…يبقى أنا عملت كده عشان أأمن مستقبلك، عشان متبقاش بنتي لعبة في إيد حد.اللي يتلخبط ويسيبك، ممكن يغدر في أي لحظة…أنا أبوك، ومينفعش أكون ساكت لو حد بيوجعك.
شيرين– أبوكي معملش حاجة غلط يا ريتاج، أي أب في مكانه كان هيعمل أكتر من كده.بيحاول يحميكي بطريقته.
ريتاح – بس أنا بحبه…أنا فعلاً بحبه… ووجعني إنه يبعد كده،كان غريب معايا من فترة، بس كنت بقول يمكن ضغط شغل أو حاجة،ماكنتش متوقعة منه كده!
توفيق- هكلمه دلوقتي، وأعرف منه إيه اللي حصل بالضبط،ولو فاكر نفسه هيسيبي بنتي كده من غير حتى كلمة مفهومة… يبقى غلطان.
ريتاح سكتت، وبصت لأبوها بعيون مليانة أمل وخوف،
توفيق قاعد على مكتبه، ماسك موبايله بإيد، ووشه متجهم.بيجيله صوت عاصم البارد– أيوه أستاذ توفيق، تحت أمرك.
– عايز أشوفك، ضروري.
عاصم (بعد لحظة تردد):
– تمام، نحدد مكان وأجيلك.
فى مطعم اتقابلو قال توفيق– معلش ملحقتش اجي اشوفك ف المستسفى كنت هجيلك البيت بس ريتاج قالتلى النضع مش احسن حاجه وخصوصا انى عرفت ان ادم سافر
سطت علصم عند ذكر اخيه قال-ادخل ف الموضوع علطول
-ريتاج قالتلي اللي حصل… بس بصراحة، لسه مش فاهم حاجة.فهمني، إيه اللي خلاك فجأة تقولها "كل واحد يروح لحاله"؟!
عاصم– قرار… خدته بعد تفكير طويل.
توفيق– تفكير طويل؟!وهي فين كانت من "التفكير" ده،إنت مش شايف إن القرار ده بيخصك ويخصها؟!مش من حقك تنهي حاجة زي دي بكلمة واحدة.
عاصم– مع احترامي ليك…اللي بيني وبين ريتاج حاجة شخصية.وده نصيب، معتقدش فيه أسرار.ولو كانت مش مرتاحة، كانت فسخت الخطوبة بنفسها من بدري.لكن ده قراري، وأنا شايفه صح.
توفيق– لما هي اللي تسيب، ده عادي!لكن لما إنت تسيبها يبقى ده غلط كبير لازم تتجنبه!
عاصم – أنا وريتاج قولنا الى عندنا.. لو خلصت كلامك، عن إذنك…أنا عندي شغل.
توفيق بص له وبيقبض ع تليفونه
فى فيلا الصالة ساكنة لكن مشحونة. ريتاج– طيب؟! اتكلم… قالك إيه؟! عمل إيه؟!هو زعلان؟! ضغط عليه حد؟! في حاجة؟!
توفيق (بحدة وهو مش بيبصلها):– كفاية… اسكتة انتي كل همك هو؟!هو اللي سابك من غير سبب، من غير حتى ما يبص وراه، وانتي واقفة تسألي هو ماله؟!
ريتاج (بصوت مكسور):– بس يا بابا… أنا بحبه.
توفيق -هو لا، عاصم كان عارف بيعمل إيه، وبيتكلم وكأنه بيقفل ملف قديم… مش سايب واحدة بيحبها! ولا فيه ضغط من حد ده قرار واخده كويس
ريتاج تسكت، ودموعها تنحبس في عنيها
شيرين (بغضب مكتوم):– يعني كده؟يسيّبها من الباب للطاق كأنها ولا حاجة؟
وإحنا؟!إحنا اللي وافقنا عليه ودخلناه بيتنا؟!دي إهانة لينا
توفيق (بهدوء غاضب):– أنا متأكد إن في حاجة…حاجه كبيره كمان
بيرن تليفونه مكالمه كان مستنيه رد توفيق – أيوه… عرفت حاجة؟
– أيوه يا باشا، عرفت حاجات كتير.
-اتكلم
-عاصم بقاله شهر ما بيروحش الشغل، وطلب كمان إجازة تمتد لتسع شهور جاية. قال إنه هيشتغل عن بعد، لأنه "في شهر عسل طويل".
توفيق (بدهشة):– شهر عسل؟! يعنى… اتجوز؟!
شيرين وريتاج يبصوا لبعض بسرعة
– لسه، بس رايح يتجوز. بنت اسمها "أسير".
توفيق بيقف مكانه مش قادر يصدق، وعينيه على بنته
ريتاج-مين الى اتجوز، ميين
. بيقفل ويقولها– أسير؟!مش دي مرات آدم؟!
ريتاج – أيوه… مرات أخوه.
توفيق– طلقها؟! إمتى؟!وازاى عاصم يتجوز مرات أخوه؟!
شيرين – هو… بيعمل إيه؟!
ريتاج واقفة، ملامحها مصدومة، بس مش بتعيط المرة دي، بتفتكر كل حاجه وكأن كل حاجه من ساعة معرفتها بعاصم وحبها ليه وبوسامته وكلامه الى اىىواحده تحبه بسببه، وبرغم انها عارفه انه هيتجوز كملت فى رغبه تاخده منها، كانو بيتكلمو بالساعات كان بيضحك عليها ويقولها انه معجب بيخا كان ف علاقه وناسه انه عمره محبها دلوقتي بيعمل فيا زي ما عمل فيها.
دموعها تنزل على خدها وهي مش حاسة بيها بس الفرق... المره دي أنا الطرف اللي اتخدع، بتفتكر لما كانت مع أسير بتحكيلها عن خلافها مع عاصم واسير بوديها نصيحه معقول كانت بتضحك عليها جواها، كانت بتمثّل عليها؟ حتى فى حب ادم كانت بتمثل عشان أنا أصدقها وأسكت وهى بتحاول ترجعه ليها
ريتاج– أسير... مستحيل... مستحيييييل...
تقع مرة واحدة على الأرض، مغمى عليها.
شيرين– ريتاااااااج!!
بتجري عليها، تقعد على الأرض وتهزها بخوف– توفيق! تعاااااال!
-------
فى أوتيل فى الساحل وبعد اما مر ٣شهور من اليوم ده.عاصم خلص إجراءات الحجز،طلع على أوضته اول ما فتح الباب، عينه وقعت عليها...أسير، قاعدة في نفس المكان اللي سابها فيه من ساعة،قرب منها بهدوء، وقعد جنبها فبعدت عنه فورا، القرب بتكرهك والهوى اللي حوالينهم بيخنقها
عاصم بص لها وسكت لحظة، وبعدين قال بهدوء— متخافيش... مش ناوي أقربلك، جايبك هنا علشان تولدي في مكان كويس، جو نضيف، ورعاية محترمة، وكمان عشان مختفى من اى كلام هيتقال فكان لازم ملعد ونرجع بعد مده بالطفل
سير ما ردتش، ولا حتى بصت ناحيته، عاصم كمل
— هنقعد هنا شوية...يمكن نبدأ من جديد.نكتب حكايتنا...فاكرة؟كنتي دايمًا بتحلمي إن شهر العسل يبقى هنا، في الساحل...كنتِ فرحانة بفكرة البحر والهدوء والشمس وانتى معايا
سكت شوية، مستني منها أي كلمة... بس هي فضلت ساكتة، وعنيها بتتجنب كل حاجة فيها هو كانها مش معاه
عاصم— مش يمكن... نرجّع شوية من اللي ضاع؟حتى لو لحظة حلوة... نتعلّق بيها.
وهنا بتقول بقوه — أنا مفيش حاجه ضاعت منى غير نفسي
عاصم وشه اتغير، كملت— وخليك بعيد ده كان اتفقنا
عاصم— أنا لسه مديكِ الأمان.
مردتش عليه بتجاهل لانه والأمان مش بيجتمعو ف جمله واحده
اسير— أنا عايزة أوضة لوحدي.
— أوضة لوحدك؟ ليه؟إحنا اتجوزنا خلاص يا أسير يعني... طبيعي نكون مع بعض.وبعدين مش هينفع اسيبك لوحدك لازم اكون معاكى
-الخاين دايما يخاف من عمايله بتعرضلها.. مش خايف عليا خايف حد يتهجم وانت مش كعايا
— آه...لانك مراتى ولازم احميكى
نظرت له من فوق لتحت وقالت-انا هعوز الحمايه منك إنت.. انت اكبر ضرر عليا، اللي خلاني كده... هو إنت.
- أنا جايبك هنا...عشان نحاول نحب بعض، مش نفتح دفاتر وجعنا.
— بس الدفتر ما تقفلش.وإنت مش أول صفحة فيه...إنت الجرح اللي اتكتب على أول سطر بعده.
سكت عاصم ونظر اليها من ما تقوله أسير قامت بعيد عنه، عاصم كان واقف مكانه، عينه عليها، وصدره بيطلع وينزل بالعافية.جمع قبضته في صمت، وكل حاجة فيه بتقول إنه بيغلي، بس مش عايز ينفجر.حاول يروق، ويمشي ناحيتها..
ولما دخل المكان اللي هي فيه بس سابت بينه وبينها مسافة متر كامل.
متر واحد... بس كان زي جدار.
بص لها، وابتدى يضايق— أوضة النوم جوه...
مردتش عليه ودخلت البلكونه وسابته عاصم وقف شوية مكانه،ةقال
— مش هتنامي؟الليل برد، وانتي...
لكنها فضلت ساكته متجاهلاه قال بضيق
— براحتك...
دخل الاوضه المكيفه نام ع السرير الناعم الى بيريح ضهره ولم يهتم بها
كانت قاعدة لوحدها في البلكونة،زى الجسد منغير روح، عينيها باثه للسما كانها شايفه شبح ما يحدثها، عينها زايغه فى الفرغ من يوم ما رحل،ومن يوم ما عاصم عمل فيها اللي عمله،وهي ما اتكلمت الضرباتبتيجى عليها بس،
ولا حتى فكرت تحس.كل اللي فيها اتحرق…الصوت، النظرة، النبض.عمتها كانت بتحاول تبعدها عن عاصم تحمي آخر حاجه سبها آدم ابنها ليها بس كانت عارفه إن مهما حاولت،بعد شهور العدة… هيتجوزها، وهياخدها ويسافر.كانت بتصبر اسير لكن اسير كانت مش بتكلمها
"كلي يا اسير عشان خاطرى بلاش تعملى ف فنفسك كده"
كانت عمتها اوقات بتنزل دموعها وهى بتعقد تكلمها وتنام غصب عنها ع نفسها من كتر السهر بس اسير عينها دايما مفتحه كأنها مش ف امان ومتعرفش هيحصلها اى لو قفلت عينها
كانت لا تأكل مش عشان مش عايزه تعيش بل عايزه الروح الى بتنبض جواها تمو.ت تحرمهم هما الاتنين من الاكل فينتهى بيهم بالمو.ت، لقد وصلت لهنا انها ستحرمه من حبل الغذا الى بيوصله عشان ميجيش هي مش أم…هي جثة،شايلة كائن مش عايز ييجي، مش عايز يعيش، مش عايز يُولد.مش لأنه "ابنها"،لكن لأنه امتداد لجريمة للي حصل فيها غصب،لكرهها،ولكُرهها لعاصم… وللي جابها لللحظة دي.كان نفسها تبقى ام بس دلوقتى كرهت الامومه وكرهت نفسها، كانت بتتمنى لو تقدر تقتله،عشان ما يفضلش ينهش فيها.
ليتها بس…بس تقدر تقتل اللي في بطنها،تخلص.مش عايزة حياة،
ولا جواز،ولا أمومة،ولا حتى نفسها.هي بس…عايزة تموت.
في اليوم التاني، عاصم صحى، بص جنبه ما لقاش أسير.لف عينيه في الأوضة بسرعة، مش موجودة.خرج يدور، فتح باب الحمام من غير ما يخبط، فاضي.
اتوتر معقول تكون هربت منه
مشي ناحية البلكونة، فتح الباب... ووقف مصدوم.أسير كانت نايمة على نفسها على الأرض، ملفوفة في شال، بردانة.قرب منها باستغراب وضيق،مجرد ما حست بيه، قامت تزحف لورا بسرعة، بعيد عنه.
زقف مكانه من رد فعلها، وقال: – إيه كمان؟ خوفتِ إني أصحيكي؟
ردت ببغض واضح: – بتعمل إيه هنا؟
قالها بحدة: – إيه اللي نايمك إنتي هنا؟ البلكونة دي شارع! حد ينام ف الشارع؟!
افتكرت ادم من الى قاله "طب احضنك ونعمل جو رومانسي زى ده ف مكان هاظى بس البلكونه الجيران كلها هتطلع تتفرج عليها"
دمعه من عينها نزلت عاصن-اسير مالك
بصت له بجمود وقالت: – الشارع أهون من أوضة تجمعني بيك.
اضايق من الكلام، وبص لها شوية،قرب منها خطوة، سكت،وبعدين لف وخرج من البلكونة وسابها.
أسير دخلت الأوضة، لقت عاصم قاعد على الترابيزة، الفطار قدامه، شاورلها بهدوء:– مستنيك… عشان نفطر سوا.
ما ردتش، وعدّت عليه كأنه مش موجود، وقعدت على الكنبة.
قال وهو بيحاول يهدّي صوته– بكلمك، تعالى كلي… لازم تفطري.
فضلت في صمتها،ضاق صدره، وقال بنبرة غضب:– إنتي مش سامعاني؟ قومي كلي.
– مش جعانة.
– أنا فاهم إنك مش بتاكلي لى… بس لو اللي في دماغك هتكميه وهتأذي ابننا،ساعتها هتشوفي مني شخص تاني.
بصت له أسير، بعين ميتة، وقالت– تهديدك ميهمنيش… أنا ميتة أصلًا
سكت عاصم لحظة، عينه علقت في نظرتها الباردة،
تنهد وقال بهدوء خافت:– مش هاكل… قومي كلي انتي،هسِيبلك الأوضة… ارتاحي.
وقام وسابها، وخرج وقف في البلكونة، بيدخن، وعينه على تليفونه.
بعدين بص لورا...أسير لسه قاعدة في نفس مكانها، ما لمستش الأكل.دخل الأوضة، قرب منها، وقعد جنبها.هي أول ما حسّت بيه، عدّلت قعدتها وبعُدت شوية.
تنهد وقال:– ليه ما غيرتيش لبسك؟ الجو حر... مش ملاحظة؟
ما ردّتش، شدّت على هدومها أكتر من انه بيبص عليها، عاصم حاول يتمالك أعصابه،قرب ولمس إيدها، وقال بنبرة حاول يبين فيها هدوء:
– مش ملاحظة إنك مافورة؟وإننا عرسان… متجوزين يعنى؟
-قولتلك ان العقد ده ملهوش اى تلاتين لازمه وان جواز مش هيتم الا بعد الخلفه
سكت ونظر اليها بصتله قالت-واحد زيك يعرف عن الدين اى
-مش مشكله هنتجوز بعد الخلفه عشان اعرف اسجله ولو عايزه فرح اعملك
مد إيده وسحب دراعها ناحيته.بس على طول، سحبته بسرعة، وقامت من جنبه وهي باصة له بخوف شديد.
عاصم بصلها من نفورها أسير كانت لسه قابضة على دراعها، ضامة زراعيها قدام صدرها، وعينيها فيه، بس النظرة فاضية.
هو لاحظ المسافة، قرب خطوة…وقال بنبرة بضيق– أنا مش بقرب عشان أضايقك… أنا عايز أحررك شوية من اللي إنتِ فيه.
– سيبني ف حالى، أنا كويسه طول ما انت بعيد
كتم أنفاسه وقال– لأ… ده كان زمان. دلوقتي إحنا هنتجوز، وحالك من حالي.
أسير سكتت، لا علّقت ولا غيرت تعبير وشها، كأن كلامه عدى كأنه مش مسموع.
قرب منها خطوة كمان، صوته واطي:– أنا هبقى جوزك… قدرك… وسندك.أنا اللي هكملك حياتك.
وهنا ابتسمت لاول مره بسخريه كأنه قال نكته– سندي؟وانت؟!
– آه سندك وانسي بقا عشانك وعشانى أنا مش هسيبك… هافضل جمبك بس طمنيني… وانسي كل اللي فات.
أسير رجعت تبصله، بس المرة دي بعين ميتة تمامًا نظرتها فيه نار، مش غضب… لا، ده قرف.
– إنت معندكش دم؟!
أسير كملت بنبرة كلها اشمئزاز:– عملت كل حاجة وسخة معايا… كل حاجة تخلي واحدة تكرهك، تبعد عنك، تموت جواها ألف مرة…وبرغم كده واقف قدامي بتكلمني كأنك مظلوم؟!تماسك وقال وهو بيشد على كلماته:– لو بتتكلمي عن يوم الفرح… لما سبتك، ده ماكنش بإيدي… أنا كنت مغيب، أقسم لك، كنت مجبور، ريتاج هددتني…
قاطعت كلامه– ريتاج هددتك؟! تعرف يعني إيه تهددك؟يعني كانت مسكاك من رقبتك… بس ده محصلش لانك كنت ع علاقه بيها حتى وانا خطيبتك وهيبقى مراتك اتجاهلتنى فتره وكنت بتحبها هي،. انت مثال لأي شخص قذ.ر
عاصم اتخرس، ولا كلمة طلعت منه، أسير– كنت خاين… مفيش مبرر، ولا حاجة تشفعلك وقتها…مفيش حاجة تخليني أفكر فيك، أو في إنك كنت بتحبني أنا عارفة، وواثقة… إنك كنت عايز تسيبني وتتجوزها.
– أيوه… كنت عايز أتجوز ريتاج، وده حقيقي.بس لهدف واحد… كنت عايز أنجح، أوصل، أحقق اللي مشيتيله سنين. كنت هشيلها من طريقي، وبس.
أسير ضاقت عيونها فيه، ملامحها كانت أقرب للصدمة الممتزجة بالاشمئزاز
قرب منها بسرعة– لو كنت اتجوزتها… كنت عليت أكتر، وصلت لسفارة، زي ما كنتِ بتحلمي.وبعدها… كنت هرجعلك.أتجوزك انتى، وأنا ناجح… وأنا أقدر أديكي كل حاجة.
هو افتكر نفسه بيحسن موقفه… لكن كل كلمة نطقها زادت القرف جواها.
هي بتشوفه دلوقتي بمنتهى الوضوح
عاصم– أنا محبتش غيرك، من زمان، من أول مرة قربنا فيها من بعض.أنا بس عايزك… ترجعي تحبي زي زمان، تنسي أي لحظة وحشة، ونبدأ من جديد.
لكن أسير بصّت له، وكأن الجدار اللي بينها وبينه استوى تمامًا.
قالتله بجملة قاسية، واضحة، صريحة:
– مستحيل أنسى… المجرم اللي اغتصبني.
كلمة "اغتصبني" وقعت على عاصم زي الرصاصة.وأسير؟ما كانتش محتاجة تضيف ولا كلمة.كانت خلاص حكمت.
اسير-انت بجح ومعندكش د.م ولولا امك وغبائى الى خلانى اسكت كنت ليلتها عملت كشف كان خلاك تترمى فى السجن.. كنت خدت حقى منك وحق ادم الىرميكفيش تمن كسره ليك، كان لازم يقت.لك ويريح البشر منك.. بس كل اما اشوفك واشوف كل علامه سلهالم فى وشك مناخيرك الى اتكسرت ودراعك الى بتصرف عليه عشان ترجعه زى المعاقين ولسا هتصرف ومش هيبقى زى الاول كل ده كفيل انى اشوفك عاجز، كان نفس ايدك وقوتك الى استخدمتها علي
-اسسسسسسسيييير اسكككككتى
-اى اضايقت لما ذكرته قدامك انت مريض بيه انت خاين ومقرف وفيك كل العبر الزباله.. عايزنى انسي قرفك ده
جمع قبضته قال– لاااااازم تنسي، انتي هتبقى مراتي، وشايلة ابني… النسيان هو اللي هينقذك، غير كده هتفضلي تتعبي
– انت إيه؟ بعد كل اللي عملته… بتطلب مني أنسى؟!
قال بحِدّة:– أنا بحاول… بحاول أعدل اللي حصل. أنا مش زي أي حد كان ممكن يرميك ويهرب، أنا قاعد، وابني مش هسيبه.
– انت وسسس.سخ… أوسسس.خ إنسان شُوفتُه في حياتي.
وفي رمشة عين، كانت إيده نازلة على وشها.اتجمدت أسير الدمعة نزلت على خدها، بهدوء قاتل.بس مافيش صوت طلع منها.،عاصم اتراجع ققرب منها بخطوة، لقاها بترجع تلقائي، بتبعد بجسمها قبل ما حتى تعقّل.
-معلش
حضنها بالعافية… وهي بتزقه، جامد. قال بصوت مخنوق:– آسف… والله ما كنت أقصد… بس انتي عصّبتيني، خلتيني أخرج عن شعوري.
بس هى، ولا ردّت.كانت ساكتة عينها بتدمع مش من الألم، لكن من الذل.
– ما تزعليش، بس انتي كمان غلطتي… المفروض ما توصلينيش لكده.
مسك إيدها وسحبها تقعد قدامه على السفرة.حاول يزيح خصلة من شعرها عن وشها، بس لمّا لمسها، بعدت فورًا ببغض ظاهر في ملامحها.تنهد وقال بنبرة تعب:
– مش هسيبك قبل ما تاكلي.
رغم غضبها، مضغت لقمة على مضض بس عشان يبعد.وبالفعل، لما شافها بدأت تاكل قال
– فيتامينات ف الاوضه… خديهم بعد الأكل.
ما ردتش. ولا حتى رفعت عينيها ليه ومشى لآخر الأوضة، قاعد بعيد، يبصلها في صمتافتكر كل اللي قالته له… إنها بتكرهه.افتكر هو نفسه ممكن لو مكنش عمل الى عمله لا كان خسر اخوه ولا خسرها بس هو ف دلوقتى، إزاي كان فاكر إن اللي بينهم ممكن يتصلّح…إزاي صدّق إن حب زمان يمسح جريمة؟جريمة… هو عارف إنها لا تُغتفر.
“الرجوع مش بييجي بالغصب… ولا بورطة…واللي بيكسر حد، ماينفعش يتوقع يرجعه تاني.”
فى فيلا شيرين – بنتك حالتها تقهرني يا توفيق من ساعتها، من الوجع اللي جواها... ده حرق قلبها... كسرها!
توفيق ساكت، قبضته مضمومة ووجهه متجهم
– بعد اللي عمله فيها... هتسكت؟! لازم تنهي الموضوع ده، لازم توقفه عند حده. ده عيب، ده وجع بنتك مش لعبة!
توفيق – افتكرى ان بنتك الى عملت كده
-بنتى
-كانت بتديله كتير وانا حذرتها من حبها الزايد... بس انا مش هسكت لانه خدعنى انا كمان
ريتاح قاعدة على السرير، لابسة لبس بيت مريح، وجهها باهت لكن عينيها مليانة شرار. جنبها صحبتها قال– ريتاج، بلاش تدمري نفسك عشانه، هو اللي خسر، صدقيني. أنتِ ألف واحد يتمناكي.
– مش بس خسرني... جرحني.جرح كرامتي قبل قلبي.
بتبص لباب الأوضة كأنها شايفة اسير بتضحك عليها قدامها- ومش هسكت.فاكرة إنهم هيتبسطوا في شهر عسلهم؟– لا والله... أنا اللي هحوله جحيم.
– إيه؟ عايزة تعملي إيه يا ريتاج؟
– مش هسيبهم، لا هو ولا هي.هو هيندم إنه لعب بيا... وهي... حسابها معايا عسير. هحرقها زي ما حرقتني، وهوجع قلبها زي ما وجعت قلبي. مش هسيبها تتهنى بيه
-باياكى اكيد هيأذيه، لأنه ف مجاله
-بس مش هياذى اسير ودى اكبر هدف ليا.. الانتقام حقى انا... عرفتى اسم الفندق
-اه
خرجت كرت وادتهولها نتشته منها صحبتها قالت
-انتى هتعملى اى هتروحيلهم
-تعرفى تجبيلى ستات بلطجيه
بصتلها بشده قالت-هتعملى اى
-هخليهم يمو.توها
فى الاوتيل عاصم راحلها الاوضه لانها مش متقبلاه وعرف انهم لسا غير متزوجين وبيحاول يراضيها، لقاها قاعده قال- انا جايبك عشان تعقدى، مش قولتلك ياحبيبتى تقومى تلبسي عشان هنخرج
مرديتش عليه بس حسيت بالقرف من كلمة حبيبتى قرب عاصم منها قامت بضيق تنهد قال-البسي عشان هنسهر برا
-مش عايزه قولتلك مش عااايزه
-البسي ولا اقولك انتى لبسه مش مهم هخدك كده بس كان نفسي تتشيكى اكتل زى اسير الى اعرفها
مسك ايدها تبتسم قال- يلا صدقينى هرجعك فرحانه تغيرى جو
خدها معاه على مطعم لكنه شبه الديسكو والحانات الليله، بتعقد اسبر وهى منكمشه ع نفسها
قال عاصم-هنا المطاعم كده ممكن تكون شكلها غريب عليكى بس...
-مقرفه شبهك
نظر لها حين قالت ده بيجى الويتر ويحطلهم اكل ويصبلهم خمر،ه عاصم بيبعدها عنها قالها تاكل بس اسير مش بترد عليه وكانه جاي هنا لوحده مع واحده خاطفها، بيضايق منها قال
-اسير كلى الاكل مفيهوش حاجه اطمنى
-مش عايزه
بتوصل ريتاج وتكون قدام المطعم إلى شافتهم بيروحوله، دخلت وهى بتبص حواليها وقفت لما شافتهم قاعدين على عشا رومانسي بتحس بنار بعد الل عملوه فيها واسير قاعده هنا واخده مكانها
عاصم بيمسك ايظها قال- قومى نرقص
-ابعد.. سيبنى
شد ايده عليها وقومها وسحبها ليه قال- من اول طريقنا لحد هنا وانا بحاول ولسا هحاول
بتزقه بيقرب منها قال- بادليني ع الاقل ابذلى جهد تتقبلينى.. هبقى جوزك
كان بيرقص معاها رغما عنها بيحركها زى العروسه غصب عنه وكل الى حاضر لاحظو ده بتزقه اسير جامد وتبعد عنه وتبصله بضيق وتخرج فورا من هناك، بيجمع قبضته بغضب والناس بتكون بصاله بضيق وهو متجاهلهم ويروح يشرب الكأس بتاعه من الحرج
ريتاج بتستخبى ورا العمود عشان محدش يشوفها واسير الى كانت بتجري لبرا،بتجرى كانها بتفر منه بتقع وينقطع حذائها وتتعور بتشوف الشاطيء من بعيد، بتروحله وهى بتحر رجليها وعيونها مدمعه بتقف عنده بتلاقى الى بيسحبها وكان عاصم الى قال
-بتهنينى قدام الناس.. بتبعدى عنى انا، أنا لو كنت ماشي معاكى كانت هتقربى منى اكتر من كده
باشم ريحه مقرفه منه قالت-ابعد عنى مش طياقك
-لى مش طيقانى، احضنينى.. حسي بحبى ليكى
بيسكت لما يشوف خاتم ف ايدها نظر إليها قال-انا مش قولتلك تقلعيه، مش عارفه انك هتجوزى منى انااا.. أنا مش هو
-مش هقلعه وهفضل ف ايدى
-بعد اما باعك ومشي، اختار نفسه وسابك شافك غلطه.. حبى ليكى كان اقوى.. عملك اى هو.. فاكره هيشوف حبه ليكى.. خلاص معدش هنااا
بتبعد عنه بضيق بيقربها منه قال- انا إلى باقيلك انااااا... سمعتينى
مسك ايدها اتصدمت منه وزقته لكنه لشتد عليها
اسير-لا.. اوعى سيبنى
بيقلعها الخاتم بغضب وبيرميه فى البحر بتصرخ -لااااااا
بتجرى لكنه بيمسكها قال- مخلاص بقااا، خلاص هتعانى يومين وتنسيه.. هتعملى كده
نفيت له قال بغضب- هتنسيه غصب عنك هتنسيه سمعتينى
صرخت فى وشه قالت-اوعي سيبنى
كانت تبكى بين ايده ضربه جامد ف دراعه المكسور ولسا الالم فيه بيبعد عنها بيرميها جامد أرضا بتجرى فورا وتغرق نفسها بصلها بشده وبتدور وسط الرمل زى المجنونه وتوسخ نفسها وكأنها ممكن تلاقي خاتمها، كانت بتبكى وعاصم غضب من رؤيتها هكذا مشي وسابها وهو مخمورا، اسير بتزحف على رجليها هنا وهنا وهى بتفتكر صوت ادم وهو بيحضنها "انتى الحلم الى حققته، بمجرد ما امتلكتك فانا امتلكت الدنيا دى كلها"
بتنزل دموعها وهى بتدور بجنون لحد اما شافت حاجه بتلمع نتشته وكان هو، بتسكت وتقبض عليه ودموعها بتنهمر وهى بتضمه ليها وتبكى، تبكى وصوتها ابتدا يعلى من قهرتها
-طالما بتحبيه اوى كده لى سبتو بعض
صمتت وبصيت للصوت كان ريتاج الى شافت كل حاجه وبتبصلها باعين مليانه دمع وشفقه من ما رأته وحالتها وهى تجس بين الرماله ومبلوله هكذا، قربت منها قالت
-هى دى معملته ليكى.. هو ده إلى اختارتيه
مردتش اسير عليها بتعقد ريتاج جنبها وبتسيل دموعها هي كمان - النهارده شوفت حبه ليكى حب عذاب متمنهوش ليا، برغم ان قلبى لسا بيحبه، برغم حرقة قلبى لما شوفته.. كنت بحسبك انتى الى خدتيه طلعتى مغلوبه ع أمرك معاه
-كنتى جايه تنتقمى
نظرت لها ريتاج وأنها عارفه قالت- ده لو كان ف انتقام، بس انا كنت غبيه سيبته هو من حبى ليه وفكرت اذيكى انتى... لحد اما شوفتك
نزلت دموعها قالت- انا حبيته اوى، بتعذ.ب فى بعده، لما دخل حياتى كان ده الوحيد الى سلمتله قلبى
--بطبيعة عاصم بيقدر يخلى اليت تقع فى غرامه
-وانا وقعت وسلمت وكنت عارفه انك ف حياته ودوست ع الفكره دى قصاد انه يكون معايا، انا عمرى مكرهتك يا اسير الا بسبب عاصم.. خلانى افقد ثقه فىىنفسي وف شخصيتى بقيت شبه العبده مستنيه بس حبه لحد اما ابتدا يتجاهلني وأعلن انسحابه بكل سهوله
كان اسير صامته ودموعها بتنزل بصتلها ريتاج وهى بتبكى قالت- كنت فكراكى فرحانه لما خدتيه، افتكرتك خدعتينى ف حب ادم.. بس بحبك لبه دلوقتى ليه سبتو بعض
-اوقات القدر بياخدك من سابع سما وينزلك سابع أرض...بيجبرك تختاري المو،ت لان مفيش مفر للنجاه
بصوت للخاتم ودموعها نزلت قالت-الدنيا ابشع مما اتصورتها، كان كل طموحى عيله بس... برغم الامنيه قليله الا انها مش هتتحقق ، كنت عايزه حياه هاديه بس.. حياه....
سقطت دموعها قالت- حياه عادله
ريتاج- يمكن مفيش حد بياخد الى عايزه ولازم يعانا
- تعرفى انتى اى عن المعاناه، عيلتك معاكى ابوكى وامك... روحيلهم واحمدى ربك ع نعمتهم... لو كانو بس عايشنلى واثقه ان دى مش هتكون حياتى... أنا حتى مش فاكره وشوشهم فى ذكرياتى.. الأمان الى لما جيت احسن بيخ قريب والسعاده الى عيشتها يومين اتخدت هى وكل احلامى... اتخدت وانا معاها م.ت... ودلوبتى بعد اما شوفتى حالتى تقدرى تعرفى ان ربنا بيحبك ان مخلكيش مكانى
ريتاج- لأول مره احمد ربنا انى متجوزتهوش، برغم انى بعشقه بس عمرى متمنى اكون مكانك يا اسير...معرفش سبب وجودك معاه غصب بس اكيد ف حاجه كبيره حاجه اكبر من الى انا شيفاها
نزلت دموعها وهى بصالها قالت- يمكن حياتى كانت مش احين حاجه بابا كان بعيد وماما بتحن عليا ف اوقات المحنه، ادلعت ع إيد داده معنديش اخوات حتى صحابى كلهم مصالح والحب الى لقيته طلع مجرد وهم.. حب مسموم مش هعرف اتعافى منه.
- كل واحده فينا جواها ندبه كبيره من نفس الشخص ندبه اسمها عاصم
بصتلها قالت-بس انتى بإيدك تعيشي وهتنسي ولو بإيدك تحبى حبى لان ده شخص ميتزعلش عليه
-وانتى، هتكملى فى العذاب
-لو كان ف ايدى خيار المو،ت كنت اخترته اهون
نظر كلاهم لبعضهم ودموعهم سألت بتحضنها ريتاج وبتبكى اسير وهى بتبادلها والاثنين يبكون مختلطه دموعهم وكأن لا يوجد عناق احد غيرهم فيواسي بعضهم البعض من جروح العميقه من ذات الشخص
ريتاج بيرن تليفووها بتقفله وتقول بندم - انا اسفه ليكى
ابتعد كلاهم ونظر الى بعضهم قالت اسير- امشي
ربتاج- يمكن دى اخر مره اشوفك فيها، وممكن لو كنا اتقبلنا قبل كده كان زمانها صحاب... بس القدر عايزنا نكون هنا، همشي المكان ده مش مكانى
قامت دمعه بتنزل قالت- بتمنى تخلصى من العذاب ده قريب، وترجعيله
-مستحيل
-عشان سافر
-لأننا مينفعش نرجع
- لو شاء القدر هترجعيله...
تنهدت قالت-مع السلامه يا اسير
بتبعد عنها وتسيبها كأنها بتهرب من المكان بحريه لكن تلك التى خلفها لا خيار لها اختيار العذاب المستمر لهو امر محتم تنظر إلى ربها ودموعها بتسأل وتدعى الفتره دة تنتهى الفتره دى بس
بتمشي بخطوات تقيله بتقف لما تلاقى الى ف وشها كان عاصم كان غريب الشكل قرب منها وحط الجاكت بتاعه عليها لانها كانت مبلوله قال
-اتاخرت عليكى، معلش غصب عنى
كانت ريحته غريبه قلعت الجاكت من عليها نظر لها فهى لا تطيق رائحته كيف لو لبست ملابسه، سحبها لحضنه قال
-انا اسف
بعدته عنها ومشيت وكأنها بتسير فى طريق لوحدها طريق عذا.ب يا تعرف تنهيه يا يقضى عليها
انطلقت صرخه فى ارجاء المشفى كان الأطباء معاها وعاصم واقف برا قلقان لحد مبقاش يسمع صوتها وخرجت الدكتوره قالت
-مبروك
لقد مرت الشهور كالسنين الى ان أتى اليوم ليعلم ذلك المولود الغير مرغوب فيه خروجه، ويبدأ فى للبكاء وهو صغير كتله تحتاج العنايه والحنان
عاصم واقف معاها ف الاوضه ويشيل ابنه وشبح ابتسامه يظهر على شفايفه ويحضنه ودمعه تنزل من عينه قالت الممرضه
-مبروك يمدام
كانت صامته لا يعلمون هل لانها تعبانه من الولاده ام ما هذا الصمت
عاصم- ابننا اهو يا اسير... تشيله
لم ترد عليه وملفتش وشها ليه حتى عمش اى ام اول حاجه بتطلبها تشوف موعدها وتحضنه، تأكله لأول مره لكنها لم تريد حتى تضمه
خدته الممرضه وادتهولها بابتسامه بس اسير قالت- ابعديه
نظرت لها الممرضه وعاصم بيشاورلها ويحاول يمنع الحرج ويقولهم انها تعبانه ودى اول ولاده ليها فبيسكتو، كانت حتى لا تضيق العذاب من اجل ولادته، حاولت أن تجهضه حاولت أن تمنع الأمل ليمو.ت حاولت الر.كض والقفز كان بينتهى بيها الامرء بنز.يف بس هو بيتشبث بالحياه، لم يم،ت وكأنه بيقولها إنه مش هيسيبها.. تحجر قلبها وفعلت ما تيتكبع لتمنع مجيئه لكنه لم يساعدها
فى البيت بتاع عاصم بعد اما جهزه خلال سفرهم عشان يستقبل اسير ويفرحها بأنه هيخليه احسن حاجه عشان يعجبها، بس هى بكون مش عايزه تروح ويمكن امه الى ساهمت انها هتكون هناك معاها عشان ميسيبهاش
فى الليل بعد مرور يومين كانت واقفه لوحدها ف الاوضه ابنها مش معاها ف الاوضه ف الاوضه المجاوره، عاصم بيقرب منها بعشق وصبر انتهى قالها
-بعد اما كتابنا عند مأذون اهو، بعد بكره هروح اشجل ابننا
لمسها وقربها منه قال-استحملت عشانك
بتبعد عنه فورا قالت-بتعمل اى
نظر لها عاصم من بعدها عنه قال- اسير خلاص مبقاش ف بعد، انتى خلفتى
-وهنا البعد الحقيقى بيبدأ يعاصم
-يعنى اى
-يعنى طلقنى
نزر لها بشده قال-اطلقك؟!
-اه، ابنك عندك اما انا فخلاص همشي بعيد عنكم
-تمشي، بعد الى عملته تمشي
-عملت اى؟!
-اتجوزتك عشان نكون عيله وتكوني مراتى... ثانيه بس، انتى كل ده كانت خطه، وافقتى نتجوز عشان اشيلك من المصيبه الى انتى فيها وف الآخر تطلبى الطلاق
- المصيبه الى انا فيها ولا النصيبه الى انت عملتها وسيبتها فيا
-ابنى مش مصيبه يا اسير سمعتينى، كفايه إلى عملتى ف المستشفى ولحد دلوقتى مشيلتهوش
-كفايه انت تشيله
-هو مش ابنك
-مش اببببنى
نظر اليها قالت بضيق وعين ف دموعه مش مفهومه- ده جه نتيجه اغت.صاب وانا مش هتقبل بيه ولا هتقبلك.. لو انت كنت عايزه فهو بقا عندك اما انا فهمشي
مشيت مسك ايدها قال-فاكره نفسك راحه فين، بعد ده كله تقوليلى انشي.. لما بقيتى ف موقف زوجه.. انت مراتى ايا كان تفاهة كلامك مش هيفرقلى، الى حصل زمان حاولت اكفر عنه واستحملتك واستحملت بعدك عشانك
-ذنبك مستحيل يتكفر حتى بموتك
-ومفيش طلاق يا اسير سمعتينى هتكونى مراتى هنا ف البيت مع ابنى.. عمرك كله هتكونى مراتى انا ومش هحررك منى
-انت اى معندكش د.م بقولك مش عايزاك
-مش بمزااااجكك
زقها جامد وقعت على السرير قال- انا عايز حقو.قى الى مسكتها عشانك انتى
-مستحيل وإياك تفكر تلمسني
-ليييه؟! هو انتى مش مراتى
-مش مراتك قولتلك وانت مش هتطول منى حاجه
مسكها جامد قال- انتى دده بتعيقنى، بعد الى عملته عشان واستنى اللحظه دى وف الآخر تقولى لا
-ايوه لا، اياك تفتكر انى ممكن ابادلك بدل انى اطون زوجه عاقه... أنا مش قابلك ولا طيقاك.. أنا مكنتش زوجه لحد غيره.. مكنتش مرات حد غير ليه هو بس
نظر لها بصتله قالت بجمود-ادم...اخوك.. ده الوحيد الى ابادله بكل حب بنفس المشاعر واعيش معاه بكل تفصيله، ده الوحيد الى اديته نفسي ومش هدي لحد غيره... لا انت ولا غيرك
عينه احمرت بغضب قال-اخرسي انتى مراتى انا دلوقتى
-بس عمرى مهكون ليك ولا عمرك هتملكنى زى ما خليته يملكنى ويملك روحى
جمع قبضته بغضب انها بتتكلم عليه
اسير- مستحيل ابادلك راجل غيره، سمعتنى مستحيل زوجه ليك ولا ام لابنك.. أنا مش هكون ام غير لأولاده ولو هو مش بيخلف يبقا انا مش هكون ام ابدا
-هتفضلى عايشه فى وهم وانا هفوقك منه، هعرفك انك مراتى انا بس
سحبها ليه زقته جامد قالت- مش هديك الى انت عايزه سمعتنى
-اخرررسي... انتى حققى...أنا جوززززك وده حقققى غصب عننننك
-حقير ابعد عنى، هتاخدنى غصب عنى زى عادتك
-بادليني
-اقت،لنى... ده اشرفلى
-وانا مش هسيبك... مش هسيبك
انقض عليها كالوحش صرخت وبقيت تضربه بكل نفس ليها بتضرب عبير الباب جامد
-سيبها يعلام.. يتعمل اى.. سيب البنت
كانت بتزقه بكل قوتها ودموعها بتنزل بانهيار ليعاد كل تفاصيل تلك الليله لها التى قلبت حياتها لتتكرر امام اعينها وهو يأخذها رغما عنها
نظر إليها وهى شبه المقتو.له بين ايظه وعينه مدمعه قال- لى تخليني اعمل ده ليييييييه
-دى حقيقتك، شخص مجر.م
نظر لها قالت - طلقنى انت حقير ومهما تعمل مش هبادلك لانك عمرك مهتكون زيه
نزل بايده على وشها نزلت دموعها وبصتله اقوى وانكسر قالت
- مش بقولك مش هتبقى زيه
نزل بقلم اقوى وهنا اترمت على السرير متحركتش من قوته ونز.فت شفايفها من قوة كفه، زقها بغضب ودخل الحمام ورزع الباب جامد وراه وهى وراه كالحثه دموعها بتنزل بصمت، كانت هذه بدايه تمردها وبداية جنون عاصم لان الى رسمه هى حطيته فى ثانيه برفضها وكرهها ليه، حتى بعد اما كان فاكر انهم لما يرحمو خدها هيرجعلها ولما تخلف هتحس بيه لكنها ازدادت كرها بل تريد تركه ايضا وكان ده باظيه ثورة جنونه بل ظهور وجهه الحقيقى وقوته الى ازدادت من رفضها ليه
كان الرضيع يبكى ليلا وحيدا لم يأكل ولم يدخل فمه حليب امه، كان صوته يخلع القلب وعاصم بيحاول يهديه بس مش بيعرف وبيدور عليها ف الشقه كلها مش بيلاقيها بينزل لامه قال
-هييي فييييين
-معرفش، بس مش هنا
-هربتتتتت
-عملت فيها اى يعاصم عملت فيها اي
-معملمتش بس جنته ع روحها، هخليها ف نار جهنم وهلاقيها.. هجيبها من تحت طقاطيق الأرض
خرج من البيت ورزع الباب جامد بياخد عربيته وينطلق بيها كانت اسير بتركض حافيه بتبعد ع قد ما تقدر من هناك بتسيب كل حاجه وتكون بتجرى بعيد عنهم، عن هذا الجحيم... مش عارفه هي فين ولا راحه لمين لانها ملهاش حد بس هتكون بخير طول ما هي بعيده وهي بتجرى بتلاقى نور قوى مش بتوقف جرى كأنها عايزه العربيه تخبطها بس العربيه هى الى بتقف وبينزل عاصم وبتنصدم لما تشوفه وترجع لورا
علصم-فاكره تقدرى تهربى منى
بتحرى مسكها جامد صرخت قالت -لااا، سيبنى عايز منى ايييه
-روحكك، مش هستريح الا لما أخدها
-أنت خدتها فعلا من زمان
-يبقى استمرت ف العيشه ع انك جثه مطاعه ليا بس
رجعها البيت غصب عنها وهى بتبكى قالت-اوعى سبببنى بقااا
شافتهم عبير وكانت شايله الصغير خده عاصم من ايدها براحه بصيت لاسير وقربت منه قالت
-اسير كنتى فين
-عايزه امشي.. عايزه اهرب من هناااا
سحبها عاصم جامد بتزقه جامد بس بيرميها فبتقع ع الأرض وتتخبط وتنز.ف بيديها الصغير ويقولها بغضب- اكليه
بتبعد عنه صاح بغضب جمهورى قال- اكليه يلا والا هقت،لك.. ده بس الى قادر يرحمك من ايدى.... اكليييييه حالااا
بتبعظه عبير عنها وتقوله- خلاص هي ههتعمل كل حاجه امشي انت
-لو مسكتش هخليكى تصر.خى بداله، سمعتينى
بيفضل الصغير يرتعش وصراخه اقوى بتبصله اسير وكأنها شايله ذنب كبير بين ايدها بتنزل دموعها واول ما بتعطيه رحمة ربها بيصمت وكانه لم يأكل منذ خروجه منها، لم تحمله هي بيديها حتى رائحتها يعرفها لانها نمى فيها، لم تكن تتعاطف معه كانت تنظر إليه بانكسار وبتجز على شفايفها وهي بتشوفه بينشج ببرائه قالت
-ياريتك بس مجيتش
قالت بكره ودموع- لو مكنتش جيت مكنش زمانى هنا، انت السبب فى كل ده
بيوصل عاصم على شغله بعد الاجازه الل خدها ورجع اخيرا قابل صحبه احمد قال
-عاصم
كان باين انه اتفاجى من وجوده قال- ازاى انت جيت ف حاجه..اقصد
-جاي شغلى انت ال ف حاجه
سحبه من ايده قال -استاذ عماد قال انك اتوقفت عن العمل
بصله بشده قال- عمل اى الى توقفت عنده نا واخد اجازه
- مش عارف بس حماك... اقصد سيادة السفير جه هنا من أربع شهور وصوته كان عالى مع عماد و واضح ان الكلام عليك لأن ملهوش علاقه بالمجلس هنا غيرك
-قصدك اى انه قال حاجه لعماد هدده يوقفنى
-اعتقد
بيروح عاصم لعماد ويفتح الباب بغضب بيقول-انت ازاى تدخل عليا كده
بيسكت لما بيشوف عاصم بيقوله-عاصم انت
-اى متوقعتش تشوفنى
-انت.. امشي ملكش شغل هنا
بيخبط عاصم ع المكتب جامد قال- مين دت الى ملهوش شغل هنا انت فاكر نفسك مين عشان تفكر تشيل موظف من دماغك.. أنا تبع الحكومه مش معاك
-وانا مديرك
-ع نفسك، اى بترمينى خوفت منه
بيسكت بضيق قال- انت الى عملت عداوه مع توفيق بيه وانا مش قده
-ولا انت قدي
قرب منه وكمل-بعد كل الى عملته عشانك، كنت بخدمك وبخدم معارفك الاو.ساخ، بقضى مصالحكم وتعتمد عليا ف كل شغلك الزباله
جاب ورا وقال-يعاصم يابنى افهم لازم تمشي والا توفيق هياذيك
-ع نفسه انا مش بخاف من حد انت الى خايف
-طبيعى اخاف
-لا مش طبيعى ولو عايزها نقلبها خوف وغم علينا كلنا
-يعنى اى
-يعنى انا لو وقعت هوقعك معايا ومع كل حد خلصتله شغل وسخ
-تبقى بتغلط لأنك بتدمر نفسك معانا
-خسارتى قليله قدام خسارتكم، كل حاجه معايا بالملفات وصور.. فاكرنى لما بخلصلك حاجه برميها ورا ضهرى لا انا عامل حساب غدر اى حد وهنفيكو بيهم
-الناس دى مش سهله وانت كده بتلعب بالنار
قرب منه وقف قدامه قال-حالا تدى قرار برجوعى وان ده كان سوء تفاهم والا انت عارف هعمل اى...
نظر له قال عاصم-عن اذنك يا أستاذ عماد
بيخرج نظر له الجميع وصوت زعيقه وهو بياخد عربيته وعينه مليانه غضب جحيم غضب نا،ر لا يمكن إيقافه ضرب العجله بغضب
بيوصل على بيته ويقابل امه قالت-عاصم
بيطلع ع فوق وميردش ويفتح الباب جامد مش بيسمع صوت حد دخل الاوضه مش بيلاقيها بيلف ويلاقى امه ف وشه قالت
-عاصم بكلمك يصلى
-هي فين
-كفايه إلى بتعمله فيها، كفايه
-انتى مالك اياكى تدخلى
نظرت إليه بشده مشي ونزل على تحت قال-اسييير
بتمسكه امه قالت-كفايه يعاصم حرام عليكةالى بتعمله فيها، طلقها
-اطلقها؟!! بعد كل الى انا فيه اطلقها.. تبقى بتحلم
-يبقى بكل الى بتعمله فيها حرام عليك
-قالتلى
-كفايه يعاصم سيبها ف حالها كفايه عذاب فيها وأنهى، انت اى مبتحسش
-لا مبحبش ومش هسيبها الا وهي مي،ته، مش بعد الى عملته عشانها اسيبها مش بعد اما اخسر شغلى وخسرت اخويا حياتى كلها اخسرها هي كمات.. مبقاش فيه غيرها وانا فضيتلها
رزع الباب جامد ودخل الشقه بتترعش اسير لما تشوفه وقفته امه قالت- لا يعاصم سيبها انت مش شايف حالتها دى هتمو،ت ف ايدك
زقها واتخبطت فى الحيطه قال بفضب- ملكيش دعوه بقولللك دى حقققى وانا حر فيها
بتتصدم عبير من ابنها وانجرحت فى راسها من الخبطه بس اكتشفت انها مش بتكلم ابنها بل شخص آخر جن جنونه، بيتبعد اسير بس بيدها من دلعها ويجرها وراها ضربته وهي بتبعده عنها قال
-ابعد عنى، سيبنى عايز منى اى
-عايزك جثه
-بكرهك... بكرهك
ضر.بها بالقلم جامد نزلت دموعها وسجبها جامد وراه قالت عبير-سيبها يا عاصم، سيبها بقووولك
بس مبيسمعش كلامها وياخد اسير فوق وهى تبكى منه ولا احد يستطيع أن ينقذها منه ويقفل عليها باب الشقه وخدها للاوضه بغضب جحيمى اكثر من الأول قال
-خسرت كل حاجه وعايزه تبعدى
-طلقنى
عيطت قالت-ابوس ايدك طلقنى
-هتكونى خدامه هنا، خدامه لمرضى انا وبس.. مش هطلقك الى ممكن ينقذك منى هو المو،ت
رماها على اسرير جامد وقسوه واعين تملاها الجنون والثأر
فى قسم الشرطه الصبح كان بيطلع وضابط قاعد فى مكتبه بشرب كوباية الشاي بتمزج اتفتح الباب جه
-باشا فى حد طالب يشوفك
-دخله يابنى
دخلت أسير نظر لها تلك الفتاه ماذا تفعل ف وقت كهذا
اسير-عايزه اعمل محضر
شاورلها بتأسف قال-لسا بنصطبح.. اتفضلى عنوان المحضر اى
-اغت.صاب واعتدا يومى
نظر لها خرجت ورقه لقاها من مستشفى خدها وكانت إثبات حاله خدها بشده ورجع بصلها لقى كمان ف اثار ضر.ب قال
-مين عمل فيكى كده.. تعرفيه او شوفتى وشه
-جوزى
↚
أسير: جاية أقدم بلاغ ضد جوزي.
الضابط بيقلب في الورق وملامحه بصدمه– أنتي متأكدة إن اللي حصل كان بالشكل ده؟ قصدي... أنتو لسه متجوزين، ولسه صغار، ممكن يكون الموقف خرج عن السيطرة... أو كان تحت تأثير حاجة.
أسير بصت له بهدوء، وصوتها نازل لكن ثابت:– مش أول مرة. ودايمًا بيكون صاحي... وبيشرب.
– بيشرب إيه؟
– كحول وممنوعات... تقدروا تتأكدوا بنفسكم لو عملتوله تحليل.
الضابط أخد نفس وقال:
– ده يفتح موضوع تاني خالص... أنتي عارفة إنك كده بتعرضيه للمسؤولية القانونية؟
أسير: هو مش جوزي... ده شخص آذاني، وعايزة حقي يرجع.
الضابط شاف إنها مصممة وقال:
– اسمه بالكامل؟
– عاصم أحمد مسلم.
الظابط يرفع عينه فجأة، تجمد ملامحه للحظة. الصدمة ظاهرة على وشه، كأنه سمع الاسم ده قبل كده.أسير تلاحظ تعبيره، تبصله باستغراب وسكون، لكنه يرجع بسرعة
– تمام يا يمدام أسير. هنبدأ فورًا الإجراءات اللازمة، وهيكون في حماية ليكي من اللحظة دي. انتي مش لوحدك.
يقف، ياخد الورق، يلم حاجته، وخرج بيعمل مكالمة سريعة
عاصم كان سايق عربيته بجنون، دراعه ماسك الدركسيون وعينه بتغلي نار من أول ما صحى وملقاش أسير جنبه وابنه نازل بكا ويكاد يشك ان الكفل ده عقبال ما يكبر هيموت من نحيبه وتجاهل امه ليه وعدم اكله لانها عايزه تقت،تله وتنتقم فيه منه، كان غاضب وبيدور عليها ف الاوض وش لاقيها– راحــــــــت فيــــــــن؟!
عبير كانت قاعدة، بتتحاشى عينه تتحاول تهدى الصغير قال عاصم- بسااالك راحــــــــت فين؟!
عبير بصت له بقهر– كنت فاكرة إني بعمل الصحلما حطيتك بس انا كنت بحمى وحش هيستمر فى جر،يمته علطول حتى لما تبقى مراته.
شدها من دراعها بقوة– انتي هربتيها؟!
مبتردش عليه فبيسيبها بغضب كان عاصم سايق عربيته بسرعة جنونية،رن التليفون، اسم المتصل بيرود ويجيله الصوت
– إزيك يا عاصم...
– في حاجة؟ أنا مش ف مزاج شغل دلوقتي.
– لا، المكالمة مش شغل... أنا عايز أسألك عن مراتك.
شد عاصم الفرامل بعنف، والعربية وقفت على جنب الطريق، قال بحدة:
– نعم؟ مراتي؟
– اسمها "أسير"، صح؟
– آه... تعرفها؟ في إيه؟
جاله الصوت من الطرف التاني– مراتك جت القسم... وقدّمت بلا.غ رسمي ضدك، تتهمك فيه بالاغتص.اب والاعتد.اء.
قبضته تشدت على الدركسيون– بتقول إييييه؟!
– أنا قولت اعرفك... وهي دلوقتي ف المكتب عندي، ولسه مابدأناش أي إجراء، مستنيك تيجي... يمكن تلحق تلم الدنيا بدل ما تتفضح لانها ابتديت تقلق منى
عاصم ماردش، أقفَل المكالمة بعنف
أسير كانت قاعدة على الكرسي ملامحها مرهقه لكنها ثابته حاسة إن في حاجة مش مريحة، والتأخير بدأ يقلقها.الباب اتفتح، والضابط دخل بابتسامة خفيفة، بيحاول يبين هدوء مش طبيعي:– تحبي تشربي حاجة؟ عصير، مية؟
أسير– شكراً، أنا مش جاية أتشرف، أنا جاية أعمل محضر... حضرتك قلت إنك هتبدأ، بس واضح إنك خدت الأوراق والتقرير ومشيت...
حاول يبان طبيعي، ورفع الملف في إيده– الملف معايا، ما تخافيش مش هنخبي٧، كل حاجة هتمشي حسب الأصول.
نادى على أمين شرطة وقاله يجيب عصير– اتفضلي العصير، هيفوّقك...
أسير بصت للعصير اللي اتحط قدامها، مخدتوش مرت ثواني طويلة من الصمت
أسير قامت واقفة فجأة- حضرتك لو هتتاخر عرفنى
– اشربي الضيافه
– أنا مش طالبة ضيافة، أنا طالبة عدالة!
وقبل ما الضابط يرد...
جه صوت من وراها، تقيل، ساخر، وبيقطع السكون– الضيافة هنا... هتعجبك يا ياحبيبتى.
أسير اتجمدت في مكانها، قلبها دق بعنف، لما لفيت وشافت عاصم ، عيناه فيها غضب ما اتكلمش، لكن حضوره كان كفيل يخنقها.بصتله، مش مصدقة... رجعت خطوة ورا، تاهت ملامحها بين الصدمة والخوف، ورفعت صوتها وهي تبص للضابط:
– إزاي دخل؟ إزاي دخل هنا؟ ده المفروض... المفروض تتحميني منه وتحبسه
الضابط – هو جوزك... لسه فيه خطوات قانونية قبل أي إجراء.
أسير بصت لهم هما الاتنين... وشعور بالرعب بدأ يلفها. عاصم واقف قدامها، عينه بتاكلها بنظرات غضب ووعيد، كأن كل كلمة من اللي قالته محفورة فيه وبتزيد ناره.
الضابط – "جبت زوجك عشان تتكلموا سوا، يمكن تحلّوا الأمور بينكم."
أسير نظرتله بحدة: – "نتكلم؟! أنا بلغت… وقلت كل حاجة، والطلب واضح: اتحبس."
عاصم ضحك، ضحكة قصيرة مفيهاش دفء، بس كلها سخرية ممزوجة بغضب، وقرب خطوة منها، صوته كان هادي لكن نبرته تخوف: – "عشان شوية خلاف؟ تقومى تقلبي الدنيا كده؟ في ست تعمل كده في راجل كانت بتحبه؟!"
راح ناحية الظابط، مد إيده بثقة كأنه بيصافح صديق مش ظابط، وقال: – "شكراً يا محمود… متعرفش كنت بدور عليها إزاي، كنت قلقان جداً."
أسير نظرت بينهم، وجهها شاحب، وعينيها بتتحرك ما بين الاتنين بسرعة: – "إيه… إنتو تعرفوا بعض؟! متفقين؟!"
الضابط ابتسم وقال ببساطة: – "ده أقل واجب
أسير وقفت متصلبة مكانها، حست إنها مش ف قسم شرطة… حست إنها واقعة ف شرك.
كانت متخيلة إنها جاية تدور على حقها… لقيت نفسها في مواجهة شبكة.
صرخت في الظابط: – "إزاي تعمل كده؟! أنا جاية أطلب الحماية… مش التصالح!اللي قدامك ده… أنا مش جاية أشتكي من مشادة كلاميه انت عارف عمل فيا اى
الظابط – "أنا شايف إنها خلافات أسرية… وانتي زوجته. والمفروض تتحل بعيد عن المحاضر والاتهامات.
وبعدين الأستاذ عاصم مش شخص محترم
أسير بصتلهم كأنها شافت وشها في مراية مكسورة، وقالت بصوت مهزوز: – "يعني اى متفقين، شغل عصا.بات
اضايق منها بس عاصم قطع الكلام وقال بهدوء مستفز: – "معلش يا محمود، سيبنا شوية لوحدنا."
الضابط خرج، قفل الباب. أول ما بقوا لوحدهم، أسير رجعت خطوة غريزية، كأنها بتحاول تلاقي جدار تتسند عليه، وعاصم قرب منها بهدوء مريب:
– "فاكرة إنك هتهربي؟! وجاية تبلغي؟لا وكمان رايحة تدوري على المستفيات في نص الليل؟"
أسير ردت بوجه واجع وصوت مكسور لكنه حاسم: – "آه… هبلغ تاني، وهكرر، وهخليك تدفع تمن كل لحظة حولتني فيها لشيء مكسور.حتى لو الثمن حياتي…
عاصم مسك ورقة التقرير، ورماها في الزبالة وقال بسخرية: – "انتي غلطانة في العنوان… هنا مش مكان للي بيشتكي ناس زينا.اللي عنده منصب… بيتسمع له،واللي زيه محبوب، ما يتحاسبش.وأنا… محبوب."
أسير رفعت راسها وقالت بصوت فيه وجع وإصرار: – "بس الحق ما بيموتش… والقانون، حتى لو اتأخر، هيوصل.
أنا مش هسكت، مش هتهز… هكمل للآخر."
ضحك وقال: – "قانون؟ ده لو الدنيا قانون… مكنتيش واقفة هنا!اللي إيده ف النار غير اللي ماسك الدفاية…ومهما صرختي، مش هتوصلي للي انتي فاكرة إنك تقدري توصليه.أنا مسنود… وانتي لوحدك.وهتفضلي لوحدك.بس فاكرة إيه؟أنا هعرف مكانك فين… وهترجعي،حتى لو بالعافية…ولو فضلتِ تهربى، الجاي أصعب… ومش هتقدري عليه.
بيشد دراع دراعها بعنف، قربها منه غصب عنها وهي بتحاول تقاوم، عنيها مليانه دمع لكن في نظرتها له تحدي مقهور
عاصم – بتبلغي عني؟ أنا؟
-بكرهكةولكره زلا النهارده هتكون نهايتك
بيلوي دراعها بعنف – أنا مش هخليكي تشوفي بُكرة...هتتحلمي بيه بس.
وغلطتك دي...هندمك عليها،تشهري بيا في قسم؟ قدام ناس؟ده أنا...
الباب بيتفتح فجأة، الظابط بيرجع... بيشوفهم قريبين جدًا من بعض، أسير بتحاول تتماسك، دمعة نازلة بصمت على خدها
لظابط -كل حاجة تمام؟
عاصم بيرسم ابتسامة باردة على وشه
عاضن وهو بيبصلهغ– لأ خلاص... اتصافينا.أسير بس كانت مضايقة...قلتلها نرجع بيتنا ونقفل ع اللي حصل.
– تمام... كويس إن مفيش مشكلة.
عاصم بيقولها– يلا يا حبيبتي نروح...
اسير بتنفى وخوف– لااا...مش هاجي معاك.
عاصم بيشدها تاني، وهي بتحاول تبعد، تزقه- ابعد عني... مش جاية معاك يا مجرم!ابعد... مش عايزة أروح! سيبني!
بتتسحب من إيد عاصم، بيجرها قدام العساكر، دموعها بتغرق وشها وصوتها باين
– سبني! سبني يا مجر.م! حرام عليك...حر.ام، سبني بقى!
بيرميها جوه العربية بعنف ويقفل الباب قبل ما تلحق تهرب، بتزق الباب من جوه لكنه مقفول، بتخبط برجليها وإيديها عليه
أسير – افتح! افتح يعاصم الباب حرام عليك... أنا مش لعبه في إيدك!
عاصم بيبعد خطوتين من العربية، بيقابله محمود الظابط، بيقوله وهو بيعدل قميصه
– كله تمام؟ يعني مفيش مشاكل خرجت عن السيطرة؟
عاصم – اللي حصل مايتقالش لحد.– فاهم؟
محمود – أكيد أكيد... بس بصراحة، خلي بالك الموضوع ده لو عرف بيه أي جهة... حقوق إنسان، ولا مرأة... مش هيرحموا حد!
– بتقول إيه؟ دي كانت بتهبد... كله كذب، سمعتني؟ كذب!
– أيوه أيوه... بس موضوع الخمرة والمخدرات اللي هي قالته؟ ده كمان كدب ولا اى؟!
نظرة عاصم اتغيرت، حس إن فيه حاجة ممكن تكون اتسجلت عليه، أو إنها سربت معلومة خليتهم يمسكو عليه حاجه، وبيمشي للعربية ويركبها ويقول يغضب لاسير الى بتقوله ينزلها– اخرسي...
بيمشي بتبص ف المراية الجانبية... كانت فاكره إنها قادره تتخلص منه
باب الشقة بيتفتح بعنف، وأسير بتتسحب ورا عاصم وهي بتعيط، خطواتها متعثرة من شدته، بتنهار وبتحاول تفلت إيده، لكن قبضته عليها حديد. بيشدها على السلم لفوق، وفي اللحظة دي بتظهر عبير، أمه، على طرف السلم
عبير – أسير!
بتتفجأ من رجوعها وابنها هو المنتصر قالت– عملت فيها إيه؟!
مش بيرد، بيشد أسير لفوق بعنف، عبير بتجري ناحيتهم وتحاول توقفه
– سبها يا بني! كفاية بقى!
بصوت غليظ متوحش، عينيه بتلمع بالغضب– هعلمها إزاي تبلغ عن جوزها… يا زبالة!
اسير-انا الى زباااله، أنا ياحيواااان.. انت مجرد شخص مريض وحيوان وفاكر ان بالى بتعملهةهتفرق معايا، انت مجرد مجر.م
بيرفع إيده فجأة، وصفعة صامتة نزلت كأنها بتقص عمر في لحظة، وقعت أسير على الأرض، مش من قوة الضربة بس... من وجع الخذلان.دموعها نزلت بلا صوت، والكل متجمد.عبير جريت ناحيته، وقفت قدامه زي جدار مكسور لكنه لسه صامد، وقالت بصراخ: – "كفاية ظلم يا عاصم! فين ضميرك؟ إيه اللي وصلك لكده؟!"
صر بيها، صوته بينزف شكوك وخيانة: – "كنتي عارفة؟! عارفة إنها رايحة تبلغ؟!"
قالت عبير وعينيها مليانة نار: – "أيوه! وعارفة كمان إنها مش قادرة تتحمل… ومش هسكت!
كل حاجة بتعملها فيها… مش حقك. ده اسمه ظلم."
صرخ فيها: – "اطلعي برا! دلوقتي!"
عبير ثابتة مكانها، صوتها بيمرجح بين الرجفة والتحدي: – "أنا هنا عشانها وعشان ابنك… مش عشانك.وحتى لو هدّدت… مش هسيبهم وحدهم.أنا شفت وشّك الحقيقي… وعمري ما هأمنلك."
ردّ، صوته مليان تحذير: – "لو فضلتِ، هتبقي معاها في نفس المصير…والباب اللي يخش منه الغلط… مفيهوش رجوع."
قرب منها، نظراته مش نار… دي جمر بيسمّم.مد إيده ناحية أسير، وكانت على وشك إنها تنهار تاني،
لكن عبير جريت عليه، دفعت جسده بكل ما تبقى فيها من قوه:
– "كفايه بقااا! في إيه؟!
أسير سكتت والدموع بتنزل منها بدون صوت.، صرخ رضيعها… صرخة اخترقت الصمت زي طعنة.
كلهم سكتوا. عاصم هدى حس للحظة إنه فقد السيطرة.
عبير بصوت مكسور لكن حاسم: – "ارحمها… مش عشاني… عشانه."
عاصم وقف، مد إيده تاني… لكن سحبها في آخر لحظة.قرب من أسير، وقال بصوت واطي يوجع أكتر من أي صراخ:
– "لو فكرتي تمشي… يبقى النهاية."هتتحسبى عمرك كله
أسير بصتله… فيها تعب، فيها موت مؤجل، قالت بهدوء: – "يبقى ريّحتني… من كل لحظة وجع أنا عشتها في بيتك."
هو ضحك بس نظراته كانت سامة: – "استني إيه؟ كملي معروفك… خلصي نفسك."
أسير قالت بنبرة بتشق القلب: – "خايفه من عذاب الدنيا والاخره بس وأنا متأكدة… ربنا مش بينسى
لف لعند أمه، قال بصوت كله سم: – "اطلعي برا… حالًا!"
عبير وقفت قدامه بثبات:– لو هتقفل عليها الشقة، اقفلها عليا أنا كمان… مش هسيبها هنا لوحدها.
صرخ بأعلى صوته: يبقى اتحبسي… هنا العمر كله!
أُغلق الباب، والمفتاح دار فى القفل كأن حياة "أسير" نفسها اتقفلت.الخطوات ابتعدت… لكن وجعها لسه ثابت… مبيتحركش.
انهارت على الأرض، دموع بتنزل من غير صوت… و"عبير" نزلت على ركبها جنبها، حضنتها بحنية مش قادرة تمسح الوجع، بس بتحاول تغطيه. عدّلت خصلات شعرها بلُطف الى كان هيقطعه ابنها ف ايدها، ودموعها بتنزل على خدها، لكن "أسير" بصت لها بعين ميتة وقالت بنبرة مكسورة:
– انتي السبب…ابنك بيعمل فيا كده لحد النهارده انتى الى قتلتينى معاه بسكوتى
سكتت، وسابت الكلمة تضرب فى قلب "عبير" اللى نزلت راسها بحزن مميت،صوتها مبحوح:– أنا آسفة… آسفة أوي يا بنتي…مكنتش عايزة كده، والله مكنتش عايزة كده.
صوت بكاء الرضيع جه من بعيد، وكأنه بيبكي على وجع أمه قبل ما يعرف الدنيا."أسير" فضلت سابّة نفسها فى الأرض، جسدها موجود لكن روحها مشيّت من كتر القهر.
"عبير" كانت جنبها، لكن وجودها ماكنش كفاية ينقذها…وفي اللحظة دي… كان كل شيء حوالين "أسير" بيهمس برسالة واحدة:"لا فرار… لا نجاة… هنا الموت مش نهاية… ده بداية للوجع الحقيقي."
أُغلق الباب، والمفتاح دار فى القفل كأن حياة "أسير" نفسها اتقفلت.الخطوات ابتعدت… لكن وجعها لسه ثابت… مبيتحركش.
انهارت على الأرض، دموع بتنزل من غير صوت… و"عبير" نزلت على ركبها جنبها، حضنتها بحنية مش قادرة تمسح الوجع، بس بتحاول تغطيه. عدّلت خصلات شعرها بلُطف الى كان هيقطعه ابنها ف ايدها، ودموعها بتنزل على خدها، لكن "أسير" بصت لها بعين ميتة وقالت بنبرة مكسورة:
– انتي السبب…ابنك بيعمل فيا كده لحد النهارده انتى الى قتلتينى معاه بسكوتى
سكتت، وسابت الكلمة تضرب فى قلب "عبير" اللى نزلت راسها بحزن مميت،صوتها مبحوح:– أنا آسفة… آسفة أوي يا بنتي…مكنتش عايزة كده، والله مكنتش عايزة كده.
صوت بكاء الرضيع جه من بعيد، وكأنه بيبكي على وجع أمه قبل ما يعرف الدنيا."أسير" فضلت سابّة نفسها فى الأرض، جسدها موجود لكن روحها مشيّت من كتر القهر.
"عبير" كانت جنبها، لكن وجودها ماكنش كفاية ينقذها…وفي اللحظة دي… كان كل شيء حوالين "أسير" بيهمس برسالة واحدة:"لا فرار… لا نجاة… هنا الموت مش نهاية… ده بداية للوجع الحقيقي."
***************
بيخرج ادم من المكار ويلاقى عربيات اجره واقف بيروح لشخص وسأله بروسي عايز تروح فين بس ادم مكنش فهمه خرج الكرت وشاور الى العنوان وبص فيه الراجل ورجع بص لآدم قال
-Это самый простой адрес для тех, кто не знает штаб-квартиру компании KJ. ده اسهل عنوان مين ميعرفش مقر شركه kj
لم يفهمه ادم بس لما الراجل شاورله يركب عرف انه يعرف الطريق إلى باين مش مستصعبه ودخل العربيه ومشي السواق بيه وقال بلغته الروسيخ
-. انت جديد فى روسيا باين انك مش فاهمني
بيبصله ادم وانه بيكلمه قال بلانجليزى- مش متقن فى لغتكم معلش
عرف انه بيتحدث انجليزى قال بلانجليزى- عادى يا رجل لو طالت رحلتك هتتقنها
لم يرد ادم مكنش حابب يرغى وعرف الرجل انه قليل الكلام، وصل ولما نزل شاف مقر الشركه الضخم بص للكرت كان نفس الشركه إلى بتتعرض ف الدعايا، خد الشنطه من الرجل وبيبص ع الفلوس الى لحق سحبها وحولها لعملتهم وميعرف دول كام بالنسبه ليهم خرج ثلاث ورقات بس الراجل اخد واحده وأشار ليه وقال
- مش شرط تفهم اللغه بس الفلوس لازم تكون عارف عشان متخرجش مبلغ زى دا لطريق بسيط وفلوسك تخلص.. لحسن حظك انى لست لصا
قالها بلانجليزى مكنشادم كتقنها هي كمان بس فهم بعض منها بيديله الكرت عشان لو عاز شواق من تانى بياخده ادم منه ومش بيستنى السواق منه كلمه لانه عارف انه مش بيتكلم كتير فبياخد التاكسي ويمشي
دخل ادم الشركه شاف امرأه قاعد عن الاستقبال شقراء أتوجه ليها قالت بروسي
-اساعدك ازاى يافندم
-أسمى ادم تبع استاذ شريف
قالها بلانجليزى بس الواضح انه مفهمتش معنى كلامه ومن شريف حس ادم انه هيضيع لو معرفتوش اة محدش هنا عنده خبره وانه ف بلد غريبه قال
-مش دى شركه kj
-ايوه هي
بيجى صوت لف ادم شاف شاب ملامحه غريبه عن الناس الى هنا شويه بس اقرب ليه بتكلمه السكرتريه وتقوله
-مستر علي ممكن للحظه
كان اسمه علي هل هو مسلم، بيحى ويبص لادم شويه قال بروسي
- ف اي
اخرج ادم ملف وادهوله بياخد ويشوفه بعدين بيبصله قال بلغه عربيه
-استاذ ادم يهلا بالعروبه
نظر له ادم قليلا قال- بتتكلم عربى
اومأ له قال- معلش بس روز متعرفش حاجه عن توظيفك لسا لأننا اتبلغنا انك مش جاي من فتره واتفجانا لما قالو انك جاي... المهم تعالى اوريك مكتبك
بيحط الملف لروز ويقولها- سيفى استاذ ادم من مدراء الحسابات عندنا فى الشركه من دلوقتى
اومات له بابتسامه مشي علي وراح معاه ادم وركبو اسانسير قال على
-الشركه كبيره شويه عن اى مقر تانى هنا بس مع الوقت هتحفظها، لان باين عقلك مؤهل كويس عشان كده اتنقلت هنا، بصراحه احسدك ع ده
-تحسدنى؟!
-اتبلغنا على الايميل ان موظف جديد وبصفتى ماسك ايميلات الشركه ف دورت ولفيت لنك كاسك شغل مش كتير، يعنى كفأتك خليتهم يجبوك هنا أو بسبب الأرباح الى دخلتها فى مصنع الاول بعد اما كان بيتسرق
صمت ولم يرد خرجو من الاسانسير وصلو على مكتب هادى راقى مرتب ينقصه دفاتره
قال على- اظن رحلتك كانت طويله تقدر تروح ترتاح وبكره تبدأ الشغل
-بتتكلم عربى كويس وملامحك عكس الى هنا، انت عربى؟!
ابتسم قال- اردنى.. لكن عيشتى كلها هنا وحشنى اتكلم عربى عشان كده هتلاقينى معاك ف العربيه وبس
-دى حاجه متضايقنيش يمكن انت الى فهمته هنا لحد دلوقتى
-مبسوط انى اتعرفت عليك وواضح التعامل بينا هيبقى لطيف
مد يده إليه نظر له ادم قليلا صافحه ابتسم له على ثم انسحب ادم بعد المسافه الرسميه ومشي منغير ما يتكلم نظر له على بتنهيده قال
-شكله طيب بس وشه جامح لدرجه تخوف
ادم فى التاكسي بيساله السواق عن المكان الى عايز يروكه بيقوله ادن بلانجليزى ياخده لاوتيل وبيفهمه السائق، بيبص فى الهاتف خرج شريحه تليفونه وتناها بقبضته القويه لتنكس.ر بيفتح الشباك ويرميها ببرود وجه وكأن الثغره الى هتوصل حد ليه قد انتهى، انه يختار مم يحدثهم وهو لا تربطه علاقه بأحد
بيشوف يافطه ع عماره قال لسواق - أوقف لحظه
بينزل وكانت اليافطه عباره عن مستأجر لشقه قال السواق - ف حاجه
دخل العماره وشاف سيده مسنه قاعده مع كلبها وفتحت باب شقتها بتشوفه بيقول
-عايز اشوف الشقه
بتفهم الإنجليزى وباين انها ليست روسيه لان اليافطه بلانجليزى بتقوله
- تعالى معايا
طلعو على شقه ودخل شنطته كان فيها كل حاجه محتاجها وكويسه ومش بعيده عن الشركه بتقوله
-انها إيجار مش تمليك وده العقد
بياخده منها ويشوف الحساب قال-انا مش بفهم ف العمله هنا بس الىىاعلفه انى مش هقدر اديكى الإيجار كامل مقدم
-ده شرط
-ممكن اديكى جزء منه
خرج الفلوس قال-معاك يكفى
-ده الى معايا لمعيشتى هنا، لسا هستلم شغلى بكره
-منين انت
-مصر
سكتت قليلا ونظرت اليه خدت الفلوس منه وعدتهم وخدت نصفهم قالت
-ده نصف الإيجار الى مينفعش اتغاضى عنه وهتدفع زيهم الشهر الجاي بالشهر الجديد كامل
اومأ بتفهم خرجت مع كلبها وقفل الباب حط الفلوس ف جيبه ودخل جوه بيحط حاجته وينظم اموره
بيبدأ ادم فى تانى يوم فى شركه بيكون واصل بدرى متأخرش بل اتي قبل الموظفين الى كانو مستغربينه بس عرفو انه الموظف الجديد، كان بيعقد فى مكتبه ويراجع الى سبهوله علي زى مقاله هيحطله الحسابات ع المكتب
خرج وسأل عنه شاورله احد الموظفين راح ادم لمكتبه قال- فين دفاتر الشركه
-قصدك اى
-كنت هسالك عن الحسابات اللي فاتت بس افتكرت اننا فى شركه يعنى اكيد ف مكتب شايل الملفات كلها، فبلاش اعطلك عن شغلك
-عادى هو لو قصدك ع ملفات الحسابات فعندك كذل مكتب للملفات عايز المصنع الاول ولا التانى ولا الى برا ، ولا الشركات وانى شركه.. حدد انت عايز تراجع حسابات اى
-انا إلى مسؤول عن كل ده
-لا معاك مساعدين اكيد ممكن تسألهم
دخل شخص التف له ادم وسلم عليه على باحترام وقال بروسي
-ازيك حضرتك مستر البرت
كتن ادم عارف انه المدير من شريف بصله قال
-لى ف ضوضاء
-مفيش بس استاذ ادم كان عايز يتملك من الحسابات أكتر عشان يفهم الدنيا بس عرفته انه صعب شويه
بيبصله ألبرت ذلك الرجل الاجنبى سلم عليه قال- دى اول مقابله بينا
بالله ادم السلام شاور ألبرت لعلى قال-ساعده
-واسيب شغلى
-ادم عنده شغف فى شغله ولما بيمسك حاجه بيدخل مبالغ طائله، ف اول شهر وهو علم مع المدراء فى سجل الموظفين.. ساعده وكمان ساعتين عندنا ميتنج، فهمه الدنيا هو عربى زيك
-حاضر
خرج وسابهم بصله ادم قال- انا سمعت أسمى كان بيقول اى
-اهدى اكيد مكنش بيسبك، كان بيقولى اساعدك من باب المدح فيك.. يلا قبل اما الميتنج يبدأ.. هنا شغلك بيبدأ لأننا بنمشي ع خطط برامج المدراء
بيوصله لكل مكتب ويعرفه ده تبع اى وكان مليء بالرفوف العليا الشاهقه الى مليانه بدفاتر وادم بيحس بتعقد امور وان الوضع صعب ويقوله على
-مش قولتلك، حدد عايز تراجع اى
-اعتقظ الشهر الى فات كافى
-انى حاجه بظبط
-كله
-بتهزر
-ف. امكانيه اراجع نسخ ف البيت
-عادى بس
-خلاص شكرا روح شغلك عشان معطلكش
بصله بريبه بيدخل ادم ويدور ع الى عايزه قال على- انت غريب
فى الميتنج كان ادم لا يفهم مع م كلامهم ولا يفهم شبب وجوده هنا، كان ده اجتماع شامل بالمدراء فقط لأى وحده خاصه بالشركه، اتعرف عليهم كلهم من خلال علي بس الى كان مضايق منه عدم اتقان لغه عشان يعرف يتواصل ويفهمهم
بيعقد بليل فاتح الملفات كلها قدامه وفاتح تليفونه ع الترجمه، اشترى خط جديد هنا وفعل النت عشان يعرف يشتغل، كان بترجم الملفات ويقرأها ويرجع يقلب فيها، كان بيجي ف عمله بيخلى عقله كل الى فيع شغل وبس كان عايز يدغنت انت يقلب فى حاجه ممكن تقت.له، لطن مة يعرفش انه بيقت.ل ادم فعلا
كان بيروح بشغله بانتظام عرفه الموظفين بالموظف المنتظم لجديته فى العمل وعدم المزاح حتى ف اوقات البريك بيكون لوحده، ساعات علي بينضم ليه ويسيب حب الموظفين ليه وخصوصا البنات
علي-لحد النهارده مشوفتكش بتضحك انت ف حاجه مضايقاك
-اى الفايده انى اضحك وانسي الى انا هنا عشانه
-انت جدي زياده يا ادم، اوقات بشوف إنك مجرو.ح او كائن منطوى
نظر له قال علي- عندك حبيبه
-روح اعقد مع صحابك بتندمج معاهم أكتر اما مش شبهك
-واى الطبع الى خدته يقول انك مش شبههى، مش ممكن نكون زى بعض
-اتفقنا فى الشرق بس مش فى الحياه
-احكيلى عن حياتك يا ادم
-محبش احكى عنها بس احمد ربك ان حياتك مش حياتى
مشي ادم لما انتهى وقت البريك ليرجع لعمله بيشرب على مشروبه الغازى قال
-باين انى أدخلت ف خصوصيه أكتر من اللزم
يتردد ادم على الشغل ويعود لعمله كان ده روتين يومه، بيمشي بعد اما يخلص شغله سيرا على الأقدام كان علي بيقوله يركب معاه عربيته يوصله بس هو بيمانع لان الطريق قريب، أو لانه بيفضل المشوي لوحده،
كان قاعد فى شقته فى بلكونه بتكل على شارع هادي لا يسير فيه تحد عكس مصر اليون بأكمله يسيرون الناس، اما هنا ف المغرب الشوارع بتكون ملك للمافيا، وده إلى عرفه من علي يتجنب يمشي فى الازقه المجهوله ويرجع بظرى افضله وكأنه ان المناطق مشدده بالبوليس بس ازاى ميقلقش وانه ممكن يتهجم لو رجع متاخر، الدنيا هنا مش امان زى مصر
بيبص لسما بيدخل ف عقله صوت ضحكه رنانه وصوت انوثى رقيق هادي بلكنته الجميله "ادم"
تحجرت الدمو.ع فى عينه لكنه كتم غصته بقوه وهو بيشد على قبضته لطالما كان يحب اسمه من احد، كان يعشقه، الان يبغض تلك الحروف
فى يوم كان الموظفين بيتحقق من حسابهم فكان ده يوم القبض بعد انتهايه الشهر اخيرا واستلمت الموظفين قبضهم، ادم بيكون فى مكتبه خرج وكأن رايح للالبرت قابل علي خارج من عنده قاله-قبضة ولا لسا
-المفروض اه
-امال ف اى، الى بيجى عند المدير دلوقتى بيبقى شكوى
-عايزهم كاش
ابتسم وخد تليفونه قال- خلينا نشوف جالك كام
-اخدهم ازاى
- لما وقت الشغل يخلص هنروح للمكينه تسحب
بيرجع آدم فى المساء بعد اما سحب الفلوس وعرفه علي ازاى يعملها، لقد كان القبض قديما له لم يعرف ان المكافآت ستصل لمضاعفات مرتبه هيقدر يدفع الإيجار مرتاح، بيكون ماشي بسرعه لحد موصل العماره امن بيطلع شقته بس بيسمع صوت لقى بنت واقفه عند الشقه إلى قدامه وتضربها بالرجل وباين عليها الضيق والانفعال
لفيت وشافت ادم بس اتجاهل الموقف وفتح شقته قالت بروسي
- مستأجر جديد
لم يفهم ما تقوله وكان هيدخل بصبتله لا تنكر انه وسيم فهل هذا بيخيله يتجاهلها قالت
- تجاهل كلام الناس امر مش أخلاقي
عينه جت ف عينها وأنها بتكلمه قال بلانجليزى- بتكلمينى
سكتت وتراجعت قليلا قالت- اسفه بحسببك بتتجاهلنى.. ممكن تساعدني ف فتح الباب
شاورلته كان ادم عايز ينسحب بس أطر وراح خد المفتاح منها واتقدم لما وسعتله بيقبض بقوه ويزق الباب اتفتح بصيتله لانها خافت يتخلع قالت
-ا..شكرا
مردش عليها ومشي نظرت له فهل هذه وقاحه عدم الرد، جت السيده المسنه قالت
-اى الصوت ده، ف مشكله
-لا مفيش يا سيده إليزابيث
بتقف عند ادم قالت- خبطت عليك الصبح كنت فين
-ف الشغل، ده وقت الدفع
اومات له خرج المال نظرت إليه اداها الفلوس بصتلهم الفتاه قبل اما تدخل وهي بتبص لادم بالتحديد قالت
-هو الإيجار علي؟!
اليزابيث- لا نفسه
-بس ده...
-اتمنى تحظو بوقت سوا
وتمشي وتسيبهم بيدخل ادم شقته ويلاقى الى واقفه ف وشه نظر إليها قالت
-اعذرنى، بس ممكن تكون مساعده لسائح وده إلى باين عليك
-ازاى عرفتى؟!
-ملامحك غريبه عن هنا
نظر لها قليلا لانه بيشبه عليها تلك العين الكاحله المسحوبه
قالت-بتدفع إيجار مش كده، المفروض تديها دول
خرجت فلوس من معاها وشاورلتله ع الورقه بيبصلها قليلا قالت
- اديتها كام ورقه منهم
-ممكن تكونى غلطانه بس انا ماجر من شهر مدفعتش غير نصه المره إلى فاتت فاترتب عليا النهارده
-دفعت كام النص
شاورلها ابتسمت ورجعت فلوسها قالت- تلك العجوز...
بصلها قليلا بصتله قالت- زودت عليك الإيجار، رجع فلوسك لو كانت تهمك
-قصدك اى
-خدت اكتر من حقها، ثم إيجار الشقه عالى فوق ده زودت عليك لأنك سائح
ابتعدت عنه وراحت لشقتها وقفلت الباب وادم فضل باصصلها دخل بس بيحى ف مخيلته صورة تلك البنت الى خبطته فى المطار، انها تشببها خرج تانى وفى نفس الوقت كانت خارجه واتقابلو الاتنين بصو لبعض قليلا
-انا شوفتك قبل كده
قالوها فى فم واحد فسكت ادم ونظرت له الفتاه قربت منه وقفت قدامه قالت
-ما كان ذلك
ادم-اسمك اى
استغربت بس قالت- اعتقد لو اعرفك مش هنساك بس باين إنها مقابله شفاسفه، بس بما انك عايز تتعرف علي
-متقولش اسمك عشان اتعرف
-امال بتسأل لي
دخل شقته فتح درجه وبيلف لقاها فى وشه نظر لها بشده قال
-بتعملى اى هنا
بص لايده بشده نتشت البطاقه قالت- بطاقتى يسارق
-سارق؟! أنا
-لقيتها ف المطار مش كده
-وقعت منك ومعايا من ساعتها
مقدمتهاش لى للبوليس انت عارف قدمت ع بلاغ وافتكرت ان كل حاحه راحت، عارف دى فيها كام
-مش عايز اعرف
نظرت له قال ادم- بما انك خدتيها اتفضلى
-بتطردنى
اومأ إليه ايجابا اضايقت وخرجت فورا، راحت ع شقتها فتحت الاب وعملت مكالمه قالت
-تحقق من الحساب الان، عادت بطاقتى
-تمام يافندم، الجساب زى ما هو
سكتت وبصيت للبطاقه الى كانت معاه كل ده وعن المعاناه وهى بتدور عليها حتى لما رجعت كانت مواجه صعوبه فى صرف أموال ببذخ زى عادتها
ادم بيكون رايح الشركه فى يوم التانى بيلاقى عربيه وقفت قدامه وتنزل منها نظر لها كمل سيره لكنها وقفت امامه قالت
-بتمارس دور صعب المنال
-انا متأخر
-اركب اوصلك
بيمشي بتمسك ايده نظر لها ادم قالت- استنى... من فضلك
صمت تنهدت قالت- بخصوص البطاقه انت محاولتش تهكر الحساب لى
-انا مش حرامى
-ممكن التعبير خاتى ف... بعتذر ع طريقتى
سكت حين قالت له ذلك، قالت- اتمنى تقبل اعتذاري يا.. اسمك اى
-ادم
نظرت له قلبلا قالت مردده- ادم...
ابتسمت وصافحته قالت- كلارا، اسمى كلارا... فين شغلك
-بحب اتمشي
-متهزرش
مشي ادم اتنهدت وسابت سيارتها ومشيت معاه نظر لها بصتله قالت
-بتشتغل من شهر، أول مجيت.. يعنى جاي عشان شغل
-بتفهمى بسرعه
-شغاله hr فى شركة، انت منين يا ادم.. ليه كلامك قليل معأن ده حاجه تخليك جذاب فهل بتمارس التصلت عليا
- بحاول اسمع أكتر عشان اعرف اتكلم زي الى هنا
مسكت ايده نظر لها قالت- عايزه تتعلم روسي
اوما لها قال- بواجه صعوبه ف الفهم و..
- هعلمك
نظر لها قال- المقابل
-بسحب اعتذاري لأنى مبحبش اعتذر لحد... هعلمك اللغه واعتبرها اعتذار خفى عن الى قولته
صمت بص فى ساعته ورجع بص لكلارا قال- هتواصل معاكى لازم امشي عشان اتاخرت
اومات إليه بيمشي ويسيبها لانه اتاخر على شغله بتبصله كلارا قليلا ولجسده الممشوق يبدو صامت مطفأ الاعين، لكن اعينه وملامحه كامت وسيمه لها.. وسيمه للغايه شبه الذئب الجريح، كانت تشعر بشيء نحوه انجذاب لا تفهم معناه
فى المساء الأنوار خافته، والجو بارد، صوت خفيف للرياح من النافذة…كلارا جالسة على المكتب، فـ الشغل، الكمبيوتر قدامها، لكن نظرها بعيد.بتبص للموبايل كل شوية، تفتحه… تقفله…تفتحه تاني… مفيش رسائل.مفيش رقم لآدم أصلاً.
تتنهد بضيق، وتقوم تقعد على السرير، تتسند، تبص للسقف لانها حسيت بالخيبه لما مكلمهاش معانه الى محتاجها مش هي تتلف في الغطا، وتحاول تغمض عينيها… بس تنهدها بيفضح إنها مش مرتاحة.صوت أفكارها مستمر:
– بس… ليه كنت مستنيه تشوفه بليل ليه حاسة إني عايزة أشوفه؟
تشد الغطا عليها أكتر… تلف وشها للناحية التانية… بس النوم مش مش جاي بس إعتراف بقلبها ان أول ذكر يتجالها هكذا
كلارا بتركب الاسانسير لابساه بسيط وشيك، شعرها مربوط بشكل مرتب، شايلة شنطتها، ترفع عينيها…بتشوف ادم يبصلها ةسعتله مكان دخل معاها وطلبلهم الدور الارضى
كلارا-إزيك؟ عامل إيه النهاردة؟
– تمام، الحمد لله.
كلارا تبص له كأنها مستغربة الرد المقتضب. تسكت، تحاول تخفي انزعاجها، لكن نظرتها باينه إنها حسيت بالبرود… وكأنهم ما اتفقوش قبل كده على أي حاجة.
بيخرج ادم بس بيقف ويرجعلها قال– ممكن رقمك؟
كلارا بتبصله قال– عايزه ليه؟
– عشان أعرف أتوصل معاكي… المفروض هتعلّمي اللغة، صح؟ولو مش هتعرفي، عادي… أنا ممكن أشوف طريقة تانية.
كلارا بتأكيد– لا، هعرفك…أنا مش برجع في كلامي.. أنا بس طنت فاكره انك مش مهتم
ادم– لا… مهتم، بس امبارح ضغط الشغل كان كبير، صدقيني.
بيبص في ساعته وبتلاحظ إنه متأخر. تحس إنه صادق. تمد إيدها وتديله رقمها، لكنها ما تطلبش رقمه، كأنها بتسيب له الخطوة الجاية. ياخده،ويقولها
– هكلمك.
بليل آدم واقف في المطبخ، بيصب قهوة طازة في كوبين، الكيس اللي جابه النهارده لسه على الرخامة. ياخد الكوبايتين ويحطهم على الطاولة، وبعدين يخرج من شقته، واقف قدام باب كلارا، بيتردد لحظة قبل ما يرن الجرس.بعد لحظات، الباب بيتفتح… بتظهر كلارا، لابسة شورت جينز وبلوزة قصيرة، شعرها سايب
كلارا – آدم؟ حسبتك لغيت النهارده.
آدم– لا بس اتردد تكونى نايمه والوقت متأخر
– أكيد لا طبعًا، ثانية واحدة.
بتقفل باب شقتها وتروح معاه. وتدخل وتشوف انه مرتب وتلاقي طرابيزه
آدم:– اتفضلي، القهوة.
كلارا بتقفل الباب وراها ببرائه بس ادم بيقولها
– سيبيه مفتوح شوية؟
بيفتحه تانى بتستغرب وتقفله– ليه؟ الجو بارد… مش هتعرف تنام بليل كده
بتقفل الباب بإصرار، آدم بيحاول يعترض لكنها بتضحك وتقعد على الطاولة، تبص له بابتسامة دافية.
– مش لازم كل حاجة تمشي حسب قواعدك… ارتاح شوية.
بتشوف دفتر وتقوله– جبت دفتر؟
آدم:– أيوه، ناوي أكتب فيه قاموس صغير… كل كلمة روسي أتعلمها.
كلارا – هايل يا آدم… واضح إنك جاد حتى في مهاراتك
بتبصله وتقوله– فين القلم؟
آدم بيقوم هيروح يجبلها لكنها بتقول
– استنى...
بتسحب قلم رفيع كان محطوط وسط خصلاته. القلم ينسدل من شعرها
آدم – كنتي حاطة قلم في شعرك؟
كلارا – وأنا بشتغل دايمًا بعمل كده، علشان دايمًا بحتاجه فجأة.
بتفتح الكراسة، وبخط أنيق وكبير، بتكتب أول كلمة: “Adam” باللغة الروسية
كلارا– دي أول حاجة لازم تتعلمها… اسمك. عشان لما توقع اما تتشهر
بيبصلها من الى قالته وصوت بيتردد فى ودنه بتبصله من ملامحه الى اتغيرت سالته لو كان ف حاجه بينفى ويديها كوبها بتبصله وتاخده منه بابتسامه،بتبدأ تكتب كلمات بسيطة تحت الاسم، وتنطقها بصوت واضح. آدم بيكرر وراها، لكن ينطق كلمة غلط.
كلارا– لأ، كده هتقول حاجة تانية خالص…
بتقرب منه، وتمسك بإيده بلطف، بتوجّه القلم في طريق الكتابة الصحيح، لكن نظره بيروح لها للحظة، وهي قريبة جدًا، وابتسامتها لسه موجودة. بيبعد عنها وكلامه كان رسمى
كلارا بنعومة– كده أحسن… شاطر.
آدم بيراقب نتايج تعليمه الأول بمزيج من الإعجاب والاهتمام.
كلارا بنعومة– كفاية كده النهارده، إنت اتعلمت كتير… مش عايزين نضغط على عقلك، تِتلغبط الكلمات.
آدم بإصرار خفيف– بس أنا حاسس إني لسه في مود التعلّم… حفظتهم كويس.
كلارا بابتسامة خبث خفيف– ومفيش داعي نستعجل، كل حاجة ليها وقتها… بكره نكمل، تمام؟
لكنه حس إنها بتماطل. لحظة صمت قصيرة، ثم تكسرها وهي بترفع كوب القهوة وتبتسم وهي تشرب:كلارا:– قهوتك حلوة قوي على فكرة.
آدم – من مصر.
كلارا بتبص له بفضول – أنت من مصر؟
بتسكت بس بتبتسم باعجاب اكثر وشربت قالت– عشان كده ملامحك وسيمة.
آدم مسك الكوب، ماردش، لكن عنيه قالت أكتر مما نطق. كلارا لاحظت، بس غيّرت الموضوع بذكاء.– وجبت القهوة من مصر كمان؟
آدم – لأ، لقيتها هنا في سوبر ماركت قريب… بس طلعت من إنتاج مصري.
كلارا: ممكن أشوف الكيس؟
وبعد لحظات رجع بكيس القهوة.كلارا أخدته منه، قلبته تقرأ التفاصيل، بصّت على الاسم والمكونات، وكأنها بتحاول تحفظه.
آدم– بتعملي إيه؟
كلارا – باخد الاسم… القهوة دي عجبتني، فعايزة أجيب زيها.
ادم – بس الكيس ده مفتوح… مش هينفع أديهولك.ممكن اجبلك واحده
كلارا:
– تديهولى مش مشكلة… بكام؟ أشتري منك.
عقد حاجبيه، كأنه استغرب الكلام.– لو كنت هاجيبهولك… مش هاخد منك فلوس.
– بس هنا… أي حاجة بنجبها بندفعها هنا كل واحد مسؤل عن نفسه.. كل واحد بيحاسب على حاجته.حتى لو ف عشا
– أنا مش هقبل فلوس منك… وياريت ما تجادلينيش في دي.
سكتت كلارا، بصّت له ثواني ابتسمت قالت – شكرًا… آدم
بياوما لها ا معملش حاحه فبتقوله– عملت إيه مع السيدة إليزابيث؟… حكاية الإيجار؟
آدم– مش هعمل حاجة دلوقتي… ممكن زودت المبلغ شوية عشان سايح بس غالبًا بفكر أنقل.
– طب… تعال أقعد معايا في البيت.
آدم اتفاجئ– بيتك؟
– آه… بيت ماما، بس أنا عايشة فيه لوحدي. كبير، وهادي، وأنت مش مرتاح هنا أصلاً.
– وقاعدة هنا ليه؟
- نفس السبب اللي جابك هنا… أكون قريبة من الشركة.
ادم بريبه– عرفتي منين إن شركتي هنا؟
- تحب أقولك اسمها؟… بكره لما استنى اجيب نوع عربيتكم
استغرب جدا منها ابتسمت وقالت بتوضيح– شوفت بطاقة كانت على الكمود
آدم بصّ لها بثبات، بنظرة طويلة… بتستغرب وتساله– عايز تقول حاجة؟ قولها.
آدم– ذكيه وملاحظتك التفاصيل قويه…
ابتسمت من مدحه كانه اول مره يتقلها قالت– وانت… قليل الكلام أوي يا آدم. كأمك مش بس ساكت… كأنك بتخاف تتكلم، أو تقرب من حد.
آدم بردت عينه اكثر ونظر لها قال– أنا جاي أشتغل… مش أعمل صداقات أو أدخل في علاقات.
– بس الوحدة يا آدم… ممكن توصّل للجنون.
قالها آدم بنبرة هادية فيها عمق:– قوليلي يا كلارا... شايفة الشخص اللي قدامك ده عاقل؟
استغربت من سؤاله بس قالت– من هدوءك ورزانتك.. أيوه، غريب. بس تعرف؟ من البطاقه واحتفظي ليها لحد ما تلاقينى وده شيء مكنش جايز بس أكدت إنك امين.. أمين وراجل
سكتت لحظة وكملت وهي بتبصله – وأنا مش بلقب أي حد بالوصف ده... لانى نسوية في بعض الأمور
قامت وقالت– شكرًا تاني على القهوة...
مشيت بخطواتها الناعمه لفيت ليها وعينها جت ف عينه قالت-تصبح ع خير
خرجت من شقته بخطوات هادية، وفي إيدها كيس القهوة كأنها شايلة كنز. والباب اتقفل وراها، وساب وراه ريحة أنوثة جذابه كانت حاضره
كانت كلارا دايمًا بتترك أثر فى حياة تعلم آدم وحياته الشخصيه بردو لمجرد إنها تقوله "صباح الخير" أو "شكرًا" بالروسي لما يتقبلون على السلم تتكلم معاه وف خلال تدريبهم بليل، كانت بتعمله كأنها بتعلّمه وتختبر حفظه في نفس اللحظة.ادم وهو بيشوف ملامحها الىىقريبه جدا منها فيحس انه عايز يبعدها عنه لان الشبه كبير من شعرها الاسود وعينها الكاحله لطن كلام عينها زرقا
كان بيهرب من حياته في الشغل. مش بس لأنه شاطر، لا. آدم كان عنده هدف أكبر: إنه يدخل السوق من أوسع أبوابه. يفهم البرامج، يكسر صندوق الحسابات التقليدي، ويبني لنفسه دور ماحدش يقدر يتجاهله.ومع مرور الشهور، بشغله الجاد والتزامه، بدأ ياخد مكانته جوه الشركة. الموظفين بقوا يشوفوه كقائد طبيعي. حتى المديرين بدأوا يلاحظوا تأثيره وهدوءه اللي وراه عقل بيشتغل ٢٤ ساعة.
في أحد الاجتماعات، كان الجو مشحون بالتحضيرات للخطة القادمة. والبرت، المدير التنفيذي، بص لآدم وسأله بالروسي:– إيه رأيك يا آدم؟ شاركنا للمرة دي. إنت بقت ليك دور كبير، برضو مدير.مش تسكت كتير
آدم كان بيكره الاجتماعات، بيحسها كلام كتير و٧و مش بيفهمه عشان كده مش بيتكلم. لكن المرة دي... فهم الكلام. أو على الأقل لقط منه اللي يكفيه وعلى كان هيترجمله بس ادم رد
- أنا عندي خطة تانية لنوع العربية الجديد... توفيق بين السعر والتقنية، بس بطريقة أبسط.
بدأ يشرح فكرته، وكل ما تغيب كلمة عنه، يصحّح أو يوضّح. كانت فكرته فيها ذكاء وسوق، والبرت أومأ بإعجاب.– ممتاز يا آدم. الخطة عبقرية... هنشتغل عليها.
كانت كلارا جالسة وسط زملائها في غرفة الاجتماعات، تحاول تركز فـ العرض التقديمي لكن عقلها مشغول بحاجة تانية. فجأة رن تليفونها، نسيت تحطه على الصامت. الكل بص لها، ومديرها رمقها بنظرة فيها عتاب.لكنها لمّا شافت اسم المتصل… "Adam"، تلبكت لحظة، وبعدها رفعت نظرها وقالت بسرعة:– آسفة، مكالمة ضرورية… دقيقتين بس.
خرجت قبل ما مديرها يعترض، وردّت– في حاجة حصلت؟
– لو خلصتي شغل النهارده بدري… استنيّني، عايز أعدي عليكي.
سكتت من المفاجأة- في حاجة؟ ولا...؟
– نتعشّى سوا..... لو تحبي.
اتسعت ابتسامتها رغم محاولتها تبان عاديه:– هستناك.
وفي المساء، بعد ما خلصت شغلها، نزلت للشارع تدور بنظرها يمين وشمال، لحظات من القلق خافت يكون غير رأيه… بس شافته من بعيد جاي ناحيتها، وملامحها ارتاحت كأن حمل انزاح من على صدرها.زقف قدامها وسأل:
– اتأخرت عليكي؟
هزت راسها:– لأ خالص، بس ممكن اسال سبب العشا
– النهارده شاركت معاهم فـ الاجتماع، ولأول مرة فهمت كلام، وده بفضلك… فـ قلت أكلمك نتعشي تقديرا لمساعدتك ليا
ابتسمت قالت-ع حسابك
-قولتلك معنديش قاموس الست تدفع
-متبقاش جدى انا بهزر معاك ف كل كلامى
بيسالهغ– تحبي تاكلي فين؟
– أي مكان تختاره
- في مطعم قريب شكله كويس… نروحه؟
أومأت له بالإيجاب، ومشوا سوا لحد المطعم.
دخلوا وقعدوا، الجو كان هادي والإضاءة خافتة، فيها دفء مريح. بيكلب كل منهم كليهم وكلارا بدأت تطلع المحفظة من شنطتها، لكن أول ما آدم شافها، نظر ليها بنظرة قصيرة… كفاية كانت توصل المعنى.فهمت فورًا وتوقفت، قالت بنص استسلامي:
– حاضر… مش هجادل.
قفلِت الشنطة وابتسمت ابتسامة صغيرة رغمًا عنها، وفضلت تبص له من غير ما تلاحظ، كأنها بتكتشفه من جديد.لاحظ نظرتها ليه وهو بياكل وبص لها باستفهام
– في حاجة؟
قالت- الدعوة زى الموعد… طلب مواعدة شاب لبنت.
آدم ما ابتسمش فهى لم تكن مزح٧ ،وبصلها وقال– بس احنا مش كده.
أومأت له بتفهم صادق، وقالت:– عارفة… أنا مقدّرة ده.ده بس… امتنان منك ع اللي عملته.
آدم سكت، لما عرف انها فاهمه قاصمع ضح وكملو عشاهم الهادى ف كلامهم العامى
كانوا ماشيين جنب بعض في هدوء، خطواتهم بطيئة، وصوت خطواتهم بيتلاشى وسط صمت الشارع وراجعين العماره، آدم بصّ قدامه وسأل بنبرة مش مباشرة:
– بيتك بعيد عن الشغل؟ يعنى لى مشتغلتيش هناك
– بحب أتنقل.بس شغلي فرصته كانت كويسة، فحبيت أكون قريبة.. ولو قررت تتنقل من العمارة… ممكن تيجي تعيش في البيت عندي ونتقاسم الايجار
آدم بيبصلها ويقولها-اعيش معاكى
-اه مستأجر لو حبيت
-مينفعش
-لى؟!
– عندنا ماينفعش…اللي بيعيش معايا تحت سقف واحد، لازم تكون مراتي.
صمتت كلارا للحظة، واتنقلت ملامحها من التلقائية للتفهم.قالت
-خلينى مراتك لو عايز
نظر لها من الى قالته ابتسمت وفهم إنها بتهزر ، قالت– مفهوم،حتى لو كنا أصحاب…دي مش عادة مقبولة عندك.
آدم ماردش، بس اسير قالت– ساعات بتحسسني إنك بتكره بلدك،
بس في نفس الوقت… متمسك بيها في معتقداتك.سكت آدم، ماردش…
بس عيونه مازالت موجهة ليها وهى مبتسمه جنبه قال
– مش ناوية تقولي…ليه وافقتي تعلّمينى لغتكم
– واضح إنك بتعاني من فقدان ذاكرة.نسيت إني كنت بردّلك اعتذار ع الى قولته.
– اننى كنتى مسدده خدمه فعليا
نظرت له قال-لما كشفتلي حقيقة صاحبة العماره، طلعت واخدة منك إيجار زيادة وبقيت اخد بالى بسببك، كنتى ممكن تحطي دى قصاد دى بظل ما تجيرى نفسك ع الدين
سكتت وهو بيقولها – كنتِ ممكن تحسبي دي قصاد تعليم اللغة…بس انتى سددتى خدمه تانية مش ملزمه بيها… فلى وافقتي ومستمره لحد النهارده
ابتسمت قالت– إنت ذكي أوي يا آدم انا بحب صراحتك،فأنا هكون صريحة معاك.
بتقرب منه وتقف قدامه قالت– عايز تعرف أنا كنت عايزة أعلّمك لى
– عايز اعرف المقابل؟
– مفيش مقابل أنا…بحبك
↚
– عايز تعرف أنا كنت عايزة أعلّمك لى
– عايز اعرف المقابل؟
– مفيش مقابل أنا…بحبك
سكت آدم كانت كلمتها واقفة بينه وبينه زى صدمة هي بصّت في عينه، وقالت -أنت راجل ذكي، ما توقعتش إنك هتكشفني كده.ولا توقعت نفسي أعترفلك بشيء زى ده…بس الحقيقة؟دى مش مشاعر فضول…ده كان إعجاب…وبقى مشاعر حقيقية.
اقتربت كلارا منه بعد اعترافها،مدّت إيدها تلمس وجهه وبتقرب منه لكن آدم…
مسك إيدها بهدوء وقفها… وأبعدها عن وشه وهو ساكت وهي كانت مستنية منه رد… حضن… ابتسامة… حتى كلمة واحدة.
قال– ليه عملتي كده؟
كلارا اتفاجئت، نظرت له بعدم تصديق– إيه؟ ده رد واحد… بعد ما بنت تعترفلك بحبها؟
– أنا باعتبرك صديقتي… وبس.
انهارت ملامحها، لكنها حاولت تتمسك بنفسها– يعني… مش بتحبني زى ما أنا بحبك؟
– أنا معنديش قلب يحب
صدمتها كانت واضحة، بصّت له بوجع:– إنت حبيت قبل كده يا ادم، مش كده؟
سكت.السكوت ده كان أكتر من اعتراف…لكن برضو، هو ما قالش حاجة.
كلارا قالت– أنا… مكنتش عايزة أضايقك.بس حبيت أكون صريحة…ده كل اللي عندي.
– وقّفي مشاعرك هنا.أنتِ مينفعش تعجبي بيا حتى مش تحبيني.
دخل العماره وسابها وهو بتبصله
في الصباحكلارا نزلت من باب العمارة كعادتها، بتبص لا إراديًا على شقة آدم…
مافيش صوت، مافيش أثر ليه.بصت حوالينها، على السلالم، قدام الباب…
مافيش حاجة.
ما شافتهوش في الشارع زي كل يوم.ماعرفتش إذا كان نزل بدري… ولا لسه في شقته…ولا حتى راح في حتة تانية كلمته "صباح الخير" اللي كانت بتبسطها… اختفت.
عدّت الأيام…من غير مكالمة،من غير درس،من غير حتى رسالة عابرة.كأن آدم… بيهرب منها.بس ليه؟هل لأنها حبّته؟ولا لأنه بيهرب من مشاعره هو؟ بتخيل لو ورا آدم جرح كبير هى مش قادره تفهمه بس الرجاله بتنسي وبتعيش ممكن يكون الجرح قريب بس هما بقالهم شهور صحاب
كلارا كانت بتحاول تقنع نفسها إنها قوية…بس الفراغ اللي سابه آدم جواها… كان تقيل جدًا.
غي الشركة، مكتب آدم كان قاعد لوحده… قدامه اللابتوب، مركز جدًا، عيونه بتتنقل بين موديلات السيارات الجديدة، وبين خرائط البيع، والمنافسين، وكأن عقله بقى في حتة تانية خالص.
دخل عليه "علي" زميله – إنت بقيت بتشتغل أكتر من الأول. إيميلات؟
موديلات؟أسواق؟إيه اللي بتعمله ده؟ ناوي على إيه؟
آدم رفع عينه ليه– عايز أعرف السوق ده أكتر…عايز أفهمه كويس.
علي ضحك وهو بيهزر-هو إنت ناوي تفتح شركة ولا إيه؟
آدم بص له، ومن غير تردد:– ليه لأ؟
سكت علي… ملامحه اتبدلت، بقى بيتكلم بجد:– آدم… إنت عارف إنك عشان تفتح شركة بالحجم ده،لازم تبقى مليونير…ملياردير كمان مش مجرد موظف.
آدم قفّل اللابتوب بهدوء، وبص له وقال:– كل حاجه ليها بدايه ياعلى
– الأحلام حلوة يا آدم… بس مش سهلة.
– مش كل مليونير بدأ وهو غني…في ناس بدأت من صفر… وأنا مش بقول إني هفتح شركة قد شركتنا…أنا بقول أبدأ صغير… وأكبرها لحد ما تبقى أكبر من دي كمان.
علي– حلمك كبير… بس السوق قاسي، و...
آدم– أنا بطّلت أحلم من زمان…دلوقتي بنفذ... ثم لسا بدرى انا بفكر مش اكتر
قبل ما يكمل كلامه… بيتفتح باب المكتب فجأة، ألبرت بابتسامة واسعة قال بروسي:
– علي، اتأخرت ليه؟ إحنا قاعدين مستنينك!
على ابتسم– كنت بتكلم مع آدم شوية… وهاخده ونيجى
بيلصله ادم وضح وقاله- النهارده عاملين سهرة ترفيه، نحتفل بإنجازات السنة، وبداية سنة جديدة… زي ما انت عارف، ده عيدهم هنا.
- شكراً، ماكنتش أعرف… بس تمام، هاجي.
البرت- بص يا أدم، أنا مش هقبل عذر تاني... انت من المدراء، ووجودك في الاجتماعات مش رفاهية، ده ضروري قدام الموظفين.
آدم سكت اوما له قال- جاي
ابتسم ألبرت وقالت- هستناكم تحت يشبابا
أدم بينزل من الشركة بس بيوقف فجأة لما بيشوف كلارا واقفة بتتكلم مع علي الى لقاها واقفه شبه التايهه
ادم-كلارا؟ بتعملي إيه هنا؟
كلارا - كنت جاية أشوفك... ماكنتش أعرف إن عندكم اجتماع دلوقتي.
علي -شكلها كانت مستنياك من بدري معأن عدم خروج حد فى الليله دى ويجى يستنى حد دى تبقى حاجه كبيره
بيبص على لكلارا ويقولها- تيجى معانا إحنا هنحتفل النهارده
بتبصله كلارا لادم قالت– مش هقاطع سهرتكم، بس حبيت أسلّم قبل ما أطلع.
آدم قالها– تعالى، مش هنعق، كتير ونروح سوا
علي رفع حاجبه باستغراب- إنتو عايشين مع بعض؟!
آدم – اسكت يا علي.
كلارا – إحنا جيران… ساكنين في نفس العمارة.
علي ضحك وقال بنظرة موجهة لآدم وهو بيهزر:- وعندك جارتيك الجميلة دي ومقولتليش؟ مع إنك مش بتعقد معانا كتير في الشركة بس طلعت بتكون صداقات!
بيبصله ادم بيمشي علي مع مجموعته
كانت المدينه بتتلألأ بأضواء الكريسماس، والشوارع مليانة ناس، وزحمة أكتر من أي يوم، صوت الموسيقى طالع من كل زاوية، والجو فيه فرحة نهاية سنة.
وصلوا لمكان الحفلة، نايت مشهور وكان المكان مليان ضحك وألوان، وشجرة الكريسماس الكبيرة مزينة بأضواء متراقصة
ألبرت وقف وسط القاعة وهو بيفرقع زجاجة شامبانيا، وصوتها غطّى على الموسيقى لثواني، وهو بيقول بصوت عالي: الليلة على حسابي! خليكم براحتكم… الليلة ننسى الشغل ونعيش!
ضحك الجميع، والتصفيق علا. آدم قاعد على طرف القعدة، وكلارا جمبه، علي جه عندهم وهو شايل كاسين، مد إيده بكل حماس لكلارا:
– تفضلي ياكلارا… سعيد جدًا إني اتعرفت عليكي النهاردة.
ابتسمت له بلطف بيصب لادم كمان بيبصله لثوانى بعدين بياخده منه بتيجى موظفه وصاحبته جذبت انتباهه فورًا، وسحبته من قدامهم وهو بيضحك ليرجع لجلستهم لان على مرح ومتصاحب علبهم كلهم ويعتبر رئيس اى قعده
كلارا بصت لآدم وسألته وبعد صمت قالت بخذل وحزن-ليه كنت بتتجاهلني الفترة اللي فاتت؟
آدم بكل هدوء قال– كنت بعمل كده… عشانك.
وبصت له بنظرة استغراب ممزوجة بالحزن– عشانّي؟
كملت بعتاب:– أنت عارف إن كل يوم من وقتها… كنت بفكر فيك؟كنت بسأل نفسي أنا زعلتك في إيه… ومش لاقية أي سبب.
كلارا كانت لسه باصة له، صوت الضحك حواليهم، بس عالمهم كان هادي جدًا، كأن الدنيا كلها اتكتمت وفضل صوتهم هما بس.
قالت له بنبرة صريحة وواضحة، فيها وجع:- أنا بحبك يا آدم…لو كنت خايف على مشاعري، وبتحس بيا، ليه ما قلتش؟هو ده غلط عندكم؟ معتقداتكم بترفض الحب؟
بتبصله وتقوله -تمم ممكن نتجوز يا ادم
-انا مش بخلف
بصيتله من الى قاله نظر ادم إليها قال-لسا عايزه تكونى معايا
صمتت من قوله قالت-اه، عايزه مش هيفرق معايا طالما بحبك
سكت ادم من قولها
-هو ده العائق يا ادم
-لا
-لا؟!!
-مش هتفهمى
– أنا فعلا مش فاهمة. لو أنا مش السبب، مين؟ولو خايف عليا… طب ليه حاسس بيا أصلاً؟
آدم لفّ ناحيتها أخيرًا– لأنّي أنا السبب.مش إنتِ.أنا اللي مش جاهز.مشاعرك مش مشكلة… المشكلة أنا.
قالت له بنبرة بدأت ترتجف شوية، لكن بتحاول تفهم: – إنت بتحب؟في حد تاني؟
رفعت عينيها ليه وسألته بشجاعة مؤلمة– ولا في واحدة… مش قادر تتخطاها؟
آدم ما قالش. لكن عنيه كانت كفيلة بكل الإجابة. الظلمة فيهم… السكون في ملامحه… الألم القديم اللي مبيتكلمش عنه…
قالت وهي بتحاول تحبس دمعها جواها: – الخيار التاني…في حد جوه قلبك لسه سايب علامته… صح؟ يعني… إنت مش بتحبني؟ ولا حتى عندك استعداد نتجوز؟
– حتى الجواز؟أنا قفلته من زمان…مستحيل اتجوز لا انتى ولا غيرك
بتسميه كده؟ علشان كده، بلاش تتعلقي بيا.انا مستحيل اتجوزك
سكتت كلارا، قلبها كان بيتكسر جوه، بس كانت شايفة صدق في عيونه لأول مرة بالشكل ده… عرفت إن العيون المنطفية دي مش قسوة، دي خيبة أمل كبيرة معرفتش تتصلّح
طلارا– أنا مش هعرف أقولك دلوقتي إذا كنت هنسى… أو لأ.بس اللي أعرفه إني بحبك.
آدم بصلها وقفته وقالت– متردش.أنا مش هطالبك بحاجة…لا جواز…ولا حتى حب متبادل.
وقربت منه، ولمست إيده بخفة:أنا عايزة أكون جنبك.حتى لو كصديقة…
الحب ده يفضل بينا إحنا بس حتى لو مش قامر تقوله خليه خفّي، دافي…من غير شروط.
آدم سكت… مد إيده، ومسَك إيديها.مفيش ابتسامة واضحة، لكن في راحة هادية في عيونه.هي؟كانت بتبصله وكأنها لقت جزء ناقص منها… ولو حتى من بعيد.
فى الشركه كان الجو هادي، مفيش غير صوت التكييف، والكيبورد وهو بيكتب فيه بخفة. آدم قعد قدام الكمبيوتر، ماسك العقد الجديد اللى جاله من ألبرت، ووشه فيه تركيز.
ألبرت قبل الميتنج كان قاله:– "العقد ده مهم جدًا، شركة دعاية كبيرة، وعقد الدعاية ده هيزود من أرباحنا بنسبة كبيرة… والمالية هتكون عندهم قريب علشان تدرس البنود."
آدم هز راسه ساعتها من غير كلام كتير رغم ان الشركه مش حاسس معاهم براحه،فتح الفايل على الجهاز، وابتدى يسجل بيانات العقد… وكل حاجة ماشية كويس… لحد ما ظهر قدامه اسم صاحب الشركة.وقف… عنيه اتجمدت شوية، وبص تاني علشان يتأكد."موشيه بن زئيف" إنها شركه رئيسها صهيونى ودلوقتى عرف عدم الراحه سببها اى
سحب نفس عميق… وبص حوالين المكتب، مفيش حد. الدنيا ساكتة. سابه نفسه يتهد شوية… بس كل ما يفتكر الضحك والمجاملات في الاجتماع، كان بيحس إنهم خدعوه.
قفل الفايل بسرعة، وسحب العقد من الطابعة، وقطعه تلت تِكْتات ورماه في الزبالة.قعد على الكرسي، ووشه اتغير… ملامحه مش مرتاحة
شقة كلارا بتقدم لآدم القهوه وتعقد جنبه "مالك؟ شكلك مش على بعضك."
ادم- "في شركة دعاية، شركتنا هتجدد عقد معاها…"
– "تمام…؟"
ردت بتلقائية وهي مستنية يكمل.
ادم– "صاحبها صهيوني… مش مجرد يهودي، ده معروف بتأييده للكيان… وده مخليني مش مرتاح."
بصتله عشان يوضح قالت– "بس إنت مالك؟ إنت فى شغل حاليا.. خليك فى شغلك وبس ملكش دعوه بحط عشان متجبش لنفسك مشاكل
آدم بص لها باستغراب:– "يعني أحط إيدي في إيد ناس اعدا.ئئ؟ ده مش شغل وبس… ده مبدأ."
سكتت كلارا بتحاول تفهمه حطت الكوباية على الترابيزة بهدوء، وقربت منه شوية: "بص، أنا مش هقولك تعمل إيه… بس لو شايف إنك هتكمل وأنت مضايق وضميرك مش مرتاح، يبقى بلاش."
سكتت لحظة، وبعدين بصت له في عينه - اعمل اللي يريحك، آدم. الأمان الداخلي أهم من أي شغل. ماينفعش تشتغل مع ناس أنت مش حاسس بالأمان وانت معاهم… ولو قلبك بيقولك لأ، اسمعه."
آدم بص لها وسكت هو كان بيدور على سبب… على حد يقوله إن قراره مش تهور.
ألبرت قاعد فى مكتب مع على بيتكلم في شغل. الباب بيخبط ويدخل آدم بهدوء
ألبرت بيرفع عينه وبيقوله "جيت في وقتك يا آدم، كنت لسه هسألك على نقطة مهمة في العقد الجديد مع شركة الدعاية…"
آدم بيقاطعه بصوت هادي بس حاسم:– "أنا مش هقدر أنفذ العقد ده."
ألبرت بيرفع حاجبه، وعلى بيبص له باستغراب:– "إزاي يعني؟ العقد ده مهم
آدم بهدوء:
– "أنا مش مرتاح… مش هقدر أشتغل مع ناس بالشكل ده، خصوصًا وأنا عارف هم مين وبيمثلوا إيه."دعم الكيان من تحت لتحت
ألبرت – "إحنا شركة، مش حركة سياسية. مالناش دعوة بمعتقدات الناس ولا خلفياتهم، احنا بنشتغل وبس. لازم تفصل."
آدم ببصة مباشرة لعلي الى ساكت – "كنت عارف إن الشركة دي تبع صهاينة؟"
– "آه، بس مكنش ف ايدى انى اعترض كنت واحد بس هنا وكملت
– "بس أنا مش هكمل في شغل بيطلب مني أحط إيدي في إيدهم. حتى لو كنت الوحيد اللي شايف كده."
ألبرت– "ده مش قرارك لوحدك، الشركة محتاجة الصفقة دي. مفيش حاجة اسمها مش هتكمل."
آدم بيمدله بورقه مجهزها قال– "علشان كده أنا مش هكون عبء على الشركة… دي استقالتي."
اتصدم على وبصله بشده قال – "إنت بتعمل إيه يا آدم؟ يعني إيه تسيب الشغل وتمشي كده؟"
آدم –ثولت إنك زمان كنت المعارض فى الشركه عليهن وكنت لوحدك فسكت اما دلوقتى إحنا اتنين… لو شايف إن مبدأك يستحق، يبقى خليك معايا.. واو انت بايعه فعلا ومش عشان كنت لوحدك ولا حاجه يبقى كمل
علي بيبص له، وعيونه مليانة تفكير وصراع داخلي، والبرت مش فاهم بغتهم
علي بيقول لادم
– إنت مش احسن منى
وبعدين بيبص لألبرت، وبيقوله بلغة واضحة وبهدوء بيقول بروسي- انا كمان مستقيل، يا ألبرت."
ألبرت بيتجمد مكانه، مش مصدق اللي سمعه، وبيقوم بعصبية– "إنت بتقول إيه يا علي؟ بعد كل السنين دي؟ بعد ما وصلت للمرتب ده والمكانة دي؟!
علي – "المبادئ مش ليها تمن…ولا هتتعوّض بفلوس ولا ترقية."
آدم بيبص له، وعينيه فيها نظرة تقدير.الاتنين بيبدلوا نظرات صامتة… تفاهم، دعم، واحترام.وبيمشوا هما الاتنين من المكتب… سوا.
ادم وعلي خارجين من بوابة الشركة… بعد اما خدو ملفاتهم
علي بيبص وراه، بيضحك ضحكة فيها مرارة– "بقينا عاطلين رسمي…وحتى لو اشتغلت، عمري ما هوصل للمستوى اللي كنت فيه."
آدم– "ندمان؟"
علي – "ولا لحظة.أنا خدت قرار زيه زيك… أنا عربي أكتر منك ع فكره."
آدم ربت ع كتفه قال– "يلا نمشي من هنا، ونشوف هنعمل إيه بقى."
علي بمزاح– "نرجع البيت، ونعيش أجواء العطالة؟"
آدم– "أنا مش هقعد يوم من غير شغل،أنا مش بعرف أرتاح… ومعنديش المبدأ ده."
علي مستغرب– "شغل إيه؟! وإنت لسه مستقيل حالاً؟"
آدم – "أنا كنت ناوي أستقيل أصلًا…بس كنت مأجلها شوية.علشان عايز أنفذ شركتي، زي ما قلتلك زمان."
علي بيتفاجئ، وبنبرة نص جد ونص تهريج– "إنت كنت بتتكلم بجد؟"
آدم – "من إمتى شُفتني بهزر؟"
وبيكمل وهو بيبصله في عينه:– "وعايزك معايا…"
علي بتكبر– "أنا كده كده فاضي…ممكن أكون معاك،ولو لقيت فرصة أحسن؟ همشي."
آدم بيهز راسه– "وممكن تكون دي الفرصة اللي مش هتتكرر."
نظر على لآدم وتلك الاعين السوداء الى فيها نا. كبير
________________________________
رنات متتالية قطعت سكون الغرفة.
فتح عينه ببطء، كأن جفونه تريد الاستيقاظ، أو كأن جسده يرفض الرجوع لهذه الحلم ويرفض تذكره. لف وجهه ناحية صوت الهاتف المزعج، شافه على الكومود الزجاجي جنب السرير، بيهتز بعصبية كأنه بيناديه بقوة من عالم تاني... انه نفس الحلم الى بعيده فى نومه من ذكرياته...نفس كابوس الماضى
جلس على السرير، زاح شعره المتناثر للخلف بكف مبلول من أثر العرق.بص للمرايه كان هذا نسخه آدم الواقعيه الان
الغرفة حوالينه كانت أنيقة، مرتبة، مضاءة بإضاءة هادئة من نافذة طويلة بتفتح على بلكونة زجاجية.،كل شيء فيها ناطق بالنظام الحديث الراقي: الأثاث الرمادي، الحوائط الخالية من الفوضى، والهدوء اللي كأنه مصطنع... مصطنع زيادة عن اللزوم.
وقف، وهو لابس تيشيرت قطني فضفاض بلون رمادي، وبنطلون رياضي بسيط.
مشى خطوات بطيئة للبلكونة، فتح الباب الزجاجي، وخرج.الهوا البارد لامس وشه، فغمض عينه بلحظة صمت طويلة، وكأن العالم أخيرًا سابه يتنفس.
نظر بعيد... الشوارع، العربيات، السماء، العمارات العالية...رن التليفون تاني،بص فيه تنهد وقال
- تمم... جاي.
أضواء ذهبية وموسيقى هادئة القاعة كلها مزينة بأناقة. سلالم رخام، نجف متدلٍّ، ضيوف من طبقة رجال الأعمال، أصحاب المعارض العالمية، مشاهير الإعلام، وكل شخص في القاعة لابس أفخم ما عنده… الأناقة والهيبة حاضرين.
ع الموسيقى الهادية، بيظهر مذيع الحفل، راجل خمسيني أنيق واقف على المسرح بيرحب بيهم
– "سيداتى آنساتى سادتى…مرحبًا بكم فى الحفل السنوى لأكبر حدث فى عالم السيارات الفاخرة بدولتنا العظيمه
بيرمز كأنهم بنخب بيبتسم ويكمل– "النهاردة بنحتفل بنجاح مشترك… بس كمان، بنحتفل ببطل الحفلة دى."
كل واحد واثق من نفسه وغناه الى يخليه هو نجم الحفله
الراجل– "فى خلال آخر خمس سنين… ظهر اسم قدر يفرض نفسه بقوة فالسوق…مش بس بجودة عربية فاخرة…لكن كمان بروح عربية نقية وصيانه متقنه، مصنعة بفكر… وبدقة… وبشغف."
الإضاءة تهدأ… كشاف بيسلط ع طرف القاعة.
في زاوية بعيدة عن الكل، واقف بدلة سوداء تفصيل أنيق، وقفته مستقيمة،وكأس النبيذ الأحمر ف إيده، ووشه هادى… عيناه فيها طبقة جليد
– "اسم جديد… بس بصمة خالدة.حقق مبيعات قياسية…واستحوذ على قلوب محبين السيارات الراقية اسمحوا لى أقدملكم… صاحب الحفل…وصاحب أنجح صفقة عربيات للعام ده…
بيشاةر والضوء يتسلط عليه آدم أحمد المسلم."
لحظة صمت…آدم بيرفع نظره… وبهدوء، بيحط الكأس على الترابيزة جنب منه ويتقدم منه و ساكت فيها كتير… لكنه ما سكتش عن حلمه. الكل بصله لانه هادى وملهوش ف رغي الاغنياء ذلك الرجل، فى نصف عقده الثلاثين،ملامحه عربية أصيلة… حادة، قوية، وسيمة طالع للمسرح، خ، الشهاده الى شبه الدرع وسام لشهادته فا شوق العنل
آدم ما اتكلمش كتير. بص للناس وقال بهدوء– "شكرًا."
مقالش خطبه ولا استغل اللحظة وده إلى خلاهم يستغربون حتى نزل ومشي، فيه ناس كانت عارفه مين هو قبل النهارده عارفه إنه قليل الكلام، وإن وقته عنده غالى.وكانوا شايفين دي ميزة…وفيه ناس شافته متكبر…مش اجتماعي…
بس محدش يقدر ينكر إنه ذكي، هادي "اللى بدأ بشركة صغيرة من أربع أشخاص زمان ده بقى عنده معارض ف روسيا… وبيوظف مئات دلوقتى، لا يحتاج لتفيق أو عيون تبصله
آدم خرج من القاعة وسط الزحام والموسيقى والأنوار،كأنّه حضر بس لأن اتقاله لازم يروح العربية السودا كانت مستنياه.ركب… وعلى كان مستنيه جوه بصله وبص لشهادة ابتسم
– "ما شاء الله… شهادة تكريم دولي، الحفله كانت عامله اى."
آدم،– "كويسة."
علي بص له باستغراب من الرد القصير،بس اتعود على برودة آدم،اللى بيشبه الروبوت أوقات…مش بيغلي… مش بينفعل… دايمًا ثابت.
آدم حط الشهادة على الكرسي جنبه،سند دراعه على شباك العربية،وبصّ للسواق:
– امشي
بيدخل ادم وعلى الشركه سوا وعلى ماسكله الشهاده قال
– "هحطها في مكتبك؟"
– "ماشي… تابعت إيميلات العقد الجديد؟"
– "آه، متابع. هيجى رد النهارده بليل أو بكرة الصبح، وهبلّغك أول ما يوصل."
آدم دخل مكتبه كانت كلارا واقفة جوه أول ما شافتهم رجعوا
كلارا– "شوفت البث... كنت باين واثق وأنت بتستلم الجائزة."
علي ضاحكًا وهو بيقعد:
– اى حاحه لآدم بتابعيه
-إعجاب زياده
-كلنا كنا مستنيين الحفلة… معدا اظم، حضرها كأنه بيخلّص فرض."
آدم – "أنا روحت عشان كلارا قالتلي إن وجودي هناك ممكن يفيد في الشغل."
كلارا– "ده حقيقي، التفاعل على البث كان كبير، وجالنا بوينتات كتيرة… وكمان بيفرق في خطوتك الجاية."
علي
– كويس… كنا بنفكر يا ادم نفتح معرض في محافظة تانية. توسّع محلي قبل الدولي."
كلارا مؤيدة:– "خطوة كويسة، توسّع بسيط بس يفتح فرص أكبر ويكبر اسمنا."
آدم كان ساكت، ملامحه شبه محايدة،سند ضهره على الكرسي، وقال بهدوء:
– "أنا عندي حاجة تانية في دماغي."
علي باستغراب:– "مكان تاني؟ ناوي تفتحه فين؟"
آدم وهو بيعدل جلسته:– "مش في روسيا. بلد تانية خالص."
كلارا وعلي اتبادلوا نظرات
ادم– "أنا عايز شغلنا يوصل لبره بجد… مش يفضل محصور في بلد واحدة.
إحنا اتأخرنا في الخطوة دي… فيه شركات بدأت بعدنا بكتير، وعدّتنا.
إحنا كنا بنشتغل صح، بس محدود."
كلارا بابتسامة فخورة:
– "الناس كلها بتتكلم عنك… المعرض بقى متداول باسم آدم المسلم."
آدم بهدوء وثقة:– "النجاح لينا كلنا، مش اسمي لوحده."
ابتسمو قال علي – "أنا هشوف شغلي وأبدأ أدوّر على بلد مناسبة نفتح فيها الفرع الجديد."
آدم وهو بيبص له:– "اعمل اجتماع للموظفين كمان، عايز أبدأ برنامج تطوير جديد."
علي:– "ماشي، هبلغهم."
(بيخرج من المكتب ويسيبهم آدم بيبص لكلارا قال
– فيه تفاصيل عن العقد
كلارا بتاخده الملف الى سيباه ع المكتب قالت– "ده كل اللي حصل… اتفقت مع الكلاينت، والمبلغ اتحول، فاضل بس الاستلام.وكنت مستنياك أرجعلك التفاصيل دي."
آدم بيديها النلف ويقولها – "خديه… أنا مابراجعش وراكي.
سكتت بس ابتسمت من ثقته فيها
آدم:
– "تقدري تروحي مكتبك."
كلارا فضلت واقفة، نظرتها اتبدلت بقلق بسيط.قال ادم-عايزه تقولى حاجه
كلارا:– "ف حاجه عايز أقولك عليها
آدم بيرفع نظره ليها كلارا بتطلع ظرف صغير من ملفات معاها، وتمدّه له بهدوء:
– "جه جواب باسمك من البريد الصبح أنا استلمته بدالك."
آدم وهو بياخد الظرف:– "من مين؟"
كلارا:– "من مصر."
آدم سكت.إيده مسكت الجواب، لكن عينه ما فتحتوش.كأن الكلمة ضربت ورا صمته اسمه مكتوب عليه بخط عربي واضح،وختام بريد مصري قديم.
ادم-مقولتليش الصبح لى
-محبتش اشوف أفكارك ف الحفله استنيت لحد ما ترجع
اوما لتفهم قال-شكرا
تسيبه وتخرج وادم بيبص ثواني للظرف بعدين يفتحه ويستائل اى الى يخلى ظرف يتبعتله مرتين من مصر فى نفس الشهر من نفس المرسل الى معتاد يراسله، بس الى فى الظرف كان أكبر
"ازيك يا ادم عارف انك مستغرب من الجواب بس انا كان لازم اقولك من اسبوعين بس استنيت شويه لأنى مكنتش اعرف اذا كان يهمك أو لا بس اعتقد ان لازم ترجع لان عيلتك محتاجاك و والدتك مريضه وخصوصا بعد اما بقو لوحدهم وهي مهمله فى نفسها بسبب العزا والمدافن.....
آدم بيستغرب جدا عن أى عزا ومدافن؟ مين مات.. قلبه بيدق لحد ما عينه وقعت على السطر الأخير.
> "عزا عاصم… أخوك مات."
عينه ثبتت على الجمله، كأنه بيحاول يفهمها أكتر.لكن مفيش تعبير على وشه.لا صدمة واضحة، ولا دمعة نزلت،كل استألته... مات؟… إمتى؟ ليه؟ إزاى؟
بيعيد الجواب،بيقرأ إن الوفاة من أسبوعين
بيسكت ويرجع يقفل الظرف بهدوء شديد ويخرج من المكتب قابل كلارا قالت
– رايح فين؟
آدم – راجع البيت..ألغى الميتنج.
كلارا – آدم، في حاجة؟
ادم-لا
بيمشي قدامها، وكلارا واقفه مكانها،بتبصله وهو بيبعد،حاسه إن فيه حاجة اتغيرت وبتفتكر الجواب.وتشوفه من الازاز بياخد عربيته ويمشي
فى المساء صوت الجرس بيرن وتمون كلارا واقفه عند باب بيت ويفتحها ادم ٥ي عنيها قلق، وشيء من العتاب.
– كنت غريب النهارده… مشيت من غير ما تقول أي حاجة.
أنا كنت لازم آجي… أشوفك، لو في حاجة.
آدم بيفتح لها الباب أكتر، بتدخل بخطوات هادية.وأول حاجة تقع عينها عليها…
لاب توب مفتوح على صفحة حجز طيران.
– إنت… رايح فين؟
آدم – نازل مصر.
كلارا بتسكت لحظات، تبصله كأنها بتقرأ ملامحه،
بتقوله بهدوء:– ده بسبـب جواب النهارده؟
آدم يومأ برأسه إيجابًا بيبصلها قال– تيجي معايا؟
كلارا بتتفجأ ادم بيقول– أسبوعين… وهرجع مش هنطةل
كلارا تبصله لحظات،تبتسم ابتسامة فيها دفء وارتياح، وتقول:– أكيد.
الكياره تهلط تعلن انتهاء الرجله غى مطار القاهرة صباح هادئ نسمة خفيفة، آدم نازل من الطيارة،ملامحه سابتة، نظراته هادية،لكن في عمق عينيه شيء ثقيل…
بيعدي من بوابات الوصول،وبعينه بيلقط شخصين واقفين مش بعيد،شريف ومساعد شاب واقف ورا منه بخطوتين.شريف بيتقدم وهو مبتسم،
سلم عليه بحرارة وقال- الغياب طول يا أستاذ…أنا قلت خلاص، مش هشوفك تاني.
آدم بيربت على كتفه بهدوء بابتسامه قال:– أخبار المصنع إيه؟
شريف – شغال وزي الفل… ميهمكش، كله تحت السيطرة.
آدم كان دايمًا شايف في شريف شخص يعتمد عليه عشان كده شريف من النافذة الى طلبهم معاهم من الأول لانه مكنش عايز يخسرهم وخصوصا انهم خبره فى المجال الى فيه"
عند بوابة الخروج عربيتين فاخرتين، سود، لامعين، والسواقين نزلوا يفتحوا الأبواب.
آدم بص بنظرة خفيفة لشريف، وقال- قولتلك مش عايز أوفره؟عربية واحدة كفاية.
– كنت عامل حساب الشنط كتير… وعشان المدام برضو.
كلارا بتبص له بسرعة، مستغربة الكلمة،آدم – كلارا… مديرة المبيعات.معانا فى الشغل
شريف يومئ بابتسامة وبيمد إيده يسلم على كلارا:– أهلاً وسهلاً، شرفتينا
كلارا بابتسامة خفيفة بيقول ادم-يلا الشمس هنا قويه
شريف- شمس برا كان اخف مش كده يا أستاذ آدم
بصله ادم قليلا قال- أستاذ ادم؟! اكتفى بادم ياشريف من فضلك انا لسا زى منا انت اكبر منى والاحترام يبادر منى انا
شريف نظر له بابتسامهةمحبه قال- اركب يا ادم انت وحشنى
ابتسم اليه حين عاد لنبرته الى فاكرها، بيركبوا العربية، وكلارا بتعقد جنب ادن فى الكنبه الى ورا وشريف بيقعد جنب السواق.السواق بيبدأ يتحرك،والعربية التانية اللي كانت واقفة بتلف وترجع على المعرض.
شريف وهو بيعدل جلسته قدام، بيسأل:– نروح على الأوتيل الأول؟ترتاحوا، وبعدين تشوفوا مشاويركم؟
آدم بهدوء، وهو بيبص قدامه من الشباك:
– روح البيت والسواق ياخد بس الشنط يحطهم ف الاوتيل بلاش اتعبك
شريف بيبص له من المراية-مفيش تعب ا
ادم-روح البيت انا هعمل مشوار وهروح الفندق ونتقابل بكره
-خلاص ماشي
العربية السودا بتمشي بهدوء وسط الشوارع المزدحمة نسبياً،كلارا كانت سكتة، بتبص من الشباك، وعينيها بتلمح الناس، المحلات، الأطفال،لكن كل شوية كانت بتبص لآدم…آدم قاعد جنبها، مش بيتكلم،عينه معلقة في النافذة، بتبص على البلد اللى رجع لها من تاني.رجع غصب عنه. مش بقراره. كأن القدر سحبه ليها.كلارا بتحرك عينيها ناحيته،تشوف ملامحه جامدة… بس عينيه متحركة.
فيها توتر… وذكريات.
العربية بتلف في شارع أضيق، الحيطان قديمة فيكون عارف الشوارع الى مبر وترعر فيها ومش عارف لو نسيها ولا هى الى اتغيرت من غيابه،عيون بتبص للعربية الغريبة،موديل مش معتاد في شوارع زى دي،
كأنها بتقول "مين ده؟"
– وصلنا.
فالها السواق آدم بينزل بهدوء، بيبص للبيت الى واقف قدامه، بتنزل كلارا وتقع على بعد منه خطوه، كان جيرانه ينظرون البه وكانهم نسيوه او شكله اتغير او مين ده الى جه ووقف قدام هذا البيت المشؤوك
دخل ادم البوابه ببيشوف الزرع اللي كانت أمه بتسقيه دايما يبس، مات، مبقاش فيه ورقة خضرا واحدة.كأن الحياة مبقتش متاحه هنا من شنين ولا لاي كان حي.
شاف باب البيت مفتوح وده غريب، دخل بهدوء وهو مش عايز يبص لأي ركن للبيت ده
– مين؟
صوت أمه الى عارفه بس كان ضعيف، متغير، لكنه معروف وكأنها سايبه الباب عارفه بالزائر الى هيجى ومستنيه على أحر من الجمر ولما سمعت صوت قفزت تسأل عنه
آدم بيقرب من الباب،لحظة صمت…ثم صوت خطوات من جوه،صوت حركة،
شخص بيقوم من على كنبة،صوت عصاية خشب بتخبط الأرض،وجه أمه اصبحت كبيره،عجوز، عيونها غايصة في الحزن،بصتله، وقفت،
مش مصدقة وف حاله من الصدمه
– إنت؟إنت جيت؟ أخيرًا؟
آدم ما ردش،قربت منه وكأنها بتحاول تصدق
– آدم؟
معرفتش تبكى كأن دموعها ناشقه بس فى عينها صدمه كبيره قالت
-أنا مستنياك… من قبل حتى ما أعرف إنك راجع.كنت مستنياك
قربت منه،ببطء،لكن حضنته، حضن أم،مش بس شافت ابنها،لكن حسّت إن جزء من عمرها رجع ليها،رجع بعد خسارات كتير.
آدم كان ثابت، صامت…ربتت على شهرها وهو بيسأل اى الى حصل ف غيابه وتلك الجنازه المجهوله
عبير بتربت على ضهره تطمن انه معاها وتبعد وهى بتبصله
اظم– انتى عايشة لوحدك؟
هزت راسها بالنفي بسرعة-أنا عمري ما هكون لوحدي وانت في الدنيا…بس انت انت جيت،وأُسير، وزياد… معايا.
آدم رفع عينه ليها قالت عبير-ا..اسير..رجعتى
وللحظة حسّ إن الزمن وقف. ولف وهو بيبص على الباب ببطئ من الى واقفه وراه وإن الماضي جاله بنفسه،ووقف قدامه... لابس سواد.
كانت واقفة هناك،الشعر الأسود الناعم ملف حوالين ملامحها المرهقة،عيونها وشكلها اضبح امرأه يافعه بش شكلها إنها فى الأربعين من تعب السنين لكن برغم كل هذا ملامحها لا تزال جميله.. جمال ساكن، ناضج،
كانت لابسة عباية سودا،زي سواد الغياب.زي لون الحداد،
حداد على جوزها والحزن الى باين عليها ليه كما اعتقد هو
عينهم اتقابلت... من غير صوت.لوم سنين،أسئلة مدفونة كلاهم يقفان اما شخصان مختلفان
صوت صغير،رخيم ونقي جه
– ماما...مين ده
بص آدم للي نادى من وراها ولد صغير، حوالى سبع سنين،واقف جنبها،
ماسك طرف عبايتها،وعينيه بتبص بفضول ناحية آدم وقال جمله لا يدرك معناها
– شبه بابا
↚
-ماما مين ده..
آدم بصّ للولد...بس الحقيقة إنه ما شافش زياد.شاف عاصم كانه رجع من الموت، واقف قدامه،واقف جنب اسير، ماسك إيدها...بيقوله"أنا لسه هنا، ومش هسيبها."
زيا-شبه بابا
قالها ببرائة،قَبَض آدم إيده غضب ساكن ده اكتر وصف بيكرهه يكون شبه عاصم،بعد أكتر خسارة ممكن يحس بيها،لسه جوه منه شق جامد بيغلي.
كلارا كانت واقفة وراهم،بصت لنظرة آدم للولد،شافت في عينه نار مش مفهومة
عبير قالت: – زياد، تعالَ.
زياد بصّ لآدم مرة أخيرة،راح لسته من غير ما يبص لآدم،كأنه مجرد غريب
عبير مسحت على شعره قالت– "ده عمك يا زياد."
الولد سكت،بص لآدم بعيون مش بريئة ولا خايفة بس... متسائلة.
آدم…ما قالش ولا كلمة.نظراته كانت متجمدة
عبير– "سلم عليه يا حبيبي."
لكن زياد ما اتحركش.ولا آدم مد إيده وكأن الاثنان نظراتهم مريبه
أسير نادت– "زياد."
راح عند امه مسك إيدها،آدم بص ليهم...بص لأسير نظرتها فيها كتمان،لكن كان فيها حنين،حنين غصب عنها بيهرب من عينيهم،عيونه وعيونها…كأنهم بيتخانقوا بصمت بس جواهم مليانة أسئلة وانتقادات وكأن العيون اتلاقت ومش عايزه تشيل عينها من ع التانى فتعلن خيانته من اشتياقها للاخر
بس اسير بتبص لـ كلارا اللى وقفة جنب آدم،جمالها واضح،وجسمها ممشوق
عبير– "تعالى يا آدم… اقعد، أكيد تعبان من السفر."
آدم – "أنا هِمشي على طول."
عبير جفلت،كأن قلبها وقع مدت إيدها ومسكته قالت "خليك."
بصّ ليها آدم من خوفها قال- "ماقصدتش همشي دلوقتي… لسا لما اتكلم معاكى عايزك ف موضوع
-ماشي بس ندخل
بيشاور لكلارا بتقرب منه وعبير بتبصلها من شكلها وتبص لآدم لكي يفسر لها قالت عبير
-مين دى يا ادم
– كلارا معايا فى الشغل
بتبتسم كلارا ليها بتاومأ لها عبير بتحيه مبادله،أسير كانت واقفة مكانها،
ساكته بتراقب بتقارن وبتحس إنها بتتفرج على حد كان ليها وبيتبني من جديد جنب غيرها.
شدت عبير على إيد آدم والعطاء وقع من ايدها وكأنها بتسند على ابنها بس وواثقه انه احسن من ميت عكاز قالت
– "تعالى… تعالى جوا…"
كان آدم قاعد معاها ومش متخيل انه رجع يعقد فى البيت تانى ويبص لأمه الى الزمن كأنه أخد منها العمر كله فهى لم تكن عجوز هكذا
ادم– "كنتي عارفة إني جاى؟"
ردت بصوتها الضعيف الحنين– "من تلات أيام وأنا قاعدة على الباب… مستنياك…مش بنام، مش باكل،عشان أول ما تخش أسمع خطواتك،
أحس بيك قبل ما أشوفك."
سكت آدم من نظراتها ليه بتقول إنه كبر،اتغير،بس فى عينها… هو هو.
رغم فى ملامحهالبرود اللى الزمن سببه،والكاريزما اللى الشغل صنعها،والجفاء اللى الغربة علمته،لكن شايفاه برضو…ابنها.ابنها اللى مهما بعد،ومهما شاب شعره،
لسا من لحمها ودمها.
آدم بيشوف وهو قاعد لف وشه ورا،اتخيل إنها واقفة،أسير،بعنيها الساكنه اللى دايمًا كانت عليه،لكن ما كانتش هناك.كانت اختفت…راحت مع ابنها،وما ظهرتش تانى.
عبير– "زياد… قاعد فى المطبخ مبيحبش ياكل فى المدرسة،بيستنى يرجع ياكل مع امه…"
ما فهمش آخر جملة قالتها…ولا حتى اهتم لان تفصيلة زى دى مش فارقة بس هي كانت بتكلمه ع اسير بصيغة زياد
ادم– "عملتوا إيه ف الجنازة؟"
– "أسير خلصت كل الإجراءات،وصاحب عاصم…كان واقف معانا لحد ما اتدفن."
كان عنده أسأله كتير بس مش عارف يبدأ فيها فبتقوم كلارا قال– "فين الحمام؟"
أشار لها مشيت وسبتهم لوحدهم عبير كانت بتبص لِ كلارا وهي خارجة قالت
– "هي بتشتغل معاك… بس؟ولا في حاجه بينكم؟"
بس مردش.لا نفى ولا أكد،سابه معلق.
غير الموضوع وسأل:– "حصل إيه… ف غيابي؟"
– "حصل كتير…تحب تسمع؟ولا دى حاجات ما تهمكش؟"
آدم بجمود– "مات إزاي؟"
عبير بصت له وفهمت،عارفة هو يقصد مين.
– "عاصم مات من المرض…
استغرب آدم من الكلمة– "مرض؟!"
أومأت له عبير – "آه... جاله مرض خبيث،المفروض كان يقعد سنه يتعالج…يا يموت،بس هو قعد ٣ سنين بيه."
سكت آدم حس بايد بتمسكه قالت عبير– "في حاجات كتير لازم تعرفها يا آدم…"
بس آدم شد إيده برفق وقال:"أنا مش عايز أعرف حاجة عن الماضى…أنا بيهمني اللي قدامي دلوقتي."
– "بس الماضي…يخص حاضرك."
بصلها بتقوله – "أسير… إنت فاهم ان اسير ...
قبل ما تكمل،رن الجرس.سندت على عكازها بسرعة تقوم،لكن آدم راح وكأن السواق
– بسال حضرتك هنتحرك دلوقتى عشان كنت أركن فين بسبب الطريق
آدم قال له بهدوء "هات المفتاح… وامشي."
السواق اتلبك،افتكر إنه عمل حاجة غلط:– "هستنى حضرتك… انا اسف ع السؤال؟"
– "أنا اللي بقولك… امشي هبقا اسوق انا."
السواق سكت قال "اتفضل يا فندم… شكرًا."
خرجت كلارا من الحمام بعد ما غسلت وشها،بتبص على البيت ريحة قديمة… فيها طهي، وبخور، عينها فضلت تتنقل بين تفاصيل الجدران،الأبواب الخشبية، السجاد القديم، المطبخ اللي بابه مفتوح…
وصلت للمطبخ لمحت زياد واقف على كرسي صغير بيغسل كوب زجاج في الحوض ابتسمت قالت
– "بتعمل إيه؟"
بصلها زياد بنظرة سريعة من غير ما يبتسم، من غير ترحيب…رجع عينه للكوب،
وغسله لحد ما خلّص حطه على الرخامة، وقال بهدوء – "مش بحب ماما تتعب عشاني."
– باين انك بتحبها اوى
بنبرة شبه طفولية لكنها ناضجة فجأة– "هو في حد مش بيحب أمه؟
سكتت كلارا لانه معاه حق بيبص وراها قال
– "ماما…"
لفّت كلارا بسرعة لقت أسير واقفة جنبها من غير ما تحس بيها خطواتها اتخضت بس قالت– آسفة… مفروض كنت أستأذن قبل ما أدخل المطبخ
أسير ما ردّتش بتروح تطفي النار
كلارا– "البقاء لله…بتقولوا كده هنا لما حد بيموت، صح؟"
بصّت لها أسير أخيرًا،نظرة مستقيمة، مش عدائية… بس مش دافية-."من من روسيا؟"
– "أيوه… باين عليا؟"
-العربي بتاعك مش مضبوط
– "اعتمدت على كلامي مع آدم طول سنين معرفتي بيه…زي ما علّمته لغتي، قدرت أكتسب منه شوية من لغتك."
سكتت أسير للحظة،شويه وقالت– "بقالك قد إيه معاه؟"
– "سبع سنين."
لحظة صمت تقيلة وقعت…أسير ثبتت نظرها على نقطة في الحوض،
إيدها ما بقتش بتتحرك،كأن الرقم ده وجعها… أو فجّر حاجة كانت مدفونة.
قطع الصمت صوت رفيع وطفولي– "ماما… هنرجع بيتنا امتى؟"
بصت أسير فورًا على زياد قالت– "يلا يا زياد، روح أوضتك."
نزل من الكرسي وهو ساكت منغير عاند كلارا تابعت خطواته وترجع تبص لاسير وكأنها بتتعرف عليها
اسير– "كنتي عايزة حاجة من هنا؟"
– "لأ… أنا بس سمعت صوت زياد،حبيت أتكلم معاه شوية…باين نفسيته متدمّرة بعد موت والده."
أسير سابت الى ف ايدها قالت كلارا– "ممكن أعرف اسمك؟أنا… لحد دلوقتي معرفتش انتى مين."
– "أسير."
سكتت كلارا لحظة اتجمّدت نظرتها،واتغيرت ملامحها للحظة صغيرة قوي…
بس أسير لاحظت،ابتسمت كلارا قالت
– "أنا كلارا…مبسوطة إني شوفتك يا أسير."
مدّت إيدها تسلم،ولوهلة، أسير فضلت ساكتة،بس بعد كده مدت إيدها هي كمان،سلام هادي… مفيهوش حرارة،بس مفيهوش رفض. فجأة، سمعوا صوت جاي من الصالة…
– "كلارا!"
بصّت كلارا فورًا– "ده آدم…"
بتمشي اسير نظرت لها كلارا وخرجت هي كمان شافت آدم قال
– "اتأخرتي ليه؟"
– "كنت بتكلم مع زياد…وأسير."
– "هنمشي… الأوتيل بعتلي رسالة، قال إن الشنط اتحطّت في الأوضة ومستنيانا."
– "تمام…هنمشي دلوقتي؟"
أومأ بصّت له باستغراب خفيف– "وأهلك؟"
– "هَعدّي عليهم في وقت تاني."
كلارا ما اعترضتش…ولا علّقت،اتحركوا ناحية الباب،وفجأة ظهرت عبير من آخر الصالة،واضح إنها قامت مخصوص لما سمعت صوتهم.نادت وهي ماشية ناحيته:
– "رايح فين؟"
ادم– "لازم أمشي."
– "هتروح فين؟"
– "الأوتيل."
قربت منه خطوة– "أوتيل إيه يا ابني؟ ده بيتك!اعقُد فيه."
حس بإيدها وهي بتمسك دراعه قال- "هَعدي تاني…"
لكنها ما سكتتش،قالت له بإصرار – "طب خلاص، نروح مكان تاني لو مش مستريح هنا.المهم ما تمشيش
– "أنا معايا كلارا…مش هينفع أسيبها في الفندق لوحدها."
– "ماشي…كلارا تقعد متقلقش ..انت شقتك موجودة اطلع نام فيها… أو حتى في أوضتك هنا…اعمل اللي يريحك،بس خليك حوالينا."
آدم بص لها شوية، وهى بتقوله برجاء– "أوتيل إيه؟ وبيتك موجود، يا آدم…
اعقد هنا، محدش هيضايقك."
بصّ لها وهو بيأومأ بصمت ويرص لكلارا الى قالت
– "أنا معنديش مانع نقعد هنا…"
رد آدم – "تقدري تعقدي في أوضتي يكلارا…وأنا هتصرف."
ابتسمت له– "ماشي، مفيش مشكلة."
...
دخلت كلارا الأوضة،ولوهلة وقفت مكانها تتفرج حواليها…الجو مختلف، فيه دفء ما، وفيه أثر من الماضي مازال عايش.عرفت من عبير إن دي كانت أوضة آدم وهو صغير.نظرتها تنقلت على المكتب الخشبي القديم،اللي عليه نقشات خفيفة من سنين الدراسة،قربت من السرير،لمسته بإيدها،فرشه بسيط، لكن السرير نفسه كبير.
ابتسمت…واضح إن جسده كان ناضج بدري،وإنه ما احتجش يغير السرير حتى لما كبر.كأن الأوضة اتحملت مراحل نموه كلها…ومازالت محتفظة بصمته.
عينيها لفت في كل ركن،بتدور على أي حاجة…ورقة قديمة، كتاب، صورة…
أي شيء ممكن يقرّبها أكتر من الشخص اللي اختارته.
في آخر الليل،كان آدم لسه صاحي، قاعد لوحده في الصالة،فاتح موبايله
بيقرأ رسائل علي اللي كان بيكلمه> "ناوي تحجز طيارة إمتى؟"
ادم> "مش بعيد… آخره أسبوع.هعمل زيارة، الأهم حد… وامشي."
علي> "هو أخوك… مات إزاي؟"
سكت آدم…ما ردش.ضهره اتكّأ على الكنبة وعينيه راحت لسقف الغرفة.افتكر كلام أمه…بس هو…هو كان بس عايز يعرف:هل مات موته رحيمة؟ ولا…؟
قفل الموبايل.قام بهدوء،فجأة…لمح نور خفيف خارج من أوضة أسير…تحرك ناحية المطبخ لكن وقف فجأة…لما لقاها خارجة وتلاقوا
لحظة…لكنها كأنها كانت أبدية نظراتهم الهاربه اتقابلت،عينين مشتاقة تشوف ملامح اللي قدامها،بس القلب خايف…فالعين دايمًا أصدق من أي كلام،وهي اللي بتفضح الأسرار، حتى لو اتخبّت آلاف المرات.
آدم اتنحى جانبًا، ودخل المطبخ أسير قالت
– "مفيش قهوة هنا…"
سكت آدم عينه فضلت معلقة بيها لانها اتكلمت وعرفت هو جاي ليه مشيت بس قال
– "رجعتوا هنا ليه؟مش كنتوا عايشين في بيته؟"
وقفت وقالت-حتى هنا… مش هعيش.أنا عايزة آخد ابني ونعيش في بيت أهلي…وأدور على شغل."
رمقها آدم بنظرة جانبية– "كنتِ لاقيتي شغل من زمان… لو فعلاً كنتي عايزة."
رفعت عينيها ليه، وقالت بنبرة – "للأسف…الاختيار عمره ما كان في إيدي.
كنت مسجونة،ودلوقتي… اتحررت."
كلامها نزل عليه تقيل ومبقاش عارف يرد،بصت له أسير،نظرتها كانت مستقيمة، صادقة،وقالت:
– "كويس إنك جيت…أمك كانت محتاجاك،وكان صعب عليا أسيبها لوحدها."
جملتها الأخيرة فضحت النية،بصّ لها آدم وسألها بصوت هادي:
– "ليه فضّلتي معاها؟"
ردّت أسير وهي بتبص في الأرض:– "مقدرتش أسيبها بالحالة دي...يمكن لما شافتك اتحسّنت شوية،بس كانت حالتها أصعب بكتير وانت غايب...وخصوصًا بعد موت عاصم...رجع عليها بالسلب،وأنا مقدرتش أدوّر ضهري وامشي،حتى لو هي سبب رئيسي في كل وجعي."
رفعت عينيها ليه وقالت بصدق:– "افتكرت نفسي زمان...وأنها الى خدتنى وربتنى بينكم سنين كلها وانا مليش اب ولا ام عشان كده خلتنى معاها لحد كا ترجا...بس دلوقتي، أنا هاخد ابني...وهعيش بعيد.وانت أولى بوالدتك
سألها آدم بنبرة فيها استنكار:– "هتروحي بيت أهلك؟اللي مش صالح للعيشة؟"
ردّت بنبرة ثابتة:– "أحسنلي من هنا."
قالها وهو بيحاول يضغط على نقطة جوّه:– "وبيتِك الحقيقي... راح فين؟"
نظرت له بنظرة وجع وقالت:– "كان بيت عاصم مش بيتى..ومش ناوية أرجعه تاني."
استغرب منها اليس منزل عاصم هو منزلها، جمعت كفّها بقوة، بتحاول تهدي النار اللي بتشتعل في قلبها– "كنت عايزة أقولك كل ده من بدري،وأول فرصة هخرج فيها، هاخد ابني وامشي."
شاف الحزن ف عينها قال– "زعلانة على موته للدرجة دي؟"
ما ردّتش عليه...بس رفعت عينيها وبصّت له،نظرة طويلة كأنها بتستغيث...كأنها بتقول: "بص جوايا، شوف الحقيقة اللي مبطّنة ف سكوتي."
وبصوت هادي، بس مبحوح ومكسور، قالت:– "كل حاجة ماتت... حتى إنت."
سابت الكلمة تطير وتخبط ف صدره دمعة نزلت رغمًا عنها،بس كانت صريحة أكتر من أي كلمة قالتها ومشيت…عالق ف دمعتها وهو مش عارف كانت على عاصم؟ولا كانت عليه هو؟
دخلت اسير أوضتها سمعت صوت تنفّسه المتقطّع شدها،قربت منه، لاقته قلقان… متكتف وهو نايم.
قعدت على طرف السرير وهمست: "زياد؟... مالك؟ إيه اللي صحّاك؟"
فتح عينه بشويش،والدموع كانت سابقة إجابته،دمعة سايبة خدّه بهدوء، كأنها نازلة من سُكات.
اسير– "شوفت كابوس؟"
هزّ راسه بالنفي وقال بهمس موجوع:– "ما حلمتش بابا… لحد دلوقتي."
سكتت جُمدت ف مكانها كأن الكلام ضربها ف صدرها،وحاولت تخبي رجفتها عنه.
اسير– "عارف إنك هتزعلِي من كلامي…بس بابا وحشني."
مكنتش عارفة ترد…ولما حضنها مبادلتوش فضلت صامته… أبعدته عنها بهدوء. قالت
– "نام يا زياد… من غير ما تحلم.ده هيكون أحسن ليك."
سكت زياد،ومرضيش يقول ولا كلمة بعدها قعدت جنبه، قربت منه وقالت بهمس:– "هتأكّد إنك نِمت… وأنا كمان هنام جنبك."
غمض عينه…وهو بيحاول يقرب من حضنها،دسّ راسه على رجلها بهدوء،
كأنه بيطلب منها حنية بصّت عليه شوية…وبهدوء بدأت تِربّت على راسه،كأنها بتطبطب على قلبها هي كمان.
خرج ادم من المطبخ بس وقف قصاد أوضتها، الباب كان موارب،ومن مكانه شافها…شاف "أسير" وهي قاعدة جنب زياد،وبتزيّح شعره من على وشه بلُطف
عينه ثبتت عليها،والزمن رجّع ورا…افتكر نفسه هو، زمان،لما كان بيرجع من شُغله تعبان، أو مهموم…كانت هي تقعد جنبه كده،تلعب في شعره،وتخليه ينام على حجرها
بس دلوقتي؟هي مش "أسير" بتاعته،هي أم،امرأه جوزها توفى والان لديها ابنها،اتنفّس ببطء…وشال عينه من عليها حس بحاجة شبه الشفقة…أو يمكن القلق؟يمكن عشان لسه جواه حتة شايف فيها "أسير الصغيرة" الى رباها اللي كان شايلها في قلبه قبل ما تبقى مراته.
رجع على الكنبة،رماه التعب،ورمى جسمه عليها كأنه بيهرب من كل حاجة.بص في السقف…وحاول يغمّض عينه.يحارب أفكاره…يقتل الذكريات.
فجأة…حس بإيد بتلمسه على كتفه.فتح عينه بسرعة،مسك الإيد بس لقاها امه
قالت– "واضح انط معتاد تقلق فى نومك؟"
– "إيه اللي صحاكى؟"
– "أنا منمتش…قوم، بلاش تنام هنا،نام في أوضتك… كده كده مش هنام."
– "مش عايز."
قامت تقرب منه،ومدت إيدها على إيده…نظرة الأم اللي مش عايزة تضغط، بس برضه مش هتسيبه
– "قوم… ضهرك هيوجعك من الكنبه مش هضايقك… بس نام في اوضتى.
هي أريح."
سطت بقلة حيله قام معاها.دخلوا الأوضة…ضلمة،بس نور القمر بيعدي من الشباك ويلون الحيطان بلون هادي. نام بتنهيده حس بايد ويبص لعبير الى قعدت عنده تمسح على شعره. لف وشه لها
– "بتعملي إيه؟"
– "نسيت إني كنت بنيمك وإنت صغير؟كنت تحط راسك على حجري،وإنت وأخوك،وأمشي إيدي على شعركم."
سكت آدم للحظة لان الجمله دى مستحيل تسعده فى وقته الحالى
رد بنبرة ناشفة… مكسورة– "أنا معنديش إخوات."
آدم قام من على السرير…كان ناوي يخرج من الأوضة ويسيبها،لكن "عبير" مدت إيدها تمنعه بلُطف،وقالت وهي بتحاول متنهزش– "نام…أنا آسفة…خلاص، مش هتكلم تاني."
كانت خايفه بقت تخاف يبعد عنها،حتى الكلمة بقيت بتوزنها قبل ما تنطق،
وبقت بتحسب لمسته…عشان ما تجيبش سيرة جرحه بالغلط.
رجع ينام بصمت، "عبير" فضلت جنبه،إيدها على راسه…بتحاول تهديه،
زي ما كانت بتعمل زمان…وقت ما كان لسه ابنها، مش راجل كبير.
آدم وهو مغمض عينه،افتكر "أسير"،وهي نايمة جنب "زياد"،بتلعب في شعره بحنان…نفس اللمسة… نفس الإحساس،بس مفيش دفء.
"عبير" مالِت برأسها جنبه،كأنها اشتاقت للنوم جنبه…كأنها بتحاول ترجع شوية من الأم اللي ضاعت.
– "تفتكر… ممكن نرجع عيلة تاني؟"
آدم سامع،ما نامش،بس فضل ساكت،مش قادر يرد.
قالت بصوت أضعف،ونفسها بيطلع بحزن:– "سامحني يا آدم…
سامحني."
ما ردش…ولا حتى اتحرك.بس كان فيه غصة…غصة مكتومة،يمكن من أربع سنين كان ممكن يبكي من طلب سماح كان ممكن يتكسر بين إيديها. لكن دلوقتي؟الزمن خلى الجرح مات،بس أثره لسه موجود.بقى يتعايش معاه،
"لا الدار دي داره،ولا الناس دول أهله…" حاسس بكده من ساعة مجه عمره ما كان بيجيب سيرت عيلته كانه بيتخلص منهم فاكر إنه لما ما يتكلمش عنهم، هينساهم.بس رسالة واحدة رجعته…رجعته غصب عنه،أكدت له إنك حتى لو نسيت…فيه روابط متتشالِش، حتى لو تمنيت.
في تاني يوم…كان آدم خارج من البيت،لقى "كلارا" واقفة بره كأنها مستنياه.
ادم– "عرفتي تنامي؟"
ابتسمت وقالت:– "آه… أوضتك مريحة جدًا، وصحيت بدري عشان أروح معاك."
رد بهدوء:– "لو عايزة تفضلي هنا، أنا هخلص مشاويري وارجعلك."
– "لا… أنا عايزة أكون معاك ف أي مشوار. مش ممانعة خالص."
خرجت "أسير" من البيت،وقفت فجأة لما شافتهم واقفين سوا…بصتلهم للحظة،
آدم كان بيكلم "كلارا"وعينهم ف عين بعض وكأنهم بيتأملوها وعلاقتهم لطيفه "زياد" خرج من الباب جاري،
شايل شنطته – "يلا يا ماما، نروح المدرسة!"
خبط في رجل "آدم" وهو بيجري،كان هيقع، بس "آدم" مد إيده بسرعة ولحقه.
كلارا" بقلق– " انت كويس؟ حصل حاجة؟"
"زياد" ما ردش…بص لآدم،وبعدين شال إيده الصغيره من عليه،وراح ناحية أمه.ادم بص لاسير من وجودها مشيت مع "زياد"،"كلارا" كانت نظرات آدم ليهم أو ليها
اسير واثقه مستنيه تاكسي بعد لحظات…وصلت عربية فخمة،نزل منها السواق ولف حوالين العربية.-ازي حضرتك يافندم
لفيت وشافت ادم وراها مكنتش عارفه وجوده ع بيه كمان غير الموجوده لى
ادم– "جبت كل حاجة؟"
رد عليه السواق– "أيوه يا باشا، كل حاجة تمام."
فتحله باب العربية لكن قبل ما يركب بص لأسير وقالها بنبرة هادية:– "اركبي."
– "شكرًا."
سكت لحظة، وبعدين قال – "هتستني تاكسي؟ اركبي… السواق هيوصلك ويرجع."
وأشار للسواق بعنيه،والسواق فهم من غير كلام… أومأ بالموافقة.آدم ساعتها بص لإيدها،كانت ماسكة إيد "زياد" الصغيرة،بس هو…للحظة،دور على حاجة…
وما لقهاش.الخاتم مش موجود. عرف إنها تخلّصت منه، لبتسم بسخريه ومشي
من غير أي كلام تاني.
بصيت اسير للعربيه "زياد" ساعتها بصلها قال– "ماما… مش عايز أركب."
بصّت له،إيديها بتشد على إيده أكتر:– "ليه؟"
– "هتتأخر على المدرسة… المرة دي بس."
كان آدم واقف في البلكونة لقي عبير، أمه، داخلة عليه…ملامحها متوترة، وعينيها بتدور كأنها بتدور على حاجة:
– "أسير فين؟"
بص لها آدم كأنها خايفه تهرب منها او تصحى متلقهاش قال "راحت تودّي زياد المدرسة."
– "اتكلمت معاها؟ من ساعة ما رجعت؟"
رد من غير ما يبصلها:– "هتكلم معاها… ف اى."
– "عن السنين اللي فاتت يا آدم…أسير اللي قدامك دي…عانت كتير… أكتر من اللي ممكن تتخيله."
ما ردش،لكن ملامحه بدأت تتغير
عبير– "عاصم…عاصم مكانش ف كامل عقله من أول ما مشيت…من ساعة ما هي رفضته، ومحاولاته تفشل،بدأ ينهار…وظلمها… ظلمها كتير."
آدم لف وشه وبصلها أخيرًا، بس ساكت.،قالت وهي بتحاول تمنع دموعها:
– "حتى أنا…أنا كنت بحاول أحميها…بس عاصم…مكنش هو…بقى واحد تاني،
ظالم…عايز يدمّرها بأي طريقة،ومحدش قدر يوقفه…لا قانون…ولا حتى أمه."
بص لها آدم قال– "المفروض إنهم بيحبوا بعض… مش كده؟"
عبير – "أسير… عمرها ما حبت عاصم، يا آدم…أسير…هي حبتك إنت."
نظرة آدم اتغيرت للحظة بس مسك نفسه
– "وإنتي مقتنعة باللي بتقوليه؟"
بصتله من نبرته وقالها– "هي اختارته…تتحمل اختيارها.متحكيليش عن أي حاجة…ولا تحاولي تبرري…لأن ده مش هيغير من الحقيقة…ده بس بيزودها "
قالت عبير – "آدم…"
قال بغضب– "خلااااص."
بصتله من مبرته جمع آدم قبضته واتنهد قال-خلاص تمام
سكتت وبهدوء وقلة حيلة قربت منه وربتت على كتفه وهي لتمشي بعكازها،
وقفت العربيتين قدام بيت… راجل واقف عنيه لسه فيها نفس اللمعة القديمة.آدم نزل من العربية وبص للراحل الى واقف فى انتظاره لحظة صمت،
بعدين ابتسامة صغيرة على وشّه.
كلارا نزلت ووقفت جمب آدم، بتلاقى بيتقدم من الرجل وابتسامه،آدم ابتسم…
أول مرة تشوفه يبتسم بالشكل ده،ابتسامة صادقة، مفيهاش وجع،كأن القلب ارتاح فجأة.
الراجل وهو بيبص لادم – "حمد الله ع السلامة، يا صاحب العُمر."
آدم-الله يسلمك يافؤاد:
حضنه فؤاد وبادله ادم وربت على ضهره قال– "طولت؟ ولا أنا اللي بيتهيألي؟"
فؤاد قال – "الغُربة نسيتك يا صاحبي."
آدم ساب الضحكه تكمل بس بص لكلارا الى واقفه ورحع بص لآدم لكى يفسر له قال– "زميلتي في الشغل… كلارا.
– "أهلاً وسهلاً، نورتينا."
هزّت راسها بابتسامة وهي بتراقب الراحة اللي على وش آدم لأول مرة.،فؤاد رجع يبص لآدم وقال وهو بيزيحه من قدام الباب– "إدخل بقى، واقف برا ليه؟
إنت صاحب بيت ولا ناسي؟"
كانت القعدة دافية بينهم كأن الزمن رجع بيهم سنين ورا قال– "سبت الشغل ليه
فؤاد شرب من كباية الشاي، وقال بنبرة هادية: "لما بدأت أحس إني بتعامل مع مجرمين أكتر من مظلومين… خفت.خفت على عيلتي، على نفسي.فاتحت سوبر ماركت بسيط… بس شغال كويس، والحمد لله."
-ممكن يكون شغل جانب شغلك
-لا وع اى
-انا عايزك تشتغل معايا
-اشتغل معاك اى؟!
-متستشار ليا تدير الامور القانونيه للشركه
سكت فؤاد ابتسم قال- عين محامى كبير احسن
-معتقدش ان فى حد هيخاف عليا اكتر منك
سكت فؤاد قال- الموضوع عايز قاعد
-فكر وبلغنى.، ملامحك كبرت شلت المسؤولية الجواز بيعمل كده."
ضحك فؤاد،– "هي مسؤولية فعلاً… بس نِعمة.يكفي إني اتجوزت اللي بحبها."
آدم– "أنا استغربت من رسالتك وقتها…لما قلتلي إنك كنت بتحبها! واتجوزتهل اخيرا بس كان عندي فضول أعرفها."
فؤاد- "ما انتا تعرفها."
قبل ما آدم يسأل،دخلت من باب المطبخ جايبلاه مشروبه واتفجأ لما لقاها فتون.البنت اللي طانت بتحبه زمان،بقيت مرات صاحبه كانت دى الى بيحبها
فؤاد،– "فتون… مراتي، يا آدم."
كان متفجأ ابتسمت فتون قالت- "إزيك يا آدم؟"
ادم– "الحمد لله...لو متردد يا فؤاظ خد رأيها إنك تشتغل محامى معايا
بتبصله بدهشه قالت-معاك ف الشركه
بصلها ادم انها عارفه شركته قال فؤاد- الكرت الى بعته لوجو لشركتك معايا لحد دلوقتى
فتون- مفيش اى سوابق
قال ادم-مفيش سوابق لا؟! مجرد مفاوضات او مخالفات ضرايب
ضحك فؤاد قال- معلش فتون بتخاف من المجرنين بزياده
فتةن- فكرة كويسه اوى يا فؤاد
فؤاد-ربنا يسهل
ادم-مال فين ابنكم؟"
ردت فتون– "قاعد مع كلارا…هجيبه."
ومشت بهدوء، ساباهم لوحدهم.فؤاد بص له بنظرة جانبية وقال بابتسامة صغيرة:– "زميلتك باين بتحب الأطفال… ولطيفة على فكرة."
– "كلارا صاحبتي."
ضحك فؤاد:– "ما أنا عارف…بس باين إن علاقتكم مش شغل وبس."
آدم ما ردش،وفجأة دخلت فتون وهي شايلة طفل صغير حوالى ٣ سنين.
سلمته لفؤاد ومشيت تاني من غير ولا كلمة.
فؤاد ضحك– "بص مين جه!"
آدم شاله منه الولد قرب بإيده الصغيرة ناحية جيب القميص بتاع آدم،
اللي كان فيه نضارته الغالية.آدم ابتسم مسح ايده بخفه على راسه
فؤاد-عقبالك يا ادم ولا انى زعلان منك…ماجتش فرحي، مع إني بعتلك دعوة."
– "غصب عني
فؤاد سكت شوية،وبعدها قال– "مش ناوي تتجوز يا آدم؟"
آدم ما ردش،بس رفع عينه ليه
قال فؤاد:– "أعتقد جه الوقت…اللي تعمل فيه عيلة."
ادم– "خدت كل حاجة شركه نجاح وصاحب…بس العيلة مش كانت من نصيبي.ويمكن…مابقتش عايزها."
آدم بصله زغير الموضوع– ليه بعتلي رسالة تانية في نفس الشهر؟"
– "كان لازم تعرف…إنه مات."
– انت عارف إن حاجة زي دي مشش هتفرق معايا وقتها."
فؤاد عرف انه كشفه– "أمك…هي اللي ترجتني أكلمك،وتحاول ترجعك بأي شكل."
آدم سكت فؤاد كمل – عرفت إن أنا وانت على تواصل…من ساعة ما بعتلي الرسالة لما بدأت شركتك…ولما شفتك واقف على أول طريق جديد،فرحتلك…
ودعيتلك…والمسج لسه معايا…ومحدش يعرف،لأن طالما انت مبتتواصلش مع حد غيري،يبقى أنت…مش عايز كده يوصل لحد."
ادم– واظا انت مقولتلهاش هى عرفت منين إني على تواصل معاك؟"
– "جتلى المكتب،وتقعد تحلفني لو أعرف مكانك وعايزه تطمن عليك وانا قولتلها إنك بخير فحلفتنى لو كنت اعرف مكانك بالظبط
– "وأنت…حلفت؟"
– "آه…علشان فعلاً مكنتش أعرف مكانك وقتها،بس لما قالتلي إننا بنكلم بعض،
قولتلها إنك مش عايز تتواصل مع حد،وإنك بالكاد بتفتح الرسايل…وإن لو عملت اللي هي عايزاه،ممكن انا اخسرك للأبد."
سكت لحظة وكمل– "بس يوم جنازة عاصم…الطلب كان جد، يا آدم.أمك كانت…
كانت عايزاك المرة دي كإنها بتطلب تشوفك آخر مرة…كويس إنك شوفت الرسالة ورجعت،لإنها محتاجاك،سواء هي…أو…أو أسير."
– "أسير…ناوية تاخد ابنها وتعيش بعيد،وتشتغل."
فؤاد استغرب:– "تعيش فين؟ في بيتها؟بيت عاصم؟"
آدم قال "لا…بيت خالي ابوها."
فؤاد بصله وسكت وقال– "آدم…إنت بتحبها؟"
آدم كان لسه شايل الطفل على دراعه وقف لحظة يرفع عينه ببطء،ويبُص لفؤاد.
فؤاد كررها…بس المرة دي بصوت أهدى… أصدق:– "بتحبها ولا لأ؟"
ادم- "الحب ده…انتهى من زمان."
–بس هي…لسه بتحبك."
قرب فؤاد شوية من آدم– "أنا…أنا كنت بتطمن على عيلتك يا آدم،خصوصًا أسير.عمري ما حسيت إنها ممكن تتكون بتحب عاصم،ولا حتى يوم جنازته…
لا حضرت الغُسل،ولا وقفت مع حد،هي بس خلصت إجراءات المستشفى،
علشان كانت ملزمة بيها… مش أكتر."
سكت لحظة، وبصله: "أسير بقت حد تاني،من ساعة ما اختفيت…هي مبقتش نفس البنت اللي عرفناها.مش عارف السبب،يمكن حاجات عائلية،بس حسّيت إني لازم أقولك…يمكن يفرق معاك في حاجة."
آدم ما ردش…ما علّقش حتى بس افتكر امه كلامها عن العذاب…عن الظلم اللي شافته من عاصم.
قال ادم– "تعرف…كان عنده إيه؟"
-لا…مكنتش علاقتي بيه قويه.من ساعة ما طرده من بيته مرة وانا كنت بكلم والدته…معملش أي محاولة تانية،بقت امه هي اللي تروحله
مش هو اللي ييجي."
سكت لحظة، وكمل:– "بس…في مرة…اتواصل معايا،سألني عنك.كان عايز أي وسيلة توصّله بيك…رقمك، إيميل، أي حاجه.وصوته…كان غريب."
آدم رفع حاجبه،فؤاد– "بس أنا قولتله…إن مفيش عندي حاجة تفيده
ادم– "كان عايز رقمى؟"
– "آه…بصراحة عاصم كان غريب بعد ما مشيت،بس فآخر أيامه…
كأنه رجع لطبيعته،ساب شغله،وكان بيكلمني بطريقة هادية،من غير عصبية ولا خناق زي زمان لانه طان عدواني جدا بس بعدين رجع لكبيعته كان عقله مكنش ف مكانه او كأن المرض كسر حاجه فيه…وخلاه يفوق.
سكت ادم مردش بصله فؤاد قال- اعتقد والدتك ممكن تعرف أكتر منى عن عاصم أو اسيرطببقوله-مش عايز اعرف حاجه
-متأكد يا آدم يعنى السنين دى مش شغلاك
-اقفل على الموضوع
سفؤلد وهو بيبصله قال- اتغيرت أوي يا ادم
مردس وبص فى الساعه قال-لازم امشي عندى مشوار
وقف، وسلّم عليه،وفى اللحظة دي خرجت كلارا قالت
– "ماشيين؟"
هز راسه خدت شنطتها،وسلّمت عليهم بابتسامة لطيفة.وهم خارجين،
آدم شاور للسواق،اللي نزل على طول وبدأ يخرج شنط.فتون وفؤاد بصوا لبعض لما شافوا الشنط الكبيرة،ولعب الأطفال.
فؤاد سأل بابتسامة مستغربة:– "إيه كل ده؟"
– "كنت فاكر ابنك أكبر،فجبتله لعب كبيرة شويه."
فتون ردّت وهي بتضحك:– "هو بيكسر أى حاجه على العموم!"
قال آدم:– "ولا يهمه…أجيبله غيرهم."
ابتسم فؤاد وبص لصاحبه وقال– "تعبت نفسك ليه؟"
رد آدم بابتسامة خفيفة– "دي أول زيارة بعد سنين…حاجة بسيطة."
حضنه فؤاد وربت على ضهره،وآدم بادله الحضنركب العربيه ومشي
فتون-ادم بقا حديث الشارع، بقا حد تانى نجح اوى
-اوقات النجاح مش بيكون مل حاجه
-هيكون ناقصه اى
-ااراحه، آدم بيدور على الراحه مش الفلوس
-انت هتروح تشتغل معاه
-لا
-لى بافؤاد ده صاحبك
-عشان صاحبى مش عايز اشتغل معاه، آدم غالى عندى وممكن يحصل اى خلافات بسبب الشغل وده انا مش عايزه
سكتت قالت-الى تشوفه
نظر لها بابتسامه ودخل مع ابنهما
آدم لسه سايب بيت فؤاد وصل ع مطعم لقى شريف مستنيه من بدري.
أول ما شافه، قام وقف – "عامل اى يا آدم…عارف إني ازعجتك ف إجازتك،
خصوصًا وإنت ف بلدك،بس كان لازم نتقابل."
آدم بصله باستفهام:– "فيه إيه؟"
شريف لف وشه لحظة كأنه بيجمع شجاعته،– "كنت عايز أسلم عليك واسالك مروحتش الفندق لى."
– قعدت ف البيت، ادخل ف الموضوع يا شريف."
سكت شريف شوية…ولأول مرة باين عليه مكسوفومتردد.– "ابني…"
– "عمل إيه تاني؟"
– "فاكر لما قولتلك إنه فتح مشروع؟أنا شاركته فيه عشان كنت حاسس إنه محتاج مساعدة،خصوصًا بعد الخسارة اللي حصلتله.مكنتش قادر أسيبه لوحده وقتها."
آدم قعد ساكت، بيسمع،وشريف كمل – "المرة دي كلمني وقال إنه عايز يشتغل بجد،وينجح… حسيت فيه تغيير،بس للأسف…المشروع خسر،والبضاعة اللي جابها بالتقسيط…دلوقتي الناس بيطالبوه بفلوسها،وهددوه بالحبس.
والمصيبة…إن الفلوس دي بقيت عليا كمان،لإن العقود كانت باسمي."
آدم فضل ساكت،عينه على شريف
– "المبلغ كبير… ومش معايا."
آدم سأل شريف بهدوء:– "المبلغ كام؟"
شريف رد بسرعة– "٢٠٠ ألف."
آدم سكت، وشريف كمل – "لو بعت عربيتي دلوقتي هتتباع بخسارة،وهي اللي بتوديني الشغل،لو تقدر تساعدني ف جزء من المبلغ،أنا هسدده من مرتبي،وهنكتب وصل أمانة لو تحب."
– "ال٢٠٠ دول بس اللي فاضلين؟"
شريف هز راسه:– "أه… سددت شوية لتجار كانوا هيقلبوها خناقة،بس الباقي ده لازم يتدفع قبل ما يرفعوا قضية.
آدم سحب موبايله من جيبه،وضغط على اسم علي
– "ألو، مستر آدم؟"
– "علي… هبعتلك رقم حساب،حوّل عليه ميتين ألف جنيه."
– "حساب مصري؟ طب يعمل كام بعملتنا؟"
– "اسأل مدير الحسابات واتصرف،المهم مياخدش وقت."
– "خلاص حاضر، هكلم الإدارة المالية دلوقتي."
آدم قفل معاه،وبص لشريف:– "بكره بالكتير… الفلوس هتكون اتحولت."
شريف اتفاجئ،عنـيه لمعت، وقال بصوت مكسور:– "شكراً أوي يا آدم…نا آسف إني ضغطت عليك،بس بوعدك…كل جنيه هيرجعلك،وهكتبه وصل أمانة دلوقتي لو تحب."
– "بص شريف… الفلوس مش فارقة معايا،اللي فارق إنك غلط لما دخلت مشروع وانت مش واثق من مكسبه،وانت عارف كويس إن ابنك مش قد المسؤولية."
– "عارف… وغلطت،بس كنت حابب أكون جنبه،وماحسيتش غير لما الموضوع وقع فوق دماغي."
رن تليفون آدم، بص عليه، لقى اسم "كلارا" قاغ
– حصل خير أنا ماشي، متقلقش…كلمت المدير التنفيذي، هيخلص الموضوع."
– "أنا متشكر أوي يا آدم…بس فين الوصل؟"
آدم– "وصل؟ وصل إيه؟"
– "وصل الأمانة…علشان تضمن حقك، لازم أمضيلك عليه."
– "فاكر إني ممكن أخليك تمضي على وصل؟نسيتي لما ساعدتني زمان في الشغل؟كنت دايمًا سند ليا."
شريف – "أنا؟ أنا ماعملتش حاجه…أنا بس جبتلك وظيفة، وانت دعمت نفسك بنفسك."
آدم – "ماكانش مجرد وظيفة…ولما سبتها، فضلت على تواصل معاك،عارف ليه؟
لإني بعزك…ولما طلبت منك تشتغل معايا،مرفضتش،مع إنك كنت في شركة كبيرة ومصنع مستقر،ومرتبك كان أكتر،بس اخترتني."
شريف بص له، وعنيه بقت مليانة تقدير حقيقي قال– "أنا كنت واثق إنك هتنجح
– "أنا مش بتكلم عن النجاح يا شريف،أنا بتكلم عن اللي عملته…أنا عمري ما شفت هلاقتنا شغل وخلاص،أنت بالنسبالي… ف مقام أبويا.اللي عمري ما حطيت حد مكانه،بس انت… بتفكرني بيه."
عين شريف دمعت،وقرب من آدم خطوة وقال بصوت مبحوح:– "مش عارف أقولك إيه…أنا فعلًا كان نفسي أكون ابنك،ومن أول مرة شوفتك حسيت كده…
وبحبك…بس عمري ما هستغل الحب ده،ولا أرضى آخد منك فلوس من غير ما أضمن حقك عليا."
آدم – "اللي يريحك… اعمله،بس أنا مش هقدر أكتب عليك وصل أهددك بيه.
لما أمورك تتحسن…سدده براحتك، في أي وقت."
شريف ابتسم، ابتسامة كبيرة فيها شكر وامتنان وضعف في نفس الوقت
ادم– "ولو احتجت أي حاجة تاني…كلمني، من غير ما تفكر."
سكتوا هما الاتنين،لكن الموقف كله اتقال خلاص،من غير ما يحتاجوا يقولوا ولا كلمة زيادة.
آدم فى طريقه للبيت بيلاقى ناس متجمعه استغرب وسأل نفسه ف اى بيقوله السواق
-نلف من طريق تانى
بس ادم بيكون عنده فضول غريب كأنه مش قادر يمشي من المكان نزل من العربيه وراح عند التجمع واحد شافه انصدم قال-اد..ادم
آدم بيفتح الجميع ليه ويتفجأ جدا لما يلاقيه أسير مغمى عليها يحس بصدمه ويقرب منها بتقول امرأه
-كانت ماشيه دايخه وبكلمها لقتها وقعت
آدم شالها على دراعه وبعدو الناس عنه وبيشوفو وهو بيلعد بصمت وبيدخل العربيه بيتفجأو جدا من العربيه دى قال ادم
-امشي
مشي السائق والناس لسا بتبصله معقول ده ادم رجع امتى وازاى بقا كده ودى عربيته او لا
كلارا واقفه بترن على آدم بتشوف عربيته راحت عنده بس بتقف لما تلاقيه نازل وهو شايل أسير على دراعه بتتصدم وتقوله
-ف اى يا ادم
ادم-لما الدكتور يجى دخليه
اومات له بتفهم دخل ادم باسير وهى على دراعه عبير لما شافته اتخضت وكانت بتقوم اتكعبلت بس سندت قالت-اسير.. اسير مالها يا ادم
-اغم عليها
دخلها الاوضه وحطها على السرير وفضل جنبها ماسكها، نظر إليها وهي ترمى راسها على صدره قرب إيده منها ليلاس وجهها وبشرتها الدابله وازاح شعرها للخلف ليرى وجهها ويزيح تراب الارض
عبير نظرت الل ادم ومن نظرته اليها جت كلارا قالت-الدكتور
دخل راجل كان ادم كلمه فى الطريق بيدخل الاوضه ومش بيبعد آدم عن أسير كانه بيقوله اكشف عليها وانا جنبها
بيبدأ الدكتور يشوف مؤشراتها واسير بتفتح عينها براحه. أول وجه بتشوفه هو آدم هل هي تحلم ام إن آدم يعانقها
ادم-مالها
الدكتور-هبوط بس من كتر الضغط واضح إن حالتها النفسيه مش احسن حاجه.. هكتب ادويه تمشي عليها
اومأ إليه بتفهم بيجى صوت زياد أسير بصيت لآدم بعدت عنه نظر لها اتعدلت وبيده ابنها ويشوفها قال
-ماما ف اى
الدكتور يقوم وآدم يروح معاه ويسيبهم بص زياد ليه قال- لى كلهم هنا
عبير-مفيش حاجه ياحبيبى ماما تعبانه شويه
زياد-مالك
حط كفه على جبهتها قالت-مفيش حاجه مجرد دوخه
سكت بعد قليلا رجعت كلارا قالت-الدكتور كتبتلك ده، آدم جابه من الصيزليه
نظرت له وانه جابهولها قالت-اشكريه نيابه عنى
اومات كلارا قالت-بقيتى عامله اى
-احسن
كانت تشعر برائحه آدم لسا ف انفها وكأنه عانقها
ادم قعد على الكنبة جت أمه قالت-نعم يا آدم.. كنت عايزنى
-عايزك ف موضوع
– "خير يا ابني؟ في حاجة؟"
– "الموضوع يخص أسير… عايزها تبقى موجودة لو بقيت عحسن هاتيها"
عبير الفضول كان بيأكلها من جوا ان يكون حاجه تجمعه بيها نادت عليها
– "أسير! تعالي يا يابنتى، آدم عايزك."
أسير جت ولما شافت آدم سكتت شاورلتها عبير تقرب
ادم– "أنا ناوي أبيع البيت."
السكوت سيطر ع المكان…عبير بصتله بشده واتجمدت من سماع ذلك
ادم– الفضول لو مش مناسبكم بس الموضوع كويس ليكم
عبير ابتلعت غصّة في حلقهاة بس قالت بنبرة مخدوعة وهي بتخفي اعتراضها:
– "اللي تشوفه يا آدم… اعمله."
آدم بصّ لها باستغراب،كان متوقع إنها ترفض أول واحدة لانه عارف تمسكها بالبيت بس اكاعته عشان مش عايزه تقوله لا ع حاجه
اسير– "أنا ما ليش حق في البيت ده أصلاً…ومش ناوية أعيش فيه.لو عايز تبيعه… بيعه."
ادم– "لا… البيت ملكك وأمي عارفة ده كويس،لانها كتبت جزئها ليكى
أسير بصيت لعبير قالت - تمم عايز تبيعه انا معاك قولتلك إني هعيش في بيت أهلي،يعني مش محتاجة البيت. سواء بيعته أو لا
– "إنتي مش هتعرفي تعيشي لوحدك،وأنا مش ببيع البيت علشان أتخلص منه،
أنا ناوي أشتري بيت أكبر، تعيشو فيه ف منطقه احسن ومعاكم خدم ترعاكم ف غيابى علشان أنا مسافر روسيا."
عبير أول ما سمعت كلمة روسيا، سكتت،لسانها ماعرفش يرد كل مرة كانت بتتوسله فيها إنه ميسافرش،بس هو بيرجع يقولها الجملة دي إنه حياته هناك قام وسابلهم المكان حتى متمسكش برفض أسير تروح مع أمه كانه بيقولها"مش هاجبرك، ولا حتى هتمسك فيكي."
الليل ساكن، والهوا بيعدّي خفيف آدم واقف لوحده بره في البلكونة،السيجارة في إيده، والدخان بيطلع في الهوا كأنه بيحاول يهدّي اللى جواه
كلارا خرجت قربت من ادم قالت– "في حاجة مضايقاك؟"
– "لا... مفيش. بفكر في الشغل."
كلارا قربت شوية، وقالت:– "علي هناك، وهو قادر يتصرف."
آدم لف ناحيتها وقال:– "أنا مش خايف على الشغل علشان علي...أنا خايف عليه علشاني.أنا مبعرفش أقعد.وأنتِ عارفة كده."
كلارا اومات بتفهم قالت-هنرحع قريب
اوما اليها قال– "ادخلى نامي
-تصبح على خير، آدم."
سابتُه ودخلت آدم شد آخر نفس من السيجارة،نفخ الدخان ببطء، وعينه فيها وجع وأفكار متشابكة.بعدها رمى السيجارة على الأرض،وداس عليها برجله،كأنها بتمثل كل حاجة جواه كان نفسه يدفنها.
دخل البيت راح على أوضة والدته واتفجأ لما شاف أسير بتظبط السرير،
إيدها بتشد الملاية وبتعدل الوسادة.آدم وقف، ما اتكلمش،بس عينه كانت عليها.
ادم– "بتعملي إيه؟"
أسير لفّت بسرعة، صوتُه فجئها،اتوترت قالت
– "والدتك قالتلي أظبط الأوضة."
سكت آدم، وهي بدأت تتحرك علشان تمشي،لكن قبل ما توصل للباب، صوته رجّعها:
– "ليه سميتيه زياد؟"
وقفت...ادم بصلها قال– "اشمعنا... زياد؟"
أسير كانت واقفة جنبه قالت– "أنا ما سميتوش."
– "إزاي؟"
بصّت له اخيرا قالت– "أنا... ما كانش عندي حب كفاية أختار له اسم.ولا حتى فرصة."
كأن الكلام ده طلع من جُرح مفتوح قال
– "وضحى
أسير شالت عن نفسها الحكي، ورمته عليه– "عاصم هو اللي سماه."
آدم اتفجأ اسير مشيت وهو ما اتحركش، بس جواه كان في حرب.
وفجأة... المشهد حوالينه اتبدّل.
رجع بيه الزمن...
صوت ضحك،شمس نازلة على وشين صغيرين بيجروا ورا كورة في جنينة فاضية ولد قاعد جنب ولد أصغر منه،كان هو و عاصم.
نفَسهم متقطع من كتر الجري، ووشهم متغرق عرق وضحك.
– "لو كملت كده، هتبقى لعيب كورة جامد جدًا."
قالها عاصم، وهو بيهزر وبيبص للسماء.
ادم– "لو غيبت عن المذاكرة تاني، ماما هتقول أنا السبب!"
رد آدم وهما بيضحكوا.
عاصم مد إيده له، وصوته مليان طيبة طفولية قال– "أسم الممثل الاجنبى حلو، عايز أسمي ولادي بأسامي أجنبية مميزة وانت
– لو خلفت ولد، هسميه زياد.بحب الاسم ده."
– اممم حلو، ولو بنت؟"
– "لسّه ما فكرتش."
– "لما نكبر، نفكر سوا..وأنا هساعدك تختار اسمها برضو."
سلموا على بعض،عينيهم صافية...مفيش غدر، مفيش خيانة...بس في وعد،وعد مات قبل ما يتولد.
---
آدم رجع من الذكرى، قلبه بيدق بسرعة،مش فاهم ليه افتكر اللحظة دي دلوقتي،
بس كل اللي حسه... غُصة خنقته،ودمعة مش قادرة تنزل،وبطنه بدأت توجعه كان الوجع كله ينحر بطنه، جمع قبضته وقد ازداد حنقا
تاني يوم، كانت أسير واقفة في المطبخ، هادية، بتحضّر الفطار بإيد بتتحرك أوتوماتيك، من غير روح، كأنها بتعمل اللي وراها وخلاص.كلارا دخلت
– "صباح الخير اسير
أسير ردت من غير ما تبص:– "صباح النور."
كلارا قربت منها، خدت كباية ميه من جنبها، وبصّت فيها شوية قبل ما تقول:– "شفتي آدم؟"
أسير ما ردّتش...عينيها فضلت على الطاسة اللي على النار،تليفون رن، قطع اللحظة،بصّت عليه ،اسم المتصل خلّاها تمسكه وتطلع من المطبخ على طول.
في الوقت ده، كان آدم قاعد في الصالة لوحده.عبير لسه صاحية قال
– "ادم
اكتفى ببصة ليها،قعدت جنبه على طرف الكنبة– "الشقة اللي فوق خلصت،اتنضّفت وبقت جاهزة، لو حابب تطلع وتقعد فيها."
آدم فضّل ساكت.عبير كملت وهي بتبص له بنص نظرة:
– "في حاجة فوق... مستنياك.لو حابب تعرف اللي حصل في السنين اللي فاتت."
الكلمة دي شدّت ودنه،عبير قامت من جنبه من غير ما تقول حاجة تاني،وسابته مع السؤال الكبير اللي زرعته جوا دماغه.
آدم سحب نفس طويل،قفل تليفونه،وقام من مكانه وخرج
وهو طالع، افتكر اليوم اللي نزل فيه آخر مرة،اللحظة اللي حلف فيها إنه مش هيعدّي من السلم ده تاني،بس اهو... بيعدي.بيرجع برجليه للمكان اللي سابه مكسور،
دخل وحط شنطته على الكنبة، وبص حوالين الشقة...مبقتش متكسره زى مسكها آخر مره، مرتبه المكات فيه روح كان حد كان عايش هنا، وقف بص على أوضة نومه كانت الصورة لسه هناك،صورته مع أسير يوم فرحهم، انها الوحيده المتربه من يوم مساب كل حاجه هنا وسافر
خرج من الأوضة،عنيه وقعت على المكتب،وكان في حاجة شدّت انتباهه،
دفتر شكله غريب،مش فاكره انه بتاعه
قرب،مسكه فتح أول صفحة...والمفاجأة وقعت عليه تقيلة زي صخرة كان مكتوب بخط واضح، عارف صاحبه كويس إيده اتشدت لانه كان خط عاصم
↚
دخل وحط شنطته على الكنبة، وبص حوالين الشقة...مبقتش متكسره زى مسبها آخر مره، مرتبه المكات فيه روح كان حد كان عايش هنا، وقف بص على أوضة نومه كانت الصورة لسه هناك،صورته مع أسير يوم فرحهم، انها الوحيده المتربه من يوم مساب كل حاجه هنا وسافر
خرج من الأوضة،عنيه وقعت على المكتب،وكان في حاجة شدّت انتباهه،
دفتر شكله غريب،مش فاكره انه بتاعه
قرب،مسكه فتح أول صفحة...والمفاجأة وقعت عليه تقيلة زي صخرة كان مكتوب بخط واضح، عارف صاحبه كويس إيده اتشدت لانه كان خط عاصم
"بمجرّد ما تشوف الدفتر ده...يبقى انت رجعت.معرفش لو هتشوفه وأنا لسه عايش،ولا بعد ما أمشي،بس أتمنى تشوفه بدري،قبل ما الزمن ياخدك أكتر من كده."
آدم في لحظة، حس بصمت الدنيا كلها…إيده شدت على الدفتر،وصباعه ضغط جامد على الورق،كأن الجملة خنقته:
> "برغم إن نفسي أشوفك قبل ما أموت،بس عارف إن حاجة زي دي هتكرهك فيا أكتر…يا أخويا."
كان هيرمي الدفتر،يقفله،يكتم الوجع جواه،بس…جملة تحتها شدته،جملة كأن عاصم لسه عايش وبيكلمه.
> "أتمنى تقرأ الدفتر كله يا آدم،لإنه يهمك أوي،في حقايق كتير هتوصلك الصورة اللي مشيت وإنت فاهمها غلط.... آخر حل وصلتله،إني أكتبلك،لأني فشلت أوصلك،حتى التواصل مبقاش بينا.فأهو…آخر حاجة ممكن أعملها،إني أكتب…
لعلك تشوفه في يوم من الأيام،وأكون مت وانا قايل اللي كان نفسي أقوله
."آدم حس إن قلبه بينزل تحت رجله،اتكعبل في كرسي وهو بيقعد تاني وعنيه مثبتة في الصفحه
كان عاصم قاعد في ركن مكتبه،في بيت ضلمة،كله ساكن،وكأنه هو الوحيد اللي عايش فيه.الأنوار خافتة،ووشه شاحب،هدومه واسعة عليه
كان بيكتب وهو بيكتم كحة بتقطع صدره،وعنيه حمرا،والهالات سودا،كأن النوم خسره من سنين،وكل حرف بيكتبه…كأنه بيطلعه من روحه.
– "أنا مش عارف لو هيوصل لك الكلام ده،بس لو وصل…ابقى سامحني،واسمعني…أنا مش هبرر،أنا هاحكي."
آدم وعينه بتجري على السطور الجاية،وكل كلمة بتطعن جواه،بيقرأ بصوت داخلي،وصوت عاصم كأنه بيقراهاله بإيده المرتعشة…
> "من أول ما سافرت يا آدم،وهي كانت معاك…مجروحة، مكسورة،بس لسه بتحبك،وأنا كنت شايف ده…وبكل أنانيةاستغليت كل لحظة ضعف جواها علشان أخدها منك."
آدم حس إن نفسه بيتسحب،أول مرة يسمع الحقيقة من غير تجميل.كمل…
> "بعد ما خلفت واتجوزت انا واسير ومع اول ملاحظه جاده بينا وخروجه من المستشفى اكتشفت انها مكنتش عايزانى هي بس عايزه تتخلص من ابننا ومنى، قالتلى طلبت الطلاق مع اقرب فرصه إنها تتخلص منى
> بعد محولاتى انى أحببها فيا بكل الطرق،حاولت أكون حنين،كريم،سند.بس جواها… كان في حد تاني،إنت يا آدم."
ادم بيشد في حرف الدفتر،مستني القنبلة الجاية…
> "بس أنا كنت غبي…غبي وحقير…وافتكرت إنها ممكن تسامحني،تنساني،
تحبني.نسيت إن أنا…أنا اللي اغتصبتها... اه يا ادم جر.يمتى ةتعمىت غثب عنها عم. ما اسير كةتة موافقه عليها او شاركت فيها، نا اللي خدت منها كل حاجة بالقوة... خدت روحها وحبيبها وحياتها
قت.لتها واكتشفت ان الضحية عمرها ما بتحب اللي ق.تلها."
"بس الغلط الأكبر من اول لما طلبت منها نتمم جوازنا بعد كل الكرق وتحنلها الشهور ده وهى بتبعد عنى مع اول طلب ليها بحقى رفضتني،لما قالت لأ…أنا…
أنا ماستحملتش،وعملت اللي عملته تاني…اعت.ديت عليها،وض.ربتها، ومارضيتش أسمع صوت بكاها،ولا وجعها…كنت شايفها ملكي…ونسيت إنها بني آدمة،مكسورة،وبتنزف مني،مش فيا."
آدم بص للصفحة،ولقى نقطة حبر كبيرة في آخر الجملة،كأن عاصم وهو بيكتبها،دمعت عينه أو نزف قلبه
" الرضيع كان يبكى ولا احد يجيب عليها شفاه الزرقاء من جفاف حلقه بالحليب
عاصم واقف قدامها، عنيه حمرا،نَفَسه تقيل، بيقولها بصوت منخفض لكن كله تهديد: "اللي بتعمليه ده مش هينفع…إحنا اتربطنا خلاص،انسي إنك تخرجي من حياتي…انسي إنك تكوني حرة."
أسير سكتة، بتبص له من فوق لتحت،نظرة كلها قرف، كأنها شايفاه طين،
كأنها بتحاول تمسك نفسها من إنها تتقيأ:– أنا بكرهك بتمنى اموت ولا انى احس بأي مشاعر ناحيتك
بيقرب منها بخطوات تقيلة،وبيكمل بصوت واطي فيه خنقة:– "عيفيدك بأي غير الاهانه... اسمعينى لو اتقيتي شرّي…أنا أقدر أخليكي أسعد واحدة في الدنيا…بس انتي اللي بتجبري الواحد يعمل كده."
أسير بصوتها المكسور لكن ثابت:– "أنا كنت بخير، وانت حاسنى هنا بس لما بتيجى انا بتعذب احبسنى بس مشفش وشك شوفت حجم كرهى ليك،هييجي اليوم اللي هتحرر فيه منك،وأنت هتفضل تتعفن في وساختك."
العاصفة بتقوم جواه،وبيقول بغضب– "يبقى هتموتي على إيدي!!"
بضربة مفاجئة،بيمد إيده يضربها،تترنح…يسحبها من شعرها،ويجرّها للأرض،
يبص لها بعين مفيهاش رحمة،ويكرر:
– "هتموتي…بس بعد ما تذوقي كل لحظة قهر،كل لحظة وجع،عشان تعرفي يعنى اى تقوليلى انا لا
أسير بتحاول تدفعه،تزقه،لكن ضعيفة،بتصرخ:
– "ابعد عني… كفاية… كفاية بقى!"
عاصم:"كل اللي اتمنّيته تبقي ليا…بس حتى كده مش عارف آخده منك؟ يبقى آخده بالقوة!"
لكنه بيتحوّل لشيطان،كل عقده، كل غله،بيصبّه عليها،والرضيعة في الخلفية بتبكي،صوتها بيزيد،بيشقّ الصمت،بيشقّ القلب…اسير بتصرخ،والطفل يبكى بزعر،
----
غرفة مظلمة، نور خافت من الأباجورة،عاصم قاعد على المكتب،الورق قدامه متبهدل، بيكتب… وبيتكلم بصوت داخلي مسموع.
عاصم -"حاولت تهرب منى…كتير…كل مرة كنت بحسها بتفلت،كنت أرجع أسحبها…بأي طريقة… بأي وسيلة. لحد ما قررت أقفل الباب وأرمي المفتاح.
حبستها… وأنا عارف إنها مش ليا، بس ماكنتش قادر أسيبها تبقي لحد غيرى."
بيتنهد، عينه بتلمع بلمعة كأنها ندم… كتب "حتى لما حاولت تبلغ عنى…تطلبي حد يساعدها كنت دايمًا بسبقها بخطوة.مارست سلطتي،استغليت كل نقطة ضعفك،ومنعِتها تاخد حقها كنت شايفها ملكي…مش إنسانة."
بيسكت لحظة… وبعدين صوته بينكسر "وبرغم رفضك ليا…كنت بحاول…
أحرّكك ناحيتي،أولع فيها شوق كاي ست بس عمري ما شفت في عينها غير القرف."
بيرجع براسه لورا، عينه بتدمع وهو بيكمل "أنا كنت بشر…بشر مشوه،كنت برجعلها سكران،بضيع فى المخدرات عشان أنسى،عشان أكتم صوت الخسارة جوايا،عشان أنسى الخساره الكبيره الى سببتها ليا ولحياتى واخويا... إحساس إنك عملت كل القرف وف الاخى متوقعتش نتيجه دى أو افتكرت انى ممكن اخد السماح أو النسيان.. بس انا افعالى مستحقش نسيان على حاجه واحده
بيشد على القلم بعصبية وكلامه يتسرّع:"الخيانة…الخيانة اللي بجد مش كانت منها بتفكيرها فيك …كانت مني.أنا اللى خنت نفسي،خنت أخويا…آدم…
اللي عمري ما شفت منه غير خير،ولا حب،ولا حنية.لحظة شيطان…غلطتي الأكبر،اللي سابت علامة مش هتروح…هدت كل حاجة."
صوته بيخفت، وبيكتب ببطء:"كنت بحاول أغطّي الخيبة،أخبّي خسارتي…
في شُرب أكتر،وضياع أكتر…علاقات ملهاش معنى،وخيانات مقصودة…كنت بكسر بيها كرامتها،بكسرها هي… يمكن عشان كنت متكسر أكتر منها بقيت عايز المس مشاعر الكبرياء حتى ولو زوجه اتخانت
يسيب القلم،ينزل راسه على الورق،وصوته بيهمس:
"بس الحقيقة؟أنا اللى مكسور…أنا اللى ضيّعت كل حاجة،وانتهيت فاضي…
تمامًا."
خطوات تقيلة على السلم…الباب بيتفتح بهدوء… عاصم داخل، ملامحه جامدة، وعينه معلقة في السقف كأنه بيطرد أفكار تقيلة من دماغه أسير قاعدة على طرف السرير، ظهرها للحائط، عينيها مفتحة… بس مافيهاش حياة. بتتابعه من غير ما تتحرك.
عاصم دخل وشافته ف حالته قالها ـ عملتي اللي عايزاه يا أسير…خلتيني أخونك.
ما بتردش.بيتحرك ناحيتها بخطوات أبطأ، يقف قدامها ويقرب وشه منها
-بصيلي… شوفي إيه الذنب اللي حطيتيني فيه…أنا… أنا خنتك، ونمت مع غيرك…كنت سكران… ومش فاكر حاجة غير إني كنت عايز أكسر جواكي حاجة… أنتِ السبب!
أسير، ببرود وملامح حجر:ـ حياتك كلها معصية…
عاصم بانفجار غضب ـ اخرسي… تحبى تش فى المعصيه تحبى أجيب واحدة هنا قدامك، وأخليكِ تشوفيني وأنا معاها!
أسير، بنفس النبرة الميتة ـ مش هيفرق… ولو فاكر إني السبب في معصيتك، فأنت بتمارسها معايا كل يوم.
اللحظة بتولّع جواه، بيرفع إيده ويضربها بعنف، صوته بيصرخ وهو بيهزها:ـ أنتِ مراتي… حقي… حَقِّي… حَقِّققّي!!!
هي ما بتردش، ما بتصرخش… بتفضل زي ما هي، كأنها اتعودت على الجحيم ده، كأن الألم بقى مجرد هواء حواليها.
---
إيد آدم بتضغط أكتر على حواف الدفتر، أصابعه بتتجمع في قبضة، والحبر على الورق قدامه بيهتز من دموعه اللي بتقع عليه. الكلمات مش بس حروف… بقت مشاهد قدام عينه، أصوات، وخبط، وصمت بارد بيمزق قلبه.،يقلب الصفحة. الحبر باهت في بعض السطور، وكأن اللي كتبها كان بيصارع دموعه أو روحه وهي بتنزف.
عاصم"كنت مريض…"
صوت عاصم في مخيلة آدم بيطلع مشوش، بين شهقة وتنفس تقيل
"ده كان زقّة مرضي الحقيقي يا آدم…لا كنت في وعي… كنت مجرد ظالم، مجرم، متوحش… بيؤذي اللي حواليه. كنت أمنعهم يتواصلوا مع أي حد برّا، كأني خايف يستنجدوا بحد مني. كنت أمنع ضوء الشمس يدخل أوصلها، وحابِسها في الشقة عشان ما تخرجش… لحد ما محاولاتها بقت يأس لانها عارفه النهايه هتكون ليا ولما بطلت تحاول... وهنا عرفت إنها ماتت فعليًّا.
ما بقَتش أسير… ما بقِتش بتقاوم… حتى ما بقَتش بتحاول تاخد حقها. بقت ساكتة… وأنا كنت بغيب عن البيت، غرقان في ضياعي… ضياع أنا كنت السبب فيه."
آدم بيحس نفسه بيغوص أعمق مع كل جملة…
*"كنت أزبل حد ممكن تشوفه. يمكن دي حقيقـتي من الأول… إني مجرد إنسان قذر، متسلّط عايزكل حاجه ليا ...مدّيت إيدي على أمي… أمي اللي كانت بتحاول تحمي مراتي وابني… ومدّيت إيدي على أسير، نسيت إنها كانت حبيبتي وأختي اللي اتربّيت معاها.
أنا دلوقتي… بتمنى يوم واحد من وإحنا صغيرين… يوم نقعد فيه إحنا التلاتة ونضحك… يوم واحد بس يصحيني من الكابوس اللي عملته بنفسي.لكن كنت دايمًا بصحى على الواقع… وهو خسارتك.خسارتك الكبيرة بالنسبة لي… وخسارة عيلتي.
لما جالي المرض… زعلت، مش عشان هسِيب الدنيا، لكن لأن رحلتي إني أدور عليك هتكون أقصر
بعد أربع سنين… حاولت أوصلك… حاولت أدور عليك يا آدم… لحد ما قدرت أوصل لرقم الشركة اللي كنت بتشتغل فيها وسافرت عشانها.وأنا سايق… كنت رايح أتواصل معاها… عملت حادثة.
هناك فى المستشفى… اكتشفت ابتلاء ربنا ليا… اكتشفت اقتصاصه مني…اكتشفت إني عندي ورم في المخ.
في المستشفى الضوء الأبيض بيخبط في عينيه، كأنه بيكشف كل حاجة حاول يخبيها طول سنين. عاصم قاعد على طرف السرير، عينه بتتبع حركة الدكتور وهو بيقلب في الأشعة والتقارير.
الدكتور رفع عينه وقال بهدوء رسمي، لكن فيه ظل أسف:ـ "واضح إن الورم موجود من فترة طويلة… وده مؤسف جدًا. هنبدأ نتابع ونحاول نعمل عملية استئصال، لكن لازم تكون عارف… المسألة معقدة."
الكلمات دخلت في أذن عاصم لكن عقله كان في حتة تانية… كان ماسك ورقة قديمة فيها رقم تليفون. الرقم اللي قبل الحادثة كان بيخطط يتصل بيه عشان يسأل الشركة عن أخوه الورقه مليانه دم من اصابته بس لسا قابض عليها كان عنده امل يروحله امل يلحقه ويحرى وراه
لكن لما عرف مرضه… الإحساس اتقلب. بقى حاسس إن نهايته بتتعلن ومش هيلحق يخلص ذنبه
بيكمل فحوصات وكشف وكأن فاكر إنه هيتخلص من الورم ده بسهوله وبيمر الايام والدكتور بيقوله
"أنا مش هكدب عليك… حالتك صعبة. المؤشرات اللي كنت بتاخدها قبل كده أثّرت على جسمك وخلاياه
بيقوله عاصم-مؤثرات
-الخمر.ه والمخد.رات دى كفيله تقت.لك… وده بيخلي الشفاء شبه مستحيل. ادعي ربنا… لأن التدخلات اللي نقدر نعملها دلوقتي ما تضمنش أي نتيجة."
الكلمات دي سكنت جوّه عاصم كرصاصة باردة. حس كأنه بيشوف قدامه خط النهاية مرسوم بوضوح، ومع كل نفس، بيعدّ معاصيه زي سبحة مكسورة: أسير… زياد… أمه… وأدم.
من ساعة كلامه مع الدكتور وهو ساكت واول خطوه خدها يكمل بحثه عن اخوه، حاول يتواصل مع الشركة لما رقم اخوه الروسي ملهوش بيرد ولما جاله رد مت الشركه إلى كان شغال فيها اتصدم منه
"اللي حضرتك بتسأل عنه سب الشركة بقاله سنة."
ساعتها حس إن الدنيا بتقفل في وشه. روسيا مش أوضة وصالة… دي بلد غريبة، واسعة، حتى لو راحها مش مضمون إنه يلاقيه. والمرة دي، مش بس المرض اللي بيطارده… لكن إحساس إنه مفيش وقت.
كانت القاعة ساكنة إلا من صوت أنفاس متقطعة. أسير جالسة على الكرسي، ظهرها مستقيم، عينيها متسمّرتين في الفراغ، وكأن وجود عاصم أمامها مجرد ظل ثقيل.
جلس هو قبالتها، وجهه شاحب، وعينيه يلمع فيهما دموع لأول مرة تراها. حاول يتكلم، صوته كان واطي، كأنه بيحكي سر:ـ "أنا… بحاول ألاقيه بدور عليه والحادثه اخرتنى بس كملت واتواصلت مع الشركه بتاعت… بس عرفت إنه ساب الشركة."
أسير ما حرّكتش حتى جفنها. الصمت كان أقسى من أي رد.
ـ "مرة واحدة يا أسير… ردّي عليّ. أنا مش هعمل حاجة… مش همد إيدي عليكي. لو عايزة تضرّبيني… لو عايزة تقتليني… حتى لو عايزة تسجنيني… مستعد. هخلّيكِ تعملي فيّ اللي إنتي عايزاه. هسلّم نفسي، وأعترف بكل حاجة… حتى لو الحكم إعدام."
كلماته كانت بتتكسر في حلقه. فجأة نزل على ركبتيه قدامها، إيده بتترعش وهو بيبص في الأرض:ـ "عارف… أنا اللي دمّرتك. أنا السبب في الحالة اللي إنتِ فيها. أنا اللي كسرتك. هسيب البيت… هسيبك تعيشي."
مدّ يده بسكين صغيرة، حطها قدامها على الأرض وكانه مجهز اللحظه دي
ـ "خدي… خدي حقكِ مني."
لكن أسير ما ارتعشتش ولا حتى شفتيها ارتسم عليها أي تعاطف. نظرتها كانت ثابتة، باردة… نظرة إنسانة شايفة قدامها القاتل اللي سرق حياتها وأخذ حبيبها.
رفع راسه، دموعه بتنزل وهو بيقول:ـ "سامحيني يا أسير."
ردّت بصوت جامد، خالي من أي دفء:ـ "لا موتك ولا حَبسك هينفعوني. انت هترجع عليّ بالسلب عشان زياد."
حاول يسألها، لكن صوتها قطع عليه:ـ "كمل دور الأب… واتعذب. خلي العذاب ينهش فيك لحد ما تكمل حسابك في الآخرة. الموت ده رحمة… وأنا مش عايزاها ليك."
قامت ومشت، خطواتها تقطع الصمت.عاصم فضّل قاعد على الأرض، ظهره منحني، تنهيدة تقيلة خرجت منه، وكلامها بيتردد في ودانه زي سكاكين بتغرز أعمق وأعمق. ومع ذلك… انكسر جوّاه واستسلم لفكرة إنه هينفذ وصيتها، ويعيش بعذابه. لمره واحده يعملها الى عايزه
مع أول دقة ألم، كان عاصم بيشهق وكأن مسمار من نار بيغرز جوه دماغه. صرخة مكتومة خرجت منه، وبعدها صرخة أعلى، جسمه بينفض، وبيحاول يقوم من مكانه وهو ماسك راسه بقوة، عروقه في رقبته ووشه متشددة لدرجة إنك تحس إنه بيتحوّل لحاجة تانية.
أسير سمعت الصوت، وزياد كان أول واحد يتحرك ناحيته، لكن هي وقفت قدامه ومدت إيدها تمنعه.
ـ "بابا؟"
قالها زياد بصوت متلخبط، وهو سامع صراخ أبوه اللي مالي البيت لكن بعدته من هناك ودخلته الاوضه وقفلت عليه وخرجت
الألم كان بيحفر جوه مخ عاصم كإن حد بيحط مثقاب جواه. كان. حسّ كأن دماغه محتاجة عربية تدوس عليها عشان ترتاح.اتكعبل وهو بيجري على درج الأدوية، بلع شريط كامل، كأنه فاكر إن الجرعة المهلكة دي هتطفي النار في دماغه. لكن الوجع كان عنيد… فضل يزيد، يزيد، لحد ما وقع على الأرض، صدره بيعلو ويهبط بسرعة، وعينه نص مفتوحة، وإيده بتترعش.
بعد لحظات، الألم بدأ ينسحب، لكن ترك وراه فراغ مرعب، وإحساس غريب لأول مرة حسه… إنه بيتمنى من قلبه يموت قبل ما يجرب الوجع ده تاني
لكنها كانت مجرد البداية.
ورغم انتظامه عند الأطباء، وتجربة كل دواء يكتبه له أي دكتور، وبرغم الأسئلة الكتيرة عن العملية—هل ينفع تتعمل له ولا لأ—فضل عاصم يعاني في بيته اللي بقى سجنه.
ما بقاش يخرج. ما بقاش يختلط بأسير. ما فيش كلام بينهم، ولا حتى محاولة. لكن لما كان يلمحها بالصدفة، كان فيه صوت داخله بيصرخ… نفسه يحضنها، نفسه يقول لها كلمة اعتذار، أو حتى يلاقي حد يحنو عليه.
ويمكن الحنان الوحيد اللي لسه وصله كان من زياد… زياد اللي خاف يخسره وأفعاله ثمرت، حافظ عليه لحد ما بقى يحبه رغم كل حاجة. حتى بعد موته، فضل حب زياد ثابت، برغم الذكرى المرة اللي سابها له، وبرغم إن أسير نفسها زمان كانت بتبغضه وهو طفل بسببه وانه اسوء شخص ف حياته لكنه حبه حب حقيقى،ولو عرف حقيقته لكرهه لكن يتمنى الا يعرف يتمنى يفضل بصوره حلوه ف عينه العمر كله
عاصم كان بيحبس نفسه في أوضته وبيحى وقت ما الوجع يشتغل ينهار ارضا
النوم بقى نادر، ولو عينه أُغلقت للحظة، كان يصحى على صراخه المميت. يقوم فجأة، كأنه بيتطعن، ويخبط راسه في الحيط بجنون، وشه محمّر، وصوته بيشق جدران البيت.
كانت أسير تسمع وتشوف… وتشوف لحد فين ممكن يوصل اليأس بإنسان… إنه يضرب دماغه بنفسه عشان يوقف النار اللي جوه.
وفي مرة، جابت د.م من قوة الضرب. لكنه استمر، وكأن الألم اللي جواه أكبر من أي جر.ح خارجي.كان يصرخ لحد ما ينهار على الأرض مغمي عليه. وبمجرد ما يحس بهدوء لحظي، يتمنى يطول. لحظة الراحة كانت عنده كنز… لكن في نفس الوقت، كان بيدعي يموت قبل ما يرجع الألم تاني.
صدره كان بيعلو ويهبط بعنف، وعينيه مشدودة من وجع مش مفهوم، وملامحه بتقول إن العذاب اللي عليه كبير… وكبير لدرجة إنه فاهم دلوقتي إنه مش هيخلص بسهولة.
-----
بيكتم آدم غصته، وعينه بتتحرك على السطور اللي بخط عاصم، كأنه بيسمع صوته جوه دماغه.
> "حاولت، في أي لحظة يقف فيها الوجع، أكمل بحثي عنك. لحد ما سمعت عن اسم شركة اسمها المسلم للسيارات، وإن المالك ليها اسمه آدم… آدم المسلم.
آدم المسلم، المعروف هنا، مهندس، وبداية شركته كانت ورشة صيانة وقطع غيار، لحد ما بقيت شركة كبيرة لتصنيع أحدث سيارات
دورت عليها، لحد ما شوفت صورتك في أحد الأندية. وقتها… ابتسمت. ابتسامة فيها ندم، وافتخار، وحزن.واشتياق....
آدم… نجحت. وحققت اللي نفسك فيه. بقيت أعلى مني، وأبعد من مجرد وظيفة حكومية بتتنازل فيها عن ضميرك.أنت دلوقتي صاحب شركة.
حبيت تعرف… إني شوفت نجاحك. شوفت بعيني، وحاولت أوصلك لما لقيتك. بس كل مرة أحاول أتصل بالشركة وأطلبك، كانوا يقولوا إنك مشغول، وإن التواصل لازم يكون من رقم تاني غير المالك، وإن مش أي حد يعرف يكلمك… لازم يكون معاه رقمك الشخصي."
> "كنت بتأكد من نجاحك من بعيد، حتى وأنا مش قادر أوصلك من شدة انشغالك.كان عندي كتير أقولهولك… كان نفسي ترجع بلدنا وأحكيلك كل كلمة.
كنت عايز أقولك… إن أسير لم ولن تخونك.وبرغم كل اللي عملته ومحولاتى انى اخدها منك امحيك من جواها بالحب او بلاجبار عملت كل حاجه فى غرض انها تنساك بس هي كانت متمسكة بيك إنك أنت الوحيد اللي تقدر تلمسها برضاها.
أنا غلطت… وفوق غلطتي، عملت غلط أكبر، وكنت السبب في فرقتكم.،كنت نقطة سودة كبيرة في حياتك من زمان… لكن كنت دايمًا عارف إن مهما أغلط، أنت بتحبني وبتنصحني.بس ماعرفتش إن هييجي يوم أغلط فيه غلط يخسرني أخويا العمر كله… هيجى اليوم إلى اعمل فيه كده وافكر ببشاعه واطون سبب انى احرمك من الإنسانة اللي حبيتها من وأنت صغير."
آدم حس بكلمات الرسالة وهي بتحفر جوه صدره، وكأنها مش مكتوبة بالحبر، لكن بدم.
----
كان عاصم قاعد على طرف الكنبة، ضهره محني، وإيده بتعصر نفسها في حجره. أمه قدامه، نظرتها تقيلة، والسنين اللي فاتت رسمت خطوط حزن حوالين عينيها.
قال بصوت مبحوح:– "سامحيني يا ماما."
نزلت من عينيها دمعة… برغم بغضها لأفعاله، وبرغم صراخ العذاب اللي بتسمعه منه كل يوم.
هو كمل، وكأنه بيحاول يطلع نفسه من تحت ركام الندم:
– "أنا بحاول… والله بحاول. بس محاولاتي بتفشل. دلوقتي… أنا بقيت أضعف. يمكن عقلي رجع لي… بس في وقت مش في صالحي."
رفع عينه لها، وصوته ارتعش وهو يقول:– "ماما… أنا ضيعت كل حاجة."
كانت نبرة صوته مختلفة… نبرة ابنها الصغير وهو بينادي عليها برجاء:
– "لو مش قادرة تسامحيني… بلاش تضغطي على نفسك. أنتِ عملتِ كتير عشاني… وعمرك ما كنتِ وحشة. كنتِ بس ضعيفة… زي أي أم لما تيجي عند ولادها وتضعف. اياكى تشوفى نفسك وحشه بسببى
عبير رمقته بنظرة فيها وجع، وقالت– "أنا حذرتك… ما تفكرش فيها.حذرتك ان نكون هنا
أطرق رأسه وقال بهدوء مثقل:– "كنت مغصوب… لأني حبيتها. حتى يومها لما شربت… كان بسببها."
عبير رفعت وجهها ناحيته، وكأنها تضربه بكلمة:
– "آدم لما اتجوزها… ما قربش منها إلا لما تأكد إنها اتخانت وسابته بإرادتها."
رفع عاصم عينه لها، وصوت أنفاسه ارتجف مما سمعه، فأكملت وهي تبكي:
– "أخوك كان محافظ عليها لحد ما رجعت وعرف انك سايبها بارداتك وخونتها… عمره ما قربلها لما اتجوزها، ولا عمل اللي أنت عملته، برغم إنه بيعشقها من وهو صغير. أخوك عمره ما فكر فيها وهي معاك… وانت خاطبها."
عاصم – "عايزه تقولّي إيه؟… مش كان بيفكر فيها وأنا خاطبها؟"
قالت عبير، والدموع تتساقط من عينيها:
– "أسير كانت حب حياة آدم من وهو صغير… من وهي معاك، وهو بيحبها. بس لما أعلنتوا جوازكم… بعد تمامًا، عشان ما يخلقش أي مشاكل أو يبوّظ الأخوة اللي بينكم، أو يخليها تعيش بينكم بغيرة ووجع. هو اختار يبعد… عكسك."
عيني عاصم امتلأت بالدموع وهو يبتلع الكلمات، فواصلت عبير:
– "أخوك ما حطش عشقه ليها عذر للخيانة اة انه يقرب من شر،فه..اسير كانت شرفه وشرفك… برغم إنه ما كانش يقدر يعيش من غيرها. استحمل فكرة جوازكم غصب عنه… وفضل صاينها كأخ وحبه دفنه ليه هو بس
تذكرت ملامح ابنها الى مشي وهو متبرى منهم كلهم حتى منها وتنزل دموعها وهي تتخيله قدامها واشتياقها الجنونى ليه قات-أنا ما خلفتش غير ابن واحد اسمه آدم… وخسرته."
انهار رأس عاصم على الأرض، كأن وزن الحقيقة كسر رقبته.الدموع نزلت من عينيه بغزارة، وصدره ارتجف وهو يتمتم:– "كان بيحبها سنين دى كلها…"
الذنب تضاعف… كان غافل عن حجم خطيئته، حتى اكتشف أنه ما خانش خطيبته بس… ده خان حب أخوه الوحيد.انغمس في الذكريات… حبها اللي عاشه سنين، ثم لحظة ما أخذها منه، أخذها بأبشع الطرق.
جلس عند قدمي أمه، يبكي بحرقة، كأن دموعه محاولة يائسة لغسل جريمة لا تغتسل.
***
تحت أسير كانت لسه ماسكة التليفون بعد ما خلصت مكالمتها، بتتنهد وهي بتلف عشان تمشي. فجأة سمعت صوت بيناديها:
– "أسير..."
التفتت لقت عمتها عبير جاية ناحيتها بخطوات هادية، وابتسامة صغيرة في وشها
قالت عبير:– "قهوة آدم نسيها هنا… ممكن تطلّعيهاله؟"
سكتت أسير لحظة وهي تبص لفنجان القهوة
– "هو فوق فين؟"
قالت عبير:– "في شقته… طلع من شوية، وقال انه عايز قهوة."
سكتت أسير ةخدته منها ومشيت بصتلها عبير وهى تغادر وفى اعينها نظرة شفقه وحزن
باب الشقة كان مفتوح، دخلت وهي بتبص حواليها… مفيش حد كان موجود، اتحركت لجوه، لحد ما لمحِت نور ضعيف جاي من عند المكتب. قربت بحذر،ولما وصلت، شافته…
-القهوه
آدم قاعد، ظهره منحنٍ، وإيده قابضة على دفتر قديم مش غريب عنها، دفتر كانت دايمًا تشوفه مع عاصم قبل ما يموت كان بيكتب فيه أكتر ما بيعيش.
خطواتها كانت بطيئة، وقلبها بيخبط،لكن صوتها اختفى فجأة لما شافت عينيه…
عيني آدم كانت مجمّعة دموع، ملامحه مشدودة، وصوته مكتوم.
آدم – "كان بييجي هنا…"
سكت، وعينه سابت الورق لحظة وبصّت لأسير، اللي عينيها صامته قالت بهدوء وهي بتحاول تبتلع غصة في حلقها:
– "في أي وقت كان قادر يتنفس فيه… كان بيكتب. على قد ما يقدر… مكنش بيعمل حاجة غير إنه يتوجّع ويصرخ يا يكتب، ويحاول يكمل آخر حاجة باقي عشانها."
رجع ادم عينه لدفتر وكانت جملة واضحه اوى أخوه كاتبها بوضوح "سامحني يا آدم… سامحني يا أخويا."
عينيها لمعت بالدموع، بينما آدم شد نفسه وقال بمرارة: "أسامحه… على إيه؟ مسامحة إيه على اللي عمله فيا؟"
أسير رفعت عينيها عليه وقالت بصوت مكسور:– "آخر حاجة قالهالي… وهو على السرير بيموت… طلب المغفرة. كان عارف إن العذاب عليه في قبره هيكون أكبر من عذابه هنا."
دموع آدم بدأت تنزل، والجرح اللي حاول يدفنه سنين بدأ ينزف من جديد. رمى الدفتر على المكتب، وصوت الورق تفرّق في الهوا، كأن اللحظة كسرتهم هما الاتنين.
خطت أسير نحوه خطوة، وقالت – "سامحه يا آدم."
هز رأسه، وعينيه تلمع بغضب وألم:– "مش هقدر يا أسير… مستحيل أسامحه على اللي عمله فيا."
مدت إيدها ناحية قبضته بتردد، لكنه مسكها بقوة كأنه بيتشبث بيها، وقال بصوت متقطع:- "هو السبب في كل اللي أنا فيه… السبب إني كنت محتاج أتعالج… السبب إني مش قادر أثق في حد."
أسير حاولت تتمالك نفسها، لكن عينيها فضحتها. قربت أكتر وضمت إيده برفق وبتحس ايدها على كتفه فجأة، آدم سحبها ناحيته، وحضن خصرها بشدة،وكأن سنين الغضب والحزن اتحولت للحظة احتياج صريح.هي ردت العناق من غير ما تتردد، ودموعها بتنزل بحرقة على كتفه
ادم- عمل كل حاجه كل حاجه عملها
همست وهي بتشد عليه: – "اتعذّب كفاية يا آدم… آخر حاجة كان عايزها، حاجة تشفع له… وإنك تسامحه."
دموع آدم كانت بتنزل ببطء، صوته مبحوح وكأنه بيحكم على عاصم غيابيًا – "خليه يتعذّب… خليه يعيش في الجحيم اللي أنا عشته."
انحنى رأسه، ونبرة الحزن اتسربت وسط الغضب:– "مش هقدر أسامح الشخص ده… مستحيل."
أسير فضلت ساكته وهي حاضناه، حاسة كأنه هو بس اللي بيغرق في موجة الألم، وهي واقفة تتفرج والالم الى بينهم مشتؤك، انها تبكى لاول مره تعبر عن حزنها غير الصمت ،موعها بتنزل وتتحرر من قربه.. كأن ده القرب الى دورت عليه كتير واستنيته
خفف ادم إيده خفّت على ضهرها، ورفع راسه بهدوء، وقبّل عنقها جسدها انتفض من اللمسة، وقلبها خبط بقوة:– "آدم…"
لكن هو ما ابتعدش، ورفع ايده لرقبتها وهو يمسكها بكفيه ويبصلها ولم تبعده عنها واستعرت انفاسه عينيه تنزل على شفايفها. اقترب منها ببطء، وقبّلها إيدها مسكت إيده تلقائيًا، وحست بضعف قوي قدام اللمسات اللي كانت مفتقداها من زمان. مع كل ثانية، كانت بتقرب أكتر وتبادله.
آدم وقف وتقدم منها، وهي بترجع لورا، لكن القبلة اتعمّقت واشتعلت، مزيج من الحنين والشغف، كأنهم بيرقصوا رقصة ثنائية اتولدت من جديد.
بتقف عند الحيطه وبايد آدم مدها وأقفله عليهم، أسير بدأت تفك أزرار قميصه وهي في حضنه، وهو شالها عن الأرض. لم يدع لها مجال تتنفس، وهي حاوطت عنقه بكل قوتها، لحظة جنون نابعة من الاشتياق المكبوت. آدم أمسك ببلوزتها وفكها عنها، فسقطت على الأرض. إيده رجعت لوجهها، وقبلاته تنهبها كانه يقتلع شفاها من مكانها. دمعة نزلت من عينيها، لكنه ما توقفش…
لحد ما فتح عينيه، وبالصدفة، وقع بصره على المرايا اللي وراها. انعكاس ضهرها ظهر بوضوح… وهناك، شاف شيء غريب.
آدم وقف مكانه، حرارة اللحظة انطفأت فجأة، وحل مكانها لهب تاني، لهب جاي من المنظر اللي شافه في ضهرها.رجع يبصلها، شاف دمعة بتنزل ببطء من عينها وتلمس صدره، قال بصوت هادي وهو بيحضنها
– "اهدّي…"
لكن دموعها نزلت أكتر، وكأنها بتغرق نفسها، وهي بتلعن ضعفها… وتلعن عمتها اللي رمتها هنا، قدامه قالت-ابعد
آدم لمح نشيجها ودموعها بتلمس صدره حضنها أكتر لما حس إنها بتعيط قال
– "ممكن تهدي…"
-ابعد
نظر لها ادم ساعتها هي بعدت فجأة ومشيت مدت إيدها تاخد البلوزة من على الأرض وتلبسها تظارى ملابسها الداخل.به بتحاول تحصّن نفسها من نظرته.
هو واقف بيتابعها، قال بهدوء مصطنع:- "أسير… اهدّي، محصلش حاجة."
التفتت له بعينين لامعين من الدموع، صوتها كان فيه قهر: "محصلش؟! عايز تعمل إيه؟" عايز يحصل
مشت ناحيته بخطوات سريعة، وقفت قدامه وقالت بحرقة:
– "كمل! خد اللي انت عايزه! ليه وقفت يا آدم؟ يلا… انهيني انت كمان! انتقم مني… ومنه… انتقم فيّا!"
هو سكت، ملامحه كانها شعرت بحقيقة الداخليه وقبتله المتملكه كأنه بيقول لعاصم شوف بقيت معايا لسا انت ميت وهي معايا دلوقتى مراتك
هي ثبتت عينيها في عينيه، ودموعها بتنزل بحرارة:
– "دي… عمرها ما كانت لمستك. ولا عمر آدم… يقرب مني ويخليني أوصل لده. عايز تشوف ضعفي؟! عايز تشوف لحد فين ممكن أعمل إيه؟"
صوتها انخفض لكنه كان مسموم بالشجن- "قرب مني… وانت تعرف إنك ممكن تاخدني معاك للجحيم… أكتر… وأكتر. انت… بس… اللي قادر تعمل فيا كده."
ادم – "جحيم…
ردت أسير-خلاص يا آدم خلاص
نظرته اتعلقت بيها وهي بتقفل البلوزة بسرعة. فجأة… رن جرس الباب.أسير التفتت بخوف ناحية الباب، كانت الخبطة خفيفة.
آدم تحرك بخطوات ثابتة، ولما قرب… سمع صوت زياد من بره:
– "ماما…"
الخوف زاد في عيني أسير، بصّت لآدم، وهو أشار لها بإيده بمعنى "مكانك… ما تتكلميش"، وبدأ يلبس قميصه بهدوء قبل ما يفتح.فتح الباب، شاف زياد واقف بيبص له بتركيز.آدم قال بنبرة طبيعية:– "عايز حاجة
– "ماما هنا؟"
أسير كانت واقفة في الصمت، تكاد تحبس أنفاسها.
آدم رد بسرعة:
– "لا… مفيش هنا حد غيري."
زياد سكت، لكن عينه فضلت تتفحص الشقة وكأنه بيكذّب كلامه، مش واثق.
بعد لحظة، مشي وهو لسه بيبص وراه.
آدم قفل الباب، وأسير حسّت بثقل في صدرها… إحساس بالذنب كأنها عملت جريمة بتحاول تخفيها.،قالت بصوت واطي وهي مش قادرة تبص له:
– "لو مصدقش كلامك… وإنّي كنت هنا… هتبقى مشكلة أكبر."
– "بتخافي عليّ أوي كده؟"
نظرته له قال – "متقلقش لو كان شاكك انك هنا كان دخل… هو نزل. لو هتمشي، أمشي دلوقتي قبل ما يطلع يدور عليك."
أسير مش ردّت، بدأت تتحرك ناحية الباب، لكنه وقفها فجأة:– "الحرق اللي في ضهرك… من إيه؟"
سكتت، هو بيكرر بحدة:– "مين عمل فيكِ كده؟"
أسير رفعت عينيها لعينيه، وصوتها كان متكسر بين الغضب والحزن: "عايز تعرف يا آدم؟… اسأل نفسك سؤال اهم… مين السبب إن كل ده يحصلى."
لمعت العيون بينهم لحظة، قبل ما تفتح الباب وتخرج… وتسيبه واقف، كأن كلماتها ضربته في قلبه أكتر من أي جرح
أسير نزله بتحاول تمسح دموعها قبل ما حد يلاحظ.،فجأة سمعت صوت ابنها:
– "ماما…"
التفتت ردّت بنبرة هادئة:– نعم"
زياد وقف قدامها، عينه بتلمع بشكوك خفية: "كنتي فين؟"
– "مخرجتش… كنت في البيت."
قال بشك-دورت عليكي… ملقتكيش."
سكتت لحظة، وكأنها بتدور على الكلمات، وبعدين قالت:– "كنت فوق."
– "فوق فين؟"
– "عند شقة باباك."
زياد سكت بيسحبها من أي مواجهة، ودخل بيها على أوضتهم.
– "نامي… إنتي تعبانة."
فضلت تبص له وهو بيرفع رجليها على السرير وبيغطيها.دمعة انسابت من عينها غصب عنها، حاولت تمسحها بسرعة، لكن زياد لمحها.
– "إنتي بتعيطي؟ حد زعلك؟"
– "لا… عيني وجعاني بس."
بصتله وسالت– "روحت إزاي؟ أنا قولتلك ما تركبيش تاكسي لوحدك."
– "عمو أحمد وصلني."
– "إيه اللي جاب أحمد عند مدرستك؟"
– "معرفش… خرجت شوفته وسلم عليّا."
آدم نزل من فوق بهدوء، لكن خطواته كانت تقيلة. لقى كلارا واقفه تنظر إليه قالت– "اختفيت فين؟
ردّ ببرود:– "شقتي فوق."
سكتت كلارا لحظة قربت منه بابتسامه قالت
– "هنتكلم جد ف موضوعنا امتى
آدم ما جاوبش، بس قال وهو بيعدي جنبها:– "نتكلم بعدين."
وقف يبص لها ثواني، وبعدين مشي، وعينه راحت أوّل ما دخل على أوضة أسير، بس ما دخلش…
اتجه ناحية البلكونة، لقى أمه قاعدة هناك. بصتله كانها عرفت بوجوده قالت– "في إيه يا آدم؟"
نظرته كانت ثابتة عليها:– "إنتِ اللي حاطّة الدفتر ده فوق؟"
– "دفتر إيه؟"
– "بلاش كدب… كوني صريحة معايا لمرة واحدة."
سكتت عبير، الحزن ارتسم على ملامحها، وبصوت مخنوق:– "والله ما أعرف… وحياتك عندي."
آدم شدد النبرة:– " تاني… بتحلفي بحياتي؟"
دموعها بدأت ومتكلمتش آدم اقترب منها– "لو مكنتيش تعرفي… طلّعتيه فوق ليه؟"
– "عشان أخوك وصّاني… قال إنه سايبلك حاجة مهمة فوق، هتخليك تعرف الحقيقة كلها… وواضح من عينيك إنك عرفت كل حاجة."
سكت آدم قامت عبير بالعافية، قربت منه، وحطت إيدها على كتفه:
– "أتمنى يكون عمل حاجة صح… لمرة واحدة."
– "اعترافه مش هيمحي ذنبه."
– "وذنبها هي؟ ذنب أسير إيه؟"
آدم شدد صوته أكتر:– "وذنبي أنا؟ ذنبي إيه تعملوا فينا كده؟"
– "أيًّا كان اللي فات… المهم إنك عرفت الحقيقة عنها، وعرفت إنها بتحبك أنت. بلاش تيجي عليها أكتر من كده، يا آدم… متخليش رجوعك اللي هي كانت بتتمناه يتحول لعذاب ليها… خليه جبر."
ادم هزّ راسه ببطء، وصوته كان مبحوح:
– "علاقتنا بايظة، يا أمي… لا أنا ولا هي نقدر نكون نفس الاتنين اللي كنا زمان."
عبير اتسعت عينيها خوفًا:– "ليه يا آدم؟ ليه مينفعش؟"
– "لأن اللي اتكسر… كبير. كل واحد فينا عبارة عن جرح للتاني."
– "بس حبكم باقي… وعمره ما مات. ولو قلت غير كده، تبقى كدّاب يا آدم."
آدم سكت، وعيونه زاغت، لكن دمعة كانت واقفة في طرفها.
عبير واطت تبص في عينه:– "قدرت تسكت قلبك عنها كل ده؟ أنت يا آدم… اللي عمره ما كان ليك سلطة عليه؟ لو كانت أسير السبب…"
– "أنا تعبت… تعبت عشان أقف ثابت، عشان تشوفوني واقف هنا النهاردة."
:– "بس أنت عشت فاهم حاجة عكس الحقيقة."
آدم ضيّق عينيه ونبرته غلظت:– "إيه اللي عمله فيها؟ كنتِ تقصدي إيه لما قولتي إنها اتعذبت في غيابي؟"
عبير شهقت نفس قصير– "بلاش نتكلم في اللي فات… قلبي بيوجعني."
آدم خطا خطوة أقرب، صوته حاد– "اللي فات يهمني… عشان أفهم إحنا في إيه دلوقتي. عشان أفهم العمر اللي اتسرق… راح في إيه!"
كانت عينيه مليانة نار، وعينيها مليانة خوف وذنب
كانت أسير قاعدة في المطبخ لوحدها، سمعت صوت رجل رفعت عينها لقت كلارا داخلة من غير سلام ولا مقدمات، وسحبت كرسي وقعدت قدامها. ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت:– "باين إنك بتحبي جوزك أوي… لدرجة كل يوم تبكي عليه، وأوقات تغمي عليكي من الزعل عشانه."
أسير بصتلها بصمت، عينيها ثابتة لكن ملامحها ما نطقتش بكلمة.
كلارا – "أنا كمان لما حبيت بجد… اكتشفت إن الشخص ده مش بيحبني."
ارتفعت نظرة أسير ليها للحظة، لكن مفيش انفعال واضح.
ابتسمت كلارا بمرارة وقالت:– ايوه آدم."
أسير ما اتصدمتش، كأنها كانت حاسه الكلام ده قبل ما يتقال.
كلارا كملت:– "باين إنك الوحيدة اللي عرفتي إني بحبه."
ردت أسير بهدوء مشوب بالبرود:– "ليه ما اتجوزتوش؟"
كلارا زفرت وقالت:– "آدم مقتنع إن العزوبية أفضل. لو حد غيره، كنت هقول عليه مش قد المسؤولية، بس هو… كان ليه أسبابه. وقريب… هنولها."
نظرت لها أسير باستفهام قالت-بعنى اى مقتنع بالعزوبيه يعنى ف بيمكم حب متبادل
، فقالت كلارا:– "دعوة آدم إني أجي معاه هنا… كانت كبيرة بالنسبة لي."
أسير عقدت حاجبها:– "مش فاهمة بتقولي الكلام ده ليه."
:– "يمكن عشان عايزة أفضفض… زي ما بتقولوا بالمصري. وملقتش حد أتكلم معاه هنا غيرك. أنتِ هتفهمي إحساسي أكتر."
أسير – "اختارتي الشخص الغلط."
كلارا– "ليه يا أسير؟ أنتِ ما حبيتيش قبل كده؟"
أسير التزمت الصمت. وقفت كلارا، بابتسامه لطيفه– "ادعي الرب نكون سلايف قريب."
أسير تابعتها بنظرة صامتة، لكن في قلبها شعلة غضب وحقد بتشتعل.
مشيت طلارا وسابتها
في الصبح، آدم كان واقف قدام باب أوضة أسير، إيده مرفوعة علشان يخبط، لكن قبل ما يلمس، الباب اتفتح فجأة وطلع زياد.
وقف الولد قدامه، نظرته حادة، وصوته مليان تحفظ:
– "عايز إيه؟"
آدم شد نفسه وقال بهدوء:– "فين والدتك؟"
زياد رد بنفس النبرة، وكأنه بيحمي جدار قدامه:– "عايز إيه من ماما؟"
نظرة آدم ثبتت عليه وضاق صدره قبل ما يرد، ظهرت عبير من آخر الممر، وقالت:– "أسير خرجت… لسا خارجة حالًا."
آدم اتجاهل زياد قال– "خرجت راحت فين؟"
عبير – "قالت إنها عندها مقابلة شغل."
كلمة "شغل" افتكر كلامها القديم إنها ناوية تشتغل وتبعد عن هنا. لحظة صمت مرت، ثم مشي ناحية الخارج.
عند البوابة، السواق عدّل جلسته أول ما شافه، وكأنه كان منتظر.آدم وقف عنده وقال بنبرة فاحصة:– "إنت هنا من امبارح؟"
السواق اتوتر:– "حضرتك ما قلتليش أمشي."
آدم ضيق عينيه قليلًا وسأله:– "شُفت أسير وهي خارجة؟"
أسير كانت واقفة على طرف الطريق، عينها بتدور على تاكسي فاضي، وقفت قدامها عربية أنيقة، ونزل منها أحمد صاحب عصام.
ابتسم وهو بيقترب منها بخطوات واثقة:– "جهزتى كل حاجه
-بتعمل اى هنا
- باين انى قلقت تروح المقابله عليكى معرفش انط ملتظمه بمواعيدك
أسير أومأت بهدوء:– "آه… شكرًا إنك رجّعتلي الوظيفة."
أحمد هز راسه بابتسامة خفيفة: "عادي. لما عرفت إنك كنتِ مقدمة، وراحت عليكِ بسبب ظروف… كلمت المدراء. يعرفوني، وملفك كان كويس. قالولي تقدري تبدأي معاهم."
أسير – "متشكرة."
هو أكمل بابتسامة أكبر:– "ما عملتش حاجة. أنا بس عايز أساعدك قد ما أقدر… وتعتمدي عليا لو في أي حاجة.إنت كنى زوجة عاصم… يعني أخويا لتاني
سطتت وبصتله قلبلا قالت– "رحت مدرسة زياد ليه؟"
– "كنت معدي من هناك… قولت أعدّي عليه زي ما كان عاصم بيعمل، عشان ما يحسش بحاجة."
أسير ترددت لحظة، ثم قالت:– "أنا مش عارفة أقولك إيه…
مد يده ناحيتها وهو بيشير للعربية:– "ولا حاجة… اركبي، عشان ما تتأخريش."
بصتله من عرضه قالت– "أنا ما بركبش عربيات مع حد."
نظر لها بثواني وقال:– "أنا قصدي… مش انتي مستنية تاكسي؟"
– "آه."
ابتسم بحذر:– "أنا عارف الشركة فين… وعشان ما تتأخريش…"
قاطعت كلامه بنفس النبرة:– "قولتلك… مش بركب مع حد. متشكرة لاهتمامك."
سكت أحمد قال باحترام -تمام الى يريحك هقف لحد ما تركبى وتوصلى عل. الشركه
اسير-ملوش لزمه عشان معطلكش عن شغلك
أحمد بابتسامة- فى اعتراض عليا ولا عشان وقوفى معاكى
وفى لحظه بتيجى عربيه وتوقف عندهم نظرو اليها وكانها كادت تدهسهم وتفاصيل العربيه فاخر للغايه اتفتح الباب ونزل آدم اتفجات أسير من رؤيته
أحمد اتجمّد لحظة وهو شايف آدم بينزل من العربية. قلبه دق أسرع، خوفه من إن آدم يكون لسه فاكره من آخر مواجهة بينهم ظهر في عينيه.
آدم قرب بخطوات سريعة من أسير، مسك إيدها– "امشي."
أسير رفعت عينيها عليه باستغراب:– "بتعمل إيه هنا؟"
أحمد خطا خطوة للأمام– "في حاجة يا بشمهندس؟"
آدم وقف في مكانه، ورفع عينه على أحمد بنظرة باردة:– "بتقول حاجة يا أحمد؟"
أحمد حاول يخفف الموقف:– "إنت ماسك إيدها جامد… يمكن بتوجعها."
أسير قاطعت الكلام بسرعة، وهي تحاول تخفف التوتر:– "مفيش حاجة… حصل خير."
لكن آدم تجاهلها، وبدأ يقترب من أحمد، صوته حاد:–سكعت قالتلك اى ولا اسمعك انا..فاكر نفسك من العيله وبتحاول تدخلها اوى
– "أنا مقصدش حاجة… بس مدام أسير رقيقة على المعاملة دي."
آدم رمقه بنظرة مريبه تكاد تق.تله ونظرت أسير إليه بتلاقيه بيسيب ايدها ويروحله
– "بتقول إيه؟ يلا… سمعني بتقول إيه."
↚
احمد– إنت بتو.جعها بمسكتك ليها، مقصدش حاجة… بس مدام أسير رقيقة على المعاملة دي."
آدم رمقه بنظرة تكاد تقتله:– "بتقول إيه؟ يلا… سمعني بتقول إيه."
أحمد نظر إليه قال– "قلت بس… إنها تستاهل معاملة ألطف."
بص لاسير فاشت.عل غضب آدم فشال عينه عنها لما حس بنظرة تحذ.ير من آدم، كأنها أمر بعدم الاقتراب، قبضت اسير ايدها على آدم قالت بتوقفه
– "آدم…"
لكنه ما ردش وسحبها من ايدها ومشيت معاها بصمت وهى بترطب العربيه، قبل ما يقف لحظة، يلتفت لأحمد بنظرة تأكيد… نظرة بتقول "أنا عارفك… ومش ناسي".بعدها ركب عربيته، ومشى قدام عينه، سايب أحمد واقف وسط الطريق… مش عارف إذا كان الموقف انتهى، ولا لسه بدأ.
أسير، وهي تبص من الشباك – "ليه حرجتنى كده قدامه؟"
آدم وهو ماسك الدريكسيون– "حرجتك؟ السؤال هنا كنتى بتعمل إيه معاه
أسير حاولت تحافظ على هدوءها– "كان بيساعدني… وأنا اللي تواصلت معاه، مش هو."
آدم التفت لها قالت– "أحمد… اللي وقف معانا في جنازة ، ولما عرف من الشركة إني مقدمة والوظيفة راحت عليّا، ساعدني أرجعها تاني."
آدم – "وإنتِ مصدقة الكلام ده؟"
استغربت من نبرته وقالت– قصدك انك بيكد.ب وهيكد.ب ليه يعني؟"
– "اسأليه… هيكد.ب ليه. بس أنا أقولك، الشخص ده مش كويس، ومش أول مرة يعرف إنك مقدمة في شركة بالصدفة… هو لفقها بطريقة تقنعك بيها."
أسير زفرت:– "إنت لازم تبطل تشك في الناس. هو ما عملش حاجة وحشة… بالعكس، ده هو اللي إتهان."
آدم ض.غط على أسنانه– "لحد ما نوصل البيت، مش عايز أسمع كلمة عنه."
أسير استدارت له بسرعة– "بيت إيه! أنا ورايا مقابلة."
– "مش هتروحي."
أسير – "آدم… بقولك ورايا إنترفيو، ولازم أروح. اتأخرت."
– "عايزه تشتغلي ليه يا أسير؟"
– "يعني إيه ليه؟ لازم أصرف عليّا وعلى ابني."
– "حد قالك إني هسيبكم أو مقصّر معاكم؟"
بصتله اسير من الى قاله وعينهم جت ف عين بعض قالت – "أنا قلتلك قبل كده… هَمشي، مش إنت اللي هتقصّر انااا الى همشي."
آدم صوته اتخفض لكن حسمه كان واضح:– "مش معنى إنك تمشي بشيل مسؤوليتى منك… هيدوكي كام على اللي إنتِ عاملاه ده؟"
– عشر تلاف
آدم بدون تردد– "هديكي ضعفهم."
أسير، بتسكت من الى بيقوله ادم
– "متشتغليش… وأنا هديكي القبض وإنتِ قاعدة في البيت."
شعرت أسير وكأنه بيستهين بيها والقبض الى قالتله وتنزل تتعبك عشانه قالت
– "أنا ما باخدش فلوس… وأفضل لي أنزل أشتغل ولا أمد إيدي لحد. أنا بشهادتي أقدر أشتغل… ومش عايزة أقعد من غير شغل، أنا عايزة أنزل وأثبت نفسي."
آدم عينه ضاقت– "تمدّي إيدك؟ تمدّي إيدك ليا أنا يا أسير؟"
– "أيوه يا آدم… تديني فلوس ولا تصرف عليا بتاع اى
سكت آدم وكانه أدرك الفوارق الى بينهم وكأن عنده جواب مش قادره يقوله
هي أكملت بهدوء مكسور– "أنا مش هقبل ده على نفسي."
وفى اللحظه دى بيوصلو على البيت بتفتح الباب وتقوله بدموع خفيه
– "شكرًا… إنك ضيعت الوظيفة مني."
نزلت قبل حتى ما يرد ودخلت البيت عينيها وقعت على كلارا اللي قابلنها ولمحت من بعيد آدم وهو بينزل من العربية… وملامح كلارا اتغيرت كأنها فهمت إنهم كانوا سوا.
أسير أكملت طريقها لجوه، لقيت زياد فى انتظارها قال
– "ماما، النهارده كان في اجتماع لأولياء الأمور."
تجمدت لحظة، أدركت إنها نسيت، أو بالأصح… اهتمامها كله كان في الوظيفة. حاولت تخفف وقع الأمر:– "مقدرتش أجي… غصب عني."
زياد أومأ برأسه بهدوء… وكأنها مش أول مرة. وابتعد.
تنهدت أسير، قلبها تقيل، وأخرجت تليفونها… كتبت رسالة لأحمد:
"آسفة على اللي حصل."
لكن وهي بتبعتها، كانت عارفة إن أحمد اتعرض لإهانه بسبب ادم وانه بس كان بيساعدها وهي شافته بيتهان وسكتت لانها متقدرش تقول كلمه تكسف ادم قدامه لان اهانته ادم كبيره عندها واهانت احمد اهون انها تقل من ادم قدامه
بليل اسير ماسكه الموبايل، بتتصل بالشركة وتعتذر عن غيابها– "أنا آسفة… ماقدرتش أجي النهارده بسبب ظروف… ممكن أجي بكرة أو أي ميعاد يناسبكم؟"
على الطرف التاني، الرد كان بارد ومحايد:
– "هنرجع الموضوع… ولو في أي جديد، هنتواصل مع حضرتك."
قفلت أسير ببطء، وعينيها معلقة في الأرض. عرفت إنها علامة رفض، وإن حتى الاتصال ده يمكن ما يجيش أبداً.
همست لنفسها:– "هرجع ادور ع شغل تانى
في اللحظة دي، جات عبير وقعدت جنبها، بنبرة فيها قلق أم:– "حصل حاجة بينك وبين آدم… امبارح أو النهارده؟"
أسير ما ردتش، عينها راحت بعيد، وافتكرت لحظات الأمس… والقبلات اللي جمعتهم، قبل ما كل حاجة تتقلب.
عبير قربت أكتر، وصوتها حنون– "أنا مش هأملي عليكي تعملي إيه… يا بنتي، اعملي اللي يريحك. أنا عايزة راحتك بس."
أسير رفعت نظرها وقالت بهدوء فيه حسم– "هارتاح قريب… لما أعمل لنفسي حياة بعيد."
كلمة "بعيد" كسرت قلب عبير، حاولت تخفي دمعتها بسرعة، وقالت بصوت متماسك– "أمانة عليكي… لو مشيتي، تخليني أشوف زياد. أو إديني عنوانك… أجي أشوفك ولو مرة واحدة… أطمن عليكي."
أسير ما ردتش، وقامت من مكانها، سايبة عبير ودموعها المخبّاية.
فى المطبخ الصبح زياد قاعد فى إيده كوبايه اللبن واسير بتحضر الفطار
عيونه كانت شاردة، وصوته خرج – "ماما… هنرجع بيت بابا إمتى؟"
إيد أسير وقفت للحظة، قالت– "يلا… عشان تاكل."
زياد– ماما هنرجع امتى
بيعيد سؤاله تانى عليها وقال-أنا عايز أعرف… هنقعد هنا لحد إمتى؟"
– "شوية يا زياد… مش دلوقتي."
– "أنا مش عايز أكمل هنا… عايز أمشي."
أسير حسّت قلبها بيتقبض أكتر، قربت منه:– حد ضايقك؟"
– "لا… أنا بس… عايز أمشي."
سمعو صوت رجعت بصيت لابنها قالت:– "نشوف الموضوع ده بعدين."
خرجت من المطبخ، وزياد قاعد مكانه بوش مكشر، ملامحه فيها ضيق
بدأت تحط السفرة، وكلارا كانت قاعدة تراقبها، وبابتسامة ودودة قالت:– "تحبي أساعدك؟"
أسير ما ردتش ومشت على المطبخ. كلارا لحقت بيها، ومدت إيدها تشيل معاها. أسير رفعت نظرها للحظة، كانت بتفكر: هي لطيفة… وجميلة… ليه آدم ما اتجوزهاش؟ أو يمكن… هما بيحبوا بعض وأنا معرفش؟
صوت خطوات آدم دخل المكان، عينه راحت مباشرة على أسير. هي استأذنت بسرعة وخرجت، وعبير قالت له وهي تبتسم
– "اقعد يا آدم."
أسير دخلت أوضتها، نادت على زياد– "يلا عشان تاكل."
رد عليها بهدوء رافض– "مش عايز آكل."
– "يلا يا زياد."
سكت، وما ردش. الباب اتفتح، وعبير ظهرت:– "في حاجة؟ مجيتش ليه يا زياد؟ عمك بيسأل عليك."
زياد – "هو مسألش… وإنتي يا تيتة اللي جايه."
عبير اتفاجئت وسكتت، الطفل ده محدش بيعرف يكدب عليه. ابتسمت بحزن وقالت:– "أكيد جايه أشوف حفيدي. اتأخرت على الفطار ليه؟ وكمان عمك لاحظ غيابك."
زياد ما ردش، وأسير شاورَت له– "يلا يا زياد."
خرجوا على السفرة وقعد زياد وهو ممتغض الوجه. الأكل بدأ بصمت تقيل، وكل واحد غارق في أفكاره.
أسير بصوت هادئ– "كل يا زياد."
زياد -"أنا عايز أروح بيت بابا."
أسير نظرت إليه قالت-– "قولتلك هنتكلم بعدين
-انتى مش بتتكلمى معايا
-بعد الاكل وممكن توطّي صوتك وتاكل؟"
آدم رفع عينه عليهم، وكأن الكلام شدّه.عبير حاولت تدخل:
– "في حاجة يا زياد؟"
زياد بيبص لامه ويقولها– بتقولى هنتكلم ومش بترد عليّ… أنا بس قاعد هنا عشانك بس انا عايز امشي
آدم، بحدة مفاجئة– "وطّي صوتك وانت بتتكلم مع والدتك."
العيون كلها اتوجهت له. زياد بصله واحتقن أكتر وبص ل أمه قال
– "أنا بكلم ماما… مش بكلمك."
أسير، بنبرة – "عيب يا زياد."
زياد، بعناد وغضب– "هو بيتدخل بينا ليه؟ إحنا عيلة!"
آدم شد نظره عليه:– "العيلة دي أنا فيها قبل ما أنت تيجي."
زياد، وصوته بيعلى أكتر:– "وانت كنت فين لما أنا جيت؟ أنا لا شفتك ولا أعرفك أصلاً!"
أسير حاولت تقطعه– "بس يا زياد."
لكنه انف.جر أكتر– "مش بس يا ماما! بيدخل فى حياتنع وبتقولولي إنه عمي… وأنا معرفش مين ده أصلاً. ومش عايز يكون ليّا عم… ولو كان هو "
آدم، وهو يقوم بغضب– "اتكلم عدل وانت بتتكلم معايااااا!"
وقع الكرسي على الأرض بصوت عالي، واقترب من زياد بخطوات غاضبة.أسير وقفت أمامه فورًا، عينيها مليانة خو.ف وقلق:
– "لا يا آدم!"
آدم نظر لها، والوقوف في وجهه أشعل غضبه أكتر. في عينه مرارة قديمة، غضب يشتعل، وانتقام قادم. التفت نحو زياد… لكنه لم ير طفلًا، بل رأى عاصم. ملامحه، نظرته، كل شيء فيه كان يذكره بعاصم وبالذنب الذي يلاحقه.
أسير، بعينين مرتجفتين ورجاء خافت:– "ملهوش دعوة يا آدم… زيااااد لااااا."
كأي أم تحمي صغيرها وهي ترى ف أعينه جنون شر.انى، ثبتت أمامه. لكن آدم لم ير أم وطفل… رأى خصمًا قديمًا، يتنفس أمامه
كلارا وعبير تبادلوا نظرات القلق من احتقان الجو.
آدم، بصوت حاد وجاد كالس.يف– "علميه إزاي يتكلم مع اللي أكبر منه!"
زياد نزل من على الكرسي ومشي وأمه لا تزال حاجزة بينه وبين عمه. أسير التفتت تدور عليه… لكن كان قد اختفى من الجلسة كلها.
التفتت لآدم– "زياد مؤدب ومتعلم يا آدم."
آدم، بحدة:– "لو كان متعلم، مكنش اتكلم معاكي ومعايا كده."
أسير سكتت، نظرت له نظرة مليانة صمت وقهر، ثم مشت وراء ابنها.
آدم ظل واقف يراقبها وهي تمشي… وهي في عينيه لم تكن تذهب لزياد، بل لابن عاصم.
عبير حاولت تهدي الجو:– "اهدأ يا آدم… ده عيل صغير."
آدم– "العيل ده مش طايقني من أول ما جيت."
كلارا، بهدوء– "ممكن عشان ما يعرفكش."
آدم لم يرد، وأدار ظهره ومشى. السفرة بقيت ساكتة… لا أحد لمس طبقه بعد، ولا لقمة ابتُلعت.
كان آدم قاعد لوحده في الشرفة، السيجارة بتولّع بين أصابعه، والدخان بيتصاعد ببطء قدام عينيه.جت كلارا، وقعدت جنبه بهدوء.
كلارا:– "مالك يا آدم؟"
آدم– "سيبيني دلوقتي يا كلارا."
كلارا، بابتسامة صغيرة– "ليه أسيبك؟"
آدم، وهو يبعد عينيه عنها– "عشان ما أضايقش عليكي."
كلارا– "إنت أعصابك بقت غريبة من ساعة ما جم هنا… بتتجنب أي حد من عيلتك، خصوصًا زياد."
آدم – "عايزة إيه يا كلارا؟"
كلارا، بنبرة جادة– "إنت جيت لعيلتك بعد ما أخوك ما.ت… الطفل ده أبوه ما.ت، وباين إنه كان بيحبه أوي. مش سهل على طفل في سنه يخسر أبوه ويحس نفسه لوحده هو وأمه.وأنت كمان متجنبه—لا سلّمت عليه ولا كلمته، ويوم ما كلمته اتخانقت معاه."
سكت آدم، كلارا، تقرّب أكتر:– "إنت بتحب الأطفال… حتى في روسيا لما تبرعت لميتم، رحت بنفسك، لغيت اجتماعات، وقعدت معاهم. ومكنش غرضك صورة أو دعاية… شفتك وقتها كآدم تاني."
نظرت له بعمق– "آدم حقيقي، بتحاول تخبيه جواك. كان نفسي تكون كده دايمًا."
آدم، يرد ببرود:– "أنا هو اللي قدامك."
كلارا، تهز رأسها– "غلط يا آدم… آدم التاني كان بيحس. اللي قدامي دلوقتي بيحاول يحمي نفسه من حاجة أنا مش عارفاها. كنت حنين… حنين أوي، بس دلوقتي كل اللي ظاهر منك قسو.ة، حتى في مشاعرك."
– "أنا ماعنديش مشاعر."
ابتسمت كلارا بهدوء– "إنت بتكدب على مين يا آدم؟ وعلاقتنا دي إيه؟ فاكر أول ما بدأت شغلي معاك؟"
------
كلارا نازله من شركه وبتقابل ادم بتقوله -ف حاجه يا ادم
آدم، – "سيبت الشغل."
كلارا:– "عارفة… قولتلي امبارح."
آدم– "وقولتلك إني هفتح شركة صيانة صغيرة."
كلارا– "هايل… إنت مهندس ولا محاسب في الأصل؟"
آدم– "تقدري تقولي الاتنين... كلمت كذا حد يشتغلوا معايا… وإنـتي كمان، عايزك معايا."
توقفت كلارا لحظة، نظرت له باستغراب ثم بابتسامة خفيفة:– "عايزني أعمل إيه بالظبط؟"
آدم:– "في الشركة… تشتغلي معايا."
ضحكت بخفة، كأنها في مقابلة عمل، وقالت:– "بس أنا باقبض في شركتي أكتر."
آدم، وهو يبتسم بثقة:– "هديكي نفس المرتب… غير الحوافز."
مدت يدها وهي تضحك– "يبقى متفقين."
---
كلارا تنظر له بصدق– "أنا محبتكش من فراغ يا آدم… إنت كنت صديقي، وشخصي المفضل، الرجل اللي شفته بيضحك مع الأطفال اليتامى ويعاملهم بحنية. اللحظة دي… خلتني أحبك أكتر.مش شايف إن زياد برضه يتيم؟ ليه قا.سي معاه وبتتجنبه؟"
آدم، وهو يقوم – "عشان مايحصلش زي النهارده."
تركها ومشى، تاركها في صمتها، تحاول تفهم إيه بالظبط اللي خا.يف يحصل.
اسير قاعده مع زياد قالتله -مش أنا قولتلك هنتكلم بعدين
زياد- انتى مش بتتكلمى معايا
اسير-يتفع الى حصل ده، عارفه انك زعلان بس مكنش ينفع تقول كده
-ابعدى عنه
بصيت اسير لطلب ابنها بتقوله- قصدك مين ادم
بيقول زياد- آه أنا مش بحبه وانتى كمان متتكلميش معاه
اسير- مش بتحبه لى
مش بيرد عليها تنهدت منه قالت-عشان الى حصل ولا عشان انتو بعاد عن بعض، بص يا زياد احنا هنبعد مش هنتواصل مع حد بس على الاقل خلى ده يحصل منغير مشاكل ولازم تحترمه لانه.....
سكتت ونظرت اليه قالت- أكبر منك وعمك
-هنمشي من هنا
ساب كلامها كله ومسك فى جملتها اومات له قالت-اه هنمشي
-هعمل الى انتى عايزاه يماما
قرب منها وقعد جنبها بطاعه
داخل غرفة كلارا فى مساء كانت واقفة عند النافذة، بتتكلم بلغتها فى التليفون– "عارف يا علي… لأول مرة أحس إني ماعرفش آدم."
جاء صوته من الطرف الآخر مستغرب– "يعني إيه؟ مش إنتي كنتِ تعرفيه قبل كده كويس؟"
– "كنت فاكرة كده… كنت فاكرة إني عارفة كل اللي جواه."
– "وبعدين؟"
– "عداها… لكن أنا عارفة كل اللي في قلبه."
ضحك علي بخفة– "طيب، وهو إيه بقى اللي في قلبه؟"
ابتسمت وهي تتهرب:– "دي حاجة بيني وبينه."
ضحك علي– "تمام… قوليلي بقى، عاملة إيه في مصر؟ الجو كويس معاكي؟"
– "آه، عادي… بس كنت فاكرة الرحلة هتبقى سياحة أكتر من كده."
– "أيوه، أعرفك رايحة أصلاً عشان الفرعون اللي معاكي يوريكي أجداده."
ضحكت من وصفه– "أنت فاهمني أوي… ودي حاجة بحبها فيك."
قال بجديه– "مش ناوية تحبيني أنا كلي بقى؟"
سكتت لحظة، ثم ابتسمت وهي تغير الموضوع– "الرحلة ناقصها حاجة."
– "على فكرة، الشغل هنا اتأخر بسبب وجودكم هناك. بلغي آدم يخلص اللي في إيده ويرجع، فيه عقود واقفة عليه."
– "هكلمه."
أنهت المكالمة، لكن ظلت واقفة
فى الصباح كانت أسير جالسة على الكرسي، رأسها بين كفيها، تغرق في أفكارها الثقيلة. فجأة، تسللت إلى أنفها رائحة مألوفة… رائحة تعرفها جيدًا. رفعت رأسها ببطء، فوجدته أمامها.
آدم بصوت هادئ لكنه ثابت– "بتعا.ني كده… حياتك كلها؟"
رفعت نظرها نحوه وقالت بمرارة:– "الفضل يرجع ليك."
بصلها من وقع كلماتها، فقامت أسير محاولة الابتعاد. لكن يده أمسكت بمعصمها، سحبها ليه بصتله أسير بشده قال ادم
– "بتخا.في تبصي في عيني… ليه يا أسير؟ إيه المخيف فيا؟"
نظرت في عينيه للحظة، وصوتها يخرج مبحوحًا-كل حاجة يا آدم… بخا.ف من ضعفي… وبخا.ف على نفسي لما بكون معاك."
– "مني؟"
– "أيوه… منك إنت."
ظل ساكتًا ثانية، ثم جذبها ناحيته أكثر، كأنه ير.فض إنهاء الحوار:– متمشيش احنا بنتكلم… ونقاشنا لازم ياخد وقته."
– "عايز إيه يا آدم؟"
مد يده ببطء، مرر أصابعه على ظهرها، فتوقف عند أثر حرق قديم– "مين عمل فيكي كده؟ إزاي حصل ده؟"
– "يهمك تعرف؟"
-فين خاتم جوازنا لى رمتيه لو انا لسا مهم عندك
لم يجد جوابًا منها لكن حين لمح دمعة تتساقط رغمًا عنها، تحركت يده دون وعي، مسحها بكفه. لمحت في تلك اللمسة صدى ماضٍ دفنته، فثبتت عينيها عليه.
– انا بكره أشوف دموعك."
هي، بصوت مرتعش– "دموعي جفت… رجعت لما رجعت. وما كانتش دموع بس يا آدم… كانت معا.ناة."
بعدت عنه ومشيت وسابته
يخرج آدم بخطوات بطيئة شارد الذهن
– آدم!
شاف كلارا واقفهة كأنها كانت تنتظره منذ زمن. تتقدم نحوه بهدوء، تتوقف أمامه، نظرتها ثابتة في عينيه
- إنت عارف إني بحبك من زمان… يا آدم.
استغرب من الى قالته بدون مقدمات، رفعت يدها ببطء وتلمس جانب رقبته، أصابعها تمس جلده، وصوتها ينخفض وكأنه اعتراف:
– وأكدتلك ده قبل ما أنزل… قلتلك إني لسه بحبك، بل حبي ليك بيزيد.تتذكر بوضوح يوم مقةلت انك مش نازل مصر كده وخلاص، أنا عايزك نبدأ خطوة جدية… نتجوز". ساعتها حسّيت الدنيا كلها فتحتلي، حسّيت إني أخيراً هقدر أحبك من غير ما نخبّي ولا نخاف.
آدم يقطّب جبينه– في حاجة يا كلارا؟
– أيوه… بذكّرك السبب اللي إحنا هنا عشانه. أنا استنيتك… استنيتك تكلم أهلك، تاخد خطوة.
تقترب أكثر، تلمس يده لكن نظراتها حادة– أنا مقدّرة إنك مكسو.ر… إنك فقدت أخوك، وإن كل حاجة حواليك مضطربة. بس ده مش مبرر… إنك تنساني.
ترفع يديها لوجهه، تحيطه بكفيها وكأنها تحاول تثبّته في مكانه، عينيها تلمعان بإصرار:– أنا استنيت سنين، عشان في الآخر تكون ليا… أنا، وبس.
تقترب حتى يكاد أنفاسها تختلط بأنفاسه، تُقبّله على خده ببطء وهي تهمس– إنت ليا، وكل حاجة فيك ملكي… يا آدم.
يمسك آدم يدها بصوت مثقل– كلارا…
كلارا نزلت بشفتيها على رقبته، قبّلت ببطء وكأنها توثق ملكيتها له، وهمست:– إنت ملكي يا آدم… ملكي أنا يا حبيبي.
دق قلبه من فعلتها ومسكها لكن ذراعاها التفّا حوله بإحكام، كأنها تمنع حتى الهواء أن يمر بينهما.
ادم– كلاراا… كفايه...
تجمّد فجأة عيناه التقتا بعيون واقفة عيون تحمل دمعة لامعة، لكنها أثقل من البكاء نفسه.كانت أسير.
وقفت تحدّق فيه، نظرتها تسأله بصمت "ليه؟"، وهما قريبان من بعضهم فى مشهد حميم، آدم دفع كلارا بقوة أكبر كانت هتقع بسببه، نظره مازال مثبتًا عليها
-اسير
قالها لكن أسير أدارت وجهها ومشت بسرعة، وكأنها تهرب من خن.جر مغر.وس في قلبها.
التفت ادم إلى كلارا بغضب قال– ليه عملتي كده؟ كنتي عارفة إنها واقفه
– بتهتم بمرات أخوك أوي يا آدم.
صوته ارتفع حادًا، قاطعًا الهواء بينهما:– اسكتي يا كلارا… اسكتي…
آدم استدار ليمشي، لكن كلارا أمسكت بيده بقوة.– رايح فين يا آدم؟ رايح وراها؟
شد يده قليلًا، صوته حاد– سبيني.
– إنت مضايق كده ليه؟ ولا كأنها مراتك وشافتك بتخو.نها… تشوف اللي تشوفه.
-لما اشوف حاجه لازم اوضحالههها
كلارا وقفت قدامه بعناد، وصوتها فيه تحدي ولسعة وجع– مش دي نفسها اللي خليتك هنا يا آدم؟مش دي اللي كنت بتشر.ب وتسكر بسببها؟
بصلها ادم من معرفتها قالت كلارا-مش دي اللي خلتك تكر.ه الجواز… وتوقف حياتنا عشان جر.حها ليك، جر.ح… إنت بنفسك مش قادر تتخطّاه؟
عيون آدم ضاقت، نظرته أصبحت حادة كالس.يف.
كلارا– هي نفسها… أسير، مش كده يا آدم؟هي دي اللي خا.نتك… وخليتك تفقد الثقة في أي حد!
آدم بص لها بحدة، وصوته غليظ– اسكتي… خالص يا كلارا.
لم تكن تعرف أن أسير كانت واقفة خلف الحائط، تسمع كل كلمة، وقلبها يتقبض من الصورة اللي خدتها كلارا عنها بسبب كلامه ومشيت لانها مش هتتحمل
كلارا– بعد ما خا.نتك… وبعد اللي عملته فيك… لسه في قلبك حب ليها؟
آدم شد أنفاسه بعصبية، وقال بصرامة– أسير ما خا.نتنيش… والكلام اللي قولته وأنا سكر.ان… مش صحيح.
– ده إمتى الكلام ده؟ لما رجعنا مصر؟ لما شوفتها؟أنا اللي عشت سبع سنين أحبك في صمت… عشان إنت مش قادر تاخد خطوة نتجوز بسبب الست اللي جر.حتك، وخايف أي واحدة هتتجوزها تخو.نك زيها!
آدم صرخ فيها، صوته هزّ المكان– بقولــــك اسكــــتـــــي!!!
صوت غضبه كان كفيل يخر.سها فورًا، ووجهه المشحون بالانفعال جعل كلارا تسكت، لأول مرة تحس إنه على وشك الانف.جار.
التفت إليها بعينين تضيقان من الغضب– أول وآخر مرة تشغّلي دماغك عليها… فاهمة؟
اقترب خطوة، وصوته انخفض لكنه صار أخ.طر– إياكي… إياكي تقربي منها أو حتى تفكري تجر.حيها… لأن أسير غير.
– غير إزاي يا آدم؟
عيونه اشت.علت كالنا.ر– يعني… أسير لا.....اعملي أي حاجة… إلا إنك تقربي منها.....إلا أسير يا كلارا… سمعتيني؟ دي أسير… عارفة يعني إيه أسير عند آدم؟
حدقت فيه، وعقلها بدأ يلتقط ما بين كلماته، لكن قلبها انقبض من المنظر أمامها.
عينيه لم ترهما هكذا من قبل… مشت.علة، مليانة تهد.يد وكأن القتل فيهم، وصوته الحا.د الذي اختر.قها كان كفيلًا يوضح لها الحقيقة التي كانت تنتظرها.
ترك يدها بع.نف، كأنه يقطع خيطًا يربطه بها، ثم مضى بخطوات سريعة، غير ملتفت.وظلت هي واقفة، بعيون تتابعه، وقد أدركت أخيرًا من وراء كل هذا الغضب… من هي أسير بالنسبة لآدم.
أسير ماشيه بتحاول تمنع صوتها يخرج، لكن دموعها كانت بتلسع خدها من جوه قبل ما تنزل. قلبها بيحتر.ق من اللي شافته… ومن الصورة اللي رسمتها في خيالها للحظة آدم معها، وكيف قدر يكون بالشكل ده مع غيرها.
كل كلمة قالتها كلارا كانت بتدوي في ودانها…وكل جملة سمعَتها قبل كده من آدم وهو سكر.ان، فاقد وعيه
آدم شافها راحلها – أسير
رفعت راسها– إيه اللي جابك؟… قطعت لحظتكم؟
– إنتِ فاهمة غلط.
ابتسمت أسير بمرارة، عينيها مشحونة– إيه اللي ممكن أكون فاهمه غلط بالظبط؟إيه اللي ممكن يتفهم غلط بعد اللي شوفته؟
نظرتها كانت مليانة حقد مكبوت– إيه اللي أفهمه عنك بالظبط يا آدم؟ إنك بقيت شخص كل شيء عنده متاح؟خمر… نسوان… قرف…وإني أنا في نظرك… مجرد واحدة خا.ينـة… خا.نتك وكر.هتك في الصدق كله؟
آدم حاول يقاطعها– وانا عرفت الحقيقة.
– عرفت الحقيقة؟… اللي هي إيه؟عرفت معا.ناتى اللي خلتك تشفع لي؟إنت ما تعرفش أي حاجة عني يا آدم…اللي تعرفه عني نقطة في بحر.
– يبقى عرفيني… بدل ما أنا جاهل لحد دلوقتي.
أسير نظرت له بخيبة، وقالت بصوت مبحوح:– كان ممكن أعرفك… لو كنت آدم نفسه.
وقف آدم الكلمات بتغر.س فيه.هي أكملت، ودموعها على وشك السقوط:
– أما إنت… مش آدم اللي أعرفه.إنت مش هو… إنت مختلف تمامًا عنه.بدور على عينيك فيه… ومش بلاقيها.
دم.وع أسير نزلت غصب عنها، وصوتها اتكس.ر وهي تقول:– فكرت إن آدم الحقيقي مبقاش موجود…دي بتو.جع أوي يا آدم…كأني استنيت أشوف عينك الحنينة من تاني… عشت أتمنى اللحظة دي… وفجأة اكتشفت إنها اختفت.اختفت… ومعايا زي ما أسير ماتت… آدم كمان ما.ت.
كانت عايزه تمشي مسكها قال- مش هتمشي الا لما تفسرى كلامك.. ليه بتقولي كده؟ أنا هو آدم… أنا واقف معاكي.
هزّت راسها بيأس– مستحيل تكون هو.آدم اللي أعرفه لا بيشر.ب، ولا بيعمل حاجة حر.ام زي اللي بتعملها آدم مش مقر.ف…
نظرت له بعينين كلها ألم:– إزاي قادر تكون كده معايا… وتقرب مني… وبعدها بدقيقة تكون معاها بنفس اللمس؟إزاي بقيت كده؟
آدم – أنا ما قربتش من كلارا.
– أنا مش هكدّ.ب عيني… ولا هكدّ.ب وداني.اللي شوفته، واللي سمعته… كفاية إنت كنت بتتكسر وانت معاها… ويعالم…يعالم عملت إيه كمان يا آدم!
آدم– إنتِ زعلانة عشان بشر.ب؟ زعلانة إني عملت كده؟وانتي السبب!
– أنا… السبب؟!
آدم، صوته بيرتجف من الغضب والقهر– آه… إنتِ… إنت يا أسير السبب!أنا مكنتش بعمل كده في نفسي غير عشان أهر.ب منك!كنت بعاني من قلة نومي… وتفكيري فيكي اللي ما بيخلصش…كنت بتعذ.ب… بتعذذ.ب من كتر صورتك اللي مش بتفارقني… ومن جر..حي منك…عايزاني أقدر أعيش؟!أنا شربت… آه شربت بمجرد ما عرفت إنها بتنسّي… إنها بتخليني أغيب عن الواقع اللي أنا عايش فيه بتعذب…تخليني أغيب ولو دقيقة… أرتاح من تفكيري… ومن قلبي اللي بيقت..لني في الدقيقة مية مرة!
أسير بصت له بد.موع في عينيها، لكنه قرب منها، وصوته بقى أهدى بس لسه مليان ألم– عملت كده… عشان أنساكي…كنت هعمل أي حاجة… عشان أنساكي يا أسير.
قالت بصوت مخنوق– عملت إيه تاني يا آدم؟
سكت لحظة، نظراتها كانت بتحفر فيه، وخوفها من ظنها كان واضح.
ادم– لا يا اسير مش زي ما إنتِ فاكره… أنا ملمستش واحدة من بعدك… ولا جربت أحب غيرك…حتى وأنا سكر.ان… مقدرتش ألمس غيرك أو أحس نفس المشاعر اللي حسيتها معاكي…صورتك كانت دايمًا قدامي… بشوفها في كل واحدة.... دي الحاجة الوحيدة اللي مقدرتش أعملها…
بصلها وقال-أنا مش زا.ني يا أسير.أنا منعت نفسي من أي علاقة مع أي ست بسببك…كنت فاكر ده ضعف… لدرجة إني حاولت أعمل كده عشان أثبت لنفسي إني نسيتك… بس مقدرتش.
أسير، بصوتها المثقل بالقهر– ليه مقدرتش يا آدم؟
آدم– مش عايز أوصل للمرحلة دي… ومفيش حاجة تشفع لي.
أسير، تهز راسها بأسى– بس إنت بقيت زي… بقيت من شبه عاصم.
آدم يرفع عينه فجأة، نظرة الغضب بتشتعل فيها.أسير تكمل، والدموع في عينها:
– مبقتش آدم اللي أعرفه… إنت بقيت عاصم… وحججه الفارغة اللي بيخفي بيها معا.صيه.
آدم، صوته نازل في تهد.يد واضح– اسحبي كلامك يا أسير.
أسير، ببرود موجوع– بس دي الحقيقة.بقيت مشهور… ورجل أعمال… زي ما أنا توقعت لك زمان…فاكر الورشه ولا نسيتها؟ وإحنا بنلم بقايا الحريقة…
تتنفس بصعوبة، وكأنها بتسحب من صدرها ذكريات موجعة:– أنا دلوقتي بتمنى لحظة واحدة من آدم…لحظة مع المهندس الميكانيكي اللي كان بيرجعلي آخر النهار تعبان… وريحة الشقى طالعة منه. كان بيخا.ف اقربله بسبب الشحم بس انا بتمنا يرجعلى بنفس الحاله
آدم، بنبرة غضب واحتقار– يعني عايزاني نفس المغفل… اللي الدنيا كانت بتمرمطه عشان يلم شوية ملاليم؟
أسير، تبصله بعينين مليانين إيمان وو.جع– آدم… اللي كان يعرف ربنا… وكان يخليني أصلي معاه… ويحببني فيه أكتر.
هنا… صمت آدم فجأة. كلامها نزل عليه زي السكين…
– أنا عايزة آدم زمان… عايزة آدم اللي مش بيعمل حاجة تغضب ربنا… هو ده آدم الحقيقي…آدم اللي كان زوجي… واللي كان بيحبني ويخا.ف عليّ لدرجة إنه في أول يوم علاقتنا بدأت فيه… أنا اللي طلبت منك، وأنت اللي رفضت… وأنا زوجتك!رفضت تقرب مني كأنك بتعمل حاجة غلط… كأنك خا.يف توجعني… أو حتى تقرب من أختك أو بنتك… بالرغم من الحب اللي في قلبك.نسيت إني مراتك وإن ده حقك…
آدم يبص لها في صمت، كأن المشهد بيرجعه بالذاكرة لليلة دي.
أسير تكمل، والدموع بتلمع في عينيها:– آدم الحقيقي كان شايفني ماسة… يدوس على ضعفه ويبعد… وما يفكرش فيا كراجل… مع انه... مع انه زوجي.
نظراتهم تتقابل، أسير، بخطوة للخلف:– آدم الحقيقي مش هو أنت… أنت مختلف تمامًا عنه....يومها… مشيت… وما رجعتش.
دموعها تنزل ببطء، وكأنها شايفة قدامها خسا.رة عمرها كله.– النجاح اللي أنت فيه دلوقتي… بصراحة، كان اختبار من ربك… اختبار على الصبر والبلاء… هل هتكون زي ما أنت، ولا لأ؟لكن أول ما ربنا اداك… عص.يته… ومع استمرار عصيا.نك، كبرك أكتر وأكتر… وإنت شايفه رزق… لكن ده كان بلا.ء كبير.
إنت حولت نجاحك لبلا.ء… واختبار فشلت فيه… واخترت نفسك بنفسك.
آدم،– دلوقتي جايه تعيبيني على اللي إنتِ اتسببتِ فيه؟
أسير تسكت، وتحاول تكتم دموعها.آدم، بنبرة حادة وقاطعة:
– امشي يا أسير… امشي.
هي تبص له نظرة طويلة، من غير كلمة…ثم تدير وجهها وتمشي آدم واقف مكانه، ما يمنعهاش… وكأنه عارف إن كلمة زيادة منه في اللحظة دي، هتكون غلط وجر.ح ليها هيندم عليه طول عمره
آدم خرج ، قاد سيارته وكأنه يهرب من كل شيء… من البيت، من العيون، من نفسه. ابتعد قدر ما استطاع، تاركًا خلفه ظلا.مًا آخر يتكاثف في صدره.
في الغرفة، كان الليل يبتلع كل شيء. أسير مستلقية في صمت، ابنها غار.ق في نوم هادئ، وهي وحدها التي عيناها تر.فض الانغلاق. شعور ثقيل يخنقها.
قامت بهدوء، كأنها تخشى أن توقظ الأ.لم نفسه، ودخلت الحمام. الماء انهمر على جسدها، فظهرت الند.بة العميقة على ظهرها… أثر حر.ق من الدرجة الثالثة، تشو.ه قديم لا يزول. مدّت يدها إلى شعرها، تمشطه برفق، لكن الخصلات بدأت تتساقط بين أصابعها.
حدقت في المرآة… لم تعد ترى ملامح الفتاة التي كانتها يومًا. تساءلت: أين ذهب الشباب؟ كيف غزا الشيب روحي قبل شعري؟
دمعة وحيدة انزلقت على خدها، لا ضجيج لها… لكنها كانت ثقيلة كعمر كامل.
مشطت شعرها مرة أخرى، أحست بخفته، وكأن الحياة تسرّبت منه كما تسربت منها أشياء كثيرة.
خرجت من الحمام، والبلل ما زال يلمع على كتفيها. من النافذة لم تلمح سيارة آدم دليل أنه ما زال بالخارج
في اليوم التالي، كانت أسير جالسة بصمت
عبير– "يا ترى آدم راح فين؟ معقول يمشي من غير ما يقول؟"
أسير لم ترد، وكأن السؤال لم يصلها. عبير أكملت:– "حتى كلارا مش موجودة من امبارح!"
رنّ جرس البوابة، فقامت أسير بخطوات بطيئة نحو الباب. فتحت واستغربت لما كان احمد
ابتسم أحمد بخفة– "جيت من غير معاد."
نظرت إليه بجدية:– "في حاجة يا أستاذ أحمد؟"
قال وهو يراقب تعبيراتها:– "عرفت إنك منزلتيش الشركة… قولت أطمن، وبالمرة أسلّم على الخالة عبير وزياد."
لم تدعه يدخل كونهم بمفردهم– "إحنا تمام، شكرًا. بس موضوع الشركة… للأسف راحت عليا بسبب التأخير
– "بسبب آدم، صح؟"
مردتش قالها– "ممكن نتكلم برا؟ شكلي مش لطيف وأنا واقف على الباب."
ترددت، لكنها خرجت قالت– "حصل تعقيد شوية… ومالوش دعوة بآدم."
هز رأسه:– "تمام… باين إنك بتحترميه أوي لدرجة مش عايزة تغلّطيه. على العموم، أنا ممكن أجيبلك وظيفة غيرها… في شركة أحسن، بتاعة أخويا."
– "أخوك؟!"
ابتسم بثقة:– "آه… قولتلك قبل كده، تقدري تعتمدي عليا في أي حاجة تخصك."
نظرت له أسير بعد كلمته. عدّل أحمد كلامه سريعًا:
– "أقصد… بزياد، أنتو وصية عاصم. كان أكتر من صاحب ليا."
لكنها لم تتأثر، فقط قالت ببرود:– "شكرًا."
فجأة، جاء صوت خشن، ثقيل:– "بتعمل إيه هنا؟"
التفت أحمد ليجد آدم واقف، عينيه تلمع بغضب مكتوم، وكأن المشهد قد حُفر في صدره منذ أن رآهما معًا.
ابتسم أحمد ببرود:– "كويس إنك جيت… عايز أتكلم معاك."
اقترب آدم، عينيه لم تترك أحمد، ثم التفت لأسير– "ادخلي."
ترددت:– "أحمد كان ماشي، يا آدم…"
لكن أحمد تدخّل– "لا… أنا مش جاي عشان الشغل. أنا جاي أتكلم مع الأستاذ آدم."
نظرت أسير بينهما، ثم انسحبت ببطء، والباب يغلق خلفها.
اقترب آدم أكثر، صوته منخفض لكن حاد:– "عايز إيه؟"
قال أحمد، وكأنه يلقي قنبلة في الهواء– "أسير."
تغيّرت ملامح آدم فجأة، نظراته اشتعلت، مسكه جامد "بتقول إيه؟"
رفع أحمد يديه مستسلمًا:– "أنا مقصدش حاجة غلط… أنا عايز أتجوزها."
سكت آدم لحظة، نظر في عينيه مباشرة:– "تتجوز مين؟"
رد أحمد بثبات، وإن كان فيه لمحة تحدٍّ:– "أسير. أنا حبيتها لما شُفتها… وعايزها هي وزياد. أوعدك إني مش هعاملها غير بحب وتقدير. استنيت شوية عشان ما أضايقهاش، لكن شايف الوقت مناسب… والعالم مش كويس لست لوحدها."
ظل آدم واقفًا، عينيه باردة بشكل مرعب، الصمت يطول حتى صار أثقل من أي كلمة.ثم… بلا تحذير، انطلقت قبضته الثقيلة لتصطدم بوجه أحمد بقوة
أسير بتمسك تليفونها، ولما سمعت صوت خرجت بسرعة.تجمّدت في مكانها لما شافت آدم قابض على قميص أحمد، والغضب يكاد يشتعل من عينيه.
صوت آدم كان كالرعد– "فاكر إني هسيبها لواحد زبالة زيك؟ لحد دلوقتي ما اتجوزتش من ماشيك، الشما.ل ده!"
أحمد حاول يستجمع نفسه، قال وهو يمسح الد.م من فمه– "اللي بتعمله ده غلط… ولولاها، كنت مدّيت إيدي عليك."
ابتسم آدم بسخرية، خطوة للأمام– "مدّ… وريني يلا! انت عارف اللي عايزها دي تبقى مين؟ ها؟جاى تطلب إيدها… منّي أنااااا!"
أسير اندفعت نحوه، وجهها مشدود:– "آدم! في إيه؟"
التفت لها بغضب مكتوم– "مش قولتلك خليكي جوه؟!"
– "بس يا آدم…
– "بقولك ادخلي!"
رجعت أسير للداخل بقلق، لكن عينيها ما فارقت المشهد.آدم سحب أحمد بعيدًا عن الباب، صوته انخفض لكنه صار أخطر:– "لو شفت خلقتك هنا تاني… هيكون آخر يوم في عمرك. وده مش تهد.يد… اسأل عني لو مش عارفني."
أحمد سكت، وعينيه فيها مزيج من التحدي والانكسار، لأنه يعرف مين آدم وعارف إن كلامه مش لعب.ومشهور إنه ملهوش ف الهزار،دفعه آدم بعيدًا، ودخل البيت وأغلق الباب بقوة في وجهه.
عبير كانت واقفة جوه، عينيها متسعة من الخو.ف– "في إيه يا آدم؟"
لم يرد عليها، فقط مر من أمامها متجهًا لغرفة أسير.فتح الباب بسرعة، وجدها واقفة تنتظره.
قالت بصتله تحاول تسيطر على توترها:– "آدم… إزاي تضر.به كده؟ اى الى حصل
وقف قدامها صوته مليان غضب وكأنه بيحاول يكبح نفسه "إيه اللي وقفك معاه؟"
أسير "المفروض أطرده؟ وهو كان بيساعدني فى الشغل."
آدم: "بيساعدك؟ هو مش بيساعدك… هو عايزك في المقابل."
أسير رفعت عينيها عليه باستغراب من كلامه
آدم: "عرفتي إزاي؟… كان بيبصلك."
أسير "كان كويس معانا الفتره الى فاتت
ادم: "لو كان شخص كويس… ما كانش يبص لمرات صاحبه ويعجب بيها لمجرد إنه شافها في عزاه.افهمي… الشخص ده و.سِخ وز.بالة، وأنا عارفه كويس، لأنه كان جارر عاصم للقر.ف ده. سمعتيني؟… أنا أعرف اللي إنتِ ما تعرفهوش عنه."
أسير ثبتت نظرها فيه، تحاول تفهم قد إيه كلامه صدق أو غيرة.آدم قرب أكتر، المسافة بينهم بقت تكتم النفس:
آدم: "اسمعي كلامي… لأنك ما تعرفيش نية اللي حواليك.ولو خرجتي، هتتعَرّضي لأشكال زبالة زي ده."
أسير: "شكرًا لنصيحتك… ما كنتش أعرف إن طلب جوازه مني هيضايقك كده."
آدم والشرر بيطلع من عينيه : "ايييه عايزاه؟"
أسير ما ردتش، لكن صمتها كان كافي يش.عل غضبه أكتر.
آدم: "على جث.تي يا أسير… سمعتي؟"
خطا خطوة، مسكها من دراعها: "مش هتتجوزي حد… ولا هتخرجي تشتغلي. أنا معاكي… ومش هسيبك."
أسير صوتها مهزوز لكن ثابت: "قلتلك يا آدم… لازم أنزل."
آدم: "مش لازم أي حاجة… أي حاجة تعوزيها، أنا هجبها لك."
أسير "وبصفتك إيييه؟"
آدم قرب منها، صوته أهدى لكنه أخطر
آدم: "بصفتي جوزك."
أسير وقفت متجمدة، الغصّة اتصلبت في حلقها، ما قدرتش ترد.
آدم مال أكتر، إيده لمست وجهها، عينه غارقة في عينيها:
آدم : ده كفاية
لحظة صمت ثقيلة بيبص فى عينها الاتنين قال
-ارجعيلي
↚
آدم: "مش لازم تشتغلى بره… أي حاجة تعوزيها، أنا هجبها لك.
أسير "وبصفتك إيييه؟"
آدم قرب منها، صوته أهدى لكنه أخطر
آدم: "بصفتي جوزك."
أسير وقفت متجمدة، الغصّة اتصلبت في حلقها، ما قدرتش ترد.
آدم مال أكتر، إيده لمست وجهها، عينه غارقة في عينيها:
آدم: "ده كفاية
لحظة صمت ثقيلة بيبص فى عينها الاتنين قال
-ارجعيلي
أسير سكتت، الصدمة مرسومة على ملامحها وهي بتبص في عين آدم:
أسير: "بتقول كده… عشان أحمد؟"
آدم شد ملامحه أكتر، صوته غاضب لكن ثابت آدم: "مش عايز أسمع اسمه على لسانك… فكرة جوازك منه تنسيها للأبد."
أسير " يعنى عشانه صح كده.... اتطمن يا آدم… أنا مش هتجوز أحمد، ولا حتى بفكر فيه. أنا… مش هتجوز لا منه ولا من غيره. ده يريحك؟"
آدم ثبت نظره في عينيها، وصوته خفضه لكن سخونته زادتآدم: "آه… يريحني يا أسير."
رجعت خطوه بتوتر قالت أسير: "آدم… قولتلك خلاص، مش هتجوزه."
آدم "عاجبك اللي بتعمليه فيا ده؟"
مد إيده ولمس خدها، قلبها خفق بعنف. نظرته كانت مرهقة، لكنها مطروحة عليها بكل الشغف آدم: "مش قادر أبعد عنك… نار في قلبي بتقولي إنك ملكي."
أسير حاولت تكتم دمعة، سحبت إيده من على وشها أسير: "كفاية يا آدم…"
سحبها بس بعدت عنه وقفت في مكانها، عينيها اتسعت لما شافت زياد واقف عند الباب، عينه مدمّعة وكأنه على وشك البكاء، ينقل نظره بينها وبين آدم في صمت مؤلم.
أسير بلهفة "زياد!"
لكن قبل ما تقدر توصل له، زياد جري قدامهم آدم التفت قلب أسير اتقبض من الخوف… الخوف من اللحظة اللي كانت دايمًا مرعوبة إنها تحصل.
آدم: "أسير…"
لكنها دفعت إيده بعيد عنها، مشيت بسرعة وهي تتجنب النظر في عينيه، وكأنها بتقطع الخيط اللي كان بيربطهم للحظة.
أسير دخلت أوضة عمتها، لقتها واقفة قلقانة على صوت عياط زياد وبتهديه وتساله "مالك؟"
لكنه ما ردش. عبير بصتلها وقالت: "فيه إيه يا أسير؟"
ما ردتش، ومشيت ناحيته وقلبها بيرتعش، عينيها بتلمع بالدموع من الخوف والحزن. ما كانتش قادرة حتى تنطق لو كان شافها وهي قريبة من آدم.
قعدت جنبه تحاول تهديه، وقالت بهدوء: "زياد؟"
ما ردش، فقربت منه وأمسكت وشه تخليه يبصلها، وشافت دموعه نازلة. قالت بسرعة "الموضوع مش كده… إنت فاهم غلط، أنا…"
قاطعها زياد "قلتلك تبعدي عنه!"
سكتت من كلماته وبصت له، فقال بصوت مكسور "ليه كلمتيه تاني؟"
قالت بهدوء: "إنت بتعيط عشان كنت بكلمه؟"
رد من غير تردد: "أيوه… أنا قلتلك ما تتكلميش معاه. أنا مش بحبه وعايزك إنتِ كمان ما تحبيهوش، بس إنتِ مش فارق معاكِ انا… وكلمتيه."
سكتت أسير وهي تبص لابنها، وبدأ الخوف والرعب يهدوا جوّاها لما فهمت إنه بس متضايق من كلامها مع آدم، وما شافش قربهم.
قالت له بهدوء: "زعلان عشان كده؟"
زياد: "أيوه… أنا عايزك ما تتكلميش معاه تاني وتبعدي عنه."
قربت منه ولمست إيده بتطمن حضنته فحضنها زياد بقوة، وكأنه نسي زعله كله بس عشان حضنها اللي بيحبه أكتر من أي حاجة.
همست له أسير: "أنا آسفة."
"ما تتاسفيش يا ماما… خلينا نخرج من هنا وخلاص."
"هنخرج بعد بكره… هنمشي."
ابتسم زياد ومسح دموعه، ورجع يحضنها تاني، مبسوط إنها أخدت كلامه بجد واهتمت بطلبه.
آدم كان واقف، ولما شاف أسير قرب منها وسألها بقلق"حصل حاجة؟"
ردت بحدة وهي تبص له "ابعد عني."
استغرب من نبرتها وسأل "فيه إيه يا أسير؟"
قالت وهي ترفع صوتها "بقولك ابعد عني… كفاية! ما تقربليش ولا حتى تلمسني. خليك بعيد خالص. لو المرة دي زياد ما خدش باله، المرة الجاية هياخد… وساعتها هيكون عقاب من ربنا ليا."
آدم اتجمد لحظة قبل ما يسألها "هو حصل حاجة؟"
ردت بعينين مليانة دموع "أنا مش هستنى لما يحصل… مش هستنى لما ابني يشوفني بشكل وحش بسببك. عشان كده، ابعد عني."
آدم خطا خطوة ناحيتها، لكنها تراجعت بسرعة وهي تقول "إياك تقربلي يا آدم… خليك بعيد."
رفعت إيديها كأنها بتبعده عنها، ودموعها نازلة بغزارة "أرجوك… خليك بعيد عني. ما تعملش فيا كده. ما تخلينيش أكون أم حقيرة. ما تخلينيش أشوف ابني بيبصلي النظرة دي… ويحس إن أمه مع راجل تاني. ما تخلينيش صورتي تقع من عينه… ويكرهني. أنا مش هقدر أتحمل ده… مش هقدر أخسره."
سكت آدم لحظة، وبص لها بمرارة "خايفة تخسريه… وأنا لأ؟"
قالت أسير بصوت حاد وهي تبص لآدم "ما تقارنش نفسك بيه… لأنك ما تعرفش زياد، ولا تعرف اللي عملته فيه زمان."
سكت آدم، متفاجئ من نبرة صوتها. دموعها بدأت تنزل، وصوتها ارتجف وهي تكمل
"إنت ما عندكش أي فكرة قد إيه هو عانى بسببي. بيحبني كأمه… لكن ما يعرفش إن أمه حاولت تتخلص منه أكتر من مرة قبل حتى ما يتولد. ما يعرفش العذاب اللي كنت بسببه له، ولا القسوة اللي شافها مني وهو صغير."
آدم ما قاطعهاش، وهي كملت بنبرة مكسورة:
"حاولت أرفضه وهو جوايا… ولما ما قدرتش، حاولت أموته جوا قلبي. ولما جه على الدنيا، كنت بحرمه من أبسط حقوقه… الجوع، الحرمان، الإهمال. أنا اللي كنت أبعده عن حضني، وأسيبه يبكي ليالي طويلة، لحد ما صوته يختفي… وأفتكر إنه سكت، لكن الحقيقة إنه كان بيسكت لأنه فقد الأمل إن حد يسمعه، لأنه ما لاقاش الرعاية اللي محتاجها… لأنه كان بيسكت من جوع قاتل أنا السبب فيه."
وقفت لحظة، ونظرت لإيديها كأنها شايفة ذنبها محفور عليها:
"ولما عاصم كان بيجبرني أشيله وأطعمه عشان ما يموتش… اكتشفت إن الجوع ما بقاش كفاية لقت،له. قسوتي كانت أعمق… لدرجة إني فكرت اقت.له بإيديا. فكرت… اقت.غ طفل. اق.تل روح. أقتل ابني."
-----------
كان الرضيع يبكي في سريره، وحيدًا، لا أحد بجانبه ولا أحد يمد له يد العناية… سوى أسير، التي كانت تشعر بالاشمئزاز من مجرد الاقتراب منه.
مدّت يدها وأمسكت سكينًا، واقتربت منه وهي تقف فوقه على السرير، رافعة النصل بيد مرتعشة وعين دامعة، تهمس بمرارة:
"أنت السبب… ما كانش لازم تيجي."
كان يبكي بصوت مخنوق، لكن ما إن لمحها حتى سكت فجأة، وتحولت عيناه المبللتان بالدموع إلى نظرة بريئة تبحث عن الأمان.
نظرت له أسير بحدة:
"أنت ذنب… ذنب لازم ينتهي."
لكن، عندما أوشكت يدها أن تهوي، تجمدت في مكانها. قلبها كان أضعف من أن يكمل ما بدأت التفكير فيه، فسقطت يدها، وظلت تحدق فيه، عاجزة عن إيذائه.
--------
عادت من غرقها في الذكرى، وقالت لآدم بصوت مبحوح:
"عمري ما قبلته… ولا قربت منه… ولا لعبت معاه. طفولته كلها كانت قسوة مني. عمري ما شاركته لعبة واحدة… ما أخدتهش في حضني وهو بيبكي… ولا حتى لما كان بيقع كنت بشيله. كنت أسيبه يعيط لحد ما يسكت…كنت قسوه بشكل بشكل اخاف منه
بصّت أسير لآدم، ومدّت إيدها تمسك إيده وقالت بصوت هادي:
"عايز تعرف الحرق اللي في ضهري… جه منين؟"
آدم بص لها باستغراب، وهي سحبته معاها لحد أوضة هادئة. وقفت قدامه وأدارت ضهرها، مشيرة لمكان الحرق
"مش من عاصم… ده أنا اللي عملت كده في نفسي."
أغمضت أسير عينيها من إحساس اللمسة، وكأنها رجّعت لها كل الألم اللي عاشته.
سألها آدم بصوت خافت:
"إزاي حصل ده؟"
همست وهي ما زالت تدير له ضهرها:
"كان الحرق سبب… إني فوقت."
---
كان زياد طفلًا صغيرًا، يجلس بين ألعابه وحيدًا، كعادته… منبوذ، لا أحد يقترب منه، وحاله يرثى له كطفل يحتاج إلى حضن ورعاية.
رفع عينيه نحو أسير، التي كانت جالسة بعيدًا، صامتة، لا تنظر إليه.
بدأ يزحف على يديه، يتكعبل في الطريق، ثم وقف بصعوبة… لكنه وقع وأطلق بكاءً قصيرًا من الألم، منتظرًا يدًا تمتد نحوه، ترفعه من على الأرض.
لكن… لم يحدث ذلك. لم يجد من يحمله أو حتى يواسيه.
اعتدل بنفسه، ومسح دموعه الصغيرة عن وجنتيه، محاولًا التماسك.
كان يعيش باستقلالية لا تناسب عمره كرضيع، لا أحد يهتم به أو يلتفت لاحتياجاته. حتى حين دخل المطبخ يتنقل من غرفة لغرفة، حاول أن يقف على قدميه، بينما عظامه ترتعش من الضعف.
مد يده الصغيرة نحو الملعقة، ثم أمسك بطرف قماش، وجلس يسحبه نحوه، يلعب وحده بصمت… كأن العالم كله غاب عنه
كانت الحلة تغلي فوق النار، الصغير يسحب قطعة القماش المعلقة أسفلها وهو يلعب، غير مدرك للخطر. تحركت الحلة على الحافة، ومع شدته القماش بقوة، كادت أن تسقط عليه.
في لحظة خاطفة، اندفعت أسير، تلقى بجسدها بالكامل فوقه، لتغطيه وتحميه.
سقطت الحلة فوق ظهرها، يغلي الألم في جسدها كما يغلي ما بداخلها، لكن قلبها كان مشغولًا بشيء واحد… ألا يمسه أي أذى.
كانت هذه أول مرة تشعر فيها بأمومتها تشتعل في داخلها، أول مرة تتحرك بدافع الغريزة لتحميه بلا تفكير.
أحمرت عيناها من الألم كانها ستنفجر صراخ، لكن يدًا صغيرة امتدت نحوها، تريد أن تمسك بشعرها.
رفعت عينيها لتجد زياد ينظر إليها، لا أثر للخوف في ملامحه، بل متفجأه منها ثم يضحك ضحكة طفولية بريئة وكانه اعتقدها تلعب معه غير مدرك نز.يفها بسببه ولا لو الميا كانت نزلت عليه كانت عملا فيه اى هو فقط لا يدرك باي شيء سوى النظر اليها ويضحك وكأنها معجب بقفزتها فوقه،ضحكة لم تكتمل بأسنان بعد، لكنها اكتملت بجمال لا يوصف ك
في تلك اللحظة، ابتسمت أسير لأول مرة وهي تنظر إليه… أدركت أن الأمومة، مهما حاولت مقاومتها، ستغلبها دائمًا.
ومن يومها، بدأت تحتضن زياد، وتحاول تقبله… فقد شعرت أن حياتها ارتبطت بمسؤوليته، وأن هذا الصغير صار أثمن ما لديها، فقط لأنه كان في خطر، وهي اختارت أن تحترق بدله.
--------
عادت أسير من غرقها في ذكرياتها الدفينة، وعينيها معلّقة بانعكاس وجهها في المرآة.، قالت بصوت هادئ لكنه مشبع بالألم:
"اليوم ده… فوقت. عرفت إن قلبي ضعيف قدامه… حبيته. ماعدتش أشوفه ابن عاصم، شوفته ابني، واتقبلته."
ابتسمت ابتسامة حزينة وهي تكمل "برغم كل اللي عملته فيه… زياد كان بيحبني. لما كان طفل، شاف عاصم مرة بيضربني، وجري عليّ من غير ما يفكر، وحضني. من ساعتها… عاصم بعد عني، ممدش إيده عليّ تاني. يمكن لأنه شاف الكره وهو بيتخلق في قلب ابنه، وده أكتر حد كان عاصم بيهتم بيه… سواء في فترة جنونه أو بعد ما رجع له عقله."
خفضت أسير رأسها، وصوتها صار أهدأ وكأنها تحكي سرًا ثقيلًا:
"من الأسباب اللي خلتني أخبي كرهي لعاصم وأحاول أسامحه… كان زياد.
عاصم كان بيهتم بيه جدًا، وكان قدامه بيتحول لشخص تاني… شخص خاضع وهادي. حتى في الأيام اللي كنت بكرهه فيها، كنت بشكره جوايا إنه بيجبرني أطعمه، لأني مش عارفة إزاي كنت هعيش بذنب زياد لو حصله حاجة."
تنهّدت، وأكملت: "عاصم كان بيحب زياد حب غريب… كان يجيب له كل حاجة علشان يعوضه عن أمه اللي بتكرهه. قدمه في أحسن مدرسة، ولما كان يغيب عن البيت، أول حاجة يعملها لما يرجع إنه يدخل يطمن عليه. كان يقعد معاه بلطف وحب… عكس عصبيته مع أي حد تاني، حتى مع أقرب الناس ليه.
يمكن هو السبب إن زياد لسه سوى لحد دلوقتي… يمكن أنا ما اديتهوش كل الحب، لكن أشكر عاصم إنه ما خلانيش أخسره."
رفعت أسير عينيها ببطء وكأنها تتأمل شيئًا بعيدًا:
"وزياد… حبني، وهو مش عارف الحقيقة. مش عارف قد إيه أمه كانت بتكرهه زمان… ولا عارف اللي حاولت أعمله فيه."
كانت دموع أسير تنهمر وهي تسترجع الماضي كأنه شريط حي أمام عينيها، قالت بصوت مختنق:
"بسبب حبي ليك خلانى كمت هقتل ابني. بسبب اللي حصلي، شوفته ذنب لازم أتخلص منه. نسيت الرحمة… نسيت الإنسانية. نسيت إن زياد مظلوم زيي، وإنه نسخة من اللي حصل ليا… مش نسخة من عاصم. هو نسخة من الضحية… لكن الفرق إني كنت أنا عليه كمان."
اقترب منها آدم، وأنزل بلوزتها برفق ليغطي أثر الحرق، وكأنه يحاول إخفاء ألمها قبل أن يراه العالم. نظر إليها وسأل بصوت متحشرج:
"ليه سكتّي؟ ليه ما حاولتيش تتواصلي معايا؟"
ابتسمت أسير ابتسامة يائسة وقالت
"عاصم… اللي نفوذه واصل لكل مكان، ما قدرش يوصلك. تفتكر أنا كنت هعرف أوصلك يا آدم؟"
تغيرت ملامح آدم فجأة، وصوته علا بغضب مكتوم:
"يبقى ليه سبتيني أمشي؟ ليه عملتي فينا كده؟ لييييه؟!"
رفعت أسير عينيها نحوه، والدموع ما زالت تسيل على وجنتيها، وقالت بصوت ممزوج بالانكسار:
"عشااان… عمرك ما كنت هتقدر تستحمل وجودي معاك."
اقترب آدم منها، صوته كان مليان مرارة وغضب:
"إنتِ… إنتِ اللي تخليتي عني. إنتِ اللي أوهمتيني بكل حاجة حلوة، وبعدين كسرتيها بإيدك. أنا اضطريت أمشي بسببك… لما عرفت إنك هتتجوزيه… لما شفتك معاه في الشقة… لما سمعت صوتكم!"
مسكها آدم بعنف عاطفي، ودموعه تتجمع في عينيه، وأشار إليها وكأنها هي جرحه الأعظم:
"إنتِ السبب يا أسير في بُعدنا… في الفجوة اللي بينا. أنا عانيت، فاهمة يعني إيه أعيش بالعذاب ده؟ إنتِ خنتيني… أنا فقدت الثقة في الناس… في نفسي! لما لقيت الخيانة منك ومن أخويا!"
رفعت أسير عينيها وقالت بحدة مخنوقة:"خيا.اانة؟! فى خيانة ناتجة عن اغتصا.ب!"
لكن آدم رد وهو يهز رأسه بمرارة "حتى الاغتصاب… شكيت إنه يكون حقيقي."
اتسعت عينا أسير من الصدمة، دموعها سالت أكثر وهي تنظر له غير مصدقة، لكن آدم أكمل بصوت مكسور:
"يومها نزلت عشان أصالحك… بسبب كلام طلع مني بالغلط. فجأة عرفت إنك هتتجوزي… هتتجوزي أخويا اللي اغتصبك! ما أخدتش وقت… حتى بعد الطلاق بيوم واحد، في أول فرصة… رحتي له! ده يثبت إيه يا أسير؟ غير الخيانة؟"
رفع يده وكأنه يمسك برأسه ليمنع عقله من الانفجار:
"أنا عشت بكوابيس… ليلة ورا ليلة. كنت بتخيل… في غيابي وأنا بشتغل، أخويا بيتهجم على مراتي. وأنا عارف إنكم زمان كان في بينكم حب… جالي هواجس إنك كنتِ مبسوطة… أو حسّيتي نحوه بمشاعر! فاهمة حجم اللي أنا عشته؟ فاهمة إزاي عقلي ما جننش؟!"
اقتربت أسير خطوة للأمام، وصوتها يخرج ضعيف لكنه قاطع:
"ولما إنت كنت شاكك إني خنتك… ليه ما قتلتنيش؟"
سكت آدم، وعيناه تلمعان بضعف لم يره أحد منه من قبل، وكأنه للحظة فقد قدرته على الكلام.
اسير"ما قتلتش مراتك الخاينة ليه يا آدم؟ ليه ما ريحتش نفسك مني؟"
ادم "لأن حبي ليكي يا أسير… كان أكبر من أي جرح. مكنش حب عادي… حب يخلي إيديا تتلوث بدمك؟ مقدرش أؤذيكي… حتى بخيانتك. أنا أضعف خلق الله قدامك."
اسير "حب؟! فين الحب ده يا آدم؟ فين الحب اللي بتتكلم عنه؟ إنت ما عانيتش، إنت مش حاجة قدام معاناتي. إنت قت.لتني فعلًا… قت.لتني يوم مشيت وسِبتني أغرق في العذاب. وقت ما أنا… رغم كل اللي حصلي… كنت بفكر فيك، وكأن كل همّي في الدنيا هو إنت!"
ادم "… أنااا…"
قالت أسير بعينين تلمع بالغضب
"آههه… إنت! إنت اللي أنا حسيت منه بالقرف… أنا اللي رفضته، أنا اللي قرفت من قربه، أنا اللي طلبت الطلاق واخترت راحتك إنت قبل نفسي. كنت خايفة عليك… مش عايزاك تعاني بسببي، وبسبب إن عاصم ما كانش هيسيبك ولا هيسيب ابنه، وكان هيطاردنا لحد ما نهايتنا تبقى أسوأ. خليتك تطلقني، ولما حاولت أجهض عشان أخلّصك من تهديده… ما لقيتش دكتور واحد يرضى، لأن العملية كانت هتقتلني أنا والطفل.… اخترت إني أتجوزه غصب عني. ويوم ما طلعت الشقة… كنت منهارة، كنت ببكي، اترجيتك يا ادم اترجيتك كتير… لكن إنت، بأقرب فرصة، اديتني ضهرك ومشيت."
شاورت عليه بعينين بتلمع بالدموع
"إنت غدرت بيا… وتخلّيت عني… سبتني أتعذّب لوحدي، سبع سنين كاملة وأنا غارقة في الجحيم… سبع سنين من الوحدة والقهر، وإنت؟ جاي النهارده بكل بساطة تحكيلي عن معاناتك؟ جاي تقول لي نتجوز ونرجع؟! ليه يا آدم؟ مش كنت شايفني خيانة من الأول؟ ولما اتجوزت عاصم فجأة بقيت عندك واحدة شريفة؟! نت قتلتني أكتر من عاصم… هو قتلني بجسدي، وإنت موتتني يوم ما مشيت… مشيت من غير حتى ما تبص وراك، ولا تعرف أنا عشت إيه بعدك. قفلت صفحتي كأني خطأ بتحاول تمحيه من حياتك، كأني مرض هربت منه. إنت اخترت نفسك… والحد اللي اخترت تتخلى عنه كان أنا. في الوقت اللي كنت بفكر فيك فيه، إنت كنت بتتخلى عني. في الوقت اللي كنت أنا فيه بتموت كل يوم هنا، إنت كنت عايش وبتنجح برا
بصيتله وقالت - لو هنتكلم عن العذاب، مفيش حد اتعذب هنا غيري أنا… أنا اللي دفعت الثمن، وأنا اللي اتخليت… وإنت اللي اخترت تمشي.
وحب إيه بقى اللي بتتكلم عنه؟! لو في حب هنا… فأنا كنت ضحيته، أنا… أنا بس اللي حبيت، وهوايا كان الجريمة الوحيدة اللي ارتكبتها."
ادم "أنا عمري ما اتخلّيت عنك يا أسير… أنا كنت—"
قاطعته وهي تبصله بحدة ودموعها بتنزل: "إنت سيبتني يا آدم… سيبتني لوحدي."
مد إيده ناحية وجهها، لكنه وقف في منتصف الطريق… مش قادر يمسح دموعها، لأنها ببساطة كانت منه، والحزن اللي جوّاها كان أكبر من أي لمسة.
قال بصوت واطي كأنه بيعترف: "أنا عمري ما بطّلت أحبك."
رفعت عينيها ليه، "بس… اتخليت يا آدم؟"
ما قدرش يرد… قرب منها وخدها في حضن قوي، حضن مليان بالشجن وكأنه بيحاول يعوض سنين الغياب. ضغطها على صدره وهو بيكبح دموعه بالعافية. همس وسط العناق: "كفاية… ما تحكيش أكتر من كده."
قالت بمرارة: "إنت اللي كنت عايز تعرف… كنت عايزني أتكلم."
أغمض عينيه وقال وهو بيشد أنفاسه: "بسحب كلامي… متكمّليش… مش قادر أسمع أكتر."
اسير- أشفقت عليّ؟"
ادم "أنا بتحرق عشانك… قلبي بيقتلني."
سند راسه على شعرها وتنهد بحرقة، وكأنه بيحاول يفرغ وجعه في النفس اللي خرج منه.
قالها آدم بصوت مرتجف "سمحيني يا أسير… اغفري لي."
ما ردتش… وبعدت عنه خطوة، لكن إيده لحقت إيدها، قبض عليها بحزن وندم وهو بيهمس. "اغفري ذنبي… وخلينا نرجع. أنا مش قادر أعيش سنة تانية في العذاب ده… أنا عايزك معايا، عايزك تبقي مراتي."
نظرت له أسير طويلًا… نظرة صامتة مليانة مشاعر متناقضة، وبهدوء سحبت إيدها من قبضته.
رمقها آدم بعيون متسائلة، وقال:
"ليه؟… ليه يا أسير؟"
همست وكأن الكلام بيطلع من جرح مفتوح "صعب يا آدم… صعب...مش هقدر يا آدم."
بصلها بجديه وسالها "مش بتحبيني؟"
سكتت… لأنها عارفة لو قالت "لأ" هتبقى بتكدب. وأخيرًا قالت بصوت خافت:
"حب مسموم… مليان جروح… أنا مش عايزة أعيشه. الندبة دي هتفضل كبيرة جوانا."
ادم "قادرين نمسحها… أهو أنا هخليكي تنسي كل حاجة، ونبدأ من جديد… زي ما خليتك تحبيني مرة، أقدر أخليك تنسي."
سكتت… لأن جرحها من عاصم قدرت تمحيه لما حبت آدم. لكن دلوقتي، وهي تبصله، قالت بهدوء موجوع:"المرة دي… الجرح منك إنت."
سكت آدم بعد كلماتها الأخيرة
اسير "الجرح كبير يا آدم… مستحيل يتشفى لا باهتمامك ولا برجوعك. صعب… لأنه مش جرح عادي تقدر تعالجه زي اللي فات. أنا دلوقتي مشوهة… مضيّعش وقتك معايا."
استدارت لتغادر، لكن صوته لحقها -عمري ضاع في حبي ليكي… تفتكري ههتم بالوقت في رجوعك؟"
توقفت لحظة قالت "ده لو كنت نفس آدم بتاع زمان… يمكن كنت أصدقك."
اقترب خطوة منها، يسأل "ليه… مش شايفاه؟ ليه مش قادرة تشوفيه؟"
اسير " الخوف... قلبي مبقاش يؤمن بيك من ساعة ما سبتني… والأمان اللي كان جوايا راح معاك. حتى منك… بقيت أخاف الغدر."
ثم أدارت ظهرها، تمشي مبتعدة. آدم وقف مكانه، عينه معلقة بطيفها المكسور
وقف في نص الأوضة للحظه عيناه تلف على الجدران الفاضية… لا كلارا، ولا أثر من أغراضها. فراغ موجع كأنه صدى غيابها بيملى المكان. شد نفس عميق، وكأنه بيحاول يثبت نفسه من الانهيار. خرج من الأوضة بسرعة، لقى أمه واقفة. سألها بصوت متوتر:
– … فين كلارا؟"
– "مشيِت… من امبارح."
وقف باستغراب قال– "مشيِت؟"
– "آه… مقدرتش أقولك، كنت برا."
سكت آدم، ما ردش. رجع أوضته تاني، عمل مكالمة، استنى يرن، قلبه بيرتعش على أمل تسمع صوته… لكن الخط قطع
فؤاد كان ماشي فوق الكوبري، خطواته هادية لحد ما لمحت عينه عربية واقفة قريب. لما قرب، شاف آدم جوه. ابتسم وهو يقول بسخرية خفيفة:
– "إيه القلق اللي عامله في الحارة ده؟"
آدم ما لفش– "قلق إيه؟"
ضحك فؤاد وقال:
– "الناس كلها ماسكة رجوعك لبانة، من العربيات والسواقين لحد زميلتك اللي معاك. بقولك إيه… دوروا لحد ما جابوك والصدمة لما عرفوا شركتك. يعني في أي وقت، ممكن يجيلك خبر… شركتك بتولع."
آدم وقف قدام فؤاد، عينه مليانة جدية وصوت فيه مرارة:
– "قولي يا فؤاد… أنا ناجح قدامك؟"
استغرب فؤاد من سؤاله – "إيه الكلام ده يا آدم؟"
– "أنا كده ناجح؟ ولا ورا النجاح ده فيه خسارة أكبر… نفسي؟"
سكت فؤاد لحظة،آدم ساله
– "جاوبني… أنا مبقتش آدم بتاع زمان. بصلي كويس… دور عليا فيا، لسه موجود؟"
تنهد فؤاد وقال بصدق – "إنت وهو مختلفين يا آدم. إنت اتغيّرت… وأنا قلتلك ده يوم كنت عندي."
آدم رفع عينه فيه غضب مكتوم – "ومش من حقي أتغيّر؟ مش من حقي بعد اللي اتغيّر في حياتي أبقى شخص تاني؟ اقتل المغفل اللي جوايا، وأدفنه… وأبني واحد غيره؟"
– "إنت عمرك ما كنت وحش يا آدم. حتى لما اتغيّرت، مفيش فيك وحشية. أي تغيّر بييجي من جرح، من وجع… وده حقك. لو ما اتغيّرتش، كنت هتبقى مغفل. وإياك… إياك تقارن نجاحك بخسارتك. إنت موصلتش للي إنت فيه غير بعد عذاب وتعب. وده مش خسارة… ده ثمن."
آدم قال بصوت متقطع فيه وجع:
– "عملت معاصى كتير يا فؤاد…"
فؤاد اتجمد مكانه، عينه اتسعت من الصدمة، وكأنه مش قادر يصدق إن صديقه بيقول كده. اتنهد وقال بهدوء:
– "كلنا بنغلط يا آدم… محدش فينا معصوم من الغلط."
آدم– "الغلط غير المعصية، فؤاد. الغلط ساعات بييجي من ضعف، من جهل… لكن المعصية؟! المعصية ببقى عارف… وبختار!"
سكت فؤاد، عينه راحت للقدام كأنه مش لاقي رد.
فؤاد – "ريح قلبك يا آدم… فك الحصار اللي انت حاطه حوالين نفسك. اعمل اللي بيقوله قلبك… لأنك واضح إنك بتتعذب من ساعة رجوعك. وأنا عارف السبب."
فؤاد كمل:
– "ارمي خوفك بعيد… وحطه قدام رغبتك. اسأل نفسك سؤال واحد… اتخيل عمرك كله عدى وهي مش معاك… هتبقى مرتاح؟ ولا هتفضل ميت من جوه؟"
آدم شد قبضته بقوة، قرب فؤاد منه، وقال بهدوء وحنان:
– "اسمع لقلبك يا آدم… اسمعله قبل ما يضيع منك كل حاجة."
آدم بصّ لفؤاد قال– "انت متعرفش… متعرفش أنا عملت إيه. أنا أكبر سبب في معاناة البني آدمه اللي حبيتها. يوم ما طلّقتها… رميتها بأفظع كلام يطلع من لساني. ويوم ما اتخضّيت… سبتها تواجه عذاب أكبر مني ومن عاصم نفسه."
فؤاد – هل كنت عارف؟ كنت فاهم حجم اللي بيحصل وقتها؟"
آدم هز راسه بعجز – "لأ…"
فؤاد – "يبقى مش ذنبك."
آدم رفع عينه فجأة وصوته اتشرخ – "أمال ذنب مين يا فؤاد؟! لو اللي حصل ده كله مش ذنبي ولا ذنبها… يبقى ذنب مين؟!"
فؤاد قرب منه، وحط إيده على كتفه بقوة، وقال بصوت هادي كأنه بيحط الكلمة الأخيرة:– "ذنب القدر يا آدم. القدر هو اللي لعب لعبته. لكن إنت؟! مش ذنبك… افهمها. أهم حاجة إنك دلوقتي عرفت الحقيقة. عرفت إنك ماكنتش المجرم اللي عقلك بيصوره."
آدم قال بخفوت، عينه نازلة للأرض- "بس… متأخر."
فؤاد – "طول ما انت لسه بتتنفس… معاك وقت. متقولش متأخر. بلاش تضيع نفسك أكتر من كده، يا صاحبي. صدقني… ده وقت راحتك. وقت ما تسيب الدنيا وجروحها وتدي لنفسك فرصة ترتاح."
آدم سكت، وكأن الكلمة الأخيرة علقت جواه
في هدوء المساء، جلست أسير ساكتة، عينيها تائهة في الفراغ، تتنقل كل لحظة ليدها الفارغة كأنها بتفتّش عن شيء ضاع منها ومش راجع.
دخل زياد بخطوات صغيرة، صوته مليان براءة:
– "ماما… أنا كتبت صح."
ابتسمت ابتسامة باهتة، لكن عينيه التقطوا دمعة خفية حاولت تخفيها. سألها بصوت قلق:– "ماما… في إيه؟"
هزّت رأسها بسرعة، وقالت بخفوت:
– "مفيش يازياد…"
– "أنا عايز أنام."
أشارت له يجي يقرب، فزحف بجانبها. سحبته لحضنها، وهو يغرق فيه بكل حب وراحة. مسحت بيدها شعره الناعم بحنان، كأنها بتمسح عن نفسها تعب السنين.
ثم مالت برأسها، وأسندته على رأسه الصغير… كأنها تحتضن ذاتها الثانية.سالَت دمعة دافئة على خدها، أغمضت عينيها، وانكمش قلبها بين وجع الماضي ونعيم اللحظة. كانت تحضنه وكأنها تخشى أن يختفي لو تركت ذراعيها ترتخي.
في صباح اليوم التالي، كانت أسير واقفة في المطبخ، بتتحرك بخطوات هادئة. وهي لسا بتلف، اصطدمت فجأة بـ آدم.
تجمدت للحظة، عينيها رفعت ليه، ما شافتهوش من آخر مرة جمعتهم المواجهة المؤلمة.
قال ادم – "غيري هدومك… خارجين."
نظرت له بدهشة، الكلمات وقفت في حلقها:– "خارجين؟!"
اكتفى بنظرة ثابتة وقال – "هستناكي بره."
مشي… سابها وسط صمتها وحيرتها.
خرجت بعد دقائق، لقت العربية واقفة وهو مستنيها. قالت
– "في إيه يا آدم؟"
– "اركبي."
ترددت، ثم قالت – "عايز أعرف… رايحين فين؟"
أجاب بهدوء – "هتعرفي لما نوصل."
سكتت… وعينيها اتعلقت بيه لحظة، ركبت وهنا، أدرك آدم من فعلها إنها لا تثق به… ولا تخاف منه. هي فقط بتسلمه أمرها، كأنها متأكدة إن حتى لو أخدها للجحيم، مش هيأذيها.
وبينما كان بيدور العربية، لمح أمه واقفة على الباب… بتبص له بابتسامة خفيفة تدعمه وتظعى ربها يريح قلبه
وقف آدم قدام المبنى ونزل من العربية، بصت له أسير باستغراب. فتح لها الباب بنفسه، نزلت عينيها تعلقت بالمكان قدامها: مبنى محاط بجنينة كبيرة، ملامحه تشبه فيلا خاصة، هدوء يلفّه من كل جانب.
آدم اكتفى إنه يشاور لها تمشي معاه.دخلوا سوا… ظهرت امرأة أنيقة، شعرها قصير ولمسة رُقي باينة في ملامحها. ابتسمت ابتسامة دافئة وقالت:
– "أهلًا آدم بيه… سعيدة جدًا إني قابلت حضرتك."
آدم بص لاسير بتعريف – "أسير…"
المرأة مدت إيدها بابتسامة مريحة:
– "إزيك يا أسير."
كان في نبرة صوتها هدوء غريب، يزرع راحة غير متوقعة في قلب أسير، لدرجة إنها سلمت عليها من غير ما تحس بنفسها.
قالت روزالين بلطف:
– "خلينا نتكلم جوه أفضل."
قادتها لغرفة زجاجية بتطل على مساحات خضراء واسعة، والإضاءة خافتة بشكل مريح. في وسط الغرفة كان فيه كرسي هزاز مريح.قعدت وقالت
– "إنتي مين؟"
ابتسمت روزالين وقالت– "باين إنك متعرفنيش… وده حقك. أنا روزالين، دكتورة نفسية."
أسير كانت عينيها معلقة في آدم الى جابها هنا قالت
– "أنا مش عايزة القعدة دي."
ابتسمت روزالين بهدوء وهي تميل بجسدها للأمام:
– "الحدة ملهاش لزوم يا أسير… دي مجرد قعدة. مفيهاش إجبار."
– "أنا عايزة أمشي."
قالت روزالين بنبرة ثابتة – "لو ده هيريحك، امشي. لكن… جربي الأول. لو مش هتفيدك بحاجة، مفيش داعي تكملي."
– "أكمل في جلسة للمجانين؟"
ابتسمت روزالين بصدق وقالت – "اللي بيجوا هنا مش المجانين… اللي بيجوا هنا ضحاياهم
تجمدت ملامح أسير عند الكلمة الأخيرة. لأول مرة حسّت إن حد لمس الحقيقة اللي جواها
وزالين– "تحبي تحكيلي… إيه اللي خلاك تحسي إنك ضحية؟"
أسير غمضت عينيها، وصوتها ارتجف:
– "ضحايا… أنا كنت ضحية لما اتجوزته غصب عني.
سألتها روزالين بلطف:
– ايه أصعب إحساس عشتيه في الفترة دي؟"
ردت أسير – "القهر… كنت حاسة إني مش إنسانة. مجرد جسد محبوس، نفسيتي كانت بتتحطم. كنت بصرخ جوايا ومحدش سامعني."
اقتربت روزالين بسؤال أعمق:– "ولما كنتي بتكتمي كل ده… إيه كان بيحصل جواك؟"
قالت أسير بصوت متقطع:– "كنت بكره نفسي… كنت بحس إني صغيرة جدًا وضعيفة. ومش قادرة أنقذ نفسي."
سألت روزالين بهدوء – "طيب… غير قهر عاصم، إيه أكتر حاجة جرحتك بجد؟"
سكتت أسير لحظة قالت
– "لما عاصم واجهنى بالحقيقه الى بخليها عن نفسي وبحاول أهرب منه عشانها
-حقيقة اى
-إنه ادم اتخلى عني…
نظر لها ادم من قولها
اسير- لما مشي وسابني. كنت فاكرة هيحميني… بس هو كمان سابني. وده كان أكبر جرح. عاصم قتلني كل يوم، لكن آدم… آدم قتلني في لحظة."
أسير راحت بظهرها للكرسي الهزاز، عينيها تعلقت بالسقف… كأنها بتشوف شاشة كبيرة عليها شريط حياتها.
– "كل حاجة راجعة… صور… أصوات… حتى ريحة الأيام."
آدم واقف، كأنه حجر، لكن كل جملة من أسير بتسقط عليه زي طعنة
روزالين بصوت رقيق، كأنها بترشدها للطريق – "اتكلمي يا أسير… سيبي الصور تتحرك جواكي، وقوليلي شايفة إيه."
أسير أغمضت عينيها، ودموع سالت من طرف جفنها:
– "شايفة نفسي يوم ما طلعت من شقة عاصم… كنت ببكي ليلتها زي طفلة ضايعة. قلبي كان مكسور… كنت لوحدي. كنت مستنية أي حد يمد إيده… حتى إنت يا آدم… كنت بتمنى أشوفك بس… لكنك اخترت تديلي ضهرك وتمشي."
صوتها ارتجف أكتر، وبقت كلماتها زي خيوط متقطعة:
– "فاكرة صرختي جوايا وانا بنادى بادم وهو مش سامع… فاكرة إزاي حسيت إني مش مرغوبة، إني عار… كنت بقول لنفسي أنا السبب، يمكن أنا السبب إنك مشيت. يمكن أنا اللي مش كفاية…"
روزالين – "ولما حسيتِ إنك مش كفاية… عمل ده فيكي إيه؟"
أسير وحطت إيدها على صدرها – "كسرني… كسرني بطريقة حتى جسمي ما حسهاش. بقيت حية ميتة. أبكي في حضن الوسادة لحد ما أبقى غرقانة."
روزالين بصت لأسير نظرة تفهم وقالت:– "إنتي شايلة جواكي غضب… غضب على عاصم… وغضب أكبر على آدم. لو الغضب ده اتحول لكلام… هيبقى إيه؟"
أسير فتحت عينيها فجأة، ودموعها مشيت بحرارة على خدها، وبصت للسقف كأنها بتكلم روحها – "كنت عايزة أصرخ في وشه… وأقول له ليه؟ ليه تسيبني؟ ليه تموتني وإنت حي؟ ليه تخلي حياتي تتحول عذاب وأنا كنت عايشة على إني جنبك؟ ليه تبقى أملي وفي لحظة تاخده مني؟"
كملت – "كنت عايزة أصرخ… بس ماقدرتش. خزنت كل حاجة جوايا… واللي اتخزن كان أكبر مني… أكبر من أي علاج."
آدم كان يتألم روزالين رفعت عينيها ناحيته بسرعة، كأنها رصدت انهياره، لكنها فضلت ساكته. كل اللي يهمها دلوقتي إن أسير تفضي الكتمان اللي عايش فيها سنين.
قرب آدم منها وقف قدام أسير قال- انا اسف
روزالين رفعت إيدها بهدوء، وأشارت لآدم:
– "استاذ ادم ممكن تقرب اكتر منه
آدم قرب أكتر منهل وبقا بجوارها أسير نظرت إليه تعلم إنها المته بكلامها قالت
-لى جبتنى هنا مم الأول
-محتاجين احنا الاتنين
روزالين بنبرة حازمة لكن دافئة:– "أسير… الشخص اللي أذاك واقف دلوقتي قصادك… وهو محتاج يواجه نفسه قبل ما يواجهك. شوفيه… اسمعيه… لأن دي أول مرة يمكن تسمعي الحقيقة من قلبه."
آدم أخد نفس عميق ورجع قالها بصدق-انا آسف
اسير- ادم وقف الى بيحصل
نزل على ركبته قدامها بصتله قالت – "إنت بتعمل إيه يا آدم؟!"
آدم – "بعمل اللي كان لازم أعمله من سبع سنين… أنا آسف
روزالين قربت كلامها كأنها بترسم خط واضح:– "الشخص اللي أذاك واقف قدامك دلوقتي، وبيعتذر… شوفيه. خليكي هنا… ما تهربيش."
أسير صامته وآدم قال – "آسف؟! آسف عن إيه يا آدم؟ عن ليلة موتتني فيها وأنا عايشة؟ عن كل دمعة كنت ببكيها لوحدي؟ عن كل لحظة كنت بتمنى ألاقيك جنبي وما لاقيتكش؟"
آدم هز رأسه، وكل كلمة منها كانت زي سكين – "آسف عن كل ده… عن كل جرح عملته فيكي… عن كل مرة اخترت ضعفي على حبك… عن إني سبتك لوحدك في أتعس وقت في حياتك."
روزالين بهدوء، وهي تراقب اللحظة – "قوليلها يا آدم… قولها اللي جواك من غير خوف."
آدم – "أنا كنت معمر… أنا اللي ضيعتك… ضيعت نفسي معاكي يمكن مكنش ذنبنا بس غلطت انى مفضلتش غلطت انى مخدتكيش منه غصب عنك لماىلقيت بتعملى الغلط… النهاردة مش طالب غير حاجة واحدة… اغفريلي يا أسير."
مد ايده يمسك ايدها واسير مش بتبصله
روزالين– اسير... أحيانًا الغفران مش عشان اللي قدامك… الغفران عشان قلبك يلاقي راحته
آدم كان واقف قدامها– أنا عانيت بعيد عنك السبع سنين اللي بعدت فيهم عنك كانوا موت بطيء. كنت فاكر إني بنساكي، بس الحقيقة إني عشت كل يوم وأنا موجوع بيكي."
وقف لحظة كأنه بيتعذب من جوة، وقال وهو بيشاور على قلبه – "كل حاجة قدامي كانت بتقولي إنك مش عايزاني. لكن لما رجعت… ولما شفتك… اكتشفت إن رجوعي كان أكبر سبب إني أعرف الحقيقة. لو ما رجعتش… كنت هافضل جاهل بيكي، وباللي حصل، وبنفسي."
اتنهد تنهيدة تقيلة، وكمل: – "حقك عليا يا أسير… الحق اللي ضيعته. كل لحظة كنت بعيد عنك، كنت ندمان على الكلمة اللي طلعت مني… على الوجع اللي سبته جواكي. بس في نفس الوقت… كنت شايف صورتك مع عاصم قدامي، وكان بيقتلني إحساس الغدر."
قرب أكتر، صوته بقى أوطى كأنه بيعترف:
– "كل حاجة كانت متلفقة… كل حاجة غلط. ارتكبت إثم كبير… وأنا مش قادر أعيش بيه. محتاج غفرانك يا أسير… محتاجك تسامحينى
أسير سابت عينها تدمع، اتنهدت وقالت– "مسامحاك يا آدم."
خفضت أسير رأسها، إيدها الرقيقة لامست إيده المرتجفة
– "بلاش تحس بكده… أنا مسامحاك يا آدم. وقف وجعك هنا… كفاية عذاب، كفاية تحمل. أنت اتظلمت كتير."
رفع آدم عينيه لها، قال– "أنا عايزك معايا…"
هزت رأسها بالنفي، تنهدت وقالت:– "الغفران مش رجوع، يا آدم. أنا سامحتك… لكن مش هقدر أرجع. مش عايزة أظلمك تاني… ولا أظلم نفسي. أنا مش قادرة أكون معاك."
شدّ أنفاسه بقهر، صوته اتكسر – "ليه يا أسير؟ ليه؟"
قبل ما ترد، تدخلت روزالين بهدوء وهي تنظر لآدم مباشرة:
– "كفاية يا آدم… أسير اديتك السماح، وده أول خطوة في خلاصك وخلاصها. الغفران بداية حياة جديدة… مش معناه إن الطريق لازم يكمل مع بعض. أحيانًا البداية الصح… بتكون في إن كل واحد يلاقي نفسه بعيد عن التاني."
آدم بص لأسير… شافها لأول مرة مش كحبيبة ضاعت منه، لكن كإنسانة قدرت تقف وتسامح رغم كل الجراح. دمعة ساخنة نزلت منه، مسك إيدها للمرة الأخيرة… وبهدوء سابها.
روزالين مدت الكارت لأسير – "خدي وقتك… وفكّري. لو حسيتي إنك محتاجة تفضفضي أو ترجعي تاني، أنا موجودة. العلاج مش قرار لحظي، هو رحلة. وأنا أتمنى تكملي… لأنه هيفرق معاكي جدًا."
مدّت أسير إيدها بتردد وخدت الكارت
– "مش عارفة لو عندى امكانيه أكمّل جلسة تانية…"
ابتسمت روزالين – "آدم بيه دفع أكتر من حق الجلسات… لحد ما تستكفي. انتي بس ركزي على نفسك. أول ما تحسي إنك محتاجة، الباب مفتوح."
داخل السيارة الطريق كان ساكت إلا من صوت المحرك. أسير بصّت من الشباك كأنها بتحاول تهرب من اللي جواها تليفونها رن بتبص أسير بس بتقفله ومتردد نظر لها ادم بيرن تانى وهي مش بترد بيقولها ادم
-مين
بتقوله اسير- مش حد مهم
خد منها التليفون بصيتله قالت-ادم
بيفتح المكالمه ظنا إنه احمد او حد بيضايقها
-الو مدام اسير بكلمك من المستشفى
وقف آدم وبص لاسسر الى قالت-نعم يدكتوره
-حاولت اتواصل معاكى كتير من شهر عن العلاج لازم تستمرى عشان ضمور الرحم عندك بقا فى حاله مش لطيفه وإنك احتمال كببر متخلفيش تانى بسبب الدوا الى كتير بتاخديه انا حذرتك قبل كده توقفيه لكن مع استمرارك ليه سببلك وقف
رفع آدم نظره إلى أسير الى عندها برود- تمام يادكتور عارفه كده
- اتمنى تكملي علاج ع الاقل حالتك تتحسن من سلبيات الى عادت عليكى
بتقفل معااها وآدم ينظر الى أسير قال-اى الكلام ده
بتقولو اسير- مسمعتش
بيقول ادم-يعنى ضمور ف الرحم اى الى كنتى بتاخديه يا اسير
اسير- أدوية منع حمل
نظر لها بشده بتقولو أسير- أسأت استخدمها وكنت باخدها كل شويه
ادم-ليه
-عشان محملش منه تانى
سكت وهو ينظر إليها قال - بتقولك مش هتقدر تخلفى تانى بتقولك حذرتك وانتى استمريتى
اسير- مهتمتش بالعواقب يا آدم
-لى عملتى فى نفسك كده
-لو مش هحمل منك مش هحمل خالص
الذنب ازداد تلك المراه ما الذى فعلته بنفسها
اسير-ممكن تمشي عشان اتاخرت
مشي ادم وهو بيبص قدامه والمكالمه مش قادره تفارقه
اسير– "ليه خدّتني العياده
آدم – "اعتقدت إن العلاج مش حاجة تسيء ليكي… بالعكس، يمكن يساعدك."
أسير بحِدة منخفضة – "أنا ما طلبتش منك حاجة."
آدم – "أنا اللي محتاج أتعالج يا أسير… أنا مش انتي
رن تليفون أسير فجأة بس مكنتش من الدكتوره ولا آدم بص قالت
– "نزّلني… لازم أروح أجيب زياد من المدرسة."
آدم – "هخلي السواق يجيبه."
-لا زياد مش بيحب حد يجيبه غيرى وأكد عليا امبارح إنه هيستنانى
بصلها ادم قليلا قال- فين المدرسه
نزلت أسير من العربية وعيون آدم تتبعها وهو واقف عند السيارة. دخلت أسير المدرسة خاصه وكبيره، استقبلتها المشرفة بابتسامة وقالت
– "إحنا كنا مستنيينك يا مدام، زياد قاعد جوه، أغلب زمايله مشيوا."
تحركت أسير بسرعة، عيونها لحد ما شافت زياد جاي يركض عليها.
– "ماما! كنت مستنيكي."
انحنت أسير حضنته، مسحت على شعره وقالت:
– "معلش اتاخرت عليك
شكرَت المشرفة وخدت زياد وخرجت وهو ماسك إيدها لكن فجأة وقف عينه على آدم واقف عند العربية قال
– "ماما… بيعمل إيه هنا؟"
– "اتقابلنا بالصدفة… جه يوصّلني عشان ما أتأخرش عليك."
– "وليه لسه واقف؟"
– "عشان يوصلنا البيت يا زياد."
لكن زياد هز راسه بعناد وقال – "لا."
– "زياد… بلاش مشاكل عشانى، آدم هيكون موجود المرادي بس عشان منتاخرش."
سكت زياد اومأ إليها بيخطو خطوه جت عربيه فى لحظه شديد السرعه نظرت أسير بشده واتسحبت بقوه لجوه بتفتح عينها بصدمه وتلف تبص لآدم الى انفذها فى اخر لحظه بصيت لزياد بخوف لقيت إنه آدم نتشه هو كمان بايد تانيه
اسير-زياد.. حصلك حاجه
بيبعد آدم عنهم فورا قالت اسير- آدم
-ادخلى جوه المدرسه
بياخد عربيته فورا وينطلق بيها نظرت إليه بشده وقلق
آدم ورا العربيه وبيخرج تليفونها وياخد النمره زاد سرعته بقوه أكبر وعينه مليانه غضب والعربيه التانيه بتنعطف يمين وشمال عشان تضله بس آدم انطلق بسرعه وبص على إلى جوه بس كان ضد الرؤيه داس بنزين أكتر ويزيد سرعته والش.ر فى عينه لحد ما بيسبقه وبيبقى قدامه
بيلف مره واحده ويسوق عكس يكون فى وشه فبتبطأ العربيه من تهور التقدم وفى لحظه قبل ما يصطدمو فى بعض بيقفو على اخر لحظه
بينزل ادم من العربيه واتقدم من العربيه التانيه بيسمع صوت موتور والعربيه بترجع لورا وقبل ما يهرب آدم بيركض عليه زى الفهد ويقفز فوق السياره ليكون فى وجهه
ينزل بقبضته على الازاز فتهشم بيضرب ضر.به اقوي ويمد ايده بغضب ويسحبها من عنقه بقوه لتخرج رأس السواق بقوه وقف بصدمه ونظر اليه
↚
وقبل ما يفلِت، آدم اندفع عليه زي الفهد، قفز فوق العربية، وواجهه وجهًا لوجه، نزل بقبضته على الزجاج فتكسر، ضرب ضربة أقوى ومد إيده، سحب السواق من عنقه بقوة لحد ما راسه خرجت لبرا، ووقف مصدوم من الوجه اللي قدامه… والجروح اللي نازلة منه بسبب الشظايا.
كان شخص بملابس ضابط، آدم افتكر إنه متنكر، لكن لقى اسمه مكتوب على القميص:
– نقيب؟!
الراجل بصله بغضب وقال: – غببى!
آدم شد نظره عليه، لقى بيحاول يطلع سلاحه… لكن قبل ما يرفعه، آدم خطفه من عنقه ورماه على الأرض، مبقاش محتمي بالعربية.
الضابط وقع وهو بيتألم من ضهره، رفع عينه لقى آدم واقف فوقه، بيبصله بنظرات نار:
– كان قصدك؟
سكت. آدم قرب أكتر وقال له:– في حد خلاك تعمل كده؟
ضحك التاني وقال:– أنا محدش بيأمرني… عملت إيه يعني؟ كنت هدوس ناس، عادي!
آدم وقف صامت، لكنه شَم ريحة منه… ريحة خمور. مسكه من تاني وقال:
– حياتهم مش فارقة عندك؟
– لا… وبعدين إيه لازمة جو الأكشن ده؟
آدم صوته نزل وهو بيبصله بغضب:
– كانوا هيروحوا ضحية.
الضابط ما ردش، بيبصله بتحدي.آدم شدّه أكتر وقال:
– شايف إيد مين ماسكك؟
– لا تهددني…
آدم بصله بعين حديد وقال– اللي عملته… هيدفعك تمن غالي.
ضحك وقاله- ولا حاجه الى بتعمله ده هو الى غلط يلا وامشي وانا هنسي طل الى حصل
بينزل ببوكس على وشه اتصدم التانى من جرا.ته وقال بغضب- إنت بتمد إيدك عليهاا دنا هبيت امك ف الحجز النهارده
نزل ببوكس أقوى جرح بقه وقال بش.ر - الحجز ده الى هتبيت فى النهارده واوعدك انى ههتم بيك متاخدش اقل من ٢٠سنه س.جن
نزر إليه من كلامه الى بيقوله بكل جديه وعدم جوف منه عكس اى مواطن عادى قال
-متقولش كلام انت مش قده
مسكه آدم من هدومه وقاله- انا افعال بس، وقبل ما تتسلم ف حق منى انا ليك
نظر إليه بيمسح الد.م من على وشه وقال- حق اى
-كنت دايس بنزين فى الشما.ل ولا اليمين
بصله من سؤاله الغريب
في حضور الشرطة، اللي بدأت تاخد الراجل اللي متدمر من الضرب، قال آدم ببرود:
– اطلبوا الإسعاف قبل ما يتنقل القسم.
النقيب الممدد على الأرض بص لهم بضعف وهو بيكح والدم نازل من فمه:
– انتو… اتجننتوا يا كلاب؟! أنا… نقيب…
أسير وزياد كانوا واقفين جنب آدم، عينيهم متعلقة بالمنظر… والشرطة بترفع النقيب اللي رجله الشمال مشوهة، مش قادر يقف عليها.
الظابط اللي ماسك المحضر التفت لآدم وسأله:
– مين اللي عمل فيه كده؟
آدم رد بهدوء تام:
– أنا.
الكل بصله من صراحته اللي مافيهاش أي خوف.
الظابط قال:
– أظن إنك بلّغتنا، وإحنا هنتصرف.
آدم:– بلغتكم بعد ما رفع سلاحه عليّ.
الظابط سكت لحظة وبصله بشك، وقال:
– ممكن بطاقتك.
آدم:
– البطاقة ما جددتهاش للأسف.
– عندك أي حاجة للتعريف؟
آدم تنهد، طلع من محفظته هوية خاصة بيه من روسيا، ومعاها باسبور، ودهاله.
الظابط مسح جبينه وهو بيبص في الهوية، وبعدين رفع عينه وقال باحترام:
– المسلم…
آدم أومأ إيجابًا.
الظابط تنفس بارتياح وقال:
– تمام يا آدم بيه… أنا بعتذر جدًا ليك.
بيرجعله كنيته من تانى ولهجته بقا فيها احترام مبالغ الظابط: "هنشوف الإجراءات اللازمة… وهو هيتحاسب قانونيًا على اللي عملهتهوره."
آدم : "تهوره؟! ده مش تهور… دي جريمة قتل."
الظابط حاول يهدّي الموقف وردد وراه وقال: "تمام… تعتبر محاولة قتل، وأنا بعتذر لحضرتك مرة تانية ولعيلتك."
النقيب، رغم ضعفه وإصابته، كان بيبص لآدم بنظرات كلها كره ووعيد، لكن الظابط شدّه غصب عنه، وركبوا عربيته وخرجوا بيه.
أسير بصت حوالينها وقالت بقلق: "إيه اللي حصل ده؟!"
آدم التفت ليها بسرعة: "انتي كويسة؟ حصلك حاجة؟"
أسير هزّت راسها: "احنا بخير."
زياد أشار بخوف: "د…م."
بصت أسير لابنها، وبعدين لمحت إيد آدم اللي مليانة جروح وبتنزف: "إيه اللي عملته في إيدك؟!"
آدم بابتسامة صغيرة: "حاجة بسيطة."
أسير: "لا… لازم تشوفها يا آدم، في إزاز داخل في جلدك."
آدم: "هوصلكم الأول… وبعدها أدخل أي صيدلية."
بصّت له بعتاب: "ليه رحت معاه؟ كان ممكن يكون خطر."
آدم: "كان هيفيدني إيه الخطر… لو حصلك إنتِ حاجة؟"
سكتت، وضمّت ابنها ليها أكتر.
زياد مسك فيها بقوة كأنه بيطمن نفسه.
أسير رفعت عينيها لآدم، وقالت بصوت مكسور: "بفضلك… من بعد ربنا، احنا كويسين."
زياد-ماما عايز اروح
-حاضر يلا
ركبوا العربيه، وأسير قعدت جنب زياد وكانه ماسك فيها نصر تعقد ورا معاه بعناد طفولي.آدم بص ليهم من المراية، حس بقسو.ة اللحظة، وحرمان سنين كاملة بيقف قدامه متجسد في نظرة طفل صغير. ضغط على دواسة البنزين بهدوء، والسيارة انطلقت.
اسير نظرت الى زياد وكأنها تتأكد انه بخير ومفيش حاجه صابته لولا سرعة آدم وانه كان ريحلها وزقهم جامد كان أصابهم الأ.ذى
بيوصلو على البيت وتبص أسير لآدم الى عينه كانت عليها قالت-شكرا
ادم-معملتش حاجه
بص لزياد الى كان لافف وشه كأنه بيقوله متستناش منى اشكرك، بتاخده أسير ويدخلون البيت وعين آدم لسا عليهم بيجيله اتصال قال-الو... فين.. تمام انا جاي
فى الاوتيل آدم واصل عند اوضه الباب اتفتح وكانت كلارا الى بصيتله
ادم- مش بتردي ع تليفونك لى
-ادخل
دخل وقفلت الباب وراه بص ادم للاوضه شافها مجهزه الشنطه سفرها قال
-راحه فين
-راجع بلدى
-المفروض هترمعى معايا زي ما نزلنا سوا
-اعتقد رحلتك هتطول أكتر يا ادم، ف حاجات لازم تخلصها مع نفسك
-مشيتى لى يكلارا
-حسيت انى غير مرغوب فيا
-غير مرغوب فيكى وانا الى جايبك
-مش دى الرغبه الى انا عايزها يا آدم انت عارف كويس نفسي رغبتك فيا تكون اى
صمت بصيتله كلارا قالت- قولى يا ادم انت عمرك شوفتى كامرأه... انت اى واحده معاك ف الشغل أو غيره مش بتشوفها وانا بتعاملنى كصديقه... لو مكنتش أعرفك كنت هقول عليكى "مثلى"
نظر لها ادم من الى قالته قالت كلارا- هي واحده بس يا آدم واحده صدقت لما قولت إنها وباء فى قلبك.... يمكن غلطت غلط كبير لما اتالمت ان نهاية حبى ليك بالجواز
-انا اسف يكلارا
سطتت بصلها ادم قال- كنت فاكر نسيتها بس كنت بكدب الى نفسي
-بس كنت بتكرهها... اى الى حصل.. نسيت معاناتك فى السبع سنين كانو ازاى بسببها ولا كوابيسك عن ماضيك الى تخليك تروح لدكتور يكتبلك حبوب منومه عشان بس تعرف تنام منغير متحلم بالخيا.نه الى اتعرضتلها
- اسير مش خا.ينه يكلارا
-امال مين الى خاين انا مجبتش حاجه من عندى ده كان كلامك
-------
كانت كلارا واقفه جنب ادم وهو رامى راسه على الطاوله وسكر.ان بيساله النادل
-اجيب كأس كمان
كلارا-لا شكرا
بيمشي وكلارا بتعقد عند آدم وتقوله- مشربتش انا بسببك عشان اعرف اروحك
ادم- لى كد.بتى عليا
ابتسمت من صوته وقربت إيدها منه وهى بتلمس شعره وبتمسح بشرته قالت
-كدبت عليك ف اى
- انى هنسي لما اشرب... مقولتش هنسي إمتى بعد كام سنه
- اعتقد انك ف حاله متسترجعش ذكريات اصلا
مسكت ايده وحطتها على كتفها قالت- يلا عشان نروح
- أسير...
نظرت له ادم فهل هذا وصف ام اسم ليقول- لى طعن.تى قلبى الى حبك كده
ارتمى بجسده ليفتح اعينه قليلا وكأنه يرى طيف أسير أمامه قال- لى خو.نتينى، قصرت ف اى معاكى... كنت قوليلى إنك عايزه أطفال كنتى قولى إنك لسا بتحبيه ونطلق بس لى تيجى عليا انا كده.. ليه
بصيت كلارا لآدم قالت- اسمها أسير
-بكرهك بحجم حبى ليكى..بكرهك وبكره ضعفي
كلارا تنصت إليه وحين صمت وثقل جسده حملته هي بكامل زراعيه لا تعلم لو كانت تحب قربه لكى تعانقه لأنه لا يسمح لها بذلك، لكنها بتسمع أسير كثيرا منه
----------
بترجع كلارا للواقع قالت- نا من اول يوم شفتها وشوفت نظرتكم لبعض اول سؤال سألته ليها اسمها الصدمه لما عرفت إنها أسير... أسير نفسها حبيبتك يا آدم أسير البنت الى معلقه ف قلبك ومش سمحالى أعيش حبى معاك زى اي اتنين.... أنا استنيتك كتير اوى ويوم اما لقيتك قررت تتخطى وهنتجوز لقيتك بتحنلها هي
- مكنتش اعرف ان الموزاين هتتقلب
- السؤال هنا ازاى يا آدم... اى الى حصل لى اتغيرت ناحيتها
-عرفتى من إمتى ياكلارا
- اممم بابن إنك عرفت انى كنت عارفه من قبل محادثتنا
-لى عملتى كده قدامها
- كنت عايزه أضايقك واضايقها كنت عايزاك تعترف بلسانك وهي اعترفت بعيونها... وعرفت انى لما شفتكم مع بعض مكنتش بتوهم
-شوفتينا
-اه يومها كنت طالعه اشوفك لما عرفت إنك ف شقتك لقيتها خارجه من عندك
نظر لها ادم وصمت قالتله كلارا- مش عايز تقولى لى فجأه حنتلها
-مش هعرف اقولك يا كلارا
-لى مش هتعرف، مش من حقى مش من حق حبة وتمن السنين الى كنت معاك فيها ع امل انك بس تحبني ولو ربع حبك ليها
- الى أقدر اقولهولك انى كنت غلط، انى كنت غلطان غلط كبير اوى والرؤيه اتوضحتلى بس بعد فوات الأوان.. أنا الى غلطان مكنتش هي...أنا كنت مذ.نب فيها
سكتت كلارا وهى تنظر إلى اعينه والحزن الى فيهم قالت
-مذ.نب؟! إنت يا آدم.. انى مذ.نب الى يتعذ.ب ده كله
-انا إلى خلقت عذ.ابى ودلوقتى انا بجدده... الذ.نب المره دى كبير أسير مخا.نتنيش بلاش تقولى عليها كده... أسير طول عمرها شر.يفه انا بس الى فهمت غلط
-ودلوقتى بعد اما انت ظلمتها حبك صحى تانى
-حبى مكنش ما.ت يكلارا انا إلى كنت بتجاهله
- يبقى استمر ف تجاهله وخلينا نمشي
-مش هقدر، انتى قولتى بنفسك ان ف حاجات هخلصها
-هترجعلها
- معتقدش إننا هنرجع بس على الاقل أصلح الغلط واحسن أمورهم ولو ف امكانيتى أرجع هرجع، بش كش عارف هسيبهم ولا لا
-تمم يا آدم فهمتك
- انا اسف يكلارا مكنتش اعرف ان ده كله هيحصل
-واضح يا آدم ان كلانا اتصدم من التغيير الى حصل... ممكن أكون اتجر.حت منك ومن كلامك بس وقتها شوفت ان عبثت ف حاجه خاصه جدا ليك، أسير...لسا لحد دلوقتى مش عارفه هي اى بالنسبالك عشان تكون كده معاها بس......
نظرت له قالت- بغير منها على كل حبك الى قلبك ليها...بغير جدا منها
وقفت وقالت- اتمنى تخلص كل حاكه وترجع لان شغلك برا وعلى قالى يومين والكلاينت هيسالو عن تأخير العقود وإن مدتك ف إجازتك خلصت
- هحاول ارجع ف اليومين دول... انتى راحه الشركه
-فكرتنى هسيبها ولا اى، علاقتى بيك أقوى انى ابعد عنك يا آدم... رغم جر.حى الى انى اكتشفت انى كنت بحاول على أمل زايف، أسير ف قلبك عمرك كله مش هقدر امسحها انا
صمت من كلامها الى عارف إن قلبها مكسو.ر منه، قال
-شكرا يا كلارا كنت فاكر انى هخسرك كصديقه
-بما ان علاقتنا بقيت كلها صداقه، ممكن تحضنى
نظر لها آدم مم طلبها قالت كلارا- متكونش قاسي معايا أكتر من كده عناق كاصجاب وانى هسافر منغيرك
قربت منه وحضنته لكنه لم يبادلها قالت كلارا بحزن- هسيبك ليها
قال ادم-كلارا
بعدها عنه ابتسمت بحزن قالت- مش بقولك انت قاسي مع اى واحده الا هي...بتغير عليك اوى كده ولا انت الى عامل حاجز غيرها ميقدرش يتخطاه
- خلينا نقفل الموضوع غشان هيجيب وجع أكبر
-معاك حق، شكرا انك اهتميت وجتلى يا ادم... بس لما ترجع لازم تكون خلصت قلبك وترجعلها لان دواك معاها
-اسير رفضت
قالت بروسي- تلك النساء المدلله.. إنها احر ج.مر من قربك
-قصدك اى
-عينها وانت معاها او اكبر مثال دموعها لما شافتني قريبه منك تقول انها كمان بتحبك... لعل حبها بقا مرض وده سبب رفضها ليك
- طلبت منها أكتر من مره
-امممم هيكون ف فرصه ارجعلك يعنى
إنها كثيرة المزاح عشان تخفى حزنها قال ادم-كلارا
-هستناك انا وعلي... يومين يا آدم عشان شغلك ميتضرش
اومأ لها صافحته وآدم بادلها بصيت لايده بشده والشاش الى عليها
-اى الى عمل فيك كده
قال- حاد.ثه بسيطه
-بس..
-خليى أوصلك
-استاذ شريف طلبلى تاكسي شكرا لقلقك... أتمنى تريح قلبك قبل ما ترجع بلاش تحس انك مذ.نب اكتر من كده انت احسن راجل انا شوفته احسن راحل تتمناه اى ست
نظر إليها بهدوء وامتنان شديد قال- محدش قدر ف يوم يفهمني قدك
ابتسمت قالت-قدرت اتفوق عليها ف حاجه
رن تليفون آدم بصيتله قالت- كل حاجه تمام
-اشوفك بعدين، بلاش تتجاهلي مكالماتى ليكى
- متجهالتش مكالماتك، أنا بس مش عارفه اترجم العربى لأنك طنت بتتصل على تليفون الى اديتهولى لما جينا مصر
أدرك الان إنها لم تتجاهلي عمدا كما ظن هو لو لم تكن كلارا قابلها فى وقت الجرح لو كان قابلها من زمان لكان زواجهم نجح، انها تتفهمه كثيرا وامراه ناجحه برغم كل هذا لكن قلبه لا يريد سوى واحده
كان آدم في حجرته، عيونه معلقة بالسقف، النوم فارقه كعادته.بيبص فى تاريخ اليوم فاضل يومين ويسيبهم، هل يستطيع تركها وهي ف حاجه اليه، افتكر كل كلمة من أسير بتتردد في ذهنه: "الغفران مش رجوع يا آدم." إنها لا تحتاجه بيفتكر كلمتها
"أنا هاخد ابى ونبعد وانت اهتم بوالدتك"
النهارده كل حاجه اتمثلت ايه كواقع اسير الى بقيت زيه خسرت اهم حاجه ف حياتها عشان حبها ليه، بيفتكر كل كلمه قالتها الدكتوره " للأسف مش هتعرفى تخلفى تانى"
كم تحطم قلبه من الى سمعه وقتها مكنتش مبالغه كأنها كانت عارفه بكل التحذيرات الى اتوجهتلها من الادويه دى ومبطلتهاش بسبب أخوه عشان متحملش منه تانى، دمرت نفسها وقت،لت امومتها وبقيت نسخه منه
تنهد بوجع قام من مكانه، خطواته متثاقلة.وفجأة، صوت رقيق وصل لأذنه…
كان صوت تلاوة، نغمة قرآنية بترتيل خاشع. توقف، تتبع الصوت لحد ما وقف أمام باب غرفة أسير.
فتح الباب ببطء، ووقف يتأمل. أسير جالسة على السجادة، والمصحف مفتوح أمامها، عيناها متجهة للآيات، وصوتها يملأ الغرفة بهدوء وسكينة.
بتقفل الكتاب وتلم كل اشيائها وهي بتلف ارتبكت عندما لمحته.
– "آدم؟! بتعمل إيه هنا؟"
خطا نحوها بخطوات واثقة رغم انكساره الداخلي، اقترب أكثر حاولت النهوض لكنها توقفت حين أمسك يدها بخفة وأعادها للجلوس.
– "اهدَي… كمّلي."
– "اطلع بره، يا آدم."
صوتها فيه رجاء وخوف. قال ادم-خايفه منى يا أسير خايفه منى انا
-اخرج يا ادم مينفعش كده
جلس قدامها، نظر إليها بعينين حمراوين من السهر وقال بصوت مبحوح، خافت، كأنه اعتراف:
– كملى تلاوه عليا
-ادم
-أرجوكي… كمّلي. خليني أسمع."
ارتجفت أسير من نبرته، من خضوعه غير المعتاد جلس على الكنبه بجوارها، ثم ببطء، أسند رأسه على ساقيها كطفل تائه يبحث عن صدر أمه.
رفعت أسير يدها بدهشة دون ان تلمسه، قلبها يخبط بقوة، قالت
– "آدم! مينفعش!"
أغمض عينيه، وتمتم بصوت منكسر – "خمس دقايق… بس خمس دقايق… أرجع أفتكر إني لسه عايش."
صمتت أسير، نظرت لوجهه المرهق المستسلم، ولم تعرف أتبعده أم تتركه.، مرتبكه أسير شايفه راس آدم على ركبتيها، قلبها اتلخبط وصوتها متقطع:
– "آدم… اخرج
رفع رأسه شوية، صوته واطي جدًا، فيه رجاء أقوى من أي ضعف:
– "أرجوكى
نظرت له… سكتت.الكلمات دخلت جواها زى السهم قالت
-انت شر.بت
رأته وهو يمدد أكتر، يسند رأسه كأنه بيسلم نفسه، يقول بصوت مبحوح:
– "أنا مش شارب يا أسير…. مشربتش خالص من لما رجعت..أنا صاحي، وكل وجعي صاحي معايا."
مد إيده المرتعشة، مسك كفها، وحطها على شعره.
– "سيبيني… بس خمس دقايق."
غصة خانقة كتمت نفسها… دموعها على وشك الهبوط.حاولت تسحب إيدها… لكن فجأة لقت نفسها بتستسلم.أصابعها انزلقت بين خصلات شعره، ببطء، كأنها بترجع لماضي كانت ناسية إنه لسه موجود.هو تنفس بعمق… تنهيدة طويلة خرجت كأنها راحة بعد عذاب أما هي… فقلبها وجعها أكتر من أي وقت
تلمع أعينهم في اللحظة دي… وكأن الذكرى جرّت أرواحهم غصب.
ظهر قدامهم مشهد من الماضي
-----------
آدم راجع من الشغل، عيونه مرهقة وخطواته تقيلة.
دخل البيت لقى أسير قاعدة مستنياه، ما غمضتش عين من القلق عليه قالت
-احضراك الاكل
قال بصوت واهن – "مش عايز آكل… عايز أرتاح."
ابتسمت له بحنان، وأشارت على الطنبه جنبها – "تعال."
قرب منها، وارتمى برأسه على حجرها كطفل.أصابعها بدأت تمسح على شعره، ببطء، بحب صافي.
ابتسم وهو ينظر لها من مكانه، وقال بخفوت – "بحب أكون طفل معاكي."
ضحكت بخجل وقالت:
– "طفولتى استحملتها عمرك كله… ومن يوم ما بقيت زوجي، بقيت أحبك كطفل ليا أنا بس... أنا بس الى أهتم بيك
ابتسم، ارتسمت ملامح الدفء على وجهه من كلامها قال كمكفأه
– "لسه هتعملي الأكل ولا اعمله انا
ضحكت وهي تداعب خصلاته – "بقيت أحس إنك طباخ ماهر يا آدم… أنا الى زوجتك ياخ، أنا الى مفروض اطبخ
رفع عينيه لها وهو يبتسم– "أنا وانتي واحد يا أسير."
-بس انت راجع تعبان نخلى ماهرتك ده ف لحظه تانيه دلوقتى وخلينى نمشي كزوجين متقلدين
-انا بقول كده بردو عشان الحسد
ضحكوا سوا ضحكة صافية، هادية، مليانة حب، ضحكة فيها كل الأمان وكل الحنين، وهو فضل في حضنها، عيونه تغمض بحب واطمئنان، وحس إن الدنيا كلها خلاص مكانها بعيد، وكل اللي موجود هو اللحظة دي، هو وهي، والحب اللي بينهم.
--------
لكن الذكرى اتكسرت فجأة…رجعوا واقعهم الأليم، على ما أصبحوا عليه الآن قرب ايده منها بصتله اسير لمس اسفل بطنها كانه بيمسد على رحمها الى خسرته قال
-لى عملتى كده فنفسك
-كانت الوسيله الوحيده
-مش هتكونى ام تانى
-نا كرهت اكون ام بسببك
بصلها ادم من الى بتقوله قالتله اسير- زمان قولتلك لو مش هكون ام لولادك مش هكون ام خالص... لو مخلفتش تانى هيفيدنى باي .... يا احمل منك إنت يكون عقيمه عمرى كله
كان كلامه بيمز.ق قلبه، نظر لها بعيون مليانة ألم وقال لها
- "مش عايزنا نكون هنا… مش عايز دي تكون نهايتنا."
أسير رفعت وشها وأخذت نفس عميق، تحاول تمسك دموعها، وتحافظ على هدوئها. قالت له بصوت مهتز
- "بتقول لى كده دلوقتي؟"
-بحاول احرك قلبك المسه لآخر مره قبل اما امشي...هسافر بعد يومين
قلب أسير بدأ ينبض بسرعة وقلق، لكنها حاولت تسيطر على نفسها
آدم تمسك بها وقال لها: "مش هسيبك… هفضل معاكي، وأي حاجة هتعوزيها هتجيلك. بلاش تشتغلي واسمعي كلامي… أنا بخاف عليكي من أي حد برا."
أسير سكتت، بعينين مليانة ألم، وقالت له
- "لو كنت بتخاف عليا، مكنتش سيبتني."
آدم اتنهد، وقال لها بغصة- "غصب عني… معرفش إنّي هاجي ألاقيك كده."
أسير سكتت، تعمق فى حجرها نظر لها بجدية وقال
- "أنا عايز أتغير… عايز أرجع لنفسي… عايز أكون آدم بتاع زمان… عايز المغفرة من ربّي."
لمحت دمعة تنساب من عينه. تعلم صدق دموع آدم، لا تسيل إلا ونار مش قادرة يتحملها داخله.
قال لها آدم بصوت مخنوق ومليان تعب: "عايز أرتاح… عايز أتنفس يا أسير… عايز أرجع آدم نفسه… بس مش عارف."
أسير سكتت، ونظرتها معلقة فيه، تسمع نبرته المليانة ألم. قربت إيدها منه، بلمسة رقيقة مسحت بها شعره ودمعته، اللمسة الثانية اللي هو اشتاق لها من قلبه.
اتعدل وبص في كلتا عينيها، وقال بصوت مرتعش: "أسير… أنا لسه آدم؟!"
لم ترد عليه وهي تتأكد من عيونه احساسها بيه، ثم قالت بهدوء: "ده فعلا أنت… يا آدم."
بصلها من قولها لمسته قالت- ده انت
- "ارجعيلي."
- "بلاش يا آدم… مش أقدر أشيل جر.ح جديد."
قال لها آدم بحزم لكنه مليان شوق: "أنا أجر.حك يا أسير… أكون في قبر.ي قبل ما أعمل كده… أنا عايز ترجعي، مراتّي."
أسير نظرت له بحزن، وقالت له: "أنت مش هتتحمل."
ابتسم لها بهدوء وقال: "انتي كنتي دايمًا مراتّي… مراتّي أنا بس."
أسير سكتت شوية، ثم قالت له بصوت خافت: "زياد… مش هتقدر تتقبله… أنت دايمًا بتشوفه… عاصم."
سكتت شويه ثم قالها: "هقبله… هشوفه… ابنك… أي حاجة منك هقبلها."
- "مش عايزة أجبرك."
آدم اقترب، كأنه فهم كل صمتها، ومسح يدها برفق وقال لها: "هو ده سبب رفضك ليا؟"
أسير سكتت، وقلبها بدأ يدق بسرعة من جملته. آدم قرب منها أكتر، ماسك وشها بكفيه الحنونة وقال لها
- "أنا بحبك يا أسير… اغفريلي المرة دى بس.... اغفريلي."
اسير- انت بتحب كلارا
- انا محبتش غيرك، كلارا صديقتي
-وجوازكم انا إلى خربته
- كان قرار مبظئى واترجعنا فيه، كلارا سافرت دلوقتى
أسير رفعت عينيها ولما تقابلت عيونهم اكم قالها
-خيل ليكى انى أقدر أحب حد غيرك
سحبها آدم إلى حضنه. تبادلوا العناق أخيرًا، واسير لفيت زراعيها حول عنقه وتجتمع نبضات قلوبهم بعد طول انتظار. دموعهم المجروحة بدأت تتساقط، وكان هذا العناق كما لو لم يتخيلوا أبدًا أنهم سيتقابلون هكذا بعد كل هذه المدة… بعد كل الفراق، بعد كل التضحيات، بعد عذاب الدنيا.
في هذه اللحظة، اجتمع كل الحنان والشوق، حنان قاتل وشوق لا يُحتمل، وكأن كل ألمهم السابق تحوّل إلى دفء عميق في حضن بعضهم.
همست له بصوت خافت ومرتجف: "آدم
ادم-وحشتينى اوى
آدم قربها منه، وكأنه يسمع كل ألمها وشوقها، قبض على يدها وضمّها بين أضلاعه، ابتعدت عنه قليلًا، مسح دموعها برفق، وفي تلك اللحظة، كانت عيونهما تلتقي، وهي تمسك يده وهو يلمس بشرتها بحنان وحب، كأنه يريد أن يكون سندها للأبد.
رأسه استند على جبينها، وقال لها بنبرة مليئة بالصدق: "تتجوزيني؟"
أسير "زياد"
ادم- معنديش مشكلة معاه… هو اللي مش متقبلني… بس متقلقش… هتصرف لحد ما العدة تخلص ونتجوز."
آدم نظر لها في كلتا عينيها، وقال لها بحزم وحنان: "كل حاجة هتعدي… طول ما أنتي معايا."
أسير مسكته بقوة، وهمست: "متسبنيش."
آدم "مش هيحصل… مش هسيبك أبدًا."
قبض على ايدها بهدوء حانى
فى اليوم التانى اسير بتحط الفطار على السفره بصيت لآدم الى كان واقف قدامها قالها
-فاضيه النهارده
-فاضيه بس لى
-هنتعشي برا
نظرت إليه بيرن الجرس اتعدلت أسير قالت- زياد
قبل ما تروح كان الباب اتفتح عبير هي الى فتحته دخل زياد نظر إليها وتجاهل آدم وراح على اوضته بصيت اسير لآدم من تعبيراته لكنه كان هادى
زياد لما بيدخل الاوضه اتخبط ف حاجه واتفجأ لما لقا لعب كتير مليا الاوضه اعتارته الدهشة انحنى ومسك علبه فيها نوع لعبته المفضله قال
-ماما
اسير كانت وراه بصيت للاوضه وافتكرت آدم لما طلب منها تقف برا خمس دقايق الصبح بتقوله
-اللعب حلوه مش كده، زى الى بتحبهم
-انتى الى جبتيهم
نظرت له قالت - لا آدم
سكت زياد ربتت عليه اسير قالت- آدم جابهم الصبح عشان يفجأك بيهم لما ترجع واختار اللعب بدقه عشان تعجبك
-انا مش عايز حاجه منه
بصيتله اسير من الى قاله خرج من الأوضة قال"أنا مش عايز لعب منه."
أسير "اللعب معجبتكش يا زياد؟"
"آه… معجبتنيش. أنا مش بحب لعب من الغرباء."
"آدم مش غريب يا زياد."
"أنا معرفهوش… وهو غريب عندي."
"وطّي صوتك… عيب كده، ممكن يسمعك."
زياد ردّ بحدة طفولية "أنا مش بهتم بيه. وبعدين… المفروض النهارده نمشي من البيت، ليه لسه قاعدين؟"
أسير بجديه"لو مشينا، مش هنرجع بيت باباك تاني يا زياد."
وقف زياد في مكانه وقال "ليه؟"
سكتت أسير، قالها زياد" فولتى هنمشي،خلفتي بوعدك ليا تاني؟"
أسير ردت بمرارة "مش هعرف أمشي دلوقتي."
مشي بضيق من قدامها ومابصش حتى على اللعب اللي آدم جابها
مشت أسير شافت آدم واقف بيبصلها سألها بهدوء "كل حاجة كويسة؟"
حاولت تدارى ارتباكها "شكرًا يا آدم… تعبت نفسك."
آدم "إتضايق؟"
سكتت، وكأنها عرف بالنقاش اللي دار بينها وبين زياد قالت "زياد… حاد شوية من ساعة موت عاصم. هو راجع تعبان… بس بيحب المفاجآت، بيفرح بيها جدًا بعدين."
"تمام يا أسير… فهمتك."
"ما تاخدش على خاطره."
آدم قرب منها أكتر "أنا وعدتك… هصلّح كل حاجة، وكل ده هينتهي… وإنتِ هتكوني معايا… مراتي من تاني."
مدّ إيده، مسك يدها برفق وربت عليها، كأنه بيطمنها ويهدي خوفها.
ابتسمت أسير، ابتسامة قالت-شكررًا."
كأنها نسيت ازاى تبتسم، رجعت لها بعد غياب طويل، مشي ادم انامله على بشرتها قال
"مش ناوية تقولي… فين الخاتم؟"
أسير فهمت "بيعته… من زمان."
آدم بصلها بتفجأه بتقوله "غصب عني يا آدم… زياد كان تعبان جدًا ليلتها، عاصم كان بيغيب ايام ومكنش يسيب فلوس عشان مستخظمهاش ضده
------------
زياد على سريره، حرارته عالية، ووشه أحمر. أسير كل شويه تبصله بعد كمادات كتير ومرعوبة، ومش بتستنى اكتر من كده وتخرج بيه فى الليل وهو على دراعها وتلاقى صيدليه مفتوحه تدخل فورا وتطلب منه يفحصه
الصيدلى:
"الولد حالته صعبة… لو اديتك حاجه هتأثر عليه لازم مستشفى حالًا."
اسير - ف مستشفى قريبه
-اه فى الشارع الى ورا ف التقاطع العام
بتمشي فورا وبتكون مستشفى خاصه وهي الأقرب ليها بس الاستقبال بتقولها
-لازم تدفعى عشان يتم فحصه، لو ع الاقل نص المبلغ لكن غير كده مش هيدخل
اسير- دخليه وانا هجبلك الفلوس
-انا اسفه والله بس ده نظام
بتقلب في شنطتها الفاضية مكنش معاها فلوس، عينها تقع على الخاتم في إصبعها بتسكت وتقولها -هجيب الفلوس بعد نص ساعه بس دخليه العنايه
سكتت جه الدكتور وشافها بيشوف زياد وكانه اشفق عليها ويقولها- ازاي ساكته على السخونيه دى
بتاخظه الممرضه واسير بتستريح وتخرج علطول ومع اقرب صايغ تشوفه بتقلع خاتمها وتقوله -عايزه ابيعه
بصلها الراحل قليلا واتاكد منه اسير وهي تنظر اليه كانت بتكتم دموعها كأنها بتودع آخر ذكرى ليها من آدم، بيديها الراجل الفلوس واسير سلمت قلبها مع الخاتم وتعلن انتهاء كل شيء
--------
بترجع للواقع أسير "مكنش هين يا آدم… مكنش هين أبيع الخاتم… بس زياد كان عيان، وعاصم عقبال مكان يجى… مكنتش عارفة ممكن يحصل له إيه."
آدم "متبرريش… أنا عارف. الموقف كان صعب، وانتي عملتي القرار المناسب."
أسير رفعت عينيها ليه، ولقت تفهم نادر في نظرته. نظرة مش بتلومها، بل بتحتويها.
آدم كده طده هيجيلك غيرها باختيارك.. شبكتك هتكون أكبر… أضعاف."
أسير "شبكة؟
"والبيت..هيخليكي تختاريني. هناك… في موسكو. وهتحبيه جدًا."
أسير "… هنسافر؟"
آدم "لحد ما أنقل شغلي هنا… بس مش هروح مكان تاني من غيرك."
أسير "أنا بس… شايلة هم زياد."
آدم: "انا بحاول واتمنا يتفهم ده وتعرفيه بجوازنا...حتى لو علاقتى بيه ما وصلتش للحب… هتكون علاقة تفاهم."
أسير "زياد طيب أوي يا آدم… هو بس نفسيته—"
آدم "مفهوم… مسيره يتقبل إني أكون له أب."
أسير سكتت فجأة، ونظرت له مطولًا. الجملة الأخيرة سكنت قلبها…
أول مرة تحس إنها مش لوحدها في معركة زياد.
كانت عبير واقفة بعيد… ابتسمت وكأن لو العمر انتهى دلوقتي، هتمشي وهي مطمئنة، زياد، عينه راحت مباشرة على أمه… وبعدين تحولت ناحية آدم، بصيتله أمه قالت: "يلا عشان ناكل."
جلسوا على الطاولة. أسير حطت الأكل قدام زياد وجلست بجانبه، بتبص لادم الى كان ينظر اليها، لغة عيون سرقها الحنين. وزياد لاحظ وغضب
آدم: "كنت هبعت السواق يجيبك."
زياد سكت، مش عايز يرد. لقاع بيبصله فقال: "أنا عارف الطريق… مش محتاج سواقك."
آدم: "أمال بتخلي والدتك تجيبك ليه؟"
زياد بص لمامته وبصله قالت"ملكش دعوة."
أسير بصتله بشده كانت هتتكلم، لكن آدم قال آدم: "ليا… اي حاجه عن اسير انا ليا فيها
زياد سكت لحظة، آدم: "بكره أنا اللي هاجي أجيبك من المدرسة."
زياد : "بتحاول تعمل إيه؟! أنت مين أصلاً عشان تيجي مدرستي؟!"
أسير: "زياد..."
رفع عينه ليها وهو بيقول بتذمر "نعم يا ماما؟ خليه بعيد عننا… والألعاب اللي جابها يشيلها، عشان لو فضلوا هنا هرميهم. أنا مش عايزاه يعملى أي حاجة."
زياد شد نفسه من الكرسي: "أنا مش عايز حاجة منه أصلاً."
مشي من غير ما يبص وراه بصيت اسير لادم وقبل ما تتكلم قالها: روحي شوفيه."
قامت ورا ابنها، أسير: "زياد! ينفع اللي عملته ده؟"
بصلها بعناد، وقال زياد: "هتقعدي هنا
- اه هنعقد
- نا هارجع أنا لو إنتي هتقعدي هنا."
مسكت إيده بقوة "مالك يا زياد؟ غريب من ساعة ما آدم رجع."
" عايزنا نرجع لحياتنا القديمة! انتي قولتي إننا هنعيش لوحدنا… وانتي عايزة تدخليه تاني!"
أسير: "عايزنا نكون لوحدنا مش انت مش بتحب الوحده؟"
زياد: "بحبها… أنا وإنتي… كفاية لبعض."
تنهدت أسير: "مش هينفع هنكون هنا لفتره، ممكن بس تكون ألطف معاه شوية؟"
زياد سكت… لكنه كان واضح من ملامحه إنه مش راضي.
أسير: "زياد… عشاني… خليك كويس معاه. هو بيتعامل معاك باحترام."
زياد: "لو بعد عننا… هيكون أفضل.انتى عايزه تخليه واحد من العيله"
مشي وسبها ، خرج زياد من البيت بخطوات غاضبة، لكن فجأة وقف مكانه.
كان في شخص واقف في الجنينة، ظهره ليه، واقفته مألوفة… وسيجارة بتتحرك بين أصابعه.، وقلبه اتقبض. لوهلة، حس كأنه شايف عاصم أبوه، قرب زياد خطوة بخطوة، بس شاف وش آدم
آدم لاحظ وجوده، وطفي السيجارة فى قبضته اتفجا زياد
آدم: "لو عايز تقف… قف. أنا كده كده داخل."
زياد سكت، وشاف الشاش الملفوف حوالين إيد آدم.افتكر على طول لما اتقذهم، قال بفضول
"إزاي… إزاي قبضت على المجرم؟"
آدم افتكر لما مسر ازاز العربيه عشان يخرج الى جوه، قالت "مش مهم إزاي… المهم إنه اتمسك وخلاص."
زياد سكت قليلة قال زياد: "شكراً…"
آدم بصله من الى قاله، زياد "عشان… عشان أنقذت حياة ماما."
آدم: "أنا أنقذت حياتك إنت كمان."
زياد قال بالإنجليزي، بنبرة مليانة عناد- مش هكون مدين ليك على حياتى لكن حياة ماما تخليني مدين ليك "I won’t owe you for my life… but for my mom’s life, I’m indebted to you."
زياد بصله قال- ماما اهم منى
آدم: "العفو… بس حتى من غير دينك… كنت هعمل كده. كنت هأنقذ أسير، لأنها أهم حاجة عندي.وبالمناسبة… لهجتك الإنجليزية ممتازة، واضح إن المدرسة مأثرة. بس لو كلمتني عربي… هيبقى أفضل."
زياد "مش محتاج نصايحك."
آدم: "وأنا مش بنصحك… أنا بعرفك."
مشي ادم أسير واقفه تنظر اليهم مسكها آدم ولفها، بتقوله "حصل حاجة؟"
آدم: "لا… كنا بنتكلم عادي."
بصت وراها، آدم- سيبيه يحسن تفكيره
خدها معاه لجوه قال "جاهزة ولا لسه؟"
أسير:-جاهزة لإيه؟"
آدم: "نسيتي؟ العشا الساعة ٨. هنمشي."
أسير سطتت قالها ادم: "مش عايزة؟"
أسير: "قصدي… عشان مسيبش زياد لوحده."
وقتها صوت عبير جه من وراهم "أنا هنا."
مستندة على عكازها. نظرت لأسير وقالت بابتسامة مطمئنة: "اخرجي إنتِ معاه، وأنا هاقعد مع زياد. ما تقلقيش."
أسير ما ردتش عليها بصت لآدم قالها- فكرة انا مش بجبرك
كان هينشي مسكت إيده قالت "خلينا نخرج."
فى المساء قدام البيت، كان آدم واقف جنب العربية مستنيها، خرجت أسير،المرة دي ما كانتش بالأسود…لابسة جيبة وبليوزة بلون هادي، نظراته ثبتت عليها، يحاول يسترجع صورتها زمان، قبل الحزن والسواد.
وقفت قدامها قالها "شكلك… مختلف."
اسير: "ادخل أغير."
آدم: "لا… مش قصدي كده. قصدي إن الألوان… غيرتي الاسود
أسير: "أنا مكنتش بلبس الأسود عشان عاصم… أنا لبسته عليا
آدم بصلها وقال "الألوان أجمل عليكي."
قلبها دق أسرع… دقة قديمة كانت نسيتها، كأن شبابها بيرجع فجأة، مد آدم إيده، وأمسك يدها وخرجوا
أسير: "آدم… بلاش. عشان محدش يتكلم."
آدم: "اللي يتكلم يتكلم. أنا ماشي مع خطيبتي."
الكلمة دخلت قلبها كأنها نسمة دافية.حاولت تكتم ابتسامة صغيرة
آدم: "دي الحقيقة. اعتبريها فترة خطوبة… لحد ما عدتك تخلص بالظبط… هتكوني مراتي."
ركبوا العربية.أسير قاعدة جنب الشباك، ساكته جو العربية تقيل عليها… بيفكرها بخطوبتها لعاصم..اسبح مل ذكرى ليه كابوس،كل ذكرى بتتحول لعذاب.
لكن وجود آدم جنبها كان مختلف…كأن حضوره بيمحي كل صورة مؤلمة، وبيفرش مكانها راحة غريبة، راحة كانت مفتقداها من سنين.
لاحظ شرودها، فمال ناحيتها وسألها بابتسامة آدم: "بتفكري في إيه؟"
أسير: "لا… مفيش حاجة."
مد إيده ناحية يدها، وأمسكها برفق.قلبها اتخض،آدم: "سيبي خوفك على جنب… طول ما إنتِ معايا."
سكتت وصلوا.العربية نزلت، لقت نفسها قدام محل مجوهرات عملاق، لافتاته مضيئة، بوابه زجاجية أوتوماتيكية.
أسير: "هو ده المطعم يا آدم؟"
مسك إيدها من جديد، وسحبها معاه لجوه.الباب فتح أوتوماتيك
السكرتيرة: "أهلاً بحضرتك… ممكن اسمك؟"
آدم: "آدم المسلم."
بصتله كأن الاسم مش غريب قالت: "ثانية واحدة يا فندم… هبلّغ حالاً."
عملت مكالمة سريعة.اسير مش فاهمه لحد ما جع راجلة أنيق، كبير في السن شويه، ابتسم باحترام: "تشرفت… كنت في انتظارك مستر ادم لتأكيد الحجز."
بصّت أسير لآدم قال: "جبتها عشان تختار بنفسها."
الراجل "تحت أمرها... اتفضلوا معايا."
دخلوا مكتب أنيق، جلسوا على أريكة.،أسير "إحنا كنا متفقين نروح نتعشى."
آدم "وقايلك كمان إني هجيب شبكة… بحكم إنك هتبقي مراتي."
أسير: " مش مهتميه بالحاجات دي."
آدم "مش اهتمام، يا أسير… دي هدية تقدير ليكي، زمان مكنش معايا دلوقتى لما ربنا كرمنى مجبلكيش ابقى ندل اوى."
سكتت وهى تنظر اه جه الراجل راجع بصندوق مجوهرات، كل قطعة يتلألأ فيها بريق يخطف العين وكأنه ماس حقيقي.
أسير: "آدم… بلاش تأفور."
آدم "المجموعة اللي اخترتها… ولو معجبتهاش تبدلها فورًا."
الراجل "حاضر يا فندم."
شاور للبنت جابته علبه مجوهرات فتحها كان فيها حلق انسيال عقد وخاتم، الماس بارز وجميل
ادم- "قولتلك من زمان… الماس بيليق عليكي أكتر."
ماقدرتش أسير ترد، بس نظراتها فضلت معلّقة بيه.آدم "عجبتك؟"
الراجل: "تحبوا نجيب مجموعة تانية؟"
آدم: "تمام… تختار اللي يعجبها."
قبل ما ياخد العلبه بعيد أسير قالت "عجبتني."
فهي تحب ذوقه جدا كفايه انه هو الى اخترلها كل قطعه بنفسه
مد آدم إيده وأخذ الخاتم أولًا. مسك يدها الصغيرة داخل كفه، تركت له العنان يلبسها الخاتم، لحظة بدت كإعلان ارتباط جديد. في خيالهم، عاد الزمن: هي بالفستان الأبيض… وهو بالبدلة.
دمعة لمعت بعين أسير من غير ما تقصد.
الراجل "واضح إن المقاس مظبوط… زي ما حضرتك حددته بالظبط."
رفع آدم عينه لأسير "عجبك؟"
أسير بصوت مهزوز: "ليه؟"
آدم "المرّة دي مش هتضطري تبيعي أي حاجة… انا معاكى لو حصل حاجة، أنا اللي هشيلها"
مد إيده يلمس وجهها "مقولتيش عجبك."
أومأت برأسها، وعيناها معلقة بعينيه، ثم تسللت ابتسامة صغيرة غلبتها.
في مطعم راقٍ، كانوا قاعدين على طاولة هادية.أسير ما كانتش بتبص،حوالينها… عينيها كانت معلّقة بالخاتم في إيدها.
آدم – "الخاتم معاكي من النهارده… بكرة يوصلوا باقي الشبكة لحد البيت."
أسير– "أنا مكنتش بفكر في ده."
– "أمال بتفكري في إيه؟"
– "في اللي جاي."
– "خير إن شاءالله."
أومأت وهي سارحة، لكن فجأة لمحت صلصة على طرف فمه وقبل ما آدم ياخد منديل قربت منه ومسحتها بإيدها. آدم نظر اليها، افتكر وهي معاه في الورشة، بتمسح فمه منالاكل الى بتعملهوله
استوعبت أسير اللي عملته، لقت نظرات الناس عليهم، فخدت منديل من الطاولة وكملت مسحت بيه.
– "أنا آسفة…"
كأنها افتكرت إنه ممكن يكون اتضايق… أو حس بالحرج، لأنه مبقاش آدم زمان، بقى راجل مهم الكل بيبصله.
لكنه مد إيده، مسك إيدها بثبات وقال:
– "أنا لسه آدم… عاملينى كده على طول."
أسير "كسفتك."
– "أبدًا… وحشتني لمستك."
وجنتيها احمرّت بسرعة.نظرت له بحدة مرتبكة، لكن عيناه ثبتت على عينيها بعمق – "ليه بتكبّري نفسك؟"
أسير مش فاهمة قصده.لمس خدها الأحمر– "مهما عملتي… هتفضلي لسه أسير الطفلة اللي خدها بيحمر بسرعة.إنتي لسه صغيرة… ومهما حاولتي تبيني إنك كبرتي، حقيقتك بتظهر في أبسط الأمور… أولهم خجلك."
أسير بصت له وقالت بهدوء– "آدم… الناس."
آدم – "أنا مهتمتش بكلام الحارة، ههتم باللي هنا؟ وبعدين محدش بيبص… متوهميش نفسك، كل واحد في حاله."
سكتت قرب منها قال – "متأكدة إن الأكل حلو؟ لأنك مش بتاكلي… ممكن نطلب غيره."
أسير "لا… حلو."
فجأة رنّ هاتفها. استغربت لما شافت الرقم من البيت. ردّت بسرعة…جالها صوت زياد ابنها – "ماما… إنتي فين؟"
سكتت لحظة، لأنها عارفة إنه مش بيتصل من البيت غير في حالة طوارئ– "أنا برا في حاجة يا زياد…"
– "أنا تعبان… ليه مشيتي وسبتيني؟"
– "مالك يا زياد؟"
– سخن…
قلقت عليه قالت– "أنا جاية
خلصت بصلها وسالها – "في إيه؟"
– "لازم أرجع… زياد تعبان."
نظر لها آدم، إنهم لسه قاعدين أقل من نص ساعة.لكن من غير كلام، خد مفتاح عربيته، حط الفلوس على الطرابيزه وخرجو
أول ما وصلوا البيت، دخلت أسير على أوضتها. لقيت عبير قاعدة جنب ابنها، وزياد أول ما شافها قال– "ماما…"
حطت إيدها على جبينه، لقت حرارته هادية.– "حرارتك كويسة…"
عبير – "كان سخن شوية… عملتله كمادات والحمدلله نزلت."
أسير فضلت ساكتة، زياد حضنها – "ماما… كنتي فين؟"
– في مشوار
– "ما تسيبينيش تاني.
اومات له وحضنها زياد أكتر، وكأنه بيتأكد إنها مش هتمشي وتسيبه تاني.
عبير – "كنت عايزة أقولك مفيش داعي تيجي… أنا كنت مهتمة بيه. بس زياد هو اللي أصر يكلمك بنفسه."
أسير– "خلاص… المهم إني جيت افضل من انى اقلق عليه ونا برا
بصت ناحية آدم اللي كان واقف عند الباب، ماعرفتش تقول له إيه… خصوصًا إن العشا اللي اتفقوا عليه باظ بسببها
آدم قاعد برا، خرجت له أسير بعد ما زياد نام في حضنها وسمحلها تقوم قالت – "معلش… عارفة إني خربت اليوم."
آدم – "اتطمنتي عليه؟"
– "آه… هو كويس الحمدلله."
، ساد بينهم صمت قصير.آدم– "تعملي لنا قهوة؟"
نظرت له من طلبه، لكن حسّت إنه بيشتهي قهوة من إيدها زي زمان.قالت – "حاضر."
دخلت المطبخ، واتبعها آدم.بصت له وهي بتحضر القهوة بتفتكر وقوفه جنبها زمان
ادم– "معلقتين سكر."
– عارفه
-فكرتك نسيتى
-مش لنسي حاجه متعلقه بيك
نظر لها لتكمل عملها أنهت القهوة، قدمتله فنجانه، أخده منها قعدوا سوا، وبعد لحظة قالت أسير بهدوء – "أنا عايزة أخرج من هنا… في أقرب وقت."
آدم – "أنا كلمت شريف… شاف بيت كويس تروحو هناك. لحد ما نتجوز وتتنقلي معايا إنتي وزياد."
صمتت لحظة إنه جمع زياد معاهم.سألها آدم – "ولا إنتي في دماغك حاجة تانية؟"
– "لا كويس"
آدم – "القهوة جميلة يا أسير… أعملك برنامج طبخ بما إنك إعلامية مش هيكون صعب عليكى"
ابتسمت قالت – "برنامج مرة واحدة؟"
– "نخليها قناة إعلامية. بس الفكرة إني بحب مراتي تتفرغلي… لو هتحطيني أولوية مش هيكون عندي مانع لشغلك."
بصتله من نبرته الجديه قالت– "اعتبره وعد."
مد آدم إيده، مسك يدها اللي ما مدتهاش، وكأنه بيأكد لها الوعد بعينه قبل كلماته.نظرت له والابتسامة مرسومة في عينيها قرب منها نظرت إليه دق قلبها لكنها بعدت وقالت
– "ممكن زياد يصحى فهروح ا..
ابتسم ادم – "امشي يا أسير… امشي."
قامت تتحرك وهي مبتسمة، وسابته بنفس الابتسامة على شفايفه لينظر إليها وهي تغادر أمام اعينه
تاني يوم…زياد صحى، خرج من أوضته، ولما دخل الصالة لقى أسير قاعدة مع آدم، بينهم كلام باين عليه إنه مهم، وملامحهم فيها انسجام واضح. زياد وقف متضايق، ونظره راح فورًا على الخاتم الغريب اللي في صوابع أمه.
أسير لمحت نظراته، أشارت له يقرب ويقعد معاهم.آدم رفع عينه عليه، بصله راح زباد ناحية امه
– "ليه ما صحيتى بدري؟"
أسير – "انت الى نمت كتبر... كنت بتكلم مع آدم في موضوع… عن البيت الجديد."
آدم مد التاب ناحية أسير، زباد– "بيت إيه؟"
أسير وريته صور بيت جميل وقالت – "هننقل زي ما إنت عايز."
لكن زياد رد بعناد – "أنا عايز بيت بابا… مش ده."
أسير اتفاجئت من نبرته، آدم قال– "لازم تتأقلم… لأن السفر هياخد وقت
أسير كانت متخيلة إن فكرة السفر هتفرحه ابنها، لكن رد زياد صدمها:
زياد– "إحنا؟ تقصد مين؟"
آدم قال بهدوء – "أنا ووالدتك… وإنت."
زياد – "إنت مش هتاخدنا معاك فـ حتة. إرجع لوحدك."
آدم حاول يتمالك نفسه وقال – "والدتك جاية معايا… هتسيبها انت؟"
زياد بسرعة بص لأمه – "ماما… إحنا مش هنروح معاه. لا أنا ولا إنتي."
أسير حاولت تهديه – "هنكون مع عمك وهناك...
لكن زياد انفجر بغضب: – "قولتلك نمشي! ومش هقبل الشخص ده يدخل بينا. سمعاني؟ مش هروح معاه وهفضل هنا
ادم- زياد أتفهم الوضع
زياد- ابعد عننا عايز اى من ماما، انت شر.ير عايز تاخدها منى
نظر له ادم بيقوله زياد- انا عارف انت مين من زمان، اى الى رجعك هنا تانى..أمشي وسبنا
↚
زياد – "قولتلك نمشي! ومش هقبل الشخص ده يدخل بينا. سمعاني؟ مش هروح معاه وهفضل هنا
ادم- زياد أتفهم الوضع
زياد- ابعد عننا عايز اى من ماما، انت شر.ير عايز تاخدها منى
نظر له ادم بيقوله زياد- انا عارف انت مين من زمان، اى الى رجعك هنا تانى..أمشي وسبنا
بصله ادم من قصده بيقوله-عارفنى منين
- من الصور من بابا
بصتله اسير وبصيت لادم بيلف زياد زيقولها – مش هروح معاه ف اى مكان
آدم اتضايق من كلماته، وزياد بيمشي ويسيهم، أسير فضلت قاعدة مكانها، عينيها رايحة بين ابنها وآدم إنه مضايق
عبير لحقت زياد وهو ماشي متضايق قالت– "ليه كده يا زياد؟"
– "ليه ماما قاعدة معاه؟ وإيه الخاتم اللي في إيدها؟"
ابتسمت عبير ابتسامة حنونة وقالت – "مش لازم تفكر إنه هيكون بدل باباك آدم عمك، وصدقني ممكن يكون أحسن أب ليك."
– "أب؟ قصدك إيه يا تيتة؟"
عبير "والدتك هتتجوز آدم… وبلاش كل شوية تضايقها بكلامك."
الكلام وقع على زياد كالصاعقه كانت فكره بتخليه يحبه متعرفش كلامها سبب ايه
فى نص اليوم أسير بتقفل تليفونها مع آدم دخلت أوضتها وما لقتش زياد. نادت عليه وهي بتفتش الأوضة، بعدين راحت على المطبخ، ملقتهوش.
بدأ القلق يكبر جواها، فضلت تلف البيت وتنادي بصوت عالي:
– "زياد! يا زياد!"
لكن ماكانش فيه أي أثر له. طلعت برة، لقت البوابة مفتوحة. قلبها وقع، يكون خرج منغير ما يقولها بتبص فى تليفونها كانت هتتصل بادم بس مش اترددت وخرجت تشوف ابنها بسرعه ولسا بتلف لقت فؤاد. اتخضت من ظهوره المفاجئ
فؤاد– "آسف يا مدام أسير على المفاجأة… كنت لسه هرن على الجرس."
اسير– "آدم مش في البيت."
فؤاد وقفها وقال– "أنا مجيتش لآدم… أنا جيتلك إنتي."
أسير اسنغربت من قصده ما كانش عندها وقت– "فيه حاجة يا فؤاد؟ أنا متأخرة دلوقتي."
قبل ما تمشي وقفها وقال – "بتدوري على زياد… صح؟"
نظرت أسير لفؤاد بشدة وقالت بقلق:
– "أيوه… إنت عارف هو فين؟"
– "أه، متخافيش يا أسير. زياد عندي… وهو بخير. قاللي ماعرفكيش إنه عندي ولا أي حد."
بتزعل اسير وتقوله– "متعرفنيش انا،هو جالك ليه؟"
– "هو ماجاليش انا هو طلب مني أوصّله بيت عاصم في أكتوبر. ولما سألته ليه، قال مش عايز يقعد في القاهرة ولا يتكلم مع حد. حاولت أقنعه ييجي عندي، وقلتله نلاقي حل لأي حاجة بدل ما يقلقك. واضح إنه زعلان قوي… لكن وافق في الآخر."
اسير بصتله شويه قالت– "يعني… هو عندك دلوقتي؟"
– "أه، قاعد مع فتون وابني. بس متقولهوش إني بلغتِك… عشان ما يقولش عليا فتان."
أسير سكتت للحظة، أول مرة ابنها يهرب منها ويمشي بعيد عنها
– "خدني عنده يا فؤاد… لازم أشوفه."
...
وصلوا بيت فؤاد.دخلت أسير، واستقبلتها فتون اتفجات إنها شافت اسير اللي نادرًا ما كانت بتشوفها. بطبيعتها الانطوائية ماعرفتش ترحب بيها كويس لان باين اسير مهمومه
قال فؤاد وهو يشاور: "اتفضلي يا أسير."
وبص لفتون يسألها – "زياد فين؟"
– "قاعد في الأوضة لوحده."
استأذنت أسير وقالت– "هروح له."
فؤاد– "برحتك."
دخلت أسير، وقفت على باب الأوضة… وعينيها اتشبكت في ابنها لأول مرة بعد هروبه.كان زياد قاعد ومديها ضهره، ساكت وصوته مكتوم.دخلت قالت
– "لى يا زياد؟ تقلقني عليك وتمشي من البيت؟"
ما ردش وكأن كلامها مش واصل له قالت – "يا زياد… مشيت ليه؟"
التفت عيونه مليانة غضب وحزن – جيتي ليه دلوقتي؟"
أسير بصتله قالها زياد– "أنا مش هضايقك تاني… مشيت علشان تستريحي مني."
– "إيه اللي بتقوله ده يا زياد؟ تعال نرجع البيت ونتكلم بهدوء."
هز راسه بعناد– "مش هارجع البيت معاك… أنا هعيش عند بيت بابا."
– "إزاي يا زياد؟ مينفعش تعيش لوحدك."
– "وأنا مش هعيش معاه… بعد ما اخترتيه بدالي."
قلبها اتقبض من كلماته قالت– "انت بتقول إيه يا زياد؟"
رفع عينيه لها، الدموع بتلمع فيها – "أنا عرفت كل حاجة… عرفت إنك هتتجوزيه."
سكتت، ومقدرتش ترد.قالها ودموعه نازلة– "ردي يا ماما… هتتجوزيه فعلاً؟"
بصت له وهي مش قادرة تسيطر على مشاعرها، وقالت بهدوء:
– "لسه… مش دلوقتي يا زياد. وبعدين… آدم مش وحش."
– "لأ! وحش! إنتي اللي كنتي بتقولي مفيش راجل كويس… كلهم وحشين… دلوقتي هتتجوزي واحد منهم؟"
– "زياد… آدم مش زيهم، آدم مش عاصم."
– إنتي اللي قولتي إن كلهم واحد… دلوقتي بتغيري كلامك؟"
زياد بص فيها بعيون مجوحه– "إنتي مش بتحبي بابا… أنا عارف. لأنه عمل حاجات غلط معاكي."
سكتت أسير من الى بيقوله قالت– "خلاص يا زياد… كفاية."
– "عارف إنك بتتضايقي لما أتكلم عنه وانه هو وحشني. هو ما.ت وإنتي بسرعة عايزة تتجوزي حد تاني؟"
أسير دمعت وقالت بهدوء "آدم… ممكن يبقى أقرب ليك من أي حد. ممكن يكونلك أب حقيقي."
انتفض زياد وقال بحدة– "أنا مش عايز أب غير بابا! هو مش هياخد مكانه مهما عمل… حتى لو جابلي لعب. مش هقبله."
اقتربت منه وحاولت تلمسه – "ليه يا زياد؟ آدم عملك إيه؟"
سكت، اسير قالت– "آدم طيب يا زياد، صدقني. بيحاول يقرب منك. ادي فرصة ليكو."
– "لأ… إنتي قررتي تتجوزيه من غير ما تفكري فيا. عمرك ما اهتمتي برأيي."
– "زياد… إنت ابني، يعني أهم من أي حاجة."
قاطعها بعصبية ودموع– "كذب! إنتي اخترتيه قبلي. لو كنتي بتحبيني بجد… متتجوزهوش يا ماما!"
حاولت تمد إيدها عليه– "زياد…"
– "لو اتجوزتيه… أنا مش هعيش معاكي. ههرب منك علطول."
– "طب قولي يا زياد… ليه رافضه كده؟"
– "لإني… مش بحبه."
– "ليه يا زياد؟ آدم معملكش حاجة… ليه مش بتحبه؟ فهمني."
– "لإني عارف هو مين من زمان… وعارف إنه السبب في حزنك أنا وبابا."
عيون أسير اتسعت وهي بصاله قالت– "عرفت منين؟"
– "منك… ومن بابا. تيته قالت إنه عمي لما جه، بس أنا شفته قبل كده… في صورة مع بابا. كان بيفتحها كتير… وفضلت في بالي."
فلاش باك –
زياد صغير ماسك كورة، داخل المكتب برجليه الصغيرة.بيوقف لما يسمع صوت شهقات أبوه "عاصم"، اللي كان بيكتم دموعه بسرعة عشان ابنه ما يشوفهوش.
زياد – "بابا؟"
عاصم بيرفع راسه بسرعة، يحاول يخبي ضعفه. بيشير لزياد يقرّب.الكورة تقع من إيد زياد وهو واقف باعينه الاهثه،عاصم يمد إيده يلمس وش ابنه كأنه بيتأمله، وبصوت مكسور:
– "بتحبني؟"
زياد يومئ برأسه، عاصم يحضنه بقوة، يشم ريحته زي عادته ودموعه بتنزل غصب عنه.زياد يبعد شوية، عينه تقع على صورة فوق السرير: صورة عاصم ابوه بلبس تخرج مع شاب اخر، ببراءة يشاور:
– "بابا… ده مين؟"
عاصم يتنهد بعمق، يحاول يرسم ابتسامه– "آدم."
زياد يكرر الاسم بفضول– "آدم؟"
عاصم يطبطب على راسه– "أخويا… افتكر اسمه كويس، يا زياد. عشان في يوم… هيكون أهم منّي عندك."
زياد ينظر إليها الصوره مجددا. قال ببرائه -شوفته قبل كدخ
استغرب عاصم قاف– شوفته،فين؟"
– ماما
بيصمت عاصم وسقط دمعته الاخيره واحنى راسه وهن يمسك باينه وقبض على كتفه
باك ---
زياد وهو بيبص لمامته – "سألت بابا وقتها… قال لي آدم أخوه. بس أنا ماكنتش بسأله عشانه هو… أنا كنت بسأله عشانك إنتِ."
أسير تبصله زياد يكمل بعينين غرقانين دموع:
– "شُفت صورة ليكي مع آدم قبل كده… كنتي نايمة لوحدك زي كل يوم، وكنت بسمع صوت بكاكي وادخل انام معاكى لما تنامةد بس مرة نسيتي تخبي الصورة… وقعت من إيدك وانتي نايمة،أنا شوفتها غصب عنى ورجّعتها في إيدك عشان ما تزعليش… لكن ليه إنتِ وهو بتبكوا على بعض؟ ولما بابا مات عرفت ليه
اسير- زياد
– "هو السبب في تعاستنا! هو السبب إنك بعيدة عن بابا…"
أسير – "بس يا زياد… إنت فاهم غلط."
زياد بعناد وحزن– "لأ يماما… دي الحقيقة. أنا عرفت كل حاجة. إنتي مش بتحبي بابا… إنتي بتكرهيه. وبتحبي هو. ولما بابا مات… عايزة تتجوزيه."
أسير تتجمد، عيونها تتملي دموع، وزياد يصرخ فجأة:– "أنا شوفت بابا بيبكي بسببك!"
فلاش –
فى ليل.زياد الصغير متغطى تحت البطانية في سريره. الباب يتفتح، أبوه "عاصم" داخل مترنّح من العلاج الى بياثر على خلاياه ويخليه متخدر زى السكرا.ن. كان دايما اول حد يدخله هو زياد ينام جنبه بدل اسير الى بترفضه وتكرهه كان بيحب قبول عاصم يقرب من السرير، يقع جنبه ويبكي بحرقة.
زياد بخوف وشفقة– "بابا…
ببربت عليه قال- متزعلش."
عاصم بصوت مخنوق وهو ماسك راسه– "أمك… مش بتحبني. قلبها… مع غيري."
زياد يفضل ساكت، ملامحه الصغيرة بتتجمد على الكلمة.،عاصم يكرر وهو بيكتم بكاه:– "قلبها معاه… مش معايا."
دماغه يسجل كل كلمة…
عاصن-حاولت يا زياد سامحنى خليها تسامحني
صرخة أبوه بتتحول لحقيقة راسخة في عقله الطفولي.
باك---
زياد بصوت مخنوق وهو يواجه أمه– "كنت بسمع بابا بيزعل عشانك… كنت بشوفه بيبكي، وأنا مش قادر أعمل له حاجة. وكل ده بسبب آدم!"
أسير مش قادرة ترد… الدموع خانتها.ابنها شايل وجع قديم، وهي مش عارفة تبدأ منين تفككه.
زياد – "كنتي مش بتحبيه… كنتي قاسية عليه. لو هو كان شرير… إزاي يحبك للدرجة دي؟!"
صوته بيرتعش- "إنتي اللي كنتي بعيدة عنه يا ماما… ومش بتحبيه! بابا مات زعلان إنك ما بتحبيهوش… إنك بتحبي آدم."
أسير بتنهيدة مخنوقة– "كفاية يا زياد!"
زياد – "مش دي الحقيقة؟! دلوقتي عايزة تتجوزيه وتنسيني… وتنسي بابا وانا!"
أسير – "أنا مكنتش هنساك… ولا هتجوز وأسيبك أبداً كنت هاخدك."
زياد بحدة وهو يتراجع– "مش عايز أعيش معاه! ولو اتجوزتيه… مستحيل أكلمك تاني. ولو ضرّبك… مش هدافع عنك!"
أسير تسكت، زياد يضغط أكتر بصوت باكي:– "ليه هتتجوزي تاني؟ إنتي عيطتي كتير! لو بابا أذاكي… هو هيأذيكي أكتر. لو زعلانة عشان وحيدة… أنا معاكي، أنا هكون كل حاجة ليكي يا ماما!"
أسير بحنان متوسلة– "زياد… افهمني."
زياد – أنا فاهم هو هيزعلك! هيجرحك!"
أسير – "آدم مش هيعمل كده."
زياد يسكت… متفاجئ من ثقتها، الغضب يتحول لدهشة.أسير تقرب منه أكتر، والدموع محبوسة– "شيل كلام أبوك من دماغك… زرع فيك فكرة غلط عني."
زياد بعناد– "إنتي اللي عملتي كده… مش بابا. لأنك دلوقتي عايزة تتجوزيه!"
أسير بحزن وصوت واطي– "أنا مش بعمل حاجة غلط…"
زياد يقطعها– "يبقى سيبيني وامشي… روحي عيشي معاه."
أسير بصوت مكسور– "وانت يا زياد؟"
زياد دموعه– "مش هتهتمي بيا… وهبعد عنك. مش هتشوفيني تاني. وهريحك مني… لو ده اللي إنتي عايزاه."
أسير – "زياد… أنا عمري ما هسيبك."
زياد يقترب منها، عيونه مليانة رجاء– "يبقى سيبيه… أرجوكي يا ماما."
لحظة صمت خانقة.أسير تبصله بدموع متحجرة بيقول زياد
- أنا يماما أو هو، متتجوزيش عشانا
اسير– "مش هتجوزه."
زياد بيحضنها فجأة، يقبض إيديه حواليها بقوة، ودموعه تتوقف… وكأنه كان مرعوب إنها فعلاً تسيبه.أما أسير… فدموعها مش بتنزل، واقفة بعينيها المجمدة على الفراغ… لأنها عارفة إن القرار اللي أخدته دلوقتي أكبر من قلبها.
آدم يدخل البيت، فى ايده ورقة رسمية يحطها على الترابيزة، ويتجه لأوضة أسير.يخبط… مفيش رد. يفتح الباب يلاقي الأوضة فاضية. يستغرب.
بعد لحظات… يسمع صوت باب الشقة بيتفتح.يخرج يشوف أسير داخلة.
آدم – "كنتي فين؟"
أسير بهدوء غريب– "عايزة أتكلم معاك."
آدم – "تمام… في حاجة ولا إيه؟"
عين أسير تقع على الورقة اللي على الترابيزة.آدم يوضح– "مشيت في إجراءات نقل الملكية… البيت جاهز من كل حاجة. مش هيحتاج توضيب."
أسير بصوت مبحوح– "أنا… مش هعرف أجي معاك."
آدم – "تيجي معايا فين؟ روسيا؟"
أسير – "آه."
آدم استغرب من جديتها قال ساخرا– "إزاي يعني؟ بتحبي مصر أوي يا أسير
أسير– "أنا مش هعرف أعيش معاك… حتى في مصر."
آدم يتجمد مكانه– "مش فاهم قصدك إيه؟"
أسير بنبرة واضحة، رغم رجفة في صوتها– "مش هينفع نتجوز، آدم."
آدم ينظر لها بصدمة، عينه تتسع – "بتقولي إيه؟"
أسير تحاول تحافظ على هدوءها– "خلينا نقف لحد هنا… مش هقدر أكون مراتك… تاني."
الكلمة تقع زي الطعنة آدم يقف يحدق فيها وكأن الوقت توقف قال
– "يعني إيه؟… مش فاهم!"
أسير تحاول تثبت صوتها– "يعني… مش هنتجوز يا آدم. أنا آسفة… مش هقدر."
آدم يتتقدم خطوتين، صوته بيرتفع– "يعني إيه مش هتعرفي؟! مش هتعرفي تتجوزيني؟! أنا لسه سايبك الصبح… وانتي بتخططي معايا! إيه اللي حصل؟!"
أسير تكتم غصتها، تنزل عينيها وتقول– "أنا… بسحب قراري. مقدرش أتجوزك."
آدم– "يعني إيه متقدريش؟! حصل إيه يا أسير؟ اتكلمي!"
أسير تحاول تمسك دموعها، تقول بهدوء– "أنا آسفة…"
آدم يقترب منها، يمسك إيدها بقوة – "آسفة على إيه؟! اديني سبب! إيه هو سببك يا أسير؟!"
أسير بصوت واطي– "آدم… أرجوك… متصعبش الموضوع عليا."
آدم ينظر في عينيها بحدة… يقرأ صمتها، ينطق بحسم– "هو السبب… مش كده؟
أسير تنظر له انه عرف عن زياد، آدم – "ردي! بترفضي جوازنا عشانه؟!"
أسير مازالت صامتة. آدم صوته ينفجر لأول مرة
– "اتكلمي يا أسير! اتكلمي… عشان مش هييجي فرصة تانية تتكلمي فيها!"
أسير بألم– "خلاص يا آدم… كفاية."
آدم يثبت مكانه الصدمة تتحول لاستيعاب قاسي.ينظر لها بعينين متهمه– "خلاص… قررتي. رفضتيني أنا… عشانه. فضلتيه علينا."
يسيب إيدها فجأة كأنها نار، ويتراجع خطوة لورا.هي تدمع، وهو واقف قدامها محطم لكن كبرياءه مانعه ينهار.
أسير – "زياد مالوش دعوة… القرار منّي أنا يا آدم، مش منه."
آدم ينظر لها بحدة، صوته يتهز– "لا… هو عايز يفرقنا زي ما أبوه عمل! بيعمل أي حاجة عشان يكمل طريقه… وإنتي بتساعديه."
أسير تحاول تتمالك– "لأ يا آدم… القرار ده منّي أنا."
آدم – "خلاص… قررتي. وجايّة تقوليلي ليه؟! عشان تعرّفيني زي أي قرار بتخديه لوحدك؟"
يشاور عليها بإصبعه– "رجعتي تاني… قرار الغلط. قررتي بدماغك إنتي بس… وأنا؟! أنا اللي هنفّذهولك."
أسير بترتعش إيدها وهي بتقلع الخاتم، تمدّه له:– "خده… آسفة يا آدم."
آدم يبص على الخاتم في إيدها، وبصوته غضب وحزن متشابك:– خليهولك...انا ما باخدش حاجة مستعملة…
أسير تحبس غصتها – "آدم… أنا آسفة… والله
آدم ينظر لها ببرود جارح، عينيه تلمع لكنه ماسك نفسه – "مش عايز أسفك… مش فارق. الأمور اتوضحتلي أكتر."
يتنفس بعمق ويكمل – "إنتي اخترتي… اخترتي عاصم تاني. زي ما عملتي زمان… رجعتي وقررته تاني."
شاورلها وقال- "اختارتيه يا أسير… ورفضتيني أنا. انتي السبب في كل معاناتنا… وبرغم كده حاولت، حاولت أشوفك ضحية. لكن الحقيقة… إنتي المذنب الحقيقي. انتي صاحبة القرار والأمر."
يتنفس بعمق، ثم بصوت قاطع– "بس المرة دي… أنا اللي هديكي قرار نهائي. قرار تحطيه في دماغك كويس: من اللحظة دي… كل حاجة بينّا انتهت."
أسير تنظر له بعينين مرتعشتين، الخوف والحزن ظاهرين فيها.آدم بصوت ميت من جوه– "لو كان في حب… فهو مات. ولو كان في علاقة… فهي اتقطعت. أنا مسافر النهاردة… أول طيارة. والمرّة دي… أوعدك، مفيش مقابلة تانية. مفيش رجوع تاني."
يرمي الورقة اللي في إيده على الأرض… ويمشي ويدوس عليها متجاهل بيدفن معاها آخر ذرة وصال بينهم، ويخرج من البيت، خطواته تقيلة لكن حاسمة.تتجمد مكانها، الدموع بتنزل بلا توقف، تحط إيدها على بقها تمنع شهقاتها لكن تفشل.كلمات آدم بتتردد في ودنها، تضرب عقلها زي الطعنات.
الخاتم في إيدها… اللي آدم رفض ياخده منها، بقى شاهد على نهايتهم.
أسير – "خلصت… بإيدي أنا."
عبير واقفة على بُعد، عينها متعلقة بأسير. بتحاول تمشي بسرعة بعكازها… لكن فجأة رجلها تتلوي وتقع على الأرض.ترفع وشها وهي ملهوفة… تشوف ابنها آدم راكب عربيته
-"آدم! استنى
لكن آدم ما بيبصش ورا… بيشغل العربية ويمشي. الدموع تتجمع في عين عبير وهي شايفاه بيبعد من غير ما يلتفت لها.
مرت ساعات ساعات وأسير قاعدة على السرير بصمت، عينيها ثابتة في الفراغ، كأن قلبها اتكسر ومش قادر يتلحم تاني.يدخل زياد، يبص على أمه بقلق.
زياد – "ماما؟"
أسير ما بتردش.يقرب منها خطوة:زياد:– "مالك يا ماما؟"
أسير (صوت مبحوح، تحاول تمسك نفسها– "سيبني لوحدي يا زياد."
يسكت زياد… لكنه يسمع ارتعاشة صوتها، ويفهم إنها عايزة تبكي. يخرج بهدوء، يسيبها لوحدها.يرن جرس الباب.
أسير ترفع راسها قلبها يخبط بقوة… متخيلة إنه آدم ع تروح على الباب تفتح… بس مش آدم.رجل غريب واقف ببدلة رسمية، ماسك شنطة فخمة.
الرجل – "مساء الخير… حضرتك مدام أسير المسلم؟"
تسكا من الاسم اللي عارفه ان آدم بس ال. بيناظيها بيه زمان وهي مراته
أسير – "أنا."
يمد لها الراجل الشنطة – "اتفضلي… دي من الصاغة. البيه دفع تَمام أول امبارح وطلب تتسلم لحد البيت."
تفتح الشنطة بيد مرتعشة… تلاقي علبة مجوهرات فخمة، نفس اللي كانت شافتها مع آدم في المحل أسير – "مين… مين قالك تجيبها هنا؟"
الرجل– "الطلب واضح يا فندم… قال تتسلم في بيت مدام أسير."
بيستاذن الرامل ويروح على العربيه الى عليها علامه المحل ويركب ويمشي، اسير واقفة وإيدها بتترعش وهي شايلة الشنطة كأنها حِمل تقيل على قلبها.
تمشي خطوات بطيئه… بتدخل اوضتها تحط الشنطة على السرير بحرص مبالغ فيه، كأنها بتحط حاجة أغلى من عمرها كله.تفتحها ببطء… العلبة الفخمة تطلع قدامها.
نفس الشبكة اللي شافتها مع آدم بتفتكره كلامه "الماس… مش بيليق غير عليكي."
دموع أسير تنزل فورًا. تمد إيدها المرتعشة وتاخد العقد اللي اختارهولها بعناية… تحطه على صدرها كأنها بتجرب إحساسه، كأنه هو اللي بيحطّه بإيده.
صوته يتكرر في ودانها "أوعدك… مش هيكون في لقاء تاني. خلاص… انتهينا."
شهقة قوية تخرج منها.دموعها تسيل بغزارة… وصوته يرجع يتردد جوه عقلها، أقسى من السكين "إنتي حاليًا خطيبتي… ومع أول ثانية تنتهي عدتك وتكوني امرأة حرة… هكون كاتب عليكي… وترجعي مراتي."
تضغط عليه وكأنها بتحاول تسكّت الألم اللي بيوجعها. تنهار على السرير من البكاء وهى مش قادره تستحمل
مرّت ثلاثة أيّام على رحيل آدم، والبيت تحوّل إلى فراغ ثقيل لا يُحتمل. الجدران معتمة كأنها فقدت ضوءها الداخلي، حتى أشعة الشمس كانت تتسلّل بخجل ثم تنكسر قبل أن تلامس الأرض، تاركة الغرف في شبه عتمة خانقة. الأصوات اختفت، لا ضحكة، لا خُطى، فقط صمت متواصل يتخلله بين لحظة وأخرى نشيج مكتوم.
زياد، في عناده الطفولي، فرح. أن امه اختارته هو، وتمسّكت بيه لوحده. لم يعد في حياتها رجل آخر يهدد مكانته، ولم تعد هناك مخاوف أن يبتعد عنها لصالح غيره. أصبحت له فقط. ومع ذلك، محسش راحة. بدا وكأن الفرح الذي انتظره طويلًا جاء مشوّهًا، ناقصًا، لا يكتمل.
كان يسير داخل البيت بخطوات بطيئة، يراقب أمه من بعيد. ملامحها لم تكن تشبه تلك التي عرفها يومًا، وكأن الرحيل سلخ منها روحها وأعادها إلى حالة الهشاشة القديمة. دموعها لا تجف، وعيناها لا ترفعان عن الأرض، وجسدها خاوٍ من كل حيوية.
تسلّل الخوف إلى داخله. ما الجدوى من أن تكون له وحده إذا كانت كل يوم تخسر جزءًا من نفسها؟ لم يجد في قربها الاطمئنان الذي حلم به، بل وجد امرأة تنطفئ ببطء أمامه. فرحته امتزجت بقلق حارق، كأنه نال ما أراد لكنه خسر ما لم يكن يعرف أنه الأهم.
كان زياد بيقف على باب أوضة أمه بالليل، بيسمع صوت بكاها من ساعة ما آدم مشي. البكا رجّع كل جروحها القديمة اللي افتكر إنها اختفت، لكن اتضح إن اللي كان مخبيها هو وجود آدم، ولما سابها رجعت تبان من جديد.
زياد وقف حزين، بس جواه عناد. كان فاكر إنه هو الوحيد اللي يقدر يسعدها، وإن وجوده كفاية، لكن الحقيقة إن آدم لما رجع خلّاها شخص حي، مليان مشاعر زي ما هو كان بيتمنى يشوفها. في يومين بس، ظهرت النسخة اللي كان بيحلم بيها من أمه، وهو من غير ما يقصد طفاها تاني وهو فاكر إنه بيحميها.
ظهر صوت جدته من وراهـ "بُص عليها كويس يا زياد… شوف حجم الحزن اللي رجعته ليها."
بص عليها من فتحة الباب الصغيرة، وشافها مقهورة، ملامحها منكسرة.
كملت عبير كلامها ـ "والدتك يا زياد اتخلّت عن حبها وسعادتها عشانك… حطتك في الأولوية، وأنت في المقابل حطيتها في مقارنة مش عادلة."
سكت زياد قالتله ـ "إنت متعرفش الحقيقة كلها… ولا هقدر أقولك حجم اللي عملته ده إيه بعد ما اتقابلوا أخيراً. بس هقولك على حاجة مهمة، وأنت ذكي كفاية ولاحظتها… بص لأمك كويس، افتكرها كانت إزاي قبل ما آدم يرجع، وبقت إزاي من ساعة ما شافته. لو فاكر إنك قادر تخليها تنسى، فأنت غلطان."
بص زياد لها بعناد مرتبك، رفعت هي إيدها وأشارت ناحية أسير:
ـ "انط هتعيش طول عمرك شايل ذنب كبير، وهتحملّه ليك… هتشوفها حزينة طول الوقت، وعارف في قرارة نفسك إنك السبب اللي فرّقها عنه."
تمتم زياد ـ وبابا؟"
هزت ـ "مش يمكن تكون فاهم كلامه غلط… يمكن يكون زعلان منك علشان أمك كانت حزينة… هو كان بيحبها. إنت عملت غلطة كبيرة يا زياد، زَي ما إنت بتحبها… هي كمان كانت بتحبه. بس إنت اتهمت حبهم إنه جريمة."
سكت زياد، صوته اختفى. عبير مدت إيدها تربّت على كفه وقالت:
ـ "الله يسامحك يا ابني على اللي عملته…"
واستدارت ببطء ومشت، تسيبه لانها مش قادره تدعى عليه لأنه مفيدها بس كان سبب ف ابنها يمشي
في الصباح، كان فؤاد قاعد في السوبر ماركت بتاعه، يتابع الزباين والناس رايحة جاية. فجأة لمح طيف صغير واقف، التفت ولقى زياد قدامه. اتفاجأ وقال لهـ "عايز حاجة يا زياد؟"
زيادـ "لا."
ـ "أمال إيه؟ جدتك وأمك كويسين؟"
زياد بص له بصّة مترددة وقال ـ "عمي ادم…"
بصله فؤاد ابتسم بخفة:ـ "دي أول مرة تقول عليه عمك."
تردّد زياد شوية وقالـ "هو فين…
فؤاد ـ "عايز إيه من آدم يا زياد؟"
رد الولد بسرعه ـ "يرجع."
ـ "يرجع؟!"
ـ "أنا غلطت… ودلوقتي عايزه يرجع البيت. هقوله إني السبب في اللي حصل… أنا اللي ضغطت على ماما."
فؤاد ـ "مش فاهم منك حاجة يا زياد، بس آدم مشي."
زياد قرب منه ـ "خدني عنده."
فؤاد ـ "آخدك عنده فين؟"
زياد ـ "لو زعلان… هعتذرله. ماما ملهاش دعوه."
نظر له فؤاد، شاف في عينيه عناد طفل متكسر، طفل بيكسر كبرياءه علشان يعتذر لآدم اللي عمره ما طاقه. سأله فؤاد بهدوء ـ "إيه اللي غيرك كده يا زياد؟"
سكت زياد افتكر بكاء أمه ليالي طويلة، ووشها المقهور اللي مش قادر يتحمله
ـ "أنا غلطت يا عمو… صح؟"
فؤاد حس بأن ف تقل على الطفل الصغير ده قال ـ "كان نفسي أساعدك يا زياد… بس آدم رجع روسيا، البلد اللي كان فيها."
زياد لحظة وقال بإصرار ـ "خليه يرجع."
رد فؤاد متعجب ـ "يرجع فين يا زياد؟ أنت عارف ده بياخد وقت."
زياد شد على كلماته ـ "ممكن أكلمه؟… أنت بتتكلم معاه صح؟"
فؤاد سكت، عينيه وقعت على الصغير اللي سايب بيته ومدرسته وقاعد قدامه مستني أمل. تنهد وقال:ـ "حاضر، اقعد… وأنا هحاول أتواصل معاه. لو رد هعرفك، بس آدم على طول بيكون مشغول."
هز زياد راسه موافق وقعد مكانه.نادَى فؤاد على الشاب اللي بيشتغل عنده:ـ "هاتله أي حاجة ياكلها… كيكه مولتن مثلًا."
لكن زياد رفض بسرعة، وكأنه مش جاي غير لهدفه، مر الوقت وفؤاد بيحاول يتصل كل ساعة تقريبًا، يستنى اللحظة اللي يكون فيها آدم فاضي، لكن مفيش رد خالص. لحد ما جه المساء، فؤاد قعد جنب زياد وقال له بهدوء:
ـ "رنيت عليه كتير يا زياد… بس مش بيرد.".
زياد ـ انا بس هقوله الحقيقه ممكن تحاول تانى
فؤاد بصله باستغراب، شايف قد إيه بيشوف الولد ده آدم اكتر من عاصم أبوّه نفسه. وقال له ـ "مش المفروض ترجع البيت عشان مامتك؟"
ـ مقولتش احد
ـ "زمانها قلقانة عليك جدًا."
ـ "عايز أكلمه الأول… عشان أقولها ومتزعلش مني."
سكت فؤاد شوية وبعدين قال ـ "بص يا زياد… هرن على شريف أو على الشركة، وإن شاء الله أخليك تكلمه."
ـ "يلا."
ـ بلاش تتأخر… ارجع البيت، ولما أوصل لآدم هعرفك."
زياد بصله بقلق وقال ـ "وعد؟"
أومأ له فؤاد بتأكيد مشى زياد، وفؤاد فضّل واقف، بيبص وراه وهو ماشي. فجأة سمع رنّة في تليفونه، رد بسرعة ـ "ألو؟ أستاذ شريف؟ أنا فؤاد… صاحب آدم."
ـ "إزيك يا فؤاد؟ في حاجة ولا إيه؟"
ـ "أيوة… كنت عايز أسألك لو تقدر تتواصل مع آدم وتبلغه إني عايزه."
ـ "ما تتصل عليه إنت."
ـ "اتصلت عليه كتير… مش بيرد."
ـ "إزاي؟ ده أنا لسه مكلمه من أربع ساعات! … إنت بتتصل على تليفونه الروسي؟"
ـ "أيوة، مش هو ده؟"
ـ لأ… اتصل على المصري."
فؤاد باستغراب ـ "إزاي؟!"
…
زياد كان راجع البيت. من بعيد لمح ناس متجمعة عندهم، وصوت سرينة بيعلي. قرب بسرعة، قلبه بيخبط، بيعدى وسط رجلين الناس العملاقه ويزقهم عينيه وقعت على عربية إسعاف واقفة عند بيته…
دخل زياد بيته بخوف وقلق، لقى ناس غريبة واقفة جوه، بيبصوا له باندهاش ـ "إنت بتعمل إيه هنا؟"
ما ردش عليهم، عينه كلها قلق، وزق الطريق ودخل جوه. فجأة وقف مكانه مصدوم… حاجات متكسّرة، الأرض فوضى، والدم مبقّع الرخام. شاف جدته مطروحة على الأرض، راسها غرقانة د.م
ـ "تيته!"
جرى عليها، بس المسعفين زقّوه بعيد بسرعة، رفعوها بحرص وابتدوا يجهزوها على النقالة. زياد وقف يتنفس بسرعة، قلبه بيرتعش، عينه بتدور في كل اتجاه. دخل أوضة ورا أوضه
… "ماما؟" …
لكن أسير مش موجودة.وقف يتنفس بقطع، دموعه بتغلبه، وجرى على بره تاني. شاف جدته وهي محطوطة في عربية الإسعاف. قرب منها وهو بيبكي:ـ "تيته! تيته ردي عليا! ماما فين؟ مالك يا تيته؟"
العربية بدأت تتقفل، وهو بيحاول يركض وراها، لحد ما عبير حرّكت صباعها بصعوبة وأشارت عليه. المسعف فهم بسرعة وقال:
ـ "هاتوا الولد."
فتحوا الباب وطلع زياد معاها. قعد جنبها مسكت ايده بقبضتها وكأنها بتحميه من حاجه هو مش عارفها
ـ "تيته… قوليلي، فين ماما؟"
عبير حاولت تفتح عينيها، صوتها خانق وواطي ـ "م.. م..مترجعش… البيت."
سقطت إيدها فجأة زيتد ـ "تيته!!"
المسعف شال الولد بسرعة وحطوه في الكرسي التاني، وبدأ يضغط على صدر عبير عشان يرجعلها النفس…
زياد كان ماشي ورا سرير جدته، خطواته صغيرة مش قادرة تلاحق سرعة المسعفين. قلبه بيتنفض مع كل حركة، لحد ما دخلوا بيها أوضة الطوارئ وقفلوها في وشه. وقف برا، ضايع وسط ممرات المستشفى الكبيرة الواسعة، كل شيء غريب عليه، لا في حد كبير معاه ولا في وش مألوف يطبطب عليه.
قعد على كرسي حديد في الطرقة، حضن نفسه، عينه متسعة من الخوف. منظر البيت المدمر ما فارقش خياله، وغياب أمه بيحرقه جوه. دمعة نزلت غصب عنه، لكن بسرعة مسحها بكفه الصغير، رافض يبين إنه ضعيف أو بكاء.
خرج الدكتور بعد شوية، وشه جاد وصوته حازم وهو بيكلم الممرضات:
ـ "الضربة على الرأس كانت قوية… هنخليها تحت الملاحظة هنا، ومش هنسمح بخروجها غير بعد ما يتم التحقيق."
مشى الدكتور، وفضل زياد في مكانه، مش قادر يتحرك ولا يعرف يعمل إيه. عايز يرجع البيت يدور على أمه، يشوفها بخير ولا… بس الكلمة الأخيرة اللي قالتها جدته "مترجعش البيت" لسه بتزن في دماغه وتحبسه مكانه.
وصل ضابط، بدأ يسأل الدكتور ويكتب ملاحظاته. بصوت جاد قال:
ـ "الإسعاف وصلت إزاي؟ مين بلغ؟"
رد الدكتور وهو بيوريه التقرير ـ "جارهم من الشارع قال إنه سمع صوت صريخ وضرب. لما خرج، شاف عربية سودا ماشية بسرعة، والباب الرئيسي مفتوح. دخل لقى الست مصابة فاتصل بينا فورًا."
زياد كان سامع كل كلمة، قاعد على الكرسي، عينيه بتلمع بخوف… لأول مرة حس إن الدنيا بقت أكبر منه بكتير، وإنه لوحده تمامًا.
سأل الضابط الدكتور وهو بيكتب ملاحظاته ـ "كان في حد معاها؟"
رد الدكتور بهدوء ـ "لا… البيت كله كان فاضي. لكن من شدة الضربة، تِبَيّن إنه اعتداء متعمد."
ـ "والتكسير اللي جوه البيت واضح… ده هجوم كامل. وخصوصًا مع اختفاء الزوجة، ومحدش عارف هي فين."
ـ "واضح إن في حرامية… بس لسه مش أكيد."
سكت الضابط، وبص من بعيد لزياد اللي قاعد متحجر على الكرسي، صغير في حضن المستشفى الكبير. الدكتور قال بسرعة ـ "الولد معرفش حاجة… هو دخل اتصدم لما شاف جدته واختفاء أمه الى مش بيبكل يسأل عنها
الضابط تمت ـ "يمكن ده كويس، على الأقل ماكانش في البيت ساعتها واتاذى المهم اول ما العيانة تفوق لازم تبلغني، محتاج نعرف منها إيه اللي حصل ومراته راحت فين."
ـ "حاضر يا فندم." رد الدكتور، والضابط بدأ يمشي.
لكن قبل ما يبعد، حس بيد صغيرة ماسكة طرف هدومه. بص لتحت، لقى زياد، عينيه حمرا وصوته مبحوح ـ "ممكن تقوللي… ماما فين؟"
وقف الضابط لحظة مش عارفه يقول اى فقالـ "لسه بنحقق… وهانلاقيها إن شاء الله."
زياد رفع نظره ليه بسرعة ـ "يعني إيه
الراجل ماقدرش يجاوب، اكتفى إنه يربت على كتف الولد ويقول:ـ "إحنا بندور عليها، ماتقلقش... قولى.،مفيش حد معاك هنا؟ باباك فين؟"
رد الدكتور ـ "الجيران قالوا إنه متوفي من حوالي 3 أسابيع."
الضابط عض شفته وهو شايف الولد بيحاول يمسك نفسه… شفايفه احمرت من كبح البكاء، وعينيه بتلمع بالدمع لكنه رافض يسيبها تنزل. مشى الضابط، ومشى الدكتور وراه. وفضل زياد لوحده، محشور وسط ممر طويل في مستشفى ضخمة، أصوات الأجهزة والنداءات حوالينه، لكن جواه صمت خانق. طفل صغير يتيم لأول مره يحس باليتم.. لا أم ولا أب، وجدته بين الحياة والموت… والدنيا كلها فجأة بقت واسعة عليه أكتر من اللازم.
كان زياد قاعد على الكرسي الخشب البارد قدام باب أوضة جدته، جسمه متجمد كالصنم، عينه سايحة في الأرض وقلبه مليان خوف. الساعات بتمر ببطء قاتل، والوجوه بتيجي وتروح: ممرض يرمقه بنظرة شفقة، طبيب يمر في هدوء، حتى عمال النظافة يلقوا عليه السلامة ويمشوا. الليل خلص، وبدايات الفجر طلعت عليه تقيلة، كأنها حمّلت صدره أكتر.
سامح صوت خطوات بس مش زي الباقيين، مكملش مشي واقف قدامه كأنه جايله هو،. زياد رفع وشه ببطء… واتجمد لما لقله ادم
واقف قدامه، ينظر اليه وقالـ "إيه اللي حصل يا زياد؟"
زياد اتلجلج، دموعه لمعت وهو بيقول ـ "معرفش… والله معرفش."
آدم قرب أكتر، صوته عالي من القلق ـ "فين أسير؟ ليه مش معاك؟"
زياد حاول يرد، بس الكلمات تخنق في حلقه. دمعة نزلت غصب عنه وهو يقول ـ "أنا… أنا مكنتش في البيت…"
ماعرفش يوضح، ولا يوصل الصورة. بس آدم عينيه كانت مشدودة ليه بقوة، كأنه بيحاول يفهم من بين الدموع.،وفجأة جه صوت من وراهم:
ـ "كان معايا… وده كويس، الله أعلم كان ممكن يحصل له إيه."
زياد التفت… لقى فؤاد الى جاي مع ادم، قال زياد لادم
ـ "انت هنا إزاي؟"
فؤاد ـ "آدم مرجعش روسيا يا زياد."
فؤاد كمل بتوضيح ـ "بعد ما مشيت أنا كلمت شريف، زي ما وعدتك. وقال لي إنه آدم ما سافرش."
فلاش
فؤاد ماسك موبايله، بيرن على الرقم المصري بتاع آدم، زى ما شريف قاله ـ "آدم؟ انت فين؟"
آدم ـ "فيه إيه يا فؤاد؟"
ـ "انت ما سافرتش؟"
ـ "لا… معرفتش. قول بسرعة، الطيارة كمان ساعة."
ـ "استنى، هجيلك أنا وزياد الفندق. صح؟"
آدم باستغراب:ـ "زياد؟!"
ـ "أيوة… بيدور عليك. لازم تكلمه بنفسك. بيقولك ما تسافرش."
باك
آدم واقف دلوقتي قدام زياد، عينه متعلقة بالصغير، زياد بيقولهـ "معرفتش تسافر ليه؟"
آدم رد وهو متنهد ـ "كان في مشاكل في السفر… معرفش سببها. يمكن ربنا اخرنى عشان اللحظة دي."
زياد بصوته المرتعش:ـ "هتسافر تاني؟"
فؤاد تدخل:ـ "هو كان حاجز تاني فعلاً… بس الطيارة طلعت من ساعتين من غيره. لحّقته قبل ما يركب. ولما عرفت اللي حصل ليكم… خدت عنوان المستشفى وجينا."
زياد بص لآدم بخوف ـ "حققوا معاك؟"
آدم هز راسه ـ "لأ."
زياد شد أنفاسه وقال بهمس: ـ "م..ماما…"
آدم ثبت نظره عليه قال زياد ـ "الظابط قال… إن ماما مش موجودة."
سكت ادم لحظة، وبص ناحية أوضة عبير والهم مالي وشه. الأفكار اتزاحمت في دماغه: مين المجرمين اللي اتجرأوا يدخلوا بيتها؟ لو كانوا عايزين فلوس كانوا أخدوها من غير ما يأذوا امه… طب فين أسير؟ هل ممكن حصل لها حاجة أسوأ؟
زياد قرب منه خطوة، عينه بتترجى ـ عمى
كان ده اول مره ينطقها لآدم وكأنه حس إن معاه حد فهو لا يزال طفل طفل يتيم لا سند له قاله بضعف٠ ممكن ترجعلي ماما؟"
آدم لأول مرة يشوف الطفل مكسور كده قدامه بيطلب منه طلب وهو إلى عمره ما كلمه او رد عليه
زياد كمل، صوته متهدج ـ "أنا… أنا زعلتها مني. أنا آسف. هي كانت بتعيط بسببي كتير. أنا كنت عايز أصالحها… وكنت عايز أكلمك ترجع. بس… ماما مش موجودة."
آدم وقف ساكت، كلماته متحبسة في صدره وهو بيسمع اعتراف صغير مؤلم.
زياد رفع راسه ليه ـ ماما عملت كده عشان متزعلنيش… بس هي… هي مكنتش عايزة تزعلَك إنت كمان."
صمت ادم لكن حط ايده على كتفه قال- هترجع، والدتك هترجعلك
بصله زياد بيمشي آدم لجقه فؤاد قال ـ "رايح فين؟"
آدم رد بحزم ـ خليك مع زياد وانا لازم ادور عليها."
ـ "البوليس ملقاش أي طرف ليها يا آدم."
آدم رفع عينه ـ "يبقى أنا هلاقيه. مش هقدر أقعد وأسيب أسير غايبة ومش عارف عنها حاجة. هتصرف… ولو تحت الأرض هلاقيعل يا فؤاد."
سكت فؤاد وهو ينظر إليها فكيف توقف من آدم ان يقف مكتوم الايدى كيف نسي من تمون أسير له، آدم لا حياه له بدون أسير
كان آدم في عربيته، سايق بأقصى سرعة، صوته بيتقطع من التوتر بيرن تليفونه اخيرا وكأنه كان مستنى المكالمه دى قال زليد
ـ "أيوه يا آدم."
آدم بسرعة ـ "عرفت توصل لحاجة يا وليد؟"
ـ "القسم متشدد أوي، مش سايبين معلومة تطلع."
ـ "عارف. أنا اللي موصي على كده. بس دلوقتي… عايز أعرف، خدوه على أنهي قسم؟"
وليد سكت ثواني قبل ما يقول ـ "هبعتلك العنوان."
معدتش ساعه وآدم كان واقف قدام القسم. ترجل من عربيته بسرعة، ووليد قابله عند الباب ـ " بقالك غيبه يوم اما نتقابل ننقابل هنا
آدم ما بصش له حتى ـ "فين الزفت ده؟"
وليد رفع حاجبه ـ "استنى… افهمني الأول، عايزه ليه؟"
ـ "أسير غايبة."
وليد ـ "أسير؟!!"
آدم ـ "أهلي اتهاجموا في البيت… ودي مش أول مرة. الراجل ده قبل كده حاول يدوسهم بالعربية. واللي حصل النهارده مش بعيد يكون وراه."
وليد اتصدم بيبصله ادم قالت- فين
شاورله وليد جوه دخلو سوا للمر الحبس وكأن مجهزين زيارة ادم لميتهم وحاكبنه ف الاوضه، بيقف عسكرى لما يشوف وليد وآدم بيقوله وليد
-اتفضل يا ادم
دخل آدم الغرفة بعد ما وليد أشار له، والباب اتقفل وراه.النقيب كان قاعد جوه، عينيه مليانة غيظ أول ما شافه
قال ببرود ممزوج بالغضب:ـ "عايز إيه؟"
آدم سحب كرسي وقعد قدامه من غير ما يرمش، وقال بابتسامة باردة:
ـ "قعدة القفص وحشة… صح؟"
النقيب شد على أسنانه وقال بحدة ـ "انت جاي تهزر؟ وحياتك لو خرجت من هنا مهحلك!"
آدم رد فورًا وصوته غليظ ـ "ده لو خرجت أصلاً.
-ا
-اااااخرس، لأني معنديش وقت أضيّعه. أنا جاي أسألك سؤال… وترد."
النقيب مال بكرسيه وقال بسخرية:ـ "أسئلة إيه؟ فاكر إني هينفعك بحاجة؟"
آدم ـ "اليوم اللي حاولت تدوسهم فيه… مين اللي بعتك؟"
النقيب جمد مكانه، وبعدين اتدارى وابتسم ابتسامة باردة ـ "مقولتلك؟ مخدتش بالي… كنت شارب."
آدم ضرب كفّه على الترابيزة فجأة، الصوت رجّ الحيطان، وقال:ـ "هسألك تاني… وبحذرك تكذب. مين اللي قالك تعمل كده؟ أنا عارف إن في حد وراك."
النقيب ببرود مستفز:ـ "إنت ليه متأكد كده؟"
آدم رد بسرعة قال ـ "لأن أسير مش موجودة… وأمي اتهجم عليها في بيتها. والبيت شكله إعلان أن حد دَخله متعمد."
النقيب اتكأ على الكرسي وقال ـ "يمكن شوية حرامية بيلعبوا، ولا إيه؟"
ساعتها آدم قام فجأة، سحب كرسيه بعنف لحد ما صوته دوّى في الغرفة، ومد إيده وضغط على كتف النقيب بقوة كأنه هيكسره
ـ "اقسم بالله… لو ما اتكلمتش دلوقتي… هضمنلك تاخد مؤبد، وتشوف الوشوش اللي بتخاف منها كل يوم لآخر عمرك."
ضغط على كتفه أكتر ـ "انطـق!"
النقيب خاف ودقدرش يخبى ـ "ليه فاكر إن في حد باعتني؟"
آدم صرخ في وشه ـ "لأن يومها قصدت تخبطهم هما… وسايب الناس كلها. وامبارح… نفس اللي كانت معرضة تموت… اختفت. وانت أول حد جه في دماغي."
النقيب بلع ريقه وقال بهدوء مصطنع ـ "ولو قولتلك إنك صح… وساعدتك باللي أعرفه… أنا هستفاد إيه؟"
آدم ـ "هخرجك من هنا."
النقيب بسرعة ـ "وهرجع شغلي؟"
ـ "انسى! زبالة زيك عمره ما يرجع مكانه تاني. احمد ربنا إني هخرجك أصلاً… لأني دلوقتي في حالة ممكن تخليني أعمل أي حاجة عشان أوصل لها. غير كده… كنت نفذت وعدي وخليتك تحب السجن لآخر يوم في عمرك."
النقيب نظر لآدم بتركيز… وبعدين قال جملة غريبة ـ "انت… أخو عاصم… صح؟"
آدم حاجبه ارتفع وقال ـ "إيه علاقة الكلام ده باللي بقوله؟"
النقيب ـ "سمعت اسمك من هنا. عمتًا… أنا أعرف أخوك. كان في شغل بيني وبينه."
ـ "وضح أكتر."
النقيب ابتسم ابتسامة جانبية وقال ـ "البنت دي… مش هي المقصودة. هي مجرد وسيلة."
آدم قبض إيده وقال ـ "وسيلة لإيه؟"
النقيب:ـ "لفلوسها. الورث… اللي خدته من عاصم بعد ما مات. هو كان مخلّيها وكيلته في كل حاجة."
آدم شد الكرسي أكتر على الأرض لحد ما صوته خبط، وقال بعصبية:ـ "وانت عايز إيه من فلوسها؟"
النقيب رفع حاجبه، هز راسه وقال ـ مش أنا… دول ناس كبيرة، إنت مش قدّهم."
آدم ضرب الطاولة بقبضته ـ "اتكلم! ناس مين؟"
النقيب ـ انت حر.. هو رئيس البرلمان… وراجل تقيل في الهندسة السكانيه. كانوا شُركا فى شغل....
بث لادم وقال بتوضيح - مصالح مع عاصم. هو كان معروف بذكاءه، بيخلص الشغل وما بيجيبش وراه قلة. بس يوم ما قرر يقطع عنهم المية والنور… ويبعد… هددوه."
آدم ـ يبعد
-اه قطع اعماله من شكله تاب
سكت ادم قليلا قال- كمل هددوه بإيه؟"
النقيب: ـ يدّيهم فلوسهم اللي دفعوها… أو يكمل معاهم. أخوك رفض. الفلوس اللي خدها كانت حقه، شغل خلصه وبدماغه. لكن المشاريع الجديدة… هو ما كانش عايز يدخل فيها ولا يلطّخ إيده... بصراحه بصراحه معاه حق لأنهم كانو عايزين ياخده كل فلوسه حتى فلوس شغله الحقيقه بمعنى صح يخلوه على الجنت
آدم ـ "كمل."
النقيب وقال ـ "طبعًا… هما ما سكتوش. كانوا هيخسروه، فـ أخوك عمل أكبر غلطة… هددهم. قال لهم: أي حد يقربله… هيفضحهم كلهم ويجرّسهم. عنده أوراق… وأدلة. قال إنه هيهدم الكل معاه."
آدم ساكت وسامه، النقيب واصل:
ـ "ومن هنا… بدؤوا يلعبوا شغل تعابين. يا يرجع يشتغل معاهم، يا ينسى فلوسه ويتقي شرهم. كانوا بصرفوا ببذخ عشان يربطوه بيهم على طول. أنا… حاولت أفهّمه يمشي الأمور ودي. كنت عايز حقي أنا كمان. لكن… أخوك؟ قلبه جامد. مأمن نفسه… وما كانش همه حد."
فلاش –
بار فخم مظلم، أنوار خافتة ودخان سيجار مالي الجو.رجلين قاعدين على الكراسي الجلد، كل واحد حاطط رجل فوق رجل وكؤوسهم منورة على الترابيزة. النقيب قاعد معاهم، عامل نفسه جزء من مجلسهم.
النقيب بابتسامة:ـ "بلغته بكل حاجة."
عاصم، واقف مستقيم، خطواته واثقة رغم الشد في ملامحه. جلس قدامهم.
ـ "إنتوا عايزين فلوسي."
الرجل الأول ابتسم بسخرية ـ "لا يا عاصم… فلوسنا. وادي الورقة عندك."
ورمى ملف قدامه. قال راجل- امضى يبابا
عاصم مسك الورقة… أوراق ملكية مختومة. الرجل الثاني، قال ببطء:ـ"أمضي… واخرج من دايرتنا. لو عايز تبدأ على نضيف."
عاصم رفع عينه ـ "أمضا؟ … مش همضي."
وحط القلم بقوة على الطاولة. ـ "أنا مش عايز عداوة معاكم، لكن الفلوس دي ليا و لعيلتي."
ضحك الرجل الأول ضحكة ثقيلة، دخان السيجار طالع من فمه:ـ "فلوسك الحرام… هتعمل بيها إيه لما تموت؟! إنت نفسك عارف المرض هيخلص عليك. سيبها… وسيب وجع الدماغ."
عاصم عينه لمعت بالغضب، قام واقف وقال:ـ "لا… وأنت الى طالع من جامع، بس أنا قولتلكم قبل كده… شغلي وفضيته. مش هرجعله. وأتمنى نقف لحد هنا."
أخذ جاكتته ولف عشان يمشي.لكن قبل ما يوصل للباب…الرجل الثاني قالها ببرود قاتل
ـ "أخبار ابنك إيه يا عاصم؟"
توقف عاصم ونظر إليه نظرة واحدة من عينه قالت كل حاجة… هو فهم الرسالة. تهديد صريح من غير كلمة زيادة.
باك
بيرجع النقيب بعد حكايته ويقول لآدم ـ "ولما مات عاصم اتبقت فلوسه اللي هما عايزينها، ودول لما بيحطوا حاجة في دماغهم بياخدوها، وخصوصًا إن أخوك عداهم وحط راسه براسهم… وهما حطوه هو وعيلته ف دماغهم، فأكيد اللي حصل لعيلتكم من وراهم."
ادم بص له وقال:ـ "ماقولتش لسه… اشمعنا أسير؟ ليه ماخدوش زياد… ابنه معاها؟"
النقيب هز راسه ـ "هيعملوا إيه بيه؟ هما عارفين الفلوس مكتوبة باسمها هي."
آدم رد بسرعة: ـ "غلط… الفلوس لزياد! وعاصم خلى الملكية لأسير لأنه صغير، والمحامي عرّفني بكده لما رجعت."
النقيب ـ "وهو هيكتب فلوسه لعيل ده ليه؟"
آدم ـ "العيل ده يبقى ابنه! لِيه أسير بس اللي خدُوها… وسابوا ابنه وريته الحقيقى
النقيب ـ بس هو مش وريثه
رفع عينه ليه وقال- لأنه مش ابنه أصلًا."
↚
- هيكتب فلوسه لعيل مش ابنه لى
- بتقولى اى
-ده مش كلامي… ده كلام عاصم بنفسه."
آدم ـ "إزاي يعني! عاصم ذات نفسه كان مرافق زياد… وبيحبه حب مش طبيعي! تيجي دلوقتي تقول مش ابنه؟"
النقيب ـ "ده كان رده يومها… فاكر التهديد اللي جاله بخصوص زياد؟ لما عرفوا مكان مدرسته، وبلغوه إنهم بيراقبوه؟ عاصم رد وقال: معاهمش، لأن الواد مش ابني."
آدم ـ "عاصم قال كده عشان مايتأ.ذيش… عشان يحميه! مش معنى كلامه إنه مش ابنه."
هز راسه ـ "أنا كنت فاكر زيك في الأول… بس حصل موقف أثبتلي إن عاصم كان بيقول الحقيقة. الواد كان عيان… ولازمله فحوصات مهمة. أمه ماقدرتش تعملها لأن مناعتها ضعيفة… فلجئوا للأب."
آدم ـ "وبعدين؟"
النقيب ـ "عاصم ماقدرش يفيدهم… التحاليل كلها أثبتت إن مفيش علاقة بيولوجية بينهم… والموضوع اتقفل على كده."
آدم سكت بصدمه واستغراب شديد ـ "مستحيل… زياد ابنه! أنا متأكد."
النقيب برّد ببرود ـ "لو كلامك صح والواد فعلاً ابنه… يبقى عاصم غفلهم أكبر تغفلة. خلاهم يمسكوا هي… ويسيبوا اللي في إيده الفلوس الحقيقي."
آدم كان صامت، قرب منه النقيب وقال ـ "بتفكر في إيه ها؟"
آدم ـ "تعرف مكانهم؟"
ـ "مَنا لو عارف كنت قولتلك عشان تمسكوهم… بدل منا نفسي مرعوب من اللي بقولهولك… ومش هيسيبوني حي لو عرفوا!"
آدم وقف ومشي النقيب ـ "مش هتخلّيهم يخرّجـــــــــوني!!"
بس آدم خرج من الأوضة من غير ما يرد خرج من القسم كله، ركب عربيته
كان ادم سايق بسرعه والى عرفه فى ناحيه وجوه دماغه كلمة واحدة بتتردد "اقرا الدفتر كله يا آدم… في حقايق تهمك."
جملة عاصم الى بدأ بيها دفتره عشان عارف إن كرهه ليه مش هيخليه ميكنلش قرأه
العربية وقفت قدام بيته. نزل بسرعة دخل جوه البيت، الأرض ازاز مكسور،عقله على طول رسم صورة أسير وامه وهي لوحدها، غرباء بيكسروا البيت وبيهجموا عليها وهي من غير حماية
طلع شقته دخل الأوضة لقل واقع على الأرض، نفس المكان اللي رماه انحنى وخده قلب في صفحاته"زياد".
خط عاصم المرهق كأنه بيصرخ من قلب الورق "غلطى ملهوش تكفير… ولا بشوف اللي بعيش فيه كتير على اللي عملته. أنا أستحق العذاب ده… عذاب بحقكم انتو الثلاثة… بحقك… وبحق أسير… وبحق زياد ابني…"
آدم توقف… عينه معلقة في الكلمة الأخيرة ابنه... إنه أبوه بس ليه اتبرى منه عشان فعلا يبعده عن الخطى
✦ فلاش ✦
عاصم كان ماسك قلمه"عارف يا آدم… أكتر وجع هيموتني مش مرضي… الوجع الحقيقي هو زياد.
مكنش ليه ذنب يبقى له أب زَيِّي، مالوش ذنب يشوف اللي شافه.هو بيحبني… وأنا كمان بحبه، بس أنا ضيعت صورتي جواه يوم ما مدّيت إيدي على أمه وهو طفل صغير بيبص عليّ. الدموع اللي شافها في عينيها… عمرها ما هتتمسح من مخيلته... من ساعتها وانا بعدت عن اسير بسببه زي ما كان سبب كبير ف فتره جنونى إنه يهدينى ويبعدنى عنها بحكم انها امه
كنت راجع سكران… وطلبت حقوقي بالقوة… بس اللي اتغير إن زياد كان واقف، ووقتها حسيت نفسي مش راجل، حسيت إني عريان قدامه… ضعيف… خايف من كرهه ليّا.
أنا واثق لما هموت… زياد هيفضل يدعيلي، يمكن ربنا يخفف عني عذاب قبري… عشان قلبه أبيض وأنا دمرته بإيديا...أنا السبب يا آدم… أنا السبب في كل حاجة.
أنا السبب إن أمه كرهته، السبب إنه اتحرم من معنى كلمة (عيلة)، وأنا السبب في إنه اتشوّه جوه...بس ارجوك يا آدم… متقولش لزياد إني كنت وحش… أوعى تخليه يفتكرني كده.خليه يفضل فاكرني أب… حتى لو الصورة ناقصة.
لأن الحقيقة… الحقيقة المرة… أنا عملت الأسوأ، والأسوأ إنه عمره ما هيعرفه… زياد مش ابني… بس هو ابني في قلبي.
أنا اللي سميته زياد عشان أفتكرك إنت… عشان أفتكر أخويا اللي كان نفسه يسمي ابنه كده…سميت ابنه زياد… عشان أعيش بعذابي كل مرة أنادي اسمه افتكرك انت.. انا سميته ومكنتش اعرف انى بسميلك ابنك انت بناء على رغبتك"
آدم حس قلبه بيتقبض عينه بتتسمر على كلمة واحدة… "ابنك".
كلمة واحدة كسرت جواه ألف احتمال.هو بيقصد إيه؟ عن أي ابن بيتكلم؟هل يقصد زياد ماذا يحاول هذا الحقير ان يفعل هل يتلاعب حتى وهو على فراش الموت؟ ولا بيحاول يرمي سم جديد في حياته يخليه ينهار أكتر؟
"ابنك… ابنك يا آدم…"
الجملة اترددت في دماغه كأنها صدى، كأنه سامع صوت عاصم بيقولهاله بصوته.
فتح الصفحة اللي بعدها بإيده اللي فقدت قوتها، وكأنه خايف يشوف، خايف من الحرف الجاي:
✦ "أنا عارف إني جرحتك يا آدم… وجرحت كل اللي حواليّ… بس في جرح واحد عمرك ما كنت تعرفه.زياد… زياد مش ابني… هو ابنك.أنا خدت ابنك مني، وادّيته لنفسي… سميته زياد زي ما كان نفسك تسميه، وعيشته معايا تحت سقف بيت ملعون… أنا اللي سرقتك يا آدم، سرقتك من نفسك… سرقتك من ابنك."✦
السطور وقفت قدام آدم زي رصاصه الصدمة كانت أقوى من أي حاجة مر بيها قبل كده.
✦ عاصم "كنت بغيب عن البيت… غرقان في خيباتي وخسايري… كل مرة برجع أعمل كارثة أكبر من اللي قبلها، فكنت أختفي وأبعد… أسيبهم زي ناس مالهمش حد.
وف يوم… جالي اتصال من المستشفى، صوت راجل بيقولي: ابنك حالته خطيرة… تعال فوراً
وقتها اتلخبط… قلت الرقم غلط، بس الراجل رد: حضرتك والد زياد عاصم
ساعتها الدم اتسحب من وشي… وعرفت إنه ابني.
رحت جري، من غير ما أخد نفسي. لقيت أسير هناك… قاعدة على الكرسي،ووشها شاحب، شايلة الهم كله على ملامحها… ومش قادرة حتى تتواصل معايا زى عادتها
الدكتور خرج… وقال– نسبة الدم قليلة في جسمه، محتاج نقل دم بسرعة.
اضايقت جدا وبصيت لاسير بحنق معقول هان عليها تسيب ابنى كده يمو.ت ومتفكرش حتى تتبرعله شوية دم
دكتور: كلمنا حضرتك عشان للأسف الام مش نفس الفصيلة، وكمان صحتها ضعيفة مش هتستحمل ناخد منها.
سكت وكأنه كان متوعد ليها بس ده كله اختفى لما عرف انها حاولت فقال– هنقله أنا! أنا موجود!
الدكتور هز راسه وقال – تمام… نعمل التحاليل دلوقتي."
طلبت أبدأ في الإجراءات فوراً… وقلتله – طب الفواتير؟
: المدام دفعتها.
بصيت لأسير… صامتة كالعادة… عينين مقتوله، ولا كلمة خرجت منها ساعتها اسنغربت منين؟ جابت الفلوس دي منين؟،فضلت واقف مذهول… بس الأهم عندي كان زياد.
فـ المعمل…الممرضة تاخد العينة منه وتحطها قدام الدكتور.
الممرضة: دكتور… مش نافعة مع الطفل.
عاصم - ازاي مش نافعة! أنا أبوه! لو أسير مش نفس الدم يبقى انا
الدكتور يحاول يهدّيه – بص يا أستاذ عاصم، الموضوع مش بالسهولة دي… أحياناً الجينات بتلعب دور، ممكن يكون في حاجة من ناحية الجدود… وده معناه إن فيه مشكلة أكبر. لازم نلاقي دم مناسب بسرعة.
عاصم - زمرة الدم إيه؟
الدكتور – O موجب.
عاصم سكت وكان سكوته زي المصيبه افتكر مشهد ليه مع ادم وهما بيحللو التحاليل الدوليله للاطمئنان على المواطن وعدم خضوعه لاي ممنوعات والا توقف عن العمل، كان عاصمبيبص على تحاليل اخوه قال "لو كنت بتاع اكمال اجسام كان زمانك بتكسب اكتر من الورشه، قاله ادم"اسكت خلينا نمشي" قاله عاصم" زمرة دمك لى مش زي" قاله ادم" o دى زمرة دمى"
بيفتكر عاصم اليوم ده كأنه حاصل معاه امبارح مش عارف ليه افتكر ادم بس ازاي ابنه يكون نفس زمرة دمه اخوه مش هو والدكتور قال الجدود مش الأخوات
الدكتور- اتمنى تلاقى بسرعه لان الطفل مش هيستحمل
- أنا هجيب من بنك الدم دلوقتي! هعمل أي حاجة… بس زياد يكون كويس.
الدكتور – تمام… بس ما تتأخرش.
ماشي بسرعة يوقفه صوت الدكتور – لحظة يا أستاذ عاصم.
عاصم – في إيه؟
الدكتور – هنا في الملف الطبي، المدام كاتبة عمر الطفل سنتين.
عاصم – أيوة… سنتين.
الدكتور يرفع عينه ليه – يعنى انتو فاكرين كده فعلا مش غلطه
-ف حاجه
- معتقدش سنتين. حسب المؤشرات والتحاليل اللي اتعملت، جسمه بيدل إنه اكبر.
عاصم– اكبر ازاى يعنى؟!
– آه… الفحص الأولي بيقول عمره مش سنتين … بال سنتين وشويه.. بشهر أو شهرين كمان.
عاصم – إيه الكلام ده! زياد مولود في السابع اصلا… عمره من ساعة اتولد محسوب! إنت اكيد غلطان
الدكتور يسكت لحظة، يبصله بنظرة مش مريحة:– شهر سابع؟! الطفل مكتمل نموه بشكل طبيعي جداً… والأرقام واضحة. ده عمره المؤكد الحالي... الدكتور إلى كنت متابع معاه قالك كده
سكا عاصم وقاله- مكنش ف دكتوره متابعين معاه
الدكتور وهو بيكتب ملاحظة – اصلا... تمم بردو لو حضرتك عايز تتأكد، تابع مع دكتور أطفال متخصص هنا في المستشفى… أنا مش عايز أديك معلومة ناقصة
فضل واقف وسط تساؤلات كبيرة، عينه على عينة دمه اللي مش متطابقة لا مع زياد ولا مع أسير.صوت الطبيب بيرن جواه: عمر ابنه غلط، محدش من الأطباء قبل كده قال كده.. او هو اللي كان متجاهل تفاصيل ابنه بسبب أسير ما كانتش بتدي له فرصة يروحوا لدكتور من أول الحملها لعدم اهتمامها وتركيزها على ق.تله، حتى بعد ما خلّفت خرجت من المستشفى ومكنتش عايزه تعرف حاحه عنه ولا كلام الاكباء عن انها مكنتش بتاخد ادويه ف حملها... مكنش يعرف اى حاجه بسببها.. كانت بتقطع أي طريق بينهم وبين الأطباء بلامبالاتها… كأن زياد مش ابنها كأنها بتكرهه بسببه.
اتصرف عاصم في الآخر وجاب الدم بأبهظ تمن.رماه. المال ما بقاش ليه أي قيمة قدام حياة ابنه.كام بيطمن عليه وهو تحت الرعاية.لكن أول حاجة لفتت نظره… أسير.واقفـة زي ما هي. لا بتقترب ولا بتميل ناحيته.خطواتها دايمًا بعيدة.إيدهـا فاضية..لحظه..الخاتم.خاتم آدم.اللي عافر مرّة ورماه، وهي فضلت تضرب وتدور عليه وكأنه بيسلب روحها.إزاي النهاردة مش موجود في إيدها؟
آدم بيفتكر الى قولتله أسير عرف انها صادقه معاه بل لطالما صدقت معه
عاصم" يمكن نتيجة التحليل اللي عملته طلعت أسرع من لما صحى زياد. التحليل اللي عرفت الحقيقة كاملة عن نسب زياد. اتبلغت فى نفس الوقت إن زياد بقا كويس. روحت شوفته التحليل الى كان في إيدي، اللي يثبت إنه مش ابني. في ناحية تانية كنت لتطمن عليه طانى معرفتش حاجه... كنت ببصله بصدمه وهو نايم على إنه ابنك انت
ما شكّكتش في أسير ولا للحظة، لأني عارف إن أنا الوسخ مش هي. حطيت احتمال اكبر… يكون ابنك انت. رغم إني عارف إنك عقيم. فما سكتش. روحت شقتك لقيت التحاليل اللي تثبت إنك عقيم. ومن هنا… روحت على المستشفى يفسرولي التحاليل دي. إيه؟ إزاي شخص عقيم قادر يخلف؟
الدكتور ساعتها فاجئني قال "التجالليل قديمه
عاصم- عارف بس بعدها بشهور الشخص ده خلف"
- عادى يخلف دى ارادة ربنا هو حرام
-عاؤز التفسير العلنى يا ككتور الى انتو بنفسروه، مكتوب عقيم
- التحاليل تقول انه مش عقيم.. ده عقم مؤقت."
عاصم: يعني إيه عقم مؤقت؟
الدكتور: "يعني… ليك أمل تخلف. مش عقم أبدي"
آدم كان بيقرأ والسطور كأنها بتتخنق جواه، كل كلمة بتخترق صدره. الصدمة اللي عاشها عاصم بيعيشها هو كمان،
عاصم " لو كنت اهتميت يا آدم… كنت عرفت. لو مكنتش خوفت من الزعل والخذلان وصدّقت إنك عقيم للأبد عشان خايف تتجرح أكتر لو مكنتش وقفت وتابعت كان زمانك اكتشفت حقيقتك. لو فتّشت، لو دورت… كنت وصلت بدل الحزن الى عايش فيه وفاكر نفسك معيوب وكتمت جواك وانقبلت ونسيت
ولو شاكك في كلامي، روح حلل. بس متقرّبش من زياد… سيبه، متحطوش في اختبار يكسّر قلبه.. اختبار لو ادركه لما يكبر مش هيستحمل يعرف إن أبوه متشكك فيه. سيبه يا آدم… لو مش فارق معاك أو مش مصدقني، سيبه.. سيبه باسمى انا وكنيته موجوده وانا متخيلتش عنه.. ده ارحم ليه
بس أنا بكتب وأنا بموت… وبعترف بذنب ماليش طاقة بيه. أقل حاجة أسيبها ورايا، إني أقولك الحقيقة. أنا مش هكسب حاجة بالكذب، غير إن عذابي يزيد أكتر تحت التراب.
إيد آدم كانت بتقبض على الدفتر بعنف، عروقه بارزة
" يومها عاصم دخل البيت، ماستناش دقيقة. رجليه أخدته على أوضة زياد كأنه بيجري. فتح الباب بهدوء، لقى ابنه نايم… أو معدتش ابنه. دمعت عينه
خطواته كانت مترددة، وإيده المرتعشة مدت تتشال الولد. شاله بحرص غريب على واحد زيه، وبص في وشه. ملامح بريئة قصاد وجهه هو… وجه اتكسر من قسوته اتبخرت، وفضل واقف مهزوم قدام حقيقة ملامح بتفتّت جواه.شايف ابن اخوه؟ ولا شايف ذنبه؟ ولا شايف أخوه؟
الأجوبة كلها كانت في وش صغير نايم، ودموع نزلت من عين عاصم من غير ما يقاوم.، مرر إيده على الملامح الصغيرة، وافتكر آدم اخوه زمان وهما عيال. كأنه بيرجع له بعد غياب، كأن الروح اللي بين إيديه دي مش ابنه… دي ابن أخوه. الحقيقة خبطته بس في نفس اللحظة حضنه. حضن جامد، حضن غرقان ندم، حضن مليان خوف وحب مش عارف يوصله.
كان بيحضن أخوه من خلال ابنه. مش قادر يرجع الزمن، بس قادر يواجه وجع بيعاقبه كل يوم. في حضنه حس نفسه صغير، ضعيف، ذليل قدام غلطة عمره.
كتب عاصم بقلمه المنهالي بطلماته الواجعخ
"عارف إنك كل ما تكمل قراية هتتضايق منى أكتر، يمكن تلعن اليوم اللي شوفتنى فيه. عارف إن اللي عملته فيك أكبر من الغلط، أكبر من أي ذنب، أنا حرمتك من مراتك… ومن ابنك. أنا السبب في كل ده، وأنا اللي خليت حياتك كلها وجع.
بس والله لما عرفت إن زياد ابنك، حسّيت لأول مرة إن عندي فرصة… فرصة أكلمك. يمكن أرجعلك حتى لو بكلمة. صحيت من غيبوبة وأنا كله هم إني أوصل لك. ما اهتمتش لو شوفتني تانى وتنفذ وعدك وقتلتني، ولا حتى لو ده كان آخر يوم ليا، كنت شايف إن أقل حاجة أعملها إني أوصلك بالحقيقة، يمكن أكون كفّرت عن ذنب مش بيتكفّر.
جربت أوصل لك. كلمت فؤاد برغم انى قاطع تواصل معاه بس لما رجعت لنفسي روحتله اول حد...سالته لو عندك وسيلة، رقم، عنوان، أي حاجة توصلنى ليك بس هو كان بيرد ببرود مع فس لو بيطردنى وبيردلى الى عملته.. عرفته ان الموضوع مهم بس قاللي انك من ساعة ما سافرت ما يعرفش عنك حاجة. حسّيت إنه بيخبّي، بيتعامل معايا كأني خيانة، ماقدرتش ألومه وعرفت انه معهوش حاطه تفيدني ومشيت
آدم عقله يرجع صوت فؤاد… "عاصم جالي وطلب مني رقمك… كان باين عليه في حاجة تقيلة عايز يقولها. بس أنا ما فدتوش بحاجة. ما اديتوش رقمك ولا أي وسيلة معانه كان غريب عن اخر مره شوفته فيها لما طردنى من بيته"
عاصم"استخدمت كل اللي أعرفه، كل علاقاتى، أي حد كان ممكن يوصّلني ليك. فضلت ألف وأدوّر، أمد إيدي لأي باب يخليني أتواصل معاك.
لحد ما أخيرًا جبت رقمك… في نفس اليوم اللي حصلتلي فيه الحادثة. في اليوم اللي اتكشفلي فيه مرضي، واتفتح باب عذابي. ساعتها حسّيت إن ربنا بيقول لي خلاص… مفيش وقت، كل حاجة انتهت.
بس أنا ما وقفتش… كملت. فضلت أحاول، أدوّر، أرجّعك بأي طريقة. يا آدم، كنت عايز أجمعك بعيلتك قبل ما أموت. بس الوصول ليك كان أصعب من قوتي… أصعب من حالي وأنا ضعيف، وأنا عاجز، وأنا محطوط في أشد عذاب. وفي كل مرة، صورتك هي اللي كانت قدامي… صورتك وأنا بتألم"
"طلبت السماح من أسير… لكنها رفضت. ومعاها حق، أنا ما استحقش السماح.
برغم إنها سابتني لما قلتلها تقتلني… وبرغم إنها ما سلّمتنيش لما قلتلها إني هسلّم نفسي وأعترف بكل جرايمي فيها، وأخلّي القانون يجيب لها حقها.القانون اللي طول عمري ماسكه ضدها… وأقولها إنه مش هينفعها أي بلاغ، عشان في الآخر أخرج منه فورا.قولتلها تاخد حقها… لكن لأول مرة حسيت إن زياد هو اللي شفعلي عندها. رفضت مش عشاني… رفضت عشان زياد وأنا عارف ده، لكن يشهد ربنا… إن حُبي لزياد مكنش لهدف.
أنا حبيته…حبيته كإبني،وحبيته كذنب…وحبيته كآدم، أخويا اللي حرمت نفسي منه."
بتدمع أعين آدم… إيده بترتعش وهو بيقلب الصفحة، يقرا سطور عاصم:
"كنت هقول لأسير وأعرفها بحقيقة زياد… عشان تعرفك لو ف يوم اتقابلتوا.
بس مكنتش عارف اليوم ده هييجي إمتى، فمقدرتش أخلّيها تكرهني فوق الكره كره أكتر إني حرمتها من جوزها وحبيبها وابنها… ودمرت عيلة بحالها.
يمكن تسميه الخوف… ولما لقيتني عاجز عن الوصول ليك ومش قادر أبلغ أسير ولا أمي… اضطريت أكتب.اضطريت أبوح… وأرمي كل اللي أنا عارفه.
كل الحقايق اللي المفروض تعرفها إنت الحقايق اللي برميها عليك وأنا ميت بتحلّل. أسير بريئة مني… أسير بريئة من أو.ساخي.أسير حبتك وفضلت مخلصة ليك عمرها كله، سواء بقلبها أو جسمها. أسير ملهاش ذنب يا آدم…لا زياد ليه ذنب ولا أسير.
خُد ابنك يا آدم… وخُد مراتك اللي عمرها ماهتكون لغيرك…سامحني… سامحني يا أخويا."
بتسقط دمعة من عين آدم وهو بيقرأ آخر كلمات... إيده بتتقفل على الدفتر بقوة، زي ما يكون بيقفل عليه مقبرته بإيد متصلبة. وهو يهمس بصوت مبحوح"أنا… ليا ابن.زياد… يكون ابني.أنا… قادر أكون أب.أنا مش مريض… أنا بخلف."
عقله بيرجع لسنين ورا، لكل لحظة تعذّب فيها، لكل مرة حس إنه معيوب…
بيسوق وكلام عاصم بيرن في ودنه… بيسوق وهو مش شايف الطريق، العربيات تزمر حواليه، الناس تصرخ، لكنه ما يسمعش…
بيتخطى الإشارات، بيعدّي كل حد، السرعة بتزيد أكتر وأكتر.كأنه هارب من نفسه… أو يمكن رايح لنفسه لأول مرة.
في المستشفى…زياد قاعد على الكرسي الصغير وفؤاد جنبه قال "متخافش… مفيش حاجة هتحصل."
زياد "أنا مش بخاف… أنا خايف على ماما."
الكلمة تسكت فؤاد… بص زياد لف فؤاد ولقى ادم قال"عملت اى"
لكن آدم عينه معلّقة بشخص واحد.زياد. اللي نزل من على الكرسي باندفاع نظرة آدم كانت نظرة مليانة دموع محبوسة
"ماما… لقيت ماما."
يقع ادم على ركبتيه قدامه، كأنه اتهزم على ايد الطفل ده بل ابنه، بيبصله يمسح على وش زياد بإيده.زياد يبص له آدم… دمعة تسقط من عينه "إنت… زياد اللي خططتله زمان.
الغصة محشورة في حلقه، غصة أكبر من أي كلمة.الحرمان اللي عايش فيه كله اتجمع في اللحظة دي… قدامه طفل هو ابنه.ابنه من أسير… ابنه اللي اتحرم منه وهو في بطنها، ابنه اللي ما شافش أول ضحكة له ولا أول خطوة.ابنه اللي ما لوش ذكرى واحدة معاه… ما فيش كف صغير مسك إيده وقاله "بابا".دموعه نزلت غصب عنه، قلبه بيتقطع كأن سكاكين بتغرز فيه.
سنين طويلة ضاعت، سنين عاشها بعيد عنه، سنين كان فيها جاهل بالحقيقة..حتى لما رجع، فضل جاهل.
سأل نفسه بصوت مكتوم جواه هل ده عقاب يا رب؟ هل إنت عاقبتني في ابني؟ولا ده جبر منك… جبر إن عندي ابن، جبر إني مش عقيم، جبر إني قادر أخلف.العقاب قاسي… والفرج ضبابي… مش قادر يحدد بييجي منين.
زياد، اللي كان لسه عينه معلقة بدموعه، قال بصوت طفولي
"ماما كويسة."
رفع آدم عينه لزياد، قلبه بيرتعش وهو يرد عليه بصوت مبحوح لكنه واثق:
"هتكون كويسة… متخافش."
قرب منه أكتر، إيده لسه مرتعشة، ونزلت الكلمة اللي كانت مدفونة جواه من سنين قال
- "بس ناديني… بابا."
زياد وقف ينظر له بعيون متسائلة من اللي آدم بيقوله، لقى نفسه فجأة بين إيدين آدم اللي مسكه من رقبته برفق، قربه منه، عينه في عينه، وقال بصوت مبحوح متكسر:
"أنا أحق بالكلمة دي منه… ناديني بابا، مرة واحدة بس."
شدّه آدم لحضنه بقوة، كأنه بيحاول يطويه بين ضلوعه، يشق صدره ويخبيه جواه… صوته نازل واهن وهو يهمس:
"أنا أبوك… عارف إنك بتكرهني، بس هنعمل صفقة. هساعدك، وأنت في المقابل… تناديني بس بابا، مرة واحدة. مش عايز منك حاجة تانية…"
وقبل ما يكمل كلمته، قطع زياد صمته وقالها بخفة وبساطة، لكنها قصفت قلب آدم:
"بابا."
اتجمد آدم في مكانه، صمت كامل استولى عليه، كأن الدنيا كلها اختفت وهو بيسمع الكلمة اللي حُرم منها سنين. نبضات قلبه تسارعت بشكل مؤلم لكنه مفرح، عينيه دمعت أكتر وهو بيحضن زياد، الى رفع زراعيه وحضنه وآدم مصدقش إنه تقبله هل يفعل هذا من أجل أسير، زياد قال
"كنت مستنيك."
آدم استغرب الكلمة، استغرب إزاي طفل صغير ممكن يقول جملة تقيلة كده…لكن الحضن ده مسح استغرابه كله. حضن مليان صدق، مليان دفء مايعرفهوش غير أب وابنه.، تنهد تنهيده عميقه قال
- يااارب....ياررررب كفايه
في اللحظة دي، لو كان لسه عنده أي شك في كلام عاصم، الحضن ده مسحها كلها… المشاعر اللي غمرته كانت أكبر من أي دليل، كأن حضن زياد بيأكدلهاللي حاضنك دلوقتي مش غريب… ده حتة منك
كان فؤاد واقف بعيد، عينه بتدمع وهو بيبص لصاحبه. عارف قد إيه آدم اتجرح قد إيه عانى ف حياته كلها، محروم من أبسط إحساس… وكان بيتمنى له لحظة زي دي من زمان، لحظة ياخد فيها نفس راحة حقيقي.
آدم مسك وش زياد بإيديه المرتعشتين، بعده شوية عن حضنه وهو بيبصله ف عينه قال
– "كنت قصدك إيه إنك استنيتني؟"
زياد – من بابا
آدم استغرب ومفهمش قصده
-----
على فراش الموت، كان عاصم بيحتضر. ما حدش بيدخل له غير المحامي اللي واقف عند راسه بأوراق الملكية. بص له وقال:– "أنا عملت كل اللي قولتلي عليه."
عاصم رد بصوت متقطع، ضعيف:– "لما أموت… متقولش لأسير حاجة عن الفلوس. هي مش هتقبل مني جنيه… خليها لزياد، يمكن يوم يحتاج، يمكن يحميه ظرف وهو لوحده."
المحامي– "ووالدتك؟"
عاصم هز راسه وهو بيكتم أنفاسه الأخيرة:– "رفضت تاخد مني حاجة… بس كتبتلها البيت هي وأسير. مع إني عارف إنها هترجع في الآخر بيتها القديم."
المحامي قرب من عاصم وهو على السرير وقال له بهدوء:
– "تحب أوصي بحاجة لحد؟"
عاصم اتنفس بصعوبة، صوته مبحوح:– "زياد… فين زياد؟"
المحامي : "شفته بره في الجنينة وأنا داخل."
عاصم غمض عينه لحظة وقال: "هاته… عايز أقوله حاجة."
المحامي اتردد: "زياد؟ ولا…"
قاطعُه عاصم بإصرار ضعيف: "زياد… ده اللي ينفع أودعه."
المحامي خرج وطلب من عبير تخلي زياد يدخل، وقال له "أستاذ عاصم عايز يشوفه."
دخل زياد بخطوات صغيرة، ولما شاف أبوه مرمي على السرير جري ناحيته، قعد جنبه وكأنه كان محروم منه بقاله وقت طويل. عاصم مد إيده المرتعشة، مسك إيد زياد وضغط عليها، وبص للمحامي اللي خرج وسابهم وقفل الباب.
عاصم ما استحملش، سحب ابنه لحضنه وقال بصوت متقطع:
– "انت كمان وحشتني… عارف إن بعدك مش بحبه بس مضطر."
زياد رفع الكورة الصغيرة اللي كان ماسكها وقال ببراءة:
– "هنلعب إمتى؟"
ضحكة حزينة كسرت ملامح عاصم وهو بيبص للكورة اللي علمهاله وقاله عايزك تبقى شاطر فيها… زي أبوك
زياد بحماس: "بلعب حلو… المس قالتلي كده."
عاصم "عارف… عارف إن مفيش حاجة صعبة عليك."
زياد بصله بعيون صافية وقال – "بابا… هو إنت هتموت؟"
بصله عاصم من كلام زياد وصمت، صمته كان زي صمت الموت، جسمه باين عليه الهلاك، ملامحه شبه المومياء من المرض، كأنه متعذب عذاب لا يقدر عليه إنسان،قال
– "زياد… في حاجة لازم تعرفها."
زياد حاول يقاطعه ببراءة: "بابا ا…"
عاصم: "اسمعني يا زياد… متقاطعنيش."
بص زياد لأبوه بعينه المندهشة، لقى عاصم بيبصله بعين هالكة مليانة رجاء وقال – "لو حد قالك إنه أبوك… صدّقه."
الكلمات وقعت على زياد زي الصاعقة، فضل ساكت مش فاهم، لكن أثرها دخل قلبه من غير ما يعرف معناها.مسك عاصم إيد ابنه بقوة أكبر وقال بتأكيد:
– "لو جه وقالك إنك ابنه… مش بيكدب عليك يا زياد. هو بيقولك الحقيقة… فصدّقه فوراً."
زياد بصله بعين مرتبكة وقال: "بتقول إيه يا بابا… إنت…"
قاطعه عاصم بسرعة وكأنه خايف الوقت يخلص قبل ما يوصل رسالته بيحفظهاله
– "فهمتني يا زياد؟ لو جه وقالك إنه ابوك… صدّقه."
مسح ع راسه بحنان أبوي أخير وهو بيهمس – "بس… متنسيش… أنا بحبك… إنت ابني أنا برضه."
-------
رجع زياد بذاكرته لآخر مقابلة مع عاصم… آخر مرة شاف أبوه فيها وهو بيحتضر. وقتها ما طلبش يشوف حد غيره
آدم طان ساكت بس فهم دلوقتي ليه زياد اتقبل الامر، الكلمة اللي قالها عاصم "لو حد قالك إنه أبوك… صدّقه" فضلت محفورة جواه، واللي مهّدتله النهاردة إنه يفتح قلبه لآدم، ويصدق، وما يجرحوش بالرفض أو الشك.
لولا كلام عاصم في اللحظة دي، كان ممكن زياد يفضل مش مقتنع حتى لو الدنيا كلها أكدتله إن آدم أبوه.
قاله فؤاد- وصلت لحاجه
ادم– "ملقيناش جديد… بس هرفت هما مين. بس لسه مش عارفين مكانهم."
زياد شدد سؤاله – "ماما… ماما فين؟"
مد آدم إيده وربت على راسه برفق، رجّعه لحضنه وهو بيقول بصوت متماسك رغم رعشة قلبه – "والدتك هترجع يا زياد… أوعدك إنها هترجع سليمة. ثق فيا."
صمت زياد، ما كررش سؤاله. كان كلام آدم كفاية… وجوده نفسه كفاية. لأول مرة ما حسش باليُتم ولا بالوحدة
خرجت الممرضة من الاوضه قالت:– "المريضة… فاقت.
بصولها وقف ادم وهي قالت – "مين فيكم ابنها؟"
بخطوات سريعة، اتحرك آدم مدت الممرضة إيدها توقفه:
– "استنى حضرتك—"
ادم-ابعدى لازم اكلمها
دخل وهي بصاله قال فؤاد– ده ابنها. هو بس في ظرف صعب."
دخل ادم وشاف امه عينيها بتلمع كأنها مستنيـاه.اتحرك بسرعة ناحيتها "إيه اللي حصل؟! إيه اللي عمل فيكي كده؟!"
نظرت له بعينين غارقة في الألم، ما ردتش، قال– "أسير… فين أسير؟!"
لكنها فضلت صامتة، ما نطقتش بحرف. قال ادم – "ليه ما بتتكلمش؟!"
قالت الممرضة – "البنج… شال لسانها مؤقت. لسه مش قادرة تنطق."
رجع آدم يبصلها قرب وشه لوشها وقال – "هما اللي عملوا فيكي كده؟"
اغمضت جفنها إغماضة خفيفة… بمعنى "أيوه".شاف شفايفها وهي بتتحرك بصعوبة، صوت مبحوح واهن بيحاول يخرج انحنى أكتر، عشان يحاول يلقط أي كلمة.
قالت بصعوبه – "واااحد…."
استغرب قالت بصعوبة وهي بتقطع الكلام – "أر…بعة… ستة…"
كملت بصوت مشوش– "ع… ت…"
همست آخر حرف اخيرا– "م…"
ونظرت له نظرة كلها خوف، عينيها بتترجاه يفهم،قربت الممرضة بسرعة وقالت:
– "كفاية… حالتها ما تستحملش!"
وحاولت تبعد آدم عن السرير.بص لأمه نظرة أخيرة وخرج من الأوضة.فؤاد شافه قال– "عرفت تتكلم معاها؟"
آدم – "بتواجه صعوبة… بس قالت أرقام وحروف."
– "إيه هما؟"
رد آدم ببطء كأنه بيكررهم لنفسه – "١…٤…٦… ع…ت…م…"
وقف لحظة، كررها بصوت أوطى سكت تمامًا.نظره اتغير فجأة، كأنه فهم أو على الأقل حس إن الموضوع خطير.سأله فؤاد – "عرفت حاجه؟
آدم رفع عينه له بسرعة وقال بصرامة– "خليك مع زياد… زياد تحطه في عينك يا فؤاد. متسيبوش لحظة لحد ما أرجع بأسير."
آدم لمح زياد بيبصله رجع خطوتين احتضنه تاني بقوة، وكأنه مش قادر يسيبه.بيبوس راسه بحنان – "إسمع كلام فؤاد… متعملش أي حاجة تخليك تتأذى. إنت ذكي يا زياد، عشان كده بأكد عليك."
زياد – "هستناك… أنت وماما."
بصله في عينه قال– "مش هرجع غير بيها. أوعدك… إننا هنرجع."
ضمّه مرة أخيرة، وربت على راسه كأنه بيحفر صورته جواه، وبعدها خرج مسرع.ركب عربيته، داس بنزين بقوة، والشارع كله صار مجرد خطوط بتهرب من تحت عينيه.مسك الموبايل ورن على وليد. قال-انت فيت
وليد بصوت مرهق– "إيه يا آدم؟ لسا مروح، مناوبتي خلصت."
قال آدم "مين ماسك القضية دلوقتي؟"
وليد شد حيله وقعد على السرير – "عرفت حاجة؟"
آدم قال – "أسير… مخطوفة."
وليد "عارف من الزفت الى كنت قاعد معاه بسالك عرفت حاجه جديده:
– رقم العربية اللي خدوها فيها."
وليد – "إيه هو؟"
آدم – "١٤٦… ع ت م."
وليد شد نفسه، صوته بقا حاد – "متأكد من الرقم؟"
آدم زعق – "آه يا وليد! متأكد… دلوقتي هتعرفلي العربية دي ماشية فين، عدّت منين، آخر شارع وصلتله كان فين. يا إنت… يا أنا هتصرف بمعرفتي."
وليد حط إيده على وشه كأنه بيصحصح نفسه – "قابلني عند قسم المخابرات الوطنية فورًا… متتأخرش، دي خيوط متسربش منك ثانية واحدة."
وصل آدم، فرامل عربيته احتكت قدام مبنى عملاق يلمع بأضواء الأمن.وليد واقف مستنيه،قال– "آدم! ادخل بسرعة… رئيسي مستنيك."
آدم – "رئيسك هيساعدنا في إيه؟ إنت لقيت مكان العربية؟"
وليد – "حاليًا بيتتبعوها… وشافوها من خلال الكاميرات الأمنية. فعلاً العربية بالرقم ده عدّت من شارع عام… ورا بيتك."
آدم – "راحوا فين… كمل."
وليد – "لسه بيراجعوا الكاميرات الدولية في الشوارع المجاورة. العربية وقفت عند نقطة معينة… واحنا بنحددها دلوقتي."
آدم – "أنا هروح… إنت بس عرفني أمشي منين."
وليد مسكه من دراعه بقوة– "تروح فين يا آدم؟ استنى! دول وساخة… وممكن يخلصوا عليها في ثانية!"
آدم شد إيده بعنف – "مش هقعد هنا وهي هناك!"
وليد – "ولو حصلك حاجة وانت رايح لوحدك؟!"
آدم – "ولو اتأخرت عليها في الساعة دي وحصلها حاجة… مش هسامح نفسي! ولا هعدي من البلد دي إلا وحقها معايا!"
الصمت نزل بينهم لحظة. وليد شاف في عينه الإصرار مسكه ممنعهوش قال
– "خد ده معاك."
استغرب لما لقى وليد بيحطله سماعة صغيرة جوه ودنه.وليد– "دي وسيلة اتصال مؤمنة… أأمن من التليفون. هنفضل متابعينك لحظة بلحظة."
آدم سكت وداس على البنزين… والعربية اختفت في الظلام كالرصاصة.
وليد رفع جهازه اللاسلكي– "تمام… إبدأوا البث بالكاميرا وتواصلوا مع آدم فورًا."
جرى ناحيـة المبنى، فتح الأبواب الإلكترونية بالبصمة وهو يلهث.القاعة من جوه ضخمة، مليانة أجهزة حديثة، شاشات عملاقة بتعرض خرائط وشوارع متشابكة، ورجال ببدلات رسمية قاعدين مركزين قدام أجهزة المراقبة.
رئيس وليد، راجل صارم بخطوط بارزة في وشه، قال– "فينه؟"
وليد – "مشي."
– "إزاي تسيبه يروح لوحده؟ لو حصله أي حاجة… هنغرق في مشاكل أكبر منك وأكبر مني!"
وليد – "آدم محدش هيقدر يوقفه. أذيته أهون بكتير من أذية بنت خالته المخطوفة."
– "الاتنين دول لازم يقعو في إيدينا… ده كفاية يخلي البلد تتحرق. إحنا مش بنتعامل مع مجرمين عاديين، دول… مننا يعنى هنتاذى."
وليد – "مفيش وقت. آدم بيتواصل معانا دلوقتي."
بص الرئيس ناحية فريقه، عمل إشارة قصيرة بإيده. الموظفين اتحركوا بسرعة، كل واحد في مكانه
موظفه – "البث شغال، تم ربط الاتصال. استاذ آدم، حضرتك سامعني؟
في نفس اللحظة، على الشاشة الكبيرة ظهر مؤشر أحمر بيتحرك على خريطة رقمية. خط سير العربية بيترسم لحظة بلحظة.
آدم – "سامع… قولولي أنا رايح على فين."
طاخ سايق بسرعه، الموظفه– "حددنا مكانهم… بس إنت ماشي غلط، أوقف حالًا!"
آدم ضغط فرامل بشدة، الموظفة واقفة قدام شاشة ضخمة مليانة نقاط وألوان وخطوط متداخلة، قالت– "لف يمينك."
آدم لَف الدركسيون فجأة والعربية انطلقت.صوتها تاني:– "كمل… كمل مستقيم."
وفجأة صورة على الشاشة اتغيرت. الموظفة قالت بسرعة:– "تم التقاط صورة للعربية دي قبل يومين الساعة 7 ونص من سوبر ماركت… دلوقتي، امشي شمال."
آدم لَف شمال من غير ما يبطّأ.وليد واقف ووشه مشدود:– "بس في عمارة قدام!"
آدم مش بيفكر… ضغط بنزين أكتر.العربية اندفعت لجوة حارة ضيقة ما بين العمارات، مواسير وأفرع بارزة على الجدران، لو مشي أي خطوة غلط العربية هتتكسر.
الموظفة بصوت متسارع:– "يمين… شمال… كمل بسرعة… الشارع الجاي يسار."
آدم بينفذ حرفيًا كأنه جندي تحت أوامر عسكرية، الموظفة – "أقف."
آدم ضرب فرامل – "إيه في إيه؟"
الموظفة – "الشارع اللي قدامك… مفيهوش كاميرات. انقطعت الصور هنا."
آدم – "شوفي أقرب شارع عدو فيه قريب منى
الموظفة بصت لرئيسها، أومأ لها تنفذ،القاعة كلها اتوترت، كل الموظفين على شاشاتهم. واحد رفع إيده– "لقيتهم!"
الرئيس:– "اعرض الصورة."
الصورة اتفتحت على الشاشة العملاقة.الموظفة – "تم التقاط صورة لرقم العربية على بعد شارعين منك… امشي يمين مع أول شمال وخد المنعطف وكمل."
آدم مشي فورا ،الموظفة:– "دي آخر صورة اتاخدت… الساعة 12 ونص."
آدم – "دوري كويس!"
- "المنطقة دي… صحرا، مفيهاش سكان، ومفيش كاميرات أمنية."
وليد – "اهدى يا آدم، أكيد هنلاقي حل."
آدم غمض عينه ثواني قال– "هاتولي كل العناوين هنا… أي مكان ممكن يخبوها فيه."
وليد نظر لرئيسه، الرئيس أومأ ابتدى الفريق يعرض خرائط جوية على الشاشة.الموظفة – "المنطقة دي فيها أربع مصانع مهجورة… وشركة حديثة بدون تراخيص."
وليد شاور – "المكان ده إيه؟ وليه ماقولتوش قبل كده؟"
الموظفة – "ده مصنع حديد قديم… اتحرق سنة 2020، واتساب مهجور."
آدم – "العنوان… من مكانى الحالي."
الموظفة – "مستحيل يكونوا هناك، المكان غير مؤهل أصلاً… مجرد عمدان حديد ومبنى محروق."
آدم– "قولي العنوان، هدور في كل مكان… لو مش هناك، أكمل."
الموظفة
– "المصنع… على بعد 754 متر من موقعك."
وصلت رسالة على موبايل آدم، فتحها… لوكيشن محدد قبض إيده على الدركسيون وضغط بنزين بعنف.وييدعى تكون أسير بخير
وصل قدام المصنع.صوت وليد في السماعة– "قف هنا… لو دخلوا حسوا بيك هيموتوك قبل ما نوصل."
آدم نزل من العربية، خطواته سريعة مش مهتم، وليد – "آدم، متتحركش! استنى الدعم، المكان خطر!"
آدم وهو بيخلع الجهاز من ودنه – "قولتلك… حياتها أهم من حياتي."
وليد:
– "آآآدممم!! استنى مكانك!"
سكت الجهاز بص وليد لرئيسه قال– "مش بيرد."
الموظفة – "هو شال الجهاز بنفسه… واضح مش عايز حد يشتته."
وليد – "اظهروا موقعه حالًا… وابعتوا قوة تتحرك على المكان."
قاله رئيسه: اجنا متعرفش هي هناك ولا لا.
قاله وليد: ولو هناك وحصلها حاجه وآدم اتعرضلهم هيتأذى هو كمان، هل حضرتك هتستنى ده يحصل؟
بيسكت رئيسه وبص لموظفه وقال: نفذى بسرعه، بلاش يصيبو حاجه، خليه يخرج من مصر سالم، مش عايزين مشاكل.
آدم قرب من المصنع وشافه عباره عن حديد متكسر، المكان مشوه ومليان فجوات وأسياخ حديد بارزه، مستحيل حد عاقل يخطف حد جواه. مفيش ضوء، مفيش أي صوت يوحي إن في حد موجود.معقول ضيع وقته وجه مكان غلط؟
بيتحرك حوالين المكان، بس فجأه وقف لما لمح مبنى تاني أبعد شويه في نفس المنطقه. راح ناحيته، ولما قرب اكتشف إن عليه علامه المصنع اللي وراه عرف وقتها إنه مستودع.بص حوالين لقى عربيه واقفه، قرب منها وراح يشوف الرقم… بس ماطلعش هو نفس رقم العربيه اللي بيدور عليها.
رن تليفونه، كتمه بسرعه، وقرر يدخل بما إنه حاسس في حد جوه. ركب الجهاز تاني ف ودنه وقال: ف مخزن جنب المصنع.
قال وليد: انت روحت فين؟
قال آدم: رد عليا، المخزن ده بيبقى فيه حد بيجى هنا
قالت الموظفة: لا، مهجور، من ساعتها المالك نقل كل حاجه صالحة لمكان آمن بعيد عن هنا.
قال آدم: في حد في المخزن… وفيه ضوء خفيف جدًا لمحته من تحت الباب.
قال وليد: تمام، خليك عندك.
قال آدم: أنا هدخل، وانتو شوفوا دوركم.
نادى وليد: ليه يا آدم؟
لكن آدم ما ردش، عينه متسمرة ع الباب وصوته ساكت.،وليد بص لرئيسه : خليك ع تواصل معاه، عشان لو حصل حاجه نكون عارفين.
---
على أرض قاسية، وفي أوضه مظلمة حالكة مليانة حشرات وزواحف صغيره، كانت قاعدة "أسير" مربوطة من إديها الرفيعة ورجليها الضعيفة الحبال غرزت في جلدها لدرجة إن أثرها مطبوع أحمر ومنتفخ.معدتها بتقرص من الجوع،ريقها ناشف من العطش، ولسه فاكره آخر حاجه قبل ما تتخدر…
فلاش-----
رجت أسير من أوضتها– زياد؟
لكن البيت كان ساكت بشكل غريب، شافت عبير الى قالت– زياد لسه مرجعش؟
– إزاي؟ المفروض يرجع من مدرسته من ساعتين.
-زمانه جاي
بتسطت لانه عمره مغابش عنها كده غير يوم ما هرب لما آدم كان هنا… فين راح دلوقتي؟،قبل ما تكمل كلامها، رن جرس الباب.عبير قامت تفتح وهي بتقول – ده أكيد زياد انو
أسير واقفه مكانها، قالت– زياد مش بيطوّل الحرس
عبير بصتلها باستغراب، بعد اما فتحت الباب وبتبص كان قدامها غرباء مخيفين
– ده بيت الأستاذ عاصم؟
ردت عبير بتوتر – إنتو مين؟
– زوجته موجودة؟
عبير – مين أنتو؟
الراجل رد بنبرة غامضة– إحنا جايين من طرف معرفه…
قفلت الباب بسرعة، لكن واحد منهم زقها بعنف لورا، وقعت على الأرض والباب اتقفل وراهم بقوة. أسير كانت واقفة عند باب الشقة خافت بصت لعبير الملقاة على الأرض وبعدين للغرباء اللي دخلوا عليها بخطوات تقيلة.قالت – إنتو مين؟
– إنتِ… أسير.
– بقولك… إنت مين؟ مين سمحلكم تدخلوا كده؟
قرب منها واحد – إحنا عايزينك معانا… وهتمشي دلوقتي.
وقرب واحد يمد إيده عليها، قامت تصر.خ بكل قوتها – أبعدوا عني! أوعى حد يقربلي!
– هاتوها!
رجعت أسير لورا بسرعة وبدأت تجري وهي بتصرخ، لكن واحد منهم لحقها ومسكها من دراعها.فجأة…ضر.بة قوية بعصاية نزلت على دماغ الراجل، وقع في ساعتها.أسير التفتت بدهشة، وشافت عمتها العجوز واقفة ووشها متغير… كأنها استردت شبابها فجأة، عينيها كلها خوف عليها وقالت بصوت مليان قوة رغم ضعفها:– أمشي يا أسير… محدش هيقربلك، أمشي بسرعة!
في اللحظة دي واحد تاني زق العجوز بع.نف، لكن عبير مسكت فازة تقيلة من الترابيزة وضر.بته على دماغه بكل قوتها. بصتلها وبصيت للباب فهل تتركها وترحل، عبير لمحتها وبصتلها نظرة كلها طمأنينة ورسالة صامتة “أمشي… أنقذي نفسك.”
بخطوات مترددة… جريت أسير بره، واحد من الغرباء يضر.ب عبير وحشية ويوقعها وتنز.ف صرخت أسير بصدمه
– هاتوها بسرعة! قبل ما حد ييجي… مفيش وقت!
جروا وراها، مسكوها بعنف من دراعها رغم مقاومتها بكل قوتها.كانت بتزقهم وتصرخ، لكن واحد فيهم طلع حقنة، وخدرها غصب عنها.قبل ما تسقط فاقدة وعيها، سمعت صوت:– حد يروح يشوف الولد
خافت من سؤاله عن زياد… لو جه دلوقتي هيمسكوه!، بيرجع الراجل قال– مفيش حد غيرهم.
– خلاص، يلّا… شيلوا أي أثر ليكم.
أسير كانت بتحاول تحرّك رجليها لكن مش عارفه فجأة، حسّت بواحد بيرفعها من الأرض على كتفه ويمشي لكن فى يد ضعيفة مسكت رجله ومنعته عبير لآخر نفس بتحميها زقها برجله جامد بتتالم وبيمشو باسير، لكن عينها كانت مثبتة عليهم من على فتحة الباب ،رموها في العربية وبينطلقو بيها عنها. دمعة ثقيلة نزلت من عينها وهي شايفة بتختفل معاهن
---باك
رجعت أسير لواقعها…تتنفس بصعوبة، مش فاهمة هي وصلت هنا إزاي، بس من ساعتها وهي بتتالم فى جسمها، سؤال واحد كان بيخنقها جواها…زياد فين؟هل أصابه مكروه؟هل قدر يهرب؟ هل هو لوحده، ومن هؤلاء الغرباء اللي كانوا عايزينها هي وابنها؟ وليه آذوا عبير؟ هل لسه عايشة… ولا راحت ومش هتشوفها تاني؟
بتمر ساعات قاعدة على الأرض، شافت ضوء من تحت الباب، ومعاه أصوات خطوات تقيلة اتفتح الباب ببطء، ودخل راجل شامخ، طويل القامة، لابس بدلة غالية وكأنها مفصّلة مخصوص. سيجارة فاخرة بين صوابعه، والدخان بيترسم حوالين وشه الخمسيني اللي مليان قسوة وغرور.وراه وقفوا رجالة ضخمين
قال– إزيك يا مدام أسير؟
ردت – انت مين؟
نفث دخان السيجارة – أنا حافظ… عضو مهم في المدينة اللي إنتي فيها. مش ضروري تعرفي تفاصيل أكتر… بما إن دي نهايتك، في الآخر دي أسرار شغل.
– عايز إيه مني؟
قرب منها خطوة – عارف إنك مخضوضة من اللي حصل، بس اعذريني… ده الحل الوحيد اللي لقيته عشان آخد فلوسي من عاصم.
– فلوسك؟!
– أيوة… أنا وجوزك كان بينا شغل. ادّيته فلوس علشان صفقة كبيرة، وهو ما عملش الشغل… ولا رجّع القرش اللي خدوا.شوفتِ بقى؟ فلوسي عنده… وجوزك حر.امي.
– عاصم مات.
ابتسم حافظ بسخرية وقال:– منا عارف إنه ما.ت. بس قبل ما يموت أنا كلمته… ورفض يديني فلوسي بالزوق.
– فقمت خطفتني أنا… عشان مقدرتش عليه. صح كده؟
بيضايق حافظ انها الى بتقلل منه.، اسير– فلوسك معاه مش معايا… يعني أنا مش هفيدك.:
– غلط… عاصم مات، بس فلوسه موجودة معاكي، وأنا بقى عايز الفلوس دي.
قرب منها خطوة، صوته بقى أوطى وأقسى – متبصليش كده… هو اللي حطك هنا، وهو اللي عرضك للخ.طر مع ناس زينا ميعرفوش غير الفلوس والسلطة. محدش قاله ياخد فلوس مش بتاعته.
– فلوس مش بتاعته برضه… ولا الفلوس فلوسه. وانت كنت عايز تاخدها عشان وقف شغله معاك، ومش عايز يكمللكم أشغالكم الغير شر.عية.
عينين حافظ ضاقت، كملت اسير– ولما لقيتوه مش هيفيدكم تاني… قولتوا تهددوه، بفلوسه، وبوظيفته، وبعيلته.مكنش هدفكم تعادوه… إنتو كنتوا محروقين إنه عايز ينضف. فحبيتوا ترجّعوه لديرتكم تاني… لأنه كان بيخلصلكم شغلكم الوسخ اللي كنتم شايلين همّ هتكملوه إزاي بعد ما سابكم. فقمتوا طالبينه بالفلوس اللي جمعها في حياته كلها… سواء من وظيفته أو من شغلكم معاه. لا… وطلبتوا كمان يتفصل… عشان تدمروه من كل حاجة.
بصلها بشده قالت – وعاصم مسكتش… وردلكم تهد.يدكم ليه… وهددكم هو كمان باللي ماسكه عليكم.انتو اتجننتوا لما عرفتوا إن عاصم… عاصم أذكى من إنكم تشغلوا دماغكم عليه، وانه مع أي شغل بيعمله… كان دايمًا بيمسك نسخة متوقّع غدركم. حسيتوا قد إيه انتو أغبيا قدامه، وإنه ذكي… ومعاه بلا.وي عنكم تمحيك إنت وأي حد يفكر يهدده.
حافظ ضرب الأرض برجله – جايبة الكلام ده منين؟!
– أنا كنت عارفة بشغل عاصم… وهو وقفه بسبب كلامي. وبسبب ابنه… ميشوفوش بصورة حقيرة زي ما أنا شوفته.
ضحك حافظ – ابنه؟! الولد اللي مش معروف نسبه؟ ولا واخدينه من ميتم مين؟
بصتله اسير من الى بيقوله، قال– عاصم نفسه… اللي اتبرى منه وقال إنه مش ابنه. ومكتبلوش جنيه… وحوّل فلوسه ليكي إنتي.
– انت… بتقول إيه؟
حافظ بص لها وهو بينفث دخان سيجارته وقال بسخرية تقطر سم:– مالك؟ مخضوضة ليه؟ جوزك ما.ت خلاص… مفيش خو.ف. هو عمتًا كان عارف إنه مش ابنه، ومعملش حاجة… وما.ت وهو لسا بيرعاه. ولا إنتي خايفة إن حد عرف إنه مدبّس ف واد مش ابنه؟أنا اللي أعرفه… إنه ابنك إنتي بس… من مين بقا؟! مش عارف.وايه اللي يخلي عاصم يكمل… وأنا عارف إنه فيه العبر… وميحبش واحدة تغفله؟ ولا ممكن استحملك عشان بنت خاله؟
أسير– أخرس!! إياك تتكلم عليا أنا وابني!… إحنا أشرف من الزبالة زيكم!
حافظ مسكها من شعرها بغضب قال– ز.بالة مين يا بت؟! متفوقوا بقا من ظن الجحر اللي إنتو فيه… وتعقدوا واثقين من العدالة والمثالية! ده نظام البلد دي.
أسير – أشكالكم… اللي وقعوا البلد هنا! وخلونا نغرق ف قرفكم وشغلكم المشبو.ه!
ضحك حافظ – البلد ماشية بقانون القوة… وأوعدك، هخليكي تعرفيه قبل ما تمو.تي… وتندمي على كل كلمة قولتيها.والفلوس… هترجعلي!
أسير رفعت عينيها رغم الوجع – عاصم… لما قالّي، عرفني إن الفلوس مش من حقكم… وإنكم شوية حرا.مية! ولو ليكم فيها حاجة كان اداها لكم وسكّتكم. بس هو بَعِد عن شغلكم عشان عيلته… فأكيد مش هيجيب لهم الأ.ذى. هو اللي وقف شغله عشانهم.بس كان عارف إنكم هتسوّقوا فيها… وطالما قال إن الفلوس مش بتاعتكم، يبقى عمركم ما هتاخدوها!
حافظ بيشد شعرها أكتر – مين دول اللي شوية حرامية يا بت؟! واحدة زيك كان المفروض تمسك لسانها… في ظل ده موتها أسرع. بس إنتي… بتسوقي فيها. عشان خدنا وادينا معاكي في الكلام… وخليتهم يستقبلوكي حلو. بس عنيا… أوعدك استقبلنا هيكون غير… مع الرجالة اللي برّه!
بصّ عليها من فوق لتحت بعينين كلها وقاحة تتفر.سها.وهنا… أسير بكل جر.أة تفت على وشه.غضب حافظ جدا ونزل عليها بقلم قوي خلى صوته يرن وقعاها على الأرض بقها بيتعو.ر
رجع مسكها من شعرها قال– وحياة أمك… لأطلّع عين أهلك النهارده!
مسك وشها جامد بغل وقال– إنتي فاكرة إن عندك خيار؟! لا تكوني فاكرة بخيرك ولا كلامك الجامد ده! أحب أأكدلك إن مفيش حد هينقذك… ولو وصلولك، هتكوني مجرد ج.ثة بيتنقل اسمها في قايمة الضحا.يا.
عين أسير دمعت، قال– ولا تحبي أجيبلك ابنك… تودّعيه قبل ما تمو.تي؟
اتألمت من قوة إيده على وشها، الباب اتفتح، ودخل حد تاني.صوت خشن – شيل إيدك من عليها يا حافظ!
↚
– شيل إيدك من عليها يا حافظ!
زقه بعيد عنها كان باين غنى زيه ويدل إنه شريكه قال– إيه اللي بتعمله؟! مكنتش أعرف إنك ممكن تتجنن للدرجة دي!
حافظ – ده كان اتفاقنا… البت اهي، معاها الفلوس كلها، هناخد اللي عايزينه ونخلص منها.
زعق فيه – "نخلص منها" بالسهولة دي؟! دي عرفت شكلك وشكلي يا غبي!
حافظ – وفيها إيه؟! ما بقولك هنقتلها!
– يبقى ساعتها تكون حفرت قبرك… وقبري معاك.أنا قولتلك نصبر… في طريقة تانية. بس إنت طول عمرك همجي! خلت رجالتك يتهجموا على ست كبيرة، ويخطفوها لحد هنا! وفاكر بقى لو خلصنا منها… هنخرج منها سليمين؟
– ف إيه يعني! إنت عامل كل ده عشان "بت يتيمة" مالهاش حد؟ حتى جوزها الفتوة مات… مالك إنت وخايف كده؟
شريكه اتنرفز – إنت عارف دي تبقى مين يا متخلف؟! دي خطيبة آدم المسلم!
حافظ – المسلم إيه بس؟! مش دي عيلة عاصم؟ مين آدم ده كمان؟
– آدم ده أخو عاصم… شخص مهم أوي برا ورجع مصر. واللي قدامك دلوقتي تبقى خطيبته. خطيبة آدم المسلم… صاحب أكبر شركة سيارات في روسيا، يا متخلف!
– جبت الكلام ده منين؟! يعني أخوه خطبها إمتى؟ وإزاي؟!
– أنا حاطط حد يراقبهم. وعارف كل حاجه أكيد عارف إنها اتخطفت، وساعتها… هنروح في داهيه.. إنت غبي… غبببببببببببببببببببي! اتفضل يا حافظ اتصرف وشوف هتخلصنا من المصيبة دي إزاي!أكيد البلد مقلوبة بسبب اختفائها، ولو حد وصل لها… انت حر! سمعتني؟
حافظ – خلي بالك من كلامك.
وخرجوا بغضب
كانت لسا مستلقية على الأرض، عينيها مدمّعة، افتكرت كلام الرجالة عنها: "دي خطيبة آدم المسلم." ميعرفوش إن ده "سابقًا"… هل معقول تمو.ت قبل ما تشوف وشه تاني؟! هل نهايتها تبقى كده، لوحدها، ومنسية؟ ليتها فقط تراه مجددًا…
الليل اتحركت وقعت خشبه كانت هتيجى فيها سمعت صوت برا، خطوات على الباب واحد ،انفتح الباب اتراجعت أسير بقلق، واحد منهم مسكها من إيدها ورفعها غصب عنها قال– "قومي… وامشي وأنتي ساكتة."
اسير– "خدني على فين؟"
شد إيدها اتوجعت ربط عينيها جامد، وخدها معاهدخلها أوضة تانية، وقعت بتحاول تسمع أي صوت حواليها قرب منها حافظ وهو ماسك ورقة بيده – "ورقة التنازل قدامك… أمضي."
أسير فضلت ساكتة، شريكه كان قاعد على جنب، حافظ– "مش سمعاني؟! أمضي بالذوق… بدل ما صباعك يتقطع. وفي الآخر… هاخد بصمتك بالعافية. والفلوس… هتبقى معانا غصب عنك."
أخيرًا قالت أسير بعد سكوتها– "لو اديتك اللي عايزينه… هتسيبوا ابني؟"
حافظ بصلها قال– "احنا عايزين الفلوس… عشان كده انتي وصلتي هنا. ولو ادتيها… ابنك مش هيكون لينا فيه غير إنه يبقى وسيلة تهديد. فـ أمضي يلا."
عينها دمعت أكتر – "مش… مش هتأذوا زياد؟"
– "الفلوس مقابل السلامة… واضحة أظن."خدي… أمضي."
– "همضي إزاي… وأنا مش شايفة؟"
– "فعلاً معاكي حق… بس أنا معاكي، هعرفك تمضي فين. وبعدين التوقيع ده… متعودين عليه من صغرنا. يعني مش بطلب منك حاجة صعبة. "هنا… اكتبِ توقيعك… يلا."
أسير ممضت، حافظ– "لا… لسه."
غمس صباعها في الحبر غصب عنها، وخد بصمتها قال– "براااافو… كده تمام."
أسير بعدت وشها عن إيده بقرف قام وهو ماسك الورقة، وراح لشريكه قال
– "الفلوس بقيت معانا."
– "كويس… خلينا ننهى بسرعه ونمشي من هنا."
رفع حافظ مسد.سه علي اسير، وصوت سلاحه وهو بيُسلّح اخترق ودانها، قلبها دق بخوف ف أي لحظة الرصاصة هتخترق صدرها.
قام شريكه – "انت هتعمل إيه؟"
حافظ – "مش قولتلك… ننهى."
شريكه – "مش كده يا حافظ!"
– "أمال إزاي؟! دي شافت وشنا… وعرفت كل حاجة. متخيل إنها لو مشيت هتفضل ساكتة؟ أفضل حل ليها… المو.ت."
رجع يصوّب المسد.س ناحية أسير، أسير صامته بتخيل مصيرها الى واقف قدامها، دوّى صوت
حافظ- إيه اللي بيحصل؟"
دخل واحد من رجالتهم – "اللي كنا حاطينهم على الباب… لقيناهم مغمى عليهم!"
حافظ اتجمد مكانه– "إزاي يعني؟! مين… اللي يقدر يدخل هنا؟"
شريكه – "خلي الرجالة تنتشر حوالين المداخل… بسرعة! والبت دي… لازم تختفي فوراً!"
مسكوا أسير من دراعها بعنف، رفعوها غصب عنها جروها معاهم بسرعة خارج الأوضة.عينها كانت مغطية، متشوفش حاجة،بتعرف إنهم مغطين عينها عشان متعرفش طريق الخروج
سمعوا صوت يجلجل في الممر الراجل – مين هناك؟"
بيشوفو حركه بعيد اتفجأو والى طان مسكها رماها بسرعه جوه أوضة وقفّل الباب وقعت على الأرض خدش في إيدها بتخاف لما تسمع صوت برا… خبط ورزع أجساد بتقع. كل حاجة سكتت فحأه، بتسمع صوت بابا حدبيظخل بس الباب مقفول فبيتكسر الباب انتفضت من الخوف
الباب اتفتح ودخل زحفت ورا بخوف قالت – "لا… لا… بلاش… سيبوني… سيبوني!"
صوت الخطوات بتقرب منها ضهرها خبط في الحيط.ايد قويه مسكها قال
– "سيبني!… أرجوك!… إديتكم كل حاجة… عايزين إيه مني تاني؟!"
لقيته بيفك الحبل من عليها استغربت جدا بتسم ريحه الى برزت.. ريحته عرفاها… ريحة مألوفة جدًا، لدرجة قلبها اتقبض، وعينيها دمعت تلقائي.
مستحييييل… يكون هو؟
اسير– "إنت… إنت مين؟"
جه راجل قال بغضب– "إنت مين يلا
وفجأة الراجل التاني هجم عليه من الخلف بس مسكه من دماغه وخبطها بكل قوه في الحيط… الراجل وقع على الأرض من غير حركة.
أسير سحبت الشريطة فورا من على عينيها، رؤيتها كانت مشوشة راجلين بيتخانقوا…عينها وقعت على هيئة ضهر مألوف، بدأت الرؤية تتضح أكتر… والصدمة خبطت قلبها.. آدم.
آدم بنفسه، واقف قدامها، ماسك الراجل وينزله أرضًا بضربة عنيفه متحركس،أسير اتجمدت مكانها، دمعة ثقيلة نزلت من عينها قالت– "آدم…!"
آدم لفّ عيناه وقعت عليها.هي واقفة على رجليها، عينيها بتنزف وجع وخوف، لكن جوة نظرتها نور… نور ماكانش غير ليه
قرب منها قال– "إنتي كويسة؟ حد عملك حاجة؟"
دمعة تانية نزلت من عين أسير، قربت خطوتين مترنحة وباندفاع رمت نفسها في حضنه…حضنته بكل قوة، كأنها بتتأكد إنه مش خيال ولا سكرات موت،
آدم نظر لها لحظة، وهي خايفه رفع ذراعيه وحضنها، بكل الشوق والحنين والخوف اللي كان جوة قلبه من لحظة اختفاءها.قربها منه أكتر، صدره بيتنفس بسرعة وقلبه بيدق بعنه حط إيده خلف راسها، مسد على شعرها
ادم – "اتأخرت عليكي… سامحيني."
أسير – "كنت خايفة… خايفة أوي، خوفت مشوفكش تاني."
بعدت بخطوة صغيرة عنه رغم ضعفها، عينيها مليانة قلق وهي بتقول بصوت مرتجف – "إزاي جيت لحد هنا؟… المكان ده خط.ير، معاهم رجالة وسلا.ح… آدم لازم تمشي، امشي فورًا!"
آدم – "متخيلة إني بعد ما لقيتك… هسيبك تاني؟"
– "آدم… أرجوك، لو حصلك حاجة هنا… أنا مش هسامح نفسي!"
– "وإنتي لو حصلك حاجة هموت وراكي."
سكتت وافتكرت اليوم اللي جر.حته فيه.قالت– "نسيت؟ نسيت الكلام اللي قولتهولك يومها؟ لما جر.حتك وقلتلك امشي من حياتي؟"
آدم مد إيده ولمس بشرتها – "أنا عرفت الحقيقة… عرفت إنك أكبر كدابة قابلتها في حياتي."
نظرت إليه خلاها تبصله ف عينها – "بتغلط دايمًا وتخبّي… والمفروض إني أجري وراكي عشان أكتشف بنفسي. ولو على الكلمة اللي قولتيها، فمش هتغيّر أي حاجة."
أسير دموعها وقفت في عينيها – "آدم…"
آدم مسح بإبهامه على شفايفها المجروحة، قال بغضب مكتوم– "اذوكى، مدو ايدهم عليكز… وكانوا هيقتلوك.وعايزة مني أمشي وأسيبك؟ إزاي تطلبي حاجة زي دي مني؟"
شدها على صدره من تاني – "أنا عافرت عشان ألاقيكي… وأوعدك، الإيد اللي لمستك هتكون نفسها اللي هتكتب نهايتهم."
بصيتله وهو ربت عليها قال– "هتخرجي من هنا سليمة… وهترجعي لزياد، ابننا."
أسير رفعت عينيها عليه قالت– "ابننا؟!"
آدم – "أيوه يا أسير… زياد بخير… زياد ابننا."
الدهشة سيطرت عليها، عقـلها بيعيد صدى الكلمة مرارًا فى ص،مه من كلامه
– "إيه؟!
آدم -كنتى شايله ابنى انا عيشتى معاه وربيتى ابنى انا خلفتى ابن واحد وهو ابنى انا
قرب منها قال ود،موع ف عينه – "مكنش ابنه… كان ابني أنا من الأول."
عقـل أسير رجع على طول لكلام حافظ وهو بيقذفها بالاتهامات عن نسب زياد "الواد مش ابنه… عاصم عارف وساكت… وخايف يكتب حاجة لعيل مش من صلبه." بتنظر لآدم من كلامه "مصدومه لى عاصم ما.ت خلاص مفيش خوف بس قولى ابن مين الواد دت"
رجعت ببصرها لآدم، آدم شد إيدها ناحيته– "بصّيلي… لازم تخرجي من هنا… ترجعي لزياد. لازم تعيشي المرة دي بجد… من غير خوف، من غير قيود."
أسير وقفت متسمّرة، شدها بسرعة – "تعالي!"
سمعوا صوت جهوري وراهم – "بسرررعة! إياكم يهربوا منكم"
آدم جذبها من الطريق التاني حط إيده على ودنه – "وليد! سامعني؟… أنا وصلت لأسير."
وليد– "آدم، إخرج فورًا! ما تبصش وراك… إحنا قربنا نوصل. المهم تخرجو عايشين… اسمعني! إنت وهي تخرجوا، والباقي علينا."
آدم مسك أسير من كتفها، عيناه متصلبة بالعزم– "سمعتي؟… المرة دي، مفيش قوة في الدنيا هتفرقني عنك.
بترفع أسير عينيها ليه "مع مين بتتكلم؟"
"البوليس قرب يوصل… هناخد العربية ونمشي من هنا."
لكن أسير فجأة تصرخ بخوف:"آدم… خلي بالك!"
بيكون واحد جاي من ورا آدم، لكن آدم يلف بسرعة ويديله بالكوع في مناخيره، وبعدها يركله برجله في صدره بقوة، فيطير الراجل ويقع على الأرض.بتبصله أسير بصدمة وعينيها متسعة:
"ما.ت؟!"
آدم "معتقدش… يلا بينا."
بيسحبها تجري معاه، لكن فجأة بيقف مكانه. حافظ واقف قدامهم، ومعاه شريكه، الاتنين رافعين مسدساتهم، ووراهم رجالتهم
إيد أسير تشد على آدم "هما دول…"
بيبتسم حافظ "متفقناش يكون في ضيف يا مدام أسير."
آدم خبا أسير وراه "اتكلم معايا أنا… وسيبها هي."
شريك حافظ بيهمس له "إنت عارف مين اللي قدامك؟ ده آدم… آدم المسلم."
رفع حافظ حواجبه "آدم المسلم؟ أعمل إيه يعني… خلاص عرفنا الحقيقة. للأسف هنوّدعهم الاتنين."
ضحك بسخرية وأضاف:"مش غلط يكون شخص مهم زيك يحط نفسه في مشاكل زي دي."
آدم "المشاكل دي هتقع عليكم إنتو. إرمِ رجالتك اللي وراك وتعالى واجهني أنا… أنا كنت مش همشي من هنا غير لما أشوفكم."
بصوله من جرأته ف حضوره تخلى الواحد يخلف، ادم"إيه… خوفت؟ ولا إنت مش بتمد إيدك غير على مرة؟"
حافظ معملش كده لأنه خايف قال"معنديش وقت للكلام… هاتوه وهاتوها!"
أول ما رجاله بدأوا يقربوا، آدم ما استناش. لف رقبته بحركة سريعة وضرب أول واحد وقع قدامه أرضًا من غير ما يلحق يصرخ أسير بصتله بذهول… قلبها بيدق بخوف عليه وهو بيدخل وسطهم زي العاصفة، يضر.ب واحد برجله فيقع، ويشد التاني من دراعه ويطرحه أرضًا.
حافظ رفع مسد.سه وثبته عليه بغدر أسير شافته وصرخت
"آآآدم!"
آدم مسكها قفز بيها ورا الحيطة، صوت الطلقة دوّى والرصاصة اخترقت واحد من رجال حافظ، وقع على الأرض الرجالة كلهم اتجمدوا… لكن حافظ تجاهلهم تمامًا، وصوّب المسدس من جديد قال
-هتهرب منين يا آدم؟ الورق هنا مسدود… ومهما جريت، هتقع في إيدي. زمانك دلوقتي ندمان إنك جيت."
ادم كان حاضن أسير بقوة، قلبها بيرتعش من الخوف، بصّت له والدموع بتلمع في عينها:"إمشي يا آدم… أرجوك أمشي… ياريتك ما جيت."
آدم حط صباعه على شفايفها يهديها "شّشّ… هنخرج سوا، أنا وإنتي… يا بنخرج سوا، يا منخرجش خالص."
-"إخرج… عشان زياد. هو محتاجك
آدم مسح على خدها "وزياد محتاجك إنتِ أكتر مني."
بص في عينيها فك إيدها من عليه "خليكي هنا."
وقف، وخرج يواجههم. قال "أعتقد الفلوس بقت معاك… صح؟"
حافظ "أيوه… بس لسه فاضل إنت وهي."
آدم "الغلط… غلطك إنت. إنك ورّيتني خلقتك. وكأنك أول مرة تخطف حد.
حافظ "لا… مش أول مرة. بس عمري ما بلعب لعبة وأسيبها نص نص. اللي بيدخل معايا… مفيش أوبشن يعيش."
آدم "كذلك… إنتو. مش هيكون ليكو فرصه تعيشو
ضحك حافظ بهستيريا "كنت فاكرك أذكى من كده يا آد
بص على شريكه قال"هو ده… هو ده اللي كنت خايف أاذيها عشانه؟ أهو جه… ويموت معاها. هيسبب دوشة؟ نخليها انتحار جماعي، ونخلص!"
آدم رمى عليهم حاجة… راجل من رجالة حافظ مسكها كانت كرة بيضا الكل كان مستني حاجة تنفجر.
حافظ"إيه يا ابني… بولينج؟"
لكن الكورة فجأة فرقعت… دخان أسود كثيف ملأ المكان بالكامل، كلهم انبطحوا على الأرض وهم بيكحوا بعنف.آدم ما ضيّعش ثانية… مسك أسير من إيدها وجري بيها وسط الدخان حافظ كان بيكح وبيصرخ وسط الرجالة:
" يا بن الـ… إياكم تخلوهم يهربوا! اتحركووو!"
بس محدش كان شايف حاجة، والرجالة بيتخبطوا في بعض.الدخان بدأ يخفّ شوية… فجأة راجل دخل وهو بيجري:"باشااا! البوليس… البوليس محاصر المكان كله!"
حافظ اتصدم، عينه فتحت على الآخر، قال"بوليس؟ إزاي…؟ منين؟!"
شريكه "هو في غيره؟!… آدم… أكيد هو اللي جابهم!"
مسك حافظ من هدومه بغضب قال"إنت السبب! ضيّعتني معاك… يا متخلف… يا غبببببببيييي!"
أصوات صفارات البوليس وطلقات التحذير بدأت تدوي حوالين المكان.
بيزقه حافظ "اخرس! أنا ما كنت بعمل كده عشان مين… عشانى انا بس؟!… الفلوس دي كنت هاخدها لوحدي مثلا."
إسماعيل "فلوس إيه يا متخلف! إنت ضيعتني… ونهيتني! فاكرني هسيبك تمشي بالساهل؟ دنا هطلع روحك بإيديا."
لكن حافظ فى لحظه رصاصة ضربه عليه ن،ار بصله بصدمه، زقه حافظ قال
"كنت ناوي أهربك معايا… بس شكلك مالكش نصيب."
مشي من غير ما يلتفت وراه.
آدم كان بيجري ومعاه أسير، بيواجه الرجالة واحد ورا التاني، صوت جه من وراه"فاكر نفسك رايح فين؟"
حافظ رافع المسد.س، عليهم انطلقت فجأة عدة طلقات في اتجاههم.آدم شدها بجنون، ورمى نفسه معاها ورا قطعة حديد عملاقة، الرصاص بيتناثر حواليهم.
أسير، صدرها بيعلى ويهبط بسرعة، بصتله والدموع في عينيها بصلها وقال
"حصلك حاجة؟!"
آدم، وهو ماسك نفسه مسح على وشها بسرعة قالت "أنا كويسه… انت بخير؟"
آدم "اسمعيني كويس… الباب هناك على يمينك. أول ما أديكي إشارة… اجري. فاهمة؟"
أسير بدموع وهزت راسها رافضة "إنت بتقول إيه! عايزني أسيبك هنا؟! مستحيل يا آدم… مش هسيبك!"
قبل ما يكملوا الكلام، دوّى صوت حافظ من بعيد:"هتستخبى كده كتير يا آدم؟! ولا عايزني أفرغ المسد.س كله فيكم؟!"
آدم كان غضبان وعينيه بتولع نار، بص لأسير قال"أسير… لازم تمشي. إنتِ المهم، لازم تخرجي من هنا… وأنا جاي وراكي."
اسير-"إزاي أمشي وأسيبك؟! ده معاه مسد.س… طلق.ة واحدة تقدر تخلص عليك!"
سكت آدم لحظة، عينيه معلقة بيها "طلقة… مش بتأثر."
بصيتله بشده وافتكرت زمان لما اتصاب، اقترب منها آدم "طلقتين… مش بتأثر."
لمست إيده المرتجفة وجهها، دموعها نزلت أكتر، وهو قرّب لدرجة تسمع أنفاسه وقال "٣ طلقات… مش بتأثر. روحي فداكي يا أسير."
اسير"آدم…"
رد عليها بقوة "هكون وراكي علطول… أوعدك."
فجأة انطلقت رصا.صات متتالية حواليهم، حافظ بيضغط على ز.ناد مسد.سه وهو بيضحك بسخرية.آدم بص لأسير قال "اتفقنا!
اسير "هتكون ورايا؟!"
"وحياتك عندي
كان ده حلفان كافى يخليها تسكت ، بعدت عنه ادم لمح مرايا مكسورة على الأرض.
أخذها بسرعة… واستعملها كـ"انعكاس"، ورمى المرايا بعيد بقوة.
حافظ سمع الصوت… لف بسرعة وضر.ب الطلقات ناحيته، متخيل إن ده آدم.
لكن في لحظة خاطفة… ظهر آدم من وراه ضر.به على رأسه ضر.بة ساحقة وقعت المسد.س من إيده على الأرض.
بصله حافظ بصدمة وخوف آدم مسك إيده بقوة رهيبة، ولوى ذراعه لورا كسره صرخ حافظ
آدم ما ضيعش وقت… سيبه واقع ومشى بسرعة
برا كان صوت الطلقات بيرج المكان كله، قال وليد "ادخلو فورا!"
اندفعوا رجال الشرطة، فتحوا الباب بسرعة، وقفو لمت شاف أسير ،الرئيس "اتفضلي، اخرجي بسرعة."
أسير واقفة متجمدة، بتبص حواليها مش مصدقة إنها وصلت للباب… لكن رجليها رافضة تتحرك. عينيها بتدور وراها على "آدم".
وليد "آدم فين؟!"
قبل ما ترد… شافت ادم خارج من الضلمة زى ما وعدها هيكون وراها
ولي "ادخلو… هاتو الزبالة اللي جوه قبل ما يهربوا! وإياكم تراعيوا حياة حد… خلاص الأسرى خرجوا!"
أسير كانت لسه بصصه لآدم، مسك ايدها قال٠"يلا بينا."
خالشرطة بدأت تقتحم بقوة. الباب بيتضرب بجنازير والر.صاص بيشتعل بين الشرطة ورجالة حافظ. الرشا.شات بتر.ش نار
حافظ كان واقع على الأرض، مس سلت.حهه ورفع إيده بيصوب على ادخ انطلقت الرصاصة! لفو بصدمه حافظ نفسه اتسمر مكانه، عينه اتسعت بذهول.الرصاصة… جت في صدره هو
لف حافظ شاف اسماعيل ماسك سلاح اسماعيل إيده على جنبه المصاب،"فاكرني غبي أسيبك تعلِّم عليا وتفلت؟! قولتلك… نهايتك على إيديا… قولتلك إن البت دي هتكون نهايتنا يا حافظ!"
حافظ بغضب"يا حقير…!"
رفعوا مسدساتهم في نفس اللحظة…وانطلقت سلسلة رصاصات حادة، اخترقت جسد كل واحد فيهم، وصفو بعض
الشرطة اللي كانت لسه مصوبة أسلحتها وليد:"خَفّضوا السلاح… هاتوا المجرمين اللي لسه عايشين، والجثث يتنقلوا للبحث الجنائي."
اسير واقفة خايف من الى شافته واقفه جنب ادم قالها"طول ما أنا عايش… مش عايزك تخافي."
بصتله أسير، عينيها وقعت على وشه كان باين عليه غريب لون أزرق باهت،شاحب كأنه فقد د.مه.
قال"قولتلك… هنخرج إحنا الاتنين."
ما استحملتش وحضنته بقوة، آدم انتفض في حضنها، صوت آه مكتوم طلع منه، لكنه فضل ساكت، مد إيده وربت على راسها بحنان.،لكن فجأة… أسير حست بحاجة.نزلت عينيها لتحت… وشافت نقط د.م بتنزل على الأرض ببطء.
وقفت متجمدة… بصت لدراع آدم اللي مش قادر يحركه وشافت الخيوط الحمرا نازلة منه بغزارة. أدركت ان الد.م ده من آدم.
رفعت عينها له برعب، شافت عيونه الحمرا وهي بتعافر عشان تفضل مفتوحة، جسده بيرتجف من قوة النز.يف.
اسير بصوت مبحوح من الصدمه"آدم!!"
وقع على ركبته بانهيار، جسمه اتهاوى قدامها… واتسعت عيونها وهي بتسقط معاه على الأرض
اسي "آاادم!!!"
عروقه بارزة، أنفاسه متقطعة، إيده بترتعش قربت منه بسرعة، حاولت تمد إيدها تمسكه… لقته بيتألم بشكل موجع. قلعته قميصه اتصدمت وهى شايفة الطلقة مستقرة عندصدره، الدم مغر.قه بلا رحمة.
افتكرت على طول اللحظة لما حافظ ضر.ب النار وهما بيهربوا… الصوت اللي افتكرته وقتها خبطه عادية… لكن الحقيقة إنها كانت طل.قة جت فيه، وده كان وجع آدم اللي أخفاه عنها.
صاح وليد "ده مصاب!! كلموا الإسعاف حالًا!"
بس صوت أسير كان أضعف "آدم… آدم."
حاول يرفع عينه ليها، نظرته تقيلة وتعبانة… اترمى بجسمه عليها باستسلام حضنته بقوه "آدم!! افتح عينك!"
مسكت وشه بين إيديها، دموعها بتنزل على ملامحه:"افتح عينك يا آدم… قولتلك تخرج… قولتلك لو حصلك حاجة مش هسامح نفسي أبداً."
نزلت دموع أسير بغزارة وهي ماسكة وشه بين إيديها "متسبنيش… أرجوك يا آدم."
آدم بص لها بعينين تقيلة قال"مش… مش هموت دلوقتي. متقلقيش… أنا هفضل معاكي دايمًا."
دموعها زادت وهي بتقرب أكتر، شفايفها بترتعش:"لو… لو مكنتش جيت… لو مكنتش جيت…"
قطع كلامها آدم وهو بيحاول يرفع إيده المرتجفة ويلمس خدها "مكنتش… هسامح نفسي لو حصلك حاجة. إيّاكِ تلومي نفسك… أنا… أنا بخير… طالما أنا بين إيدك."
أسير برجاء"أرجوك… أرجوك متعملش فيا كده."
آدم شد نظرته عليها، بعينين كلها عشق رغم وجعه وقال بصوت هادي:"امسحي دموعك… دموعك دي… أشد عليا من الوجع اللي أنا فيه."هنرجع سوا… هنروح موسكو زي ما وعدتك… ومش همشي المرة دي."
نظر اليها قال"انا وانتى وزياد
مسك ايدها وهي مسكته بكل حب قالها "مكنش… مكنش ابنه… كان ابني… ابني أنا."
دموعها نزلت أكتر وهي شايفاه بينز.ف بين إيديها… قلبها بيتقطع من الاعتراف اللي جه وهو في أضعف لحظاته
قالها وهو بيتألمز– "بتعيطي… وانتي قتلتيني قبل كده."
رفعت عينيها المرتجفة له – "قتلتك؟"
قرب منها بابتسامة – "قتلتيني… بحبك."
كانبيحاول يشوف بسمتها قال– "لسه بتحبيني؟… قولتهالك كتير ، بس انتي…"
قاطعته بابتسامة مليانه حزن– "بحبك… حبيتك أكتر من روحي."
نظر إليها لحظة طويلة، عينه تحبس الدموع
-------
أصوات ضجيج عالية بتهز المكان…الجمهور قاعدين في مدرجات استاد كبير، التصفيق والهتاف ما بيقفش، والأعلام مرفوعة.قدامهم مجموعة أولاد صغيرين، حوالى عشر سنين، بيلعبوا كورة كأنهم محترفين كبار. اللعب منظم، التمريرات دقيقة، والأجواء كلها تشبه مباراة دولية، مش مجرد دوري مدارس.
وسط المدرجات، قالت واحده– "لو الموهبة دي اتصقلت، الولاد دول هيبقوا نجوم المستقبل."
– "صح فعلاً… المدرسة ساهمت كتير في تدريبهم وتأهيلهم، الماتش تحفة."
تدخل واحدة تانية بابتسامة– "شايفة الولد اللي بيلعب هناك؟ ممتاز مشاء الله."
ترد عليها التانية بسرعة وبغيرة – "لأ، ابني أحسن من أي حد هنا."
وسط الزحمة دي، في واحدة قاعدة بهدوء، لابسة نضارة سودة، ملامحها مش باينة قوي… عينها مركزة على الملعب وبس
يدخل جون ثالث لصالح الفريق المدرجات كلها بتنفجر بالتصفيق والهتاف.
المذيع بحماس:– "الجون التالت من نفس اللاعب… زياد المسلم! باين إنه مالك الكورة ولا كأنها بتاعته!"
الجمهور كله يضحك من خفة المذيع، والتصفيق يعلى أكتر.
بعد صافرة النهاية، المذيع يعلن – "الفريق الفايز هو…"
ويصفق الجميع من غير أي حقد أو غيرة، الجو كله فرحة بريئة.زياد واقف في الصف الأول مع فريقه، اللجنة بتسلمه الكأس. قالوله بابتسامة:– "لو فضلت على كده، هتاخد زيها لما تكبر."
زياد مد إيده بابتسامة واسعة وهو بيستلم الكأس.يلف بسرعة لصحابه اللي قفزوا حواليه وبيهللوا فرحانين زياد بيبص ويحرى ع الاستاد بحماس، الكل بيشاور عليه، والمصورين بيمسكوا الكاميرات ويصوروا اللحظة.
فجأة، زياد يخرج من أرض الملعب بسرعة ويطلع السلم بخطوات متلاحقة…
هناك، بتقف المرأة الصامتة – اللي كانت طول الماتش قاعدة تراقب.ترسم ابتسامة على شفايفها أول مرة.
زياد بصوت عالي وهو بيجري ناحيتها – "شوفتيني يا ماما؟"
تمد إيدها تربت على شعره المبلول عرق وتقول– "مشوفتش غيرك… أنا فخورة بيك."
ضمته لحضنها، وهو يبادلها العناق بقوة الناس كلها تشاهد المشهد، وتعتبره رمز للدعم، صورة بتلخص معنى الأمان والحب.
كانت أسير واقفة في نص الملعب، والكل بيرحب بيها بحرارة بعد نهاية الماتش.
المذيع يقترب منها بابتسامة – "إزيك يا مدام أسير؟ أنا زميل معاكي بس ف المتشات… على فكرة قريتلك خبر حلو جدًا من أيام."
ابتسمت – "أتشرفت بيك."
الجمهور كان يعرفها مش بس كأم زياد، لكن كصحفية أسير كتبت في الجريدة اليومية أخبار ومقالات بلمستها الخاصة: نصائح، مقابلات، وثقافات عامة عن بلدها.سنة ورا سنة، ارتقت… النجاح ابتسم لها أكتر.معدنها ظهر بوضوح: قليلة الكلام، هادئة أغلب الوقت، لكن بفضل ده الكل بتفضل نفسها "أسير"… المرأة الطيبة الرقيقة، حتى لما تبقى حادة.
في اللحظة دى زياد كان واقف جنبها ماسك الكأس المصور جه بسرعة.اسير وقفت قريبة من ابنها، زياد شد إيدها بإيده الصغيرة، قربها منه أكتر…ابتسموا الاتنين للكاميرا.
العدسة تحفظ اللحظة: أم وابنها، في قلب ملعب مليان بالتصفيق، صورة بتتكلم عن حياة جديدة اتبنت فوق ركام الألم.
في بيت أنيق ودافي، كانت أسير تعيش فيها مع زياد من سنتين. جت ست أخدت شنطة زياد قالت "الأكل جاهز… وعلى فكرة، في رسالة مبعوتة لحضرتك، سبتها في نفس المكان."
– "شكرًا. يصفاء
ردت أسير بهدوء دخلت الغرفة، لقت الرسالة، فتحتها… ابتسمت
في الوقت نفسه، كان زياد بيرص كؤوسه وميدالياته في المكتبة. الكأس الأخير حطه بجانب ميداليتين أخدهم قبل كده.أسير وقفت عند الباب وقالت:
– "يلّا يا زياد، الأكل برد… هتفضل تبصلهم كده كتير؟"
رد وهو خارج من أوضته بابتسامة واسعة– "سمعتي المذيع؟ قال إني بعرف ألعب كويس."
ابتسمت أسير– "سمعت، بس ده ميخلكش تهمل مذاكرتك."
زياد– "مش بهمل فيها… بس بهتم بتمرين أكتر. بابا قال إني هكون لاعب مشهور."
سكتت أسير رن هاتفها فجأة، فقطعت شرودها قالت- يلا كل
قعد زياد بحماس ياكل قامت ردت - الو
كان الاتصال من الجريدة زميلتها على الخط قالت بقلق– "في خبر نزل… لازم تغطيه، الدنيا عندنا ضغط جدًا."
– "المفروض إني طالبة إجازة تبدأ من النهارده."
– "عارفة… بس الخبر ده مهم ليكي، وانتي بتعرفي تكتبي مقالات كويس جدًا."
سكتت أسير لحظة، نظرت إلى زياد وهو منتظرها بعينيه المتحمسة.قالت بجديه
– "موعدكيش… أنا في إجازة ومش عايزة أشغل نفسي بالشغل."
قفلت الخط، رجعت لابنها بابتسامة – "مديتلك إجازتك أسبوع كمان."
قفز زياد بفرحة – "بجد؟"
وجرى على أوضته بسرعة وهو يضحك. ضحكت أسير وقالت ورا ظهره:
– "بس اسمع يا زيااد… مش هنلعب كتير
جت صفاء اشبك الأطباق اللي مخلصهوش زياد كالعاده، قامت أسير تشوله وراحت تدور عليه لقته واقف قدام صور معلقة على الجدار… صورة جدته وصورة تانيه لعاصم
اقتربت ببطء، شافته واقف ساكت رافع إيده بدعاء، صوته صغير لكنه مليان شجن – "ماما… تيته وحشتني. مر سنه بس."
اقتربت أكثر، مدت إيدها وربتت على كتفه بحنان– "قولتلك… أي حد بنحبه بنقابله في دنيا تانية. ندعيلهم وما نزعلش."
أومأ برأسه بخضوع رفع عينه قال– "طب… وبابا؟ هنقابله فين؟"
ربت على راسه بابتسامه قالت -قريب
--------
على أرضٍ أخرى…في قاعة فخمة داخل شركة كبيرة، كان يجلس على رأس الطاولة رجل ذو حضور قوي، يتحدث بصرامة وسط مؤتمر مع موظفيه:
– "الافتتاح الجاي لازم يكون أكبر بكتير… عايز شغل أعلى من كده."
أحد الموظفين رد باحترام – "إحنا بالفعل شغالين بكفاءة يا فندم."
أومأ الرجل وهو يضغط على كلماته – "بس المرّادى… الكفأه دي هتكون قليلة. مع الجهد العالي… المرتبات هتعلى."
ساد الصمت لحظة قبل أن ترتسم ابتسامة خفية على وجوه الموظفين، كأن كلمات المالك أرضت طموحهم.ثم ردّوا بصوت واحد، حاسم وممتلئ بالاحترام:
– "مفهوم… مستر آدم."
كان "آدم" هو ذلك الرجل، المالك الجالس على كرسي، رن هاتفه فجأة.تقدمت نحوه سكرتيرته الأنيقة "كلارا"، تفوح منها رائحة عطر قوة – "مكالمة لمستر آدم."
سألها بهدوء وهو ينظر لساعته– "الساعة كام؟"
– "اتنين
– "تمام… عرفيهم إننا هنكون في القاعة ف نفس الوقت
نهض آدم من مكانه بخطوات ثابتة، وخرج خرجت كلارا هى كمان تنفذ، اصطدمت براجلٍ يقترب منها بابتسامة واسعة وكأن علي الى قال
– "كالعادة… جميلة يا ياحبيبتى."
مدّ يده ليعانقها، ويبو.سها لكنها نزلت بالملف على رأسه بقوة! بصلها بشده وشاورت لف على ولقى ادم لسا واقف
احمرّ وجه علي قال– "انت عارف… إحنا مخطوبين… وهنّتجوز."
قال آدم – "امسك حماسك لحد اما تتجوز… وهمدّلك إجازتك."
ابتسم علي بخفة – "إنت أحسن صديق… وأحسن مدير عرفته."
دخل آدم المصعد بخطوات ثابتة، قبل أن يغلق الباب، التقت عيناه بعيني كلارا التي لمحت علي وهو ما زال مرتبكًا.
قالت له بابتسامة – "حماسك عالي النهاردة."
ردّ علي – "أبوك نسي يهددني النهاردة بخصوص الجواز."
ابتسمت كلارا ابتسامة باهتة قالت - مش عارفه هتكونو عيله ازاى.
في المساء… كان آدم واقفًا في شرفة منزل الانيق الحديث، بيده فنجان قهوة عاد لشربه من جديد بعد انقطاع.
نظره شارد نحو السماء… نفس السماء المشتركة بينه وبين الجميع، لكنها بالنسبة له بدت كأنها تحمله أسرار لا يعرفها غيره.
رن هاتفه.رفع السماعة، فكان المتصل "علي":– "بعتلك رسائل على الإيميل."
تنهد آدم وهو يضع الفنجان على السور:– "نسيت إن أنا في إجازة يا علي."
– "بس الإيميلات دي مهمة…"
قاطعه آدم ببرود – "مش هعمل أي شغل في إجازتي… حتى لو هتربحني ملايين."
ساد صمت قصير، ثم قال علي باستسلام – "خلاص… ماشي."
أغلق آدم الهاتف، وألقى نظرة أخيرة على السماء قبل أن يعود إلى الداخل.
جلس أمام مكتبه، فتح جهاز اللاب توب.بعد دقائق… ظهر إشعار على الشاشة مم بريده الشخصى
فتح آدم ليجد رسالة ضغط عليها فظهرت أمامه صورة واضحة لزياد وأسير في الملعب، والابتسامة تغطي وجهيهما.تحت الصورة كُتبت جملة بخط بارز:
"اللاعب زياد آدم المسلم."
توقف قلبه للحظة وهو يقرأ الاسم على بطاقة ابنه المعلقة في الصورة.
ابتسم بخفوت غامض، ثم أغلق الرسالة بعد أن أرسل ردًا
قام من مكانه، دخل غرفته بهدوء، فتح الدرج الجانبي.
أخرج جواز سفره، بطاقته، وأوراق سفر مرتبة بعناية… ووضعها على الكمودينو بجانب سريره.
---
في شوارع القاهرة…كان زياد يترجل من السيارة بجانب صفاء.قال لها وهو ينظر حوله ببراءة:
– "ليه ماما موصلتنيش؟ هي مش عندها شغل النهاردة؟"
– "ماما عندها مشوار مهم."
توقف زياد – "طب عايز أروح معاها."
هزت رأسها نافية– "ماينفعش يا زياد… المدام قالت لازم تفضل هنا، ونخلص ونروح البيت سوا."
اقترب زياد منها أكثر وهو يهمس بعناد طفولي– "بس أنا عارف إنها هتفرح لو رحت… خلينا نعملها مفاجأة."
صمتت لوهلة، ثم ابتسمت باستسلام وهي تلمح نظراته الماكرة.
غمز لها زياد بخفة كأنهما عقدا اتفاقًا سريًا، وبدأ يتحرك مبتعدًا.لكن خطواته توقفت فجأة…عيناه اتسعتا حين لمح كلبًا ضخمًا يقترب من بعيد، عيونه تلمع قرب زياد منه
شهقت صفاء بفزع – "زياد! أبعد عنه… ده خطر!"
زياد وقف قدام الكلب بابتسامة عريضة، قال للخادمة وهو يمد ايده عليه– "متقوليش زى ماما… بصي، ده هادي خالص."
لمس رأسه بحنية، ومد له قطعة الباتيه اللي كان ماسكها – "خد
هزت الخادمة رأسها بياس وقالت بضيق – "طب متلمسهوش، إيدك زمانها اتوسخت… يعع!"
ضحك زياد ببراءة وهو يطبطب على الكلب – "يا داده، شكله هرب من صاحبه… ده نضيف خالص."
تنهدت بحيرة وهي تراقبه– "مامتك هتزعل جدًا لو شافتك معاه… يلا سيبه وادخل."
لكن زياد نظر لها بعناد طفولي – "مش عايز أسيبه… ممكن آخده معايا؟"
شهقت وقالت بجدية– "إيه؟! لا بقى… انت كده بتهزر بجد!"
ظل زياد واقفًا، ينظر للكلب الذي اقترب أكثر
---
فى الجنينه الخصبه… كان الهوا ساكن وهادي، والطيور بتحلق حوالين السماد فى لحظة انسجامية نادرة، وكأنها لوحة مرسومة بعناية.
واقفه أسير بصمت، عينيها شارده، كأنها نسيت العالم وضوضاؤه، مستسلمة للهدوء.
قطع السكون صوت خطوات وريحة مألوفة،التفتت بخفة… ووقف جنبها آدم، بوجهه اللى ما زال محتفظ بنفس اللمعة.
اشير– "مقولتش إنك نزلت… ليه؟"
– "لسا جاي… حبيت أعملك مفاجأة."
تنهدت أسير وقالتله بنبرة هادية– "إنت الوحيد اللى عارف إجازتي باخدها هنا."
– "أتمنى ماكنتش قطعتها عليك."
سكتت لحظة، وبعدين نظرتله بعينين صريحة وقالت:
– "هكون صريحة معاك وأقولك… إنك بتيجى لما بفكر فيك. وإنك جنبي، دايمًا بتقاطع تفكيري وتظهر، يا آدم."
قرب منها خطوة وقال بنبرة عميقة – "لأني بحس بيكي أكتر من نفسي… بس ليه بتختاري ألمكان ده؟"
ابتسمت أسير – "عارفة إنك عارف… بس هجاوبك."
مدت إيدها وأشارت لبعيد – "بُص وراك… شوف الفندق اللى ظاهر من بعيد، من قمته. ده نفس الفندق اللى حجزته لينا."
نظر آدم للبعيد، والعينين اتقابلوا بعد ما لمحت ذكريات قديمة في المكان ده.
ابتسم ابتسامة مشوبة بالشجن وهو يقول:
– "وفيه شهر… شهر عسل، قضيناه هنا."
سكتت أسير، وفضلت عينيها تتابع الطيور فى السماء، وكأنها بتهرب من مواجهة مشاعرها… بينما آدم وقف جنبها، وصمته كان أبلغ من أى كلام.
نظرت له أسير، وعينيها جات فـ عينه مباشرة، ملامحهم اتشابكت وكأن اللحظة حبست الزمن حوالين الاثنين.
اسير:– "الرحلة كانت طويلة عليك…"
– "كش أطول… من بعدك."
سكتت أسير لحظة، ثم قالت بصوت – "ممكن تتابع الجريدة اللى أنا شغالة فيها… بس من غير ما تسألهم عني؟"
رفع آدم حاجبه باستغراب وقال– "حد ضايقك بحاجة؟"
هزت رأسها– "إنت مخوفهم مني… حتى المدير بيخاف يتكلم معايا بسببك."
آدم بهدوء– "دي حاجة ما تزعجنيش."
تنهدت أسير وقالت – "هتفضل كده… بتخاف عليا من الكلمة؟"
اقترب منها خطوة، صوته بقى أعمق – "ما عنديش مانع أفضل كده… بطبيعتك إنتِ رقيقة يا أسير، أقل كلمة ممكن تزعلك."
نظرت له باستغراب، وهمست – "وإنت مش بتزعل؟"
اقترب أكتر، وصوته بقى خافت لكن صريح – "مجرد ما أشوفك زعلانة… بتحرق."
شعرت أسير بارتباك، وقفت قدامه، وهو وقف أمامها وجهًا لوجه، المسافة بينهم تضيق.ابتسم آدم وقال:
– "قولتلك… أنا لسه جاي من سفر على هنا. وشايف مراتي… ما حضنتنيش ولسه سايبة بينا حاجز كبير من ساعة ما اتجوزنا."
ابتسمت بخجل، ابتسامته زودت دفء اللحظة.قال لها وهو يميل برأسه:
– "أظن أنا بطلب حضن بس."
قتربت منه بخطوات بطيئة… ثم مدت ذراعيها وحضنته.بادلها آدم العناق بشوق وحنين متراكم،وأسير حضنته بنفس الشوق، بنفس القوة، وكأنها كانت محتاجة اللحظة دي أكتر من أي حاجة.
قال آدم بصوت واطي وهو بيشدها أقرب لحضنه – "بيظهر ضعفك في حضني."
– "لإني دايمًا ضعيفة قدامك."
لكن فجأة صوت بعيد قطع اللحظة… صوت مألوف جدًا لأسير.التفتت بعينيها… واتفاجئت لما شافت زياد بيجري بكل سرعته ناحية آدم.
قالت باندهاش – "زياد؟!"
ابتسم آدم وهو يراقب ابنه يقترب وقال بخفة – "مبقاش أنا الوحيد اللي عارف المكان ده."
قفز زياد في حضن والده، صوته مليان شوق – "بابااااا!"
ضمّه آدم بقوة، كأنه خايف يفلت منه، تنفس رائحة ابنه بعمق – "وحشتني قوي يا زياد."
رفع زياد رأسه وهو مبتسم بعفوية – "رجعت إمتى؟"
رد آدم وهو ماسك وشه بين إيديه:– "لسه راجع."
قال زياد بسرعة – "مش هتوديني معاك؟ إنت وعدتني."
هز آدم رأسه بحنان وقال – "المرة دي… هنكون سوا. مش همشي."
ابتسم زياد بحماس، قرب منه وقاله حاجة في ودنه…آدم سمع، ضحك ووشه نور فجأة.اسير بصّت باستغراب، وقالت بنبرة متوترة:
– "في إيه يا زياد؟"
آدم اكتفى بابتسامة وهو يبص لابنه، وزياد أومأ برأسه بحماس كأنه بيأكد كلامه.ازدادت حيرة أسير وقالت بحِدّة:
– "زياد… بتقول إيه؟"
مرظش عليها اضايقت قالت– "زياد… إزاي جيت هنا؟"
– "داده جابتني… ومعايا صاحبي."
أسير استغربت أكتر – "صاحبك؟"
وفجأة سمعوا صوت نبيح كلب عالي، والتفتت أسير برعب…لقت كلب بيجري ناحيتهم بسرعة.
اتصدمت وهي شايفة زياد بيجري ناحية الكلب، قالت – "زياد! متهزرش… سيبه فورًا وابعد عنه!"
وقف زياد معاه وهو بيشاوره بحنان– "ماما ليه بتخافي منه؟ أنا بحبهم… وهو كويس، بصّي!"
ارتفع صوت أسير أكتر، خوفها واضح في نبرتها– "زياد، بقولك ابعِد عنهم حالًا!"
الكلب قرب بخطوات وعينيه مثبتة على أسير اللي بدأت أنفاسها تتسارع بصلها آدم قرب منها ووقف جنبها وقال بهدوء:
– "لسه عندك فوبيا منهم؟"
هزّت رأسها بخوف – "آدم… أبعده عني!"
مد آدم إيده من وراها حاوطها بذراعه، ضمها لجسده، وقال بصوت ثابت – "اهدي… هو بيشم ريحة خوفك. كل اللي محتاجاه إنك تهدي."
الكلب بدأ يلف حواليهم،آدم قربها منه أكتر نستغل اللحظه وحط راسها على كتفه، صوته عميق – "خدي نفس عميق… معايا."
زياد لمح نظرة الخوف في عيون أمه، فمد إيده وأشار للكلب وفعلاً الكلب بعد عنهم
رغم ابتعاد الخطر، آدم ما بعدش عنها، كان لسه ماسك إيدها، وصدره ملتصق بكتفها بص لتعب ملامحها وقال بنبرة جدية:
– عملتي إيه عند الدكتورة؟"
اتفجات من معرفته آدم شد إيده على إيدها أكتر وقال:
– "أنا عارف كل حاجة عنك. مش معنى إني بروح أشوف شغلي… تبقى عيني مش عليكم."
– "بترقبني؟"
قرب منها آدم، صوته فيه دفء واشتياق:– "سميها مراقبة لو عايزة… لكن أنا بس شوق غلّاب، وقلبي لسه… مشتاقلك."
دق قلبها بقوة، وفي لحظة ارتبك فيها جسدها، وقعت ورقة من يدها على الأرض كانت ورقة تحاليل،فى لحظه صمت قال – "عارفة إن النهارده… كان يوم جوازنا؟"
ردت أسير وهي ناظرة في عينيه– "عارفة يا آدم."
اشار بإيده ناحية الفندق البعيد اللي قمتُه باينة وسط الأفق – "شايفة الفندق ده؟"
التفتت أسير وعبنهم الاتنين على الفندق رجعها لسنين ورا…
--
لما صحيت في أوضة غريبة، قلبها بيرتعش من القلق. قامت بسرعة، عينيها بتدور في المكان وهي بتنادي بخوف– "آدم… آدم، إنت فين؟"
فتحت الباب، لقت بنت واقفة مبتسمة وبتقول بلطف – "إزيك… يلا نبدأ تجهيز."
أسير بصت لها باستغراب – "إنتي مين؟"
ضحكت البنت وقالت بثقة– "أنا الميكب… واللي هساعدك النهارده تطلعي بأحلى إطلالة."
قلب أسير كان بيرتعش وهي لسه مش مستوعبة… لحد ما لقت نفسها نازلة بفستانها الأبيض، والعيون كلها عليها. وقفت قدام الباب، صوتها الداخلي كان بيرتعش وهي بتقول لنفسها – "أنا… أنا خايفة."
لكن فجأة، الباب اتفتح… وظهر قدامها آدم ببدلته السودا الأنيقة. ابتسامته الدافية خففت كل ارتجافها قال لها وهو بيقترب – "في حد يعيط يوم فرحه؟"
اتسمرت مكانها، عينيها مش قادرة تبعد عنه.مد إيده في جيبه، وخرج منها خاتم، وقال بنبرة فيها شقاوة وصدق في نفس الوقت:– "تتجوزيني؟"
ارتبكت وضحكت وهي بتقول:– "إحنا متجوزين أصلًا!"
قرب منها أكتر، عينيه غارقة في عينيها– "عارف… بس النهارده هو جوازنا الحقيقي. وفرحنا… اللي هيفضل."
مد إيده وخد إيدها، والاطمئنان غمر قلبها. لحظتها، كل خوفها اختفى، ومافضلش غير فرحة حقيقية وطمأنينة، أول مرة تحس بيها من قلبها.
---
رجعت أسير من شرودها، لكن عينيها لسه غرقانة في الذكريات.شايفة آدم قدامها، لكن عقلها بيرجع لأيام بسيطة…
---
فى يوم فترة استراحة ادم وزياره اسير ليه الى فجأته، كانت قاعدة جنبه على صندوق خشب صغير، في إيده مفتاح صليبة، وفي إيدها صندوق أكل فتحته، ومدت له سندوتش كأنها أم بتطعم ابنها.
قالت بجدية رقيقة:– "بص… لو نزلت من غير أكل، هاجيبلك الأكل لحد هنا. أنا مش بحب أقصر في واجباتي كزوجة."
آدم رفع عينه لها بابتسامة دافئة، وصوتها بيوصل لقلبه أكتر من ودنه.قال وهو بيضحك بخفة – "واجِبات الزواج… عن الكل."
احمر وشها خجلًا، ابتسم هو أكتر، وساب نفسه يستمتع بنظرتها دي.، قامت حاطة السندوتش في بقه بعفوية، وقالت – "كل ."
ضحك آدم وهو بيمضغ، وبصلها بعينيه اللي عمرها ما نسيتهن كان وقتها عارف… إن البساطة معاها أحلى من أي فرح كبير.
-----
تتعلق عيون أسير بآدم، والذكريات تسحبها من بين أنفاسها…تفتكر وهي قاعده مع عمتها بتعمل معاها الأكل وعاصم وآدم راجعين من برا، عاصم"الشيف الشربينى بنفسه"
قالت أمه "بس مضايقهاش على الاقل بتساعد مش زيكو"
عاصم"نساعد ف اي طيب نعملكم كوبايتين عصير"
اتغازت اسير ضربه ادم وقاله " أسير بتحب النسكافيه ادخل اعمله"
بص عاصم لاخوه لقاه بيعقد معاهم ويلص لاسير ابتسم قالها " عرفتى الشهاده بتتحط فين وإنك مكانك المطبخ"
اتغاظت أسير أكتر وقالت "ادددددم"
هنا انفجرو ضحكا
----
كانت عينها سابحه فى السما فى ذكرياتنا بتفتكر زكان
ادم كان وجهه كله شحم من الورشة، واقف قدامها بابتسامة متعبة قالها بحذر وهو ماسك نفسه: "ماتقربيش… هتتوسخي."
ضحكت أسير وهي بتبصله بعين كلها حب– "ده اعتقادك عني دايمًا، عشان كده بتبعد… أنا ينولني الشرف ألمسك يا آدم."
قربت منه بخطوة صغيرة، مسحت خدّه بإيدها… وباست طرافه بابتسامة دافية.
هو ساعتها حس إنه الدنيا وقفت بس عشان اللحظة دي.
…
وبتسحبها الذاكرة أكتر، للحديقة… والمرجيحة.كانت قاعدة عليها زي طفلة، وآدم وراها بيهزها بخفة.صوتها جاله رقيق، فيه كسوف وصدق:– "ندمانة."
ادم – "ندمانة على إيه؟"
بصتله من فوق كتفها وابتسمت:– "على غباي… بس دلوقتي بعيش لحظة كنت مخططلها في أحلامي مع زوجي."
اقترب منها، صوته مليان دفء:– "وأنا بعيش مع حلمي نفسه."
----
تعود أسير للواقع، ترمش بعينيها كأنها بترجع من فيلم.تاخد تنهيدة عميقة، دمعة محبوسة على طرف عينها.
آدم وقف قدامها، عيونه متمسكة بيها، صوته جه واطي لكنه ثابت:– "كفاية بعد… ارجعي."
كلمة “ارجعي” كسرت الحاجز اللي بين قلبها وقلبه، كأنها دعوة، وكأنها وعد.
آدم وقف قدامها، نبرته حادة لكنها مليانة صدق:– "أنا ما وافقتكيش عشان تكمّلي علاج… أنا وافقت قراراتك بالبعد من بعد جوازنا. لأنك اخترتي كده، وأنا احترمت قرارك. أنا مكنتش مستني منك تكوني كويسة… أنا كنت مستنيكي إنتي. وبما إنك مش قادرة تقوليها… فأنا بقولهالك تاني وتالت ورابع… ارجعيلي."
نظرت له أسير، دموعها بتلمع، مش عايزة تبين ضعفها.
هو كمل: – "مش عايزانا نكمّل شهر العسل هنا ف الفندق."
غصب عنها ابتسمت ابتسامة صغيرة، قلبها اتخطف منها قبل عقلها،لكن نباح الكلب قطع اللحظة، خلّاها تبص لزياد الى حضن الكلب بخوف من امه
قال زياد لأبوه ببراءة: – بابا
ادم- عايزه ولا أجيبلك غيره؟"
بصّت أسير لآدم بشده قال آدم بابتسامة هادية:– "لا يا زياد… ده جميل، وحبيته."
زياد فرح وكمل لعب مع الكلب، وأسير فضلت واقفة بصاله قرب منها وقال بهدوء مطمّن:– "هيكون في الجنينة… له بيته ومكانه. ماتقلقيش."
ابتسم زياد من غير ما يسمع كلامهم، وفضل مشغول باللعب، أما آدم، فثبت نظره على أسير وسألها بنبرة مختلفة – "ودلوقتي…؟"
قالت أسير – "ودلوقتي نرجع البيت… وتيجي معانا. المحامي كفاية ينام جنب زياد الليالي المتابعة… وترجع أنت للأوتيل.انت هتيجي البيت… بيتك، في استقبالك من سفرك."
آدم – ماكنتش هاعترض لو اتقالتلي كده زمان… منك إنتي."
في البيت كانت معموله حافله هاديه تورتة جميله محطوطة على الطاولة، وشمع منور بضوء دافي.زياد كان قاعد قدامها، يمد إيده بشغف عشان يطفي الشمع، لكن نظرة الدادة الحادة وقفت حركته، فسكت وقعد مكانه.
ظهر آدم من وراهم، التفتت صفاء له بابتسامة مجاملة، زياد" هتقعد معايا لحد ما ترجع؟"
آدم جلس جنبه، ونظر له بعينين صادقة وقال– "مفيش رجوع بقا يا زياد… يعني انت هتكون معايا على طول، ومفيش خيار بيني وبين ماما تاني."
زياد فتح عينيه بدهشة – "بس ماما… مش هسيبها لوحدها!"
ابتسم آدم وربت على كتفه:– "فاكر إني هسيبها من غير راجل؟… طول ما انت معايا، هي هتكون معانا."
ابتسم زياد براحة، وقال بسرعة:– "يعني هتاخدني أشوف روسيا؟"
الباب اتفتح وخرجت أسير…لابسة فستان رقيق بلون بنفسجي يميل للأحمر، شعرها منسدل بعناية، وجهها هادي ومليان أنوثة.
ضحكت أسير من عينهم وقالت:– "ف إيه؟"
زياد رد بسرعة وهو لسه مبهور:– "ماما… انتي جميلة أوي."
ابتسمت أسير بحنان، ونظرت لآدم اللي لسه ساكت وما قالش كلمة.اقترب منها آدم بهدوء، مسك إيدها، ووقفها جنبه… كأنه يعلن قدام الكل إنها له وحده.
قالت أسير بابتسامة رقيقة:– "شكرًا على الفستان يا آدم
آدم نظر في عينيها وقال بثبات:– اللون مش بيفكرك في حاجه... عنّابي."
وشها احمر وبصيتله بابتسامه قال– "ذاكرتك قوية."
ابتسم وقال– "معاكي انتي بس."
تدخل زياد بحماس طفل "ماما… يلا اتمني أمنية عشان ننفخ الشمع."
وقفت أسير تنظر بين زياد وآدم، وأغمضت عينيها للحظة آدم اقترب منها أكثر، وكأن قلبه سامع ما لم تنطق به، وقال بصوت دافي:
– "القمر الليلة مكتمل."
نظرت إليه تفهم قصده، عينها راحت للمرايا المعلّقه قدامها، مرسومه خصيصًا ليها، مختلفة عن أي لوحه، لأنها كانت مرآه تعكس صورتها ويظهر خلفها القمر كأنه واقف جنبها من النافذة. لحظتها حسّت إن المشهد معمول بس عشانها.
آدم مد إيده بهدوء، مسك يدها ومعاهم زياد، وقطعوا التورته سوا. زياد بعفويته الطفوليه مد القطعة الأولى لمامته، وأسير ابتسمت من قلبها من حنان ابنها، لكن بسرعه عشان ما يزعلش أبوه ادته له القطعة في الحال. زياد اتعلق في رقبة آدم عارف أبوه قوى بين أعين عاشقه واهنه للحب أعين، الحب الذى أخذته الدنيا هبائا ونثرا لكنه لم حلا بل كان دائا لا يزول داء عشق طفوله مميت، داء لا يعالج الى بدواءه
تحت سماء الليل، أسير قاعدة جنب آدم، قريبة آدم بص لها وقال بهدوء – زياد نام.
ابتسمت وقالت – سهر كتير النهارده عشانك.
رد عليها وهو بيعدل جلسته – المهم يحلم كويس.
بصيتله اسير على أيسر صدره بينزل آدم قميصه قليلا وتظهر ند.به من جر.ح قديم قالتله اسير
- أثر الطلقه مش هينشي
- زي أثر حبك
صمتت بصيلها آدم وبصوت أهدى من الليل نفسه سأل:– اتمنّيتِ إيه؟
سكتت لحظة، وبعدين همست– عيلة.
بصلها من الى قالته رفعت نظرتها ليه وقالت – اتمنيتك انت.
تبادلوا النظرات تحت سماء مرصعة بالنجوم، هبت رياح دافئة، حملت معاها نسيم ربيع
"النهايه"
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇
